|
مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم ..
|
إيمان أحمد ..
كلنا نبكي !! .. كم من باكٍ على خيباته .. وهل نهر الدمع يغسل جريرتنا .. وإن توضأنا به خمسا … - يا … وطني !! ___
توشح بالصبر كله حتى تسربلت أذياله تلعق الذي لا يطاق .. لم يكن يُضمر غير الذي خبأه مظنة ، ومشى هاشاً ماداً ما بين شفتيه نكاية في تواطئ الزمن المفترى ، ومضى .. مضى هكذا دون أن يشكو ، هاج الريح يعوي يآزر نقيق ضفدعة لجوج يختلج مكامن الثبات فيصيبه الذي يخيف ، وهذا الصمت يحبو حبواً نحو ضجيج المكر المخبأ طئ عباءآت الجموع الزوائف فيجثو ..
كان أمله كنبتة تتأود حين باغته حزنٌ موغل مندسٌ في السر ، لم تأرضه الدابة وهو يتمدد في زمنه السرمدي .. كيف يعشُ عن مغارات الجراح والنزف ألهبته نفحة ذكرى حين تأوه ذات مساء .. برق لائح طيف تغمّس طلاء الأمل .. اثخنه الندم ، كيف يوارب منافذه والأشياء تتبرج لحظة سترٍ ..
جال ببصره مذهلا في سمائه الشاسعة ، حين غمر إجاج مالحٌ عينيه ، همهم كالممسوس ../ نطفة هطلى . ومقاليد حصونه مشرعة ، فيلثم عنق الخرافة موجٌ ، فليت ضراعة تغفر لنا ، فلا يأتلق الصبح والليل موشحاً بسرب النائحات ركائز الصبر الكهول .. ودماءٌ قانيات تأكسدت تستعيض بالليل بشرة .. أما وأن اليقين ماداً كفيه فهمهمات الشيخ لا تثمر .. فخيام الذل شقَها إزميل ، أين الفرح والحور العين توارين سخرية ، والظنون شواهد ..
أحصاها .. سنوات تسلّقت حصون القبح ، والمكيدة كورق صفصاف أخطبوطي تتربصه في قيله وصومه .. نزعها سترة الحذر المشوب بالفطنة .. تسوّر الحصن ، خايله قاربٌ يفرد أشرعته كجناحي نسرٍ تمنّعت الفرائس عن تخومه .. لم يتحسس طوق نجاته نزلة أخرى .. فسترة حذره أبلاها العمر .!
بين الماضي والآن ، إقحام لإندهاشات تُفتت رطب الحواصل غفلة .. فحفنة السنوات تزهق ، فتدمع عين الشيخ والثكلى تلفها وحشة الهوادج .. ومن ذاك الثقب المحصن بأسن الحراب سربت على إستخفاء مهيض أطياف فرحة عرجاء تعتكز منسأة مفرغة الحشا .. هذا الليل حين يتمدد مثل النيل لا يستر حاجة الكادين على طميه .. وثمرة الخبث تنضح بالرياء والصمت المؤبد .. في وادي النمل تهيم بلا رجلٍ كي تبعثر حفنة نفاق .. وعيناها تأتلق ليحطمنّها نفرٌ .. فتبسّمت .. يأويها شجرٌ بلا ظلٍ ونهرٍ يكدّس في أحشائه صنابير طميٍ تلهث أسماكه فتبتلع الطعم والسنارة والظمأ .. بوصيد قرب رصيف باسطٍ ذراعيه إن تحمل عليه .. أو تتركه يلهث ..
حين رأى أرتال الصابرين تفوّج هتف بصوته الكتوم .. كيف – وليت السؤال مباح – تتبدلوا الخبيث بالطيب تنفقوا ؟ كيف – والسؤال حرامٌ – القتل يحني هامته طاعة للفتنة ؟ .. من يجزم أن القبر مضاءٌ بنوره .. أم ذاك جمرٌ متقد .. فلا تودع مظانك أوكار ريبة فتضجّ مفارق الدرب تئن .. فتصيخ السمع كرتين .. فتئن .. تئن ..
ركن الي سكونه برهة ، هاتفه صوت سرى من عميق الغيب .. الصبر الصبر ، هل ترنّح يقينه تارة أخرى .. تمتم .. / هذا كل ما تبقى من خنوع بين ا لجوانح والحوايا / سألفظه بالعراء / الصبر .. الصبر .. والنار ممهدٌ لها طريق الإستشراي في حقول هشيمه المتحفذ قيد أنملة .. لا يفصل بين الرحيل والصبر سوى لحظة إحتضار ترويعي ..
قفز الي ذهنه سؤالٌ لا تعنيه الإجابة ، من هو أرحم الإنسان لأخيه الإنسان .. أم الطبيعة الهائجة لإختها .. أم من هو أرحم للآخر .. الطبيعة الوادعة الحالمة أم الإنسان الجائر .. أين نجد الدفء هل عند شجرة ظليلة في قيلولة غائظة .. أم حضن والدة روؤم أنهكها الإنتظار وبنؤها يضربون في أرض الله .. وبلا خبرٍ ، هل نختار كوب ماءٍ وشفاهنا عطشى كأرض تشققت بفعل الجفاف أم نستبدل ذلك بقبلة حرى بعد طول هجرٍ وجفاء .. أم الصبر بضاعة كاسدة ؟ ..
ظل يناجي نفسه .. أيكم أثقلته تساؤلات مبتورة غُرة الفجر والناس نيام .. أيكم أفرغ الحزن مخبأه في كنفه تبرماً كي يتسول جهرةً .. أيكم لاذ بالصمت حكمةً فهتف الغوغاء تملقاً .. أيكم أوصته والدةٌ أرض الله واسعة .. أيكم رشف دمع أمه كي تغر عينها ويتمدد فؤادها فارغا كي تُبصر به جارة ولم تبده .. يا نائحاً الصبر صخرة ملساء .. يمم وجهك كتف الصحراء .. فلا تدلق دموعك حسرة ، فلو لا إذ دخلت مخبأك وقلت طاعةٌ .. لمثوبة من الله خير ..
تتوارد الأسـئلة حيـرى كطاحونة هـواء إسـتمرأت اللهو .. لا جواب يُغني وعقله خمُول لا يتفتـق وبصيرتـه عمى .. والصوت يحامم الصمت الأليف .. وسمعه صمم .. غدا جسداً ليس له خوار ...
رحمابي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-04-04, 08:56 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | ودقاسم | 01-04-04, 09:21 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | shiry | 01-04-04, 09:57 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-04-04, 11:54 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | ابو جهينة | 01-04-04, 10:06 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | اساسي | 01-04-04, 10:13 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-04-04, 11:56 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-04-04, 11:55 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-04-04, 11:53 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | Adil Osman | 01-04-04, 12:14 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | nassar elhaj | 01-04-04, 01:06 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | خالد الحاج | 01-04-04, 01:43 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-04-04, 02:55 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-04-04, 02:54 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-04-04, 02:53 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | THE RAIN | 01-04-04, 04:34 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | إيمان أحمد | 01-05-04, 01:32 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | khider | 01-05-04, 01:54 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | bayan | 01-05-04, 02:25 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | Hussein Mallasi | 01-05-04, 05:54 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-05-04, 07:47 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | إيمان أحمد | 01-12-04, 04:35 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-12-04, 07:39 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | mutwakil toum | 01-12-04, 10:38 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | السمندل | 01-12-04, 01:06 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-12-04, 02:34 PM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-13-04, 07:01 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 01-15-04, 07:12 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | AlRa7mabi | 03-04-04, 09:53 AM |
Re: مثل غنيمةٍ .. تسابقت عليه سهامهم .. | شتات | 03-04-04, 12:55 PM |
|
|
|