|
Re: محاصصة أم قسمة سلطة؟ بقلم السفير نصرالدين (Re: Kostawi)
|
الأخ الفاضل / نصر الدين والي التحيات لكم وللقراء الأفاضل
قرأت مقالك هنا .. وهو مقال بمنتهى المصداقية في سرد الواقع السوداني .. ولكن يعيب المقال ذلك الإسهاب والتطويل .. والأسلوب الحديث يتطلب ذلك الاختصار الشديد الذي يجتهد في توصيل المعلومة المطلوبة بأقصر الطرق الممكنة إلى ذهن القارئ .. لأن المزاج العصري أصبح لا يقبل ذلك النوع من التطويل في الكتابة .. وتسعون في المائة من القراء يقولون أنهم تركوا قراءة الكتب من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة .. بل يكتفون فقط بمجرد العناوين !!.
ثم ندخل في جانب من مقالكم ذلك المفيد .. أنت كنت منصفاُ للغاية حين جسدت نظاماُ بعينه ووصفته بأنه نظام تسبب في خلق الشقاق بين أبناء السودان من منطلق المقولة : ( فرق بين الجمع حتى تكسب القوة !!) .. وذلك النظام اشترك في بناءه وتقويته ودعمه والوقوف معه الكثيرون من أبناء مناطق السودان غرباُ وشرقاً وشمالاً وجنوباُ ووسطاُ .. وأكثر الأبناء الذين وقفوا ودافعوا عن ذلك النظام بطريقة مكشوفة ومفضوحة هم كانوا من أبناء الغرب .. ولا يتيح المجال هنا لذكر الأسماء البارزة التي ساندت ذلك النظام الظالم جهاراُ ونهاراُ .. ويكفي أن البعض منهم مازال مطلوباُ لدى الجنائية الدولية .. ولكن غيرك من هؤلاء الكتاب الحاقدين لم يكونوا إطلاقاُ بذلك الإنصاف !! .. بل أرادوا بطريقة خبيثة للغاية أن يحملوا موبقات ذلك النظام الجائر على أكتاف أبناء ولايات معينة في السودان !.. وذلك لمجرد الأحقاد .. وأخذوا يتناولون الأمر بطريقة عنصرية جارحة للغاية .. وبذلك الأسلوب البليد الغبي الأرعن هم قد استجابوا لرغبات ذلك النظام البائد الذي أراد الشقاق بين الإخوة بطريقة ماكرة حتى يكسب الأرضية لسنوات طويلة .. والنظام كان يعرف جيداُ تلك الضحالة في عقول هؤلاء الجهلاء .. الذين كانوا ومازالوا يفكرون بعقلانية بدائية متخلفة للغاية .. وهؤلاء لو تمعنوا قليلاُ وفكروا فإن تسعون في المائة من أبناء تلك الولايات المتهمة زوراُ وبهتاناُ قد هاجروا وتركوا السودان بطريقة مكثفة للغاية خلال الثلاثين عاماُ الماضية .. وقد فضلوا الحياة والعيشة خارج السودان بدلاُ من الحياة والعيشة في معية النظام الظالم الجائر .. كما أنهم فضلوا العيشة في بلاد الغربة بالخارج بدلاُ من الحياة والعيشة في رفقة هؤلاء الحاقدين من أبناء تلك الولايات الذين لا يفرقون بين الظالم والمظلوم .
أما حكاية اقتسام السلطة والثروة بين كافة الأطراف في السودان فتلك قصة طويلة تحتاج لصفحات وصفحات حتى تتجلى الحقيقة .. وبالنسبة لتلك الأقاليم المنكوبة المظلومة المهمشة في السودان طوال الستين عاماُ .. فيكفى قول ذلك المناضل الكبير ( جون قرنق ) الذي زار الولايات الشمالية بالسودان في يوم من الأيام وقال بالحرف الواحد : ( أنتم أولى بالدخول في الغابة ومحاربة السلطة في المركز .. ثم أدرك أن الولايات الشمالية لا توجد فيها تلك الغابات !.. فذلك المناضل الواعي الفاهم وكذلك أبناء الجنوب كانوا أوعى وأفهم كثيراُ من هؤلاء الغوغاء الذين تعودوا أن ينطلقوا من نزعة الأحقاد .. ولو كان هؤلاء يملكون النباهة الكافية لما اجتهدوا يوماُ في خلق تلك الخصومات بالتجريح والمحاولات من منطلق العنصرية .. بل كانوا اجتهدوا بطريقة أخوية وعقلانية ليكسبوا مساندة ودعم الأبناء في تلك الولايات !.. ولكنهم بطريقة بلهاء وغبية أصروا أن يخوضوا تلك المعركة العنصرية الجانبية الخائبة .. ثم خسروا تلك القضايا المصيرية ولو مؤقتاُ حتى هذه اللحظات .. وتلك كانت بلادة كبيرة في التكتيك من قبلهم !.. ومازال البعض منهم يزاول نفس الأسلوب دون تفكير .. وأبناء تلك الولايات المتهمة زوراُ وبهتاناُ لم يخسروا شيئاُ ولن يخسروا شيئاُ .. وهم في الغالب يتواجدون في خارج البلاد بطريقة مكثفة كالعادة .
وفي الختام لكم خالص التحيات
|
|
|
|
|
|