[المتاريس] التي رأيتها في العاصمة الخرطوم في الأيام الماضية ليس القائمون عليها والذين يأمرون بها ليسوا قطاع طريق فحسب بل إنهم [مجرمون] [معتدون] [ظالمون]. فقد قطعوا الطريق على المرضى من علاجهم ومات منهم الكثير واعتدوا على حقوق المواطنين والمقيمين ومنعوهم من ممارسة حريتهم وكلفوهم من الوقت والجهد والوقود ما لا يطيقون وحجزوا أصحاب الأعمال والمتكسبين من المواصلات والمتكسبين على طريقة (رزق اليوم باليوم) وارتفعت بسبب هذا العمل الغريب الأسعار وشحت وانعدمت بعض السلع في بعض المناطق والأحياء.
وقد زادوا على قطاع الطرق بأنهم اعتدوا على ممتلكات خاصة وعامة فجعلوها ماذة لتلك المتاريس اعتدوا على اللافتات الكبرى فأنزلوها على الأرض وعلى الطرق فكسروها وأخرجوا بلاطها وعلى أحجار حواجز النيل فنهشوها وهذا من الأعمال العدوانية إذ هذه الممتلكات العامة والخاصة لا يجوز الاعتداء عليها ولا يجيزها الغاية التي ينشدها من يضعها فإن الغاية لا تبرر الوسيلة. هذا وغيره ضرر كبير تأذى منه عامة المواطنين بلا ذنب لهم.. فما ذنب المواطنين المنكوبين بأنواع من الأذايا مما حصل ويحصل؟! لماذا يدفع المواطن الغلبان الثمن الغالي بهذا الصنيع الذي بلغ ضرره ما بلغ؟! والله وبالله وتالله إن غالبية من لقيتهم يدعون على من أمر أو دعا أو باشر عمل هذه المتاريس.
وكما نبرأ إلى الله تعالى من إراقة الدم المعصوم وقتل العزل بالرصاص ونحن في انتظار نتائج التحقيقات في ما جرى يوم فض الاعتصام مما ترتّب عليه إزهاق أنفس وإراقة دماء ؛ فإننا نبرأ إلى الله تعالى من حبس الناس في بيوتهم ومنعهم من التحرك للعلاج ولغيره ومنع الخدمات من وصولها إليهم.. فليتق الله من يأمر بها أو يدعو لها أو يباشرها وكان الله في عون أهلنا وفرج عنهم وكفاهم شر كل ذي شر وجعل ولايتهم في من خافه واتبع رضاه. وكنت قد كتبت سابقا كلمات من قلب محب لأهله الخير نصحت فيها بشأن هذا السلوك الغريب على مجتمعنا حيث قلت : إن الحقوق لا تطلب بإهدار الحقوق والخطأ لا يصحح بارتكاب الخطأ والظلم لا يرفع بالظلم إن إغلاق الطرق والممرات عمل فيه من الضرر على الأفراد والمجتمع ما لا يخفى.. لن يعدم الوسيلة المشروعة من يطالب بحقه ولن يفقد من ينشد حقه السبيل القويم الذي لا يخالف إحدى قواعد الفقه الخمس الكبرى في فقه المسلمين : (لا ضرر ولا ضرار) .. وكل يوم تحمل الأخبار أحزانا ومرارات لبعض المواطنين بلغت ببعضهم وفق ما نقل إلى فقد أرواح عزيزة من ذويهم بسبب عدم التمكن من إسعافها.. وحجم الضرر لا يحتاج إلى ذكر نماذج.
إن أهل السودان لهم حضورهم في نشر الوعي وبث العلم والدلالة على الترتيب والتنظيم واتباع الطريق القويم في المجتمعات الإقليمية والدولية.. ولهم وجودهم بتميز أخلاقهم ورقيهم في تعاملهم.. وحرصهم على الذوق الكريم وحسن المعشر حتى باتت هذه الجوانب وما يشبهها [شهادة جماعية] تشهد لهم بها الشعوب العربية وغير العربية.. فما بالهم باتوا يقطعون الطريق على أهلهم ويضيقون على المارة من بني مجتمعهم !! في وقت هم يعلمون أكثر من غيرهم أن أهلهم في أشد الحاجة إلى المساعدة والتخفيف لما يجدونه من معاناة متنوعة في هذه الفترة الحرجة من عمر بلادهم. ألا فانتبهوا أيها الشباب.. وابتعدوا عن هذا السلوك الدخيل الذي لا يشبه أهل مجتمعكم ولم يعهد في صنيع آبائكم وأجدادكم.. واحذروا من هذا المسلك المحرم شرعا فإن من شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق فكيف بك تقطع الطريق وتضع فيه الأذى !! .. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس في الطرقات درءا لمفسدة الإضرار بالمارة ورخص في الجلوس للضرورة لمن يكف أذاه ويغض بصره ويرد السلام ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.. فإن النهي عن الجلوس يعني تحريم الجلوس إلا بشروط محددة.. فكيف بإغلاقها بتلك العنتريات [المخجلة] !! ولا تكن ممن يقلدون تقليدا أعمى فيقبل أن يغرر به دون نظر أو تأمل فيما يترتب عليه عملك .. فانتبه رعاك الله واحذر دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة