لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 07:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة وليد الطيب ال قسم السيد(waleed500)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2005, 01:23 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح

    قال بلال الحسن(مجلة اليوم السابع):-

    هنالك اشخاص نعرفهم كثيراً ثم نكتشف فجأة اننا لا نستطسع ان تنحدث عنهم كثيراً، فهم النسمة وهم الطيبة ،وهم التواضع ، وماذا يستطيع الانسان ان يقول عن النسمة والطيبة والتواضع والصداقة؟

    لقد تعرفت على صلاح احمد ابراهيم عام 1984م وسعيت وراءه من اجل ان يكتب فى (( اليوم السابع)) وكنت قد قرأت له مقالات سياسية كثيرة ، ولكننى ألححت عليه ان لا يكتب فى السياسة. ولا ادري ان تخبئه هذه الجملة. وكنت احرص بدافع الفضول ان اقرأ مقالة صلاح فور وصولها ، لاكتشف ان كان لا يزال هنالك ((جديرون بالأحترام) يستطيع ان يكتب عنهم.

    واعترف..ان صلاح فتح امامى باباً واسعاً يطل على عالم الجديرين بالاحترام هذا. كانوا كثيرين اكثر مما تصورت ، وكانوا يخرجون من تحت معطفه بشراً احياء .كان من خلالهم يدافع عن الخير فى معركته الأبدية مع الشر، وبدأت اسمع ملاحظات الاعجاب بمقالة صلاح فى كل مكان اذهب اليه. وفوجئت حين كنت التقى بالشباب المغتربين وفيهم من لا يتقن العربية الا قليلاً ، وقد قرأوا مقالة صلاح وطربوا للغتها. وبدأت اشعر ان صلاح يستطيع ان يكتب لنا عن هؤلاء الجديرون بالاحترام دون توقف ، وحتى النهاية ، وقد كان هذا للاسف ، هو ما فعله تماماً ، باستثناء مقالة واحدة بقيت غائبة لم تكتب بعد عن صلاح احمد ابراهيم نفسه ، لتكون خاتمة السفر.

    لقد كانت حياة صلاح ، بقدر ما استطعت ان اعرف منه ، سلسلة من التحديات ، تحديات مع الأحزاب ، ومع السياسة ومع الحكام.

    انتمى للحزبية فى مطلع السيتينات ، فترة لا تتجاوز السنه الواحدة ، وغادر الحزبية بسبب ((شيبون)) وشيبون هذا شاعر سودانى ، وكان صلاح مليئاً بالاعتقاد انهم حاصروه وعزلوه حتى انتحر.

    ولم يكن مستعداً ان يغفر للحزبية ذلك ، وكان قاسياً فى نقده ، ومن اجله كتب قصيدته ((انانسي)) وبالكاد استطعت ان اعرف منه ان انانسى هذا عنكبوت من شرق افريقيا.

    لقد كانت هذه الرموز الافريقية تملأ شعر صلاح ، فغابة الأبنوس هى ديوانه الأول ، وهو الخشب الاسود الصلب الذى لا يكسر . وغضبة الهباباي هى ديوانه الثانى والهباباي هى الريح العاتية التى تهب في شرق السودان ، تماما مثلما كان الشعب السودانى يهب فى كل مره جارفاً كل ما هو امامه.

    وكان لصلاح تحد آخر مع السياسة ، رشح نفسه للانتخابات مرتين ، وخسر فى المرتين. خسر مرة بسبب الشيوعيين حين اكتسحوا دوائر الخريجيين عام 1965 . وخسر مرة ثانية بسبب الاسلاميين حين اكتسحوا الدوائر نفسها عام 1986م

    الانتخابات حزبية ، ولا مجال فيها لصلاح ولا للشعر. وكان لصلاح تحد آخر مع الحاكم . لقد ايد النميرى فى بداية عهده ، ثم ناصبه العداء. وكان أميناً مع نفسه حين استقال من منصبه كسفير للسودان فى الجزائر عام 1976م ، وبدأ حياة الاغتراب فى باريس ، وعاش حياة المنفيين ، رافضاً باصرار ان يطلب اللجوء السياسى.

    وظن نميرى أنه استراح من صلاح باستقالته. ولكن صلاح ملأ عليه الخرطوم بنهاراتها ولياليها، حاربه بالشعر بالشيء الوحيد الذى يملكه.

    مات صلاح ولم يمتلك اى شبر من الأرض فى السودان وان كان بامكانه امتلاك القصور..ولكنها عزة النفس السودانية متمثله فى هذا الشاعر الفذ

    ومن كلمات الرائع صلاح احمد ابراهيم






    ليت لي ازْميل((فدياس)) وروحاً عبقرية

    وأمامى تل ُ مرمر

    لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقاييسك

    تمثالاً مُكبر

    وجعلت الشعر كالشلال : بعضُُ يلزم الكتف

    وبعض يتبعثر

    وعلى الأهداب ليلاً لا يُفسر

    وعلى الخدين نوراً يتكسر

    وعلى الأسنان سُكر

    وفماً كالأسد الجوعان زمجر

    يرسل الهمس به لحنا معطر

    وينادى شفة عطشى وأخرى تتحسر

    وعلى الصدر نوافير جحيم تتفجر

    وحزاماً في مضيقٍ ، كلما قلتُ قصيرُُ هو،

    كان الخصر أصغر

    يا مريه

    ليت لي إزميل ((فدياس)) وروحاً عبقرية

    كنت أبدعتك يا ربة حسنى بيديَّ

    يا مريه

    ليتني في قمَّةِ ((الأولمب)) جالس

    وحواليَّ العرائيس

    وأنا في ذُروة الإلهام بين المُلهماتْ

    أحتسي خمرةَ ((باخُوس)) النقيَّة

    فإذا ما سرتْ النّشْوةُ فيَّ

    أتداعى ، وأُنادى : يا بنات

    نقٍّّروا القيثار في رفقٍ وهاتوا الأغنياتْ

    لمريه

    يا مريه

    ما لعشرينين باتت في سعير تتقلب

    ترتدى ثوب عزوف وهي في الخفية ترغب

    وبصدرينا ((بروميثيوس)) في الصخرة مشدوداً يعذب

    فبجسم الف نار وبجسم الف عقرب

    أنتِ يا هيلينُ

    يا من عبرت تلقاءها بحر عروقي ألفُ مركبْ

    يا عيوناً كالينابيعِ صفاءْ...ونداوة

    وشفاهاً كالعناقيدِ امتلاءْ...وحلاوة

    وخُدوداً مثل أحلامي ضِياءْ ....وجمالا

    وقواماً يتثنّى كبرياءْ...واخْتيِالا

    ودَماً ضجَّتْ به كلُّ الشرايينِ اشتهاءْ..يا صبيَّة

    تَصْطلي منهُ صباحاً ومساءْ....غجريَّة

    يا مريّه

    أنا من إفريقيا صحرائها الكبرى وخطِّ الإستواءْ

    شحنتْني بالحراراتِ الشُموسْ

    وشوتني كالقرابينِ على نارِ المجُوسْ

    لفحتني فأنا منها كعودِ الأبنوسْ

    و أنا منْجمُ كبْريت سريعِ الإشتعالْ

    يتلظَّى كلًّما اشتمّ على بُعدٍ (تعالى))

    يا مريه:

    أنا من إفريقيا جوْعانُ كالطِّفلِ الصَّغيرْ

    و أنا أهْفو إلى تُفاحة حمراء من يقربها يصبح مذنب

    فهلُمي ودعي الآلهةَ الحمقاءَ تغضبْ

    وانْبئيها أنها لم تحترم رغبة نفسٍ بشرية

    أيُّ فردوسٍ بغيرِ الحبِّ كالصَّحراءِ مُجدبْ

    يا مريه

    وغداً تنفخُ في أشرِعتي أنفاسُ فُرْقة

    و أنا أزدادُ نأياً مثْل ((يوليس)) وفي الأعماق حرقة

    رُبما لا نلتقي ثانيةً

    يا ....مريه

    فتعالى وقّعي أسمك بالنار هُنا في شفتي

    وداعا يا مريه

                  

11-02-2005, 02:09 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    قصيدة صلاح أحمد ابراهيم الشهيرة عن المنفى و الغربة و العنصرية
    ــــــــــــــــــــ
    (انفعالات شخصية)

    هل يوماً ذقت هوان اللون

    ورأيت الناس إليك يشيرون، وينادون:

    العبد الأسود؟

    هل يوما رحت تراقب لعب الصبية في لهفة

    وحنان

    فإذا أوشكت تصيح بقلب ممتلئ رأفة:

    ما أبدع عفرتة الصبيان!

    رأوك فهبّوا خلفك بالزفة:

    عبدٌ أسود

    عبدٌ أسود

    عبدٌ أسود.. ؟

    هل يوماً ذقت الجوع مع الغربة؟

    والنوم على الأرض الرطبه

    الأرض العارية الصلبة

    تتوسد ثنى الساعد في البرد الملعون

    أنّى طرفت تثير شكوك عيون

    تتسمّع همس القوم، ترى غمز النسوان

    وبحدّ بنان يتغوّر جرحك في القلب المطعون

    تتحمل لون إهاب نابٍ كالسُّبّه

    تتلوى في جنبيك أحاسيسٌ الإنسان

    تصيح بقلب مختنق غصان:

    وآ ذلّ الاسود في الغربة

    في بلد مقياس الناس به الألوان!

    ***
    أسبوع مرّ وأسبوعان

    وأنا جوعان

    جوعان ولا قلب يأبه

    عطشان وضنوا بالشربة

    والنيل بعيد

    الناس بعيد

    الناس عليهم كل جديد

    وأنا وحدي ..

    منكسر الخاطر يوم العيد

    تستهزئ بي أفكاري المضطربة

    وأنا وحدي

    في عزلة منبوذ هندي

    أتمثل أمي، أخواني،

    والتالي نصف الليل طوال القرآن

    في بلدي

    في بلد أصحابي النائي

    الرابض خلف البحر وخلف الصحراء

    في بلدي

    حيث يعزّ غريب الدار، يُحبّ الضيف

    ويخص بآخر جرعة ماء عزّ الصيف

    بعشا الأطفال

    "ببليل ،، البشر والإيناس اذا ما رقّ الحال(1)

    يا طير الهجرة .. يا طائر

    يا طيراً وجهته بلادي

    خذني بالله أنا والله على أهبه

    قصت أقدارٌ أجنحتي

    وأنا في زاوية أتوسّد أمتعتي

    ينحسر الظلّ فأمضي للظلّ الآخر
    ***
    لكن الطير مضى عنّي

    لم يفهم ما كنت أغنّي.
    --------------------------------------------------------------------------------
    صلاح أحمد إبراهيم (1933 - 1993)

    ولد بامدرمان.

    تخرج في كلية الآداب بجامعة الخرطوم.

    نشر ديوانين هما غابة الأبنوس وغضبة الهبباى

    اشترك مع على المك في مجموعة البرجوازية الصغيرة القصصية، كما اشترك معه في ترجمة كتاب الأرض الآثمة لباتريك فان إنزبيرق

                  

11-02-2005, 02:18 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    هذا هو الكلام الجميل الذى كتبه الشاعر البحرينى قاسم حدّاد عن لقائه صلاح أحمد ابراهيم فى بيروت فى سبعينات القرن الماضى...حقوق الارسال هنا محفوظه لعضو المنبر عادل عثمان
    ـــــــــــــــــــ
    قاسم حداد
    الذهاب إلى الشعر بعنقٍ حرة
    تحية للشاعر السوداني
    صلاح أحمد ابراهيم ،
    لئلا يموت

    كنتُ في غرفة صغيرة بفندق (نابليون) في بيروت، كان شتاءً مدهشاً عام ،1970 حيث أشاركُ في الملتقى الشعري العربي الأول الذي نظمه "النادي الثقافي العربي" في لبنان. كانت التجربة بالنسبة لي جديدة على غير صعيد، فهي المرة الأولى التي أحضرُ فيها لقاءاً شعرياً خارج البيت، حيث التقيتُ كل الشعراء العرب، المعروفين آنذاك بإتصالهم بالشعر الحديث، (ولو كان السياب تأخرَ قليلاً لكان معنا، حسبَ تعبير أحدهم). أكثر من هذا، فهي المرة الأولى التي أتعرفُ فيها على بيروت، وهذا ليس قليلاً. لكم أن تتخيلوا فلاحاً يصابُ بدهشة المدينة، وتنتابه الاغماءة كل مساء لفرط التجربة. فبعد أن صدر كتابي الشعري الأول، لم يكن الوقت والخبرة كافيتان لكي أتمالك نفسي أمام تلك التجربة. ربما كنتُ أصغر المشاركين سناً (إذا سمح لي الشاعر وليد سيف)، ولم تنفع محاولات بعض زملاء الملتقى لتهدئة رَوعي أمام فكرة أن أحمل قصيدتي وأقرأ في حشدٍ من الشعراء، بدأ معظمهم الكتابة قبل مولدي تماماً. شعراء من كل البلاد العربية، بعضهم كان يترفق بي ليقول ببعض الشك "هل ثمة شعر حديث في بلادكم؟". ولكي لا أفقد حماس الشباب كنت أتهدّج فيما أصوغ جوابي الشعري الذي لم أكن متأكداً من قدرته على الاقناع. من المبالغة القول يومها أن الثقة كانت إحدى صفاتي، (إذا كانت هي حتى الآن. !).

    وما أن حان موعد الأمسية التي أشارك فيها، حتى ازدادت وتيرة إرتباكي، وفتحتُ حقيبتي أبحثُ عن ربطة العنق التي استعرتها من صديق لي في البحرين لكي (أكشخ) بها وقت الأمسية.

    بعضُ الأصدقاء في البحرين بالغَ في التأكيد على ضرورة أن أقوم بأداء طقوس المحفل الأدبي كاملةً وبأحسن ما يكون، فمن العيب أن يصعد الشاعر المنصة بدون ربطة العنق. ولم يكن أمام الفلاح المضطرب إلا أن يصدق ذلك.

    عندما سحبت ربطة العنق من بين ملابسي الشتوية المكنوزة في الحقيبة، فرطت العقدة، تلك العقدة التي إشتغلَ عليها ذلك الصديق ليلة كاملة، ووضعها معقودة الحلقة لكي أثبتها مباشرة في ياقة القميص (ربما على طريقة أنشوطة رُعاة البقر). لكن العقدة فرطت، فرطت، وأسقط في يدي (هل قيلَ هذا التعبير لهذا الموقف خـصوصـاً؟).

    كيف سأذهب إلى القراءة الشعرية بقميصٍ فالت العنق، أليسَ في هذا إساءة لسمعة المشاركة؟

    سيأخذ المحفل الشعري فكرة سلبية عن وضع الشعر في بلادنا، وليس بعيداً أن يعتبر النقادُ قصيدتي غير (المعقودة) مثلبةً لا يجوز للشعراء الوقوع فيها، وعندما تنشر صورة الشاعر في الصحافة، سيقال "أنظروا، هذا شاعرٌ من أهل النفط لا يمتلك ربطة عنق، لابد أنهم لم يتصلوا بعد بوسائل الحضارة !". ومن المتوقع أن يتهكم أحد محرري الثقافة مغمغماً "هه، كيف يمكن أن يكون شاعراً حديثاً، إنه بالكاد لم يسمع عن ربطة العنق !!"

    يا للعار... كيف سأواجه أصدقائي الذين سهروا يشرفون على كل صغيرة لكي أبدوا مبعوثاً لائقاً يمثل تجربتهم، ماذا سأقول لهم، وهم الذين ينتظرون تفاصيل هذه اللحظة بالذات؟ هذه لحظة لم أحسب حسابها على الاطلاق. فكرت بحواس اليائس، ربما كان علىّ أن لا أقبل المشاركة في هذا الملتقى أصلاً، بل أن خروجي من البيت لم تكن فكرة سديدة، وإلا فماذا أستطيع أن أفعل في هذا الموقف الأخرق، شاعر يقف عارياً في الغربة، عليه أن يقرأ شعراً هذه الليلة وبين يديه ربطة عنق فارطة، أية ورطة هذه.

    استعرضتُ الحلولَ المتاحة أمامي. حسناً، في الملتقى زملاء تقاربتُ معهم سريعاً منذ اليوم الأول، أحدهم يسكن في الغرفة المجاورة في الفندق. وتذكرتُ أنه يرتدي ربطة عنق بشكل دائم، لابد أنه سيكون قادراً على إصلاح (عقدتي)، وبالمصادفة كان اسمه "صلاح" أيضاً، إنه منقذي لا محالة. ولم أتردد، هذا موقف يستحق الاقدام والبسالة. حملتُ الربطة الفارطة وطرقتُ عليه، فتح الباب، لقد كان الشاعر السوداني صلاح أحمد ابراهيم. تنفستُ الصعداء، وتفاديت المقدمات والاعتذار المسبق عن الازعاج، ومددتُ له يدي بالشريط الأسود المجعلك لفرط العناية الفائقة التي تعرض لها محشوراً بين ملابس شتوية خشنة (فقد نصحني أصحابُ الخبرة أن أتسلحَ لمجابهة ثلوج لبنان، كمن يتحدث عن الأسكيمو). اختصرتُ لصلاح، في كلماتٍ قصيرة، المأزق الذي أعاني منه، كنتُ حاسماً و أرتعش في آن، مثل فرخ طير يشرف على هاوية. قلت له "لابد أن تسرع، فليس أمامنا إلا دقائق، السيارة تنتظرنا لكي نذهب إلى القراءة الشعرية". فانفجر صلاح بضحكة صاخبة مثل (غضبة الهبباي). وبسرعة مذهلة أقنعني أن الأمر لا يستحق كل هذا الارتباك. وقال "يا زول، ليست ثمة أهمية لأن تقرأ الشعر مرتدياً ربطة العنق". أشرت للربطة التي يرتديها كمن أسوق عليه الحجة، فقال "ماعليك، إنني متورط بها لأسباب ليست شعرية على الاطلاق، وبما أنك تبدأ حياتك، عليك، من الآن فصاعداً، أن تصرف النظر عن هذه العقدة، وليس في برنامج الدعوة نظام يجبر الشاعر على الذهاب بالملابس الرسمية" ولكي يؤكد لي جدية الأمر، حرّر عنقه من الربطة وقذفَ بها، هاتفاً بي "هيا، ينبغي أن نذهب إلى الشعر بأعناقٍ حرة."

    وسحب يدي مهرولاً نحو السيارة. قائلاً "إسمع، سوف تقرأ هذه الليلة قصيدتك بقميص أبيض وعنق ناصعة وصدر مفتوح، إن من في القاعة جاءوا لسماع الشعر وليس للتحقق من قيافة الشاعر".

    بعد أن قرأتُ قصيدتي بقدر لابأس به من التعثر والتلعثم والأخطاء (شـَهّرَ بها، مشكوراً، مؤيد الراوي في جريدة "إلى الأمام" آنذاك، إذا لم تخني الذاكرة). تركتُ المنصة لكي أجلس بجانب صلاح وأسمع منه تعليقاً ظريفاً: "أرأيت، لو أنك وضعتَ تلك الربطة في رقبتك لما تمكنتَ من التنفس أثناء القراءة" واستطرد ساخراً "كيف تزعم كتابة الشعر الحر وتتمسك بما يحبس أنفاسك؟ عليك أن تكتب الشعر بجسدك، ولا تتورط بما تورط فيه من سبقك من الشعراء، حياةً و شعراً".

    الالفة التي تولدتْ مع صلاح أحمد ابراهيم أتاحت لكلينا علاقة اقتحامية، وهيأتْ لي ثقة كفيلة بتجاوز بعض التهيب الذي صاحبني في السفر.

    منذ ذلك الملتقى الأول، تحررتُ من تلك العقدة، ولأسباب عديدة، غير هذه، لم أنس صلاح أحمد ابراهيم. لكن لندرة مشاركاتي في اللقاءات الشعرية وزهده الكامل في مثل هذه المناسبات، لم نلتق كل هذه السنوات، إلى أن قابلته في صدفة باهرة عام 1991 في مؤتمر الشعر العالمي بالقاهرة. وكانت المرة الثانية والأخيرة قبل أن يغادرنا. لماذا ينبغي علينا أن نلتقي بأصدقاء رائعين مثل صلاح ثم نفقدهم بمثل هذه الرهبة. لقد كان في لقاء القاهرة فتياً بحيث لا يجوز لي أن أصدق أن ذهاباً صاعقاً يمكن أن يأخذه بهذا الشكل.

    ترى هل ذهب صلاح إلى الشعر بالعنق الحرة ذاتها، تلك التي نجا بها من العمل السياسي والدبلوماسي، وهل ذهب إلى ذاكرتنا بالعنق الحرة الفتية التي حرّضني ذات أمسية على التحصّن بها ضد كل شيء ؟

    الآن، مثل ذلك الراعي الأفريقي الذي استحوذ على مخيلة صلاح منذ سنوات عمره المبكرة، نشرع القيثارة العاجية ونغني تلك الأنشودة التي تمنى شاعرنا أن يسمعها مجلجلة في (غابة الأبنوس).

    هل احتفظَ صلاح بعنقه حرة، إلى الحد الذي جعله يموت بعيداً عن وطنه.

    لكن ماهو وطن الشاعر ؟
    أليس هو وطن الطائر بالذات ؟
    إنه الحرية،
    والحرية ليست جغرافيا، إنها ضربٌ من طبيعة الحياة.
    صلاح،
    أهلاً بك هناك،
    حيث لا يذهب أحد إلا ليزداد حضوراً . *

                  

11-02-2005, 02:31 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    ياقلبي دق لكن بشيش

    شعر:صلاح احمد ابراهيم

    من ديم مدينة ... وديم عرب ... وديم اب حشيش

    للمينا... لي رامونا... او من اربعات لتراب هدل

    ومن انقوياي ميل جاي وشيل عند الاصيل لمصفى شل

    بالله هل...

    شفت الورد في باقة ماشي وفي شفافيو بيندي طل

    او لمحة من شباك اطل

    شباكو شيش

    ياقلبي دق لكن بشيش

    لا ينفضح للناس هواك

    قول ليه ناشدك من هناك

    شايلني ليك براق شلع عبادي

    شققني الاراك

    دوخ شذاه الفجري من الاتبراوي

    لحد جبيت

    وقفني فوق جبل اركويت

    قال لي دير عينيك تحت

    شوف السما النزلت

    وعامت في البحر

    خذ ليك نفس املأ

    شعاب رئتيك بشر

    واسجد وطوف من بيت لبيت

    تلقى الامل بالفرحة قوم ليهو ريش

    اهدي الجواهر والحرير

    بنت الامير

    شقيانة في الحر لابسة خيش

    نقرش قليبك بس بشيش

    كم فيهو قاطع ليك وتر

    قل للملاك وقتين سفر

    سيد مهجتي الما ساد سواك

    جاييك اموت مرتاح حداك

    سميهو حب، سميهو جن ، سميهو طيش

    اموت وتسلم لينا يا غالي وتعيش

    اموت لبسمة تضوي في الثغر الجميل

    زي نيل تبهرج بالقمر

    الرملة والقيف والشدر

    ليلك طويل بالغربة جاريها السهر

    مانسيت مواثيقنا القبيل

    اصدح بفرحتنا القلوب تصدح معاك

    واموت وفي شفتي غناك

    قرقورة لاصقة على الحجر

    عصفورة ضاميها الوكر

    مطمورة فضت ليها عيش

    شبورة نازلة على الاراك

    شبورة نازلة على الحشيش

    وياقلبي دق لكن بشيش

                  

05-08-2006, 02:52 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    ماهو وطن الشاعر ؟
    أليس هو وطن الطائر بالذات ؟
    إنه الحرية،
    والحرية ليست جغرافيا، إنها ضربٌ من طبيعة الحياة.
    صلاح،
    أهلاً بك هناك،
    حيث لا يذهب أحد إلا ليزداد حضوراً . *
                  

11-20-2005, 03:27 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    صلاح أحمد إبراهيم (1933 - 1993)
                  

11-02-2005, 02:28 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    لكل المتداخلين بهذا البوست:
    كل عــام وأنتم بخيًر.
    نتمني لكم العفو والعـــافيًه.
                  

11-02-2005, 02:44 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: Mohamed Adam)

    الراحل صلاح أحمد ابراهيم والسودانويَّة

    وقبل أن تنكرنى أسمع قصة الجنوب والشمال

    حكاية العداء اوالاخاء من قدم

    العربى حامل السوط المشل للجمال

    شكال كل قارح

    ملاعب السيوف والحراب

    حلَّ على بادية السودان

    كالخريف .. بالسنة والكتاب

    خرَّب " سوبا " وأقام فى أنقاضها " سنار "

    والأخرى سوارها " تيراب "

    يحمل فى رحاله طموحه ولوحه

    وتمرتين فى جراب

    وشجر الأنساب

    لاقيته فى تقلى , فى الترعة الخضراء

    فى كاكا وتيجان الأقار والعلياب

    تفتحت حقيقة سمراء

    فى أحشاء كل أم ولدٍ منهن

    من بنات جدك الأكبر

    مما بذرته نطف الأعراب

    فكان منها الفور والفونج

    وكل سحنة فاحمة

    وشفة غليظة

    وشعر مفلفل ذر على اهاب

    حقيقة كبيرة عارية كالفيل كالتمساح

    كالمنيف فوق كسلا, سليطة الجواب

    كذاب الذى يقول فى السودان اننى الصريح

    اننى النقى العرق

    اننى المحض.. أجل كذاب

    ملوال صوت " رابح " يقول بلسانى

    رابح زينة جانقيك

    وفهد جورك الأباة .. شبل نمنمك

    " عبدالفضيل " تمساح جزائر النيل

    وقلب وطنى الجامد

    يا ملوال .. ابن عمك

    و " ثابت " الثابت حينما تحسس الردى ضلوعه

    فى طرف الخرطوم

    ربما كانت له قرابة بأمك

    وابن كبرياء هذا الشعب ..عينه ..لسانه ..ضميره ويده

    " على " العظيم

    فلذة من قومك

    تحطم البيان

    غير أن نغمات منه لاتزال تفعم الأثير

    لاتزال تفعم الأثير

    أسمعها باذن " وولت ويتمن " تقول :

    عيشوا إخوة .. برغم كل شئ إخوة

    وعمروا بالحب هذا البيت .. هذا الوطن الكبير

    أصداؤها تضج فى دمى :

    يا روضة أزهارها شتى

    أشم فيك عبق المستقبل الجميل

    حينما الجميع يلتقون

    فى التقاء الأبيض الحليم بأخيه الأزرق المثير

    أنظر يوم يقبلون

    عرباً وبجة ونوبة

    وفجلو وباريا وبرتة

    وبنقو وزغاوة وامبررو

    وانقسنا ودينكا وتبوسا

    وأشولى ونوير ومساليت

    وأنواك ولاتوكا وغيرهم غيرهم

    للبوش كل منهم يهدى

    ولكن باعتزاز

    شيئه الصغير

    ويوم أن يسود فى السودان

    صوت العقل .. صوت العدل

    صوت العلم واحترام الآخرين

    فكر معى ملوال

    أى مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل

    أى مجد لو صفت نياتنا الاثنين

    يتيه فى مروجنا الخضراء مثل " آبيس "

    الاله يملأ العين

    يسر القلب

    يهمز السماء بالقرنين

    فكر معى ملوال

    قبل أن تنتابنا قطيعة رعناء

    باسم عزة جوفاء

    أو باسم سداد دين

    يوغرها الأعداء بالذى مرَّ به الآباء

    فنقل براء .. نحن منها

    ننفض اليدين

    تفتحى يا أمنيات الشعب

    عن مستقبل نحن معانيه معاً

    وعن هناء الشمال والجنوب

    عن نضارة الاخاء فى هذين

    يوم لاتقوم بيننا السدود والحدود

    يوم لا يعذب الجدود فى قبورهم حاضرنا

    لا الدين ..

    لا الأصل ..

    ولاسعاية الغريب

    لا جناية الغبى .. لا وشاية الواشى تدب

    كالصلصال فى القلبين

    فكر معى ملوال
                  

11-02-2005, 02:59 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    د/تاج السر الحسن..... وأنا اطالع شعر الراحل صلاح أحمد ابراهيم، هذا الصوت المتفرد في الشعر السوداني، بل الشعر العربي بأسره، طرأ على ذهني ذلك التسأؤل:كيف ألف صلاح ذلك الشعر الرائع، فى شكله ومضمونه، ولم نجد في أعماله التي بين يدينا-ما يؤكد مروره بمرحلة ما نسمية عادة"بالمدرسية" وبعبارة أخرى..

    لم نجد في شعر صلاح ما يدل على تجاوزه المرحلة الشعرية التي تسبق لحظة التحليق الابداعي، بأتقانه للاشكال والاساليب الشعرية التي سبقته.

    وقد طُرح هذا السؤال في ندوة تلفزيونية- عن شعر الاديب العبقري، فكانت الاجابة ان الدرجة العالية من الفنية التى تميز بها شعر صلاح، والتى بلغت قمة الكمال فى قصيدة "التفعيلة" القصيدة الحديثة، تؤكد امتلاك صلاح احمد ابراهيم لناصية التعبير الكلاسيكي وربما التقلييدي، الذى لن يستطيع الشاعر دون اتقانه، وتجاوزه ان يبلغ هذه الدرجة من الجودة الفنيه، التي أتاحت لصلاح كتابة مجموعته الأولى "غابة الأبنوس" وما تلاها من إبداع ليس فى الشعر وحده..الأمر الذى لا شك فيه، هو ان صلاح الذى ولد فى عصر التمرد والثورة ، والذي نشأ فى عائلة سودانية ذات عراقة فى العلم والتصوف، لم تمر طفولته دون التقاء كبير بمصادر الثقافة العربية الاسلامية، ولا شك أنه مارس فى فترة شبابه الأولى قراءة وتجويد الشعر العربي بأشكاله وصوره القديمة.

    ولكن صلاح المتمرد الثائر، المنخرط فى صفوف الحركة القومية والطلابية في عنفوان شبابه، نقول : إن تلك الثورية قد جعلته يرفض الاشكال الشعرية القديمة..فنحن لا نعثر فى اشعاره"فى غابة الابنوس" وغيرها الا على القصائد الجديده القائمة على "التفعيله" – وبعبارة اخرى قصيدة الشعر الحر، فكأنه يتمثل قولة شاعرنا الرائد حمزة الملك طمبل..الذى سلك نفس المسلك، فى رفضه للاشكال والمحتويات القديمة للشعر قبله..فقال قولته الشهيرة:

    "لأننا خلق جديد، باحساس جديد، يجب علينا أن نبني بناءً جديداً أيضا" إن الذي يقصده طمبل بالبناء الجديد في هذه العبارة هو بالتأكيد الشكل الجديد.

    الانفعال بالعصر وروحه:

    إن الأمر الذي دعا الشعراء المعاصرين للتعبير بشكل جديد، عما يجيش في نفوسهم، هو جيشان أرواحهم بقضايا العصر..واعتبر كبار النقاد في الأدب الإنساني- نشير الى بلينسكي الناقد الروسي العظيم – أعتبر في هذا الصدد أن الشرط الأساسي لوجود شاعر حقيقي هو مدى تجاوبه مع روح عصره وقضايا ذلك العصر، فالشاعر بذلك يحاول استكناه قضايا ذلك العصر، وهذا ما يدفعه الى صنع جمالياته، ومن أهمها الشكل الشعري، وهذا ما فعله العبقري صلاح أحمد إبراهيم.

    يقول الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه"قضايا الشعر المعاصر" ما يلي:

    "إن الإنتقال الى شكل شعري جديد، لم تأت نتيجة لعجز الشعراء الجدد عن نظم شعرهم في القالب القديم..كما أن المسألة لم تكن مجرد الرغبة في التخفف من أعباء الوزن والقافية، فما أيسر الالتزام بهما، بعد قليل من الدِرْبَة والمِراس.

    وإنما كان الدافع الحقيقي هو جعل التشكيل الموسيقي- في مجمله- خاضعاً خضوعا مباشراً للحالة النفسية أو الشعورية التي يصدر عنها الشاعر..فالقصيدة في هذا الأعتبار صورة موسيقية كاملة، تتلاقى فيها الأنغام المختلفة وتفترق، ومحدثة نوعاً من الإيقاع الذي يساعد على تنسيق المشاعر والأحاسيس المشتتة..ونحن في الحقيقة لا نرضى عن العمل الفني، إلا لأنه ينظم لنا مشاعرنا وينسقها، ويربط بينها في إطار مجدد".

    وفي مكان آخر من هذا الكتاب، يرى الدكتور عز الدين اسماعيل"إن الشعر الحديث لم يلغ الوزن والقافية..ولكنه أتاح لنفسه-وهذا حق لا مماراة فيه- أن يدخل تعديلاً جوهريا عليهما لكي يحقق بهما الشاعر من نفسه، وبذبذبات مشاعره وأعصابه، مالم يكن الإطار القديم يسعف على تحقيقه".

    وبذلك تكون التفعيلة-دون شك- أساس النظام الصوتي الذي يقوم بتكراره الشعر الحديث، وقد أشارت الشاعرة العراقية الكبيرة"نازك الملائكة" الى ذلك في كتابها الشهير"قضايا الشعر المعاصر" حيث تعرضت الى البحور الصافية"الستة"وهي على التوالي: الكامل والرمل، والهزج والرجز، ثم بحر المتقارب، والخبب، وسميت بالصافية لأنها تتكون من تفعيلة واحدة تتكرر في البيت، أما البحور الممزوجة، وهي التي يتألف بحرها من أكثر من تفعيلة فهي:بحر السريع/مستفعلن/مستفعلن/فاعلين.والوافر:مفاعيلين/مفاعلتن/فعول،وكما أشارت نازك الملائكة، فإن هناك بحوراً يمتنع فيها إبداع الشعر الحر، وهي : الطويل،والمديد، والبسيط، والمنسرح، وذلك لتنوع التفعيلة فيها

    وقد ألف الشاعر صلاح أحمد ابراهيم شعره من ما أتاحته البحور الصافية وتفعيلاتها..

    المحتوى الشعري في غابة الأبنوس وغيره:-

    يصف الراحل العبقري صديق صلاح وشيقي روحه علي المك، جيل صلاح أحمد إبراهيم، في مقدمة كتابه"مختارات من الأدب السوداني"فيقول:

    "ظهر في أخريات الأربعينات، وبداية الخمسينات شعراء أو أدباء درج مؤرخو الأدب على تسميتهم بـ"أدباء الواقعية" ويعتقد علي المك"أن كلمة الواقعية تعبير تنقصه الدقة الصائبة"..جاء هؤلاء- يواصل على المك- والموجه الرومانتيكيه تؤذن بانحسار وشيك، وبدأت أشعار الشعراء منهم في الظهور، حين كان الشاعر المصري كمال عبد الحليم-صاحب ديوان إصرار- هو الشاعر المقدم..وكان الشاعر المقدم..وكان عبد الرحمن الشرقاوى قد بدأ يشتهر بعد نشر قصيدته الطويلة "من أب مصري الى الرئيس ترومان"وغير هذين...

    إنه جيل من الأدباء نهض من خنادق الشعر بعد الحرب العالمية الثانية، فنظر الى أدباء المقاومة الفرنسية، ثم وصلهم شيء مما كتبه بول ايلوار، ولوركا، وناظم حكمت، وبابلو نيرودا من الشعراء، ومن الكتاب ماكسيم جوركي وبخاصة روايته"الأم" وأجزاء من سيرته الذاتية"الثلاثية"..وكذلك مؤلفات هارود فاست، وريتشارد رايت، وجون اشتاين بك، وقد ترجمت رواياته:"عناقيد الغضب"و"شارع السردين المعلب" و"ورجال وفئران"الى اللغة العربية.

    وصل كل ذلك الأدب الى السودان فنشأ عليه جيل من الأدباء والشعراء يختلف اختلافاً واضحاً عن من سبقوه..وتيسر لهذا الجيل الجديد الإطلاع علي هذا الأدب، والمترجم منه وما كان أصله العربية كشعر عبد الوهاب البياتي، وبدر شاكر السياب، وروايات الكاتب السوري حنا مينا، وعبد الرحمن الشرقاوي..وبينما رغب من سبقهم من الأدباء عن هذه الحركة

    في "غابة الأبنوس":

    يطالعنا ديوان"غابة الأبنوس" بمجموعة من المصادر الثقافية المتنوعة بدءاً من الحضارة الهللينية، والانجلوسكسونية، والاتينية ، وكذلك المصدر المسيحى..فقد احتوى هذا الديوان على الكثير من صور القرآن الكريم والأنجيل، وتمثلت فيه صور الأدب الأوربي الحديث، مثل "صورة دوريان جراي" لأوسكار وايلد، وأعمال جوته، ورديارد كييلنج الذي ورد ذكره في معرض جهالته بأهل بأهل السودان، هذا إضافة الى ما ذخر به الديوان من الموروث الشعبي السوداني ومعالم اللغة المحلية.

    وإذا نظرنا الى قصيدة "أخي قابيل" فإننا نجدها تجسد- بحق وحقيق – المأساة الإنسانية في هذا العصر..حيث يستعبد الإنسان أخيه الإنسان، ويقتله ظلماً وعدواناً، في فلسطين وجنوب افريقيا، وفي التفرقة العنصرية، التى بلغت ذروتها بتحقق نظم النازية والفاشية إلخ..

    فالقصيدة تأتينا على لسان هابيل المظلوم!!

    تقول أبيات القصيدة:

    طريح الارض يلكزني نعليه

    أخي قابيل،

    ويمسح ما بكفيه على شعري

    دماً قاني

    دمي القاني

    ينقط من سلاح أخي على

    شفتي وأجفاني

    وفي شفتي دم وتراب

    وجسمى تحته الأحجار،

    ملقى في الطريق العام!

    تكشر حوله طمعاً وحوش

    الغاب

    يرق الى أخيه غراب

    وذاك أخي ينط الجمر من

    عينيه!

    يرشحُ قلبه بالسم

    ويستشهد صلاح بالآيات الكريمات من سورة المائدة"ولئن بسطت إلىَّ يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إلأيك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين إلخ الأيات.

    وما قصيدة "أخي قابيل" إلا تجسيد لرمز الخيانة، والحقوق، والجفوة التى سادت العصر، والعداوة والأحقاد، والعدوان الذي سيطر على بنى البشر.

    الرمز عند صلاح أحمد إبراهيم:

    ويقودنا ذلك الى الحديث عن الرمزية عند صلاح كما أشار اليها يوسف عيدابي في مقدمته لكتاب"الأدب السوداني" للراحل عبد الهادي الصديق..والحقيقة إن صلاح في ديوانه "غابة الأبنوس" قد كتب إضافة الى رمز"قابيل وهابيل"رموزا أخرى قصيدة "هدية"وقصيدة دوريان جراي وقصيدة تأرجحي، وقصيدة"بسمة"،وليس هناك مجال لتحليلها في هذه العجالة، ولكننا نلقى نظرة سريعة على معنى الرمزية في الأدب العالمي، يقول جوته على لسان فاوست:

    ماهو الواقع في حد ذاته؟فيجيب : إنه يحدث لنا الرضا والاكتفاء بتصويره الصادق، الذى يمنحنا معرفة أكثر دقة عن بعض الأشياء..ولكن الفائدة الخاصة التي ينالها ماهو سام وراق فى نفوسنا، يكون في المثال الاعلى الذى ينبع من نفس الشاعر"

    وبعد فترة طويلة من الزمن بلور صوته تلك الفكرة التي اوردها على لسان فاوست بالشكل التالي:

    "كلما كان العمل الشعري لا تحده قياسات بعينها، صعب استيعابه على العقل البشري، وكان رائعاً جميلاً"

    وقال جوته أيضاً:"إن العمل الشعري يجب أن يكون رمزياً.

    ويقول شاعر الرمزية المعروف ك.د بلمونت الروسي الأصل:

    إن المميزات الأساسية لشعر الرمزية، هي أنها تحدثنا بلغتها الخاصة، الغنية بتنوع أسلوب الخطاب"النبرات"، فهي أشبه بالموسيقى أو التصوير، لأنها توقظ فى الروح حالة نفسية مركبة، أكثر عن غيرها من أنواع الشعر ألأخرى، وتحرك مشاعرنا السمعية والبصرية، وتضطر القاريء ليعيد العملية الإبداعية من جديد"كأنه يخلق القصيدة"

    والشاعر أثناء كتابته لقصيدته الرمزية، ينطلق من المجرد الى المحسوس، ومن الفكرة الى الصورة..ففى قصيدة "هوية"يقدم لنا صلاح رمزاً يستخدم فيه البحر والليل وحين يقول لنا

    لا مهرب فالبحر التابوت

    لا رحمة في أحشاء الحوت

    يأس وظلام

    أفكاري تتطاير من حولي

    مثل الغربان

    فزعت إليك

    أريد أن أخبيء وجهي في

    كفيك

    وأبدد خوفي بين يديك

    ودعوتك يا أختاه دعوت

    ينشق البحر، وقعت أمامي

    فوق الموج كحورية

    وهكذا تأتينا الهدية، فسرها كما تريد ولكنها دون شك الأمل العظيم الذي يلوح لنا من خلال ذلك الظلام المرعب.

    كل ديوان"غابة الأبنوس" يضم شعرا يحتوى على ألفكار والمشاعر الجوهرية التي فاض بها قلب الشاعر وفكره وقضايا عصره، وقد أجاد الشاعر في تصويرها بدرجة عالية من الفنية الحديثة في لغة الشعر من حيث شكله، أما المحتوى فقد أغتنى بتلك الثقافة والمعرفة الواسعة التي اكتسبها الشاعر فجاءت قصائده في "غابة الأبنوس"- معبرة عن مظاهرة وروح الأمة السودانية وصلاتها بالثقافات الإنسانية الحديثة..ومواقفها من قضايا الحرب والسلام والعدالة وكل ما جاش به العصر من دعوة للثورة والتقدم.

    وكل قصيدة من قصائد " غابة الأبنوس" تحتاج لوقفة خاصة لدرسها وتحليلها- فقد أعطيت جميعها دفعة جديدة للقصيدة العربية الحديثة..يكفي أن ننظر الى قصيدة(عغصط عغغصئ) الهدندوي "أوشيك"لنحدد ذلك الرد الحاسم القاسي عن شاعر الإمبراطورية البريطانية راديارد كيبيلخ عندما يفتح لنا صلاح في هذه القصيدة تلك القصة الطويلة لأوشيك ومأساته في الميناء، مأساة ابنته التي اغتالتها المدينة الحديثة، ممثلة في الاستعمار البريطاني الذي يعبر عنه كيبيلخ.

    وفى الختام: فإن ديوان "غابة الأبنوس" ما هو إلا البداية في طريق ذلك العملاق، الذي نأمل أن تقدم أعماله العديدة الشعرية منها والنثرية، لتجمع وتوثق أولاً، وليتم تصنيفها وإجراء دراسات عميقة عنها ولنشرها فهي –دون شك- كنز غني من كنوز التراث السوداني الإنساني، الذي سيلعب دورا هاما فب بلورة وتطوير ثقافة هذه الأمة، ويخطو بأجيالها القادمة الى مقامات أسمى وأرفع في مدارج الرقي والمعرفة
                  

11-02-2005, 03:27 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    العزيز وليد عيد سعيد وكل عام وانت بخير

    شكرا لك وانت تتحفنا بهذه الدرر لهذا الراحل المقيم العملاق صلاح احمد ابراهيم
    رحمه الله . هو ايضا احب وطنه بطريقته الخاصة ..فالمجد له ..
    والتحية لهذه الاسرة التي خرج منها صلاح ومرتضى وفاطمة احمد ابراهيم .

    لك تحياتي ،،،
                  

11-02-2005, 04:24 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: luai)

    الاخ لؤى.. كل سنة وانت طيب
    والعيد مبارك عليك ... لا اعرف احدا يحب السودان
    مثل صلاح قالها الاستاذ الطيب صالح حينما سالو عن
    صلاح احمد ابراهيم....هنا فى البورد ممكن اقول لا احدا
    يحب لؤى مثل وليد لله فى الله

    الاخ محمد ادم ...تحياتى وكل سنة وانت طيب
                  

11-02-2005, 04:29 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    مقطع استثنائي

    رثاء
    ياخندقي في الحصار
    ويافرجي وقت ضيقي
    وياصرة الزاد تمسكني في اغتماض الطريق
    وياركوني كعكعت في لهاتي..
    وقد جف ريقي.
    علي ذراعي اليمين..
    علي خريفي
    ونيلي وجرفي وبهجة ريفي

    صلاح احمد ابراهيم
                  

11-03-2005, 05:50 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

                  

11-12-2005, 12:31 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    الجندي المجهول
    وأخى عثمان

    ما زال هنالك حتى الآنْ

    في ((كفرة)) في الصحراء الغربية

    في بُقعة أرض منسية

    كانت ((ميدان))

    كالعظم الممصوص اليقق، انقض عليه فى الصحراء الغربية

    كلبان

    الجيش الثامن والألمان

    ***

    في تلك الأيام نطوَّعونا ، ورضينا ذُل الجندية

    ((من أخلص للحلفاء اوان الشدة سوف ينال الحرية))

    ومضينا نحلم بالحرية للسودان

    في ((كفرة )) في الصحراء الغربيه

    ***

    وأخى عثمان

    فى الظلمة حين نجُرُّ غطاءْ

    ونحس بدغدغة للنوم وثقل في الأجفان

    يتململ ثم يقولُ بصوتٍ منخفضٍ أسيان:-

    وآشوقي يا محمودُ إلى ليل السودان

    والنَّجم-كأن النجم هناك سوى هذا-

    فهناك لهُ لمعان

    والجلسةِ تحت شُعاع البدر على رمل الكُثبان

    وبعيداً نسمعُ صوت الصبية: اين ((شليل))

    وكلاب الحي ((تهوهو)) في أشباح الليل

    والدلكةِ- يا محمودُ- الدلكةُ فوق سريري البارد

    قُدَّام الدِّيوان

    والقهوةِ في الظلِّ الشاتي ، الفُنجان ورا الفُنجانْ

    وآشوقي يا محمودُ إلى الاولاد الزغُبِ، إلى أُمّ الأولاد

    منْ يكلاُهم إنْ متُّ؟

    -سترجع يا عثمان...

    ويسقطُ رأسي ثم أغُطُّ وأتركه في واد

    وأنا في وادْ
    في الزنقة نحن وقفنا كالأوتاد

    في الصف الأول زجُّونا في وجْهِ الموتِ- وكُلّ السُّودْ

    وألوفاً من بيض وهنودْ

    وزحفنا كالحيات يمزقنا شوك الاسلاك

    نستقبل ألسنة النيران

    ويظلِّلُنا لهبُ ودخانْ

    أدواتُ الموت تُدمدمُ من خلف وأمام

    لا مهرب ، كشر عن ناب حقلُ الألغام

    نتطايرُ أشلاء.. أشلاء

    ونثير دماء

    نتطايرُ من تحت الاسلاك

    نتطايرُ تشوينا النِّيرانْ

    وأخي عثمانْفي شرك الموت استشهد مات هناك

    لا مسلم طمأنه

    أو قال له في غرغرة الموت : تشهد

    أو صب عليه الماء وكَّفنهُ

    الماءُ ((المازوتُ)) الأسودْ

    والرَّهَجُ المائرُ والنِّيرانْ

    وقضى الحُلفاءُ على القُواتِ الناَّزِيَّهْ

    وعلى وَعد في الشِّدِّة مدُّوهُ فى كلِّ مكان:

    ((من أخلص للحلفاء اوان الشدة سوف ينالُ الحريه))

    لم يبق لدينا منه ومن عثمان

    لم يبق سوى اللفظ المعسول

    ورُخامٍ منتصبٍ مصقولْ

    أسموهُ ((الجندى المجهول
                  

02-27-2006, 11:34 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    كتب الاخ عصمت العالم فى بوست الاخ ابوبكر

    الراحل العملاق صلاح احمد ابراهيم.

    ذلك الصدى الرنين..الذى لن ينقطع صداه ابدا...يظل يتردد فى تحليق سرمدى نافذ..وصدى جلجلة ضحكته المدويه تعبر كل مسافات الغياب لترتد الى الاذان حيةة مدويه....

    بلطفه وطيبته وحلاوة معشره وروحه الوثابه.سيظل هو ذلك البيان التبيان.الذى يتردد على محاور الكون..
    صلاح احمد ابراهيم مجرة ضخمه تدور فى فلكها الكواكب والنجوم والافلاك..


    معرفتنا به تعدت واصر القربى ورحم الدم..خاصة بعد عودته من كوناكرى.فى ستنيات القرن الماضى .وكان جارا لنادى العباسيه الثقافى الاجتماعى ..مركز الاشعاع ..والتصقنا به..شقيقه الهادى احمد ابراهيم.ومحمد صلاح الدين الكابلى..وعبد اللطيف الطيب. والمرحوم الفاضل الطيب واحمد محجوب تكتيك.وشخصى.الضعيف.وكنا نشكل حوله حلقة متداخله.يشاركنا توام روحه الراحل بروفسير على المك..وكنا نستمتع كثيرا بحديثه..ولحظات قراءة شعره.ولحظات انسنا معه وسخريته ودعاباته وروحه المرحه.وفى حضوره الفاره فى الندوات والليالى الشعريه التى يحيها.وكا ن يحب ان نناديه باسم صلاح احمد..وفى امسيات المساء...كنا..نسهر مع صديقنا اسملاش بطرس والمرحوم عثمان ازهرى مساء انقلاب 25 مايو 1969. وكانت ليلة استمتعنا فيها بقراءة مكثفه لشعره وحديث ادبى رائع وكانت امسيه ادبية شعريه وفنيه..
    صلاح احمد كان يشكل لنا زمنا كاملا باشراقه ونهاره .ومسائه الحالم.ودجى ليله الطويل.وكان متفردا ومتنوعا وزاخرا ومتدفقا ..ومعطاءا بشكل نادر ..وهو من اوفى خلق الله..وهو له شخصيته الطاغيه.وموقفه الواضح.برغم لطفه ودماثة خلقه وظرفه .واناقته ودسم حديثه..وكان موسوعة من معارف ورؤى..كان اتصالنا به لصيق حتى بعد سفر شقيقه الهادى وعبد اللطيف الطيب واحمد محجوب تكتيك الى بلغاريا للدراسه..بقينا محمد صلاح الدين الكابلى والمرحوم الفاضل الطيب متواصلين معه.حتى سفره الى امريكا ثم عودته ثم سفره الى الجزائر..
    التقيت به فى لندن حين حضر حفل تابين الراحل بروفسير على المك الذى اقامه اتحاد الكتاب والفنانين بالمملكه المتحده وايرلندا .الى شارك فيه..وكان معه الطيب صالح والراحل دكتور خالد الكد.ومحمد سيمان الفكى الشاذلى.بعد فراق سنوات طويله.وليلتها جلسنا فى سهرة مطوله فى منزل شقيقته الاستاذه فاطمه احمد ابراهيم بسانت جونز وود .بمدينة لندن..والتقينا مجداا الصباح حتى غادر .وكنت اعلم ان عليه اجراء عملية جراحيه... والتى كانت سببا فى رحيله المفاجىء..

    الذكريات والمواقف مع الراحل العظيم الشاعر صلاح احمد..كثيره ومتنوعه ومتشابكه.و منها تنضح سيرته العطره باريج نفحها فتضمخ كل ارجاء الكون.بشذى فواحها العطر.ولعل كل من عرفه يدرك مرامى ما اعنى..وهو يسترجع لحظات تعامله ومعرفته بصلاح احمد
    رحم الله الراحل العظيم الذى خلف فراغا متسعا ..وخواء متعاظما..لكن فى صىد تردد ذكراه تنفتح منافذ اخرى يطل منها باشكال تفرده المتعدده.الرائعه..وستظل جلجلة ضحكتها المدويه تشنف الاذان وتسكن فيها..وتعلن عنه جاما وابدا
    رحمك الله يا صلاح يقدر ما قدمت واسعدت وتفضلت..ومنحت

    (عدل بواسطة waleed500 on 04-21-2007, 10:41 PM)

                  

11-03-2005, 10:04 AM

الأمين عثمان صديق محمد

تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 1340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    الاخ وليد
    كل سنة وانت طيب واهلنا في السودان وخارج السودان دائما طيبين
    شفت كيف بالله الرائع في مريا ... عايز ازميل فيداس عشان ينحتها لكن هو بالكلام نحتها على اجمل صوره وبي ازميله هو براهو
    ولو سمحت لي ازيد معاك شوية
    شوفه كمان في اجمل اغنيات الاستاذ محمد وردي ( الطير المهاجر )
    غريب وحيد فى غربته
    حيران يكفكف دمعته
    حزنان يغالب لوعته
    ويتمنى
    طال بيه الحنين
    فاض به الشجن
    واقف يردد من زمن
    بالله يا الطير المهاجر للوطن
    زمن الخريف
    تطير بسراع
    تطير ما تضيع زمن
    اوعك تقيف
    وتواصل الليل بالصباح
    تحت المطر وسط الرياح
    وكان تعب منك جناح
    فى السرعه زيد
    فى بلادنا ترتاح
    ضل النخيل اريح سكن
    وفوت بلاد وسيب بلاد
    وان جيت بلاد تلقى فيها النيل بلمع فى الظلام
    زى سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام
    تنزل هناك وتحى يا طير باحترام
    تقول سلام وتعيد سلام
    على نيل بلادنا سلام
    وشباب بلادنا
    ونخيل بلادنا
    سلام
    بالله يا طير قبل ما تشرب تمر على بيت صغير
    من بابه
    من شباكه
    بلمع الف نور
    تلقى الحبيبه بتشتغل منديل حرير
    لحبيب بعيد
    تقيف لديها
    وتبوس ايديها
    وانقل اليها وفاى ليها
    وحبى الاكيد

    وشوفه تاني كمان في شين ودشن وعلى حسب علمي الشين والدشن دا السودان
    شين ودشن
    حر سيافى شين
    شين ودشن كلمة مافى شين
    وهظاره خشن
    بسموم وسوافى
    تسال شن الحبه الفيهو
    الحب في ذاتو مبرر كافي
    ماشين ودشن حار سيافى شين
    عشان بقعة خراب
    مافيها شجر
    راويها سراب واطاطا حجر
    حصحاصا يولع في الرمضاء
    الحب سلطان مسلط نافى
    لغيره مرض لكن شافي
    الشعب الحر الفعله بسر
    آب لحما مر
    في الزنقة أم لوم قدام باينين
    البسمع فيهم يا أبو مروة
    بي فرارة ينط من جوه
    يبادر ليك من غير تأخير
    دا اخو الواقفة يعشى الضيف
    الحافظ ديمه حقوق الغير
    سيد الماعون السالي السيف
    الهدمه مترب وقلبه نظيف
    لا تسالنى عن حب وطني الفقران وغنى


    ولا تسالني لمذا نحب هذا الرائع صلاح احمد ابراهيم
    تحياتي وحبي الاكيد
                  

11-04-2005, 02:04 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: الأمين عثمان صديق محمد)

    الامين عثمان تحياتى
    وكل سنة وانت طيب
    والله اليوم اسعدتنى سعاده لا توصف
    ياخى اغنية المهاجر دى بتعمل فينى عمايل
    مالك علينا جهجهتنا من الصباح بالله شوف الكلام ده مرتب كيف وان جيت بلاد تلقى فيها النيل بلمع فى الظلام
    زى سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام
    تنزل هناك وتحى يا طير باحترام
    تقول سلام وتعيد سلام
    على نيل بلادنا سلام
    وشباب بلادنا
    ونخيل بلادنا
    سلام
                  

11-04-2005, 02:41 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    كتابة من شرفات الانتظار

    رحلة عصفور من أمدرمان !!

    جمال عدوي

    «أمدرمان .. المدينة التي لوحتها الشمس تذكرني !»

    * هل كان لحزننا على غياب صلاح أحمد ابراهيم أثر في إنطفاء جذوة تعلقنا بمتابعة المواسم الثقافية في أصيلة بالمغرب ؟ لست أدري ، لكن ذلك كله لم يدفع بنا إلى إرتياد أرصفة النسيان ، فقد ظللنا ، في الصمت والكتابة نواصل الاحتفاء بإبداعات صلاح أحمد ابراهيم .. فله في قلب وعقل الكثيرين منا مكانته المقدرة .

    * ظل اصدقاء صلاح احمد ابراهيم وهم كثر أوفياء له، وأوفياء للإحتفاء بتجربته .. تحدث عنه د. محمد ابراهيم الشوش ، وقال مذكراً بالرحيل الباكر لبعض مبدعي الساحة الثقافية مثل معاوية نور والتجاني يوسف بشير : بذرتي الموت والإبداع تنبتان معاً على أرض السودان !

    * أحد أصدقائه المخلصين ، بلال الحسن رئيس تحرير «اليوم السابع» الفلسطينية ، التي كانت تصدر في باريس ثم توقفت ، قال ان المبدعين أبدع بعضهم في نص أو جملة أو فقرة لكن صلاح أبدع في عنوان قصير ، هو عنوان مقالاته الشهيرة «جديرون بالإحترام» .. وهو عنوان من كلمتين ..وأكد أن ذكراه باقية وسط جموع أصدقائه «كأنه لم يرحل» !

    * عثرت بالصدفة على عدد قديم من مجلة «اليوم السابع» ، إحتوى على مقال لصلاح أحمد ابراهيم حمل عنوان «عظيم وإن كان سييء حظ» . تحدث فيه عن الخصال النادرة والقيم الاجتماعية النبيلة والسجايا الفريدة للشعب السوداني ، ثم اعجبتني عبارة للطيب صالح تحدث فيها عن صلاح - «مقال بالشرق القطرية» ..قال : «لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح».

    * أحمد عبد المعطي حجازي ، كان يرأس تحرير مجلة «إبداع» المصرية في التسعينات وأعد ملفاً عن صلاح حمل عنواناً مثيراً : «عصفور من أمدرمان» . وكان قد قال عنه في تأبينه : خدم بلده حين صمت وحين قال ..وحين عمل سفيراً وحين إستقال !

    * صاحب أجمل القصائد ، باللغة الفصحى وباللهجة العامية ، تظل ذاكراه تسكن الخواطر . لا يمكننا مثلاً نسيان رائعته «يا مريا» : ليت لي يا مريا .. إزميل فدياس وروحا عبقرية .

    * في حوار قصير معه ، (الشرق القطرية) ، حرص على ترديد عبارة بعينها: «الرائد لا يكذب أهله» ، فقد كان يعتبر أن قدر المثقف والمبدع دائماً ان يربط مصيره بمصير مجتمعه ووطنه .

    * كان إرتباط الراحل صلاح احمد ابراهيم كبيرا برفيق دربه الاديب الراحل على المك ، تحدث د. الشوش - في ليلة التأبين - عن احد آخر الإتصالات الهاتفية بينه ، في كندا آنذاك ، وصلاح في فرنسا . قال له صلاح : أشعر أن على يأخذني أو يناديني . وأضاف : حينها تسلل الحزن إلى قلبي .

    * لم تمض سوى فترة زمنية قصيرة عقب رحيل علي المك .. وكان قد كتب في آخر ايامه قصيدة رثاء لعلي المك ، نشرت بمجلة «الوسط» اللندنية يقول فيها : «علىٌ .. يا رفيقي» .

    * قال عنه د. الشوش - أيضاً - أنه تأثر لعدة أحداث ، منها خلافه مع (الحزب) ، ثم إستشهاد الشفيع احمد الشيخ زوج شقيقته فاطمة ، ثم فجيعته حينما أخفق في الحصول على ثقة الناخبين في دوائر الخريجين ، خلال «إنتخابات 1986».. بعد الإنتفاضة ..

    * أتذكر أن صلاح عاد إلى الخرطوم في الايام او الاسابيع الاولى للتغيير الشعبي الكبير والتاريخي - آنذاك - متمثلاً في انتفاضة مارس ابريل .. لم يشأ ان يتأخر عن وطنه .. في الزمن الجديد .. الأخضر !!

    * تحدث في التلفزيون بعد زيارته لمعسكري المويلح والشيخ أبوزيد ، قال انه من المهم أن نسارع بمساعدة اطفال النازحين - بسبب الجفاف والتصحر في غرب السودان حينئذ - ليلحقوا بالعام الدراسي .. حتى لا يتأخروا في دراستهم .. كم كان ذلك التفكير متقدما حينها .. وبعدها صمم على ان يترشح في «إنتخابات الديمقراطية الثالثة» .. وترشح مستقلا .. لكن الحظ لم يحالفه وقتها .. وسرعان ما عاد إلى باريس ، لكن كتاباته السياسية والادبية وابداعاته لم تنقطع .. فهو قد كان الشاعر المطبوع .. وفي ذلك الحين أصدر مجموعة شعرية قصيره .. كانت عبارة عن قصيدة واحدة طويلة .. بالعامية .. وإقتفى فيها أثر «الدوبيت» في تراثنا الشعبي .. أسمي تلك المجموعة «محاكمة الشاعر للسلطان الجائر» ..

    * تحتاج الساحة إلى استعادة أغلي اشعاره ، وكتاباته النثرية ، قصة قصيرة أو مقالة ، عبر طبعات جديدة .

    * كان تجربته تحتفظ بوهجها الخاص الذي لا يخبو .. ظل يحتفظ بالوطن في حدقات عينيه .. لذلك لا يمكن للساحة نسيان ملامحه وملامح تجربته .. التجربة التي نحتها على الصخر بأظافر الصدق .. كان مبدعا اصيلا يحلق بإستمرار في سماوات التعبير المستحيل ، التعبير الآسر والجميل الذي لا يخلد في الذاكرة .. فهل كان ذلك هو أحد أسرار خلود تجربته وتجدد الإحتفاء بها من الجميع ؟
                  

11-04-2005, 03:18 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    أحد عشر عاماً والقرقورة لاصقة على الرصيف

    كتبت رجاء داؤود

    لن تهدأ غضبة الهبباي ولن تحترق غابات الابنوس وروحك ما زالت تحلق تداوي وتضمد تروي تستنشق وتزفر. منذ أحد عشر عاما اتتنا روح تسابق نعشها حتى لا تحلق وتتوه في بلاد الغربة وكأنها تولول انشاداً.

    يا طير الهجرة يا طائر

    يا طير وجهته بلادي

    خذني بالله انا والله على اهبة

    وانا في زاوية اتوسد امتعتي

    ولكن الطير مضى عنها واتت الروح وحدها حتى تعزي ذات الفتنة الهوجاء مرية وتنوح مع ارامل وتثكل مع ايتام شهداء مشروع جودة وحتى تلطم الخدود وتشق الجيوب بمعية شريفة بت اوهاج . وتتطهر بفضاء السودان.

    حيث يعز غريب الدار ، يحب الضيف

    ويخص بآخر جرعة ماء

    عز الصيف

    بعشا الاطفال

    فاي مسكن اطيب من السودان لروح من كان قلبه مأوي للضعفاء .. وحبه خبز للمحرومين والتعساء .. واي مكان ازكي لروح من كانت كفه الواح نجاة وقوارب واصابعه تمتد حباً للهارب وابوابه ليس بها حراس بل يفتحها حبه للناس كل الناس .

    لقد كان صلاح احمد ابراهيم يكون اغلبية وحده كما قال رفيق دربه الراحل علي المك ولذلك كان موته موتاً جماعياً وبما ان موت الجماعة عرس لذلك قرعت اجراس الكنيسة المجاورة للمقابر حين مراسم دفنه بمقابر البكري ولسان حاله يقول .....

    يا ارض ام در ضميني ... الوطن الدائم يناديني مللت العيش في ألمي .. في مرضي وترحالي .. جروح الزايلة اعيتني .. وعود الحكماء تغريني .. وايماني يصبرني على ألامي واقداري .. اغثني اغثني يا مولاي ...الروح الصاعدة للراحة، الجسد الساجي في القبر .. يا شيخ البكري يا جاري في ظل القبة اسكنني .. في الدار الرحبة آويني....

    رغم اهتمام صلاح بصقل شعره لفظاً وشكلاً ورغم ثقافته الثرة التي تحتم على القاريء قدراً كبيراً من الثقافة كما يجب ويستمتع به مثل قصيدته التي يقول فيها:

    من صك منغستو بقيت سنتان

    سنتان ونقبض روحك بالاسياخ

    تكوي بالجمر وتلقي في اعماق النار

    يكفي ، فالارض تميد من الاوزار

    وفي لوممبياته :

    كما تذبح خرفان الضحية

    ذبحوه وحديد القيد مازال على رسخ الشهيد

    مطبقاً

    ثم عادوا ليقولوا إن لوممبا اختفى وكفى

    مات لكن صار اقوى منه حياً

    ولكن صلاح احمد ابراهيم لم يقف شعره المصقول على المثقفين لكنه اقترب به من واقع الحياة اليومية لكل فئات المجتمع حتى التي لم يهتم بها احد وقد دفعه هذا الى التبسيط في الشعر والاستعانة بالكثير من الالفاظ المستمدة من الاساطير والفنون الشعبية

    الجلسة تحت شعاع البدر على رمل الكثبان

    وبعيداً تسمع صوت الصبية اين شليل

    وكلاب الحي تهوهو في اشباح الليل

    وما قاله عن شهداء مشروع جودة:

    وسملت عيونهم مراود الخداع

    حتى اذا ناداهم حقهم المضاع

    عند الذين حولوا لهائهم ضياع

    وبادلوا آمالهم عداء

    وسدداو ديونهم شقاء

    واستلموا مجهودهم قطناً وسلموه داء

    ورحل صلاح بداء الغربة وحيداً في باريس وهو يغني

    والنيل بعيد ...

    وانا وحدي

    في عزلة منبوذ هندي

    اتمثل امي واخواني

    والتالي نصف الليل ، طوال القرآن

    في بلدي

    ولكن ما علاقة غربة فقيدنا والحلم الذي ظل يراوده طوال حياته ومنذ بواكير شبابه عن تلك الثورة التي تعيد للانسان السوداني كرامته وعزته وهو يحدثنا عن تجربته مع الماركسية الصور الانسانية .. الشعارات التي تنادي بالحرية والمساواة والاخاء النضال ضد الاستعمار وحكى قائلاً :«كنا في ذلك الوقت في صراع ضد الانجليز ومؤسساتهم القمعية الظالمة فبحثنا في الكتب ونقبنا في تجارب الشعوب الاخرى لنعي حقيقة وضعنا فوجدنا ضالتنا آنذاك في الادب الماركسي كأدب ثر وثوري وكنا نؤمن بقول الرسول «صلى الله عليه وسلم» الذي يقول خذوا الحكمة في اي وعاء جاءت . ولذلك فأنا أري في الماركسية حكماً كثيرة ينبغي الاطلاع عليها وان نأخذ ما يفيدنا ونترك مالا يفيدنا وكنا نحترم معتقداتنا وتراثنا ، كنا لصيقين بشعبنا مهمومين بقضاياه . حقيقة كنا نحن في مرحلة البحث عن طريق ثوري جديد ومتفرد في الوقت الذي كان فيه القادة الدينيون ورجال الدين ضعافاً ولا يمكن ان يمثلوا لجيلنا قدوة تعي حقيقة المشكلة، وفي هذا الوقت بالذات كنا امام فكر متكامل امام العقل والنظر معاً وكنا في ناحية اخرى نسمع كثيراً عن الحركات الطلابية والمقاومة وتأججها في مصر وفلسطين ولهذه الاسباب اصبحنا شيوعيين دون ان نتخلى عن مبادئنا وعقيدتنا الاسلامية).

    وكان ...

    بغير الاستقلال لن نكون احرار

    منهك اسند الظهر الى صخر حدار

    خشن الملمس من حم الحجار

    وبما ان شاعرنا كان شعاره دائماً ان الحقيقة تعلو ولا يعلو عليها فانه لم يتردد لحظة في ترك الحزب الشيوعي عندما رأي التناقض الواضح بين القول والفعل والفجوة التي تتسع بينهم، وكان يرى ان الشيوعية ليست المشكلة ولكن الخطأ في تطبيقها وفي خيانة بعض قادتها ومسؤوليها للمبادئ بل ظل طوال عمره يطالب قيادات اليسار بان تقرن النظرية بالتطبيق والاقوال بالافعال.

    وايضاً عرى صلاح احمد ابراهيم افعال نميري وحكومته الدكتاتورية بعد تأييده لها التي اجهضت امل الامة في حياة كريمة في ديوانه «محاكمة الشاعر للسلطان الجائر»

    اتغشينا بيك كونك صحي الغشاش

    بدلت القيم والناس بقت ما ناس

    تاكل بعضها وتضحك على البنداس

    وفي نفس الديوان قال:

    ما بنخلي الضعيف في الحارة الا نضافرو

    وما بنجامل دجل طول علينا اضافرو

    الا نعافرو .. ندفنو في الفريق الحافرو

    وما دايرين على الواجب ثواب وعفارم

    وما كايسين على حب المبادئ مغانم

    ورحل صلاح المناضل الوطني دون مغانم وبمليون عفارم رحل صلاح المناضل ولو أن الشعر يطير شواظ لهب لمضى يقول الشعر الشعر إلى ان افنته الكلمات لو أن القلب يسيل بحار لهب ... لعصر القلب إلى ان يفلت من كفه قطرات، لو أن الزفرة تصعد ريح لهب ... لضغط على رئتيه .. ضغط الى ان لفظ انفاسه زفرات.. وكان، رحم الله صلاح احمد ابراهيم.

                  

11-04-2005, 05:51 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    عزيزي وليد:

    كل سنة وإنت طيب. والقابلة ربنا يحقق الأمنيات. وهذا البوست عيدية جميلة. سأحاول ما أمكن الدفع بقطعة أدبية بالغة الروعة كتبها الراحل الكبير. قال لي الشاعر الفذ محمد عفيفي مطر في حضور شاعرنا حلمي سالم إنه حين قرأ تلك القطعة وقتها أدرك أن صلاحا يخبر بدنو أجله. وقد كان!!!.
                  

11-04-2005, 06:31 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الحميد البرنس)

    الاستاذ /عبد الحميد البرنس
    تحياتى
    وكل سنة انت ومن معك بالف خير وعافيه
    اعلم تماما ان اى بوست يظهر فيه اسم
    البرنس هو بلاشك بوست قيم وجدير بالمطالعة
    اسعدنى وجودك هاهنا ورايح انتظر بفارغ الصبر
    تلك التحفة التى سوف تتحفنا بها الى ذلك
    الحين لك كل الود
                  

11-04-2005, 07:01 AM

الأمين عثمان صديق محمد

تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 1340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    وانت طيب يا وليد
    الكلام مش مرتب وبس دا فوقه هندسة كمان ..... اديهو نظرة تانية وشوفه يشبه ليك شنو
    زى سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام
    تنزل هناك وتحى يا طير باحترام
    تقول سلام وتعيد سلام
    على نيل بلادنا سلام
    وشباب بلادنا
    ونخيل بلادنا
    سلام
    ما يشبه ليك مثلث قائم الزاوية في كلمة زي سيف والزاويه التانية نظام ورأس المثلث سلام
    قوة وتنظيم وسلام ديل ما مقومات دولة
    والمثلث مليان من السيف وتنزل تلقى سلام ونيل وشباب ونخيل وسلام وهنا الدولة كاملة


    ولي فوق عشان صلاح وعشان السودان وعشانك يا وليد
                  

11-04-2005, 07:06 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: الأمين عثمان صديق محمد)

    صلاح أحمد إبراهيم
    مرثية بعد قرابة خمسين عاما


    قادتني أمي في وقار وجلد, ممسكة بسبحة تستعين بها على الصبر الجميل والسلوان, يقينا منها أنه غير لائق بها أن تبدي أمام ربها, إلا الرضا والحمد في هذا الامتحان. ويعلم العلام وحده, أي حجر عصرت به مهجتها, أية نيران حاشتها في حشاها ووجهها بدا عليه وكأنه قد من صوان, تنزها منها أن تشي قسماتها بأقل امتعاض أوضعف لأن الله أخذ منها وليدها ذاك. همست لي بحنو شديد بمثلما فعلت مع أخوتي: تعال قبل أخاك قبلة الوداع الأخير. في الغرفة الموصدة أبوابها ونوافذها, غرفة الموت معتمة, وكان حسن مسجى بطوله على السرير, مغمضا جفنيه كالنائم, جميلا نضرا بأكثر مما كان عليه حيا, وعلى محياه سكينة مطلقة هي سكينة الموت. انحنيت ألثم جبينه البارد في تؤدة وتساؤل داخلي. لم أزد ولم أطل. ثم أخذوني عنه بالصمت المشبع بالرهبة. بعدها أدرجوه الكفن وحملوه إلى أين لا أدري حيث دفن. هكذا انقلبت الفرحة ترحة, والضوضاء الضاحكة همسا وخفوتا وبكاء مكبوتا. كنت مختونا, أجر قدمي جرا خطوة خطوة فالجرح جديد, عاريا إلا من قميص طويل أشده عن وسطي بأطراف أصابعي المخضوبة حناء, برسغي الذي يتدلى منه الجرتق الأحمر متمشيا بالمسابح والقلائد التي على صدري ببطء شديد وحذر, بجرحين طازجين أكبرهما وأكثرهما إيلاما ذلك الذي في صميمي لا يبرأ قط ما حييت. وحتى تركنا بيتنا ذاك في حي العباسية بأم درمان, ظل يستوقفني على جدار فيه بين حين وحين, أثر طيني ربما أحدثته كرة قذف بها حسن إليه, أومسحة بيده العالق بها بعض طين. أثر يذكرني دائما به, وبمزاحنا وعبثنا الطفولي نحن الاثنين, كلما وقعت عليه العين. بل ما برح ذلك الأثر الطيني منذ غادرنا ذلك البيت وحتى اللحظة, لاصقا بجدار ذاكرتي لا ينمحي.

    اليوم خطر لي حسن بلا مناسبة. بكيت كما لم أبك عليه قط قرابة خمسين عاما مرت علي بدونه. بكيت وكأنه مات لتوه, وبأحر مما فعلت آنذاك. فرأيت قبل أن ألحق به في زمن آت, أن تعرف شيئا عما كان عليه خلال عمره القصير, وكيف مات حسن يوم ختاني. لذا أمسكت بالقلم وكتبت هذه الانطباعات, وتأريخا وتخليدا له.

    بعد وفاته كبرت بدونه. وكثيرا ما كنت أتساءل ماذا كنا سنقوم به معا إذا كان قد كبر معي وبجانبي, وماذا سيكون عليه حسن إذا كبر, فتزداد حسرتي عليه, ولكن أحمد الله على حكمته التي تجل على الأفهام, ولكل نفس أجل لا يقدم ولا يؤخر.

    ولقد عانيت, عانيت مرارا ومريرا
    مثلما أنذرني عارفها طفلا غريرا
    وقت أن مات أخي ذاك الصباح
    أشتهي الرحلة الكبرى إلى المجهول
    بي توق, وشوق, واصتنات
    فلعلي سامع صوتا ينادي
    من مكان ما.. خضير وندي
    صوت عصفور رشيق الرفرفات
    ذهبي الريش في مفرقه تاج أنيق هدهدي
    قافزا من فنن يصدح فيه لفنن
    عاتبا مابين جد ومزاح
    أأخيرا؟
    أأخيرا؟
    بعد ما طال ارتقائي لك
    يوما بعد يوم.. كل هذه السنوات
    ما تغيرت كثيرا يا صلاح
    كم تغيرت كثيرا.
                  

11-04-2005, 07:18 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الحميد البرنس)

    أخي وليد:

    أشكر لك تلك التحية الطيبة. وهذا أخي صلاح. ظل حيا في قلوب أمته. بينما ظهر الأرض يزدحم بالموتى. محبتي.
                  

11-05-2005, 02:08 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: .اليوم خطر لي حسن بلا مناسبة. بكيت كما لم أبك عليه قط قرابة خمسين عاما مرت علي بدونه. بكيت وكأنه مات لتوه, وبأحر مما فعلت آنذاك. فرأيت قبل أن ألحق به في زمن آت, أن تعرف شيئا عما كان عليه خلال عمره القصير, وكيف مات حسن يوم ختاني. لذا أمسكت بالقلم وكتبت هذه الانطباعات, وتأريخا وتخليدا له.
    لقد خطر ببالك حسن بلا مناسبة وهكذ تخطر ببالنا اخى صلاح الاف المرات...لقد اوجعتنى المرثية والتى لم اطالعها من قبل والتى كان يقول فى طياتها انى راحل انى راحل ولقد كان ما كان نعم اخى البرنس لقد كان ماكان....لقد مرت اثنى عشرة عام من رحيل صلاح الذى لم يرحل انما يوجد بداخلنا....شاكر مرورك اخى عبدالحميد واتمنا ان تتحفنا بالمثير اظنك تحمل الكثير فلعلي سامع صوتا ينادي
    من مكان ما.. خضير وندي
    صوت عصفور رشيق الرفرفات
    ذهبي الريش في مفرقه تاج أنيق هدهدي
    قافزا من فنن يصدح فيه لفنن
                  

11-04-2005, 07:38 AM

ShiningStar
<aShiningStar
تاريخ التسجيل: 04-26-2002
مجموع المشاركات: 468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    Quote: وقال "يا زول، ليست ثمة أهمية لأن تقرأ الشعر مرتدياً ربطة العنق". أشرت للربطة التي يرتديها كمن أسوق عليه الحجة، فقال "ماعليك، إنني متورط بها لأسباب ليست شعرية على الاطلاق، وبما أنك تبدأ حياتك، عليك، من الآن فصاعداً، أن تصرف النظر عن هذه العقدة، وليس في برنامج الدعوة نظام يجبر الشاعر على الذهاب بالملابس الرسمية" ولكي يؤكد لي جدية الأمر، حرّر عنقه من الربطة وقذفَ بها، هاتفاً بي "هيا، ينبغي أن نذهب إلى الشعر بأعناقٍ حرة."



    ليس ابلغ من هذا كلام...

    و كلام السيد/محسن خالد برضو كان صاح .. عندما قال....

    "الشعر إن لم ينادِ،.. سابع سماء وسابع أرض فيك،.. فدعه وتكلّم بالموبايل، فقد استوى الحال إذن،..."

    شكرا يا وليد علي فتح النوافذ... فنزق الحشا ياوليد هو الذى يسوقني وجار النبي وخلفنا انداء زهر تترقرق على أرصفة الشوارع بحثا عن رزاز مستحيل ...

    كل عام و انت بخير و القابله ذي ما داير....
                  

11-04-2005, 01:08 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: ShiningStar)

    لصلاح سلام في مرقده الأبدي بقدر ما أحال القبح إلى جمال مقيم.
                  

11-05-2005, 04:54 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الحميد البرنس)

    صلاح احمد ابراهيم يرثى اخته «نفسية»:

    وزفت الى مسكن جديد عليها قماش جديد

    الى مخدع من تراب

    بارض يباب

    هنا الحي كلهم غرباء

    بلا سيد او مسود

    هنا الاثرياء

    بغير صكوكهم والنقود

    هنا المرهقون انتهوا من شقاء

    ومن ذلة وازدراء

    هنا تنتهي الخيلاء

    هنا الطامحون بغير طموح

    هنا الجامحون بغير طموح

    هنا يخرس البلغاء

    هنا تنتهي العنجهية

    وكل رياء

    ويصبح حكم القضاة القضية

    وينقلب الزعماء بلا هيبة او معية

    ولا رتبة او وسام

    وتزحف نحو القبور القبور

    بلا خطة او نظام

    فقير بلا شاهد او علامة

    كقبر عليه رخام وسور
                  

11-05-2005, 05:55 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    هجايجة الحـي 00

    ====لصلاح أحمد ابراهيم====

    أو تنساني وإسمي ظلّ محفورا عميقا في لحاها

    بلل الله ثراها

    هذه هجليجة الحيّ التي يقصدها((السّنبرُ)) إبان الخريف

    بعد تسفار مُخيف

    لبستى ثوب غبار ... عبقريّ النّسج ريفي

    جذرها فى الارض راسخ

    رأسها في الشمس شامخ

    وهي تحيا بالكفاف

    وبما دون الكفاف

    تحتها أضغاثُ شوك ، ونوى ناقفهُ مات ، وما عادت ثمار

    ونثير من حجار

    ظل يلُقيها الصِّغار

    ظلّلت حاجبها بالكفِّ تستفسرُ في همهمةٍ: من ذا اقترب

    فى عجب

    بعد ما شح المزار

    وراى المُبغضُ للخُضرة أن يقتطعوها.. ويبيعوها حطب

    حدست من ذا أتاها

    عرفت فيّ فتاها

    فأنا قلبي محفورُُ عميقا في لِحاها

    وعليه أحرفي:

    ((صادها)) عطشى جوار ((الألف))

    منذ ان كنت صبيا في الجوار

    عرفتنى من بعيد

    دمعت حين راتني مقبلا فى لهف

    ورمت لي في سخاء ثمرات

    خبّاتُها في مكان غامض منها خفي

    أفما ظلت تُعيدْ

    للسواقي...

    أنني آت إليها من جديد

    قبل أن يلحقها فأس ونار

    حينما يفرضُ ذاك المبغضُ الخضرة بالقوة تنفيذ القرار

    كيف أنساها وتنساني، وإسمي ظلّ محفوراً عميقاً في لِحاها

    فأنا أيضاً جناها

    وأنا الملحُ الذي تقتاتهُ، والماءُ، والحامي حِماها

    هذه هِجْليجةُ الحيّ..
                  

11-05-2005, 07:24 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: ShiningStar)

    شنق ستار تحياتى والعيد مبارك عليك
    شاكر مرورك اهديكصورة..... دوريان جراي

    اتمنا ان تنال اعجابك

    أملُ وانْهارْ

    مات ولم يترك تذكار

    مات وها أنذا أسمعُ صوت مناحته في الدار

    مات وشيَّعناه، وصلينا ، واستغفرنا ، وانبنا ، بعد بُكاء حارْ

    وأتى من لا يعنيه الأمر ولم يحزن

    جاء ليشرب قهوتنا ، يغتاب الناس، وينتهك الأسرار

    ويُقهقهُ ضحكته كالنّصل:

    -دع الموتى يبكون على الموتى،

    ما كان سوى أملٍ وأنْهارْ

    في الخارج كان يموت نهار

    في الخارج أبواق تعوي ويثور غبار

    وأناس مكدودون كأنهم الأشباح يجرُّون خُطاهم نحو الأحجار

    مجهولون بلا سيماءْ

    مذهولون ومنُكفئون من الإعياء

    في المقهى المذياع يجلجل بالانباء

    الحرب تدق على الأبواب

    الحربُ الثالثه الحمقاء تدقُّ على الأبواب

    -ادفن راسك تحت تُراب

    -بل ارفع رأسك واجهها يا ابن الإنسان

    سيّان- تقول- الأمرُ لديك بلا أمل سيّانْ

    ***
    في ((الغرفةِ)) كان الرعبُ، وكان الحقدُ، وكان العارْ

    ودَهاليزُ في العتمةِ أين تقودُ؟

    - تعودُ إلى حيثُ بدأتَ

    في العتمةِ أنت تكونت وتفتت

    في العتمة أنت رأيت ولم تصرخْ:

    أملاً ينهار

    في ((الغرفة)) كان الصمت يوسوس بالأسرار

    في جوف الصمت تجوس عصابات الأشرار

    في لحظة ضعف كان يجاوب أنثاهُ الصّرصار

    وعقارب تخرج غاضبة- هل ذاك الصيف ام الأخبار؟

    فى ((الغرفة)) كان هنالك ضبُّ يلبد خلف الباب

    وينام ذباب

    وعلى مرآة بالدولاب

    لمحتَ خيالك، وجهك يصرخ فيه ألم

    وندم

    وعذاب

    جحظت عيناك ونز الدم

    وتهرأ لحمك حول الفم

    وتدلّى الفك

    فكأنك جُمجمةُ تضحك

    مزق...مزق آثار سياط

    حفرت أُخدود

    يتوالد فى جنبيه الدود

    مزق...مزق ..لهب وحريق

    الجرح عميق

    في وجهك كان عذاب ، كان شقاء، كان صراخ

    - ما أبشع وجهك ، قُم حطمه يا ((دوريان))

    قم حطمه....قم حطمه

    - لا . ليس الآن

    من صك ((مفستو)) بقيت سنتان

    -سنتان وتُقبض روحك بالاسياخ

    تُكوى بالجمر ، وتلقى في أعماق النار

    يكفي ، فالأرضُ تميد من الأوزار

    إنتفخت بين يديك الجثةُ فادفنها-

    ما كان سوى أمل وانهارْ


                  

11-05-2005, 07:53 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    يا سلام يا وليدعلي الابداع وكل سنة وانت طيب رحم الله صلاح احمد ابراهيم

    وله ديوان ثالث اسمه نحن والردي يا سلام علي صدقية وجمال صورة

    كلمات صلاح وانسياب وتدفق تعابيره سوف احاول رفدك بجزء منه

    تسلم وعيد سعيد وعيدية طيبة ساستمتع بهذه الكتابات
                  

11-05-2005, 09:18 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: Sabri Elshareef)

    العزيز وليد

    قرأت هذا البوست وقررت اعادة قراءته ... مرات بعد ان ينعدل المزاج.

    وانا اقرأ فيه تذكرت مقالاً احتفظت به قبل ثلاثة اعوام, أهديه لك بمناسبة العيد لانك تستحق
    واهديه للقراء الاعزاء
    ولك الود ولهم
    في الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر (صلاح أحمد ابراهيم)
    رجل واحد شجاع يساوي أغلبية



    أعرف رئيسا أغني من بلاده ، ببساطة لانه هو الذي نهبها وأنهبها ، أعرف نصابا لقبه فخامة الرئيس وعمله الحقيقي كوموسنجي .. أعرف بلادا غنية بما يدهش ، يطمع في ثرواتها البعيد والقريب وتستجدي.
    صلاح أحمد ابراهيم
    من تمهيد لقصيدته في مجاعة 1983م
    المكان مقهى جورج الخامس في جادة الشانزليزية صباح الأحد.. أخرج من نفق القطار في الجهة القريبة للمقهى واخطو نحو الشاعر .. أبصر بوضوح طيف ابتسامته الوضيئة يلوح عبر الزجاج وعلى الطاولة أمامه صحيفته وغليونه ونظارته وفنجان القهوة .. قبل أن يكمل الشاعر كلمات السلام يقرأ في عيوني السؤال عن سر الابتسامة.
    تعرف ماذا تذكرت وانا أراك تقبل نحوي من مخرج المترو .. كان ذاك في العام 1965 في اليوم الذي أعلن فيه نظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر قرار الحكم بالأعدام على المفكر والشاعر سيد قطب ، كانت في قلب الخرطوم مظاهرتين ،احدهما ناحية ميدان الأمم المتحدة تدلف إلى المحطة الوسطى ترفع شعارات الحزب الشيوعي وراياته وتهتف رافضة التدخل في قرار عبد الناصر ، والمظاهرة الأخرى تمضي في الاتجاه المقابل يقودها الأخوان المسلمون ترفض قرار الحكم وتندد به ، كنت حينها موظفا بوزارة المالية ، خرجت بسيارتي لأحضر أخي من مكان وراء السوق العربي وفوجئنا بالمظاهرتين .. أخي بادرني .. أعمل حسابك .. سألته على الفور من من ؟! أجابني على الفور من الأثنين معا..
    جلجلت ضحكة الشاعر واستغرقت معه في الضحك قبل أن أخرجه من ذكرياته بسؤالي .. ألا تراني إلا أخا مسلما .. ألم تسمع قول الشاعر محمود درويش "الايدولوجيا مهنة البوليس" .. يسارع الشاعر نافيا .. لا لا أبدا .. الانتماء لا عيب فيه لكني تذكرت هذه القصة لأن التجربة جعلتني ادرك بوضوح أن الناس ( الكويسين) في الاحزاب دائما يكونون الضحية ويدفعون ثمن الأخطاء التى ارتكبها غيرهم من أعضاء الحزب.. اقول ذلك وأنا اتذكر أنبل الاسماء في تجربة الحزب الشيوعي .. شيبون والشفيع وجوزيف قرنق وآخرين .. وأذكر أيضا اسماء الذين اقترفوا الأخطاء والجرائم واعرف كيف دفع الثمن .
    عندما عرفنا الشاعر صلاح أحمد ابراهيم في النصف الثاني من العقد الثمانين وانتظمت لقاءاتنا معه ، وبعد سنوات من النفي والمكابدة والتشريد ، ثم سنوات من الاستقرار ورخاء الحال في العاصمة الفرنسية الودودة المعطاءة ، وبعد زوال الدكتاتور وسقوط حكمه ونهاية عهده ، وأيضا بعد سنوات من عودة الحرب إلى الجنوب واشتداد أوارها ، وبعد تسلم الاحزاب السلطة بقيادة الحزبان الكبيران وقد ملاواجميعا ساحة السياسة . لكن ذكريات دكتاتور مايو كانت ما تزال ماثلة قريبة حيه في عيون الشاعر ، بل وفي قرارات الساحة الحزبية تعقد علاقاتها وتبسط وقعها على جملة مواقفها ومداولاتها ، كان أخشى ما يخشاه الشاعر أن يرى السودان وقد انشطر جزئين أو مزقت اقطاره اشلاء من أقاليم ودويلات .. يستعيد الشاعر ذكرياته القريبة ويعود فزعا من صورة الحاضر : تعرف يا محبوب أيام نميرى كانت لي مدافع أوجهها نحوه يوميا من سريري في باريس كل ليلة قبل أن يغصبني النوم وتكف عنه القصف والردى .. أما اليوم فكل ما أتمناه أن أموت قبل أرى السودان ممزقا . ولم تكن مدافعه التى لا تنفد ذخيرتها سوى قصائده في مواجهة الطغيان:
    تحج مرارا وللمسلم الحج مرة
    ترى أي شئ بمكه سٌره
    سوى غسل استارها ومناسك عمرة
    أم ان الذنوب كثار فهو يغسلها مرة بعد مرة
    بعلق على قرار الرئيس نميرى الذي حدد فيه الحج بمرة واحدة لكل مواطن ثم سافر هو للحج .. وقوله
    شعبك الجائع يرجوك ومن حولك في الخرطوم يرجون استفادة
    عقموا جهلا وعادة
    واحابيل معادة
    وخيانات عهود لم تصر بعد مبادة
    كن مع الشعب فإن الحكم في الآخر للتاريخ
    والفعل شهادة
    ثم حدائه الشجي بالعامية السودانية في قصائد الدوباي الفريدة في عقده الفريد الذي سماه (محاكمة الشاعر للسلطان الجائر).
    قلبي مع الشهيد تحت التراب دافنونو
    وقلبي مع السجين بين الجدر حابسنو
    وقلبي مع المواطن الحر أذى ملاحقنو
    ديل سودانا والباقين يمين ما منو
    ثم حكمته الخالدة من شعر الحكمة العميق :
    الشعب يقول أنا فرد فلتتركني لهموم القوت
    والفرد يقول انا الشعب من خالف سقت إليه الموت
    فأربح مالا
    كن محتالا
    تزهو بمديح سجاياك الأيام


    -2-
    أحكي للشاعر : عدت قبل يومين من العاصمة السويسرية وقابلت صديقك السفير فلان وهو يقرئك السلام.. يسرح الشاعر بعيدا واستطرد أنا في قصتى .. هو يعتقد أنك تجد عليه بسبب المعارك التى دارت على مقعد وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية الذى ترك لنقابة الدبلوماسيين ، هو يقول أنه لم يرشح السفير ابراهيم طه أيوب ولكنه قرار النقابة ، ولكنك قابلته بعد السنوات الطوال في مدخل الوزارة وفتح ذراعيه للسلام ولكنك مددت له يدا باردة ، بل إنك سحبت على المك ولم تتح له حتى أن يكمل سلامه .. يعود الشاعر من سرحته واطراف نظارته ما تزال على أطراف اسنانه .. كان ينبغي أن تذكره بأني مش بتاع وزارات ، وأن يتذكر هو أنه منذ افتراقنا لم أسمع منه كلمة سلام حتى ، لو أنه كتب بطاقة بريدية في اى عيد أو مناسبة وأرسلها من أي مكان فيه خارج السودان أو حتى داخله ، لن يدخل النميرى في صندوق البريد ويقرأ الرسالة . ضحكت لملاحظة الشاعر وقلت .. بالمناسبة أنا اقترحت عليه أن يكتب إليك رسالة أحملها معي ويزيل فيها أسباب سؤ الفهم لكنه رفض بشدة وقال لا أحد يتورط ويكتب بخط يده لصلاح أحمد ابراهيم يأخي ده قال عن نميرى (بغل طغي فيه نسل الحمار) . أضحك ويضحك الشاعر ويستطرد .. لا أبدا لا يمكن أن يحدث شئ من هذا ، الموضوع بسيط هم يعلمون جميعا أنني استقلت من وزارة الخارجية وتركت السفارة في ظروف رهيبة بلا أي ضمانات وركبت المجهول ، ذلك أن النظام بلغ حدا من السفر لا يقبل معه بشر مسؤول أن يرتبط معه بأى نوع من أنواع الارتباط مهما يكن ضئيلا أو رمزيا ، نعم آثروا الوظيفة والاستمرار فيها وهذا قرارهم وهم احرار، لكن حد أدني من الصلة الانسانية من ابداء المشاعر حتى على النحو الذى وصفت لم يكن ليضرهم ويؤكد أن بين الناس أصول تنمحي في ظروف . والله يا محبوب كنت اسكن في غرفة في الطابق السادس قريبة من الحي اللاتيني ومن شدة بردها اخرج احيانا اتدفأ قليلا في الشارع واعود في الهزيع الاخير من الليل .. والله مرة عملت ملاح (تقلية) من (شرموط) ارسلته لي اختنا (حياة الدليل) زوجة على المك ولم اجد ثمن (البانكيك) الذي يؤكل به (يقصد الخبز الفرنسي المعروف الزهيد الثمن) .. أواسي الشاعر بكلماته :
    الجوع والفقر واليد المقتالة
    ليهم المال يشترون بالمال كل الحثالة
    وانت وحدك في غابة من عداك
    ما ضر لو ان واحدا قد حماك
    يطرب الشاعر لكلماته : نعم والله لكن أين وجدت هذه القصيدة؟! أو جزئها بين أوراقك ذلك اليوم في بيتك ونحن نبحث عن فواتير الدواء .
    يبتسم الشاعر ويتذكر مطلع القصيدة :
    السيف أطول منك وأنت تعرف ذاك
    والسيف أثقل مما تسطيعه ساعداك
    حملته وتصديت
    القلب ثابت كالحديد المصفد
    والعقل خائف بين بين




    -3-
    كان صلاح أحمد ابراهيم قد واجه الموقف المعقد بين المبادئ والمصالح، صحيح انه ليس عضوا في الحزب الشيوعي ، بل إنه مامن مثقف أو مبدع سوداني استطاع أن يقف بصلابه وضراوة وشراسة وشجاعة أمام غلواء الشيوعيين في سنوات العقد الستين كما فعل صلاح ، وحده الذي اطلق على نفسه عبارة الكاتب الامبركي (اميرسون) ( رجل واحد شجاع يساوي اغلبية ) وهو يواجه وحدة حملة عاتية شرسه ضد رموز الحزب الشيوعي السوداني وجملة الذين يمشون في تياره من الكتاب والشعراء والمثفقين رغبا ورهبا في سطوة الحزب الجبان يومئذ خاصة في ساحة الابداع والمبدعين والثقافة والمثقفين . كما ان الناس الي حين حدوث الأزمة داخل الحزب في أول العقد السبعين والازمة بين الحزب ونظام مايو ما يزالون يرون معارك الشاعر وقصائده ومقالاته ضد الشيوعيين : مقدمة ديوان غضبة الهبباي التى محضها كلها في هجاء أممي للحزب الأممي ، قصيدة( أنانسي) في هجاء (عبد الخالق محجوب) وهو الذي يحظي باحترام كبير على امتداد الساحة السودانية والافريقية والعربية فضلا عن العالمية ، مساجلات شهيرة مع المثقفين الكبار في الحزب(محمد مصطفي المكي) (البقادي) ومقالاته التى رسخت في سجل الابداع الصحفي السوداني (الكلام عا اللون) ، كل ذلك على طريقة (صلاح) في خوض المعارك التى وصفها واحسن وصفها في رثائه لصديقه الأعز د. على المك) .. وكنت تراني الشجاع الذي وحده بشجاعته شكل اغلبية. . وكنت تراني تحديت حتى كأن مقالي سرية) ، نعم بين صلاح وبين الشيوعيين ما بينهم ولكن امام اعدام (النميرى) لصديقه قبل ان يكون صهره (الشفيع أحمد الشيخ) والبلوى التى أصابت اسرته كلها من جراء مايو ووجدت تعبيرها الأتم في مشهورات قصائده وفي (أعقاب الفتنه) وقصيدة (نحن والردي) من عيون المراثي في طغيان النظام (المايوي) وهو بعد في منصبه سفيرا للنظام في الجزائر .. يقول (صلاح) ان وضع الأمر برمته امام شقيقته (فاطمة أحمد ابراهيم ) أشد المعنيين بالمحنة فهي زوجة الشفيع أحمد الشيخ وعضو اللجنة المركزية للحزب ، إلا أن فاطمة وبقية الآسرة والاصدقاء قد اجمعوا على نصحة بالبقاء في منصبه والا يتقدم باستقالته لآن ظرف المحنة الدقيق وشدة وقعها يحتاج لمركز دعم من داخل الاسرة ولوكان سفيرا للنظام الذي اقترف الفظائع . ولكن الاشياء تاتي لخواتمها مع الطغاة .. يقول صلاح : سافرت إلى غانا بطلب من وزارة الخارجية ووجدت نفسي ضمن عدد كبير من وزراء مايو وسفرائها بصحبة الرئيس نميرى ، جاء النميرى على خير حال تصحبه فظاظة لا تضاهى وهو يتوسط مرؤسيه وفيهم حملة الدكتوارة والشهادات العليا وأهل الثقافة والعلم والخبرة ، أى الوسط الذى يعشق اذلاله على نحو خاص يرضى تواضعه وجنوحه .. نظر نميرى لصلاح وقبض اصابعه إلى كفه (نحن أولاد حنتوب بنتضامن كدة مش كدة يا صلاح) ، وصلاح ينظر تتنازعه نوازع شقي ،ان كيف يفشّ غيظه وقد فاض به ، أحد الوزراء تشاطر وبادر الرئيس المنسى اصلا . ياريس انت عندك نقطة ضعف تجاه حنتوب ، رد عليه النميرى فورا نقطة ضعف ايه يا غبي قول نقطة قوة . وخرج الرئيس وهو ينادي الرحمة الرحمة .. ومن ذلك الصباح وفي ليل العاصمة الأفريقية استومي كتب صلاح قصيدته الجميلة :
    الرحمة .. تكورك في العواصم والعمايل كعبة
    الرحمة قايل رب العالمين منك بتاخدو رهبة
    ثم استقال (صلاح) استقالته المدوية من وزارة الخارجية وتبنى مواقفه الحقيقية واسترتيجية جديدة بالكامل ، ان الطغاة لا يجدي معه إلا التصدي الواضح والتقديم المباشر العنيف الذي لا يستعمل الكنايات والتوريات ولكنه ينظر لأم عين الفرعون ويشير إلى عريه ويفضحه للناس ويصف فساده وتهافته ويسبه بالكلام الفصيح بلا إنة ولا تأتاة بما يذهب خوفه ورهبته من القلوب و لاتبفي لا المنافقة أما الاحترام فقد مضى إلى غير رجعه.


    -4-
    أنظر إلى القطعة السوداء في صندوق الهدايا الانيق ، القطعة السوداء داكنة السواد لا تشبة الياقوت ولا الاحجار الكريمة أو غير الكريمة مما يوضع عادة في مثل هذه العلب الجميلة ، القطعة السوداء اعرف منها وأنكر, واخيرا أسأل الشاعر :
    ماهذا الشئ الأسود في العلبة الانيقة ؟
    وانت ماذا تراها تشبه ؟ يجيب الشاعر سؤالي بسؤالي.
    لا تشبة إلا قطعة من طين البحر كأنها اخذت من شاطئ ابروف.
    احاول انا إغاظة الشاعر
    أيوة والله نعم مثل (القٌريبة) (يقصد نوع الكعك الذى نطلق عليه هذا الاسم في السودان وفي بلاد اخرى كذلك)
    نعم هي قطعة من طين النيل اخذ الشاعر من تلك النواحي في امدرمان ووضعها محتفيا بها في الصندوق الانيق في صدر صالون بيته تعبيرا يرمز لحبه الكبير لتلك الأرض بترابها وعواصفها واعاصيرها وماءها وطينها وزرعها وضرعها وخاصة سماءها ونيلها وعلاقاتهما المتشابكة في جمال لاينتهي.
    شوف السما النزلت وعامت في البحر
    أو الوصف الذي سارت به ركائب السودانيين وغناه وردي : (زي سيف مجوهر في النجوم من غير نظام ) لكن كذلك بحلوها ومرها وهل هنالك غير (صلاح أحمد ابراهيم) شاعر يقول ..
    ما شين ودشن وهظارو خشن
    بسموم وسوافي وحر سيافي وكلمة مافي
    وتسأل شن الحبب فيهو
    الحب في ذاتو مبرر كافي

    تلك الأبيات المؤثرة التي سبق لي أن ذكرتها في احد الحوليات التي أكتبها كل عام في ذكرى وفاة الشاعر وأخذها شبان عقد الجلاد مني بعد أن استدعت روحهم الفنانة وغنوها غناءً سودانيا جميلا فلهم التحية حيثما كانوا وكيف ما هم .
    نعم كثير من الشعراء أحبوا السودان ولكن صلاح احمد ابراهيم أحب على نحو خاص فهو كما يقول الاستاذ الطيب صالح : أكثر الشعراء السودانين سودانية ، وهل هناك شاعر اختار لدوواوينه أسماء من جغرافية السودان غاباته وعواصفه وخط الاستواء مثل ( غابة الأبنوس ) و ( غضبة الهبباي ) كما فعل صلاح احمد ابراهيم . وكثير من الشعراء أُمتحنوا في حب السودان ولكن صلاح احمد ابراهيم من بينهم رسول البلاء الأشد خاصة في فراق السودان قهرا وقسرا وهو لا يدري متى يكون الإياب :
    يمكن مافي رجعة إلا في صندوق
    ويمكن يقولوا لا.. من وين يجيبوا الذوق

    نعم لا يعرف الطغاة البغاة الذوق ولا الشوق ولا الحنين إلى الوطن ولا الحب ولا الصداقة ولا الأخلاق مهما ادعوا غير ذلك ولو كان تسربلا من الرأس إلى أخمص القدمين بظاهر لباس التقوى والدين ، فما هى إلا قشور تخفي الطماعة والجلافة وحب الدنيا ( صلاة تصير بقدرة رب قدير بضاعة ، صدقوني الربا هو نفس الربا يا جماعة ) أو كما يقول صلاح احمد ابراهيم .


    -5-

    وفي رحلته المغتربة عبر نواحي الدنيا ظل الشاعر يحن إلى السودان ويرجو عودة إليه بل ويتوخاها كلما لاحت سانحة ، يقول الشاعر : ذهبت إلى الخرطوم بعد الانتفاضة وسقوط النميري وبعد وعود من الحكومة الإنتقالية بإعادة كل المفصولين سياسيا إلى وظائفهم ، وجدت زملائنا السفراء مكدسين في ظل شجرة بوزارة الخارجية . أسأل الشاعر ما الذي جرى ألم يجدوا لهم سفارات ؟! يضحك الشاعر : والله لم يجدوا لهم كراسي .
    لكن الحنين إلى الوطن ظل يكابد وجدان الشاعر ويدعوه إلى العودة بلا هوادة رغم أن الحياة كانت تجري رخاء على الشاعر في باريس ، منزل طيب في قلب الدائرة السابعة حيث تسكن طبقة راقية من الأجانب ومن الفرنسيين ، وسيارة مارسيدس للأعمال الرسمية وأخرى صغيرة لخاصة مشاوير الشاعر القصيرة ، احتفاء كريم من أسرة السفارة القطرية في باريس وسعادة بعمل الشاعر ضمن طاقمها واعجاب بالشاعر من مجتمع المثقفين العرب في فرنسا وقد اكتشفوا إبداع الشاعر لأول مرة من خلال مقالاته التي ظل ينشرها في الغلاف الأخير من مجلة ( اليوم السابع ) حيث تحتكر تلك المساحة لأسماء محددة من كبار الكتاب أمثال محمد عابد الجابر ، محمود درويش ، هشام جعيط والطاهر بن جولون واشتهرت مقالات صلاح احمد ابراهيم بعنوان واحد وهو ( جديرون بالاحترام ) استعرض فيه اعجابه بشخصيات لقيها في دروب الحياة منهم المعروف الذي نال جائزة نوبل للسلام ومنهم جار لهم بسيط في حي العباسية لم يسمع به احد ولكنه وقف موقفا كبيرا جعله يتبوأ مقعده ضمن قائمة صلاح العظيمة ، لكن تلك المقالات أيضا كانت سبيل الشاعر ليعرف كثير من المثقفين العرب أن هنالك مثقف كبير من السودان لم يسمعوا به من قبل .. لكن جاء اليوم الذي دقت فيه نواقيس الواجب تجاه الوطن ولو كان مشاركة بالقليل فصلاح المقدام ما كان له أن يتخلف ، فقد فتح باب الترشيح لانتخابات الجمعية التأسيسية وتطلع الكثيرون ينتظرون مشاركة الشاعر ويرجونه أن يفعل . . يقول الشاعر : ذهبت إلى السفارة السودانية في باريس عندما علمت بوجود مندوب من لجنة الانتخابات جاء من الخرطوم لأخذ أسماء الراغبين في الترشيح واعتماد تسجيلهم ، نظر إليَ الرجل بغير اكتراث وطلب مني خطاب الاستقالة من عملي في باريس ، كان ذلك بالنسبة إليَ شرطا غريبا ولكن بدى غير قابل للمساومة ، ذهبت إلي السفير القطري ونقلت اليه ما حدث وأخبرته بعزمي علي الإستقالة مادام بعض الناس يتعشم خيراً من مشاركته هذه الإنتخابات ، إبتسم السفير وقال أكتب الخطاب وسنقبل الإستقالة ولكن تأكد أن موقعك في السفارة سيظل كما هو في أيّ وقت قررت فيه أن تعود الينا خاصةً انها إنتخابات فيها الفائز والخاسر وإذا خسرت تعود إلى عملك كأن شيئاً لم يكن ، الرجل مشكور قرأ المستقبل أفضل منا ، وقد عدت إلي عملي بعد موسم سياسي قصير خضت فيه حملة إنتخابية مختصرة بذات الشعار القديم الذي أحببته وأحبه صديقي علي المك ( رجل واحد شجاع يساوي أغلبية ) .. هذه ثاني مرة أدخل فيها تجربة الإنتخابات والترشيح وأخرج بلا فوز، المرة الاولى في منتصف الستينات، كنت أعمل بالمعهد الافريقي ( بأكرا ) وقد ألفت قصيدة بعد السقوط والخسارة إسمها ( ما زمرته زمرته لله ) أما إنتخاباتكم هذه الاخيرة فقد إستكثرت فيها القصيدة والله ..
    وكذلك عاد ( صلاح أحمد إبراهيم ) إلى السودان في أعقاب إنقلاب الإنقاذ وخروج السياسيين المعتقلين، وبعد عودتي كذلك إلى السودان ورغم إعتراض الشاعر الشديد على مسألة قطع المشوار الأكاديمي، وصرنا رفاقا في الخرطوم لأول مرة كما كان حالنا في باريس وكانت فرصة لأرى وجها آخر ا كريما من وجوه الشاعر .. كيف يتذكر الشاعر مساكين الناس وفقرائهم، وكيف يتذكر المناسبات الإجتماعية وكيف يهتز لمشاهدة احزمة البؤس التي خلفتها المجاعة والتصحر حول امدرمان وحول الخرطوم، وطفت مع الشاعر كذلك منازل القادة والسياسيين والشاعر كما هو يقدم السودان والانسانية على كل شي وكان من بين اؤلئك الشيخ حسن الترابي والشاعر محمد المكي ابراهيم والأستاذ محمد ابراهيم نقد والدكتور نافع علي نافع ضمن زيارات كثيرة لمسئولي الإنقاذ ، ومن بين تلك اللقاءات ظللت أتذكر لقاء ( نقد ) قبل أن يختار الاختفاء ويدخل إلى بواطن الغيب ، وظللت أتذكر لقاء الدكتور نافع علي نافع مدير جهاز الأمن العام وذلك قبل أن يتلبسه شيطان السلطة بالكامل ويستغرقه بالكامل .. كان موضوعه مع الأثنين هو السودان ، وصيته لنقد ألا يساهم في تمزيق أشلاء الوطن بل أن يسخر كل ذرة من طاقة عنده للمحافظة على وحدته وسلامه وكانت وصيته لنافع ألا يعرض كرامة السودانين للمهانة وكان كلا الرجلين كريما مع الشاعر غاية حدود الكرم . .
    كلا الرجلان استقبلا الشاعر برحابة ونبل واعترفا له بتمرده وشجاعته في الدفاع عن السودان ووعداه خيرا ، وأكملت مع الشاعر طوافه من الرئيس عمر البشير وحتى السفير محمد المكي ابراهيم واشهد أن الشاعر ظل يتحدث في كل الأحوال بلسانٍ واحد ولا يوصي إلا على السودان . ثم غادر الخرطوم نودعه في مطارها حتى أبواب الطائرة الفرنسية ونستودعه الله في زرقة الفجر لا نعلم أنها الزيارة الأخيرة إلى السودان والنظرة الأخيرة إلا من عودة في صندوق ولا يعلم هو _ أيضا _ منتهى المصائر في علم الله .

    -6-

    مات صلاح احمد ابراهيم موتا جميلا ( كما يقول الفرنسيون ) وخبا كما تخبو اخر الليل زهور الخميلة، كتب وصيته علي نحو واضح مبين وسلمها للسفير السوداني الدكتور( نور الدين ساتي ) وارتاع السفير للموضوع وهو لا يرجو له الا طول الاجل لكن صلاح كان يعلم دنو الاجل ........امره كله ومضي راضيا مرضيا مبتسما، تبرع بسيارته لابن اخته في لندن وجعل ميراثه القليل لابن اخيه الذي يحمل نفس اسمه في الخليج وكان الناس يرتاعون جميعا عندما يرون التدهور الذي الم بصحته وهو لا ينئ يضحك ويمزح (والله انا اموت ليكم موته )، وعندما اودع المستشفي الامريكي بحي نوس في باريس توافد عليه السودانيون والعرب غيرهم من كل مكان ولازمه اكثر من غيره صديقنا ابراهيم الزيات الذي تعرفت عليه عن طريق صلاح، وقضي معه اكثر الايام الاخيرة الدكتور صادق عبد السلام الازيرق من ابناء عمومتي وقد عرفته الي صلاح احمد ابراهيم ولكنه صار ملازما وصديقا وفيا لصلاح اكثر مني وكان صلاح يحبه ويجله ويلقاه اكثر من اي سوداني اخر في باريس الى ان غادر الدنيا.
    وفي اليوم الاخير من الحياة القصيرة العامرة بالحب والوفاء والعلم والمعرفه ونكران الذات طلب (صلاح) من ابراهيم الزياد ان يعينه علي حلاقة لحيته فألزمه الي السرير وساعده الي ان انتهت المهمة الصغيرة وطلب عطرا مسحه الي صدقيه واسلم رأسه الي الوسادة وابتسم وهو يسلم الروح الي باريها .
    كان اخر من زاره الملحق الثقافي للسفارة المصرية قبل اقل من ساعة علي موته، استقبله الشاعر ببشاشته الرحيبة وحكي له احد طرائفه المتواتره علي لسانه بغير تكلف ولا جهد وكان قصة الهر الصومالي الذي اعتدي علي قط المارنز الانيق فلما اندهش الهر الامريكي من فظاظة الصومالي وهو الذي ظل يطوف الدنيا ولا يلقي سوي الحفاوة والترحيب لكن الهر الصومالي لم يلبث ان اخبره بأنه كان نمرا لولا المجاعات والاوبئة وفساد الحكام، تلك اخر قصص الشاعر وعبره لنا ولكم جميعا، قبل ان يمضي الي ساحة البكري ويرقد راضيا الي ثرى امدرمان، او كما رثا اخته المناضلة نفيسة احمد ابراهيم:
    وزفت الي مسكن جديد عليها قماش جديد
    الي مخدع من تراب
    بارض يباب
    هنا الحي كلهم غرباء
    بلا سيد او مسود
    هنا الاثرياء
    بغير صكوكهم والنقود
    هنا المرهقون انتهوا من شقاء
    ومن ذلة وإزدراء
    هنا تنتهي الخيلاء
    هنا الطامحون بغير طموح
    هنا الجامحون بغير جموح
    هنا يخرس البلغاء
    هنا تنتهي العنجهية
    وكل رياء
    ويصبح حكم القضاة القضية
    وينقلب الزعماء بلا هيبة او معية
    ولا رتبة او وسام
    وتزحف نحو القبور القبور
    بلا خطة او نظام
    فقبر بلا شاهد او علامة
    كقبر عليه رخام وسور



    انتهى


    المحبوب عبد السلام
    لندن مايو2003

    (عدل بواسطة القلب النابض on 11-20-2005, 03:46 PM)

                  

11-06-2005, 05:45 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: القلب النابض)

    الاخت القلب النابض

    تحياتى وكل سنة وانت طيبة
    الحديث عن صلاح احمد ابراهيم حديث عن الوفاء , كان وفيا لارضة وأصدقائة , كان يحبهم كلهم على اختلاف الوانهم السياسية ومشاربهم.حديث المحبوب عبد السلام عن صلاح أحمد ابراهيم
    هذا المقال هو واحد من عشرة مقالات كان يكتبها سنويا بصحيفة الوان في 17\مايو من كل عام يبث فيها حباً ووعيا لأحباب الشاعر صلاح احمد ابراهيم
    من يحصل على هذه المقالات يتحفنا بها, من خلال الحكي لمست دفئاً خاصاً في علاقة صلاح احمد ابراهيم بمن هم حولة , واحتفاء من هم حوله به, هو بينهم كالسراج, وبينهم تحس انك تسمع انفاسة وضكته, وتشم ريحة البلد في هدومو. صلاح احمد ابراهيم نموذج للشخصية السودانية السوية , القادرة على العطاء في كل الظروف, يعارض بكبرياء صاحب الحق , ويصالح بتواضع العارف لقدر الاشياء. يعرف الحقيقة ببصيرة المؤمن وفراسته ولا يغالط نفسة حين يصل اليها, بل يتفاعل معها ويتواصل مع نتائجها, هذا هو الصدق مع النفس.والاستقامة التي لا تضيِّع الحق من صاحبها, ولا تضيِّع صاحبها عن الح ق , اهديتكم هذا النموزج للسوداني الاصيل بمناسبة العيد, فله الرحمة في قبرة والتحية لأخته فاطمة احمد ابراهيم بمناسبة العيد.. بحاول الاتصال بالاستاذ ا المحبوب بلندن حتى تعم الفائدة
                  

11-06-2005, 02:37 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: Sabri Elshareef)


    أ
    Sabri Elshareef
    تحياتى وحبى وعشان تستمتع اكثر بهديك
    اخى قابيل وشوف الرجل ده هنا منداح كيف
    على قلبى-تسيل كانها نار- دما قلبى
    وماء العين ملء العين
    وفى الاحشاء سكين وفى الجنبين
    على قلبى
    دما قلبى
    تسيل كأنها من عين
    وتخنقنى أحاسيسى, تدق على بالرجلين
    غشاوات
    غشاوات
    غشاوات
    أنياب تمزقنى, و اصوات
    فيا أحزان هدى الصبر , يا أحزان
    خذى غرفة الدمع واغسلى بالملح نزف القلب و الشريان
    ولا تستكثرى اللوم , فلا لوم عليك الان
    أنا هابيل
    طريح الارض يلكزنى بنعليه أخى قابيل
    ويمسح ما بكفيه على شعرى دما قانى
    ودمى القانى...
    ينقط من سلاح أخى على شفتى و أجفانى
    وفى شفتى دم وتراب
    وجسمى تحته الاحجار ملقى فى الطريق العام
    تكشر حوله طمعا وحوش الغاب
    ويسخر من غرابة وضعه الاغراب
    يرق الى اخيه غراب
    وذاك اخى,
    ينط الجمر من عينيه يرشح قلبه بالسم
    ويطوح فى الهوا الشملوخ يلعق من اصابعه بقايا الدم
    و يمضى وهو لايهتم
    وكان ما ضمنا يوما ظلام الرحم
    وكأن ما ضمنا الاثنين
    وما قربنا يوما
    كجروين صغيرين
    حنان الصدر
    وحجر الام اذ صرنا فطمين
    نقر العين
    فيا قلبى تمزق باكيا و اصرخ
    وقل رباه كيف تحجر الاغراض قلب الاخ
    وكيف تبلد الاحساس
    فتغدو المثل العليا
    وكل مقدس اشياء تحت مداسة تنداس
    ويعرفه جميع الناس
    ب انفورتاس
    لهذا فأبك يا قلبى
                  

11-05-2005, 10:46 AM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    من ديم مدينة ... وديم عرب ... وديم اب حشيش

    للمينا... لي رامونا... او من اربعات لتراب هدل

    ومن انقوياي ميل جاي وشيل عند الاصيل لمصفى شل

    بالله هل...

    شفت الورد في باقة ماشي وفي شفافيو بيندي طل

    او لمحة من شباك اطل

    *************

    أخي الفاضل وليد500

    مريت أعيد

    وأقيف عند صلاح احمد ابراهيم

    وبورسودان

    التى لم تزل بالخاطر لها الف ذكرة

    وتسلم على هذه المعلومات الثرة والقصائد الجميلة

    للرجل الجميل صلاح احمد ابراهيم

    والتحيات لك

    وله

    ولبورسودان
    والحورية
                  

11-06-2005, 02:01 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الناصر الخطيب)

    قصة من امدرمان لصلاح احمد ابراهيم
    الاهداء هنا للدكتورة نجاة(بيان)

    قصة من أم درمان

    ***************
    و رميت رأسي في يدي
    ما تنفع الشكوى ، وشعرك
    جف بالشعر الخيال
    و كأن راسي في يدي
    روحي مشقشقة بها عطش
    شديد للجمال
    وعلى الشفاه الملح واللعنات
    و الألم المحنط بالهزال
    وكان رأسي في يدي
    ساقاي ترتجفان من جوع
    ومن عطش ومن فرط الكلال
    وأنا أفتش عن ينابيع الجمال
    ... وحدي بصحراء المحال
    ...بسراب صحراء المحال
    ...بسموم صحراء المحال
    أنا والتعاسة والملال
    وكان رأسي في يدي
    والمركبات تهزني ذات
    اليمين أو الشمال
    والمركبات تغص بالنسوان
    واللغط الشديد وبالرجال
    وكان رأسي في يدي
    مازال يقذفني اللعين كأنه
    الغربال من أقصى
    اليمين إلى الشمال
    وبقلبي الأمل المهشم والحنين
    إلى الجمال
    والوحشة الغرَّاء والنور
    المكفن بالطلال
    وخلو أيامي ورأسي في يدي

    * * *
    ورفعت رأسي من جحور كآبتي
    وأدرت عيني في المكان
    وكنت أنت قبالتي
    عيناك نحوي تنظران
    عيناك ... وأخضر المكان
    وتسمرت عيناي في عينيك
    ماعاد المكان أو الزمان
    !! عيناك بسْ
    ومسكت قوس كمانتي
    عيناك إذ تتألقان
    عيناك من عسل المفاتن جرتان
    عيناك من سور المحاسن
    آيتان
    عيناك مثل صبيتين
    عيناك أروع ماستين
    ( هذا قليل )
    عيناك أصدق كلمتين
    عيناك أسعد لحظتين
    ( هذا أقل )
    عيناك أنضر روضتين
    عيناك أجمل واحتين
    ( ما قلت شئ )
    عيناك أطهر بركتين من
    ، البراءه
    نزل الضياء ليستحم بها
    فألقى عند ضفتها رداءه
    الفتنة العسلية السمراء
    والعسل المصفى والهناء
    وهناك أغرق نفسه
    ( عجز الخيال )
    عيناك فوق تخيلي
    فوق إنطلاق يراعتي
    فوق إنفعال براعتي
    عيناك فوق تأملي

    ومضيت مأخوذاً وكنت قد
    اختفيت
    من أنت ؟ ما اسمك يا جميل ؟
    وكنت من أي الكواكب قد أتيت
    وقد اختفيت

    * * *
    مازلت تملأ خاطري مثل
    الأريج
    كصدى أهازيج الرعاة تلمه
    خضر المروج
    كبقية الحلم الذي ينداح عن
    صبح بهيج
    ومضيت مأخوذاً وكنت قد
    اختفيت
    ومضت ليال كالشهور فما
    ظهرت ولا أتيت
    وأنا أسائل عنك في الليل
    القمر
    وأنا أفتش في ابتسامات
    الرضا ... لك عن أثر
    في كل ركن سعادة لك عن أثر
    في كل نجم خافق
    في كل عطر عابق
    في كل نور دافق
    لك عن أثر

    حتى لقيتك أنت تذكر في
    ضحى من غير ميعاد وغير تعمد
    ولمحت وجهك فجأة وظللت
    مشدوهاً بهول المشهد
    وتزلزلت روحي ونطَّ القلب
    يهتف صائحاً
    هو نفسه ... هو نفسه
    وتفتَّح
    وكأن ليلاً أصبح
    ووقفت في أدب وفي فرط
    إحتشام
    ومددت كفي بالسلام
    لكن كفك في الطريق ترددت
    وتعثرت
    وامتد في عينيك ظل توجس
    وكأنما كفي حرام
    وكأنما قتلت حسيناً ، أو رمت
    بالمنجنيق قداسة
    البيت الحرام
    لكنني لم أنبس
    وخنقت في صدري كلام
    وحبست في حلقي ملام
    ومضيت مغتاظاً أضمد
    مهجتي
    ألم من فوق التراب كرامتي
    وأسب يوماً كنت تجلس
    أنت فيه قبالتي

    * * *

    ولكم دعوتك .. كم دعوتك
    بيد أنك لم تلبي
    مازلت تخشى أن ترى
    نوري وتغرق نورك الوضاح في
    أرجاء قلبي
    وتخاف لمس أناملي
    وتخاف قلبك أن يجيب ،
    تخاف من خطوات حبي
    لك ماتشاء !! .. فلسوف
    أغلق جنتي
    ولسوف أطفئ نورك الخابي
    وأوقد شمعتي
    ولسوف أطرد طيفك المغرور
    أنفيه لأقصى بقعة
    ولسوف أتركه لتنهشه
    مخالب غضبتي
    والمُّ من فوق التراب
    كرامتي
    وأسب يوماً كنت تجلس
    أنت فيه قبالتي

    * * *

    حتى لقيتك أنت تذكر من
    جديد
    في ذلك الركن القصي بذلك
    البلد البعيد
    إذ جئت تخطر نحونا وكان
    وجهك يوماً عيد
    ماذا يريد ؟
    وهفا الفؤاد ... هفا ؟ فقمت
    نهرته
    ...وهتفت ماشأني به
    وزجرته
    وذكرت أنك طالما عذبته
    وأهنته
    ولويت رأسك يا عنيد
    وأتيت مبتسماً وفي عينيك
    ألوان الحنان
    مذا هناك ؟
    ومددت كفك بالسلام
    لا لم تعد تلقي يداه الإتهام
    وتقول كفاه بأن يدي حرام
    لا لم يعد
    ودفنت في أرجاء كفك
    راحتي
    وضممتها ... وضممتها
    ورميت قلبي في ذراعي بهجة
    وحمدتُ يوماً كنت تجلس
    أنت فيه قبالتي
    _____________

    أمدرمان 1964م
                  

11-06-2005, 02:42 AM

محمد حامد جمعه
<aمحمد حامد جمعه
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 6807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    وليد
    عيد مبارك

    بالمناسبة - مناسبة البوست - يا ريت برضو انت والبرنس تمشو وتشوفو جوانب مهمة فى حياة صلاح الابداعية ... جانب القصة ... لاننى اكاد ادعى ان صلاح احمد ابراهيم الشاعر اضاع صلاح القاص ... قرات له فى مجلات قديمة قصص ... مبالغة ... ابداع ...
                  

11-06-2005, 03:52 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: محمد حامد جمعه)

    العميدمحمد حامد هنا
    اهلا بيك عزيزى وكل سنة وانت طيب وتابع هنالك قصص
    تطير العقل فى الطريق....خليك فى الانتظار طالما دى اول زيارة
    ليك عندنا تب ما بنقصر معاك
                  

11-06-2005, 09:12 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    FUZZY-WUZZY..دبايوا...
    التحية لى اهلنا فى الشرق
    دبايوا...

    ((أوشيك)) من قبيلة ((الهدندوا))

    ((اوشيك)) دون أن يكل يرصد الأفاق

    من دغش الصبح الى انحباس الضوء في المساء

    مفتشاً عن غيمة فيها سلام الماء

    يرفع ساقاً ويحط ساق

    كوقفة الكركى في المياه

    مرتكز الظهر على عصاه

    أهلكت المجاعه الشياه

    ولم يَعُد ((اوشيك)) غير هذه النعال

    صداره والثوب والسروال

    والسيف والشوتال

    وشعره المغوف الوديك والخُلال

    وعُلبة التنباك

    يراقب الزقوم والصبار والأراك

    السلُّ في ضلوعه يفحُّ أفعوان

    عيناه جمرتان

    ((في وحدة الرُّهبان)) إلا أنه...

    يُحب شرب البُن يمقت ((الشفته)) و((الحمران))

    دبايوا

    يفتل ُ من ساعاته الطّوالْ

    حبال صمتٍ تافه...جبال

    ويرقب السماء

    لو أنها تعصر في لسان أرضه قطرة ماء

    لو أنها تبلل الرجاء

    أهلكتْ المجاعةُ الشياه

    لو يرحم الإله

    وزوجتُه ذات الزمام الضخم والملاءة الحمراء

    قضى عليها الداء

    فزفرت أحشاءها دماء

    وفوق صدرها ((أوهاج)) مثل هرة صغيرة عمياء

    يمد فيغرغرة الذماء

    يدين كالمحارتين للأثداء

    ***

    ((أوهاج)) لم يعد منذ مضى هناك

    هناك في المدينة الباهرة الأضواء

    تلك التي تعُجُّ بالشرطة والمقاهي

    بالودك الجيد والظلال

    (كيف ترى الجنه يا إلهى)

    أوهاج قبل أن يُحقق الآمالْ

    ويملأ التّكّة من سرواله بالمال

    هوت على دماغه رافعةُ الميناء

    فأنخبطت جُثتهُ في الأرض تحت أرجل العُمال

    وامتزج اليافوخ بالدماء بالودك وبالقمل وبالخُلال

    دِماؤُه تجمدت على حديد ((البال))

    زمات لم يستلم الريال

    واستأنفت أعمالها رافعة الميناء- ما الحمال؟

    دبايوا‍‍

    دبايوا

    ***

    أبنته ((شريفة))

    مذ هربت بعارها من كنف الشريفة

    وأخرست جفجة القطار صوت السيد الصغير والخليفة

    جاءت إلى المدينة القاسية المخيفة

    تقدم التفاح للرجال

    لكل من جاء من الرجال

    رائعة ...رائعة- يقول لى صديق

    يا خصرها ، يا عودها الفارع، يا لثعتها الظريفة

    يا نهدها استقل، كاد أن يُطل من ثيابها الرّهيفة

    وهى تضوع بالشذا، تموع كالقطيفة

    تموءُ بالحروف مثل قطة أليفة

    ((يا سمسم القدارف))

    تقدم البيرة والفائف

    والطشت والإبريق

    ترفع او تُخفض المذياع

    حتى اذا انهكها الامتاع

    وأطفات مصباحها بعد انتصاف الليل

    مر على خيالها((أوشيك))

    وشعره الوديك

    كأنه شُجيرة الزقوم

    وصوتُ ((أونور)) اخضرار مضرب الخيام بعد السيل

    وهو يمد صوته الجميل:

    ((أكودناى..أكّودناي...بادميما))

    مرت على خيالها ((ساكنة الضريح))

    فطمسته نقرة لهفانة ببابها الصفيح

    وصرخة جنسية تطلقها((ميزانُ)) تحت صورة العذراء والمسيح

    ***

    دبايوا...

    هُناك في الخرطومْ

    هُناك في البعيد من قذارة ((الديوم))

    هناك في البعيد من تلال بحرنا الأحمر من ((سنكات))

    ومن ((عقيق))، ومن جبال ((كسلا))و ((اربعات))

    ومن مصايد الغُيُومْ

    ((أوشيك)) ليس إلا صورة طريفة تُباع في دكان

    وتحت ((أوشيك)) تلوح كلمتان:

    ((Fuzzy-Wuzzy

    هدندوا))

    دبايوا
                  

11-06-2005, 09:38 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    قطعة من طين النيل اخذ الشاعر من تلك النواحي في امدرمان ووضعها محتفيا بها في الصندوق الانيق في صدر صالون بيته تعبيرا يرمز لحبه الكبير لتلك الأرض بترابها وعواصفها واعاصيرها وماءها وطينها وزرعها وضرعها.
    رحم الله صلاحا بقدر ما أحب السودان، وبقدر ابداعه الكبير.
                  

11-06-2005, 11:31 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الناصر الخطيب)

    عشرون دستة

    الحبيب عبد الناصر الخطيب
    كل سنه وانت طيب شاكر مرورك
    واهديك
    .........
    عشرون دستة

    لو أنّهم....

    حزمةُ جرجير يُعدُّ كيْ يُباعْ

    لخدم اإفرنج في المدينة الكبيرة

    ما سلختْ بشرتهم أشعةُ الظَّهيرة

    وبان فيها الاصفرارُ والذبول

    بل وُضعِوا بحذرٍ في الظلِّ في حصيرة

    وبلَّلتْ شفاههُمْ رشَّاشَةُ صغيرة

    وقبّلتْ خدودهم رُطوبةُ الإنْداءْ

    والبهجةُ النَّضيرة

    ****

    لو أنَّهُم فراخ

    تصنع من اوراكها الحساء

    لنُزلاء ((الفندق الكبير))

    لوُضعوا في قفص لا يمنعُ الهواء

    وقُدم الحب لهم والماء

    لو أنهم ...

    ما تركوا ظماء

    ما تركوا يصادمون بعضهم لنفس الهواء

    وهم يُجرجرون فوق جثث الصحاب الخطوة العشواء

    والعرق المنتن والصراخ والاعياء

    ما تركوا جياع

    ثلاثة تباع

    في كتمة الأنفاس في مرارة الأوجاع

    لو أنهم

    لكنهم رعاع

    من ((الرزيقات))

    من ((الحسينات))

    من ((المساليت))

    نعم ...رعاع

    من الحُثالات التي في القاع

    من الذين انغرست في قلبهم براثن الإقطاع

    وسلمت عيونهم مرواد الخداع

    حتى اذا ناداهم حقهم المضاع

    عند الذين حولوا لهاثهم ضياع

    وبادلوا آمالهم عداء

    وسددوا ديونهم شقاء

    واستلموا مجهودهم قطنا وسلموه داء

    حتى إذا ناداهم حقهم المضاع

    النار ...والرشوةُ ...والدخان

    والكاتب المأجور...والوزير

    جميعهم وصاحب المشروع

    بحلفهم يحارب الزراع

    يحارب الأطفال والنساء

    وينثُر الموت على الأرجاء

    ويفتح الرصاص على الصدور

    ويخنق الهتاف في الأعماق

    ويفتح السجون حيث يُحشد الإنسانُ كالقطيع

    ويحكم العساكر الوحوش

    فيحرمون الآدمي لُقمة في الجوعْ

    ويحرمون الآدمى جُرعة من ماء

    ويغُلقون كل كوة تُمرر الهواء

    وفي المساء

    بينما الحُكام في القصف وفي السكر

    وفي انهماك بين غانيات البيض

    ينعمون بالسمر

    كانت هناك...عشرون دستة من البشر

    تموتُ بالإرهاقْ

    تموتُ باختناق

    لو أنهم....

    لكنهم
                  

11-06-2005, 11:42 AM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    العزيز وليد 500

    اعياني البحث عن ( نحن والردي )

    فتقبل مني

    ********************

    أستسقاء
    ولك الود دوماً


    أيا رياحَ الخير يا رياحْ
    طال علينا شظفُ العيشِ وغلظةُ الكفاحْ
    واقتنصَ الموتُ ذرارينا وأهلك السُّـراحْ
    ونحن من شهورْ
    ضامرةٌ أجسادُنا كأنها قبورْ
    مشتّتون بالعراءْ
    مشدودةٌ عيونُنا إلى السماءْ
    نضجّ بالنّواحْ
    ونرفع الدعاءْ
    أيا رياحَ الخيرِ يا رياحْ
    تجمّعي بالأُفقُ الغربيِّ في الصباحْ
    تحمّلي بالماءْ
    بالغيث مثلَ حُبلى شهرها الأخيرْ
    طيري إلينا بجناحْ
    عَدّي البطاحَ والبطاحْ
    قضّي لدينا واهدري
    تجمّعي وزمجري
    ومثلما «ينفش مغبونٌ» علينا أمطري
    على بلادنا اللهثى وعشبنا اليبيسْ
    «للنال» رافعاً كفّيه بالدعاء «والأنيسْ»(1)
    وللحفير فاغراً أشداقَه من الظما
    يرنو بكلّ ذلّةٍ إلى السماءْ
    قد جفّ طينُ قاعِهِ على هوانْ
    كتفل قهوةٍ جفّ على فنجانْ
    وَفي المكانْ
    آثارُ أقدامٍ كثيرة وشِلوُ قِربةٍ وعظمتانْ
    لتربةٍ عطشانةٍ شقوقُها جراحْ
    تنزو بغير دمْ
    أبخرةً كأنها حِممْ
    يجرفها السرابْ
    وَهْي تصيح في ضراعة بألف فَمْ
    دموعُها أحجارْ
    ورشحُها من نارْ
    تمدّدتْ بيدها كوزَ صفيحْ
    وَهْي تودّ لو تصيحْ
    تودّ لو تُمزّق الظهيرَةَ الحمراءَ بالصياحْ
    لو لم يكن تَحَجَّر اللسانْ
    وجفّ في أطرافه اللُّعابْ
    كأنه ترابْ
    عيونُها تصيحْ
    صارخةً كأرنبٍ جريحْ
    وَهْي تقول مثلما قلنا بأُذْن الريحْ
    يا غوثُ ، يا سحابْ
    يا قُرَبَ الرحمةِ يا خزائنَ المعروفْ
    يا نجدةَ الملهوفْ
    جارَ علينا الصيفْ
    صبَّ على يافوخنا العذابْ
    وأنزل القحطَ علينا ضيفْ
    يدبّ في البلادْ
    بأرجل الجرادْ
    وَهْو يذرّ في حلوقنا الرمادْ
    والقيظَ والسمومْ
    ونحن في العراءِ ننتظرْ
    ننقّب السماءَ يا سحابُ عن أثرْ
    ولو غلالة سمراء من غلائل الغيومْ
    ولو نسيمْ
    يحمل في «دعاشه»(1) لنا خبرْ
    عن المطرْ
    نقول يا سحابْ
    طال علينا المَحْلُ واشتدّ العذابْ
    وما لنا سواكَ بابٌ، ما لنا سواكَ بابْ
    اِنزلْ على الوديان تملأِ «المطاميرَ» الغلالْ
    وتصبح الغبراءُ خضراءَ وتُورف الظلالْ
    ويُلمَح «التبرُ»(2) على الرمالْ
    ويشبع العيالْ
    وترتع الحملانُ في الأعشاب، تهدر الجِمالْ
    وحينما ترزم في اصطخابْ
    نسجد شاكرين يا سحابْ .
    ****
                  

11-07-2005, 10:45 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الناصر الخطيب)

    مازلت تملأ خاطري مثل
    الأريج
    كصدى أهازيج الرعاة تلمه
    خضر المروج
    كبقية الحلم الذي ينداح عن
    صبح بهيج
    ومضيت مأخوذاً وكنت قد
    اختفيت
    ومضت ليال كالشهور فما
    ظهرت ولا أتيت
    وأنا أسائل عنك في الليل
    القمر
    وأنا أفتش في ابتسامات
    الرضا ... لك عن أثر
    في كل ركن سعادة لك عن أثر
    في كل نجم خافق
    في كل عطر عابق
    في كل نور دافق
    لك عن أثر

    حتى لقيتك أنت تذكر في
    ضحى من غير ميعاد وغير تعمد
    ولمحت وجهك فجأة وظللت
    مشدوهاً بهول المشهد
    وتزلزلت روحي ونطَّ القلب
    يهتف صائحاً
    هو نفسه ... هو نفسه
    وتفتَّح
    وكأن ليلاً أصبح
    ووقفت في أدب وفي فرط
    إحتشام
                  

11-09-2005, 01:15 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: القلب النابض)

    الاخ عبد الناصر
    الاخت القلب النابض
    سوف اعود حينما اعود
    الى ذلك الوقت لكم كل المنى
                  

11-12-2005, 11:58 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    الأخ الفاضل / وليد

    الف رحمة ونور على قبر الشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم

    اجمل من كتب في رثاء الشاعر الراحل هو صديقه الاديب الطيب صالح في صحيفة

    الشرق الأوسط تحت عنوان (صلاح أخو فاطمة).

    ألتمس من الإخوة المساهمين بالمداخلات ان يجودوا بها علينا.
                  

11-13-2005, 00:46 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: حيدر حسن ميرغني)

    العزيز حيدر حسن ميرغنى تحياتى ولك احبك
    أحبك حبا أذل فؤادى واعمى البصيرة

    أحبك حب الذى يشتهيك بعين بصيرة

    وأيد قصيرة

    أحبك حب المشرد في حبه دون مأوى وزاد

    وحب الذى في سبيل رسالته قبل الأضطهاد

    وحب الذى حرمته المقادير من كل شيء سواك

    ((أحبك حبين، حب الهوى وحباً لانك أهلُ لذاك))

    وحباً لو أنت طلبت عيونى اقتلعتهما ومشيت كفيفا

    أنقر بأسمك أوتار عودى ، لانى أحبك حباً عنيفا

    إذا احتملت بعضه الراسيات

    ارتمت جاثيات

    وحبا اذا مس قلب الفيافى

    تفجر بالأنهر الجاريات

    كما يتفجر قلبى قوافي

    أحبك حبا عظيما ...أليما ..مقيما ..فريدا

    اعيش به طول عمرى سعيدا

    فإن فؤادي الحزين الحزين إذا ما أحب أحب شديدا

    وإن مات مفترشاً جمره والجراحات، مات شهيدا

    ***

    غداً يا حبيبى ستمضى بعيدا

    ستسلب منا الليالى هوانا، وتترك لي من شذاك القصيدا

    فإما عبرت البحار العراض وصرت فريدة عقد اللدات

    هناك بممتنع لا يُواتى

    يُسهيك عنى الملهيك ، مستدرجا غفلات الصبا فيك

    يغريك : خذ من لذيذ وهات

    وإما استلنت لأضغاث حُلمك غاف، ومستسلماً لسُباتِ

    أفيق، وتذكر على البُعد واف ، رنا يرتجيك

    يحدق في الأفق المدلهم وراء الدياجي

    يناجي سناك، ويسمو إليك قواف قوافٍ

    يمجد ذاك الذي لا يُنال

    ولا يمحى أو يُزال

    ولا سيتبدُّ به الإبْتِذالْ

    ويرصدُ نجمك حتى الممات

    يرددُ إسمك في لهف - لإبتهالْ

    حبيبي قُل لي متى أنت آت

    أحبك حباً يرجُ كياني ويجتاح ذاتى

    حبيبي،..

    حبيبي،..

    حبيبي،..

    تعالْ
                  

11-13-2005, 01:58 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

                  

11-13-2005, 08:40 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    على المك ومدينته


    الراحل صلاح أحمد إبراهيم (ديوان نحن والردى)


    مدينته الآدمية مجبولة من تراب

    يتنطس أسرارها

    واثب العين منتبه الأذنين

    يحدث أخبارها

    هل يرى عاشق مدنف في الحبيب

    أي عيب؟

    مدينته البدوية مجبولة من تراب

    ولا تبلغ المدن العسجدية مقدارها

    تتباهى على ناطحات السحاب

    بحي سما أصله لركاب

    فاح شذى من "على"

    ***

    حين غاب

    جرت وهي حافية، في المصاب

    تهيل الرماد على رأسها باليدين

    تنادي على الناس: وآحسرتا ويب ويب

    فقدنا الأديب،

    فقدنا النجيب،

    فقدنا اللبيب،

    فقدنا "على"

    ***

    فقدنا الذي كان زين المجالس، زين الصحاب

    فقدنا شهامته، وفقدنا شجاعته، وفقدنا

    شهادته، وفقدنا

    كتابته، ودعابته،

    والحديث الطلي

    حسرتا، ويب لي، ويب لي، ويب لي

    ****

    حين قيل لها بانتحاب،

    استرد الوديعة صاحبها، استحملي!

    ذهلت في المصاب

    تتمتم: يا رحمة الله لم تبخلي

    لمن دونة أعطيات، فكيف وهذا "على"

    حنانيك كوني دريئته في الحساب

    ومغفرة وثواب

    وبشي مرحبة بالملائك عند الأرائك

    بثي الزرابي للمقبل

    وقولي له: أدخل

    يبر بك الله في الكوثر المستطاب

    قسم الأشعث الأغبر المستجاب

    بكى رافعا كفه: يا كريم الجناب

    بحق جلالك .. أكرم "على"

    ***

    على!

    يا أخي، يا شقيقي

    على، شريك النضال، على رفيقي

    ويا خندقي في الحصار، يا فرجي وقت ضيقي

    ويا صرة الزاد تمسكني في اغتماض الطريق

    ويا ركوتي كعكعت في لهاتي وقد جف ريقي

    على .. زراعي اليمين، على خريفي

    ونيلي، وجرفي، وبهجة ريفي

    "على" تتمة كيفي، وسترى في أقرباي وضيفي

    "على" إنطراحة وجهي في الاكتئاب

    وشوواري إن عدم الراي، يا عوضي في الخراب

    ألا اين أنت أجبني، اتسمعني يا "على"

    اتسمع احبابك الأقربين تركتهم للمكان العلى؟

    ألا اين ليلاتك المائسات، وأين زياراتك الآنسات

    وأين ائتلاف الثريا، وأين انطلاق المحيا.

    وأين اندفاق قوارير عطرك في المحفل؟

    تشاغل "مخ" وعلاء، وعبدالعزيز،

    وبعد صلاة العشاء "أبا سمبل"

    وتحكى نوادر من "سينة"، وتحكي أقاصيص عن "صندل"

    وأنت تغني، وأنت تقلد هذا وذاك، وتنعشنا بالحديث الأنيق

    تدير على المجلس للندامى، بحلو لسانك كأس رحيق

    وما كنت إلا السماء تمشت عل الأرض هونا،

    يمازحها ويناديك في ألفة وبلا كلفة:

    يا على!

    يا على!

    كادح في الفريق

    ***

    " على!"

    يا خدين الصبا، يا شهي الجواب

    ويا توأم الروح، والامنيات رطاب

    اتذكرنا مفلسين نفتش عن "منص" يسعف،

    والشهر في الأول؟

    تقوم سيمسكنا بحديث طويل، ولكن سيكشف ثانية للحساب

    و"منصور" ذو نجدة وسخاء، اذا ما قصدناه لم يخذل

    فهيا بنا ودع الأمر لى

    ***

    "على"

    يا "على"

    أتسمعني يا "على"؟

    أتذكر: أين فطورك؟ "أنت وتوفيق تتهماني"

    بأن ليس ذلك للمأكل

    ولكن محاولة لاقتراب

    أقول: ألا خبتما خبتما، فهذا كذاب

    ونضحك رقرق بللورنا - ليس بين الصحاب

    خبيث طوايا، ولؤم ارتياب

    وما استوجب الشك بعض ملام، ولا الاتهام العتاب

    ولكن معابثة قربتنا، كم نظم الخيط در الحلى.

    "على" أجبني: أهل بعد موت

    التقيت بتوفيق في الملكوت؟

    وقلت لتوفيق زين الشباب

    فقدناك توفيق، لكننا ما نسينا نداوة تلك السجايا العذاب

    ولا خفة الدم، لا الخلق الشهم، لا الأريحية،

    لا المزحة الأخوية، لا صدحة البلبل

    ألا يا ابن عمي شهيد الوفاء، ويا جمل الشيل.

    جم الأيادي، وكنت ببر خفي صموت

    رمتك المنية في مقتل

    وقد كمنت في طريق "أبى قوتة" و"قلي"

    فوا حر قلباه.. وا حر قلباه..من نازف في الطريق

    وللموت قهقهة سمعتها "القطينة".. غير مصدقة

    في دجى ليلها الأليل

    فأضمرت توفيق في الجوف جمرا تلظى حقيقي

    وكنت أبن عمي، وكنت صديقي

    ***

    و"عثمان" ظل الوفي الحفي..

    يؤازرني وأنا في احتراب

    ويدنو يسلسل ضحكته، فإذا عتماتي بطلعته تنجلى

    يعزز من عدتي وعتادي، يسدد من لكماتي القوية

    ويمضي كما جاء في لمحة كالشهاب

    يردد في كل آونة: "ظلموك صلاح"

    وأنت المبرأ من ظلمهم - أن هذا جلي.

    وكان يودك "عثمان" هذا الحميم،

    يبرك باللفتة الالمعيه.

    ***

    وكنت تراني الشجاع الذي وحده بشجاعته شكل الأغلبية

    وكنت تراني تحديت حتى كأن مقالي زحف سريه

    وقد كنت أنت - على- كذلك..

    ما بعتنني قط رغم توالي العروض الخفيه

    معي! ومعي! ومعي! ما تلفت أبحث عنك

    أقول اختفي صاحبي في المضيق

    معي! ومعي! ومعي! ما تساءلت في لحظة:

    أين زاغ رفيقي

    وكنت أعدك ذخري، إلى أن سمعت أخي من وراء المحيط

    أخي "الكابلي"

    يصيح، ولم أتعرف على صوته من بكاء:

    صلاح فقدنا أخاك، فقدنا أخانا، فقدنا "على"

    فنبهت نفسي: أرى طائر الموت حوم فوقي

    وحان الذهاب

    فما طعم عيشي بعد صديقي؟

    لقد كان عهدا وضيئا هنيئا جريئا، على رغم طارقه المبتلي

    وها اندلعت فيه نار الحريق

    فيا ويب لى، ويب لي! ويب لي!

    وهل يعذرن الشجي خلي؟

    ***

    وحين احتفينا بعشرينك الزاهيات أهبت:

    أيا شاعر القوم اطلق لهاتك..

    تطلق قوى العزم والحزم والأمل

    همست: بلى، لي مجاجة شهد مخبأة لك بين الهدايا،

    وإن لم تذكر، ولم تسأل،

    فهاك "على":

    "عقدان كعقدين على جيد صباك

    فامدد للنجم، النجم النائي - يمناك

    وافتح أزرارك قميصك مقتحما

    دفعات الريح عوت تتحداك"

    بذاك انتشينا، فيا لاعتداد الشباب

    نؤمل ننقع عطشتنا بورود السراب

    وهيهات!

    نغفل، والموت ثعبانه منطو يتربصنا وهو لم يغفل

    تناوم، ملمسه الناعم دافئ يسبل الجفن في كسل

    بينما اهتاج بالسم ناب

    وغالك - يقصدني بالأذية، لا أنت،

    فالدور - أن صح إمساكه للحساب - كان لي.

    ***

    مدينته الآدمية مجبولة من تراب

    مدينة كل الأحبهم: البسطاء وصفوتها المبدعين

    تمنى له قدلة - حافيا حالقا - كالخيل

    يطوف ها بين خور ونيل

    يقطع أنفاسه زفرات، ليغمض عينيه بعد قليل

    بعيدا عن الأهل، في وحشة واغتراب:

    آه أنا، آه آه، أنا آه آه، أنا أنا آه

    "عزه" في هواك

    "عزه" نحن الجبال

    ولليخوض صفاك

    "عزه" نحن النبال

    "عزه" ما بنوم

    الليل محــــال

    وبحسب النجوم

    فوق الرحال

    خلقه الزاد كمل

    وأنا حالي حال

    متين أعود أشوف

    ظبياتنا الكحال

    وما عاد إلا ليرقد في حفرة جمعت عاشقين:

    "عليا" شهيد صبابته - وتراب الوطن

    يمد لمن عاش في شغف حبه - قلبه باليدين

    صدقنا لك الوعد فعل الصدوق الأمين

    ولم نتقاض عليه ثمن

    فكن حافظا للجميل

    فكن حافظا للجميل غدا،

    يا وطن!

    ***

    حبيبته البدوية ذات الإهاب الحسن

    سلبت منه نومه

    يرى في الظلام غدائرها التمعت، وهو يرعى نجومه

    يطوف بها في الهزيع الاخير .. ويطلق حنجرة من "كرومه"

    يا ليل.. ابقى لى شاهد .. على نار حبي وجنوني .. يا ليل!

    طريت "الناس" "ووناسه"

    طريت "ام در" حليل ناسها

    كيف أسلاها واتناسى

    ومفتون بظبي كناسها

    يا عزه" الفراق بى طال

    وسال سيل الدمع هطال

    يا عزه"!

    ***

    حبيبته من تراب

    مبجلة عنده: بشرا، وضفافا، وبوابة قباب

    من "فتيح" إلى "الجبل"

    وها آب نعشا بغير حراك، تشيعه وتهيل التراب

    تعض بنانا عليه خضاب

    وترقص بالسيف، حازمة وسطها:

    ويب لي! ويب لي! ويب لي!

    وهذا شريك ضناي "على"

    يدلى لحفرته من عل

    ويهال عليه التراب

    ويب لي! ويب لي! ويب لي!

    فجزي قرونك، لا تستحمي

    ولا تفركي الطيب في أذنيك،

    ولا تدلكي ساعديك،

    ولا توقدي "الشاف" في حفرة ولا تحبلي

    ***

    على

    يا "على!

    يا على!

    أناديك - هيهات- في صرخة والتياع

    أناديك في كل ناحية، أناديك في كل ساع

    نداء التي ولغت في دماء جناها الضباع

    الوداع الوداع "على"

    أمت بعيدا هناك، وفاء "ربيعة" في التل مرتكزا باليراع

    أم "فرشت" إباء "الخليفة" إذ لم يعد في عجاج الصراع

    سوى ميتة البطل؟

    وانتهيت يجلل منك الجبين الفخار

    وقد ضفر الشعب لاسمك بين الجوانح إكليل غار

    الوداع! الوداع! الوداع!

    فقدت الصواب "على"

    غفر الله لي

    ***

    مضيت وخلفت لي ترحة

    كأن للمنية عندي ثار

    وغورت في مهجتي قرحة

    إذا ما ذكرتك ذات اعتصار

    وهذي المرارات في شفتي

    كهذي الدموع الغزار الحرار

    وطيفك يخطر مقلتي

    يحنظل حلواي ليل نهار

    الوداع، الوداع اخا مقتي

    فما لي وقار وما لي اصطبار

    ويا موت خذ، يحزن القلب أو تدمع العين لكن لنا ثقة في البديل

    وشرف بلا حرج، من تخطفت يا موت صار

    بسيرته، وسريرته، وعطيته: قدوة للصغار

    منارة جيل، وجيل، وجيل

    ***

    ألا ولكل امرئ أجل ثابت وكتاب

    فأما حياة مهذبة تستحق، سمت وامتلت كالسحاب

    وأما طماعية ومدافعة جلفة كلهاث الدواب

    فما أسهل الاختيار

    وما أصعب الاختيار

    فنم هانئا يا أخا ثقتي، فزت في الاختبار

    والسلام عليك أخا رحلتي، السلام عليك وراء الحجاب

    وشهيتني في المنية، سيفي يهفو إلى ضجعة في القراب

    السلام عليك انتظرني، فما لي غير عصا وعليها جراب

    السلام عليك، السلام عليك، على!

    السلام عليك صديق الجميع

    السلام عليك حبيب الجميع

    السلام عليك أثير الجميع

    السلام عليك إلى أبد الآبدين "على"
                  

11-14-2005, 10:02 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    اغنية((التروبادور)) للجزائر

    أرهقك المسير

    وطالت الرحلة رغم البرد والوحدة في ((أُمشير))

    و انت يا حبيبتى فى شهرك الأخير

    تحرك الجنين، واشفقي عليه من إجهاض

    حتى إذا اشتدت عليك قبضةُ المخاض

    هُزي إليك يا حبيبتى بجذع نخلة الشعوب

    تُهدى إليك كيف تطلبين رُطب القُلوب

    ومُهج الرجال

    فبعد حين يا حبيبتى. فبعد حين

    ستفرحين ، تفرحين ، تفرحين

    ***

    في الليلٍِ تُطفأ الأنوار

    ويهجع الصغير والكبير

    من غُرفة حقيرة من كوخي الحقير

    في قرية نائية، خاملة الذكر ، من ((السودان))

    ينسل يا حبيبتى فى البرد ، في الأمطار

    قلبُ بلا دثار

    يجرى على انابيب في الصخور

    يخترق الصحراء

    حافية أقدامه ، الرأس بلا غطاء

    ويركب الأهوال والأخطارْ

    حتى اذا لاح له معسكر الثوار

    يُلقى على فيالق التحرير

    تحية مملوءة حنان

    يحرك العيدان تحت النار

    ويصنع الشاي لديدبان

    -أرعشه البرد، ولم تطرق له عينان-

    لعائدين- توّهُم - أنهكهم طوال السّفر

    يطوف بالخيام

    يُقبل الجرحى ، يهدهدُ الجراح كي تنام

    وينفضُ الغبار عن وجوه راجعين من خطر

    وحين يطمئنُّ، حين نخفتُ النيران في مخافر الأعداء

    وحينما يهوّم الحراس

    يمضى إليك تحت شرفة من جبل((الأوراس))

    في يده قيثار

    يُنقّر الأوتار

    يقول يا سيدتى: اطلي ، نام جميعُ النّاس

    لو انت أهديت لى المنديل

    أطويه في جوانحي أنشره لواء

    أغشى به مُنْدفعاً كالسيل

    مراكز الأعداء

    سيدتي: مهما استطال الليل

    مهما رمان الناس

    عقيرتي تجيشُ أغنيات عاشق، تُرقِّقُ الغناء

    يا ليتني رصاصة تُطلقها الجزائر

    أو شمعةُ ساهرةُ تؤنس ليل ساهر

    أو ((كلمةُ السِّر)) تقود ثائراً لثائرْ

    أو خنْجر طي فدائي خفي ماكر

    أغيبُ في مُهجة جاسوس وجنب غادر

    لبسمة واحدة كالفُلّة البيضاءْ...

    تبسمها الجزائر

    رحمك الله يا صلاح
                  

11-14-2005, 10:28 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    عزيزي وليد:

    أفكر (مع ضيق الوقت) في العودة والرد على إشارة الأستاذ محمد حامد جمعة أعلاه إلى كون صلاح أحمد إبراهيم "قاصا".

    مع تقديري
                  

11-14-2005, 10:57 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الحميد البرنس)

    الحبيب البرنس
    لك خوالص التحايا
    لى مده ببحث عن البرجوازية وهى ماده قصصية
    مشترك فيها الراحل صلاح احمد ابراهيم مع الراحل على المك
    وقد اعيانى البحث....فى انتظار اى مشاركة منك
                  

11-14-2005, 11:29 AM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    ياذكيََّ العودِ بالمطرقةِ الصمّّاءِ والفأسِ تشظّى
    وبنيرانٍ لها ألفُُ لسانٍ قد تلظّى
    ضُُعْْ على ضوئِك في الناس اصطباراً ومآثْر
    مثلما ضُُوََّّعََ في الأهوال صبََراً آلُ "ياسر"
    فلئن كنتََ كما أنتََ عبِقْْ فاحترقْْ!
    يا منايا حوّّمي حول الحمى واستعرضينا وأصْْطَفي
    كلّ سمح النفس، بسّّامِ العشياتِ الوفي
    الحليمََ، العفِّّ ، كالأنسامِ روحاً وسجايا
    أريحيِِّّ الوجه والكفِّّ افتراراً وعطايا
    فإذا لاقاكِ بالبابِ بشوشاً وحفي
    بضميرٍٍ ككتابِّّ اللهِ طاهرْْ
    أنشُُبي الاظفارََ في اكتافِه واختطفي
    وأمانُ الله مِنّّا يا منايا..
    كلّما اشتقتِ لميمونِ المُُحيّّا ذي البشائْْر شرّّفي
    تجدينا مثلاً في الناس سائرْْ
    نقهر الموتََ حياةً ومصائرْْ
    هذه أجنابنا مكشوفةُ فليرمِ رامي
    هذه أكبادُُنا..لُكْْها وزغرد يا حقودْْ
    هذه أضلاعُُنا مثلومةُ وهي دوامي
    وعلى النُُطع الرؤوس
    فاستبدِّّ يافؤوس
    وادخلي أبياتنا واحتطبي
    وأديري يا منايانا كؤوساً في كؤوسْْ
    من دِمانا واشربي
    ما الذي أقسى من الموتِ ؟
    فهذا قد كََشفْْنا سرّه، وخَبََرنا أمرَه
    واستسغْنا مُُرّّه
    صدئت آلاتُُه فينا ولا زلنا نُعافرْ
    ما جََزِعْنا إن تشهَّانا ولم يرضَ الرحيلْ
    فله فينا اغتباقُُ واصطباح ُومََقِيلْ
    آخرُ العمرِ، قصيراً أم طويلْ:
    كفن ُ من طرفِ السوقِ وشبرُ في المقابرْْ
    ما علينا .. إنْ يكن حزناً فللحزنِ ذُبالات ُ مضيئه
    أو يكن قصداً بلا معنى فللمرءِ ذهابُ بعد جيئه
    أو يكن خِيفةَ مجهولٍ فللخوفِ وقاءُ ُ ودريئه
    من يقينٍ ومشيئه
    فهََلُمّي يا منايانا جحافلْ
    تجدينا لك اندادُُ المحافِلْ
    القِرى منا وفينا لكِ ، والديوان حافِل
    ولنا صبر ُ على المكروهِ – إن دامََ –جميل
    هذه أعمالُنا مرقومةُ ُ بالنورِ في ظهرِ مطايا
    عبََرت دنيا لأخرى ، تستبقْ
    تنتهي عُمراً فعُمرا
    ما انحنتْ قاماتُنا من حِمْلِ أثقال الرزايا
    فلنا في حَلكِ الأهوالِ مَسْرى
    وطُرُق
    فإذا جاء الردى كََشّرََ وجهاً مُكْْفهراً
    عارضاً فينا بسيفِ دمويّ و دَرََق
    ومُصّرا
    بيدٍ تحصُدنا لم نُبدِ للموتِ ارتعاداً وفََرقْ
    نترك الدنيا وفي ذاكرةِِ الدنيا لنا ذِكرُ ُ وذكرى
    من فِعالٍ وخلُق
    ولنا إرثُ من الحكمة والحِلم وحُبِ الآخرين
    وولاءُ حينما يكذبُ أهليه الأمين
    ولنا في خدمة الشعب عَرَق
    هكذا نحن ففاخرِْنا ، وقد كان لنا أيضاً سؤال وجواب
    ونزوعُُ للذي خلف الحجاب :-
    برهةُ ُ من سرمدِ الدهر أقِمنا ومشينا
    ما عرفنا بِمَ أوفيمَ أتينا وانتهينا
    وخَبْرنا تَفَه الدنيا وما في بَهْرَجِ الدنيا الحقير
    عَرَضاً فانٍ لفانين فما نملكه يفلِتُ من بين يدينا
    أو ذهبنا دونه حين بَقى
    فكلما كان لدينا صار مِلْكاً لسوانا ، وغَرور
    لغريرٍ غافلٍ يختالُ في الوهمِ الهويني
    في حبورْ
    رُبّ من ينهلُ من بحرِ الغُوايات ظَمِي
    والذي يملكُ عينينَ ولا لُبّ -عمي
    والذي تسحرهُ الدنيا ولم يدرِ المصير
    أبلهُُ يمرحُ في القيدِ وفي الحُلمِ يسير
    ريثما توقظه السقطةُ في القاعِ ولا يعرفُ أيْنا
    كلُ جيلٍ بعده جيلُ ويأتي بعد جيلْ
    بَليتْ جِدتُه، مُرتَقِباً في غبطةٍ أو غفلةٍ أو قلقِ
    فقعةَ الأمالِ في جيل بديلْ
    طالعٍ أو طامعٍ مُستَبِقِ
    أمس قد كنا سقاةَ القومِ بالكأس المريرْ
    وغداً يحملنا أبناؤنا كي نستقى
    فالذي تُخلى له مَضْيَفةُ الدنيا سيُدعى لرحيلْ
    حين يبدو قادمُ في الأفق
    وكلا الذاهب والقادمُ في دفترها ابنُ سبيلْ
    كلُّ طفلٍ جاء للدنيا أخي من عدمِ
    مشرقُ الوجْنةِ ضحّاك الثنايا والفم
    يُسْرجُ الساعاتِ مُهراً لاقتحامِ القممِ
    سابحاً في نشوةٍ للهَرَمِ
    فإذا صاح به الموتِ أقدمِ
    كان فوتُ الموتِ بعضَ المستحيلْ
    عجبي من رِمةٍ ترفلُ بين الرممِ
    نسيَتُ سوءَ مآلِ الأممِ
    وسَعَتْ في باطلٍ عُقباهُ غيرُ الالمِ
    ومُطيفِ الندمِ
    والسأمِ
    غصةُ الموتِ ، وإن مُدَّ لها في فسحةِ العمر قليلْ
    فالذي يعقبه القبرُ ، وإن طالَ مَدىً ليس طويلْ
    والسؤال الحقُ : ماذا بعدُ ، ماذا بعدُ ؟ ماذا بعدُ في هذا السبيلْ
    يرتجيه الآدمي ؟
    أإذا مِتنا انتهينا للأبد
    غير ما يَمسِكُ دهرُُ أو طبيعهْ
    أم بدأنا من جديد
    كيف أو أين سؤال هائل لن نستطْيعَه
    أفَمَن يذهبُ عنّا سيعودْ
    مثلما تزعمُ شيعه
    ثم هل عاد أحد؟
    أم له في داره الأخرى خُلودْ
    بعد أن يسترجَع الله الوديعهْ
    بكتابٍ وأمدْ
    ضلّ من يبحث في سر الوجود
    بالذي أنكر أو فيه اعتقد
    فاجعل الموتَ طريقاً للبقاء
    وابتغِ الحقَ شريعه
    واسلِك الفضلَ وقل يا هؤلاء
    خاب قومُ جحدوا الفضل صنيعه
    إن للفضل وإن مات ذووه لضياء
    ليس يخبو – فأسالوا أهل النهى
    رُب ضوءٍ لامعٍ من كوكبٍ- حيث انتهى
    ذلك الكوكبُ آلافاً وآلافا سنينا
    يا رياحَ الموتِ هُبي إن قدرتِ اقتلعينا
    اعملي أسياخك الحمراء في الحي شمالا ويمينا
    قطّعي مِنا الذؤابات ففي الأرض لنا غاصت جذور
    شتتينا ، فلكم عاصفةُ مرّت ولم تَنس أياديها البذور
    زمجري حتى يُبحَّ الصوتُ ، حتى يعقبَ الصمت الهدير
    اسحقينا وامحقينا
    تجدينا.. نحن أقوى منك بأساً ما حيينا
    وإذا يبعث فيهم كلَّ ما يبرِقُ فينا
    فلنا فيهم نشور
    طفلنا حدّق في الموتِ ملياً ومِرارا
    ألفَ الأحزانَ تأتينا صِغاراً وكبارا
    ومَرَى الدمعَ غزيراً ، ورعى النوم غِرارا
    ورأى والدَه يخطرُ للموتِ ونعشاً يتوارى
    لن يراه مرةً ثانيةً قطُ إِلى يوم الحساب
    ذاكِراً عنه حناناً وحديثاً وابتساماتٍ عِذاب
    كشموشٍ لا يني يأملُ أن تشرق من بابٍ لباب
    كل يوم ولنا في البيت مأتم
    وصغير ذُبحت ضحكتُه يومَ تيتم
    كلما مَرتْ بِنا داهيةُُُُُُُُُُُ ُ تسألُ عيناه عن الشرِ المُغير
    ويرى من حولِه أمراً مريباً وغريباً ورهيباً فيثور
    أمه في جَلَدٍ تدعوه أن يَسكَت لكنْ صوتُها فيه اضطراب
    واكتئاب.
    وهو يدري فعيونُ الأم للإبن كتاب
    وهو بالمحنةِ والموتِ الذي جندلنا جدُّ بصير
    حلمُه صار حكيماً وهو طفلُُ ُ في سريرْ
    فهو يزدادُ بما حاقَ بنا حُزنا وحزْماً ووقارا
    وانفعالاً كلما عاثَ بنا دهرُُ وجارا
    هكذا يُطرقُ فولاذُ البطولاتِ ويُسقى بالعذابْ
    فلهُ في غدهِ يومُُ كبيرْ
    يوم أن يَدلجَ في وادي طُويّ يطلبُ نارا
    والِجاً هْولاً ، خائضاً نقعاً مُثارا
    وغمارا
    ضاحكاً في حنكِ الموت على الموت عُتّواً واقتدارا
    وقد استل كسيْفٍ بارقٍ جُرحاً عميقاً في الضميرْ
    خبّراني ، لهفَ نفسي :
    كيف يخشى الموتَ من خاشَنَهُ الموتُ صغيرْ
    في غدٍ يعرف عنّا القادمون
    أيَّ حُبٍ حَمَلْناه لَهُمْ
    في غدٍ يحسبُ منهم حاسبون
    كم أيادٍ أُسلفت منا لهم
    في غدٍ يحكون عن أنّاتنا
    وعن الآلام في أبياتنا
    وعن الجُرحِ الذي غنّى لهم
    كل جُرحٍ في حنايانا يهون
    حين يغدو رايةً تبدو لهمْ
    جُرحُنا دامٍ ، ونحن الصابرون
    حزننا داوٍ ونحن الصامتون
    فابطشي ما شئت فينا يا منون
    كم فتىً في مكةٍ يشبه حمزة؟
    بالخشوعِ المحضِ والتقديسِ والحبِ المُقيم
    واتّضاعٍ كاملٍ في حضرةِ الروح السماويِّ الكريمْ
    التحياتُ لها.
    ليتَ لي في الجمرِ والنيران وقفهْ
    وأنا أشدوا باشعاري لها
    ليتَ لي في الشوكِ والأحجارِ والظُلمه زحْفه
    وأنا اسعى بأشواقي لها
    ليتَ لي في زمهريرِ الموتِ رجْفه
    وأنا ألفظ أنفاسي لها
    ليت لي من ألمٍ طاغٍ مَحفّهْ
    وأنا أحملُ قرباناٍ لها .. وهديه
    فأنادي بإسمها الحلو بلهفهْ
    لك يا أمَّ السلام.
    والتحية
    وجبيبني في الرِّغامْ
    التحياتُ الزكياتُ لها ، نفسُُ زكيّه
    رسمُها في القلبِ كالروضِ الوسيمْ
    صنعتنا من معانيها السنيه
    وستبقى منبعَ النورِ العظيم
    يا قبوراً في عراء الله ، حسبُ البشرية
    إنكم من ذوقِها العالي صميمْ
    سنواتٍ عشتموها أينعت
    حُفَّلا بالخير والحب الحقيقي
    ومضيتُمْ فتركتم أثراً
    نَبْشَ إسماعيلِ في القَفْرِ السحيقِ
    يا أحبائي ويا نبضَ عروقي
    كنتم القدوةَ بالخيرِ الوريق
    فاهنأوا ، نحن كما أنتم على ذات الطريق
    رُبَّ شمسٍ غَرُبتْ والبدرُ عنها يُخبرُ
    وزهورُُ تتلاشى وهي في المطر تعيش
    نحن أكفاءُ لما حل بنا ، بل أكبرُ
    تأجُنا الأبقى وتندكّ العروشْ
    ولمن ولَّي حديثُُُ ُ يؤثرُ
    ولمن ولّى حديثُُ ُ يذكرُ

    ************************

    صلاح أحمد إبراهيم ( نحن والردى ) نص كامل

    أغنية للموت ,,,
    تعطي الموت ما يلزمه من الحياة
    فيصبح الموت فيها حياة
    هكذا كان :

    بسّّامِ العشياتِ الوفي
    الحليمََ، العفِّّ ، كالأنسامِ روحاً وسجايا الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم
    عد متى شئت يا وليد ...
    يطيب لنا الانتظار بحضرة الرجل الجميل


                  

11-14-2005, 12:09 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الناصر الخطيب)

    بوست قمة الروعة والجمال
    جميل كصلاح أحمد إبراهيم
    للأسف قال عنه الشيوعيون بعد وفاته أنه مات بسوء الخاتمة السياسية وذلك للقائه البشير فى أول أيام الإنقاذ ناصحا له نصيحة لم يعمل بها البشير. وهاهم الآن يبحثون عن كرسى تحت عرش البشير.
    صلاح أحمد إبراهيم كان له رأى ثابت فى منصور خالد وهو أنه إنتهازى منذ أن كان طالبا فى جامعة الخرطوم وقد كتب فى هذا السياق عدد من المقالات فى الصحف إبان فترة الديمقراطية الأخيرة.
    قصيدته نحن والردى من أصدق القصائد التى تحكى عن صلاح وعن معاناته وصلابته وصدقه وشفافيته وخيبة أمله فى كثيرين .

    شكرا وليد على هذه اللوحة .
                  

11-16-2005, 04:36 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: Balla Musa)

    الاستاذ يله موسى
    خوالص تحياتى شاكر مرورك من هنا
    اسعدنى مرورك بحق وحقيقة
                  

11-16-2005, 01:50 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الناصر الخطيب)

    ليتَ لي في الجمرِ والنيران وقفهْ
    وأنا أشدوا باشعاري لها
    ليتَ لي في الشوكِ والأحجارِ والظُلمه زحْفه
    وأنا اسعى بأشواقي لها
    ليتَ لي في زمهريرِ الموتِ رجْفه
    وأنا ألفظ أنفاسي لها
    ليت لي من ألمٍ طاغٍ مَحفّهْ
    وأنا أحملُ قرباناٍ لها .. وهديه
    فأنادي بإسمها الحلو بلهفهْ
    لك يا أمَّ السلام.
    والتحية
    وجبيبني في الرِّغامْ
    التحياتُ الزكياتُ لها ، نفسُُ زكيّه
    رسمُها في القلبِ كالروضِ الوسيمْ
    صنعتنا من معانيها السنيه
    وستبقى منبعَ النورِ العظيم
    يا قبوراً في عراء الله ، حسبُ البشرية
    إنكم من ذوقِها العالي صميمْ
    سنواتٍ عشتموها أينعت
    حُفَّلا بالخير والحب الحقيقي
    ومضيتُمْ فتركتم أثراً
    نَبْشَ إسماعيلِ في القَفْرِ السحيقِ
    يا أحبائي ويا نبضَ عروقي
    كنتم القدوةَ بالخيرِ الوريق
    فاهنأوا ، نحن كما أنتم على ذات الطريق
    رُبَّ شمسٍ غَرُبتْ والبدرُ عنها يُخبرُ
    وزهورُُ تتلاشى وهي في المطر تعيش
    نحن أكفاءُ لما حل بنا ، بل أكبرُ
    تأجُنا الأبقى وتندكّ العروشْ
    ولمن ولَّي حديثُُُ ُ يؤثرُ
    ولمن ولّى حديثُُ ُ يذكرُ

    عبد الناصر تحياتى.........والله ده كلام يجنن عديل كده
                  

11-16-2005, 01:57 PM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    بالخشوعِ المحضِ والتقديسِ والحبِ المُقيم
    واتّضاعٍ كاملٍ في حضرةِ الروح السماويِّ الكريمْ
    التحياتُ لها.
    ليتَ لي في الجمرِ والنيران وقفهْ
    وأنا أشدوا باشعاري لها
    ليتَ لي في الشوكِ والأحجارِ والظُلمه زحْفه
    وأنا اسعى بأشواقي لها
    ليتَ لي في زمهريرِ الموتِ رجْفه
    وأنا ألفظ أنفاسي لها
    ليت لي من ألمٍ طاغٍ مَحفّهْ
    وأنا أحملُ قرباناٍ لها .. وهديه
    فأنادي بإسمها الحلو بلهفهْ
    لك يا أمَّ السلام.
    والتحية
    وجبيبني في الرِّغامْ
    التحياتُ الزكياتُ لها ، نفسُُ زكيّه
    رسمُها في القلبِ كالروضِ الوسيمْ
    صنعتنا من معانيها السنيه
    وستبقى منبعَ النورِ العظيم
    ********

    الحديث عن أم الشاعر ياوليد

    وكل الامهات

    هم منبع النور العظيم

    فالتحيات لهن
                  

12-11-2005, 09:41 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الناصر الخطيب)

    ولك التحية اخى عبد الناصر


    الاخ عبد الحميد البرنس انا فى الانتظار
                  

12-28-2005, 04:16 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    لكــــــــــــل الامهات


    Quote: لك يا أمَّ السلام.
    والتحية
    وجبيبني في الرِّغامْ
    التحياتُ الزكياتُ لها ، نفسُُ زكيّه
    رسمُها في القلبِ كالروضِ الوسيمْ
    صنعتنا من معانيها السنيه
    وستبقى منبعَ النورِ العظيم
                  

12-28-2005, 02:24 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: القلب النابض)

    Quote: أإذا مِتنا انتهينا للأبد
    غير ما يَمسِكُ دهرُُ أو طبيعهْ
    أم بدأنا من جديد
    كيف أو أين سؤال هائل لن نستطْيعَه
    أفَمَن يذهبُ عنّا سيعودْ
    مثلما تزعمُ شيعه
    ثم هل عاد أحد؟
    أم له في داره الأخرى خُلودْ
    بعد أن يسترجَع الله الوديعهْ
    بكتابٍ وأمدْ
    ضلّ من يبحث في سر الوجود
    بالذي أنكر أو فيه اعتقد
    فاجعل الموتَ طريقاً للبقاء
    وابتغِ الحقَ شريعه
    واسلِك الفضلَ وقل يا هؤلاء
    خاب قومُ جحدوا الفضل صنيعه
    إن للفضل وإن مات ذووه لضياء
    ليس يخبو – فأسالوا أهل النهى
                  

12-29-2005, 06:07 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    وانطلق من كل فج والتمس
    الاخساء الالى قد قتلوه غيلة
    اعزل فى الليل الدمس(كزفوبو)
    وتماثيل الخيانةو(همرشلد)الذى
    خان الامانة والنعام الدبلومسى
    الانيق يدفن الهامة فى كوم من
    اللفظ الرشيق
    واجفا عن قولة الحق التى تنقذ
    شعبا فى(نيويورك) التى ردت للوممبا
    وحمت فيمن حمت من قبل ذئبا ابله
    البسمة كا القرد الصفيق
                  

12-29-2005, 06:50 PM

ABUKHALID
<aABUKHALID
تاريخ التسجيل: 07-07-2002
مجموع المشاركات: 1386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    وليد ما اجملها لحظة انا نستقبل عامنا وبيننا صلاح احمد ابراهيم
    شكرا علي هذا البوست
    وكل عام والجميع بخير
                  

12-29-2005, 11:38 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: ABUKHALID)

    ABUKHALID
    وكل سنة وانت طيب عزيزى
    وصلاح دائما فى قلوبنا..... شاكر
    مرورك من هنا
                  

04-05-2006, 10:12 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    الى العزيز وليد.. حقا من يحب السودان اكثير من صلاح

    هذا اجمل بوست رايته هذا العام شكرا لك على المعلومات..
    وانت من زيك..

    شين ودشن
    حر سيافى شين
    شين ودشن كلمة مافى شين
    وهظاره خشن
    بسموم وسوافى
    تسال شن الحبه الفيهو
    الحب في ذاتو مبرر كافي
    ماشين ودشن حار سيافى شين
    عشان بقعة خراب
    مافيها شجر
    راويها سراب واطاطا حجر
    حصحاصا يولع في الرمضاء
    الحب سلطان مسلط نافى
    لغيره مرض لكن شافي
    الشعب الحر الفعله بسر
    آب لحما مر
    في الزنقة أم لوم قدام باينين
    البسمع فيهم يا أبو مروة
    بي فرارة ينط من جوه
    يبادر ليك من غير تأخير
    دا اخو الواقفة يعشى الضيف
    الحافظ ديمه حقوق الغير
    سيد الماعون السالي السيف
    الهدمه مترب وقلبه نظيف
    لا تسالنى عن حب وطني الفقران وغنى
                  

04-19-2006, 01:47 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: bayan)

    دكتورة بيان
    يعطيك العافية سيدتى وان كنت طامع فى المذيد
    واننى على يقين بانك بتحملى الكثير المثير عن صلاح
    احمد ابراهيم
                  

04-19-2006, 03:46 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    مريّا مارينو الكساندرو
    انا ملهمة صلاح احمد ابراهيم ... وتل المرمر صار ركاما


    حاورها: وجدي الكردي
    يا مريا
    ليت لي أزميل فدياس وروحا عبقرية
    وأمامي تل مرمر
    لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقايسك
    تمثالا مكبر
    وجعلت الشعر كالشلال
    بعض يلزم الكتف وبعض يتبعثر
    وعلى الأهداب ليل يتعثر
    وعلى الأجفان لغز لا يفسر
    وعلى الخدين نور يتكسر
    وعلى الأسنان سكر
    وفما كالأسد الجوعان زمجر
    و ........
    وربما ارتفعت أصابع أعينكم لتشير إلى صورة مريا المرفقة، لاسقاط النص على تفاصيل الوجه قبل إكمال القصيدة التي أبدعها الراحل صلاح أحمد إبراهيم وغناها الفنان حمد الريح .. وربما ارتد طرف الكثيرين منكم حسيرا .. كاتب السطور أيضا حين وجد نفسه وجها لـ ''نص'' مع السيدة مريا مارينو الكساندرو، لم يجد أمامه تلا من المرمر - وكان معه نسخة من إزميل فدياس - بل وجد ''كومة'' سيل من رماد الذكريات تتدفق من نوافير جحيم تتفجر، ترسل الهمس به لحنا معطر ..!

    وشمس الجمعة تلملم بقايا أشعتها استعدادا للرحيل، هاتفني الصديق الصحافي عوض محمد أحمد مبشرا إياي بأنه: '' لقى لينا شغل كويس''، ومبلغ علمي أن عوضا ''زول مسلط'' يعرف الدنيا والعالمين ..
    تتبعت هاتفه حتى وجدت نفسي أمام باب من الزنك المتقادم جاهد كثيرا ليؤدي مهمته، كنت أبدو أطول قليلا من الباب .. حين دخلت، استقبلني شاب في منتصف العشرين، فيه وسامة الطليان ورسوخ اليونان وبعض من لهجة السودان .. إنه ''إسبيرو جمال فؤاد''، الإبن الوحيد للسيدة مريا التي سرعان ما سمعت بصخب الترحيب فجاءت ..
    يا ترى بأية عين سأتفحصك يا مريا؟!.
    بعيني صلاح، أم حنجرة حمد الريح، أم إرشيف حسين خوجلي الذي حتما سيكذبني ومعه آخرون!.
    فليكن .. أنا لست مندوبا لدار الوثائق ولا جئت هنا لأستخرج شهادة بحث للقصيدة ..!.

    * ديار أم زين:
    قبل أسابيع، يسر لي الأستاذ راشد عبد الرحيم أن ألتقي بالمحقق الطيب حاج عبد القادر، موثق أغاني الحقيبة الاشهر في السودان. وفي معرض حديثه عن الأغنيات ومناسباتها، ذكر أن الشاعر المساح كان يستند في شعره على جدار ثلاث ملهمات هن آمنة سكسونيا وآمنة الفن وأم زين.
    ذكرت البين ليه يا غراب
    ديار أم زين كانت قراب.
    ومما قاله الطيب حاج عبد القادر يومها، أنهن أسماء وهمية لنساء شهيرات، إحداهن كانت تعمل مديرة لمدرسة في واد مدني حتى عهد قريب، ولا زالت على قيد الحياة.
    وحين سألت أبو آمنة حامد عن السيدة التي سال من شعرها الذهب، قال في حواره الذي نشرته حكايات قبل أسبوعين، إنها ملكة الصوت والصورة .. ولا يحتاج الأمر لكثير ذكاء لمعرفتها ..
    من منكم يعرف كلمة محمد يوسف موسى التي مست غرورها و ''فرقتنا يا حبيبي''؟..
    محمد يوسف موسى يعتبر أحد أشهر ''المكسرين'' في السودان، ولكنه شيد على ملهماته قباب من صمت، ونذر على نفسه ألا يكلم بهن إنسيا.

    * أسأل جورج:
    فلنعد الآن إلى مريا بعد أن حاولت جاهدا أن أضفي عليكم أكبر قدر من التشويش لاستيعاب هذا الزعم .. والزعم من المفردات غير البريئة التي يستخدمها السياسيون والهلاميون للتشكيك في ما يرد من الطرف الآخر ..
    حين سألت السيدة مريا إن كانت متأكدة من أن الشاعر صلاح أحمد إبراهيم قد ''قطع'' قصيدته الشهيرة فيها، أجابت بنعم، ثم أخذت تترنم ببعض مقاطعها في صوت رخيم.
    ألححت عليها السؤال فقالت:
    - أسأل جورج.
    - جورج ده مين؟!
    - أخوي الكبير.
    أشارت علي مريا أن أذهب إليه، كان جورج مستلق على سريره في زقاق ضيق يفتح على الصالة ويهذي بجرحه الغائر في قلب ساقه الذي كاد أن يبتره الأطباء من أثر السكري اللئيم.. جرح بامتداد تاريخ آل الكساندرو في السودان، فلم أستطع أن أنتزع منه حرفا ..

    * شيريقوتس:
    جاء الكساندرو شيريقوتس من مالطا إلى السودان في أوائل القرن الماضي لينشئ أول شركة تأمين في السودان العام 1920م، وتوفي في العام 1964م، بعد أن أنجب الولدين مارينو واسبيرو من زوجته ايجيسيا التي توفيت بدورها في العام 1986م.
    عمل مارينو في الجيش الإنجليزي في أسمرا، ثم عاد إلى الخرطوم ليعمل سكرتيرا للقنصل البريطاني حتى تقاعد إلى المعاش .. تزوج مارينو في العام 1944م إبان عمله في اريتريا من السيدة جانيت جورج سلمون نمير، أمها اثيوبية ووالدها لبناني، وأنجب منها على الترتيب: جورج، جوزيف، البرت، الكساندرا، ماريو، ومحدثتنا مريا وسيلفيا وروزانا. وهناك اسبيرو مارينو الذي توفي إثر حادث سير في صينية بري العام 1975م، وكان معه في نفس السيارة روبرت وليم اسكندر، لكنه سلم.
    من عجائب هذه الأسرة المدهشة، أن ماريو، شقيق السيدة مريا اسمه الآن محمد شريف، بعد أن أشهر إسلامه وتزوج سيدة من موريشص. وعندما سألت عن علاقته بهم الآن، وهي الأسرة المسيحية الملتزمة، قال شقيقه جوزيف، الأخ الأكبر لمريا:
    - أخونا محمد شريف ده زول عسل ..!
    ووافقته مريا قائلة:
    - أخوي ماريو الحسع بقي محمد شريف ده ممكن يجيب لينا لبن الطير لو احتجنا ليهو..
    ولتؤكد حديثها، اتصلت مريا بشقيقها محمد شريف، وبعد أن حيته، تركته يتحدث معي، فرحب بي في أدب موافقا أن أكتب عن أسرته المدهشة.
    الحديث عن هذه الأسرة يطول .. ولضيق ذات المساحة، سأفرد حلقة أخرى الأسبوع المقبل
    * نقلا عن الراي العام
                  

04-19-2006, 04:26 AM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    اوليست من قال فيها :

    أحبك حبا أذل فؤادى واعمى البصيرة

    أحبك حب الذى يشتهيك بعين بصيرة

    وأيد قصيرة

    أحبك حب المشرد في حبه دون مأوى وزاد

    وحب الذى في سبيل رسالته قبل الأضطهاد

    وحب الذى حرمته المقادير من كل شيء سواك

    ((أحبك حبين، حب الهوى وحباً لانك أهلُ لذاك))

    وحباً لو أنت طلبت عيونى اقتلعتهما ومشيت كفيفا

    أنقر بأسمك أوتار عودى ، لانى أحبك حباً عنيفا

    إذا احتملت بعضه الراسيات

    ارتمت جاثيات

    وحبا اذا مس قلب الفيافى

    تفجر بالأنهر الجاريات

    كما يتفجر قلبى قوافي

    أحبك حبا عظيما ...أليما ..مقيما ..فريدا

    اعيش به طول عمرى سعيدا

    فإن فؤادي الحزين الحزين إذا ما أحب أحب شديدا

    وإن مات مفترشاً جمره والجراحات، مات شهيدا

    ***************
    ثم مضي في حلمه الذي لم يتحقق حتي الممات !!!!

    وليد 500

    يسعد نهارك

    التحية للأستاذ الكبير صلاح أحمد إبراهيم

    وأرشح هذا البوست وبشده ليبقي في المنبر للنصف الثاني من العام

    ولك خالص الود
                  

04-20-2006, 00:26 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الناصر الخطيب)

    العزيز عبد الناصر
    لك التحية وانت تتحفنا بالروائع
    وفى انتظار اى جديد بخصوص هذا
    الرجل الانسان الفنان انه امدرمان
    وامدرمان هو حينما اسمع راديو امدرمان
    يقول (هنا امدرمان) كانه يقول هنا صلاح
    احمد ابراهيم ارتبطت امدرمان عندى بصلاح
    اسعد لحظاتى حينما تترنم على مسامعى كلمات
    صلاح.......
                  

04-21-2006, 00:56 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    أخونا الفاضل/ وليد

    وعن صلاح نحكي ... وما بخلص الحكي

    اليوم وأنا أطالع لقاء مع المستشرق الإنجليزي روجر آلن في صحيفة الراية القطرية اجرته معه

    الصحفية القديرة زينب عيس لفتت إنتباهي جزئية في اللقاء أشار اليها روحر تتعلق بدور

    الملحقيات الثقافية في السفارات العربية وعدم وجود أدنى اهتمام من قبل المسئولين في تلك

    السفارات بالادب ذاته أو ترجمته للانجليزية أو غيرها من اللغات.

    الحتة دي رجعتني لمقال كان كتبه الراحل صلاح في مجلة اليوم السابع واشار فيه الى أنه حاول

    إبان عمل في سفارة السودان بمصر كملحق ثقافي تفعيل كل ما له صله بالثقافة بين البلدين الا انه

    فوجئ بعدم وجود اية إتفاقيات أو مهرجانات ثقافية مشتركة او حتى أدنى إهتمام من قبل المسؤولين

    في البلدين لتفعيل النشاط الثقافي بين البلدين، وركن الى أن هناك تعمد من الجانب المصري

    لاهمال الجانب ده

    واشار في تلك المقالة الى قصة عجيبة حاول من خلالها تسليط الضوء على النظرة الضيقة التي ينظر

    بها الانسان المصري الى كل ماهو سوداني وكان يعني بها (أن من لايحترمك لن يحترم ثقافتك)

    القصة يا سيدي تتلخلص في انه إستغل (اسانسير) في عمارة كان يسكن فيها على ما أعتقد وكان معه

    داخل الاسانسير اسرة مصرية وسودانية من جنوبنا الحبيب لسبب ما بكت احدى طفلات تلك الاسرة

    المصرية وحاولت السودانية أن تهدي الطلفة بمداعبة خفيفة فما كان من والد الطفلة الا أن

    زجر(السودانية) قائلا ...هي بتبكي لانها خايفة من شكلك ده

    أفاض - طيب الله ثراه - في الحتة دي ،بحسه المرهف، في ثقافة الكراهية المستوطنة في عقول البشر

    دون ادنى سبب

    ما اروعه إنسان طوي جوانحه على حب السودان وإنسانه

    واليك اللنك الخاص بلقاء روجر


    http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&ite...e_id=29&parent_id=28
                  

04-21-2006, 03:17 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: حيدر حسن ميرغني)

    مقال للبروفسير عبد الله الطيب عن صلاح أحمد ابراهيم رحمه الله

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    قرأت في زمان مضى كلمة للأستاذ صلاح أحمد إبراهيم رحمه الله في إحدى المجلات أو في كتيِّب ( لا أذكر

    على وجه التحديد ) بعنوان "ماتوا سَمْبَـله". أحسبها كانت مقالة كقصة أو قصة صغيرة كمقالة. وصف

    فيها جنوبيَّاً (لم يُحدِّد قبيلته ولكن يغلب على الظن أنه من الاستوائية) بيده أداة موسيقية يترنم

    بها ويغنِّى بين حين وحين: " ماتوا سمبلة ".

    "وسمبلة" هذه تحريف للكلمة الإنجليزية Simple . وكأنَّ الأصل جملة إنجليزية They simply died

    صاغها الجنوبى المترنم أو توهمها أو سمعها أو صيغت له، أى ذلك كان، ولبست في غنائه وترنمه

    معنى " ماتوا هَمَلَهْ " كما نقول في اللسان العامى أو بلا سبب ولا دافع، وكأنَّ القاتل قتلهم

    بلا "غبينة". ماتوا سمبلة كما يموت النمل يقتله الولد الصغير بإصبعه. أو كما يُقْتل الذباب،

    ماتوا سمبلة.

    في المقالة حزن شديد عميق. وفيه دموع كأنها تجرى من موسيقا الجنوبى وترنمه. كأنَّ هذا الجنوبى

    نفسه يرثي القتلى " سمبلة " بلوعةٍ ويعلم أنه هو وقومه ضَيَّعوا حياة هؤلاء القتلى بلا سبب. كانوا

    يظنونهم صقوراً جارحة فإذا هم ذباب يعصرونه ويهصرونه ويَفْطَس.أثرت في نفسى تلك المقالة. أحسست

    فيها رقة بالغة.

    قرأت لصلاح من شعره من بعد. وأسفت لأنه ترك الوزن الرصين الذى في مدحه لصهره الشفيع أحمد الشيخ

    رحمه الله.

    يا شعب إنْ أبدى الجبانُ خنوعا

    لا تيأسـنَّ فقـد ولـدتَّ شفيعـا

    وقد ذكر في مقدمة هذا الديوان الذى بين يديك أيها القارئ الكريم أنه نظم هذه الأبيات العينية

    وهو ابن عشرين وهى سن العمر الحلوة كما قال شكسبير ـ Sweet and twenty ـ فلعله أن لو استمر

    على هذا النسق أن يلحق بطبقة التجانى رحمه الله، لما ههنا من رصانة لفظ وجودة نَغَم. لكن صلاحاً

    رحمه الله آثر ما سماه المعاصرون " الشعر الحديث ".

    هذا الشعر الحديث أدَّعى اختراعه والسبق إليه جماعة. ادعت نازك الملائكة السبق إليه واختراعه

    فيمن سبقوا إليه أو اخترعوه. وهذا عجيب لأنها استشهدت بأبيات الناقوس المنسوبة إلى على كرَّمَ الله
    وجهه:

    يا ابن الدنيا مهلاً مهلاً

    وهي أبيات عدة. ويكون على هذا سيدنا علىٌّ اخترع وزن التفعيلة لا نازك. والحق أنَّ أنواع الوزن

    واللا وزن كثيرة وسبق إليها كثيرون منذ نشأ شعر العرب. وممن ينسب إليهم السبق والاختراع، بدر

    شاكر السيَّاب، والبياتى، ونزار قبانى. والحقيقة أن قبلهم عددا.

    ونحن في السودان الأسودِ ألوانَ بَشَرةِ عَرَبِه سبقناهم ـ سبقنا هؤلاء الذين ادعوا السبق أو ادعى لهم.

    وقد ذكرتُ في بعض ما كتبت أنَّ أبا بكر أحمد موسى، الأستاذ الأديب البارع رحمه الله كان يخترع

    أوزاناً يحاكى بها أحيانا نغمات الطيور وزقزقات العصافير.

    وقد كنت معجباً بأغانى شكسبير وكانت لدينا في كلية غوردون اسطوانات مثل:
    It was a lover and his lass

    ومثل :
    Come away come away death

    ومع أنَّ عدداً من خطب مشهورات رواياته كان مقررا علينا وكنا به معجبين، ما كنت ( مع ما كان

    يقال لنا إنه شعر مرسل) أراه إلاَّ نثرا. وقد وجدت أستاذ الإنجليزية بجامعة الخرطوم من بعد

    البروفيسور ليفي يرى ذلك أيضاً، ولكن زملاؤه قالوا إنَّه يهودى. ولا أدرى ما صلة هذه العنصرية

    بالنقد. هذا وكان الشعر الإنجليزى الموزون لا يعجبنى لضعف وزنه. ولفتنى أحد زملائى النجباء إلى

    جمال قصيدة أو مقطوعة قنطرة وستمنستر لوردزورث التى درَّسها لهم المستر هارت وكان حريصاً على

    تحبيب طلبته في الشعر الإنجليزى، ولم تعجبنى أول الأمر ولكنى حملت نفسى على الاعجاب بها وبسائر

    ما تلقيناه من شعر وردزورث.ثم أقبلت على محاولة النظم المرسل والأوزان المختلفة على طريقة

    شوقي في مسرحياته ثم على أوزان كالمخترعة أو كالحرة. ثم بعد هذه الفتنة الشبابية أعرضت

    إعراضاً عن التفعيلات السائبة وما بمجراها. وأذكر إذ كتب إلىَّ المرحوم محمد عبد الحى وهو يُعِدُّ

    رسالة الدكتوراه بجامعات بريطانيا يسأل عن أمر هذه المحاولات ليزعم أنها أسبق من محاولات من

    ادعوا السبق إلى الشعر الحر من المعاصرين ثمَّ كأنْ قد صَحّ عنده أنه لا فائدة في هذه المغالطات

    التى لا تخلو من بعض نوع من العصبية، إلاَّ تكن عصبية قبلية فلعلَّها شبيهة بعصبيات أتيام الكرة

    ونعراتها القومية.

    مع تَوَجُّـه صلاح رحمه الله نحو الشعر الحر الحديث أبى النغم البارعُ الرصين القديم إلاَّ أن ينبثق من

    أسطره الجياد. لاسيما نغم بحر الرمل كما في قوله: ـ

    يا ذكىَّ العود بالمطرقة الصماء والفأس تشظَّى

    وبنيران لها الف لسان تتلظَّى

    ضع على ضوئك في الناس اصطبارا ومآثرْ

    مثلمّا ضوع في الأهوال صبرا آل ياسرْ

    فلئن كنت كما أنت عبِقْ

    فاحترقْ

    وان شئت ألحقت "فاحترقْ " "بِعَبِقْ" بعد فاصل ما. المعانى واضحة، مشرقة، مأخوذة من مصدرين

    معروفين في حياتنا اليومية إلى عهد قريب.الأول عمل الريحة للعرس والطهارة ـ يدق الصندل أو

    الكليْت والشاف أو ما عسى ان يكون من حطب الطيب. والمصدر الثانى حطب الوقود " لتُقَّابة" الخلوة

    والقرآن. والحطب يُجْمَع من الغابات وأشجار القرية. ثُمَّ يُكَسَّر بالفأس وكلاهما ـ خَشَبُ الطيبِ وخَشَبُ

    وقودِ التُقَّابة يُعْرَض للنار فتشتعل فيه. ومِجْمَر البخور قد يُوضع فيه اللبان وسواه. وحطب التُقَّابة

    ترتفع ألسنة نيرانه وتستضىء بها الحلقة التى حولها من الحيران.

    وكلمة ضوع في قوله "مثلما ضوع في فى الأهوال صبرا" قد تلمس فيها فتجده معنى ضَوَّع الذى للطيب

    وللبخور ومعنى ضَوَّأ بتشديد الواو الذى من الضوء بقلب الهمزة عينا على اللهجة الشائعة في كثير

    من كلام أهلنا.

    الافتتان في قوله :

    فلئن كنت كما أنت عَبِقْ

    فاحتَرِقْ

    قمَّة في حسن التعبير وإصابة عين الثور Bull’s eye كما يقال بالإنجليزية من أساليب الطفرة

    التعبيرية. وتوضيح ذلك أن البخور تزكو رائحته بالاحتراق كما هو معلوم، وكما أشار إليه حبيب بن

    أوس (أبو تمام) في قولته المشهورة:

    وإذا أراد اللهُ نَشْـر فَضِيـلَـةٍ

    طُوِيَتْ أتَاحَ لَهَا لِسَـانُ حَسُّـودِ

    لَوْلا اشْتِعَالُ النارِ فِيْمَا جَاوَرَتْ

    ما كَانَ يُعْرَف طِيبُ عَرْفِ العُودِ

    فالشاعر هنا يقول للمجاهد المناضل الصابر المخلص الحسن الأعمال " أنت عطر فائح الطيب بعملك

    الطيب ولكن ذكاء عطرك يفوح حقّاً حين يحترق. لذلك فاحترق يا أيها الطيب العبق الرائحة لكى تفوح

    وينتشر طيبك ".

    ولئن كُنْتَ كما أنت عبق ،

    فاحترق.

    وفي النغم انبهار ومفاجأة. ولذلك يجوز الوجهان ـ فاصل بعد عَبِـقْ، وتكتب "فاحترق" في نفس

    السطر. أو تكتب في السطر الذى يلى ـ فإنها بيت شعر كامل. لأن الوقفة عند آخر الشطر الفائت

    طويلة تعادل أكثر من نصف شطر. وتكون بقوله " فاحترق" شطراً تاما.

    وتأمّل بعد قوله:

    ـ مثلما ضوع في الأهوال صبرا آل ياسر ـ هنا إشارة ثقافية إسلامية شديدة الوغول في بحبوحة

    الإسلام. آل ياسر مثل عالٍ في الصبر والاستشهاد. حتَّى عمَّار المجاهد التوَّاب المهاجر، ( وقد ولاّه

    عمر ) لم يسلم من الأذى. وقد قتل شهيداً في صفين. وفطن شوقي إلى هذا في قوله :

    وأوقع الأنجاد بالأنجاد *** وخـرَّ عمَّار من النجـاد

    وممن فطن من قبل زمان شوقى، الوزير الأندلسى ابن عبدون حيث قال في رائيته المشهورة :

    وما رعت لأبى اليقظان صُحْبَتَهُ

    ولم تُزَوِّدْهُ غير الضَّيْح في الغُمرِ

    والضمير يعود على الليالى وعلى صروف الزمان وأحواله وأبو اليقظان هو عمار ابن ياسر. والضيح

    بالضاد المشددة المفتوحة بعدها ياء ساكنة ( يا مُثَـنَّاة تحتيّة ) أى اللبن اخر الكلمة حاء

    مهملة. الغمر بالغين المعجمة المضمومة بعدها ميم وراء بوزن عُمَر أى القدح الصغير.


    في شعر صلاح إشارات إسلامية السّنخ قوية منبثقة بلا تكلف من أصول معانيه وعواطفه وانفعالاته ـ

    كقوله :

    حُزْننا ونحن الصامتونْ

    فابْطشى ما شئت فينا يا مَنُونْ

    كم فتىً في مكّـة يشبه حَمْزَةْ

    ولم يفجع الرسول صلّى الله عليه وسلَّم بأوجع من مقتل حمزة وقال الكلمة المشهورة لما رأى نساء

    الأنصار يندبن من قُتِل في أُحد من رجالهن :" ولكن حمزة لا بواكى له " فأقبلن يبكين حمزة وقال

    شاعرهم

    صفية قومى ولا تعجزى *** وبَكِّـى النساء على حمزة

    والإشارة الإسلامية غير ما قدمنا كثيرة في شعر صلاح رحمه الله ـ مثلاً

    وضمير لم يذق والشعب في السبى اغتماضه

    وبقلب كحجيج محرم عند الإفـاضة

    ومثلاً :

    ونزوع للذى خلف الحجاب

    برهة من سرمد الدهر أقمنا

    ما عرفنا بم أو فيم أتينا وانتهينا

    الشاهد هنا ( نزوع للذى خلق الحجاب أى الغيب كما في سورة الشورى ) نَظَرُه إلى قول زياد: " في

    الزمن السرمدى الذى لا يزول ـ وأصل هذا قرآنى من سورة القصص. ومثلاً

    وآل عَلِـىٍّ حُـفَاةٌ ظماء

    وآل زياد عليهم نعيم

    وآل زياد فيهم سفاح وفيهم فجور وظلم وذكر المؤرخون أن غناهم استمر إلى الزمان العباسى فتأمل.

    وفى هذه الكلمة نفسها :

    ويا فارساً وحده في الطريق

    على الرمح متكئاً نازف الجرح مات
    َ
    بْعَد أن أمّن الخائف.

    هذا الفارس هو أحد الصناديد الأربعة المذكورين المشهود لهم بالتفوُّق في الشجاعة هو ربيعة بن

    مكدَّم حامى الظعن. رموه بسهم فاتكأ على رمحه والفرسان يتحاشونه حتّى سلمت النساء من السباء.

    والخبر مذكور مشهور. من بنى كنانة من بنى فراس بن غنم الذين تمنى سيدنا على أن لو كان معه

    منهم مائة فارس مكان العصاة المتمردين الذين كانوا حوله.

    لا عجب من استكثار صلاح من الشواهد والإشارات الدالة على تأثره بثقافة السيرة والدين ونوادر

    الأدب العربى. فقد نشأ في دار ثقافة إسلامية. وكان أبوه رحمه الله من أساتذة العربية والدين

    معلماً شديد التقوى غضيض الطرف معروفاً بذلك مشهوداً له فيه.

    وقال صلاح يفتخر ببعض ذلك في قريضه :

    نترك الدنيا وفى ذاكرة الدنيا لنا ذكر وذكرى

    من فعالٍ وخُلُقِْ

    ولنا إرث من الحكمة والحلم وحب الآخرين

    وولاء حينما يكذب أهليه الأمين

    ويكذب أهليه أخذها بلا ريب من الحديث " إنّ الرائد لا يكذب أهله " ولا أحسب صلاحاً خرج عن مجال

    الإسلام والعربية في إشاراته إلا في موضع أشار فيه إلى الصليب. وحمل الصليب، دلالة على احتمال

    التعذيب والمشقات في مواجهة النهاية والمأساة كثير في أشعار العصر المتأثرة بأساليب الإفرنج.

    كان المستر تشرشل يعبر عن تبرمه وضيقه بالجنرال ديجول بقوله إن أثقل صليب كان يحمله هو صليب

    اللورين وهو شعار دى جول أصله من مأساة جان دارك التى حررت فرنسا وخذلها الملك شارل السابع

    فلم يحاول نجدتها لمّا حُرِّقت في روان.

    وأصل معنى حمل الصليب من أساليب جبروت الروم القدماء. فانهم كانوا حين يحكمون بإعدام امرئ

    صلْباً يجعلون الصليب من خشبتين، خشبة قائمة عمودية يحفرون لها حفرة ويثبتونها فيها قائمة.

    ويكلفون المحكوم عليه بحمل الخشبة الثانية التى تُجْعَلُ معترضة فوق الخشبة القائمة. ثم بعد ذلك

    يُسَمِّرون يديه على الخشبة المعترضة التى جاء وهو يحملها يجعلونها على رأس العمود كحرف "تى"

    الأفرنجى. ويدخلون المسامير بين عظمى اليد عند الرسغ ويخترقون عظام القدمين بجعل المسامير بين

    العظيمات الصغيرة التى في القدم، وقد وضعوا قدماً فوق الأخر وسمروهما معاً على الخشبة القائمة .

    وزعم النصارى أن الروم صلبوا المسيح بتدبير اليهود. وفي القرآن: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن

    شُبِّه لهم " . وينسب إلى بعض المسلمين المتأولين أنهم قالوا هذا كمثل قوله تعالى " وما رميت إذ

    رميت ولكن الله رمى " فالمعنى هنا ان الله هو الذى قتله وصلبه لا هم. وهذا خطأ آية الأنفال (17) "

    وما رميت إذ رميت " لا تنفى أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رمى حين قذف حفنة التراب وقال شاهت

    الوجوه، ولكن تدل على أن رمية رسول الله كانت معها سطوة الله. وهذا كمثل قوله تعالى : " إنَّ الذين

    يبايعونك إنما يبايعون الله يدُ اللهِ فوق أيديهم " أى قوة الله وعونه مع اخلاصهم والعهد الذى عاهدوه.

    ولم يقل الله عزَّ وجلَّ " وما قتلوه إذ قتلوه وما صلبوه إذ صلبوه ولكن شبه لهم" كما قال عزَّ وجلَّ: "

    وما رميت إذ رميت ولكن اللهَ رمى " فالآية دالة دلالة قاطعة على أن عيسى عليه السلام لم يُقْتَلْ ولم

    يُصْلَبْ، والذى تأوله المتأول على تمثيل آية النساء (157) " وما قتلـــــــوه " بآية

    الأنفال "وما رميت" تمثيل خاطئ بلا شك بلا أدنى شك.

    وما أرى أن صلاحاً قصد إليه ولكن سار على المألوف من عبارات أهل العصر مسايرين لعبارات الإفرنج

    في هذا المجال، وبين يدىَّ عشرات من دواوين أهل العصر تَرِدْ فيها عبارة حمل الصليب كما ترد

    عبارة " كودتا" في اللغة الإنجليزية و"ويكند" في اللغة الفرنسية وهذا تقريب للفكرة على بعدها.

    مصدر مهم من مصادر الإشارة والمجاز في بيان صلاح رحمه الله هو عادات أهل بلدنا وتقاليدهم. وهذا

    واضح في القصيدة التى أعجبت صديقه على المك رحمه الله. وبعض هذه القصيدة ينظر نظراً شديداً إلى

    منظومات الموت التى ينشدها المُدَّاح مثل :

    زايلة الدنيا دى الما بِدْوُمْ لى خيرا

    ولَّت وأدْبَرت وبِقَتْ عصيرا

    ويذكروننا أن مصير الإنسان إلى حفرةٍ عرضها شبر.

    ما الذى أقسى من الموت ؟

    فهذا قد كشفنا سرَّهُ وخبرنا مُرّهُ

    ما جزعنا إن تشهَانا ولم يرض الرحيل

    ( أحسبها ولم نرض لا ولم يرض بالنون لا بالياء كما في النص المطبوع )

    فله فينا اغتباق واصطباح ومقيل

    آخر العمر قصيراً أم طويلْ

    كفنٌ من طرفِ السوق وشِـبْرٌ في المقابر

    هذا موضع استشهادنا على الأخذ من تقاليد البلد وعاداته. ولنا في الدفن أسلوب بعضه مأخوذ من

    السنة التى كان عليها عمل أهل المدينة وبها دفن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبعضه مأخوذ من

    عادات وطننا القديم في أيام ما قبل الميلاد حسب تاريخ علماء الآثار إلى عصر طويل بعده ـ من ذلك

    الحمل على العنقريب والتغطية بالسُّرَّتى. وأول من دُفِنَ على عنقريب ( نعش ) من أهل الإسلام سيدتنا

    أم المؤمنين زينب بنت جحش. أشارت بحملها عليه سيدتنا أُم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها قالت

    رأت النعش بأرض الحبشة التى هاجر إليها الصحابة سيدنا جعفر وسيدنا عثمان ومن معهم هى هذه

    البلاد لا بلاد أكسوم وقندار لأنهم لا يحملون الميت على العنقريب.

    شاهد آخر قصيدة صلاح في رثاء على المك رحمهما الله وقوله اغتباق واصطباح ومقيل مأخوذ من اصطلاحات

    العرب الأوائل لشراب الصبح والليل والقيلولة ـ واستعمل صلاح كلمة المقيل للدلالة على القَيْل. فقد

    جاء بها مناحة واستعمل فيها عبارات البكاء التى نبكى بها ـ

    عليّ شريك النضال على رفيقى

    ويا خندقى في الحصار ويا فرجى وقت ضيقى

    ويا صُرَّةَ الزاد تمسكنى في اغتماض الطريق

    ويا رَكْوَتى كعكعت في لهاتى وقد جفَّ ريقي

    عليُّ ذراعى اليمين على خريفى

    ونيلى وجرفى وبهجة ريفى

    ولا يخفى أن خندقى في الحصار " مأخوذة من خبر السيرة وغزوة الأحزاب في السنة الخامسة من

    الهجرة.


    ذهب صلاح رحمه الله إلى غانا مدرسـاً. وأحسب أن من أسباب ذهابه إليها قد كان بعض الإعجاب بيسارية

    قوامى نكر وما ودعوته الشاملة يرجو بها نهضة أفريقيا السوداء. وأحسب أن صلاحاً وجد في غانا

    شيئاً ترك فيه أثراً عميقا للغاية، زعزع عنده اليسارية العربية التى كانت أمراً مثاليّاً رائجاً في

    سنوات الخمسين والستين.

    الذى وجده في غانا هو إسلام غرب أفريقية ـ إسلام يختلط بالشخصية فتنصهر فيه وينصهر فيها. إسلام

    له اعتزاز يقاوم به تعالى العنصرية الافرنجية وغزوة التبشير الصليبى. إسلام فيه صوفية وزهد

    وبساطة وقوة وتحدٍّ. وراجع في أصوله لا إلى الفتوح وصراع الخلافة والشيعة والسنة والشراة لكن إلى

    أهل الصفة وأويس القرنى وسعيد بن المسيّب ومعروف الكرخى ورابعة العدوية وعبد الرحمن التكرورى

    وعبد السلام بن مشيس ومختار الكنتى ومقاومة التجانية والقادرية للغرب المستعمر المسترق.

    قال لى الأستاذ محمد المدنى الأمريكى الأفريقى في مدينة لوس أنجلوس 1982م في ديسمبر وكان ذلك في

    احتفالات المولد النبوى 1412هـ : ( أنا التمس اثبات نفسى ووجودها بالإسلام. لا التمس أى كسب

    سياسى أو اقتصادى. أريد أن أكون بشراً هو أنا، أحترم نفسى من حيث كينونة البشرية. يمكننى أن

    أكون بلا إسلام مليونير أسود أو أى شئ طبقى كبير أسود ولكن مع ذلك أكون أنا مسلوب البشرية.

    بالإسلام تكون بشريتى موجبة ).

    هذا الإيجاب لبشرية الشخص محسوس ملموس في إسلام غرب أفريقية. ولما ثار بعض المستعبدين السود في

    أمريكا الجنوبية في منتصف القرن الماضى ثورة مفاجئة، وكانوا من أطوع العبيد وأصبرهم على

    العمل، استغرب سادتهم. ثم اكتشفوا كتابات يديرونها بينهم على ألواح واستشاروا فيها الكنيسة

    فأخبرهم الفاتيكان أنها كتابات تعاليم صلوات اسلامية وان الصوّاب من التصرف هو التخلص منهم حالاً

    وبسرعة بإرسالهم في سفن إلى شاطئ غرب أفريقية. وكان السلطان محمد بلو وأصحابه يطمعون أن يصل

    الإسلام إلى شاطئ بلادهم الغربى ولكن كانوا يعلمون أن هناك سفن النصارى بنيرانها وسطوتها ـ فقد

    أرسل الآن النصارى رقيقهم المسلمين إلى نفس الشاطئ ليتخلصوا منهم ومن دينهم.


    لا أشك أن صلاحاً رحمه الله تأثّر بروح هذا الإسلام وقوته غير المتكلفة التى أحسها في غرب أفريقية.

    الإسلام عندنا في السودان قوى وبسيط وإنسانى المساواة. ولكن جاءنا إسلام حضارى معقد من طريق

    محمد على باشا ومن طريق مذاهب مختلفة الاهواء في بلاد الشرق العربى وغير العربى التى قال عنها

    رسولنا صلَّى الله عليه وسلَّم قبيل وفاته أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ) ووصفها عمر ابن الخطّاب

    لحذيفة بن اليمان رضى الله عنهم بأنها فتنة تموج كموج البحر.


    أذكر لمّا كنت بانجلترا أعد لدرجات شهاداتها أن منزل حركة الطلاّب في شارع غاور كان يعج

    باليساريين على مذاهب غرب أوربا وشرقها وبين ذلك. وكانوا كلهم ينصرون دعوة الصهيونية على

    شكاوى العرب بحجة أن العرب اقطاعيون متأخرون. وكان معنا طلبة من غرب أفريقية. فكان الميل إلى

    جانب بنى قريظة عندهم كما كان عندى أمرا منكرا. (من العجب أنه كما بلغنى من عالم بالأمر أن قد

    ولد قوامى تكروما صغيرا مسلما فى ناحية "كماسى" من ساحل الذهب واخْتُطِف ونُصِّرَ ومع ذلك يُسّرَ وهذا

    عند المبشرين لا يناقض الصليبية وصار عدوّاً لإسلام غرب افريقية وتأمر سرّا وجهرا ضد قادته وكان

    مقتل أحمد بلو وأصحابه هدفاً ـ ولكن هذا باب آخر لا أنصرف إليه الآن.


    رحمة الله على علي المك وعلى صلاح كليهما. آخر عهدى بصلاح في مربد بغداد أخر سنة 89م أو 88م ـ

    أذكر إشراق وجهه وحديثه الكريم المشجع المتفائل المناصر ـ كان ذلك آخر العهد به . وبعد زمان

    غير بعيد منه كانت وفاة على المك المفاجئة وموقفنا عند صندوق جنازته في مقابر البكرى.

    ثم بعد مدة غير جد طويلة وأقرب إلى أن تكون جد قصيرة قضى صلاح نحبه ولم ينتظر ـ وكنت أرجو أن

    ألم به وأحييه في بعض غدواتى وروحاتى إلى مطار باريس في طريقى إلى بلاد المغرب الأقصى رحم الله

    صلاحاً ـ

    شعره رنّان وقوافيه حسان قال رحمه الله :

    إن بى شوقاً إلى الشعر الذى أحمله رمحاً طويلاً ومجناً

    (( كربيعة بن مكدم ))

    ان بى شوقاً إلى القافية الحسناء كالصهباء أدنيها لكم دناً فدناً

    ناءَ شعرى بالذى كان حَمَل

    من رزايانا وأبياتى في المهد صبيّة.

    لصلاح نغم متين مستقيم رصين في بحرى الرمل والمتقارب والأول أكثر. وانتهى رثاؤه لعلى المك

    رحمهما الله بقوله :

    مضيت وخلّفت لى ترحـة *** كـأنْ للمنيـة عنـدى ثارْ

    وغوّرت في مهجتى فرحة *** إذ ما ذكرتك ذات اعتصار

    وهذى المرارات في شفتى *** كهذى الدموع الغزار الحرار

    وطيفك يخطر في مقلتى *** يُحَنْظِل حَلْـواى ليل نهـار

    وهذا هو النغم الذى أقبل الخليل على تحليله وفك طلاسمه معجباً مغرماً مفتوناً برنات التفاعيل

    فحسب ابنه إذ سمعه يرددها أنه مجنون ـ الشعر موسيقا العرب منذ الأزل القديم. حتّى قابيل حين

    قتل هابيل نسب إليه الرواة أنه رثي ابنه بقصيدة عربية.

    لعل صلاحاً رحمه الله تأثر ببعض نظم أستاذه كاتب هذه السطور وذلك إن صحّ مما افخر به وأتشرّف ـ مات

    لى أخ يدعى "حسنا" ابن ست سنين غريقاً وزعم الأستاذ الجامعى محمد يوسف مصطفى الواثق أنى أقمت

    له مناحات في دواوين شعرى . في أصداء النيل في طبعته الأولى 1957م : ـ


    حبّذا خبـز بركـدال ومُبْيضُّ اللَبَـنْ

    بَيْعُكَ الماضِىَ مِنْ عمركِ بالآن غبـنْ

    ولقد أحزننى أن خيط في الدارِ الكَفَنْ

    مثلما أحزننى أن قطف الموتُ حسنْ

    ودياب قرع الطبل فـدوَّى و رطـنْ

    والفتى المادِحُ قدْ رققَ صوتاً ولَحَـنْ

    وفي نافذة القطار ، طبعته الأولى سنة 1964م ص 146/147

    وقد تحدّر من عينى وقد قرأت

    كتاب منعاه دَمْعٌ قَطْـرَه سَخُنا

    إذ فارقته قريباً إذ يقـول لهـا

    لمّـا دعتـه ذرينى ألعَبَنَّ هنـا

    إذ كان يلعب حُرّاً إذ تربص لل

    عصفور إذ خَلْفه صِلُّ الردى كمنا

    يـا للأقدار !!

    كاد يسيل دمعى وأنا أقرأ في ( مرثية بعد قرابة خمسين عاما لطفل اسمه حسن ) في هذا الديوان

    الذى بين يديك أيها القارئ الكريم : ـ

    مات والأهل جميعاً في فرح

    بختانى ـ حسن لم يُخْتَتـن

    مات في يوم كَمَنْ

    شبح الموت له في الملعب

    جَرّه من يده قُدّامنا نَتْلاً بدائياً وقَحْ

    لم يُتحْ لى منه إلاّ حَسَوات

    شعـشعتنى ثم أْهْرِبق القدحْ

    أين حسـن

    أين حسـن


    قال تعالى : " كُلُّ نَفْسٍ ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة " وأقرأ "ودعاء الطفل

    المظلوم" .

    فهى مرثية للشفيع رحمه الله جعلها دعاء ابنه المظلوم

    يتيم من الضيم يبكى بكى وهو عارف

    بكى رافعاً يده رافعاً صوته غير خائف

    بكى قبل أن يتعلم إلاّ حروف كلمةُ بابا

    يرددها وهو ينظر بابا

    مضى الجند منه وفيهم أبوه

    إلى غير رجعة

    يردد ما ليس ينسى

    وفي العين دمعه

    رحمهم الله جميعاً ـ ونسأل الله العفو والرحمة والغفران وصلَّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه

    وسلِّم تسليما.

    عبد الله الطيب
    12 من جمادى الأولى سنة 1420هـ
    23/ 8 / 1999م







                  

04-24-2006, 06:00 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: حيدر حسن ميرغني)

    فوق من اجل محبي صلاح





    دكيورة بيان

    ووليد
                  

04-24-2006, 07:37 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: حيدر حسن ميرغني)

    لك التحية اخى حيدر حسن وانت تبث
    الدرر عن شاعرنا الفذ صلاح .. لقد
    اسعدتنا سعادة لاتوصف لا ادرى كيف اوصف
    ليك نفسى وانا اطالع مقال عبد الله الطيب حاجه كده متل
    كعك العيد او احلى شويه...اتمنا ان تواصل
    فى مدنا بكل ما يخص صلاح اكيد شكرنا وحبنا
                  

05-02-2006, 07:40 AM

وجدي الكردي

تاريخ التسجيل: 07-28-2005
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    وليد..
    تسلم
    عليك الله البوست ده خليهو فوق..
                  

05-02-2006, 11:48 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: وجدي الكردي)

    لك التحية عزيزى وجدى الكردى
    ولقد متعتنا بحوارك مع مريّا مارينو الكساندرو
    ونتمنا ان تمدنا بكل ماهو جديد ونحن فى الانتظار
                  

05-09-2006, 06:08 AM

وجدي الكردي

تاريخ التسجيل: 07-28-2005
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    يوم الاربعاء المقبل 17 مايو يصادف ذكرى الراحل صلاح
                  

05-10-2006, 11:12 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: وجدي الكردي)


    ليت المحبوب عبد السلام يكتب لنا مقاله السنوي في ذكرى صلاح

    وليته يبحث لنا عن المقالات القديمة

    وهنا أقول لحسين خوجلي

    اجعل من الوان في ذلك اليوم عدداً خاصاً

    وخبرنا بما كتبه المحبوب في السنوات الماضية وعلى ما أذكر انها كانت مفالات بطعم الحب

    ورائحة التراب ,شئ من صلاح أحمد ابراهيم ذلك السوداني السوداني وصاحب القلب المرهف

    ولك التحية وليد

    ود. بيان

    ووجدي الكردي

    وعبد الناصر

                  

05-10-2006, 01:47 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: القلب النابض)

    الاستاذة القلب النابض
    لك التحية وصادق الامنيات
    سوف اجلب مقال المحبوب السنوى فى زكرى صلاح
    وبكون متابع لى الوان واظن ان صلاح سوف يجعل
    من الوان الوان بهية فى يوم 17 ويدك معانا يا قلب
                  

05-11-2006, 05:18 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    جزء من مقالة لمنصور خالد عن الدكتور إحسان عباس

    الرابط هنا
    http://zaraf.netfirms.com/fiker/fiker11.htm

    Quote: وكان من ثمرة هذا الجهد ظهور ديوان «غابة الآبنوس» لصلاح أحمد إبراهيم ومجموعة قصص لصلاح وصديقه علي المك، ثم «غضبة الهبباي» لصلاح و«ديوان الصمت والرماد لكجراي». وكان إحسان يولي صلاحاً اهتماماً بالغاً ويقول فيه «معزته في معزة أولادي». لا عجب فقد كان صلاح أمير شعراء زمانه في السودان بلا منازع.

                  

05-13-2006, 03:31 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: حيدر حسن ميرغني)

    Quote: لا عجب فقد كان صلاح أمير شعراء زمانه في السودان بلا منازع.

    نعم نعم فلقد كان صلاح امير شعراء زمانه فى السودان وخارج
    السودان كمان
                  

05-16-2006, 06:30 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    17/5/2006

    الساعة 3 صباحا
                  

05-16-2006, 09:37 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    خطاب صلاح احمد ابراهيم لعمر البشير
    من طرف د/نجاة محمود
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخ الفريق عمر حسن أحمد البشير
    رئيس مجلس الإنقاذ الوطني
    الخرطوم
    تحية طيبة واحتراما_ وبعد
    أرجو ان اتقدم لك وللاخ الكريم نائبك بالشكر
    لما استقبلتماني به منحفاوة و تقدير وتواضع
    وأدب جم بما جعلني الهج بالثناء
    عليه كلما وافت مناسبة.
    واستطرادا للافكار التي طرحتها في
    لقلئنا الاول, ووفاء بوعدي بتقديم اقتراحات مكتوبة في لقاء ثان لم يكتب له ان يتم, شاكرا لكم تحديد موعد
    في جدولك المزدحم . ومن على بابك وما بين يديك كثير.
    هأنا- طمعا في اصغائكم الصبور, ولما رجوته منكم من سعة صدر وحلم, بحيث لا تؤخذ كلماتي إلا على أفضل ماخذ من إخلاص وصدق ومحبة وإخاء ورغية في المساعدة.و إن لم تسرّكم فليس المراد أن أسّركم
    بأن اغشّكم ثم ليس قصدي ابداً التقليل من شأنكم أو الإهانة أو الاستهانة حاشاكم وحاشاي.
    اتقدم اليكم بهذه الافكار والمقترحات, محاولة للتوصّل
    إلى مخرج صدق من صدام هو في نظري
    أت أت. مح جزء من الشعب أو جزء من الجيش أو تحالف هذين.صدام لا ضرورة له ولا جدوى فيه.
    على أنّه سيكون هذه المرّة مريرا
    والطائفتان في النار- اذ على ماذا؟
    وهذا سواء تم اقتسام السلطة مع جون قرنق أم لم يتم
    ولا اظن- لمعرفتي بمكر جون قرنق و بُعد طموحه-
    سيتم.
    هذه الافكار والمقترحات ربّما كانت هي التي حدت- بكملدعوتي للقائكم ولكنها بالتأكيد التي حدت بي لتلبية
    دعوتكم الكريمة رغم نظرة سؤ وريبة من بعضهم
    لأنني فعلت حيث ما كان ينبغي لي في نظرهم أن افعل
    وما همّني من يرضى أو يابى إذا كان ضميري
    بوصلتي, والله وحده من أرجو ومن اخاف.
    أن تصّرف أم الطفل الحقيقية- صاحبة الوجعة-
    في قصّة عدالة سليمان الحكيم حين قضى بإعطائه نصف الطفل المتنازع عليه لكل واحدة من الامرأتين المتنازعتين عليه , إشارة لنا بما ينبغي ان نفعل في مثل هذه المواقف وهذا ما جئت اسعى به
    لمن في يده مقاليد الحكم الان. ولمن ينازعه
    عليها بحق او بغير حق من هذا أو من ذاك لا يهم.
    أرجو ان تجد من الوقت والصبر وسعة الصدر ما يجعلك تقرأ كلماتي حتى الآخر فلعل فيها ما يحقن دماً
    وما ينبه غافلا, وما يجنب فتنة. وما يؤلف بين قلوب" فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنّه ولي حميم"
    ولعل فيخا ما سيبرهن على انّه خطوة عملية في طريق الحكمة والواقعية والرشد.فالتأريخ يلاحظ ويدون ومصائر الامم ليس تعلما في وظيفة, ولا ارتجالاً دون تحسيب العواقب. وفي جميع الحالات الله هو المطلع على الافئدة.
    الذي عرض الامانة على الارض والسموات والجبال فابين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه ظلوما جهولا.
    أهم الشروط لإعطاء جدوى لمصالحة وطنية كبرى:
    استطراد إذن لما طرحته في مقابلتي
    معك ايها الآخ الكريم بحضور نائبك الاخ الموقر
    ,الزبير, ولكيلا أطيل بالتكرار , ارجو تبيان الاتي:
    (1) السلام الزئبقي المستحيل
    (1) تنطلق الخرطوم- ايا كانت الحكومة التي فيها_ من منطلق خاطئ حيال جون قرنق ولكأنها تصرفات "غردون" حيال " المهدي" في حالتي دعوته المهدي للسلم او قتاله معه( وشتان بين ثائر حقيقي وبطل قومي من جهة. وبين ثائر مزيف من جهة اخرى وهو مجرد بيدق في يد قوى أجنبية
    تكيد لوطننا وتعمل على تغيير ملامحه لضمان مصالحها فيه في المدى البعيد)
    هذا المنطق الخاطئ هو أنها_ حكومة الخرطوم,سواء جاءت عن طريق الصوت الانتخابي او البندقية-
    تمثل الشرعية بينما يمثل الطرف الآخر" الخروج على الشرعية" يمثل " التمرد". هكذا تبدا مخاطبتها له" من فوق"تارة بدعوته للتفاوض معها "دون شروط مسبقة" وتارة بدعوته" لإلقاء السلاح"-
    دون ان تلقيه هي اذ تعتبر نفسها " الشرعية"
    مجسدة وتارة ثالثة بوعدهط ابلعفو العام عنه"
    وبينما هي في تعاليها وتوهمها هذا , يظل هو يهزمها يوما بيوم ويكتسب أرضا جديدة ويفتح جبهة جديدة.
    أمر مخيف بحق ولكنه حقيقي.

    (2)
    أمّا رده على ما تسميه حكومات الخرطوم المتعاقبة
    "مبادرات السلام" و "مساعي السلام"
    فهو التظاهر بالقبول مع تذييل قبوله بشروط
    تعجيزية مشبعة باحتقار واضح او مغلف.
    ثم يذكّر داعية السلام بان شرعيته هو نفسه مشكوك فيها , فهي إما جزئية و أو قائمة على اساس خاطئ
    , أو لا تزيد على ما لحركته المتمردة من شرعية
    سوى أن حركته كانت اسبق للتمرد بألاضافة الى كونها أوسع تاييدا وربّما احتراما ز بحيث تمتد الى الخرطوم نفسها سواء على
    شكل شخصيات مؤيدة وتنظيمات حليفة, او على شكل طابور خامس من العيون والايادي الجاهزة للعمل في لية لحطة أمر مخيف بحق ولكنّه حقيقي.

    (3)وحيث أن ميزان القوى بينه وبين حكومة الخرطوم , هو الذي يحكم حاجة جون قرنق الى السلام. أو الى استئناف الحرب. أو الى استبقاء حالة
    " لا حرب ولا سلم"

    يتبع
                  

08-16-2006, 08:01 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    فوق
                  

12-02-2006, 10:29 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    من اجل صلاح فليكن فوق
                  

12-03-2006, 02:19 AM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    تحيــــــــــــاتى
    اهدانى الاخ العزيز المحبوب عبد السلام قصيدة شين ودشن للشاعر صلاح احمد ابراهيم الله يرحمة ويغفر له ويجعله من اصحاب اليمين واتذكر كتب لى المقطع فى الشركة ووعدنى بالباقى مرة اخرى وحقيقى لما وصلت السوق العربى كنت قد لحنتها ورتبت القصيدة وبعد داك لاقيت المحبوب مرة اخرى واستلمت منه باقى القصيدة كما هى مسموعة من عقد الجلاد الان
    وكم هذه الاغنية قريبة الى نفسى وحقيقى بزلت فيها جهد كبير فى تلحينها وايصالها والحمد لله .
                  

12-11-2006, 06:15 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    صلاح احمد ابراهيم
    مساحة محجوزة
                  

12-18-2006, 09:36 PM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    يا منايا حوّّمي حول الحمى واستعرضينا وأصْْطَفي
    كلّ سمح النفس، بسّّامِ العشياتِ الوفي
    الحليمََ، العفِّّ ، كالأنسامِ روحاً وسجايا
    أريحيِِّّ الوجه والكفِّّ افتراراً وعطايا
    فإذا لاقاكِ بالبابِ بشوشاً وحفي
    بضميرٍٍ ككتابِّّ اللهِ طاهرْْ
    أنشُُبي الاظفارََ في اكتافِه واختطفي
    وأمانُ الله مِنّّا يا منايا..
    كلّما اشتقتِ لميمونِ المُُحيّّا ذي البشائْْر شرّّفي
    تجدينا مثلاً في الناس سائرْْ
    نقهر الموتََ حياةً ومصائرْْ
    هذه أجنابنا مكشوفةُ فليرمِ رامي
    هذه أكبادُُنا..لُكْْها وزغرد يا حقودْْ
    هذه أضلاعُُنا مثلومةُ وهي دوامي
    وعلى النُُطع الرؤوس
    فاستبدِّّ يافؤوس
    وادخلي أبياتنا واحتطبي
    وأديري يا منايانا كؤوساً في كؤوسْْ
    من دِمانا واشربي
    ___________________________________________________________
    العزيز وليد

    اسعد الله مساك ,,,

    ***

    أؤيد وأثني ,,,

    لتبقي تلك الروعة,,,

    وليتك تعود لهذا البوست بالجديد عن الرجل الرائع صلاح أحمد ابراهيم

    ولك الود والتقدير ,,,
                  

12-26-2006, 11:41 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عبد الناصر الخطيب)

    العزيز عبد الناصر
    تحياتى وحبى وشكرى
    ونرجو المتابعه والدعم
                  

12-24-2006, 01:45 AM

Dr Salah Al Bander
<aDr Salah Al Bander
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3073

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    صلاح أحمد إبراهيم ... تراب وعرق.. ونسيان
    مرور عشر سنوات على رحيل الشاعر والدبلوماسي السوداني صاحب «غابة الأبنوس»


    مرت عشر سنوات على رحيل الاديب صلاح احمد ابراهيم، وبقيت في ذهني بعض كلماته وعفار مواقفه وتدثرت ببعضها لقاءات متقطعة في العاصمة الفرنسية. في كل مرة قابلته فيها كان يحدثني عن تصوره المختلف ورؤيته المتفردة لاحداث السودان وحوادثه منذ صباه. كان قد زاد من تأجيجها في ذلك الوقت رسالته المشهورة للجنرال البشير التي اشاد فيها بانتصارات الجيش والدفاع الشعبي على «حركة تحرير شعوب السودان» في منتصف عام 1992. دافع صلاح وقتها عن فعله وعن تبرعه بخمسة آلاف فرنك دعما لجحافل الجهاد في جنوب السودان. لم استوعب تبريراته وتفسيراته ولماذا اقدم على ذلك، ولعل اكثرها يبقى الى اليوم خارج احساسي بها وقدرتي على النفاذ الى معانيها المستترة. ولكن اعادت الى ذهني ما قاله صلاح في عام 1986 وما زالت البلاد تتململ من التباطؤ في مواجهة تآمر سدنة الدكتاتورية المايوية ومن القيود التي خلفها انهيار نظام الجنرال نميري (1969 ـ 1985) وهو يتأمل في معنى حياته:
    «هنالك اشياء جميلة ضاعت تستحق الأسى. ضاع صباي

    ما استمتعت به كثيرا. لم يكن هناك كثير لهو. كان غبار

    وعرق وكانت اجتماعات تتلوها اجتماعات. ارهاق تراكم

    على ارهاق. اين مراهقتي؟ اين يفاعتي؟ اين لهوي؟ لقد

    قصرت في حق نفسي بل ظلمتها.. لكن حين اغمض

    عيني للمرة الاخيرة سأغمضها مغتبطا وانا اهمس لنفسي

    لقد اختار صلاح ان يقصر في حق نفسه من ان يقصر

    في ما رآه واجبه من ان يقصر في ما رآه حق شعبه وحق وطنه».

    قفزت هذه الكلمات، مع الكثير غيرها، الى خاطري وهو يسرع الخطى ويقدمني لأزقة الحي اللاتيني، حيث عايش فيها مهجره، ولعلي وجدت فيها مخرجا ما قد يتجاوز بها تجربته الشخصية كأديب وسياسي وانسان. خاصة وقد أكد قوله بعد ذلك قائلا:

    «كنت احلم بيوم خلاص الشعب ويوم تخفق راية اشتراكية

    حقة تقضي على الانانية والجور وينعم لها البائس والمحروم».

    فكلماته كانت دائما تقدم صورة لموقف سياسي ملتزم وحكمة قد تساعد عموم الناس على استيعاب معاني وقيمة ما قدموه خارج نطاق الندم والاحتجاج، بل التمرد على واقع مرير وايام خوال، ولكن تشعر بأنها تحمل في طياتها مرارة ورنة حزن عميق. وعلى الرغم من ذلك فإن رنينها ما يزال في اذني كأنها بنت الساعة، لقد قال صلاح «كنت احلم»!

    ولد صلاح في عاصمة السودان الوطنية أم درمان في الاسبوع الاخير من ديسمبر (كانون الاول) عام 1933، تحيط به اسرة ذات جذور تمتد الى شرق السودان، وعرفت بانغماسها في الفعل السياسي منذ اربعينات القرن العشرين. أسرة قدمت للسودان رجالا ونساء كانوا يحسبون دوما، وما يزالون، كطلائع لحركة البلاد الديمقراطية والثوروية. تخرج في كلية الآداب بجامعة الخرطوم في اواخر العقد الخامس من القرن العشرين وعمل اداريا وبالتدريس في جامعة اكرا في غانا خلال فترة حكم الرئيس نكروما، وعمل دبلوماسيا حتى اصبح سفيرا، وكان في آخر عقد عمره مستشارا لدى سفارة قطر بفرنسا.

    قدم صلاح خلال حياته للقارئ «غابة الابنوس»، و«غضبة الهبباي»، و «محاكمة الشاعر للسلطان الجائر»، وطبع نفر كريم بعد مماته ديوانه «نحن والردى» في عام 2000. كما نشر بالاشتراك مع رفيقه علي المك مجموعة «البرجوازية الصغيرة» القصصية، كما شاركه ترجمة كتاب «الأرض الآثمة» للمناضل الافريقي باتريك فان رنزبيرج. وترك المئات من المقالات السجالية الادبية والسياسية التي تزخر بها الصحف والمجلات العربية في المهاجر والمنافي الاختيارية.

    كان صلاح واعيا للمرجعيات الاجتماعية والثقافية والسياسية لأعماله. واصبح ذلك متضاعفا وفائق الحساسية تجاهه بعد فصله من الحزب الشيوعي السوداني في عام 1958. فقد كان حريصا على ان يكون مقدار الاهتمام بمساهماته موازيا لأجل فك طلاسم نصوصه واستكناه عتباتها المعرفية والاستمتاع بأبعادها الجمالية. ولم يتردد في ان تكون كتاباته مصدرا للخلاف كما هي مصدر للاتفاق حول قضايا تشغل بال اهل السودان وترتبط بعشقهم للديمقراطية والعدالة الاجتماعية. بل صارت منبرا يجتر فيه فواجعه السياسية. كما كانت اعماله تتعامل مع رمزية المكان ليس كمجرد بعد جغرافي، ولكن كحالة في التاريخ وارضية للتفاعل. لذلك اصبحت مدينة أم درمان، عاصمة السودان الوطنية، وتجربته الشخصية فيها، رمزا دلاليا عميقا في صياغاته الشعرية ومساهماته السياسية. وفي محيط اعماله يبرز دور الفكر اليساري في تشكيل وعيه بالحياة ومواقفه منها ورؤيته للتغيير وموقفه المتكامل اجتماعيا وسياسيا وثقافيا من القضايا التي شغلت جيله من مثقفي مرحلة ما بعد الاستقلال في دول العالم الثالث.

    ولعل نشأته في بيت عرف عنه التدين وحفظه للقرآن ومعرفته العميقة بتقاليد الشعر العربي ومدارسه وتتلمذه على ايدي عمالقة تدريس الادب العربي من امثال الدكاترة احسان عباس وعبد المجيد عابدين ومحمد النويهي وعبد العزيز اسحق وعبد الله الطيب، أهّلته لتكوين تراكمات معرفية مكنته من الانغماس في التجريب وارتياد غير المألوف من نظم الشعر والنثر وملامسة مدارس تجديدية في الابداع الشعري من دون وجل.

    كان ديوانه «غضبة الهبباي» قد خرج للوجود بعد عام من ثورة اكتوبر (تشرين الاول) 1964، بعدما يقارب الخمس سنوات من صدور ديوانه الاول «غابة الابنوس»، وحملت صفحاته جراحات الماضي وتوجساته من انتكاسة شعاراتها وازدواجية معايير من تعاملوا معها. ولكن حملت معها ايضا موقفه الدائم من البحث عن التغيير. وعلى حد قول احد نقاد ادب السودان، ان الديوان عبر عن ثأرية صلاح الناشزة وبطره السمح بالشعب ولخاطره السمح بفقراء الشعب. وكانت روح ذلك الديوان دوما هي عموده الاساس الذي ارتكز عليه في مخاطبة الديكتاتور وفي اي مكان:

    كمل كمل التقل ال جعلتو مصيرك

    واشرب من دم المظلوم تراه عصيرك

    في آية ألم تر كيف كان تبصيرك

    الديان أدانك وانت قايلو نصيرك

    يا خالق الخلوق خليها وقت ان ربت

    توصل اخرها، وعقب الخدود تتثبت

    لك المحبة والولاء يا شعبي العزيز

    وهكذا كان صلاح يردد دائما أن دون نظرة أمينة لما كان، لن تكون هناك نظرة ثاقبة لما سيكون. فقد كان حريصا على ان يؤكد ان جيلهم تميز ادبيا وسياسيا لأنه قدم انتاجا تحت تأثير استجابات فكرية مختلفة، واستخدم تقنيات فنية مغايرة ومنطلقات اسلوبية متباينة. ومن دون شك يؤكد ان الادب السوداني في كلياته يحمل خصائص مختلفة جذريا عن بقية الآداب العربية الاخرى، خاصة ان جذوره تمتد الى اعماق واقعه الافريقي بأبعاده كلها.

    في مطلع عام 1994 اجتمع اهل السودان واحباب الفقيد في بريطانيا لتأبين الاديب صلاح بمبادرة كريمة من الراحل خالد الكد. وتواصلت جموع التأبين في مدينة اصيلة المغربية وفي أم درمان، وواكبها اهتمام كبير من صفحات الثقافة والادب في الاعلام العربي. وفي كل هذه المحطات التأبينية ردد الحضور كلمات الشاعر صلاح احمد ابراهيم:

    بالله يا نجوم كيف حال اخوتي؟

    وكيف حال رفقتي، وكيف حال شعبي العظيم؟

    شعبي الذي احببته حب الذي عشقا

    كيف تراه الآن. هل تراه بات جفنه مؤرقا؟

    وهل تراه بات حبل شمله ممزقا؟

    وهل تراه بات في السجن القوا ومرهقا؟

    وهل تراه واجه النيران مثل كرري فاحترقا؟

    رحل صلاح احمد ابراهيم في يوم الاثنين 17 مايو (ايار) 1993، في المستشفى الاميركي في باريس اثر علة طارئة عن عمر يناهز الستين عاما، صرف اغلبها في المكابدة والحلم بالتغيير صبغت وجهه بحزن دائم. وترك خلفه ذكرى تضعه ضمن ابرز المثقفين العرب والافارقة في مهاجرهم ومنافيهم الاجبارية والاختيارية. وعلى الرغم من مرور السنوات فإنتاجه الادبي والفكري ما زال بعيدا عن التجميع والدراسة. وقد ذكر لي ان ذلك اصبح شغله وهاجسه في آخر مرة تقابلنا فيها في باريس قبل اسابيع من رحيله. حيث كان يعتبره شهادته للتاريخ وللاجيال القادمة. وقال لي كلاما لا يختلف في جوهره عن كلماته في مقام آخر:

    هات لي الابريق والكأس ودعني اتغنى

    إن بي شوقا الى القافية الحسناء كالصهباء أدنيها لكم دنا فدنا

    إن بي شوقا الى الشعر الذي احمله رمحا طويلا ومُجِنّا

    إن بي شوقا الى لهبة مصباحي اذا ما الليل جُنَّ

    واذا الباغي تجنّى

    لسلاحي .. لسلاحي

    كن مع الشعب فإن الحكم للتاريخ في الآخر. والفعل الشهادة.

    د. صلاح آل بندر - الشرق الأوسط
    مايو 2003 العدد 8943

    http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=19&iss...20إبراهيم&state=true
                  

12-24-2006, 05:20 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: Dr Salah Al Bander)



    ما اسعدنى فى هذا الصباح وانا اجد صلاح يكتب عن صلاح
    اصدقك القول دكتور صلاح باننى اتناول اى حرف كتب عن صلاح
    او كتبه صلاح بلهفه قد لا تختر ببال اعطيتنى اليوم دفعه قد اعيش
    على رحيقها فترة من الذمن فلك الشكر سيدى واتمنا ان تتحفنا كمان
    وكمان اى شى حتى ولو ونسه عابره او ضحكة اوصفها بالتاكيد بنكون
    سعدا بتخيل شكلها....نحن فى الانتظار
                  

12-26-2006, 11:40 AM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    طبعا حب صلاح الشديد للسودان دفعف لتاييد الانقاذ فى عز جبرونها عام 1991م و نبرع لها و كمان بالفرنك (الفرنساوى)
                  

12-27-2006, 01:59 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عوض محمد احمد)

    الف رحمة ونور على قبر صلاح في هذه الايام المباركة
                  

04-03-2007, 00:09 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: حيدر حسن ميرغني)

    فوق لعلى اجد اضافة جديدة عن صلاح
                  

04-26-2007, 01:51 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    up
                  

04-21-2007, 01:27 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    كتب الاخ
    ابوبكر يوسف إبراهيم


    مقدمة إجترار الذكيات والأحزان:

    إلى روح الصديق الراحل الشاعر/ صلاح أحمد إبراهيم.. قامته كما نخيل الشمال.. ثراء أخلاق و خلق مثله السافنا الغنية .. وطيب معشر كما ضوع الصندل .. وحزننا عليه بسواد الأبنوس!!... و كم أليمٌ فراقك يا صلاح.. تؤرقنا الذكرى دوماً حيث نجترك دوماً معاني وأغاني !!

    من سفر الأحزان : الحنين الثالث

    أحزان الأبنوس والصندل

    قبل أن ترتطم الفكرة بالأرض
    قبل أن تفوح رائحة الطين
    تجولت في سوق الوشايات
    أحمل ضياعي
    وأقتل نفسي
    أنا حواء وآدم
    أنا هابيل وقابيل أيضا
    نسل الخطيئة وزواج السوسن من بيت الطيوب

    لعلي هنا أو هناك
    لعلي في نسغ الصندل والأبنوس
    لعلي في طمي النيل أو قاع (السين)
    لعلي ريشة في جناح غراب
    أو ذرة مطمورة من رماد منجم فحم صيني
    لعلي بعضاً من فاكهة أفريقية أو من جذع شجرة في بنما
    لعلي ظلام يغطي القطب الشمالي
    أو نهار يشرق فوق المحيط الهادي
    لعلي من أسلاف مغول
    أو من نسل قاتل روماني

    قلت لعلي من أسرة يهودية
    أو عائلة بوذية
    أو من بقايا الهنود الحمر
    أو من كاهن هندوسي

    من يثق بأن دمع العين لا يتغير
    وأن ريح الخريف لا تعبر كل أيام السنة
    من يضمن أن تراب المقبرة لم يسكن غيم شتاء
    القرن السابق لميلاد سقراط!!!
    لعلي من أمم كثيرة ورجال كثيرين
    لعل لي جدات روسيات وعمات اسبانيات

    وآثق أن مياه الخلق تدور بين الوديان والشهوة
    بين الحرير واللهاث
    واثق أن لغتي ليست جسدي
    وأن أصوات الطيور ليست غريبة عن حركة الريح والمطر
    لست اليوم
    ولست غدا
    لعلي كنت طائرا في زمن الفرس
    صليبا في عهد قسطنطين
    سيفاً في يد خالد
    أوكأسا في يد الخيام
    من يدلني عليٌ ؟
    قلبي ملئ بوجيب العالم
    خطواتي تأخذني لبيت النار الأول

    لست قادرا علي شتم كوكب المريخ
    لا رغبة عندي لانتقاد مسار الزهرة
    ولست حريصا علي وقف هبوب المغناطيس فوق عظام الأجداد الميتين

    معي ومضة من سلاح الإله مارس
    وقبس من نارك يا ( برميثيوس) صلاح
    ومعي آيات من القرآن
    مزامير من داؤد
    تراتيل من بولص
    ومقاطع من بوذا
    كلمات من عبد البهاء
    لست عارفا مطالع الفلك ولا مغارب الخلق
    بدأت أعتاد الدهشة
    وأتجلي في مراياي!!!!

    أعرف من لا يعرفني
    وأخي الذي لا يمتُ لي بصلة ولم يسمع باسمي من قبل
    أختي من قفقاسيا
    وعمتي من يونان( باخوس والأولمب)
    ربما وشم صوتي الاتراك
    أو هذَّب وحشيتي البحر
    ربما ولد مني مزارع فرنسي
    أو سياسي مخادع في ايطاليا
    ربما جئت من تراب لوس انجلس
    أو من طين أثينا
    من يعرف تاريخ جسدي قبل ألفي سنة
    من يملك بيضة الرخ في يده
    من يدلني عليٌّ؟

    لعلي لست أنا
    لعلي لست أنت
    لعلي هنا او لعلي هناك
    لعلك أنت مني وأنا من ثري المريخ
    لا أنكر صلتي بزيوس
    ولا أقر بدمه في عروقي
    لا أطعن في صحة النهر ولا أخبئ البحر في خزانتي
    سلالتي الريح وعنواني المطر
    يا صلاح

    (عدل بواسطة waleed500 on 04-21-2007, 09:51 PM)

                  

04-21-2007, 09:56 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    عن صلاح يكتبون
    كتب الاخ احمد حماد ادريس فى بوست الاخ ابوبكر

    حذار ان تعيش للموت بل مت من اجل الحياة كيف تنجح ان لم تذق مرارة الفشل -لاتدع قلبك يرتجف امام القيود فالقيود تشد الاجساد لا الارواح ..بهذه الروح كانت مواقف صلاح كما كانت كتاباته تثير معارك ضارية ..كان صلاح من ذلك النوع من البشر الذين يقدمون المثل كان ينظر الى نفسه كاخر محض ..فهو يطعم نفسه فى منظور معرفة الذات حينما يعرف نفسه وحياته على ان تقوم مقام ضرب المثل -كان يرى انه يجب ان يعلم الاخر تقدير نفسه عبر هذه المثل ..ومن هنا كان الدافع الاساسى لدى صلاح للكتابة اصلا فهو ليس رومانتيكيا يسعى للتعبير عن نفسه ليكون مثالا مرئيا وحياتا جديرة بان تعاش وجديرة ان تحتذى ..

    نشا صلاح فى بيت علم ودين ثم انتمى للحزب الشيوعى اذن هذه شخصية تبدوا للمتعجل فى حكم الامور انها متناقضة والحقيقة هى فى تركيب الشخصية السودانية المتدينة ذات خصائص شكلها الاسلام - الشجاعة الشهامة الاقدام الحرية نصرة الضعيف اغاثة الملهوف الايثار نكران الذات الزهد الخ ..كان الاستعمار جاثما على صدر الامة لهذا اعتنق صلاح الفكر الاشتراكى حتى ياخذ منه وسائله فى الكفاح ضد الخنوع والتخلف بكل صوره ..كان وجدانه الاسلامى نقيا لهذ ير البعض ان صلاح كان متنازعا مشتت الوجدان مضطرب المواقف ممتلئا بالمرارات كمعاصره صلاح عبد الصبور الذى مزقه النزاع الحاد بين يساريته ووقوفه القوى مع السادات ابان فترة التطبيع مع اسرائيل .

    عندما استعر الخلاف مع الحزب فى ستينيات القرن الماضى وانتقلت المعركة من الدهاليز الى صفحات الجرائد قام الحزب بسحب امينه العام وزج برئيس تحرير جريدة الميدان عمر مصطفى المكى للحلبة ..كان صلاح يرد بضراوة ويقول اننى لا اخشى شيئا ولا اخاف من شىء وساكتب اعترافاتى التى ستبين كل شىء .ان عبقرية صلاح الفنية مصنوعة من التحدى وهى تعمل بكل طاقاتها عند المواقف الصعبة وفى هذه الظروف العدائية القاسية كان صلاح يكتب اجمل مقالاته واعذب شعره..

    كان يتكلم باناقة ويتصرف باناقة ويغضب باناقة ولشدة رقة طبعه كان ضنينا فى النصح خوفا من احراج احد ..وهو شاطر فى الهروب من كلمات المديح ويخاف من عبارات الثناء ولاتهمه مصطلحات التمجيد ..قرر صلاح مبكرا ان لايكون اى شىء اخر فى الحياة غير شاعر له عالمه الاكبر الفضاء الادبى الفسيح والعطاء فيه بلا حدود وله عالمه الاصغر حوارى ام در ونفاجاتها وذكرياتها التى لا تنضب وعالم الوظيفة الذى يعيله ويمكنه من الاستمرار فى الحياة والعطاء ..دخل هذا الاطار ولم يخرج منه الى اى مكان اخر .الى اى ملجا اخر .الى اى مهرب .الى اى محفل اجتماعى .الى اى هتاف -لقد فضل عالمه المثلث البسيط الذى احتمى به من الناس ومن الضياع ومن الهباء ومن البدد ..بنى داخله سوره العظيم ديوان بعد اخر وعمل ادبى بعد عمل لا سيارة ولا عمارة لا كنز لذهب او فضة -فقط سيجارة فى اليد واخرى فى العلبة والاستمرار فى وظيفة مثل اى مامور فى الارض.. ونواصل
                  

04-21-2007, 10:43 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)
                  

04-28-2007, 02:38 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    ويكتب ابوبكر يوسف ابراهيم


    باتريس لوممبا - (الكنغو البلجيكي يو ذاك)، هل تذكرتم عملاء الإستعمار أمثال كازابوبو وتشومبي وآخرين تآمروا مع المستعمر ليستشهد باتريس لوممبا.. ذاك من قال فيه صلاح أحمد:

    كما تذبح خرفان الضحية
    ذبحوه وحديد القيد ما زال في رسغ الشهيد
    مطبقا..
    ثم عادوا وقالوا لوممبا اختفى
    وكفى!!
    مات ، ولكنه صار أقوى منه حيا

    إن ما فعله الإستعمار الغربي بأفريقيا وأهلها يحتاج منا ألف وقفه وعميق تأمل.. المفارقة هو نفسه الذي يتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. هل تجرؤ الدول التي إستعمرت الدول الأفريقية في أن تتقدم بإعتذار واضح وصريح عن جرائمها وأن ترجع ما نهبته وأن تعوض الأفارقة عن الفظائع التي إرتكبت.. روى لي صلاح عن قصة الهندي والباكستاني و الجامايكي الذين أجريت معه مقابلات حين كانت بريطانيا تحاول أن تقنع المهاجرين إليهابالعودة إلى ديارهم فكانت اللقاءآت التالية:


    مقابلة مع الهندي::

    - ?why you are here
    - !!Because you were there


    مقابلة مع الجامايكي:

    - When are you going back to Jamaica
    - No way, I will not go back
    - why
    - GB & Jamaica are commonwhealth members, seondly GB(Great Britain) is a nice place to live
    in, even you can stay idle & goverment pay you money


    مقابلة مع الباكستاني:
    -? when are you going back to your country
    - yeah, very soon
    - ?when, exactly
    - When my children gets graduated from the Universities
    - ?In which educational stages are they
    - In kindergarden one &two


    حتى في داعبته كان أنيقاً !!
                  

04-29-2007, 07:15 AM

عواطف ادريس اسماعيل
<aعواطف ادريس اسماعيل
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 8006

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    أخي العزيز وليد !!!

    معزتي ,,,

    استطعت وبجدارة أن تضرب الوتر الحساس فينا ,, فمن لايحب صلاح ليس بالضرورة أن يكون محبا للسودان

    لأن صلاح هو السودان بكل عنفوانه وألوان طيفه ,, صلاح هو الحب ,, الثورة ,, الأهل وأالأحبة ,, لقد

    أحببناه حيا وميتا رغم أن أمثال صلاح لا يموتون لأنهم يعيشون في حنايا الفؤاد وأعماق الذاكرة ,,

    لقد كتب صلاح قصيدته الشهيرة مرثية علي المك وكان يشعر بدنو أجله حين قال أنا المقصود بالمنية

    لا أنت أرجو أن تجد هذه القصيدة طريقها إلى هنا ,, شكرا وليد على هذه اللفتة الجميلة ,,
                  

05-01-2007, 11:29 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: عواطف ادريس اسماعيل)

    تحياتى استاذة عواطف

    نعم ..نعم...نعم

    صلاح هو السودان بكل عنفوانه وألوان طيفه ,, صلاح هو الحب ,, الثورة ,, الأهل وأالأحبة


    شاكر تواجدك هنا استاذة عواطف وفى انتظار كل ماهو جميل عن الراحل
    المقيم صلاح احمد ابراهيم.......
                  

05-03-2007, 00:31 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    تحياتى اختى عواطف واهديك

    الراحل صلاح أحمد إبراهيم (ديوان نحن والردى)


    مدينته الآدمية مجبولة من تراب

    يتنطس أسرارها

    واثب العين منتبه الأذنين

    يحدث أخبارها

    هل يرى عاشق مدنف في الحبيب

    أي عيب؟

    مدينته البدوية مجبولة من تراب

    ولا تبلغ المدن العسجدية مقدارها

    تتباهى على ناطحات السحاب

    بحي سما أصله لركاب

    فاح شذى من "على"

    ***

    حين غاب

    جرت وهي حافية، في المصاب

    تهيل الرماد على رأسها باليدين

    تنادي على الناس: وآحسرتا ويب ويب

    فقدنا الأديب،

    فقدنا النجيب،

    فقدنا اللبيب،

    فقدنا "على"

    ***

    فقدنا الذي كان زين المجالس، زين الصحاب

    فقدنا شهامته، وفقدنا شجاعته، وفقدنا

    شهادته، وفقدنا

    كتابته، ودعابته،

    والحديث الطلي

    حسرتا، ويب لي، ويب لي، ويب لي

    ****

    حين قيل لها بانتحاب،

    استرد الوديعة صاحبها، استحملي!

    ذهلت في المصاب

    تتمتم: يا رحمة الله لم تبخلي

    لمن دونة أعطيات، فكيف وهذا "على"

    حنانيك كوني دريئته في الحساب

    ومغفرة وثواب

    وبشي مرحبة بالملائك عند الأرائك

    بثي الزرابي للمقبل

    وقولي له: أدخل

    يبر بك الله في الكوثر المستطاب

    قسم الأشعث الأغبر المستجاب

    بكى رافعا كفه: يا كريم الجناب

    بحق جلالك .. أكرم "على"

    ***

    على!

    يا أخي، يا شقيقي

    على، شريك النضال، على رفيقي

    ويا خندقي في الحصار، يا فرجي وقت ضيقي

    ويا صرة الزاد تمسكني في اغتماض الطريق

    ويا ركوتي كعكعت في لهاتي وقد جف ريقي

    على .. زراعي اليمين، على خريفي

    ونيلي، وجرفي، وبهجة ريفي

    "على" تتمة كيفي، وسترى في أقرباي وضيفي

    "على" إنطراحة وجهي في الاكتئاب

    وشوواري إن عدم الراي، يا عوضي في الخراب

    ألا اين أنت أجبني، اتسمعني يا "على"

    اتسمع احبابك الأقربين تركتهم للمكان العلى؟

    ألا اين ليلاتك المائسات، وأين زياراتك الآنسات

    وأين ائتلاف الثريا، وأين انطلاق المحيا.

    وأين اندفاق قوارير عطرك في المحفل؟

    تشاغل "مخ" وعلاء، وعبدالعزيز،

    وبعد صلاة العشاء "أبا سمبل"

    وتحكى نوادر من "سينة"، وتحكي أقاصيص عن "صندل"

    وأنت تغني، وأنت تقلد هذا وذاك، وتنعشنا بالحديث الأنيق

    تدير على المجلس للندامى، بحلو لسانك كأس رحيق

    وما كنت إلا السماء تمشت عل الأرض هونا،

    يمازحها ويناديك في ألفة وبلا كلفة:

    يا على!

    يا على!

    كادح في الفريق

    ***

    " على!"

    يا خدين الصبا، يا شهي الجواب

    ويا توأم الروح، والامنيات رطاب

    اتذكرنا مفلسين نفتش عن "منص" يسعف،

    والشهر في الأول؟

    تقوم سيمسكنا بحديث طويل، ولكن سيكشف ثانية للحساب

    و"منصور" ذو نجدة وسخاء، اذا ما قصدناه لم يخذل

    فهيا بنا ودع الأمر لى

    ***

    "على"

    يا "على"

    أتسمعني يا "على"؟

    أتذكر: أين فطورك؟ "أنت وتوفيق تتهماني"

    بأن ليس ذلك للمأكل

    ولكن محاولة لاقتراب

    أقول: ألا خبتما خبتما، فهذا كذاب

    ونضحك رقرق بللورنا - ليس بين الصحاب

    خبيث طوايا، ولؤم ارتياب

    وما استوجب الشك بعض ملام، ولا الاتهام العتاب

    ولكن معابثة قربتنا، كم نظم الخيط در الحلى.

    "على" أجبني: أهل بعد موت

    التقيت بتوفيق في الملكوت؟

    وقلت لتوفيق زين الشباب

    فقدناك توفيق، لكننا ما نسينا نداوة تلك السجايا العذاب

    ولا خفة الدم، لا الخلق الشهم، لا الأريحية،

    لا المزحة الأخوية، لا صدحة البلبل

    ألا يا ابن عمي شهيد الوفاء، ويا جمل الشيل.

    جم الأيادي، وكنت ببر خفي صموت

    رمتك المنية في مقتل

    وقد كمنت في طريق "أبى قوتة" و"قلي"

    فوا حر قلباه.. وا حر قلباه..من نازف في الطريق

    وللموت قهقهة سمعتها "القطينة".. غير مصدقة

    في دجى ليلها الأليل

    فأضمرت توفيق في الجوف جمرا تلظى حقيقي

    وكنت أبن عمي، وكنت صديقي

    ***

    و"عثمان" ظل الوفي الحفي..

    يؤازرني وأنا في احتراب

    ويدنو يسلسل ضحكته، فإذا عتماتي بطلعته تنجلى

    يعزز من عدتي وعتادي، يسدد من لكماتي القوية

    ويمضي كما جاء في لمحة كالشهاب

    يردد في كل آونة: "ظلموك صلاح"

    وأنت المبرأ من ظلمهم - أن هذا جلي.

    وكان يودك "عثمان" هذا الحميم،

    يبرك باللفتة الالمعيه.

    ***

    وكنت تراني الشجاع الذي وحده بشجاعته شكل الأغلبية

    وكنت تراني تحديت حتى كأن مقالي زحف سريه

    وقد كنت أنت - على- كذلك..

    ما بعتنني قط رغم توالي العروض الخفيه

    معي! ومعي! ومعي! ما تلفت أبحث عنك

    أقول اختفي صاحبي في المضيق

    معي! ومعي! ومعي! ما تساءلت في لحظة:

    أين زاغ رفيقي

    وكنت أعدك ذخري، إلى أن سمعت أخي من وراء المحيط

    أخي "الكابلي"

    يصيح، ولم أتعرف على صوته من بكاء:

    صلاح فقدنا أخاك، فقدنا أخانا، فقدنا "على"

    فنبهت نفسي: أرى طائر الموت حوم فوقي

    وحان الذهاب

    فما طعم عيشي بعد صديقي؟

    لقد كان عهدا وضيئا هنيئا جريئا، على رغم طارقه المبتلي

    وها اندلعت فيه نار الحريق

    فيا ويب لى، ويب لي! ويب لي!

    وهل يعذرن الشجي خلي؟

    ***

    وحين احتفينا بعشرينك الزاهيات أهبت:

    أيا شاعر القوم اطلق لهاتك..

    تطلق قوى العزم والحزم والأمل

    همست: بلى، لي مجاجة شهد مخبأة لك بين الهدايا،

    وإن لم تذكر، ولم تسأل،

    فهاك "على":

    "عقدان كعقدين على جيد صباك

    فامدد للنجم، النجم النائي - يمناك

    وافتح أزرارك قميصك مقتحما

    دفعات الريح عوت تتحداك"

    بذاك انتشينا، فيا لاعتداد الشباب

    نؤمل ننقع عطشتنا بورود السراب

    وهيهات!

    نغفل، والموت ثعبانه منطو يتربصنا وهو لم يغفل

    تناوم، ملمسه الناعم دافئ يسبل الجفن في كسل

    بينما اهتاج بالسم ناب

    وغالك - يقصدني بالأذية، لا أنت،

    فالدور - أن صح إمساكه للحساب - كان لي.

    ***

    مدينته الآدمية مجبولة من تراب

    مدينة كل الأحبهم: البسطاء وصفوتها المبدعين

    تمنى له قدلة - حافيا حالقا - كالخيل

    يطوف ها بين خور ونيل

    يقطع أنفاسه زفرات، ليغمض عينيه بعد قليل

    بعيدا عن الأهل، في وحشة واغتراب:

    آه أنا، آه آه، أنا آه آه، أنا أنا آه

    "عزه" في هواك

    "عزه" نحن الجبال

    ولليخوض صفاك

    "عزه" نحن النبال

    "عزه" ما بنوم

    الليل محــــال

    وبحسب النجوم

    فوق الرحال

    خلقه الزاد كمل

    وأنا حالي حال

    متين أعود أشوف

    ظبياتنا الكحال

    وما عاد إلا ليرقد في حفرة جمعت عاشقين:

    "عليا" شهيد صبابته - وتراب الوطن

    يمد لمن عاش في شغف حبه - قلبه باليدين

    صدقنا لك الوعد فعل الصدوق الأمين

    ولم نتقاض عليه ثمن

    فكن حافظا للجميل

    فكن حافظا للجميل غدا،

    يا وطن!

    ***

    حبيبته البدوية ذات الإهاب الحسن

    سلبت منه نومه

    يرى في الظلام غدائرها التمعت، وهو يرعى نجومه

    يطوف بها في الهزيع الاخير .. ويطلق حنجرة من "كرومه"

    يا ليل.. ابقى لى شاهد .. على نار حبي وجنوني .. يا ليل!

    طريت "الناس" "ووناسه"

    طريت "ام در" حليل ناسها

    كيف أسلاها واتناسى

    ومفتون بظبي كناسها

    يا عزه" الفراق بى طال

    وسال سيل الدمع هطال

    يا عزه"!

    ***

    حبيبته من تراب

    مبجلة عنده: بشرا، وضفافا، وبوابة قباب

    من "فتيح" إلى "الجبل"

    وها آب نعشا بغير حراك، تشيعه وتهيل التراب

    تعض بنانا عليه خضاب

    وترقص بالسيف، حازمة وسطها:

    ويب لي! ويب لي! ويب لي!

    وهذا شريك ضناي "على"

    يدلى لحفرته من عل

    ويهال عليه التراب

    ويب لي! ويب لي! ويب لي!

    فجزي قرونك، لا تستحمي

    ولا تفركي الطيب في أذنيك،

    ولا تدلكي ساعديك،

    ولا توقدي "الشاف" في حفرة ولا تحبلي

    ***

    على

    يا "على!

    يا على!

    أناديك - هيهات- في صرخة والتياع

    أناديك في كل ناحية، أناديك في كل ساع

    نداء التي ولغت في دماء جناها الضباع

    الوداع الوداع "على"

    أمت بعيدا هناك، وفاء "ربيعة" في التل مرتكزا باليراع

    أم "فرشت" إباء "الخليفة" إذ لم يعد في عجاج الصراع

    سوى ميتة البطل؟

    وانتهيت يجلل منك الجبين الفخار

    وقد ضفر الشعب لاسمك بين الجوانح إكليل غار

    الوداع! الوداع! الوداع!

    فقدت الصواب "على"

    غفر الله لي

    ***

    مضيت وخلفت لي ترحة

    كأن للمنية عندي ثار

    وغورت في مهجتي قرحة

    إذا ما ذكرتك ذات اعتصار

    وهذي المرارات في شفتي

    كهذي الدموع الغزار الحرار

    وطيفك يخطر مقلتي

    يحنظل حلواي ليل نهار

    الوداع، الوداع اخا مقتي

    فما لي وقار وما لي اصطبار

    ويا موت خذ، يحزن القلب أو تدمع العين لكن لنا ثقة في البديل

    وشرف بلا حرج، من تخطفت يا موت صار

    بسيرته، وسريرته، وعطيته: قدوة للصغار

    منارة جيل، وجيل، وجيل

    ***

    ألا ولكل امرئ أجل ثابت وكتاب

    فأما حياة مهذبة تستحق، سمت وامتلت كالسحاب

    وأما طماعية ومدافعة جلفة كلهاث الدواب

    فما أسهل الاختيار

    وما أصعب الاختيار

    فنم هانئا يا أخا ثقتي، فزت في الاختبار

    والسلام عليك أخا رحلتي، السلام عليك وراء الحجاب

    وشهيتني في المنية، سيفي يهفو إلى ضجعة في القراب

    السلام عليك انتظرني، فما لي غير عصا وعليها جراب

    السلام عليك، السلام عليك، على!

    السلام عليك صديق الجميع

    السلام عليك حبيب الجميع

    السلام عليك أثير الجميع

    السلام عليك إلى أبد الآبدين "على"



                  

05-03-2007, 11:19 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا اعرف أحداً يحب السودان مثل صلاح (Re: waleed500)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de