|
Re: أخي الرئيس.. هذا أو الطوفان! (1) بقلم الطيب م (Re: الطيب مصطفى)
|
لأول مرة أقرأ مقالاً للأخ ( الطيب مصطفى ) يتحدث فيه بصدق الأحاسيس ويواكب خلجات النفوس التي تجيش في صدور الشعب السوداني .. لسنوات وسنوات كان يلف ويدور في حلقات المداحين والطبالين الذين كانوا لا يرون عيبا في نظام الإنقاذ .. ولكنه في هذه المرة قد تجرد كلياً من المحيط والمخيط .. وهذا التحول في مواقف الأخ الطيب مصطفى مرده مجهول الهوية .. ورب قائل يقول أن أطراف السوط بدأت تلاحقه كالآخرين .. حيث بدأ يجوع كما يجوع الآخرون .. وبدأ يشتكي من الغلاء كما يشتكي الآخرون .. وبدأ يزرف الدموع من قسوة ظروف الحياة كما يفعل الآخرون .. ويقال أن الجدب والنشاف يبدأ بأطراف البحيرة .. ثم رويدا ورويدا تضيق حلقات الجدب والقحط نحو الداخل حتى ينال مركز البحيرة !.. والسواد الأعظم من الشعب السوداني الذي يعيش في هوامش البحيرة قد شبع عذاباً وموتاً وجدباً وقحطاً .. ثم هنالك آخرون كانوا يعيشون بالقرب من مركز البحيرة ويتمتعون بفضلات الجاه والتقرب .. فإذا بالدائرة أيضاً بدأت تدور عليهم .. وهم الآن بدءوا يتذمرون من سوء الأحوال .. ومن صعوبة المعيشة ،، ومن تردي الأحوال في كل المسالك .. وسوف تأتي لحظات النشاف والقحط على كامل أهل البحيرة ذات يوم وعندها سوف يتساوى الكل في مقدار الجحيم .
والعيب الوحيد الموروث في أفراد الشعب السوداني يتمثل في تلك الأنانية المفرطة .. فالإنسان السوداني لا يحس بأوجاع الآخرين إذا كان هو في نعم الأحوال .. فهو يشاهد المصروع في الأرض يفرفر ألماً ولا يبالي مادام هو في نعم الحال .. ويشاهد أطفال الآخرين يبكون جوعا وعطشاً ولا يكترث ما دام أطفاله في نعيم الأحوال .. ويسمع أصوات الاستغاثة والنجدة لدى الجيرة والآخرين ولا يتحرك ساكناً ما دامت أحواله طيبة وسليمة !.. ورجال الإنقاذ ( من البشير في القمة ) والوزراء والمسئولين الكبار تحته وحتى أقل الرتب في درجات الخدمة والمسئولية لا يبالون ولا يكترثون بأوجاع وصيحات الشعب السوداني إلا إذا لحفتهم أطراف السياط .. وذلك البشير لو وقف يوما واحداً تحت الهجير في ميدان جاكسون وركض خلف الحافلات لأهتم بأحوال الشعب السوداني .. وهو ذلك البشير الذي لو عجز أن يشتري كيلو اللحمة لأسرته ولأهل بيته لأهتم بأحوال الشعب السوداني .. وهو ذلك البشير الذي لو عجز أن يواجه تكاليف العلاج والفحوصات والأدوية لأهتم بأحوال الشعب السوداني ,, وهو ذلك البشير الذي لو عجز أن يدفع رسوم المدارس لأبنائه لأهتم بأحوال الشعب السوداني .
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|