دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق...
|
منذ ايام والبورد لا شغل له غير قضية الطفل الذي قيد ليبقى في الخلوة وكثر
التحدث عن القيد ومحاكمة الاب والشيخ به..
طبعا الناس البتنظر الما عندها اطفال دي....
اتخيل ان ولدك ترك المدرسة ثم ترك الخلوة وصار يتشرد في شوارع المدينة الخطرة جدا... ماذا ستفعل كاب؟ هل تتركه ام تفعل مافي وسعك؟ وما هو هذا الوسعك؟
هل وضع هذا القيد حبا او كراهة؟ هناك فارق كبير بين ان تقيد طفلك لانك انسان غير سوي وسادى او تقيد طفلك..لانك تحبه...وتريد مصلحته.. كم من اب وضع في مفترق طرق ولم يجد الا ان يفعل شيئا يحمي ابنه من نفسه.. اعرف اب بلغ في ابنه الذي يتعاطي المخدرات بعد ان حاول ان يساعده ولكن الولد مستمر فخشي عليه من الموت.. فاخذه الى البوليس بصورة طوعية وقلبه يتقطع.. علهم يصلحون حاله... وهذا خيار صعب.. وفي فلم Get on the Bus وردت هذه المعلومة حيث كان هناك اب يربط ولده بجنازير لانه لا يستطيع منعه من الذهاب مع عصابة.. وقد امرت المحكمة بان يربط الى والده ليحرسه... كما ورد في تعريف الشخصيات هذا الفلم عن المسيرة المليونية وصور عام 1996
Quote: Evan and Evan Jr. (Thomas Jefferson Byrd and De'aundre Bonds), an estranged father and son who are court ordered to be shackled together after Junior's arrest for petty theft |
http://en.wikipedia.org/wiki/Get_on_the_Bus
ماذا ستفعل كاب اذا بأتت كل محاولاتك بالفشل في ان يذهب ولدك الى المدرسة ثم الخلوة؟ او اذا رفض ولدك ان يستمع اليك وتابع رفقة السوء؟
ضع نفسك في هذه الدايلمة الاخلاقية..وجاوب بصراحة الى اي مدى ستصل في حماية طفلك من نفسه؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
كم من والدين وجدوا انفسهم في هذه الدايلمة... جبرهم على المر الامر منه... وكم من ابناء تركوا جادة الطريق وحسروا قلب والديهم...
في السودان يحسب الوالدين الابناء من ثرواتهم الخاصة ويعدونهم استثمار لكبر لا يرحم فيه الا ابن بار فتخيل ان ابنك هذا الذي تحبه وتريده سندا يصاحب صحبة السوء ويمشي في الضلال ويضيع مستقبله. هل فقط ستكتفي بترديد النصائح التى تقع في اضان طرشة... ام ستتخذ موقف حازم..ليعرف الولد الطريق السوي..
وهل يمكن لانسان ما اي انسان ان يكون أحن على الطفل من والده؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
Quote: قبل ده اخته ضربتها عربية جابوها ليها ميته |
هذا هو بيت القصيد.. عندما يموت الطفل بمرض عادي يكون هناك هذا الاحساس بتاع البلدغو دبيب بيخاف من جرة الحيل.. خاصة الوالد الشقي.. اذا مات طفلك في طريق المدرسة تتمنى الا يذهب بقية اطفالك الى المدرسة..وهناك قصص كثيرة عن امهات يرفضن ان يهذب الاطفال الى المدرسة.. عندما انجبت طفلتي الاولى كان لديها ثقب في القلب.. دائما اصاب بهستريا بعد بقية الولادات والح واصر على فحص القلب.ز رغم معرفتي التامة ان ظروف تلك الولادة لم تكن عادية ولذلك اتى ذلك الثقب اللعين ولكن برضو الحاح واصرار وصراخ افحصوا القلب افحصوا القلب.. لدغة الدبيب في الجنا اصعب الاشياء.. لا منطق لها... فهل يمكن ان يكون هناك شخص أحن على الولد من والده؟
كيف نقدر مقياس الحذر ونتائجه دون النظر الى الفعل بصورة موضوعية بعيدا عن العواطف والمزايدات؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: Deng)
|
Quote: شيخة الظلام.بيان.
واضح جدا الاب ده عنده مال ووقت كافي. بدل ما كان يمشي يتزوج واحدة تانية كان من الافضل له أن يقضي هذا الوقت مع أسرته الاولى وأبنه. وأن يستفيد من أمواله ويرسل أبنه الى مدرسة عادية. دي مسخرة فاضية بتاعت رجال غير مسئولين. |
يبدوا يا ماي فرينك بروم جنوف انك ما متابع لقد رفض الطفل المدرسة العادية وبقية اخوته يدرسون في مدارس عادية.. لو تزوج الاب او اتخذ له عشيقة مسؤول او غير مسؤول او غير مسؤول.. هل هناك من يكون احن على الجنا من والديه؟
لقد تكرر هروب الطفل وخاف الوالد عليه فقيده ليبقى في الخلوة بدل الذهاب الى السوق كما ذكر الوالد... اسع يا دينق لو عندك ولد بيمشي مع الناس الغلط وكل مرة بيقع في مشكلة واصلو رفض يسمع كلامك حتعمل ليه شنو؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: حتفها لأن الراهب الهندوسي المسؤول عن الطقوس الدينية داخل المعبد قال ان الطفلة يتلبسها شيطان
وان وجودها يهدد سلامة اهل القرية، وعندما طيرت وكالات الانباء الخبر تدخلت منظمات المجتمع المدني |
العزيز حيدر.. سلامات
لا يوجد مقارنة بين ربط طفل وتجويعه لان به لمس شيطان وبين طفل تم تقيده حتى لا يتحاوم في السوق ويصبح متشرد.. ماهي الخطوات الحضارية لطفل يرفض التعليم ويريد ان يكون متشردا؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: Deng)
|
د نجاة سلام
انا اعتقد انو المشكلة الاساسية مشكلة ثقافة كيف نستطيع تربية ابنائنا ؟
في الدين الاسلامي اهتمام كبير بالاسرة ودورها وتنميتها وكذلك في الكثير من الاديان وفي العلوم الاجتماعية الحديثة ايضا نجد الكثير من الارشادات التي يستطيع بها الاب والام تربية ابنائهم لكن المواطن عندنا في السودان تحيل ظروف كثيرة منها الاقتصادية والسياسية دون الاستفادة من هذه العلوم الدينية والدنيوية
في اكتر من جوانب يمكن تناولها في الموضوع ده بس بعيد من النفس الحاد البيتم بيهو نقاش الامر
انا متمني اليوم اليتم نقاش موضوع فيهو بروح هادئة بعيدا عن الانتمائات العرقية والسياسية في المنبر
وارشح بوستك ده ليكون البداية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: محمد حسن العمدة)
|
العزيز ود العمدة لاحظ الى مجتمعنا السوداني القائم على التراحم والتوادد ولاحظ لعلاقة الابناء والاباء... احيانا نحمل ذكريات قاسية لمعاملة قاسية من الوالد ولكن في النهاية نعرف انها كانت لمصلحتنا... فلا يوجد لدينا نوعية الاباء المرضى وان وجدت تجدها قليلة جدا.. ولاحظ ايضا كيف يعول الابن والديه ويبتني لهم منزلا يحرم نفسه من كل شئ ليوفر السقف واللقمة دون جبر... وانظر الى الغرب حيث الفردية هي الاساس.. تحكم الانانية علاقة الابناء بالاباء وبالعكس.. الطفل الغربي سجين ورهينة الى ان يبلغ ال 18 سنة ليحلق بعيدا.. نحنا عندما ننجب اطفال نجعلهم محور لحياتنا ونغير حياتنا لاجلهم.. ولكن في الغرب يكيف الطفل على حياة الاباء.. يمنح الاب حياته ويضحى من اجل اطفاله لدينا ولديهم هذا لا يحدث كثيرا.ز لدرجة يعملون الافلام التى تحكي عن الاباء الذين يضحون لاجل الابناء لانه امر نادر..
ولذلك ارى ان مجتمعنا مجتمع خير خاصة في امور العلاقات الاسرية..واتمنى الا يتغير.. واتمنى ان يدور حوار مفيد في هذا البوست بعيدا عن الهترشات التى تغرق المواضيع الهامة,, وشكرا ليك..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
يا بيان.
علشان كده الراجل ده بدل ما يقضي وقته مع زوجة ثانية كان من الممكن أن يقضي الوقت ده مع طفله. وزي ما أنتي عارفة يا بيان هناك أنواع مختلفة من الاطفال, هناك نوعية هادئة جدا ولا يحتاجون لمجهود كبير من والديهم بخصوص التربية والتعليم, وهناك النوع الاخر المتمرد الذي يريد عناية وجهد خاص. وده شء طبيعي في تربية الاطفال. يعني بدل ما الراجل ده يتزوج كان يقضي الوقت البقضيهوا مع الزوجة الثانية دي مع طفله.
دينق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: Deng)
|
Quote: وهناك النوع الاخر المتمرد الذي يريد عناية وجهد خاص. وده شء طبيعي في تربية الاطفال. يعني بدل ما الراجل ده يتزوج كان يقضي الوقت البقضيهوا مع الزوجة الثانية دي مع طفله |
.
عشان يا دينق نكون واضحين...
يخرج الاباء للعمل طول اليوم ثم يعودون في نهاية اليوم.. يعني يوجد غياب اذا تزوج مرة اخرى او لم يتزوج.. ونعم معك في انه يوجد اطفال لا يتكيفون مع الواقع وصعبين.. حتى لو كان الاب موجود طول الوقت هذا الطفل لا يحب المدرسة ويريد ان يحوم في السوق.. انت عندك صورة وردية عن الاسرة.. وانا معك الزواج الثاني عامل اساسي في تدهور العلاقات الاسرية.. كما كتبت مرة ان هنا بروفسورة كتبت ان لا يسمح بالزواج الثاني بناء على دراسة قامت بها عن الاطفال الجنح.. حيث اكتشفت ايضا التعدد يخلق بيئة غير صالحة بحيث يكون الاب " يارتايم" يجنح الاطفال واستخدمت في طلبها القاعدة الفقهية لا ضرر ولا ضرار وانا اتمنى ان يحدث هذا في السودان ايضا.. الا يكون الزواج الا باسباب حرجة
وموافقة الزوجة الاولى..
يمكن ان تكون مشكلة هذا الطفل غياب الاب.. ولكن امه موجودة واخوته يدرسون بصورة عادية. ولكنه استهوته حوامة السوق ولم يجد الاب بد بعد كثير من المحاولات الا ان يقيد في الخلوة لمصلحته الخاصة.. وليس كرها او عقابا.. وها ما اود ان الفت نظر الناس اليه ان التقيد هنا لم يكن عقوبة..بل حل لمشكلة هروب متعدد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
Quote: ماهي الخطوات الحضارية لطفل يرفض التعليم ويريد ان يكون متشردا؟ |
هل تم تشخيص اسباب رفض الطفل للتعليم؟
قد تكون هناك اشكالية في تكوينه النفسي
اذا اخضع لعلاج نفسي قد يتم التعرف على جذور المشكلة
ليس هناك طفل يرفض الذهاب للمدرسة في هذه السن دون وجود اسبابتدعو لذلك
حادثة الطفلة الهندية ما اوردتها على سبيل المقارنة وانما لمعرفة طرق علاج ازمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
مبلغ اهتمامي بهذا البوست يعود لمشاكل واجهتها شخصيا
حصل ان شردت عن المدرسة سنوات الدراسة في المتوسطة طيلة شهرين دون معرفة الوالد، كنت أقضي الوقت متخفياً في جلباب وأذهب للسوق الكبير لبيع الخضار او بالسباحة في الاتبراوي حتى موعد انتهاء اليوم الدراسي لاعود للمنزل وكأنني كنت في المدرسة.
ذات مرة صادف ناظر المدرسة والدي في المسجد اثناء صلاة العشاء وسأله عن سبب غيابي الطويل وعندها ادرك والدي القصة وعاقبني كالعادة بعلقة ساخنة وتدخل افراد (فاهمين ) من الاهل .. وعند استفساره سردت له اسباب الغياب:
* كان استاذ الرياضيات يسيئ معاملتي ، ضمن اخرين، بشكل جعلني اضربه امام الطلبة في الفصل لاعتدائه عليَ بالضرب ( بسوط العنج ) فقط لعدم استيعابي لحل مسألة رياضية، واصبحت زبون دائم لعنترياته كل صباح
* امرني بعدم حضور حصص الرياضيات اليومية.. ففعلت حتى صرت اخرم للبقاء خارج الفصل مما اغراني على الزوقان من بقية الحصص كلها
ولحل هذا الاشكال تقرر عقد جلسة في مكتب الناظر بحضور والدي (عليه الرحمة) وهذا الاستاذ لمناقشة الامر وتقرر ألا يقوم الاستاذ بطردي من الحصة مع الاحتفاظ بحقه في معاقبتي اذا دعت الضرورة لذلك على ألا يكون هناك تشفَي في المعاقبة نفسها
...... قبل حل المشكلة شاورني الوالد في امكانية العمل معه في الورشة (كان ميكانيكي) فرضيت بذلك لكن قبل مزاولتي للعمل تدخلت الوالدة ووصل بها الامر أن قالت لي (ما عافية ليك) لو تركت المدرسة جزاها الله ووالدي خير الجزاء لهدايتي واخواتي للطريق الصحيح فلولاهما ما كنا (نردح) حتى في هذا الفضاء مع امثالك يا دكتورة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: جزاها الله ووالدي خير الجزاء لهدايتي واخواتي للطريق الصحيح فلولاهما ما كنا (نردح) حتى في هذا الفضاء مع امثالك يا دكتورة |
شوفتا كيف يا حيدر؟ يعني ما قسوة بل محبة وعرفتها لهم مؤخرا... لزوجي صديق معه في الكلية حكى له قصة وكان متأثرا جدا
ذهب شقيقه الى لندن لتحضير وترك ابنته في رعايته.. وكان هو يخاف عليها كثيرا. ويصر على ان تكمل واجباتها ويجلسها الساعات لتقرأ واذا رفضت تقرا يمنعها القيام من الكرسي فتجلس وتبكي كثيرا...وتحول عمها الى شئ مكروه تتصل بوالدها وامها وتشكى وتبكي.. وكان العم يرفض ان تخرج من البيت الا في معيته او زوجته ويمنعها من زيارة صديقاتها والخروج معهن.. امتحنت الشهادة واحرزت درجات عظيمة زدخلت كلية الطب وتخرجت ونالت عدد من الجوائز.. وفي حفل التخريج طلب منها ان تتحدث ممثلة لفصلها.. شكرت الله ثم شكرت عمها وقالت له كنت دائما اكرهك واحسن انك تكرهني وانا هنا احمل شهادة وجوائز تفوق لا اجد من يرجع له الفضل غيرك حيث منعت عني شرور العالم والانغماس في حياة غير مرتبة.. وحفظتني من شرور نفسي شكرا لك...
تخيل لو ان والدك لم يهتم بحل مشكلتك ولو ان امك لم تقل لك ما عافية منك؟ اكيد في ذلك الوقت احسست بالضيق والحزن وربما تبادر الى ذهنك انهم لا يحبونك والان تشكرهم على حزمهم... والسماح بجلدك.. وارى ان والدك رجل واعي جدا رحمه الله واحسن اليه. .حيث حاول معرفة السبب..
واكيد ذلك الطفل سيشكر والده يوما على انه قيده..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
كتب الأخ ود إسماعيل
Quote: سادسا : قابلت بالأمس والد الطفل –الذي هو ولي أمره- و أقر أن التقييد جاء بناء على طلبه بل و إصراره على ذلك ، و أنه قام بذلك لأن إبنه –كما ذكر- كان غير حريصا على الدراسة في المدرسة و لم يكن منتظما فيها بل كان كثير الغياب ، و لم يبدي أي رغبة في مواصلة تعليمه ، فكان خيار الخلوة هو الأنسب (حسب وجهة نظره) و لما لم ينتظم إبنه في الخلوة أيضا و صار كثير التغيب منها ، و ضبط أكثر من مرة و هو يتجول في الأسواق : لذا كان التقييد الأسلوب الأنجع في تأديب الطفل و ترشيده (حسب وجهة نظره)
|
كتبت الأخت بيان
Quote: ماذا ستفعل كاب اذا بأتت كل محاولاتك بالفشل في ان يذهب ولدك الى المدرسة ثم الخلوة؟ او اذا رفض ولدك ان يستمع اليك وتابع رفقة السوء؟ |
أولاً كثير الشكر للأخت الكريمة بيان على هذا البوست المهم لن نستطيع فكاكاً من بوستات الأخ خالد بحر وبوستات الأخ العزيز الطيب البشير. أرجو سماحك لي أن أتجاوز سؤالك الصعب المباشر يا بيان لأبدي ملاحظة على ( المنهج ) الذي إتبعه معظم مهاجمي الخلاوي فقد إتفقت رؤاهم ( القطعية ) على رفضهم ( المطلق ) لتقييد الصبي دون أن يقدم لنا أحدهم حلاً ( عملياً ) لما كان من الواجب أن يفعله والد ذلك الصبي . فشهادة الأخ ود إسماعيل في وضوحها لم تترك مجالاً لتأويل . السؤال لا يزال قائماً ما هو الحل ( العملي ) الأمثل الذي كان يتوجب على والد الطفل تبنيه . عندما أقول حلاً عملياً فإنني أعني بصريح العبارة حلاً يمكن للأب وفقاً لظروفه وثقافته ووفقاً للوضع العام السائد في البلد أن ينفذه . بعيداً عن التهويمات وعبارات يجب وينبغي التي لا تشتري خبزاً إن لم تستند على الواقع . مصدر حيرتي أن معظم أصحاب عبارات الشجب والإدانة هم من أصحاب المذاهب السياسية التي يفترض ( نظرياً ) إمتلاكها لبرامج إقتصادية ، سياسية واجتماعية للتغير المنشود . ورغماً عن ذلك لم يتكرم علينا أحد برؤية متكاملة لحل مشكلة الصبي وفقاً لإمكانيات والده وبصورة ( لا تنتهك حقوقه الأساسية ) . كى نقدمها له ونقول له إن منهجك في محاولة المحافظة على إبنك من محاولات الهرب من البيت ومن المدرسة ومن الخلوة والذوبان دون تأهيل في الشارع العريض حيث الضياع ( الصحي صحي )، منهج خاطئ وهذا هو المنهج البديل . الحياة يا سادتي ليست أبيض أو أسود . إنها ( موازنات ) بين حسن وأحسن ، وبين سئ وأسوأ . هنا تجئ صعوبة سؤالك يا بيان ما الأحسن للصبي ولأهله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: عاطف عمر)
|
يا لجراحات هذا البلد...
يا لصعوبة العيش في هذه الدنيا...
يا لها من خيارات...
أحمدوا الله على ما نحن فيه من نعمة..
شخصياً لا أعرف كيف أختار...
لكن أشكرك لهذه اللفتة الكبيرة حيث نقلت الموضوع للمواجهة الاجتماعية الإنسانية البريئة من التسييس و التدليس و التسرع في توزيع الاتهامات و مطالبات الاعتذار..
تعالوا هنا شوفوا أبعاد الموضوع بدل اعتذر لي و أعتذر ليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: الواثق الصادق)
|
Quote: شخصياً لا أعرف كيف أختار... |
الاخ الكريم الواثق سلامات قال السيد المسيح رضي الله عنه اللهم لا تدخلنا في تجربة ربنا يحفظ اولادك ولا تجد نفسك معهم في مفترق طرق,, لو كنت محل هذا الرجل.. وابني يريد ان يصبح متشردا وكثير الهروب.. ساقيده لا حفظه من شرور نفسه ان لم اجد حل آخر.. عندما يختفي طفل تحال حياة الاسرة كلها الى جحيم.. افضل حبسه من ان يختفي لاجله و لاجلي.. حفظ الله الابناء الاباء والامهات.. وجنبهم المحكات الصعبة واقول قولي هذا ويدي في الماء البارد*
ولك التحية اخي الواثق اتوقع حضورك لاثراء النقاش..
عبارة استخدمها منعم الجزولي في عنوان لمقال..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: عاطف عمر)
|
Quote: الحياة يا سادتي ليست أبيض أو أسود . إنها ( موازنات ) بين حسن وأحسن ، وبين سئ وأسوأ . هنا تجئ صعوبة سؤالك يا بيان ما الأحسن للصبي ولأهله |
اخي العزيز عاطف سلامات وكيف انت والاسرة(شوفتا البنات مريحات كيف)
هناك يا اخي الكريم فرق كبير بين ما ينبغي ان يكون وما هو كائن.. لذلك ارى نظرتك للامر نظرة واقعية وموضوعية....خالية من المزايدات
ما ينبغي ان يكون. ان يكون هناك استقرار اسرى للطفل وان يذهب الطفل الى مدرسة يعامل فيها بصورة انسانية.. يتلقى علوم دنيوية ودينية ويكون مواطن صالح.. ما هو كائن طفل يعاني من مشكلة تكيف مع اسرته..لا يحب المدرسة ولا الخلوة وتستهويه حياة الشارع.. لاحظ تستهويه حياة الشارع اذا عادة عندما يرفض الطفل المدرسة لسبب موضوعي لا تستهويه حياة الشارع..
الحل المثالي كما حدث للاخ حيدر حين بذل مجهود لمعرفة لماذا لا يريد البقاء في المدرسة؟.. وعرفت مشكلته وهو اضطهاد استاذ الرياضيات له.. او عرض الطفل لخبير تربوي او نفسي ليعرف اذا كان هناك مشاكل. هذا في ظل ما ينبغي ان يكون اي الحل الامثل
المشكلة في هذا الطفل انه لا يحب المدرسة ولا الخلوة اي لا يحب ان يكون في سستم..يريد ان يكون في الشارع اي انه يفضل حياة الشارع من البقاء في المدرسة او الخلوة.. لقد اختار خياره الذي لا يتناسب مع والده الذي من الواضح انه يريد ان يعلم ولده.. وجد الوالد ان تقيد الطفل على قسوته قد يجبره على التعلم وخير له من التشرد.. فهل يلام الاب؟ كوالدة سافعل كل مافي وسعي ليتعلم ابني ولا يكون متشردا تنتهي حياته ميتا في خور او في السجن او يعتدى عليه جنسيا ممن هم اكبر منه سنأ من اولاد الشوارع
ولذلك لا الوم الاب ابدا..وكما قلت اخي عاطف نحتاج ان نتفهم:
Quote: إنها ( موازنات ) بين حسن وأحسن ، وبين سئ وأسوأ |
.
والاب اختار السئ من الاسوء..
للاخت ام سهى بحوث في هذا المضمار وهي باحثة اجتماعية علمت مع المتشردين اتمنى ان تشترك في هذا البوست.. ولك التحية اخي عاطف وخليك معنا,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
سلام يا دكتورة...وللجميع
الموضوع من الأهمية بمكان....وأذكر أنه كان دائما موضوع نقاش السودانيين عندما كتا في كندا...وطبعا الجميع يعلم...والكثيرون عانوا من تفسير الغربيين لمعني أن تصفع إبنك ...والنظريات العلمية التي إبتدعوها..................كانت الأستاذه أمال ميرغني( الرئيسة السابقة للجالية السودانية بتورنتو) دائما تقول أن الكنديين لا ولن يعلموا أن ضربنا لأولادنا تعبير - بطريقتنا -عن الحب والخوف عليهم....وإن كان قد يتحول إلي فش غبينة أحيانا....لكن الحب هو المحرك الأول أنا درست في الخلاوي ....و إنضربت بسوط العنج و أنا راجل كبير في الثانوي علي يد الصول رمضان علي رحمة الله( الأهلية أمدرملن)...وقبل ذلك تقطعت علي مؤخراتنا شجرة نيم كاملة ..........................لكننا لم نفقد يوما ذلك الإعتزاز بالنفس self esteem
لكل قاعدة شواذ...لكن تجاربنا الشخصية تختلف عن تجارب الجيل الذي تلانا.....ولذلك فحكمهم علي الأمور يختلف......,ما فعله شيخ الخلوة لم يكن نشاذا بمعاييرنا .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: Osama Mirghani)
|
Quote: ما فعله شيخ الخلوة لم يكن نشاذا بمعاييرنا |
الاخ العزيز اسامة
مرحب بيك..
كلنا ضربنا في جداول الضرب حتى لفترة طويلة كنت اظن انها اسمها جداول الضرب لانها لا تحفظ الا بالضرب.. وضربنا في الاسبلنق وفي التأخير حتى لو لسبب خارج عن ارادتنا لا اذكر ابدا ان احتججنا على ذلك ولا ذوينا.. ما حدث للطفل حسن حدث لمصلحته هو الشخصية والقيد قيد محبة ومخافة..لا قيد اناس ساديون كما صورهم البعض هنا اجحافا..
لا يوجد اختلاف اراء واعتقد ان كل الاباء هنا يضربون اطفالهم. المسألة المزايدات السياسية والكراهية للخلوة كمؤسسة تعلم القرآن والاسلام.. ولك التحية وابق معنا لمزيدا من الاراء.. وشكرا للطلة الغالية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
Quote: الاخ العزيز اسامة
مرحب بيك..
كلنا ضربنا في جداول الضرب حتى لفترة طويلة كنت اظن انها اسمها جداول الضرب لانها لا تحفظ الا بالضرب.. وضربنا في الاسبلنق وفي التأخير حتى لو لسبب خارج عن ارادتنا لا اذكر ابدا ان احتججنا على ذلك ولا ذوينا.. ما حدث للطفل حسن حدث لمصلحته هو الشخصية والقيد قيد محبة ومخافة..لا قيد اناس ساديون كما صورهم البعض هنا اجحافا..
لا يوجد اختلاف اراء واعتقد ان كل الاباء هنا يضربون اطفالهم. المسألة المزايدات السياسية والكراهية للخلوة كمؤسسة تعلم القرآن والاسلام.. ولك التحية وابق معنا لمزيدا من الاراء.. وشكرا للطلة الغالية.. |
بيان.
يعني نستنتج من كلامك ده بأنك تقري وبتقبلي بهذا الممارسة في الوقت الحالي ومع وجود كل الوسائل التعليمية الحديثة اليوم؟
دينق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: Deng)
|
Quote: يعني نستنتج من كلامك ده بأنك تقري وبتقبلي بهذا الممارسة في الوقت الحالي ومع وجود كل الوسائل التعليمية الحديثة اليوم؟ |
ايوة يا دينق اقر ان العقوبة البدنية الغير مبرحة بتنفع الطلاب.. ولا ارى اي طرق حديثة نافعة.. والدليل عدد الجنح في امريكا.. والقتلة الاصغر من 14 سنة
الزول ما يمشي يقعد لي برة سنتين ويعمل فيها خلاص...بقى عالم في التربية الحديثة معدل الجريمة منخفض جدا في السودان.. مقارنة باي دولة تانية عشان الوسائل الغرب بيقول حديثة دي... واذا ولدي شرد من المدرسة مرارا بقيدو لو لقيت طريقة.. حبا وليس اضطهادا لاقيه شرور نفسه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
علاقة الأبـوة أمين حسن أحمد يس
كان البروفسور مالك بابكر بدري في زيارة إلى لبنان، ومما شاهده هناك والد يودع ولده الذي سيسافر إلى الدراسة في الخارج بالقبل والعناق والبكاء؛ فأدهش الأستاذ، وتعجب من هذا المنظر - وهو من هو في معرفة النفس -، مع إني رأيته يقبل الدكتورعصام أحمد البشير في القاعة عند حصوله على درجة الدكتوراة!..
يقول الدكتورجعفر ميرغني: نحن إلى الآن لم نعرف الطريق إلى النقد الذاتي؛ وليس من باب التجريح، والتقريع أن أُبَصِّر زيدًا من الناس بالخطأِ الذي وقع فيه؛ فإن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يقول: بارك الله في من أهدى إلي عيوبي..
أردت من وراء هذا أن أسلط الضوء على بعض العلاقات الاجتماعية التي تربط بين الناس، وعلى رأسها الأبوة التي عملَتْ فيها البداوة عملها؛ فَعُدّ ما شئت من أنواع التسلط، والقسوة تجد أن الأبوة في السودان قد استوعبته قديمًا وحديثًا، وإن خف الأمر عن ما كان عليه في السابق؛ فقد كنا نسمع من آبائنا أنه إذا دخل الأب إلى البيت سكت المتكلم، وقام القاعد، وقعد القائم!!.. أهذا أب، أَمْ إرهابي؟!.
أخبرني أحد الأصحاب أن جده لم يكن يدخل على أهله، ثم إذا طلب شيئًا أرسل الذي يعمل في المنزل إلى الداخل ليقول لهم الضيف الذي في الديوان يريد كذا؟!..
قبّل النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سبطه، وعنده رجل؛ فقال: (يا رسول الله! إني لدي عشرة من الولد ما قبلت فيهم أحدا!)؛ فقال له الرحمة المهداة صلى الله تعالى عليه وآله سلم: (ماذا أصنع إذا كان الله نزع الرحمة من قبلك؟!)..
كانوا يقولون: (لنا إذا رأى التلميذ معلمه في الطريق انعطف إلى طريق آخر)؛ كأنما المعلم هو عمر بن الخطاب والتلميذ هو الشيطان!!.
إذا دخل الأب إلى بيته الآن تهلل الأطفال؛ وأخذوا يقفزون، وهم يقولون: (بابا جا.. بابا جا)!.. هذه سمة إيجابية طرأت على صورة الأب!، ولكن ما زالت تفتقر إلى الكثير؛ حتى تكتمل.. غير أنه لا يرى من صغاره إلاَّ الصورة، والشبح!؛ أبوته لهم لا تتعدى الأبوة الغريزية التي لسائر الحيوان!؛ فلا تجده يراقب نموّ أولاده الفكري، والوجداني قدر مراقبته لنموّهم الجسماني!؛ فتراه لا يحنو على أرواح الصغار؛ ويرعاها، ويشاركهم همومهم، وآلامهم، وطموحاتهم!..
يقص لي صديق هو الآن يشغل مركزًا حساسًا؛ انتبهت البلاد لعبقريته فأخذت تبعثه هنا وهناك.. أن والده لم يكن يعلم: ماذا يدرس؟!، أو أين يدرس؟!..
أحد المتفوقين يقول: إن والده ما تبسم في وجهه قط؟!؛ وكان يكتفي باعطائه المال فقط!..
أحد الأبناء أبدى رأيًا حكيمًا في قضية فَقُوبِل بالمعارضة والندية!..
إن الأب الحقيقي ليفرح إذا رأى غرسه قد أثمر.. وإن الأب الرشيد هو من يعين ابنه على بره..
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ومعه ولده؛ فقال: (يا أمير المؤمنين! إن ابني يعقني)؛ فقال عمر للولد: (لم تعق أباك؟!)؛ قال: (لم يختر لي أمي!، وما أحسن اسمي!، ولم يحفظني القرآن!)؛ فقال عمر: (يا هذا! لقد عققت ابنك قبل أن يعقك!)..
ما عاد التلميذ يفر من أستاذه!؛ بل لقد تصادقا في كل شيء!؛ فصار كيس العماري عندهم واحد!، وعلبة السجائر واحدة!..
وفي معرض ذلك أحكي قصة طريفة.. كان لنا معلم يدخن الحشيش، وفيما بعد صار تلميذه بائعًا له، وفي يوم جاء المعلم ليشترى من تلميذه، فلما أراد التلميذ أن يقطع للأستاذ القطعة التي اشتراها أراد المعلم أن يستغل جاهه عند تلميذه؛ فقال: (يا فلان! زد القطعة!؛ ألم أدرسك؟!)؛ قال: (درستني؟!.. هل تراني أضع في عنقي السماعة، أم أبيعك الذي تدخنه؟!)..
أصْدَق أب رأيته من قال لابنه: (يا بني! إني لا أملك ما أقدمه لك!، ولكن اقرأ قصيدة أبي إسحق الألبيري التي ينصح فيها ولده؛ فهي سنتفعك بين الآباء الذين لا يملكون مشاعر لأبنائهم، وبين من يملكون ولكنهم لا يستطيعون التعبير عنها.. صنف له عاطفة على أبنائه ما تحولت إلى شعور وفكرة كالتي للأطفال؛ فإن الطفل يمكن أن يبكي، ويضحك، ويصرخ، ويصمت في آن واحد؛ ذلك أن العاطفة طور في تكوين الشعور، وليست هي الشعور نفسه؛ فإن من الآباء من يخافون على أبنائهم خوفًا عظيمًا؛ إلى درجة يودون فيها لو وضعو أبناءهم في (براويز).. نحن لا نمنعك أن تخاف على ابنك، ولكن ليس إلى درجة تمنعه أن يعيش تجربته في الحياة؛ بمساحة يعبر فيها عن نفسه؛ ليشق طريقه؛ فلا أنت أعطيته شيئا!، ولا أنت تركته ليعرف شيئا!.. العاطفة لا تغني!؛ فالقطّة لها عاطفة ولكنها تحملها على أكل أولادها!.. يغادر الآباء هذه الحياة تاركين أولادهم على حزبين: حزب يثني على والده بعاطر الثناء مع كل خطوة نجاح يخطوها، والآخر يذكر اسم والده مرفقًا بالألم والمرارة مع كل إخفاقة يجدها في الحياة!.. علينا إذا ما أردنا علاج هذه القضية الخطيرة أن نثيرها في جامعاتنا، ومنتدياتنا، وجوامعنا، ولقد تفضل د/ الحبر يوسف قبل سنوات بإدارة حوار بين الآباء والأبناء.. مثل هذه الحوارات ينبغي أن تنشر؛ ليسطع نجم الأبوة؛ ولنخرج بأدبيات تسهم في رقي التعامل المثالي داخل الأسرة). http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=6&artid=6997
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: سيف الدين حسن العوض)
|
Quote: يا بيان.
علشان كده الراجل ده بدل ما يقضي وقته مع زوجة ثانية كان من الممكن أن يقضي الوقت ده مع طفله. وزي ما أنتي عارفة يا بيان هناك أنواع مختلفة من الاطفال, هناك نوعية هادئة جدا ولا يحتاجون لمجهود كبير من والديهم بخصوص التربية والتعليم, وهناك النوع الاخر المتمرد الذي يريد عناية وجهد خاص. وده شء طبيعي في تربية الاطفال. يعني بدل ما الراجل ده يتزوج كان يقضي الوقت البقضيهوا مع الزوجة الثانية دي مع طفله.
دينق. |
يعني يا دينق بترى الحل فقط في الزوجة الواحدة ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: محمد حسن العمدة)
|
سلامات يا دكتورة بيان واحد سوداني دقة ولدو، يقوم الولد يضرب 911 ويقفل الخط مباشرة.. يقوم البوليس يعمل tracking للرقم، وفي أقل من عشر دقائق يطرق البوليس باب البيت، خرج ولد الطفل يفتح الباب، إذ يفاجأ بالبوليس يسأل عن من ضرب 911، نادى الوالد إبنه، وقال له هل ضربت 911، فقال الطفل أي أنا ضربت 911، لأن أبي ضربني؛ قال الأب للبوليس: لو أنا ما ضربته الآن، سوف تلاحقونه بعرباتك في الشارع.. هذا الطفل كذا وكذا وكذا.. تخيلي، البوليس طوالي قال ليهو هو إبنك وإنت حر.. منذ ذلك الوقت والطفل ماشي زي الترتيب.. وأيضاً أسرة جنوبية، تجمعني بهم صداقة قوية.. لهم طفلة عمر 7 او 6 سنة، يوم أمها جلتدها جلدة طيري، فقامت الطفلة قالت ليها، if you hit me again, i will call 911؛ أمها قالت ليها لو البوليس جاء، ما ح يسوقنا نحنا، ح يسوقك إنت، ولو إنت دايرة تمشي، الباب فاتح، يالا أمشي.. وقامت أمها فتحت ليها الباب؛ أمها قالت ليها أجيب ليك التلفون تضربي 911؟ الطفلة قالت ليها لا.. ومن الزمن داك والطفلة ما شاء الله عليها تقولي متربية في السودان.. هنالك قصص كثيرة حول هذا الأمر الشائك.. التربية في مجتمعات متحررة تحتاج صبر وحنكة.. ليس الجلد المبرح حل، ولكن الوسائل التخويفية مهمة.. ____ بوست موفق، أتمنى أن تواصلي فيه..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: Yassir Tayfour)
|
الاخ سيف.. شكرا لك على المقال... هناك بعض الاشياء اختلف فيها مع كاتب المقال... علاقة الاباء مع الابناء علاقة غريبة جدا.. كما هو معروف ان الاب هو الشخص الوحيد الذي يريدك ان تكون احسن منه.. ولكل اب طريقته في تربية الابناء... اخبرني زوجي الذي هو ابن لموظف ان والده لم يكن يضرب اي من اولاده 6 الا نادرا..وكان يؤثرهم بكل شئ..قال ان طول عمره كان يعتقد انه الطفل المفضل لوالده.. اذ ان والده دائما يشعره بذلك ويعطيه اموال خلسة ليشتري بها كتب.وقال كان يتفوق فقط لاجل والده..ليرى نظرة الفخر في عينيه عندما يحضر نتيجيته.. المهم مرت الايام وعرف زوجي ان هذا الاحساس عند كل اخوانه. فالاب يحسسهم كل واحد وحده انه الطفل المفضل.. ولذلك كل يسعى وحده لارضائه,, انظر هذا الاب الله يرحمه ويغفر له يعطي هذا الاحساس للكل حتى انا كنت احسن انني مفضلة جدا... رغم انه عاش طفلا يتيما ووحيدا الا ان قلبه الكبير والذكاء الاجتماعي الكبير الذي يتمتع به.. جعله يحسم علاقته مع اولاده بأن يحسس كل منهم ان له مكانة خاصة عنده..فيتبارون في ارضائه. ما ورد في المقال ايضا عن انه من قبل كان الاب لا يدخل محل النسوان. هذا لا يعني ابدا انه لا يحبهم فهذا هو السائد.. لقد كان جدي لامي يحرم على اخواني وابناء خالاتي من الدخول الى المطبخ.. ومرة وجد ابن خالتي يجلس في بنبر الا حاشوه منه.. ولكن هذا الجد عليه الرحمة لا انسى دموع فرحه عندما نذهب الى البلد ودموع حزنه عندما نرجع الى البندر.. صاحب المقال خلط بين العادات وما في القلوب.. فعبارة المأمون على بنوت فريقه و مقنع الكاشفات و لم تأت من فراغ انما من مجتمع ينظر الى الرجل السوي وهو الامين الصادق الكريم.. وهكذا يربى الفرد السوداني.. بكل انفصال بيت النسوان وبيت الرجال.. وهذا ما يريده اي اب لابنه ان يحفظ اسمه ويرفع راسه ولذلك كما قيل الذهب يجمر بالنار حتى يلمع.. وما يفعله الاباء يقطع قلوبهم اولا ولكن ما باليد حيلة.. وعلى الرجل ان يفعل ما يجب فعله وآخر العلاج الكي.. لك التحية...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
الدكتورة بيان احييك على هذا البوست الرائع والذي ذكرنى بالوالد الكريم الله يرحمه ويغفر له ويحسن اليه فهو لم يضربنا الا بامر من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم امروهم عند سبع واضربوهم عن عشر .. فاذكر انه عندما بلغنا عشرة سنوات وكنا نهمل في الصلاة احيانا كان الضرب محمدنا اما حكاية تربية الاولاد فالام هى التى تقوم بالدور الاكبر اما الوالد فهو كثيرا ما يغيب عن المنزل ولهذا فالابناء غالبا ما يتطبعون بطباع الوالدة ولهذا لزم اختيار الام الصالحة حتى تحسن تربيتهم ورعايتهم وتأديبهم واذكر ان الوالدة كان تضربنا بجريد الواقود بعد ان نتأخر في جلبه من سوق الحصاية بسبب اللعب ولكن بعد الجلدة المبرحة نأكل من ايدها كسرة الملاح كأعظم وجبة من ايد الحبية الغالية ماما حفظها الله ورعاها ودور الاب والام مكملين لبعض وعلينا ان لانذكر الاب وضربه في غياب ضرب الام احيانا ولنفس الاسباب وهو اصلاح شأن الابن وتربيته على اكمل وجه ولما تضرب الام الاب يحجز ولما يضرب الاب الام تحجز وفي النهاية غرضهم نبيل والتحية لكل اب وام وللام اكثر طبعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: ماهي الخطوات الحضارية لطفل يرفض التعليم ويريد ان يكون متشردا؟ |
يا بيان يا اختي لازم اولا نعرف ما هي اسباب التي جعلت االطفل يرفض المدرسه ويختار التشرد ما في شئ من غير سبب يا بيان لازم حسن عنده اسبابه وكون عنده اخوان بالمدرسه برضو ما سبب لنحكم علي حسن بانه نشاذ يجب معاقبته هناك تقصير من الاب دا واضح جدا وكل همه انه يجد وقتا لزوجته الاخري ويوكل امر طفل متعب نوعا في تربيته للخلوه وجنزير وطبله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: doma)
|
يا دومة نبدا معاك بعبارة تجب معاقبته.. هل عوقب حسن بالقيد؟
ابدا يا دومة القيد ليس عقوية بل وسيلة ليبقى حسن في مكان آمن ويتعلم...
زواج والده او عدمه لا يمكن ان يكون سبب في هروبه هناك الملايين ابناء من رجال معددين ويدرسون ويتجتهدون مشكلة حسن الذي رفض المدرسة اولا احضره والده الى الروضة ثانيا هرب في المرتين فهل يمكن ان تكون الاسباب موضوعية ام ذاتية؟ نتمنى ان يسأل حسن الذي يرفض التعليم ويفضل عليه التشرد ما هي وجهة نظره خاصة ان الاخ اسماعيل تبرع بدفع مصاريف الدراسة في المدرسة.. هل يضمن ان يبقى حسن في المدرسة؟ نتمنى ذلك..
Quote: واضح جدا وكل همه انه يجد وقتا لزوجته الاخري ويوكل امر طفل متعب نوعا في تربيته للخلوه وجنزير وطبله |
هذا اجحاف كبير في حق الاب الذي عمل مافي وسعه.. ووسعه ان يحفظ طفله من التشرد فقيده.. ولا ادري من اين اتيت بفكرة انه يريد وقت لزوجته الاخرى هذا حكم بمنظورك انت الخاص الغير نابع من محيط المشكلة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: doma)
|
الاخت الكريمة /دكتورة بيان بعد التحية
انتهاكات حقوق الانسان ترتبط ارتباط وثيق بالنية المسبقة لمشروعية الهدف
من السلوك المخالف للانسانية .
لخصوصية العلاقة بين الجانى والضحية ينعدم الدافع المشبوة فعلاقة الوالدية علاقة روحية
اما الحديث عن القسوة الظاهرة فى العلاقات العائلية السودانية فهى سمة نفتخر بها كثيرا لانها تنطوى على عطف وحنان اثمن بكثير من البوح الاجوف وتفوقنا بها على الحفاظ على الحق الادمى اكثر من غيرنا الذين يجيدون ممارسة كل مصطلحات الحب والغزل والقبلات الخالية من المضمون . ولتلمس ذلك الرجاء الرجوع لارشيف نور تاور الذى وصف بدقة فشل الجزئية مجتمعنا المهاجر الذى حاول تقليد الطاؤس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
شكرا اخي حيدر على هذه القصة المؤثرة.. فكرة اختلاف الوالدين عما هو سائد في اي ثقافة بعينها تخلق كثير من الازمات للاطفال...
اخبرتني ابنة اختى انهم عندما كانوا في السعودية كانت هناك امرأة سودانية تلبس الثوب ومتأنقة جدا كان البنات دائما يقولن لابنتها يا فلانة امك ستذهب الى النار لانه كاسية عارية وصارت الابنة تكره المدرسة وتبكي كثيرا.. لك التحية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
Quote: اما الحديث عن القسوة الظاهرة فى العلاقات العائلية السودانية فهى سمة نفتخر بها كثيرا لانها تنطوى على عطف وحنان اثمن بكثير من البوح الاجوف وتفوقنا بها على الحفاظ على الحق الادمى اكثر من غيرنا الذين يجيدون ممارسة كل مصطلحات الحب والغزل والقبلات الخالية من المضمون . |
صدقت يا اخي الكريم.. من مثلنا في المعاضدة والسند... وكل الاشياء التى تبدو غير انسانية للبعض ما هي الا افعال محبة عميقة.. وشكرا لك على المرور ونتوقع رجوعك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
الأخت العزيزة د. بيان !!!
معزتي ,,,
يلعب المجتمع وثقافة الشارع دورا كبيرا في تربية الأبناء وفي أغلب الأحوال يكون الدور سلبي لذا نجد
اليوم صعوبة شديدة في تربية الأولاد بالذات لأن البنت تكون أمام عينك طوال الوقت بعكس الولد ما أن
يخرج حتى تتلقفه ثقافات مختلفة لذا نجده يدفع ثمن هذا التعدد أما في حالة الطفل حسن فهو ضحية أب
غير مسئول وأم مستسلمة و مجتمع لا ير حم ,,, شكرا بيان على هذا البوست الممتاز,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: Yassir Tayfour)
|
Quote: وأيضاً أسرة جنوبية، تجمعني بهم صداقة قوية.. لهم طفلة عمر 7 او 6 سنة، يوم أمها جلتدها جلدة طيري، فقامت الطفلة قالت ليها، if you hit me again, i will call 911؛ أمها قالت ليها لو البوليس جاء، ما ح يسوقنا نحنا، ح يسوقك إنت، ولو إنت دايرة تمشي، الباب فاتح، يالا أمشي.. وقامت أمها فتحت ليها الباب؛ أمها قالت ليها أجيب ليك التلفون تضربي 911؟ الطفلة قالت ليها لا.. ومن الزمن داك والطفلة ما شاء الله عليها تقولي متربية في السودان.. هنالك قصص كثيرة حول هذا الأمر الشائك.. التربية في مجتمعات متحررة تحتاج صبر وحنكة.. ليس الجلد المبرح حل، ولكن الوسائل التخويفية مهمة.. |
شكرا اخي ياسر..
واتفق معك ان وسائل التخويف كثيرا ما تنجح.. كما ايضا الحب ينفع كثيرا في مواقف اخرى,,,
سعدت بهذه القصص ..
نتوقع حضورك مرة اخرى بمزيد من القصص والاراء..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
بيان
التربية,الامومة, الابوة,المسؤلية...
كلها امور تحتااااج مننا الاهتمام والقدرالكافى من المسئولية..
وانا بتكلم وايدى فى النار ...
وعشان بفتكر انو تربية الاطفال من الاهمية بمكان ان يطرح لها قدر اكبر من النقاش
من اساسياتها قبل معرفة امكانية المخارجة من المآزق
لى عودة
رباب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: Rabab Elkarib)
|
من القاؤئ ود احمد وصلت هذه الرسالة الهامة.. شكرا لك اخي على وجهة نظرك المنصفة,,,
السلام عليكم دكتورة / بيان اشكرك على اسلوبك الجميل في تناول موضوع ( الخلاوي واثرها على الابناء ) ...ومما لاشك فيه ان التعليم في السودان قد اصابته نكسة كبري بعد ان تجاهل المجتمع دور الخلاوي التربوي والتعليمى ... وبالرجوع الي ما قبل ما يسمي بالسلم التعليمي الحديث نجد ان طالب الخلوي كان انسان متمكن في اللغة ملماً بتعاليم الدين وتفقه في شريعته وحتى ان التحق بالمدارس الحكومية فيما بعد ( غردون ) نجده اكثرهم علماً بأمور الحياة ... يرجع اليه الجميع في امور الدين.
ساعدت الخلاوى في انتشار اللغة العربية وتعاليم الدين الحنيف على اسس تعليمية معرفيه ... وللأسف نجد في ايامنا هذه من يحاول ان يعتبرها ( امكنة ) للضرب وقتل الطفولة !!!! اخاف ان يطلع علينا غداً احد المتعصبين للحداثة ويطلق عليها مدارس اعداد الارهابيين !!!!!
دكتورة بيان اكرر لك شكرى لفتح هذا الملف التربوي والتعليمى والتحديات التى تواجهه واتمنى ان تجدى في مرفق رسالتي هذه ما يفيد طرحك
هل تريد أن تعرف كيف حافظ السودان على عروبته وإسلامه وهو البلد الذي تتقاذفه أمواج الزنجية والمسيحية والوثنية و"غزو" اللاجئين والتشظي بين ثلاثمائة لغة وقبيلة وإثنية؟ السبب يمكن أن تجده هنا في تلك الحجرات الضيقة ذات الدور الواحد والمشيدة من الطوب اللبن المسماة بالخلاوي!لم يحقق الطلاب أو (الحِيران) بكسر الحاء الذين يفترشون تراب الأرض، ويجلس شيخهم على حصيرة - أمل أسرهم في تخريج شيخ عابد يحفظ القرآن فحسب، ولكن استطاع هؤلاء الصبية الصغار طوال تاريخهم الممتد أن يحافظوا على ثوب السودان عربيًّا مسلمًا؛ إذ عندما يدخل الصبي للخلوة يتسلم اللوح والقلم، ويتسلم معه -دون أن يدري- رسالة القبض على اللسان العربي المسلم والمحفوظ بكتاب الله تعالى.
على النهر وفي بطن الجبل
الخلاوي هي بيوت القرآن التي ابتدعها الشعب السوداني في جميع أنحائه وبامتداد مساحته التي تبلغ 2.5 مليون كيلو متر مربع. وكان أول ظهور لها أثناء حكم الشيخ "عجيب المانجلك" (1570 - 1611م)، وبدأت كحل وسط لسيطرة تيارين دينيين على السودان في هذا الوقت، وهما علماء المذهب المالكي الذين يرفضون تعليم أو صلاة الصبية في المساجد، وشيوخ الصوفية الذين ينزعون إلى الاختلاء بالنفس مع الله بعيدًا عن الناس. فكان أن بنيت الخلاوي كبيوت ملحقة بالمساجد ومنعزلة عنها في بداية الأمر، ثم انتشرت في الأطراف على حواف القرى ملاصقة للنيل أو في بطن الجبل. فبينما تقع خلاوي غرب السودان (في دنقلة وكوستي ودارفور.. وهي مناطق طائفة الأنصار التي يمثلها حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي) ملاصقة للنيل؛ تسكن خلاوي شرق السودان وخاصة منطقة همشكورب (الخاضعة لنفوذ شبه مطلق لطائفة الختمية ويمثلها الحزب الاتحادي بزعامة محمد عثمان ميرغني) بطن الجبل.
ولا تقتصر الخلاوي على السودانيين فقط فهناك خلاوي للمهاجرين الذين يأتون من أقصى أطراف السودان جنوبه وغربه ومن البلاد المحيطة كالتشاد والصومال وإريتريا وحتى من نيجيريا، وهؤلاء يعتمدون على الصدقات التي تمنح للصبية على أطراف الخلوة.
وتعتمد الخلاوي في تمويلها على الأوقاف التي يوقفها أصحابها لخدمة الخلاوي التي عادة ما يطلق أسماء الشيوخ عليها، كما تتلقى تبرعات من أصحاب الخير الذين يؤمنون بدور الخلوة في الحفاظ على كتاب الله في صدور أبناء السودان، كما يساهم أبناء القرى المحيطة بالغلال والحبوب ومنتجات الألبان التي تصل إلى الخلوة كهدايا.
وللخلوة أسماء عدة فهي "القرآنية" و"الجامعة" أو "المسيد"، وإن كان اسم الخلوة هو الغالب والأكثر استخدامًا، في حين تطلق "المسيد" على المسجد والخلوة، ودار الضيافة، وسكن الطلبة، ودار المرضى، وديوان الاجتماعيات.
وكانت الخلاوي في الماضي قاصرة على تحفيظ القرآن فقط، ولكنها توسعت بعد ذلك في علوم الفقه والحديث والتفسير والسنة فصار بناؤها ينقسم إلى جزأين: الأول لسكنى الطلاب ومعاشهم، والثاني لتلاوة وحفظ القرآن وتلقي علوم الفقه المختلفة.
الحياة في الخلاوي
ولا توجد مدد محددة للدراسة بالخلوة، وإن كانت تتراوح في الغالب بين ست وثماني سنوات منذ التحاق الطفل بها، وتقبل الطفل من سن الخامسة وإن كان لا يرفض من تجاوز هذه السن فقد يدخلها من تجاوز الخمسين مثلاً إذا كان راغبًا في حفظ كتاب الله، وعادة ما تسلم الأم ابنها للشيخ قائلة: "أدبه واضربه إن كذب يا مولانا"، وبعد قبول الشيخ له يسلمه "للعريف" وهو مساعده الذي يعلمه القراءة والكتابة، وبمجرد اعتماده على نفسه يعيد تسليمه للشيخ.
وللعلامة أحمد علي الإمام وهو من خريجي الخلاوي وابن لصاحب إحدى الخلاوي بحث يروي فيه بعضًا من تفاصيل حفظ القرآن في الخلاوي، ويتحدث فيه كيف يبدأ الطلاب بحفظ القرآن فإذا أتقنوه تفرغوا للعربية وتبحروا في علومها وآدابها التي يعين عليها حفظ القرآن قبل أن يدرسوا العلوم الشرعية.
ويهتم المشايخ بتعليم الطلاب ألفية ابن مالك التي تحوي قواعد اللغة بعدما يكون الطفل قد بلغ مرحلة "الشرافة" في القرآن أي حفظ ربع القرآن وما فوق؛ وعندها يلبس ثياب جديدة ويزين لوحه ويخرج في زفة مع أقرانه ليطوف على أهله وجيرانه فرحًا بما أنجز فيعطونه كل بحسب سعته من المال ما يعطيه لشيخه.
ويقوم نظام التحفيظ على القراءات السبع المتواترة برواياتها المختلفة وخاصة روايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع والأخيرة يعتقد عدد غير قليل من شيوخ الخلاوي أنها رواية أهل الجنة؛ لأن أهل المدينة المنورة يقرءون بها، وقد تأثر أهل السودان في الأخذ بهذه القراءة بشيوخ المغرب الذين وفدوا في القرن التاسع عشر لبلادهم، ومن مفرداتها ترقيق الراء وتغليظ اللام.
ويأتي علم التجويد على رأس العلوم التي يتلقاها طلاب الخلاوي بقواعده وأسسه وتعاليمه وهي إخراج كل حرف من مخرجه وإعطاؤه حقه دون تكلف أو تعسف، وحفظ لسان القارئ لكتاب الله من اللحن في لفظه، وهو واجب على كل مسلم بالغ يحفظ القرآن أو جزأً منه. ومن أشهر كتب التجويد التي تدرس في الخلاوي: المقدمة الجزرية، والشاطبية.
يوم الحِيران يبدأ يوم الطلاب قبل صلاة الفجر على صوت الشيخ، حيث يصلون جماعة، ثم الإفطار، ثم القراءة حتى العاشرة، ثم الراحة لصلاة الظهر، ثم تناول الغداء، ثم تصحيح الألواح والمراجعة أو "العرضة"، ثم راحة حتى صلاة العصر، ثم القراءة حتى المغرب، فالصلاة والقراءة حتى العشاء، وبعد صلاة العشاء يخلد الأطفال للراحة والنوم، ويستمر الكبار في القراءة ليلاً.
ويختتم الطلاب صلاتهم عادة بأذكار جماعية أبرزها "لا إله إلا الله محمد رسول الله في كل لمحة نفس عدد ما وسعه علم الله". وهو تقليد صوفي قديم، وتعكس الأذكار الجماعية بلغة ولهجة واحدة قدرة الخلوة على صهر الألسنة المتباينة في السودان في لسان واحد؛ ولهذا يرى الدكتور يوسف الخليفة أبو بكر في بحث له أن الخلوة هي البوتقة التي انصهرت فيها المجتمعات المحلية المتباينة في ثقافتها ولغاتها وعاداتها وتقاليدها وعقائدها وقيمها، وكانت -وما زالت- مكانًا "للتعليم المستمر" الذي يستمر من المهد إلى اللحد.
ويطلق على الطلاب الذين يدرسون في الخلاوي اسم "الحيران" تأثرًا بالبيئة السودانية؛ إذ أن "الحوار" هو ابن الناقة الذي يتعلق بها من مولده لفطامه، وهكذا يريد الآباء لأبنائهم في علاقتهم بمشايخهم، فهم يقرءون كل يوم سبع القرآن، وهم ملتفين في دائرة شبه كاملة تقطعها حصيرة الشيخ الذي يرد مصححًا أو مكملاً لتساؤل كل طفل في حضور ذهني فريد.
آداب الخلاوي
وعندما ينتهي "الحيران" من عرض ألواحهم يقومون بمسحها في مكان لا تدوسه الأقدام، وتوضع الألواح في مكان مرتفع تكريمًا لمكانتها، وهي من جملة الآداب التي يتعلمها طلاب الخلاوي، وتشمل احترام وتقدير خاص للشيخ وللكبير والتعاون فيما بينهم في تقسيم رائع للعمل، فمنهم من يحضر ماء الشراب، ومنهم من يتكفل بمياه الوضوء، وآخرين بتنظيف الخلوة من التراب وهم يستمعون لتعاليم شيوخهم، كما يرتدون الأبيض من الثياب طاعة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي لم يكن يحب أن يرى قارئ القرآن إلا في ثوبه الأبيض. وكلهم يحفظ مقولة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنما القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن"، ويحاولون أن يطبقوا نصائحه في تمثل صفات حامل القرآن: "أن يعرف بليله إذا الناس نيام، وبنهاره إذا الناس يقطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وثباته إذا الناس يضحكون، وألا يكون جافيًا أو غافلاً".
وفي توقير شيخهم يحفظون عن الإمام علي رضي الله عنه أن "من حق الشيخ على الطالب إذا أتى مجلسه أن يسلم على القوم ويخصه بالتحية دونهم، وأن يجلس أمامه، ولا يشير عنده برأي، ولا يغمز بعينيه، ولا يقول له قال فلان خلافًا لقوله، ولا يغتاب عنده أحدًا، ولا يعرض عنه صحبته، فإنما شيخه كالنخلة وعليه أن ينتظر أن يسقط منها شيء". ويساعد الطلاب شيخهم في مزرعته التي هي وقف للخلوة وربما تمتد مساعدتهم لأهالي القرى المحيطة في روح تعاون نادر.
شيوخ الخلاوي
ويكتسب الشيخ أو الفقيه (أو الفكيه بالنطق السوداني) هالة وقدسية خاصة أصبغها عليه تفرغه وانقطاعه للقرآن وهجرانه الدنيا لتعليمه وتحفيظه، فإذا طلب الإبريق جاءه مملوءاً بالماء، وإذا طلب السراج جاءه مضاء. وهو ذو حيثية كبيرة بين أهل القرى المحيطة الذين يتوسمون فيه الصلاح والخير والعدل، وكان في الماضي يقوم بدور القاضي الذي يقضي النزاعات، والمجير الذي يستجير به المظلوم، والأمن الذي يستظل به الخائف.
وتتناقل الناس روايات كثيرة عن مشايخ الخلاوي وكراماتهم التي تصاحبهم في الدنيا وحتى عند الوفاة فيحكون عن الشيخ الذي فارقت روحه الجسد مع تلاوته "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّة"، ومن توفِّي وهو ساجد، أو كان يقرأ "إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لله"، أو الذي كان يرى القرآن مكتوبًا أمامه عند التلاوة غيبًا.. وغيرها من الكرامات.
وعندما يقرر الطالب الانتقال لخلوة أخرى أو إنهاء دراسته يسلم على الفقيه، ويطلب منه "الفاتحة" تبركًا لحياته الجديدة، وهو تقليد صوفي قديم عند الفراق بين الإخوة، حيث يقرءون الفاتحة والدعاء بالتوفيق، واللقاء مرة أخرى وينال حظًّا وفيرًا من المال عند "الصرافة" أي ختم القرآن، حيث يزين الطفل بأثمن القلائد ويرتدي ثيابًا ناصعة البياض، ويطوف مع أهله، ثم يسلم الشيخ والدة الطفل اللوح المزين، دليل حفظ القرآن فيمنح كثيرًا من المال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الابوة والخيارات الصعبة.. اب وابن في مفترق طرق... (Re: bayan)
|
الأستاذة بيات أولاً لك الشكر على طرح هذا الموضوع الهادف. الأطفال هم هبة من الله عز وجل يجب أن نحافظ عليها ونصونها. إني لا أرى اسلوب الضرب أوالتقييد طريقة مثلى لحل مشاكل الأطفال، فهناك طرق أخرى للتعامل مع مشاكل الأطفال أجدى من تلك. أرى أن التعامل مع الأطفال بدون عنف يأتي بنتائج أكثر إيجابية. اسلوب التحفيز متلاً اثبت نجاحة في حل مشاكل عدة للأطفال. يجب مراعاة الوضع النفسي للطفل قبل كل شي. فإذا رغب الطفل عن شيئيِ ما (المدرسة) مثلاً فهذا يعني أن هناك سببا ًقوياً لهذا الرفض, وعلى الوالدين البحت وراء هذا السبب وإيجاد حلول له. استعمال اسلوب التحفيز في مثل هذه المشاكل له دور فعال في حلها. وذلك يتم بتشجيع الطفل معنوياً او مادياً. هناك طرق أخرى وذلك بالتركيز على ميول واهتمامات الطفل. فمثلاً يمكن ان يكون هذا الطفل له ميول فنية في مجال ماء. فهنالك مدارس فنية متخصصة في مجالات مختلفة, مثل النجارة الحدادة الخ.....فإذا لم يفلح الآباء، هناك أخصائيين/ات اجتماعيين/ات أيضاً يمكن أن يكون لهم دور فعال في حل مثل هذه المشاكل.
مع ودي مشاعر
| |
|
|
|
|
|
|
|