نعم ان الاختلاف بين الدولتين في شأن الحدود امر ليس بجديد إنما الاحتلال بمنطق القوة وترفض التحكيم لا تعبر قطعا عن نظرة السودانين للعلاقة مع مصر . لان التحكيم هو التصرف السياسي النهائ في حسم الخلافات الحدودية . اذا علمنا حتي الان لا توجد صراع حدودي تم حسمها بالقوة ، نعم يمكن لاحدي الدول تكون متفوقة عسكريا يمكن ان تفرض أمراً بالقوة ولكن الي حين .ويعد ذلك احتلالا،و متي ما توفرت للدولة الاخري أسباب التفوق العسكري حتي ولو بعد القرون ،فانها تستعيد أراضيها وتحتل المزيد كتعويض او تطلب التعويضات المادية لكل فترات الاحتلال .ان أراضي الدول غير خاضعة للتخلي ولا النسيان بعامل الزمن او الضعف، وان كانت هناك نماذجا تمت بيعها، ولكن لا يوجد نمودجا واحداً في العلاقات الدولية حسمت بالقوة وأنهى النزاع . ولذلك ان مبدأ التحكيم لا غني عنه في الحسم الحدودي وخاصة ان الأخوة المصرين يعلمون تماما ان حلايب جزء من الاراضي السودانية وسكانها سودانين وبل هم أنفسهم من وضعوا هذه الحدود وكل دول العالم تعلم يقينا ان الحلايب ضمن الاراضي السودانية ما عدا الدول العربية تقف بجانب مصر بدعوي انها أراضي عربية . والمصريون يعلمون جيدا ليس في مقدورهم جعل الحلايب مصريا والسودان تملك أدوات الضغط الكافية لاسترداد أراضيها وحتي فرصة بناء العسكري لتحرير الحلايب مسالة الوقت فقط . وخاصة ان مبدأ التحكيم قبلته مصر من قبل في حدودها مع الاسرائيل . فان تعامل الشعوب مع أراضيها وسيادتها تسمو فوق كل العلاقات . نعم مصر ليست الزولة الوحيدة تحتل أراضي سودانية ولكن المصريون يتعاملون مع السودان في موضوع الحلايب بازدراء وعجرفة غريبة وغير مسبوقة لا يريدون الاكتفاء بالاحتلال العسكري بل يرفضون حتي مجرد ادعاء السوداني لسيادتها ،وعلينا نخرس ونبارك الاحتلال . مع ان علي الطرف المعتدي عليها علي الأقل ان تسمي المعتدي دولة العدو .واقل ما تسطيع فعلها هو قطع كافة أشكال العلاقات وإغلاق الحدود ويمنع مواطني البلدان دخول أراضي دولتان واي تعامل معها تعتبر خيانة عظمي او التجسس . هذا اذا لم تستطيع استعادة أراضيها بالقوة العسكرية فما الذي يمنع السودان اتخاذ هذه الإجراءات لاجبار مصر علي قبول التحكيم ؟نعم هذه الإجراءات لم تأت الا بعد قيام بعمل العسكري ضد الاحتلال المصري ،مهما كان لدي الطرف الثاني فارق كبير في القوة العسكرية فان الهزيمة أيا كانت نوعها أفضل بكثير من السكوت لان ذلك يعني الجبن او قبول الاحتلال ويضعف الحجة امام التحكيم وكذلك التعاطف الدولي ،ادا لم تحاول الدولة استرداد اراضيها .ومن جانب اخر اعلان الحرب يعني استخدام كل الأدوات التي تملكها لدعم الموقف والتضحية من اجلها وان الهزيمة هي في العادة نقطة الانطلاق بناء النظم العسكرية القوية وبل تطور الدول عندما تواجه التحدي هو المصدر للإبداع وتجاوز محطة الاحتقار والضعف بخلق العزيمة الضرورية لبناء الوطن والترسانة الدفاعية علي الأقل فالعسكرية المصرية لم تبلغ مرحلة تهديد دول الجوار لو الهزيمة التي تعرض لها من إسرائيل .ولذلك ان الهروب من مواجه الجيش المصري يعني هروب من استحقاقات الوطن. مع ان المصرين لا يستطيعون دخول الخرطوم حتي و لو محروسة بالعصي وهم يعلمون هذه الحقيقة.
العنوان
الكاتب
Date
مصر ليست شقيقة بل دولة العدو(٣) بقلم محمد ادم فاشر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة