|
كانو فى زيارة ابنهم ال(ديك..تور)
|
كل الناس تتفق علىان الديك اغبى حيوان..ولكن نحن مع التجربة توصلنا الى ذلك..كان للوالدة العزيزة فى بربر سبع دجاجات وديك حسن الصوت..وكات شد ما يؤلمنى عندما يكلفونى بادخالهم ليلا فى القفص..بعد حظر التجول..اذا كان هناك ثعلب من ثوار الدرب المضىء يتربص بهم الدوائر..كانت الدجاجات الجميلات تنساب بكل نعومة الى داخل القفص اما الديك فانه يتسمر فى الباب وعندما اقذفه بكل شى تحت يدى ليندفع داخلا ..يعود على اعقابه واظل اطارده فى الحوش الساعات الطوال..فى مرة من المرات تمكن الثعلب الخبيث من الدخول الى القفص وايقظتنى امى على الجلبة غيرالمعتادة ...حملت العكاز وفتحت الباب خرج الدجاج المزعور تباعا..اما الديك الغبى فظل يدور فى القفص مع الثعلب واعيتنى الحيلة اخيرا وبمجرد خفضى للعكاز انساب الثعلب هاربا ومقتنعا من الغنيمة بالاياب..هذا هو الديك!! ************* اما التور فهو يعبر عن القوةالرعناء..كنا فى كريمة ونريد العبور بالمعدية الى نورى..كان هناك لورى فيه بقر وثور..نزلت البقرات الانيقات ودخلن البنطون فى وداعة..وعندما ارادوا انزال الثور استدار وقابلهم بموخرته وعبر عن شعوره بصورة مقرفة لتغمر الروائح الكريهة المكان وسحبوه ليسقط بصور شنيعة،كما يسقط اللذين لايريدهم الشعب السودانى فى الانتخابات ..وعندما نهض اندفع نحو البنطون وانحرف فى اخر لحظةليطوح بالزين يمسكون بالحبال فى الماء ويسبب اافزع الرهيب للركاب فى البنطون ..واخذ يعدو بحزاء الساحل..احد الخبثاء ردد:هذا الثور فى حاجة الى نظارة..فى الاصل الثيران مصابة بعمى الالوان يمكنه ان يجلس فى مصاطب المريخ ويكوم مشجعا للهلال..لذلك فى القاموس المحيط كلمة دكتور هى مزيج متجانس بين الغباء والرعونة(ديك..تور) *********** فى ايام الجامعة وانا ادخل من باب النشاط لمحت مواطنين من شرق السودان بازيائهم المعروفة يحمل احدهم حقيبة هاند باق..كان احدهما فى العقد الخامس والاخر فى بداية العشرينات ..كان يقفان محرجين عند الباب...والطلبة والطالبات ينسابون من الباب دون ان يعبروهم..القيت عليهم السلام فبان البشر على وجهم الطيب..اخبرانى انهم يريدان الدخول لزيارة ابنهم الدكتور الذى عاد للتو من الخارج كان فى كلية الاداب..دخلت معهم الى الجامعةوقدتهما الى المكتب بعد ان اخبرنى اصدقائي اللذين يجلسون فى ضهر التور..طرقت الباب استدار ونظر الى ثم من فوق كتفى اليهما بدا فىوجه تعبير ينم عن عدم الترحيب والارتياح الرهيب اصابنى بالامتعاض..تسمرت فى مكانى واستدرت منصرفا وتركتهما يدخلان فى ارتباك ذهبت وجلست فى الهرم فى النشاط اشرب ليمون لعله يطغى على المرارة التي احسسيت بها..سرعان ما لمحتهما يعودان فى طريقهما الى الخارج..كان الصغير يتحدث بغضب شديد واستطعت ان التقط جملة لا يقولها السودانيين الا فى نقطة اللاعودة(لو بقى قبلة ما اصلى عليه)..وكان الرجل الجليل يطيب خاطره..خرجا من الفردوس الزائف وانا اشيعهم بنظراتى منا بعيد وبقية هذه الحادثة تحز فىنفسى حتى اليوم. ولم اتخلص منها الى بعد ان اسقطه فى شخصية صابر فى رواية الساقية(فى نادى القلم).ولكن عزائى الوحيد ان النميرى كان يردد دائما ان حكومته تعج بمثل هؤلاء(الديك ..تور)..عشان كده تطور السودان واصبح دولة عظمى تملك الصواريخ العابرة للقارات..لا مجاعة ولا هم يحزنون.. ومع ذلك هناك دكاترة اجلاء وعلماء حقيقيين تعتز بهم البلاد..واعوذ بالله من العلم الذى لا ينفع
|
|
|
|
|
|