[email protected] بعد النجاح الباهر لدعوة العصيان المدني لثلاثة أيام متتالية عادت لنا ثقتنا بأنفسنا كشعب يرفض الظلم ويقوى على مناهضته بالوسائل المتحضرة. ومنذ ذلك الحين تواصلت الدعوات عبر شتى وسائل التواصل الاجتماعي لمواصلة مسيرة النضال ضد هذه الفئة الباغية، وهي دعوات تستحق التعامل معها بالجدية والحماس والنفس الطويل حتى يتحقق المراد. أكدت تلك الأيام الثلاثة على قدرتنا الاستثنائية في التضامن رغم بعد المسافات. وليس هناك ما يرعب أي حكم ديكتاتوري أكثر من تضامن مظلوميه. ولهذا رأينا كيف أن القوم جن جنونهم وراحوا ينسجون الأكاذيب ويحاولون تسويق الأوهام ويعزفون على ذات الفرية والأسطوانة المشروخة. لم يعد شباب السودان يؤمن بشيء اسمه " مسلمات". ولم يعد لديهم كبير سوى الخالق جلّ وعلا، إلا من خلال الأفعال. لذلك لن تجد أوهامهم سوقاً بعد اليوم. فهؤلاء الشباب الذين استفادوا من تكنولوجيا المعلومات ليدعوا من خلالها لثلاثة أيام العصيان لن يأتمروا بعد اليوم بأمر رموز المعارضة التي يحاولون تخويف الشعب السوداني من نتائج أفعالهم. دعوات العصيان بدأت من الشباب وستتواصل منهم بإذن الله. ويجب أن تفهم حتى ربات البيوت البسيطات في سوداننا أن كل وطني غيور وعفيف ونزيه لابد أن يكون معارضاً لهذه الحكومة التي أوصلت البلد للحضيض. لم يعد الأمر حكراً على عدد محدود من السياسيين المعارضين الذين (ينظرون) للناس في العلن ومن وراء الستار يتواصلون مع رموز النظام وأشد طغاته غلظة. بل صارت المعارضة الشريفة والجادة عمل يخص كل شباب الوطن الطامح لحياة كريمة. هناك دعوات لعصيان مدني كل شهر. وهناك دعوات لأن يكون يوم 19 من الشهر الجاري يوماً لتكرار ذلك المشهد الرائع، أي أن يمارس أفراد الشعب حقهم في العصيان مجدداً. وترافقاً مع ذلك أطلق أحد الشباب مبادرة رائعة. تتخلص المبادرة المعنية في أن يطلق كل من لديه عربة بوري هذه العربة بطريقة ملفتة خلال الفترة ما بين الثامنة والثامنة والربع مساءً كل يوم إبتداءً من يوم الأحد 11 ديسمبر. ومثل هذا الفعل رغم بساطته وسهولته يعكس رغبة وتصميم على التنظيم والتضامن في وجه هؤلاء القوم الذين لا يشبهون شعبنا في شيء. بدأت المسيرة ولا نتوقع لها توقفاً قبل تحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحياة الكريمة واستعادة كرامتنا المهدورة. لكن مع استمرارنا في التعبير عن تضامننا وابتكار أساليب جديدة كل يوم لمنازلة الطغاة سلمياً علينا أن ننتبه لمحاولات اجهاض هذا التضامن. بالطبع لن تتوقف محاولات الاجهاض عند السعي لزعزعة المناضلين وازعاجهم ومضايقتهم. ولا بنشر الأكاذيب والشائعات. فقد تصل هذه المحاولات إلى حد دعم عملية التغيير ودفعها للأمام بعد أن يهيئوا ما يجهض الانتفاضة القادمة. وهذا ما لا يمكن للشعب السوداني أن يسمح به مجدداً. فثمة شخصيات يجري تلميعها بين الفينة والأخرى. الدكتور كامل إدريس، مدير عام المنظمة الدولية للملكية الفكرية السابق أحد أبرز هذه الشخصيات التي يجري تلميعها. لا أحد ينكر على الرجل مؤهلاته الأكاديمية ولا خبراته العملية. لكن لو كانت المؤهلات الأكاديمية والخبرات العملية تكفي لقيادة البلد لكان سوداننا الآن بين مصاف الدول الكبرى. لن ينسى الشباب القابض على جمر القضية أن كاملاً هو مهندس لقاء جنيف بين الترابي والصادق المهدي. ولن يفوت عليهم أن الدكتور رشح نفسه لانتخابات أدركنا جميعاً بأنها لم تكن سوى واحدة من الاعيب النظام. وليعلم هؤلاء أن الشباب الذين قدموا دماءهم رخيصة من أجل الوطن وما انفكوا يناضلون من أجل تحقيق تطلعاتهم المشروعة لن يسمحوا بجزولي دفع الله جديداً يجهض انتفاضتهم القادمة. لا كامل إدريس ولا غيره من الشخصيات التي تحبذ اللون الرمادي يمكن أن يصبح قائداً لهذا الشباب المبدع الخلاق. فمن يبدعون في استحداث أساليب النضال ضد حكومة تملك كافة عناصر الجبروت والتدمير لن يعجزوا عن اختيار قيادتهم بأنفسهم ولا ينتظرون لا من حكامنا الحاليين ولا من مقاولي النضال ومعارضي الظاهر تحديد خياراتهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة