|
د.يوسف نبيل (Re: عمر عيسى محمد أحمد)
|
اخي الكريم أستاذ/ عمر عبسى محمد احمد اولا لا يسعني سوى التعبير عن مدى امتناني لك على إثر مداخلتك الهامة التي تلقي الضوء على إنسان يهم لأمر السودان وشعبه ، بل ويبحث عن بصيص أمل يقودنا نحو غدا آخر غير ما رأينا وسمعنا طيلة تلك السنيين ، بل يسعى جاهدا حتى يجد نقطة ضوء تُسلّط وتصبح شمسا جديدة تفيض نضارة وحيوية وقوة تلهم هذا الشعب الصابر منذ سنين على أحوال ساسته غير الناضجين فكريا فما بالك بالنضج الوطني الذي لا يحتاج سوى إنسان حر يأبى ان يقبل على وطنه الخزي والعار ، بل يمكن له تجاوزها إلى التعاون مع الشيطان مادامت هناك المصالح المرجوه ، وهكذا أجاب مسبقا رئيس وزراء بريطاني حينما سئل عن أطراف التحالف ، فكان هذا رده. لا يوجد عجز الا في عقولنا ، وان انتصرنا عليها ملكنا الكون كله ، لقد تحدثت مسبقا في سلسلة مقالات نشرت جميعها على موقع سودانيز اونلاين اكثر من 12 مقال عن كيفية العلاج والمعالجة، أوضحت كيف يكون التغيير و على اي شاكلة ! ولا يسعني التوضيح أكثر ليس لضيق أفقي بل لاني اعلم بأني مهما تحدثت عن التغيير لن يؤخذ بكلامي مأخذ الجد ، لاني ليس حزبيا ولا سياديا ولا رمزا وطنيا ولا اسعى لتلك الأعمال جميعها كي لا تختلط عليك المعاني ! ومع ذلك لن أتوقف عن الكتابة والتوضيح للعامة عن سوء إدارة البلاد. أني مفكر سوداني أبحث مثلك عن فاعلية طرق التغيير وكما توجع انت ، فإني موجوع أكثر منك على حال بلدي ، خاصة وان وفقني الله عز وجل بأن أتعلم وأعرف وأعلم بعض الحلول ، لكني لا استطيع تطبيقها ولا حتى مناقشتها في العلن ، وأيضا لا أسعى للعلن ولا ولم ولن يهمني العلن ولا اهله مطلقا.. وإن كل مصائب السودان الحديث أتت بفعل فاعل حزبي مجتهد في إضعاف وانهاك الحزبي الآخر ، بل كما اسلفت الذكر بأن تعدد الأحزاب ليس دليل صحة قوام الدول وديمومتها وديموقراطتيتها المزعومة بل هي دليل وعلامات وأعراض مرض شديد الخطورة فان الأحزاب هي صوت الغرب وليس صوت الشعب ، هي امتداد للإستعمار لكن ب رعاية وطنية. واني لا ألوم اهل السودان لانهم شعبي وهذا وطني لكني ألوم الأحزاب على المكائد التي فرضوها شريعة على الوطن ، فلو تفحصت وتحسست التاريخ جيدا ستدرك بأن الحكومات العسكرية هي نتاج المكائد الحزبية ، و غل الأحزاب تجاه بعضها ، ففي 58 سلم حزب الأمة السلطة لعبود كيدا في الديموقراطية الأولى ، وفي 69 سلم الشيوعيين السلطة الى نميري كيدا في ديموقراطية أكتوبر ، وبعد عشرين عاما في 89 سلم الإسلاميين (جبهة الميثاق الإسلامي) السلطة للعسكر ايضا ، وفي 2019 سلمت احزاب قوى التغيير السلطة الي المليشيا كيدا في العسكر !! هل ادركت عظم الفاجعة ! نحن لا نحتاج إلى نظام سياسي بل انضباط سياسي. هناك اشياء كثيرة يستطيع تقديمها اهل السودان غير الموت ، واشياء بسيطة جدا ، إنهم يحتاجون الى موجه وطني وليس موجه سياسي حزبي منتفع او عسكري قاهر ، هناك علاج أقوى من الموت ، وهو التعاون البشري حول المفاهيم والقيم السائدة ، اعادة تأهيل المجتمع ، التربية الذاتية ، لدي الكثير من الحلول ومكتوبه وجاهزة للنشر او للتداول لكن لا أهتم بتقديمها وشرحها لأني اعلم يمصيرها بانها لن ترى الضوء كما أسلفت بذكر الأسباب.
ولكم دوما كل تحية الإخاء والمحبة على ان تدوم الصلة في الوطن ومن ثم في الانسانية وأخيرا في السياسة. ولك مني كامل الاحترام والتقدير ، تحياتي .. د.يوسف نبيل
|
|
|
|
|
|