وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امريكا)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2006, 10:31 AM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر (Re: Bakhaf)

    لجوهر الأساسي لمنطلقات الإرهاب الأمريكي بقلم:د. محمد ناصر

    عدد القراءة : 510
    Sunday ,05 March - 2006



    الجوهر الأساسي لمنطلقات الإرهاب الأمريكي
    د/محمد ناصر

    المقدمة:

    إن ظاهرة الإرهاب من الظواهر التي يجب محاربتها وخصوصا الإرهاب الصهيوني المتمثل بشقيه الصهيوني اليهودي والصهيوني المسيحي، مع التمييز بين أعمال الإرهاب الذي لا يعتمد على أسس إنسانية أو أخلاقية، وأعمال المقاومة المشروعة لتحرير الأرض والإنسان، أو الدفاع عن الحقوق الوطنية أو القومية لأي شعب . وهو نضال مشروع في القانون الدولي، بعكس الإرهاب الذي يهدف إلى بث الرعب في نفوس الآخرين، و الذي يؤدي إلى استخدام أعمال العنف ووسائل القتل والبطش والإبادة من دون تمييز ، بهدف ترويع المجتمعات والدول .ويكون لها غالبا دوافع آنية مرضية تخص مصالح المجموعة أو الدول التي تمارسها. كما هو حال الولايات المتحدة وإسرائيل .فالعوامل الذاتية لا الموضوعية هي التي تتحكم في ضبط مفهوم الإرهاب في هذا العالم أحادي القطبية الظالم.
    منطق الإرهاب الأمريكي:
    أن أغلب الأدبيات الغربية الصحفية والأكاديمية لا تميز بين حركات التحرر والأعمال الإرهابية، بين إرهاب الدولة كحالة إسرائيل والولايات المتحدة، وبين كفاح الشعوب المستضعفة ودفاعها عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها. وما يؤكد ذلك المفهوم الغربي الخاطئ، ما كتبه (روبرت كوبر) مستشار رئيس الوزراء البريطاني للشؤون الخارجية تحت عنوان "إعادة تنظيم العالم " مبررا إرهاب الدولة بقوله: " أن التحديات التي تواجه الدول ما بعد المتقدمة تجعلها تستعمل فكرة ازدواجية المعايير، وتتعامل تلك الدول فيما بينها وفق نظم القوانين الأمنية لكن عندما يتم التعامل مع أكثر الدول تأخرا خارج دائرة الدول فوق المتقدمة، تكون الحاجة إلى التحول إلى الوسائل القاسية للعصور الأولى عبر القوة والهجوم المباغت والخداع، وبكل ما هو ضروري للتعامل مع أولئك الذين يعيشون في عالم القرن التاسع عشر… إننا فيما بيننا نتمسك بالقانون، لكن عندما نعمل في غابة يجب علينا استعمال قوانين الغاب."
    وهذا هو منطق الإرهاب الأمريكي التي تقوده الآن إدارة بوش ضد العالم تحت شعارات مختلفة وبإلهامات شيطانية متعددة، ومنظريها دائما الصهاينة ومرجعهم دائما ما يسمى بالتوراة. فهذا الصهيوني (صموئيل هنتغتون) الذي أطلق نظريته "صراع الحضارات" والتي تنطلق من نفس المفهوم، والتي تستعدي صانعي القرار في الغرب ضد الحضارة الإسلامية . و نظرية أخرى لفوكوياما " نهاية التاريخ" والتي تمجد الحضارة الغربية وتعتبرها أفضل الحضارات، وأحق الثقافات بالبقاء. وبما أن الثقافة اليهودية انتشرت في أوروبا بعد أن كانت حكرا على بعض الحاخامات، على يد الحركة الإصلاحية التي نادى بها مارتن لوثر، وسادت بعد أن كثر اتباع هذا المذهب، فهذا يعني حسب رأي فوكوياما أن السيادة على العالم ستكون للصهيونية. ونظرية أخرى هي نظرية نهاية عصر الأيديولوجيات التي تبشر بسيادة واحدة، هي سيادة الأيديولوجية الأمريكية على سائر الأيديولوجيات.
    الإرهاب على الإسلام:
    أنه لا شك إرهاب آخر بلباس عقائدي، فكري، أيديلوجي وثقافي، هدفه القضاء على كل المعتقدات وخصوصا على الدين الإسلامي . حرب إرهابية عالمية مجرمة (هرمجدون) يقودها بوش على العالم الإسلامي . وكشفت عن ذلك مجلة " موثر جونز" في شهر حزيران 2002 حيث ذكرت: "أن العديد من الدوائر الثقافية الأمريكية المؤثرة، اعتمدت فكرة إشاعة التشكيك في القرآن الكريم من جانب المثقفين الغربيين" ، وانتقدت هذه المجلة عدم قيام العالم المسيحي، والإعلام الغربي عقب 11 سبتمبر، بالتشكيك في صحة القرآن الكريم، كحل لإنهاء ما يسمى بالتعصب الإسلامي وإيجاد بدائل له. وقد نجحت هذه الحملة في دفع العديد من الصحف والمجلات الأمريكية والغربية، والعديد من القساوسة المتصهينين للهجوم على الدين الإسلامي، واعتباره (منبع الشر)، الذي يغترف منه (الإرهابيون)، كما عادت القنوات التلفزيونية الأمريكية والمجلات والجرائد لنصب محاكمات للقرآن الكريم والهجوم عليه . والهجوم المجنون على الرسول صلى الله عليه وسلم، والمطالبة بتدمير الكعبة المشرفة. فقد ذكرت مجلة (Israel Insider) :" أن الأمريكيين مثل الإسرائيليين يتميزون من بين الأمم، باحترامهم للحياة البشرية البريئة، وهم لا يستهدفون المدنيين عن قصد وإصرار! وإذا تضرر المدنيون عن غير قصد بسبب العمليات العسكرية تأسفوا على ذلك عن صدق…! ففي مكة يوجد برجان طويلان، في شكل (منارتين شامختين) تحيطان (بعلبة سوداء عريضة)، يعبدها المسلمون، ويتجهون إليها في حجهم المقدس، وإلى هذا الشيء الرمزي يتجه كل المسلمين في صلواتهم ، فلا بد من إقناع المسلمين بشكل لا لبس فيه أنهم لن يجدوا أي قبلة يتجهون إليها حينما يحنون ظهورهم لعبادة (إله الخراب) الذي يعبدونه"
    وفي 6/1/2002 ظهر الشيطان الإرهابي الصهيوني (جيري فالويل)، (المعروف عنه إنه كاذب وانتهازي وعائد من أساطير وميثيولوجيات العهد القديم، والذي خدع الشعب الأمريكي حين قال لهم " "أن اليهودي هو بؤبؤ عيني الله ، ومن يؤذي اليهودي كأنه يضع إصبعه في عين الله" والذي قال لهم أيضا: " لا أعتقد أن في وسع أمريكا أن تدير ظهرها لشعب إسرائيل وتبقى في عالم الوجود، والرب يتعامل مع الشعوب بقدر ما تتعامل هذه الشعوب مع اليهود.") ليقول:"أنا أعتقد أن محمدا كان إرهابيا وأنه كان رجل عنف ورجل حروب". وأساء زعيم آخر للمسيحية الصهيونية وهو (بات روبرتسون) للرسول صلى الله عليه وسلم حين تحدث في برنامج (هانتي وكولمز) الذي تبثه قناة (فوكس نيوز) حيث اتهم الرسول عليه الصلاة والسلام (أنه لص وقاطع طريق). وفي الاجتماع السنوي للكنيسة المعمدانية الجنوبية في مدينة (سانت لويس) في ولاية (ميسوري) الأمريكية تحدث قطب آخر من أقطاب المسيحية الصهيونية وهو (جيري فاينر) بافتراءات آثمة في حق النبي صلى الله عليه وسلم . وخدمة لنفس المخطط الشيطاني تحدث القس فرانكلين جراهام واتهم الإسلام بأنه"ديانة شر" حيث قال في 10/11/2002 :" ينبغي علينا الوقوف بوجه هذا الدين الذي يقوم على العنف… إن إله الإسلام ليس إلهنا، والإسلام دين شرير وحقير".
    ولا يفوتنا ذكر ما تناولته الصحافة ا لعالمية عن مجلة – نيوزويك الأمريكية - في بداية شهر أيار (مايو) 2005 والتي نقلت عبر تحقيق لها عن معتقل غونتانامو الأمريكي ، وكيف يتلذذ المحققون الأمريكان في تعذيب واهانة المسلمين عبر الأساءة للقران الكريم ، من خلال تدنيسه بتمزيقه و استخدامه في المرافق الصحية . وهو نفس الفعل الذي ما فتأت القوات الأمريكية فعله في العراق ، وعلى غرار ما فعله الجنود وقطعان المستوطنون في الدولة الصهيونية .
    ونذكر بعرض فيلم " مملكة الجنة "، والذي يجسد الحروب الصليبية ويعيدها إلى الأذهان ، عبر ذلك الشاب الذي يعمل حدادا ، حيث يأتي له في منامه والده المتوفى ويحثه للذهاب إلى مدينة القدس ، حتى يحميها ويقاتل من اجلها ، كي ينتصر الصليبيون . فهذا الفيلم في شكله النهائي يذكر بتلك الحروب ويذكر بالتطرف في الجانب المسيحي الغربي المتصهين . صور هذا الفيلم في المغرب وكانت تكلفته قد وصلت الى130 مليون دولار وعرض في 23/5/ 2005 في صالات العرض السينمائية في أمريكا . والهدف من هذا الفيلم غير التذكير هو انتصار الصليبيون في نهاية الأمر . وهو نفس الفعل الذي ما فتأت القوات الأمريكية فعله في العراق ، على غرار ما فعله الجنود وقطعان المستوطنون في الدولة الصهيونية .
    وهنا فقط نذكر بالقليل من الأفعال المشينة المسيئة للإسلام وذلك لكشف خططهم الجهنمية الإرهابية وما يخططون له ضد الإسلام والمسلمين وفضح إرهابهم الدموي المهووس. أنهم فئة من الناس اتخذت من الشيطان إلها فعبدته بأسماء مختلفة حسب كتابهم المسمى بالتوراة أو العهد القديم، فهو تارة يسمونه يهوه وتارة يسمونه إله إسرائيل، وتارة يسمونه رب الجنود، وتارة يظهرونه ضعيفا مترددا غير واثق من نفسه يسير حسب أهوائهم الشريرة، ويقوم بأفعال شريرة ،وتارة يشركون معه إلهة أخرى كما ورد في كتابهم :" الآن علمت أن الرب أعظم من جميع الآلهة، لأنه في الشيء الذي بغوا به كان عليهم". وتارة يصورونه لاجئا يسكن خيمة يسير بها أمام شعب إسرائيل كما ورد في كتابهم:" وفي تلك الليلة كان كلام الرب إلى ناثان قائلا اذهب وقل لعبدي داود هكذا قال الرب. أأنت تبني لي بيتا لسكناي. لأني لم أسكن في بيت منذ يوم أصعدت بني إسرائيل من مصر إلى هذا اليوم، بل كنت أسير في خيمة وفي مسكن". وتارة جاهل لا يعلم بما يعمل، ويتراجع ويندم عما فعل مثل "رأى الرب فندم على الشر".
    عن أي إله يتحدثون أنه الشيطان الرجيم الذي حرك غرائزهم المجنونة، فمجدوا الرذيلة، ولعنوا الفضيلة ، وقلبوا موازين الأخلاق، حتى غدا التزوير والتدليس والكذب الصفات الملائمة للسياسة العالمية، التي تقودها الصهيونية بشقيها اليهودي والمسيحي. ومن ضمن هذا التزوير مصطلح مكافحة الإرهاب . والحقيقة أن القائمين على فكرة مكافحة الإرهاب، هم أنفسهم من زرع كياناتهم الإرهابية على صدور أهلها المسالمين، ولعل أباده الهنود الحمر في أمريكا، وإبادة الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه لأصدق دليل على ذلك. أصبح النعت بالإرهاب من أسلحة العصر الحديث يستخدمها الصهاينة في مخططهم العالمي لمحاربة الإسلام، هذا نفسه منطق الإرهاب الأمريكي الذي تقوده الصهيونية المسيحية.
    وفي كتاب بعنوان ( الثورة ) للكاتبة ( مارى تشارلز ) وهي تتناول ثورات الشعوب في العالم الثالث منذ 1975 ، وقد أوردت الإحصائية التالية : أمريكا ضربت الرقم القياسي في إبادة وإرهاب الشعوب ، فكويلان خان أباد 15% من شعوب الشرق الأدنى ، وأسبانيا أبادت 15% من الهنود الحمر ، وهتلر أباد 5% من الأوربيين ، بينما أبادت أمريكا 9% من الفيتناميين ، و 75% من الهنود الحمر، هذا فضلا عن حيفا والليندي ، ومارثر لوثر كنج ، والشعب الفلسطيني "( ) . ولم يقتصر الإرهاب الأمريكي على إبادة الشعوب بل نجد أن الدعم كبير إما عن طريق حكوماته أو عن طريق مؤسساته أدى إلى نشوب الحروب بين الدول ، حيث يعرف العالم أن الشركات الأمريكية هي فرع للمخابرات ، تنفذ مؤامراتها والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، ومع ذلك ففي إمكاننا أن نقدم مثالا واحدا نكتفي به ، لأنه يؤرخ لسطوة الإرهاب الأمريكي في سنة 1932 ، قامت حرب التشاكو بين أفقر شعبين في أمريكا الجنوبية، البارغواي وبوليفيا وصفتها بأنها " حرب الهنود العراة " وفي 30 مايو 1934 كشف السناتور ( هوى لونغ ) من ولاية ألويزيانا أن شركة ستاندارد أويل قد فجرت حربا بأن مولت الجيش البوليفي ، ليطالب بحقوق إقليمية في إقليم التشاكو ، التابع للبارغواي ، وذلك بسبب احتمالات الثروة النفطية في الإقليم ، وكانت هذه الحرب بمثابة مذبحة ، لم تتخلف شركة شل المنافسة لشركة ستاندارد أويل على تمويل جيش البارغواي( ) . وهي ليست واحدة فقط من العمليات التي ساهمت فيه الحكومة الأمريكية في خلق حالة من الرعب العام والخوف والإرهاب ، بسبب مصلحة خاصة ، سواء للولايات المتحدة أو لشركاتها ، وتشير الإحصاءات المسجلة في عام 1986 وقعت حوالي 800 حادثة إرهاب دولي ، فيما يزيد عن 80 دولة ، أدت إلى وقوع 2000 إصابة . " إحصاء وزارة الخارجية الأمريكية نشرة في 30/1/1987 ، وفي حين كان مجموع حوادث الإرهاب الدولي في العام 1984 حوالي 700 ، وفي العام 1983 م حوالي 500 ، وبلغ عدد الضحايا في خمس سنوات (79-83) 2093 قتيلا ، 4349 جريحا ، وقد أحصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الأعمال التي قامت بها باعتبار أنها ليست منظمة إرهابية، حيث أشارت إلى أن ما بين 1968-1976 وقعت 1152 حادثة ، منها 451 في أوربا ، أي حوالي 40%( ) . وسردنا هنا هذه الإحصائيات لنؤكد أن الإرهاب الدولي ظاهرة عالمية تجتاح العالم ، وقد استخدمت الولايات المتحدة سياسة القواعد العسكرية الموجودة خارجها ، وأن وجود هذه القواعد جاء بما اعتبرته واشنطن ملء الفراغ ، وهو المشروع الاستراتيجي ، الذي تبناه إيزنهاور ، إن الهدف الرئيسي المعلن من سياسة القواعد والتواجد العسكري هو مواجهة الخطر الشيوعي ، فالولايات المتحدة لا تنتظر حربا عالمية للتصدي للسوفيات ، ولكنها تدخل دوما في شؤون الدول بحجة الخطر الشيوعي ، حيث تشير الإحصاءات إلى " أنه يوجد خارج الولايات المتحدة 520 ألف جندي في العالم ، منهم حوالي 65 ألف على ظهر السفن الحربية ، أما الأسطول السادس الذي يتواجد في البحر المتوسط قوامه 27200 جندي مسلح بست غواصات نووية ، وحاملتي طائرات و 12 سفينة قتال سطحي و 11 سفينة إعداد ، ودعم خدمة برمائية ، لديها خمس سفن إنزال ، ويملك الأسطول ثلاث سفن مخازن ، وله قواعد في إيطاليا في نيثار ونابولي ، حيث قيادة الأسطول، ويبلغ عدد القوات الأمريكية في إيطاليا نحو 5250 ، ويوجد قاعدة ردنا الأسبانية 2600 جندي "( ) . إن هذا التواجد الملفت للنظر يؤكد مدى استعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة والتدخل في شئون الدول الأخرى ذات السيادة ، من أجل فرض سياستها على الشعوب ، ومن أبرز استخدامات هذه القواعد وهذا الكم الهائل من الجنود التدخل في شؤون الدول ، ومحاولتها للقضاء على حركات التحرر العالمي ، واستخدامها لطرق إرهابية مختلفة، بداية من الاغتيال إلى التدخل المباشر ، وقلب أنظمة الحكم .
    ولقد كتب الكاتب الأمريكي ( مايكل كلير ) في كتابه تصدير القمع أن " … الولايات المتحدة وحكومتها ومصانع الأسلحة فيها متورطة إلى أقصى حد في توريد تكنولوجيا القمع لحكومات أجنبية ، بما فيها أكثر الدكتاتوريات في العالم سيئة السمعة … وهناك عدد من الحالات يدل على أن هذه الحكومات استخدمت معداتنا لقتل أو تشويه ، أو قامت بشكل آخر باضطهاد المعارضين المدنيين ، خرقا للقانون الوطني والدولي"( )
    ويشير الكاتب إلى إذا ما رغبنا في الوفاء بتعهد أمريكا ، بأن تتحدث بقوة عندما تتعرض حقوق الإنسان للتهديد ، فليس أمامنا أي خيار أخلاقي إلا أن نبدأ بأنفسنا ، وأن نفكك أنابيب نقل تكنولوجية القمع التي أسهمت في خلق وحشية واضطهاد متناهية ، ومثل هذا العمل مرهون بمبدأ أساسي آخر : سياسة عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لبلد آخر( ) .
    وينبه ( مايكل كلير ) إلى أن تصدير القمع الأمريكي أدى إلى مردود معاكس على أمريكا نفسها ، حيث يعرضها لأعمال عنف فيقول : " … إلى جانب هذه الاعتبارات السياسية والأخلاقية ، فإن ثمة عقابا شديدا للتراخي ، حيث إن أنابيب القمع ستؤدي بشكل متزايد إلى فائض معاكس من العنف السياسي ، لأنه بالتورط في خلق وإنعاش الأنظمة القمعية والسلطوية في الخارج ، لا نستطيع أن تأمل التهرب من تخريبها عندنا ، فقد أرسلت حكومات كوريا الجنوبية ، وتشيلي ، أتباعها للولايات المتحدة لإفساد مؤسستنا ، بما فيها الكونغرس ، أو لقتل مواطنينا وضيوفنا ، فإذا كان علينا حماية حرياتنا واستقلالنا من تدفق البربرية ، فإنه يجب علينا التوقف عن تصدير أدوات القمع إلى الحكومات الاستبدادية"( ).
    فهل يمكن بعد هذا أن تصدق إدعاءات أمريكا نفسها ، بأنها تقاوم الإرهاب ، وهل تصحح اتهاماتها للدول ، التي تعارض سياستها بممارستها للإرهاب !!؟ إن في كلمات هذا الكاتب الأمريكي ما يفند تلك الادعاءات والاتهامات بشهادة شاهد من أهلها!!
    فلو أخذنا العلاقات الأمريكية الإسرائيلية كمثال لدعم الأنظمة الإرهابية ، فإنه من البديهي أن تكون هناك علاقات أمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، وهي أكبر المستفيدين من أدوات القمع ، والاتصالات السرية ، وتجهيزات القمع ، حيث يشير (شارل ديقول) إلى ذلك بقوله : " إن الاعتقاد بأن إسرائيل مستقلة عن أمريكا وهم وسراب"( ) .
    وليس بخفي أن الولايات المتحدة تهدف بالدرجة الأولى من خلال تشريعاتها في مقاومة الإرهاب إلى محاربة حركات التحرر ، التي تناضل من أجل الاستقلال ، وتقرير المصير ، فلو كانت الولايات المتحدة تهدف فعلا إلى مقاومة الإرهاب، لشملت قوانينها أعمال إسرائيل ، باعتبارها مركز أخطر العصابات الإرهابية في العالم ، " إن الولايات المتحدة قدمت الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي لإسرائيل ، كاشفة بذلك من خلال سياستها على الإرهاب ضد الشعب العربي "( ) .
    العهد القديم هو سبب الإرهاب الأمريكي :
    المراقب للتاريخ الأمريكي تصدمه وقائع الطريقة التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع شعوب العالم الأخرى، بل مع الشعب الأمريكي نفسه، فلذلك سنسلط الضوء على الأسباب والخلفيات والدوافع لهذا الإرهاب الأمريكي بشقيه الداخلي والخارجي. ومن أين أتى هذا الحقد على الله ورسله وأنبيائه؟ ومن أين أتت هذه العنصرية والتعصب الصهيوني الأعمى؟
    ومن أين أتى هذا الإرهاب على الإسلام والمسلمين؟
    يعتقد معظم الباحثين أن ما يسمى التوراة أو العهد القديم هو عصب العنصرية والتعصب والإرهاب الصهيوني بشقيه اليهودي والمسيحي. فالعهد القديم يذخر بأيديولوجية الحرب والإبادة والسحق والإرهاب، والحرب لا تذكر في العهد القديم كحالة دفاعية بل هي النموذج الواضح للإرهاب الحقيقي، من خلال الدعوة لسحق الشعوب وامتلاك أراضي الغير، والسيطرة على مقدرتها، والتحكم بها. والتي تدفع اليهود بالايمان انهم شعب الله المختار، والآخرين هم مخلوقات خلقهم الله على هيئة بشر ليليق بهم خدمة بني إسرائيل. إن العهد القديم مليء بالنصوص العنصرية التي تصف اليهود بذلك، ومن عداهم هم الأغيار . وفكرة الاختيارية الغير مشروطة تتناقض مع السنة الإلهية كما وردت في القرآن الكريم، حين وصف رب العزة الأمة الإسلامية بالخيرية وجعلها مشروطة بقوله تعالى:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله". أما فكرة الاختيارية التوراتية فقد تحولت إلى مزاعم عنصرية عقيدية تقوم على الاصطفاء والاستثناء والاستعلاء والعداء وإدعاء القداسة، وهذه المزاعم لا يمكن أن تصدر عن رب عادل حكيم. وهذا ما يؤكد أن الاختيارية عند اتباع العهد القديم ما هي إلا الهامات وآيات شيطانية كتبها الحاخامات والفريسيون من اليهود، فمثلا ورد في (أشعيا 61/5):" أما أنتم فتدعون كهنة الرب… تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون." وورد في (يوشع 23/12):" إذا رجعتم ولصقتكم ببقية هؤلاء الشعوب… فاعلموا يقينا أن الرب إلهكم لا يعود يطرد أولئك الشعوب من أمامكم، فيكونوا لكم فخا وشركا…حتى تبيدوا عن تلك الأرض الصالحة التي أعطاكم الرب الهكم" كما ورد في (العدد 33/55):" إن لم تطردوا أهل الأرض من وجهكم كان من تبقونه منهم كإبرة في عيونكم وكحربة في جنوبكم،ويضايقونكم في الأرض التي أنتم تقيمون بها". وأمام هذه العنصرية الواضحة، والتي تكرسه الصهيونية . (ألا يكفينا مراهنة على اتفاقيات السلام مع هؤلاء القتلة الإرهابيين الذين تحثهم توراتهم بأن يأخذوا الأرض كلها) ، ويشردوا ويبيدوا الفلسطينيين، كما أباد الأمريكان الهنود الحمر . ولكي نعلم أن في كلا الحالتين كان العهد القديم هو الدافع . ففي منتصف القرن السابع عشر ترسخ لدى المستوطنين الأمريكيين نموذج روحي لما يسمى العهد القديم العبري، فقد أطلق المستعمرون الأوائل لأمريكا على أنفسهم " أطفال إسرائيل" وهم في طريقهم إلى الأرض الموعودة ، واحتفلوا بيوم السبت كيوم راحة لهم ، وادعت طائفة ( المورمونية) وهي من طوائف البروتستانت أنها تاهت في صحراء أمريكا العظيمة، مثلما تاه اليهود في صحراء سيناء، واستقرت أخيرا في الأرض الموعودة في ولاية يوتاه، وغيرت أسم نهر كولورا إلى نهر باشان المذكور في التوراة.
    ويؤكد الكاتب حسن الباش ذلك في مقالته (الأنجلوسكسونية عقده المحورية وفلسفة التفوق) حين يقول ! " كانت مطاردة مهاجري أوروبا للهنود الحمر في العالم الجديد الأمريكي مشابهة لما جاءت به التوراة في مطاردة العبريين القدماء للكنعانيين في فلسطين حسب إدعائهم . وقد أوجد التشابه في هذه التجربة قناعة وفلسفة ووجدانا متشابها ومشتركا بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية في العصر الحديث. " وهنا أود أن أنوه بأن قراءة النصوص القديمه لجميع شعوب المنطقة تكشف لنا أن تلك الشعوب الوثنية ومن ضمنها العبرانيون، صنعت آلهة لنفسها، وتلقت وعودا شبيهة من ما يسمى بآلهتها، شرعت لهم احتلال أراضي الغير (حسب دراسة السيدة فرانسواز سميث أكدها الفيلسوف روجيه جارودي) كما أن هذا يؤكد أن إيمان اليهود وغيرهم من بعض الطوائف المتهودة بالعهد القديم المسمى التوراة، وهو كتاب وثنيّ بسبب إشراك من كتبوه وادعوا بوجود آلهة،أعطوا بعضهم من صفات الخالق ما لا يليق أن تذكر إلى لرب العالمين . و هو ليس الكتاب الذي أنزل على سيدنا موسى عليه السلام، فيكون اليهود بذلك ومعهم المؤمنون بالعهد القديم وثنيو . فكفى مكابرة من بعض علماء الإسلام، الذين يتحاورون تحت شعار حوار الديانات.
    كما أسلفنا أن ثقافة التوراة هي ثقافة عنصرية إرهابية تدعوا إلى رفع اليهود فوق القانون البشري، حيث يطبق القانون البشري على جميع الشعوب، لكنه لا يطبق على اليهود. فلذلك نجد في عالم القطب الواحد إن قرارات الأمم المتحدة تطبق على كل بقاع الأرض لكنها لا تطبق على الكيان الصهيوني! فلذلك يقول التلمود (وهو كتاب مؤلف يجمع أقوال حاخامات اليهود الشريرة، ووصايا قادتهم القتلة، وموجهيهم أشباه الشياطين، وهو بشري المصدر إلا أنه له قداسة التوراة في نفوس اتباعه): "من العدل أن يقتل اليهودي كل من ليس يهوديا، لأن من يسفك دم الغرباء يقدم قربانا لله" وهذا ما حدث مثلا وليس على سبيل الحصر، في جريمة العصر لبشاعتها والتي وردت تفاصيلها على لسان اليهودي موسى أبو العافية أحد المجرمين المشتركين في جريمة ذبح الأب توما الكبوشي في حي اليهود في دمشق سنة 1840، والذي ذبح وبعد ذلك قطع اربا ليرمى في المجاري، بعد أن سحب دمه لاستخدامه في عجين فطير الفصح عند اليهود، حيث اعترف بجريمته وقال: "الدم يوضع في الفطير، ولا يعطي هذا الفطير إلا للأتقياء من اليهود" هذه الجريمة الإرهابية التي هزت مشاعر العالم الإسلامي والمسيحي، وكتب حولها العديد من الكتب كشفت عن الخلفية الإجرامية لليهود والتي كان سببها الخلفية التوراتية الإرهابية لدى الحاخامات المجرمين الذين امروا بذلك .كما أن تلمود برانايتس (ص 112) يحث اليهود على قتل المسيحيين فيقول: " على اليهود أن لا يفعلوا مع الأغيار لا خيرا ولا شرا وأما مع النصارى فيسفكوا دمهم ويطهروا الأرض منهم … كنائس المسيحيين كبيوت الضالين ومعابد الأصنام فيجب على اليهود تخريبها، وهذا ما فعلوه بكنائس بعض طوائف المسيحييه في الولايات المتحدة بأمثال جيري فالويل وبات روبرتسون، وجيري فاينر وفرانكلين جراهام.
    أن التربية الإرهابية عند اتباع العهد القديم تقوم على أن مواجهة أعدائهم تستلزم افتراسهم وشرب دمهم، وعلى هذه المفاهيم تقوم التنشئة العسكرية عندهم، ولها سند من كتابهم حيث ورد في سفر العدد 23/24" هو ذا شعب كلبوه يقوم وكشبل ينهض لا يربض حتى يأكل الفريسة ويشرب دم الصرعى" ، كما ورد في العهد القديم: " حين سمع الشعب صوت البوق هتف هتافا عظيما فسقط السور في مكانه وصعد ( الشعب) إلى المدينة وذبحوا كل ما في المدينة من رجل وامرأة ومن طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف وورد في سفر حزقيال في وصيته لبني إسرائيل:" لا تشفق أعينكم، ولا تعفوا عن الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا حتى الهلاك . " وورد في سفر التكوين "اضرب أهل تلك المدينة بحد السيف بجميع ما فيها حتى بهائمها". إن هذه النصوص من التوراة والتلمود هي قليل من كثير لا يتسع المجال لذكرها لكنها تعبر عن الأساس العقيدي والمنظومة الفكرية الذي تأسس عليها الفكر الإرهابي بشقيه الصهيوني اليهودي، والصهيوني المسيحي . وهي التي تحاول دائما بدفع هذه التهمة الفعلية عنها وإلصاقها بالإسلام . الذي هو دين رحمة وخير ومحبة وعدل ومساواة للبشريه جمعاء، حيث لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وهذه الحقائق لم يثبتها ويؤكدها كتاب الإسلام فقط،بل أكدها مؤرخو الغرب ومفكروه وباحثوه من خلال تفاعلات المسلمين مع الشعوب الأخرى، ولعل انتشار الدين الإسلامي في أوروبا وأمريكا لأسطع دليل على ذلك ،. ويكفي أن نذكر في هذا المضمار الحديث النبوي الشريف، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلّوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا…) وأوصى سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه أسامة بن زيد، فقال: " لا تخونوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكله".
    كان لا بد من كشف الحقائق لفضح التدليس الذي يمارسه اليهود ومن يؤمن بالعهد القديم على العالم، من خلال إيحائهم للناس أن دينهم الذي يمارسونه المنبثق من توراتهم لحالية هو ما انزل على سيدنا موسى عليه السلام في جبل الطور في سيناء . لكن الحقيقة أصبحت واضحة، بعد اختفاء التوراة الحقيقية مع نهاية حكم سيدنا داود وسيدنا سليمان عليهما السلام . وما يسمى كتاب التوراة هو الذي كتبه اليهود بعد مئات السنين من وفاة سيدنا موسى، و هذا هو الكتاب الذي بين أيديهم ما هو إلا رسالة شيطانية أوحى بها الشيطان لأشراره من اليهود بكتابتها، فجاء بدين عجيب، حيث أن إلههم فيه إله عجيب، إله جاهل حينا (حسب كتابهم) وضعيف حينا آخر، إله يفضل سكن البيوت بين شعبه، إله إرهابي متعطش للإرهاب وسفك الدماء، وحرق شحوم ضحاياهم.لأنه يحب رائحة الشحوم المحروقة التي تبعث في نفسه السرور والبهجة. وأمام هذه المعطيات فلنتلمس طريقنا لفهم الإرهاب.
    ما هو الإرهاب؟
    الإرهاب كلمة مشتقة من الفعل أرهب، يقال أرهب أي خوف وفزع، ويلاحظ أن القرآن الكريم لم يذكر مصطلح الإرهاب بهذه الصيغة ، إنما ذكر صيغ مختلفة تدل على الخوف والرهبة والتعبد لله رب العالمين وتخويف وترهيب أعداء الله من الكفرة والمشركين، فورد في سورة البقرة: " وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيايّ فارهبون" (آية ـ40)وفي سورة الأنفال ورد :" ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم" (آية 60) وفي سورة الأعراف ورد " واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم" (آية 116). فلذلك الإسلام واضح في موضوع الإرهاب من خلال القرآن الكريم. أما بالنسبة للإرهاب بالثقافة الغربية، فيرجع استخدام كلمة إرهاب تاريخيا للدلالة على نوع الحكم الذي لجأت إليه الثورة الفرنسية إبان الجمهورية الجاكوبية في عاميّ (1793 -1794) ضد تحالف الملكيين والبرجوازيين المناهضين للثورة الفرنسية. وقد نتج عن إرهاب هذه المرحلة التي يطلق عليها (Regin of Terror) اعتقال ما يزيد على 300 ألف مشتبه وإعدام 17 ألف فرنسي بالإضافة إلى موت الآلاف في السجون بلا محاكمة . ( والمتتبع لهذه المرحلة يعلم دور اليهود والماسونية في هذا الإرهاب.ولعل قبل ذلك كانت محاكم التفتيش في إسبانيا ضد الأقليات الدينية من أهم المحطات الإرهابية في تاريخ الثقافة الغربية. ولعل الحروب الصليبية هي صورة متكاملة لإرهاب الممالك والإمارات الغربية ضد المسلمين ، وهذا ما يتغنى به الآن الرئيس الأمريكي جورج بوش حين أعلنها حربا صليبية للقضاء على ما يسمى (بمحور الشر) والذي اثبتنا في مقدمة بحثنا من هو محور الشر. وقد تبنت قبله بعض الدول الإرهاب كجزء من خطة سياسية للدولة، مثل الكيان الصهيوني، ودولة هتلر النازية في ألمانيا، وحكم موسوليني في إيطاليا، ومعظم الدكتاتوريات المدعومة من أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم ممارسة إرهاب الدولة المنظم تحت غطاء أيديولوجي لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية وثقافية.
    الإرهاب الدولي والعنف السياسي:
    يعرف الإرهاب الدولي بأنه نوع من العنف الغير مبرر، والغير مشروع بالمقياسين الأخلاقي والقانوني الذي يتخطى الحدود السياسية. ويختلف الإرهاب عن ممارسة العنف السياسي الداخلي التي قد تنتهجها بعض القوى الرافضة لبعض المظالم الاجتماعية أو السياسية أو العرقية أو الأيديولوجية داخل الدولة الواحدة للنيل من السلطة الشرعية أو السلطة المستبدة المفروضة من قوى الهيمنة الخارجية كما يختلف عن نضال الشعوب لنيل حرياتها أو لتحرير أرضها من عدو مغتصب.
    المفهوم الأمريكي للإرهاب :
    أصدرت قوات المهمات الخاصة The Task Force ، التي كان يرأسها جورج بوش نائب الرئيس الأمريكي ريغان في نوفمبر 1988 ، مع تمهيد له وآخر لـ " فرانك س كارلوتش " ، وزير الدفاع ، وفي ظل إدارة ريغان ، مفهوما واضحا للإرهاب فقد وصف بوش الإرهابيين بأنهم " أولئك المجرمون الذين يهاجمون مؤسساتنا ، التي نعتز بها ، وينتهكون حرمتنا وقيمنا "( ) . وفي حين أن كارلوتش يعبر على المفهوم الغامض، الذي يأخذ به الرسميون الأمريكيون منذ وقت طويل ، من أن الإرهاب " في جوهره تكنيك … شكل من أشكال الحرب السياسية ، يتوخى منه تحقيق غايات ، وهو يقع تحت عنوان ، الصراع ذو الحدة الحقيقية ، والذي يمكن أن يوصف على أنه حرب في أدنى مستويات طيف العنف ، والتي تلعب فيها الاعتبارات السياسية والاقتصادية والنفسية دورا أكثر أهمية من الدور الذي تلعبه القوة العسكرية التقليدية( ) . وقد نشرت وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير لها بعنوان نماذج الإرهاب 1987 ، والذي نشر في أغسطس 1988 تعريفا للإرهاب بأنه " عنف عمدي ، بواعثه سياسية ، ويرتكب ضد هدف غير مماثل من قبل جماعات وطنية فرعية ، وعملاء سريين لدولة ما ، للتأثير على جمهور ما عادة "( ) . ونظرا لانعدام الموضوعية القانونية في الولايات المتحدة ، فقد قدمت الإدارة تعريفات متنوعة لهذا المفهوم ، كما كان هذا باعثا للإدارة الأمريكية للوقوف في وجه أي تعريف مقبول على الساحة الدولية ، وعلى سبيل المثال فقد أماط روبرت فريدلاندر اللثام عن أنه : طيلة فترة عهد ريغان ، التي جعلت مكافحة الإرهاب حجر الزاوية في سياستها الخارجية ، منذ اليوم الأول للإدارة في الحكم ، كان موقف وزير العدل ، ومكتب التحقيقات الفيدرالية ، ومكتب المستشار القانوني في وزارة الخارجية ، موقف المعارض بشدة لإدخال أي تعريف للإرهاب محليا أو دوليا في صلب القانون ، وقد تم إنشاء هذا الموقف الرسمي للولايات المتحدة على نحو آخر من قبل القاضي " إبراهام د. صوفير " المستشار القانوني لدى وزارة الخارجية حينما مثل أمام اللجنة الفرعية الدستورية في مجلس الشيوخ في 15 نوفمبـر 1985 ، وذلك ردا على سؤال لاذع وجه إليه من قبل السناتور ( أورين فـي هاتش ) ممثل ولاية أوتاه ، فاعترف بكل صراحة " أن وزارته لم تكن راغبة في تطوير التعريف ، لأسباب تتعلق بأمن الولايات المتحدة( ) . وبالإضافة إلى ما سلف فإن الولايات المتحدة في أهم فترات الحكم لدى إدارة ريغان عملت على وضع مكافحة الإرهاب ، كحجر زاوية في سياستها الخارجية . ولم تطور حتى تعريف الإرهاب ، والسبب الأمن القومي !! ولكن السبب الحقيقي هو أن عدم تطوير التعريف يجعل للحكومة الأمريكية الفرصة في استخدام القياس المناسب لمصلحتها ، مع أي موقف عنف فبإمكانها وصف ما تشاء بأنه عمل إرهابي وبإمكانها نفي الصفة على أي عمل آخر …
    وفي تقديرنا أنه ليس فقط الإدارة الأمريكية ساهمت في الوضع العالمي الخاص بالإرهاب وتعريفه ، ولكننا نجد أيضا أصنافا متطورة جدا من الإرهاب ، تستخدمها الإدارة الأمريكية ، لكن دون عنف أو دماء ، ويعبر الباحث عنه بإطلاق مصطلح ( الإرهاب الأبيض ) عليها ، لأنه إرهاب فكري يؤثر على قرار سياسي ، دون أن يسبب في حدوث قتال أو دمار . حيث يرتبط مفهوم الإرهاب الأبيض ، بما يطلق عليه الكذب الرسمي ، حيث تعد ممارسة الكذب السياسي من الممارسات غير الأخلاقية ، والتي تحاول الولايات المتحدة إسقاطها على العالم ، معتمدة في ذلك على قوة الدعاية من أجل التبشير بالنموذج الأمريكي ، وتعمل الدعاية على إظهار خلل ، وضعف النماذج الأخرى ، أمام قوة الحضارة الأمريكية ، حيث تتركز عملية التبشير على تصدير عظمة أمريكا ، وإظهارها كعملاق ، ويعتبر الرياء والكذب من أهم نقاط الإرهاب الأبيض ، الذي تمارسه الولايات المتحدة ، ويقول آلن دالاس مدير المخابرات المركزية الأمريكية السابق : " الحقيقة هي التي نصنعها نحن"( ). مما أعطى كلود جوليان الكاتب الأمريكي المعروف الحجة اللازمة أن يتميز في كتابه " الحلم والتاريخ " عن الكذب الإرهابي ، الذي مارسه رؤساء الولايات المتحدة، وهذا يوضح أن للحكومة الحق في أن تكذب إذا دعت الضرورة ، لإنقاذ نفسها ، وهذا ما أكده ( ارتر سلفتن ) عندما كان معاونا لوزير الدفاع الأمريكي السابق ( ماكنمارا) فقد كذب الرئيس ( جونسون ) في عام 1962 ، حاصلا على موافقة معاونيه ، عندما زعم أن فيتنام الشمالية اعتدت على سفن أمريكية في خليج توتكن لتبرير شن عدوان على فيتنام( )، ومكنه ذلك من الحصول على موافقة الكونغرس، وبدأت الحرب الأمريكية الفيتنامية .
    كما كذب ( نيكسون ) عندما أخفى عن الكونغرس المعلومات الخاصة بقيام الطائرات الأمريكية بقصف الأراضي الكمبودية ، وكذلك أيضا شاركه هنري كسنجر مدير المخابرات المركزية ، عندما أكد أن لا دور للولايات المتحدة في الأحداث التي أدت إلى انقلاب عسكري في تشيلي ، وموت سلفادور اللندي( ) .
    ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى كذب الرئيس ( إيزنهاور ) حول عمليات التجسس على روسيا ، بواسطة طائرات الاستكشاف (10-10) السرية ، والتي قامت بالطيران فوق روسيا ، وبعد محاولات تضليل وكذب متعمدا ، اضطر إيزنهاور للاعتراف أمام العالم بأننا كنا نتجسس على روسيا .
    كما أن ( جون كندي ) الرئيس الأمريكي الذي تم اغتياله في تكساس أرغم
    ( ادلاي ستفيوسن ) على الكذب بدفعه إلى التصريح ، بأن معركة خليج الخنازير لا تلزم ولا تعني الكوبيين ، وهذا الرياء والكذب تسهم فيه الشركات الأمريكية ، التي تسيطر على 6700 محطة إذاعية تجارية ، وما يزيد عن 700 مركز تلفزيوني ، و 1500 صحيفة يومية ، يعتبر الكذب والدعاية أساس صناعتها( ) . وهنا لا بد لنا من ذكر ما تعرض له العراق من حملة تضليل من قبل وزارة الدفاع الأمريكية والمخابرات الأمريكية وشاركت فيها وزارة الخارجية الأمريكية والتي تمثلت باتهام العراق بامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيماوية والسرعة التي من خلالها يتمكن العراق من استخدام هذه الأسلحة ضد العالم الحر وإسرائيل , وقد عهد إلى لجنة مختصة بالترويج إلى مثل تلك المزاعم والتي لم تثبت بعد على ارض الواقع .
    إن منطق الاستعمار دفع أعظم دولة في العالم لتمارس الإرهاب الدولي لتحقيق مآرب سياسية وسيطرة دولية تحقيقا لما يسمى نبوءات توراتية، وبث الرعب والفوضى في العالم. وعندما نصف ما تقوم به الولايات المتحدة اليوم بالإرهاب فإننا لا نقول ذلك جزافا بل نستند على التعريف الأمريكي ذاته للإرهاب، بحيث يعرف على أنه: "الاستعمال المحسوب للعنف أو التهديد بالعنف للوصول إلى أهداف ذات طابع سياسي أو ديني أو أيديولوجي (أليس هذا ما حصل مع العراق). إن إدخال العالم في متاهات ما يسمى بحرب الإرهاب المبهم، قد جرت العالم إلى تحديات كبرى وحروب وأزمات لا يمكن التنبؤ بنتائجها . وأدت إلى بروز الكثير من الملفات العالقة والقضايا الساخنة والخلافات المستعصية ليتم حسمها حسما أحادي الجانب في ظل ما يسمى الحرب على الإرهاب، خدمة لإسرائيل وللمشروع التوراتي العالمي. كما أججت الحملة الأمريكية الإعلامية والعسكرية إلى زيادة العداء بين الشعوب والدول تحت مفهوم من معنا ومن ضدنا الذي أطلقه بوش، وأوجدت مناخا مناسبا لنمو الأجنحة القومية المتطرفة في العالم. وراحت الولايات المتحدة بقيادة اليمين المسيحي المتصهين تتصرف بغرور وتيه ضاربه بعرض الحائط بمعاناة وجوع شعوب العالم الثالث. فرفضت مؤخرا محكمة دولية لجرائم الحرب، ورفضت اتفاقا يحظر استخدام الأسلحة الجرثومية، وانسحبت من معاهدة كيوتو، ومن مؤتمر دوربان، وسعت إلى تفكيك معاهدة الصواريخ البالستية، وأعطت الغطاء والدعم للإرهاب الصهيوني الشاروني ضد الشعب الفلسطيني ومدنه وقراه في الضفة الغربية وقطاع غزة .وتمحورت الأجندة السياسية للتيار اليميني الديني ، داخل الإدارة الأمريكية حول أربعة مبادئ أساسية، على رأسها ، رفض العمل الجماعي، وأن يكون العمل الدولي تحت قيادة أمريكية، أو بمبادئ أمريكية وإلا أصبح مرفوضا ، ولعل هذا المبدأ يفسر لنا بوضوح أسباب تحلل إدارة بوش من أغلب الاتفاقات الدولية، التي انضمت إليها الولايات المتحدة سواء بالتوقيع أو بالتصديق أو الموافقة .
    أما المبدأ الثاني يتجسد بإعلاء فكرة الهيمنة الأمريكية ورفض بزوغ أية قوة مضادة ورفض فكرة التعددية القطبية أو التنوع بتوزيع القوة.
    أما المبدأ الثالث فهو تعظيم استخدام القوة العسكرية وتقديمها على مختلف الأدوات الأخرى في تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية وهذا ما حصل في أفغانستان وفي العراق، فليس غريبا أن نلحظ إصرار الإدارة الأمريكية على استخدام القوة العسكرية ضد شعب العراق . على الرغم من معارضة دول أوروبية عظمى واعتراض الأمم المتحدة و من عدم امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل المزعومة ولا الأسلحة الكيميائية .
    أما المبدأ الرابع فهو أن تفرض الولايات المتحدة هيمنتها الفكرية والثقافية على العالم ، من خلال التبشير بالقيم الأمريكية ، وهو ما يفسر أسباب مطالبتها بعض الدول العربية بتغيير المناهج الدينية وتغيير منظومة القيم داخل هذه المجتمعات بحيث تتواءم مع المنظومة الثقافية الأمريكية.
    الإرهاب الأمريكي ضد العراق :
    وأمام هذا التحدي المصيري الذي يواجه أمتنا الإسلامية والعربية انشغل حكامنا ومفكرونا ومثقفونا بكيفية دعم الولايات المتحدة في حربها ضد ما يسمى بالإرهاب، لأنه وللأسف إنتشر عند بعضهم ثقافة تسمى بثقافة الهمبرغر، وأعجب هؤلاء بالنمط الأمريكي المتصهين أو هادنه البعض خوفا من جبروته ، أو طمعا عند الآخرين ببعض الإمتيازات التي يمكن أن يحصلوا عليها . وأخذوا كغيرهم من التوراتيين يمهدون لإقامة مملكة إسرائيل الكبرى، هذا الحلم الذي أخذ بالانهيار تحت ضربات شباب الانتفاضة الفلسطينية.وصمت الجميع عن الإرهاب الأمريكي الفاضح ضد شعوبنا الإسلامية ، فقرى كاملة دمرت بأحدث أسلحة الإرهاب الأمريكي وعشرات الآلاف من العائلات شردت بلا مأوى، والآلاف يموتون كل يوم تحت تأثير الحصار والقصف والتجويع في العالم الإسلامي. وهذا هو حال شعب العراق الذي يرهب كل يوم، ويقتل وينتهك عرضة وتسبى نسائه ويساق رجاله إلى آلة الموت المخطط لها سلفا ولا نريد النموذج الأمريكي للديموقراطية والحرية والتعبير عن الاستقلال الوطني الذي قدمه الأمريكان للشعب العراقي والمتمثل في معتقل أبو غريب ، ولا ذنب له سوى أن ، كتبة التاريخ تناسوا كل الفاتحين والغزاة الذين قدموا إلى أرض فلسطين ولم يذكروا فقط سوى تدمير مملكتا إسرائيل ويهودا في عامي 720 ق.م و856 ق.م. (مع العلم أن هذا التاريخ يتحدث عن تجمع اليهود فقط على جزء يسير من أرض فلسطين يمتد بين صحراء النقب ومرتفعات الجليل في مناطق محدودة، ولم تعمر طويلا، وتعاقب على حكمها ثلاثة ملوك فقط هم شاؤول، وداود، وسليمان، ثم ما لبثت هذه المملكة الصغيرة أن انقسمت إلى مملكتين اصغر في الشمال وعاصمتها السامرة وهي قرية سبطية الآن، ومملكة يهوذا في الجنوب عاصمتها أورشليم ، والتي كانت أيضا قرية صغيرة) .
    فأرادت الصهيونية المسيحية أن تنتقم من الآشوريين والكلدانيين الذين دمروا مملكتا إسرائيل ويهودا، وكان من قدر العراق أن الآشوريين والكلدانيين خرجوا منه. ولأن كل صهيوني مسيحي حتى الرئيس جورج بوش يقرأ في صلاته دائما:"… يا بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويهشم على الصخرة رؤوسهم". أنه إرهاب من نوع جديد تحاكم به الأجيال بعد آلاف السنين على أمر قد فعل قبل آلاف السنين . أكدت ذلك وزيره الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت لمراسلة (سي بي أس) في 11/5/1996 حين سألت سمعنا أن نصف مليون طفل عراقي توفوا حتى الآن، وهذا العدد يفوق بكثير عدد الأطفال الذين ماتوا في هيروشيما وأنت تعلمين بذلك ، فهل يستحقون ذلك ؟ فأجابت أولبرايت:" أنا أعتقد أن الخيار صعب للغاية، ولكن هل يستحقون ذلك أم لا، نعم أنا أعتقد أنهم يستحقون ذلك". (عن ماذا يتحدثون أنه بكل بساطة عن قتل نصف مليون طفل عراقي! أليس هذا إرهابا دمويا) .
    هدف الإرهاب الأمريكي :
    تغلغل اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية في جميع مناهج وأساليب حياتها ومعتقداتها، حتى غدا العهد القديم المسمى بالتوراة أساس المعتقد للمسيحيين الإنجيليين، ويطلق على اتباع هذا المعتقد (المولودون من جديد) وهو معتقد يؤمن به أكثر من نصف المجتمع الأمريكي، وهو ذات صبغة عسكرية سياسية أساسه تعاليم التوراة، ويهدف هذا المعتقد على تجميع اليهود في فلسطين، وبناء الهيكل فوق أنقاض المسجد الأقصى وإشعال حرب كونيه تسمى هرمجدون بين ما يسمى بقوى الخير وما يسمى بقوى الشر، تمهيدا لنزول المسيح ليقيم حسب معتقداتهم الألفية السعيدة. ولعل هذا المخطط الإرهابي الصهيوني والشيطاني أصبح، مكشوفا، بعد أن تنبه لهذا الخطر الكثير من الكتاب والباحثين في العالم. فتحت عنوان (أي مستقبل لإسرائيل ) كتب الوزير اللبناني السابق ميشال اده في صحيفة النهار اللبنانية في 26/1/2003: أن الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية تتعرض الآن لحملات شرسة من جانب اللوبي الصهيوني على كل الصعد. وهي تعاني الأمرين اليوم في الولايات المتحدة من هذه الظاهرة (المسيحانية) ومن تفشي حضورها وبروزه المتفاقم مع مراكز القرار السياسي والإعلامي والإجتماعي الأمريكي. وهي تقاوم بكل ما تملك من إمكانيات هذه المغامرة المدمرة التي يحاول الصهاينة و"المسيحانيون" المندرجون تحت معطفها أن يزجوا بالولايات المتحدة والمسيحيين الأمريكيين والشعب الأمريكي في غمارها، وفي لجة أخطارها الكارثية على العالم".
    وصدر كتاب (الأخوة الزائفة) لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي (جاك تيني) الذي أعده على أثر تكليف حكومة كاليفورنيا له لقيادة فريق عمل للتحري عن قوة خفية تسيطر على اقتصاد الولاية. وفي مقدمة كتابه صرخة تقول:" إن هذا الكتاب ليس إلا صرخة لأبناء الولايات المتحدة والغرب والعالم أجمع يحذرهم من الصهيونية التي تسعى للسيطرة على البلاد وتغيير معالمها وتدمير الأمم والقضاء على كافة الأديان… أنها القوى الصهيونية الخفية التي ورطت أمريكا في الحروب العالمية والحروب الفرعية الأخرى… والقوى الصهيونية هي التي ستكون السبب في حرب عالمية ثالثة لإخضاع الدول العربية لإسرائيل وجعلها دويلات قزمه تدور في فلكها … ولا شك أن هذه المعادلة ستدفع العالم الإسلامي والعالم الغربي المسيحي في مواجهة دينية، وستضرب الكيانات العربية القوية اقتصاديا أو ماليا، وسيعم الفقر كل المنطقة المحيطة بإسرائيل، هذا بالإضافة لموت أعداد كبيرة من العرب والمسلمين، وفي نفس الوقت تصبح أمريكا منهكة مما يساعد بيوت المال اليهودية من إحكام القبضة عليها وعلى الدول الأوروبية. وبذلك يتوفر لإسرائيل القوة التي تستخدمها في الوقت المناسب، حيث يضعف العالم كله، ويمكن عندئذ أن تنصب ملكا يهوديا على العالم (من كارثة الخليج .. إلى المذبحة إلى الحرب العالمية الثالثة .. إلى المجهول .. الأستاذ عادل رمضان) تأكيدا لما ورد في الكتاب المقدس (مزمور .. 149): " ليبتهج بنو صهيون بملكهم … ليصنعوا نقمة في الأمم وتأديبات في الشعوب لأسر ملوكهم بقيود، وشرفائهم بكبول من حديد، ليجروا بهم الحكم المكتوب".
    وورد في المحضر الخامس من بروتوكولات حكماء صهيون:"… سوف نقود المسيحيين إلى الفوضى العارمة التي تدفعهم إلى مطالبتنا بحكمهم دوليا…" نعم إنه ليس إرهابا فقط بل مجزرة عالمية ضد الإسلام والمسيحية تقودها الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية.
    أمريكا لا يمكن أن تكون مصدرا للقيم في العالم:
    نحن المسلمين والعرب كتب علينا أن لا نموت، ولا تخرب ديارنا، ولا يقتل لنا قتيل إلا بالسلاح الأمريكي، وعجبي ممن يهتف تحيا أمريكا! نجوع لتشبع أمريكا، والمثال الأعلى لمعظمنا الديمقراطية الأمريكية، وحقوق الإنسان الأمريكي والليبرالية الأمريكية . مع أن المجتمع الأمريكي هو مجتمع هش معنويا وأدبيا وأمنيا، ومن الممكن أن يتعرض للانهيار العام في أية لحظة (وتجربة لوس أنجلوس) شاهد على ذلك. واعتقد أننا لا يمكن أن نفهم الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مستشار الأمن القومي الأمريكي زينو برجينسكي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي ذكر في كتابه "الفوضى" عن مدى التناقض الذي يميز نظرة العالم للولايات المتحدة ونظرة الأمريكيين نفسهم لها حيث قال : "إن العالم قد أصيب بعدوى القيم والصور التي يفرضها الإعلام الأمريكي عليه وهو ما يسمى بالإمبريالية الثقافية، فهل حقا تستحق الولايات المتحدة أن تكون مصدرا للقيم في العالم حتى وإن حازت على مفاتيح القوة الاقتصادية والعسكرية… إن مستوى التعليم في أمريكا متدن جدا بالمقارنة بالدول الأوروبية وحتى تلك في جنوب شرق آسيا… هناك 23 مليون أمريكي يعيشون في جهل تام. وإن أحياء الفقراء تتميز بانعدام وجود بنية تحتية تصلح للعيش الأدمي، وقد تشكلت ملامح ثقافة جديدة تسمى "ثقافة المخدرات" على اعتبار أن هذه السموم قد أصبحت نمط الهروب النفسي من المشاكل التي يعانيها الأمريكيون… والعائلة انهارت كمركز للمجتمع الأمريكي لاستفحال الإباحة الجنسية والشذوذ الذي أدى إلى استشراء "الإيدز"، فضلا عن الدعاية الهائلة للفساد الأخلاقي من خلال الإعلام المرئي". كما علق المؤرخ الأمريكي تيد هاير على تورط الرئيس كلينتون في فضيحة مونيكا ليوينسكي، واستمرار تأييد الرأي العام الأمريكي له على الرغم من ذلك قائلا : " إن أمة تقبل أن يقودها شخص على هذا القدر من الانحطاط الأخلاقي لا يمكن أن تستمر في تبوأ قيادة هذا العالم.
    أمريكا بلد قام على الإرهاب:
    أن المراقب للتاريخ الأمريكي تصدمه وقائع الطريقة التي تعامل بها الأمريكيون مع شعوب العالم، إذ سرعان ما يكتشف المرء أن لا فرق بين نظرة اليهود إلى الأمميين ونظرة الإنجلوسكسون إليهم. والسبب هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تشكلت بعد اكتشافها من عناصر انكلوسكسونية كان الغالب عليها العرق البريطاني الأبيض الذي يشمل الإنجليز واليهود الغربيين، ورافقت حملات الإرهاب والإبادة ضد الهنود الحمر حملات الإسترقاق من أفريقيا، والتي كان أهم تجارها من البروتستانت واليهود، وجميع الوثائق التاريخية تشير إلى ذلك دون مواربة أو تعصب أو اتهام. وراحت الولايات تتشكل حتى جرت أحداث الحرب الأهلية الأمريكية بين الجنوب والشمال، وانجلت عن تشكل ما يسمى الولايات المتحدة الأمريكية. ومع مطلع القرن السابع عشر كان عدد الهنود الحمر في عموم القارتين الأمريكتين أقل من ثماني ملايين، بعد أن كان أكثر من خمسين مليونا، لنرى حجم الإرهاب الأمريكي ضد الشعوب الأصلية التي سكنت تلك الأرض. لنثبت حجم الإرهاب اللا إنساني الذي قام به المستعمرون الأمريكان لتلك الارض . و يكفينا أن نذكر أنه في عام 1730 أصدرت الجمعية التشريعية ( البرلمان) الأمريكي لمن يسمون أنفسهم (البروتستانت الأطهار) تشريعا تبيح عملية الإبادة لمن تبقى من الهنود الحمر، فأصدرت قرارا بتقديم مكافأة مقدارها 40 جنيها مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر،و40 جنيها مقابل أسر كل واحد منهم، وبعد خمسة عشر عاما ارتفعت المكافأة إلى 100 جنيه و50 جنيه مقابل فروة رأس إمرأه أو فروة رأس طفل (هذه هي الحضارة الأمريكية التي يتشدق بها بعض المفكرين) .
    وفي عام 1763 أمر القائد الأمريكي (البريطاني الأصل) جفري أهرست برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر بهدف نشر المرض بينهم مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من الهنود، ونتج عن ذلك شبه أفناء للسكان الأصليين في القارة الأمريكية. إنها حرب جرثومية بكل ما في الكلمة من معنى، ونشر مرض الجدري من أسلحة الحرب الجرثومية وكان أخطر ما فيه أنه لم يكن لهذا المرض أي وجود في القارتين الأمريكتين، يعني ذلك أن هذا المرض لم يكن مستوطنا هناك، ويعني هذا أيضا أن السكان الأصليين ليس لديهم أية مناعة ضد هذا الوباء الجرثومي. والمجرمون الذين استخدموا هذه الأسلحة الجرثومية يعلمون بأنه سيفتك إلى حد الإبادة بالهنود الحمر ورغم ذلك استخدموه فكانت هذه الحادثة هي أول وأكبر استخدام لأسلحة الدمار الشامل بشكلها الشامل ضد الهنود الحمر، حتى أن القنابل النووية التي أطلقت بعد ذلك بما يزيد عن قرن ونيف على هيروشيما وناكازاكي لم تكن اكثر فتكا من جرثومة الجدري المستخدمة ضد الهنود، حيث قتل من اليابانيين 5% من عدد ضحايا الهنود في تلك المجزرة . حتى في موضوع استخدامات أسلحة الدمار الشامل لا يسعنا إلا أن نذكر.أن أمريكا أكثر من استخدم أسلحة الدمار الشامل في العالم. فهي استخدمت الأسلحة الجرثومية بشكلها الواسع وقتل أكثر من سبعه مليون هندي أحمر . وأمريكا أكثر من استخدم الأسلحة الكيميانية في الحرب الفيتنامية وقتل مئات آلاف من الفيتناميين وأمريكا أول من استخدم الأسلحة النووية في تاريخ البشرية . وأمريكا أول من صنع الأسلحة الهايدروبينية وأمريكا أول من صنع الأسلحة النيوترونية . وبعد شبه فراغ القارة الأمريكية من الهنود الحمر، اضطر الغزاة الإرهابيون إلى البحث عن قرابين بشرية جديدة يكلفونها بتعمير القارة التي أبادوا سكانها. وبعد أن فشلت حملاتهم على شمال أفريقيا، ودفنت أحلامهم وقتل ملوكهم في معارك وادي المخازن بالمغرب، بعد كل ذلك اتجهوا إلى أفريقيا السوداء وبدأت ثاني أفظع جريمة إبادة وتهجير في التاريخ، وهي تجارة الرقيق الأسود بعد اصطيادهم وأسرهم من السواحل الأفريقية في عمليات إجرام خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والتي أدت بدورها إلى مآسي طالت خمسين مليون أفريقي أسود تم شحنهم من أنحاء القارة الأفريقية وقد هلك معظمهم قبل أن يصلوا إلى العالم الجديد، مما لقوا من العذاب والجوع والقهر ، حيث تم قتل الكثيرين منهم لمجرد نشوة القتل والتسلي بهم، هل هناك إرهاب أفظع من ذلك؟ والعجيب بالأمر أن أمريكا هي التي أحبطت في مؤتمر دوربان عام 2001 مطالب الأفارقة بالتعويض عما حدث لهم، بل رفضت أن يقدم لهم مجرد اعتذار. ولعل الدافع وراء ذلك المفاهيم التوراتية فحسب ايالكوت سيموني (245c.n.772) :" كل من سفك دم شخص غير يهودي عمله مقبول عند الله، كمن يقدم قربانا إليه" لذلك يعتقدون انهم بهذا الإرهاب والقتل والبطش والتشريد والذبح إنما يقدمون قرابين إلى إلههم الذي يدعوهم لفعل ذلك، فكيف يعتذرون عن ذلك.
    وفي الحرب العالمية الثانية في معركة واحدة دمرت الطائرات الأمريكية بالقذائف والنابالم الحارق في طلعة جوية واحدة 61 ميلا مربعا، وقتلت 100 ألف شخص في عمليات جحيم مستعر شمل طوكيو و46 مدينة يابانية اخرى، وكانت نتائجها أفظع من نتائج استخدام الأسلحة النووية، وقبل أن تستخدم أسلحتها النووية فوق مدينتي هيروشيما وناجازاكي، التي حصدت بسببها عشرات الآلاف من الأرواح ، بلا أدنى تفريق بين مدني وعسكري، أو رجل وامرأة وطفل . مع أن الكثير من الباحثين اثبت أن اليابان كانت قد وافقت على شروط الاستسلام، قبل استخدام أمريكا للأسلحة النووية ضد الشعب الياباني، ورغم ذلك أصر الإرهابيون المتعطشون لدماء الشعوب على ممارسة هذه الإبادات البشرية الجماعية.
    وفي كوريا تدخل الأمريكان لعزل الحكومة الشعبية فيها وأغرقوا البلاد في حروب طاحنة سقط خلالها فوق 100ألف قتيل.
    و في فيتنام أدى التدخل الأمريكي إلى قتل أكثر من مليون شخص، وتؤكد مجلة نيويورك تايمز في مقالة نشرت في 8/10/1997 إن العدد الحقيقي للضحايا الفيتناميين بلغ 3,6 مليون قتيل، وفي بعض التقارير تم إثبات إنه بين عامي 1952-1973، قتل الأمريكيون زهاء عشرة ملايين صينيي وكوري وفيتنامي وروسي وكمبودي, وفي غواتيمالا قتل الجيش الأمريكي أكثر من 150 ألف مزارع في الفترة ما بين 1966و 1986.
    وبتواطؤ أمريكا قتل الملايين في مجازر عديدة في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن وإندونيسيا ونيكاراغوا والسلفادور وهندوراس بالأسلحة الأمريكية الفتاكة، والتي منها أسلحة لم تدخل مخازن الجيش الأمريكي، بل صنعت وصدرت إلى بعض الأنظمة المتآمرة والمتعاملة مع الولايات المتحدة لإستعمالها ضد شعوبها والنصيب الأكبر وجه إلى الكيان الصهيوني الذي يمارس كافة أشكال الإرهاب والقتل والتنكيل والتشريد ضد الشعب الفلسطيني، ولم نسمع أن أمريكا مناصرة الحرية والديمقراطية في العالم قد طالبت بالإرهابيين الدمويين الصهاينة إلى المحاكم الدولية من أمثال بن جوريون، وأشكول، وجولدامئير ، وموشي دايان ،واسحق رابين، وشيمون بيريز، ونتياهو، وباراك وشارون، وموفاز وغيرهم الكثيرين في هذا الكيان الإرهابي! كما أنها لم تطالب بمحاكمة (سوموزا) في نيكاراغوا و (بينوشيه) في تشيلي و(ماركوس) في الفليبين و(باتيستا) في كوبا و(دييم) في فيتنام و(دوفاليه) في هايتي و (سوهارتو) في أندونيسيا و(فرانكو) في اسبانيا.
    وارتكب الأمريكان المجازر البشعة في حرب الخليج الثانية ضد العراق، ويمكن أن نكتفي بما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية بعد إعلان وقف إطلاق النار، لتوضيح مدى المجازر والإرهاب الذي ارتكب في العراق حيث جاء فيها:" كانت الحرب نووية بكل معنى الكلمة، وجرى تزويد جنود البحرية والأسطول الأمريكي بأسلحة نووية تكتيكية، لقد أحدثت الأسلحة المتطورة دمارا يشبه الدمار النووي، واستخدمت أمريكا متفجرات الضغط الحراري المسماة (BLU – 82)وهو سلاح زنته 1500 رطل وقادر على أحداث انفجارات ذات دمار نووي حارق لكل شيء في مساحة تبلغ مئات الياردات. وكان مقدار ما ألقي على العراق من اليورانيوم المنضب بأربعين طنا، والقي من القنابل الحارقة ما بين 60ـ80 ألف قنبلة قتل بسببها 28 ألف عراقي. وقد سئل كولن باول حينذاك والذي كان رئيسا لأركان الجيش الأمريكي عن عدد القتلى العراقيين فقال: "لست مهتما به إطلاقا" لم يكن مهما عند كولن باول أن مائتي ألف عراقي قتلوا في هذه الحرب. هذه الحرب التي أطلق عليها الأمريكان الحرب النظيفة لأنها تقوم على استراتيجية التصويب العسكري الدقيق باستخدام أجهزة التسلح الإلكتروني! (ما انظف من هذه الأسلحة إلا من يطلقون على أنفسهم الأطهار وأياديهم من إرهابهم ملطخة بدماء الملايين من شعوب العالم!
    والجديد بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتف بحروبها الإرهابية ضد العالم بل هي التي تدرس الإرهاب في معاهد ومدارس لتخرج الإرهابيين ليتفننوا بتعذيب الناس وقتلهم.
    أمريكا تصدر الإرهاب إلى العالم:
    فقد ذكر الكاتب البريطاني " جورج مونبيوت" في جريدة الجارديان البريطانية في عددها الصادر في 30/10/2001 " أنه يوجد في مدينة "فورت بينينج" بولاية جورجيا معهد خاص لتدريب الإرهابيين يطلق عليه " ويسترن هميسفير للتعاون الأمني (WHISK) وتموله حكومة الرئيس بوش، مشيرا أن ضحايا هذا المعهد يفوق قتلى انفجارات 11 سبتمبر وتفجير السفارتين الأمريكيتين في أفريقيا، وكان يطلق على هذا المعهد "مدرسة الأمريكيين" (SOA). ومن عام 1946 حتى عام 2000 قام هذا المعهد بتدريب أكثر من 60 ألف جندي وشرطي من أمريكا الجنوبية متهمين بأعمال التعذيب والإرهاب في بلادهم ، ومن بين هؤلاء الخرجين الكولونيل " بيرون ليما استرادا" المتهم بقتل الأسقف "جوان جيرادي" في جواتيمالا" لأنه كتب تقريرا حول المذابح التي ارتكبتها المخابرات العسكرية برئاسة "استرادا" وبمساعدة اثنين من خريجي هذا المعهد والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء.
    وفي عام 1993 أعلنت الأمم المتحدة أسماء ضباط الجيش الذين ارتكبوا أكثر مذابح الحرب الأهلية فظاعة في سلفادور، فكان ثلثي هؤلاء الضباط تدربوا في مدرسة (SOA)
    وأوضح الكاتب البريطاني أن هذا المعهد قام بتدريب أخطر الضباط الذين ارتكبوا جرائم وحشية ما بين قتل وخطف ومذابح جماعية في دول أمريكا اللاتينية، مثل تشيلي وكولومبيا وهندوراس وبيرو. ويكفي هنا الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان قد حذر أي حكومة تؤوي الإرهابيين وتساعدهم في أعقاب انفجارات 11 سبتمبر، مما قاله آنذاك " أن أي عمل كهذا هو مشاركة لهم في الإرهاب!"
    بعد كل هذه الحقائق التي وردت، هل نتجنى على الأمريكيين عندما نذكرهم ببعض ماضيهم المعبر عن حضارتهم وعن ثقافتهم وعن جرائمهم وعن إرهابهم، وعن قتلاهم في أفغانستان، وعشران آلاف القتلى والشهداء في العراق وعن مئات الآلاف الذين سيقتلون في حروب أمريكا القادمة في حربها التوراتية على الإسلام في ما يسمى بحرب الألفية السعيدة!




    تأصيل العنف في المجتمع الأمريكي :
    يقول المؤرخ البريطاني الشهير ارنولد تونيني : "إن الشعب الأمريكي يكاد يكون الشعب الوحيد الذي قفز من مرحلة التخلف إلى مرحلة الانحطاط ، دون أن يمر بمرحلة الحضارة "( ) . وتعبير الانحطاط هنا يدل على انحطاط الأخلاق ، واتسام المجتمع بالنزعات الفردية الانعزالية ، وشيوع أعمال العنف وسلوكيات الانحراف، وفقدان التوازن الاجتماعي . إن المجتمع الأمريكي يعد في حقيقة الأمر خليط من شعوب عديدة ، توافدت إلى القارة الأمريكية ، كما أشرت سابقا ، بحثا عن الغنى ، أو هربا من الاضطهاد السياسي والديني في أوروبا ، وكان لابد لهذا الواقع من أن ينعكس على نفسية الفرد الأمريكي ، الذي بقي متحفظا في أعماقه بحب المغامرة بالنسبة للأمريكي طريق للبحث الدائم عن مصالح مادية حيث تحول الانعزال إلى نوع من الاكتراث بمشاكل الآخرين . ورد الكاتب الفرنسي المعروف آندري مالر أسباب ذلك إلى كون " الإنسان بنظرهم هو وسيلة وليس غاية … ، فهم يتكلمون عن الحرب في أيام الانتخابات ، لكنهم لا يهتمون إلا بحماية أعمالهم ، ويملكون القليل من الذوق ، وليس لهم مزايا إطلاقا "( ) . وإذا كان الأمريكيون يتجهون إلى المغامرة لتأمين مصالحهم المادية ، فلابد أن تقترن المغامرة بالعنف والقوة ، وهذا ما حصل تاريخيا ويحصل حتى الآن " إن قصة الولايات المتحدة مع العنف والإرهاب ليست قصة حديثة ، إنها متأصلة في الضمير الأمريكي ، ومنغمسة في المجتمع الأمريكي السياسي والاقتصادي والفكري ، فمنذ قدوم أول المغامرين إلى هذه الأرض بدأ الإرهاب الداخلي في أمريكا ينمو حتى اصبح ظاهرة طبيعية ومألوفة "( ) . وتشير الدلائل إلى أن الإرهاب الأمريكي قد زاد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اتجاه العبيد ، حيث اعتبرت جنوب الولايات المتحدة العبيد أدوات وأشياء ، وقد رفضت المحكمة العليا الأمريكية طلب اسود بحريته ، وجاء في حيثيات الحكم " أن العبد ليس مواطنا ، وبالتالي لا يمكنه المثول أمام المحكمة ، إنه ملكية مثل بقية الممتلكات "( ) . وقد قاد الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن تيارا داخليا أطلق عليها حرب الانفصال 1861-1865 ، ذهب ضحيتها مليون قتيل وجريح ، وقد " امتدت يد الإرهاب إلى الرئيس لنكولن عندما صرعه إرهابي أمريكي، وكان بذلك أول ضحية رسمية للإرهاب الأمريكي الداخلي( ) . وفي عام 1881 أدى العنف إلى مصرع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جيمس غارفيلد بعد أسابيع قليلة من انتخابه . وفي مطلع القرن العشرين صرع رصاص العنف الأمريكي الرئيس وليام ماك كنيلي ، وهو من أوائل المنادين بالاستعمار الأمريكي ، وفي سنة 1963 اغتيل الرئيس جون كنيدي في دالاس عاصمة تكساس ، فكان رابع رئيس يذهب ضحية العنف ، وفي أول ظهور له بعد انتخابه تعرض الرئيس ريغان إلى محاولة اغتيال فاخترقت الرصاصة صدره دون أن يموت!!؟
    " إن هذه الهالة الإرهابية قد دفعت بأدباء ومفكرين أمريكيين إلى انتقاد نوعية العلاقات المسيطرة في المجتمع الأمريكي ، وقد وصفها الكاتب الأمريكي ( سنكلير لويس ) بأنها " قائمة على الخبث والرياء " وكان الروائي الأمريكي الشهير ( ارنست همنغواي ) قد وصف هذه العلاقات بأنها تستند إلى " أخلاقية ومثل عليا لدى الشعب الأمريكي "( ) ، ولم يقتصر الإرهاب في أمريكا على العلاقات القائمة داخل المجتمع فقط ، بل إنه يوجد كذلك داخل مراكز اتخاذ القرار ، والسلطة الحاكمة ، فالنظام الأمريكي مارس الإرهاب داخل الولايات المتحدة وخارجها ، لإسكات أصوات المطالبين بالعدالة الاجتماعية ، أو بالحريات الفكرية ، فقد عرف أسلوب العنف الأمريكي تصاعدا في 1947 على إثر تطوير القنبلة الذرية السوفياتية فقام النظام الأمريكي باضطهاد وملاحقة الشيوعيين واليساريين ، " وقام الرئيس ترومان باستجواب 14 ألف مواطن أمريكي ، للاشتباه بأنهم ذو ميول يسارية ، وقام عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ( جوزيف ماك كارتي ) في سنة 1950 بحملة معادية لكل ما هو يساري وشيوعي ، فجمع كل المؤلفات الخاصة بالمفكرين اليساريين من المكتبات ، وتم حرقها في الشوارع( ) . وإذا كان الإرهاب قد تأصل في المجتمع الأمريكي على مر السنين فإن الولايات المتحدة عملت على تصديره إلى خارج حدودها ، فمنذ أواخر القرن التاسع عشر بدأت الأفكار الاستعمارية تنتشر في الولايات المتحدة ، وقد دعا أحد كبار المؤرخين والاستراتيجيين الأمريكيين النقيب ( ماهان ) إلى مد النفوذ الأمريكي إلى كل أرجاء القارة الأمريكية ، وكتب السناتور ( كابوت لودج ) " يجب أن لا يكون من ريوغراندي في البرازيل إلى محيط اركنيك القطب الشمالي سوى علم واحد وبلد واحد "( ) . ومع تطور الأفكار الاستعمارية بدأت الولايات المتحدة تمارس سياسة القوة العسكرية خارج حدودها ،مستخدمة جميع وسائل العنف والإرهاب والقتل ، لإخضاع الشعوب والسيطرة عليها ، وبدأ الإرهاب الأمريكي يتبع علم الولايات المتحدة في الخارج ، الأمر الذي أدى بالكاتب الأمريكي (مارك توين) إلى أن يقترح على الرئيس (ماك كينلى ) " استبدال قماش العلم الأمريكي الأبيض بقماش اسود ، ووضع جماجم الموت مكان النجوم التي تزين هذا العلم "( ) .
    إنه من الصعب تحديد الطابع الإرهابي العلني في السياسة الأمريكية إلا في زمن الحرب التي تشنها ضد شعوب ضعيفة ، وباستثناء هذا الجانب يجري طمس الطابع الإرهابي لنفس السياسة في فترات السلم ، والذي غالبا ما يرتدي أشكالا اقتصادية وسياسية وعسكرية مختلفة ، فقد كان الشكل العسكري هو أكثر تلك الأشكال وضوحا .
    الإرهاب الأمريكي الداخلي:
    في دراسة للباحث الإجتماعي الأمريكي " لويل فاكنت" يقول: " وواقع الأمر أن الولايات المتحدة قد اختارت أن تبني لفقرائها بيوت اعتقال وعقاب بدل المستوصفات ودور الحضانة والمدارس. هكذا ومنذ عام 1994 تخطت الموازنة السنوية لدائرة السجون في كاليفورنيا (المسؤولة عن مراكز الإعتقال للمحكومين الذين تتجاوز عقوبتهم السنة الواحدة) الموازنة المخصصة لمختلف فروع جامعة الولاية فقد تقدم الحاكم (بيت ويلسون) عام 1995 بمشروع موازنة يلحظ فيه إلغاء ألف وظيفة في التعليم العالي من أجل تحويلها الى ثلاثة آلاف وظيفة حارس سجن جديدة . والسبب واضح فمثلا في 22/8/1999 أعلنت وزارة العدل الأمريكية " أن عدد البالغين المسجونين أو الذين خارج القضبان بكفالة بلغ عام 1998 خمسة ملايين و900 ألف شخص. وتعني هذه الأرقام أن 3 في المائة من الأمريكيين مع نهاية عام 1998 إما يكونوا داخل السجن وإما خارج القضبان بكفالة .
    أن ثقافة الجريمة والسجون انتقلت بداعي الثقافة التوراتية الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى المدارس حيث شاعت ظاهرة إطلاق النار على المدرسين والمدرسات وعلى التلامذة بشكل لافت لم يشهد له العالم مثيلا. فقد تناقلت وسائل الإعلام في مارس 1998 المعلومات التالية: " لاحظ الخبير في علم دراسة الجرائم( رونالد واينر )من الجامعة الأمريكية أن وتيرة العنف لدى الشباب زادت إلى درجة كبيرة بسبب ثقافة الأسلحة النارية . وغلبة العقلية المستوحاة من قانون الشارع أو (التعاليم التوراتية)على الأخلاق والمبادئ الإنسانية. وأظهرت دراسة كشف عنها البيت الأبيض، أن واحدة من كل عشر مدارس رسمية أمريكية شهدت أعمال عنف خطرة عام 1997.
    وكتب أحد كبار صحافيي نيويورك متعجبا: " هناك حرب حقيقية في شوارع الولايات المتحدة. ويسقط قتلى بالرصاص ما يقارب 45 ألف شخص كل تسعة عشر شهرا، وهو العدد نفسه الذي سقط خلال تسعة أعوام من حرب فيتنام ، هذا يكشف أمراض المجتمع الأمريكي المستعصية، و العنصرية المتفشية في داخله، والتباينات الإجتماعية الواضحة، إن دل هذا على شيء فيدل على تفجر اللحمة الأسرية، وإفلاس النظام التربوي، واستشراء المخدرات، وعن عدم فاعلية النظام القضائي، وعن قوة اللوبيات المدمرة داخل المجتمعات الامريكيه، وخصوصا اللوبي الصهيوني . و هذا يدل ايضاعلى الإرهاب الدموي الذي يطال مختلف الشرائح والطبقات. فمثلا في سنة 1991 قتل الإرهاب الداخلي الأمريكي 38317 شخص وجرح 175 ألف شخص، هذا يعني حصول 105 قتيلا في اليوم الواحد ، ولترجمة هذه الأرقام على الواقع لنفهم نتائج هذا الإرهاب، يكفي أن نقارن طبيعة القتلى بالسلاح بين أمريكا وبعض الدول الأوروبية. ففي سنة 1990 بلغ عدد حالات القتل بأسلحة اليد في الولايات المتحدة فقط الى 10567 حالة بينما بلغ في بريطانيا 22 حالة وفي السويد 13حالة، وفي استراليا10 حالات وفي كندا 68 حالة وفي اليابان 87 حالة .وهذا ما دفع الكثير من المحللين الأمريكيين من إطلاق وصفا لهذه الحالة الإرهابية بأنها "حرب حقيقية في كل بيت" أو " الإرهاب على الذات". لذلك صرح بصوت عال (كولمان يونغ) عمده مدينة شيكاغو الأسود البشرة، الذي رفض بإصرار تجريد مواطنيه من أسلحتهم حيث قال:" قد أكون مجنونا إذا صادرت الأسلحة، في الحين الذي نحن فيه محاصرون بإناس عدوانيين".مما جعل لجنة أمن منتجات الاستهلاك، التي باشرت عملية إحصاء لحوادث إطلاق النار الى التوصل إلى نتيجة مفادها أن في الولايات المتحدة وفق التقديرات المختلفة حوالي 200 ألف شخص يصابون بالرصاص سنويا . بالطبع لا يتضمن هذا الإحصاء عدد الضحايا المجهولة الذين يعالجون بعد إصابتهم بعيدا عن أعين الحكومة الفيدرالية. كما ينتشر في الولايات المتحدة 211 مليون قطعة من الأسلحة النارية، بينها 67 مليون مسدس مختلف الأنواع.
    أن السبب المهم للإرهاب الداخلي الأمريكي وحسب الكاتب "جيل ديلافون" الذي أصدر كتاب (violente Ameique) العنف في أمريكا: " ففي نهاية 1994حطم النظام القضائي الأمريكي المتعثر رقما قياسيا مرعبا بوجود أكثر من مليون شخص من الأمريكيين يتعفنون وراء قضبان السجون، وهو أعلى معدل اعتقالات على سطح هذا الكوكب. مع الإشارة إلى أن ثلاث أرباع المتهمين لا يعتقلون ولا يضعون داخل السجون لأسباب قانونية معينة . والأسوأ من النظام القضائي هو نظام السجون الذي يصنع (مجرمين محترفين) حقيقيين محكومين نهائيا بالعودة إلى الأجرام. فأكثر من 60% من المعتقلين نفذوا بالسابق حكما بالسجن، وبناء على دراسة أجريت على مستوى الولايات كلها. هناك 108 ألف مجرم تم إيقافهم حوالي 109 مليون مرة. هذا يعني أن أمريكا تقبع تحت مسلسل الإرهاب والجريمة الداخلية والمسؤول عنها الشعب الأمريكي بامتياز . وأمريكا متخلفة أكثر من أية دولة عربية أو أية دولة من دول العالم الثالث المتهم بالتخلف. ويكفينا تحاليل وتنظيرات من المتأمركين المتصهينين الذين يستهزئون بشعوبهم ويريدون إقناعها بالتجربة الأمريكية الرائعة ،وهذه الأرقام لأكبر دليل على روعة التجربة الأمريكية.
    إذن الإرهاب الداخلي مستفحل في جذور المجتمع الأمريكي وفي كل آليات حركته، بل كان ركيزة نشأة هذا البلد كما أسلفنا سابقا، سواء من خلال الصراعات بين الغزاة البيض فيما بينهم أو صراعهم مع أصحاب الأرض الحقيقيون من الهنود الحمر. أن الغازي الأمريكي أصبح مواطنا أمريكيا بمقدار ما وسع أرضه وقتل أصحابها الحقيقيين، أو من خلال الإضطهاد الشرس ضد الأفارقة والتي ما زالت تغذيه المعتقدات التوراتية والقوانين الأمريكية التي تعتمد على العهد القديم في تشريعاتها. وحسب تقرير رسمي صدر عام 1989 بعنوان (ضحايا العنف في القوانين الأمريكية) تحدث أحد كاتبي التقرير (ليونارد جيفري) عن أن في أمريكا 5500 عصابة مسلحة معروفة تنتشر اليوم ،وبعضها منظم وله أفرع في كل الولايات المتحدة. وتقوم هذه العصابات أو الميليشيات بـ 25 ألف عملية قتل في السنة، والقتلى معظمهم من السود، وأخذت هذه الميليشيات تبني دولها و قوانينها الخاصة بها داخل الولايات المتحدة . وهي محمية بكميات كبيرة من الأسلحة المتطورة ،و أكد كثير من المطلعين أنهم يملكون كميات وافرة من أسلحة الدمار الشامل تفوق الخيال. ولعل استخدام الجمرة الخبيثة بعد أحداث 11 سبتمبر داخل الولايات المتحدة الأمريكية والإرباك الذي أصاب المؤسسات الحكومية والاجتماعية من جرائه لدليل ساطع على ذلك. و تم إثبات أن هذه الجمرة الخبيثة المستخدمة هي أمريكية داخلية بحتة صنعت على يد الإرهابيون الأمريكيون. كما لهذه الميليشيات نفوذها الانتخابي والاجتماعي، و هي تمارس العنف الهستيري، وتطمع إلى تجهيز جيشا من الإرهابيين للزحف على البيت الأبيض وتدمير الحكومة الفيدرالية فيه واحتلال البلاد.
    ألم يكن أجدى بحكومة بوش أن تواجه هذا الإرهاب الأمريكي الداخلي ومنظمات الإرهاب الأمريكية المدمرة للاستقرار الداخلي، من أن توجه تهمة الإرهاب للمنظمات الفلسطينية واللبنانية والمقاومة العراقية التي تدافع عن حقوقها الوطنية وتريد تحرير ارضها وشعوبها من الاحتلال الإرهاب الصهيوني البغيض. أليس من الواجب الوطني والقومي أن تقوم الحكومة الأمريكية بتنظيف البيت الأمريكي من الإرهاب الداخلي ومن منظمات الإرهاب الأمريكية . وخصوصا إن الصهيونية المسيحية أفرزت أكثر من ألف ومائتي حركة دينية متطرفة يؤمن أعضائها بنبوءة نهاية العالم او في ما يسمى بمعركة هرمجدون. وهذه الحركات تنتج أفلاما سياسية على أنها أفلام دينية ، تخدم فكرة دعم إسرائيل بوصفها ساحة المواجهة الأخيرة قبل نزول المسيح عليه السلام. مثل فيلم "إسرائيل مفتاح أمريكا إلى النجاة" وفيلم " القدس .د.س" الذي أجمع كل من شاهده على أنه يبعث رسالة واضحة مفادها: " اشكروا الله أرسلوا الذخيرة!"
    ولعل فكرة نزول المسيح وارتباطها بنشوب معركة هرمجدون هي التي دفعت بعض هذه الحركات إلى القيام بانتحارات جماعية بهدف التعجيل بعودة المسيح وقيام القيامة كما يعتقدون، ومن هذه المجموعات جماعة (كوكلس كلان) العنصرية، والنازيون الجدد، وحليقوا الرؤوس، وجماعة (دان كورش) الشهيرة التي قاد زعيمها (كورش) اتباعه لانتحار جماعي قبل عدة سنوات بمدينة (أكوا) في ولاية (تكساس) من أجل الإسراع بنهاية العالم. وكذلك (القس جونز) الذي قاد انتحار جماعيا لاتباعه أيضا في (جواينا) لنفس السبب . وكان تيموثي مكفاي الذي فجر المبنى الفيدرالي في مدينة اوكلاهوما في 19/4/1995 هو أحد اتباع هذه المنظمة. فكيف تريد أمريكا أن تقنع العالم بصدق نواياها في محاربة ما يسمى بالإرهاب، وبطونها مملوءة بمنظمات الإرهاب الأمريكية. ولئن فاقد الشيء لا يعطيه، ولئن الكذب والتدليس هو عنوان السياسة الأمريكية ،ولئن الصهيونية المسيحية تقود العالم إلى الدمار، لذلك وجهت الولايات المتحدة جيوشها وأساطيلها إلى منطقتنا و كانت هذه الحرب المجرمة على الإسلام .


    منظمات الإرهاب الأمريكي:
    أما بالنسبة إلى منظمات الإرهاب الأمريكي. فلها أيديولوجيتها السياسة الخاصة بها، فهي تعتبر أن الحكومة الأمريكية فاسدة وتتألف من مجموعة من اللصوص، مجموعة خائنة باعت نفسها للصهيونية . مجموعة خانت أهداف الثورة الأمريكية ،ورهنت الولايات المتحدة للبنوك العالمية،لذلك ينبغي على أفرادها أن يبقوا متأهبين، ومحتفظين بأسلحتهم وأن يطوروا في مختبراتهم أسلحة الدمار الشامل . فأعضاء هذه الميليشيات مقتنعون بوجود مؤامرة كبيرة مدبرة في واشنطن ومن اليهود خاصة ، تهدف إلى جلب جحافل من الأمم إلى الأرض الأمريكية ليعملوا أجراء لدى الرؤوس أموال اليهودية . وهذا ما يؤدي بدوره إلى اضطهاد اليد العاملة الأمريكية الأصلية ، ومنهم من يدعي أنهم المدافعون الأواخر عن العنصر الأبيض، ومنهم من يؤمن بعودة المسيح المنتظر، بل منهم من آمن بأنه قد نزل فعلا. صدر تقرير في (USA ToDay) في 30/1/1995 يدعي أن في عام 1994 ظهرت ميليشيات في أكثر من 24 ولاية اجتذبـت 50 ألف عضو، ومصدر هذا التقرير المكون من عشر صفحات هو (مكتب الباتف) ويحذر هذا التقرير من هذه الميليشيات (العسكرية المحترفة) والتي تناهض الحكومة الفيدرالية العداء، وتفسر الدستور الأمريكي بالمعنى الحرفي. وتأخذ الوكالات الحكومية المختلفة هذا التحذير على محمل الجد. ويؤكد تقرير صدر عام 1998 عن مركز (ساوترن بوفرتي لوسانتر) المتخصص في مراقبة التحركات المعادية للحكومة الفيدرالية، أن المجموعات التي تحرض على الحقد هي (المنظمات الصهيونية، ومنظمة فروة الرأس، والمدافعون عن تفوق العرق الأبيض، ومنظمة الهوية المسيحية) وارتفعت نسبة الميليشيات ما بين 1996و 1997 إلى 20% . لم يكن خطر هذه الميليشيات خافيا على الخبراء والمختصين ووسائل الإعلام الأمريكية فأصدرت مجلة التايمز ملفا كاملا عن هذه الميليشيات المسلحة في أمريكا، وأوردت أسماء أخطر عشرين منظمة تنتشر في أنحاء الولايات المتحدة . ويقول ميتشيل هاميرز أحد خبراء الجامعة الأمريكية في واشنطن: " أن الإرهاب الداخلي يشكل تهديدا متزايد وهو أكثر تنظيما في أوساط الميليشيات… أنهم لا يستعملون فقط قنابل بسيطة كتلك التي استخدمت في اوكلاهوما سيتي، ولكن مخازنهم تتضمن أسلحة دمار أكثر تطورا من الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية المعروفة. وفي جلسة خاصة للكونجرس الأمريكي في مايو من عام 1995 حذر ثلاثة من كبار المسؤولين الأمريكيين من تعاظم خطر الإرهاب المحلي مشيرين إلى أن الرعايا الأمريكان أصبحوا يواجهون خطر الإرهاب المحلي أكثر من الإرهاب الخارجي المدعوم خارجيا.
    فالميليشيات تفتك بأمريكا بضراوة السرطان مثل بلوووس وكريبس اللتان أنشئتا منذ أكثر من ثلاثين سنة في كاليفورنيا، ولهما اليوم وكلاء في 32 ولاية و113 مدينة . ففي عام 1985 في قطاع لوس انجلس وحدة كان يوجد 400 منظمة إرهابية، واصبح العدد في عام 1990 ما يقرب 800 منظمة إرهابية تضم 90 ألف عضو . وتوسعت هذه المنظمات الإرهابية انطلاقا من شيكاغو باتجاه مينابوليس وامتدت هذه الميليشيات حتى إلى المدن الصغيرة في أواسط الغرب، فمثلا بين 1990ـ 1993 في مدينة (ويشيتا) من ولاية (كانساس) التي يقطنها 300 ألف نسمة أحصيّ 90 منظمة إرهابية ، وأصبح شعار (أطلق النار عشوائيا من السيارة، أمرا شائعا) . وامتدت هذه الميليشيات إلى قلب أمريكا بعد أن كانت محصورة ولمدة طويلة في المدن الكبرى، فوصلت إلى مدن( أوماها ) و(اوكلاهوماسيتي) و (كانساس سيتي) .
    وما يثير العجب عند هؤلاء الميليشيات أن الندم معدوم لدى ارهابيها وخصوصا القتلة من الشباب والطلاب وحسب تقرير لمؤسسة (يو أس نيوز أند وارد ريبورت) الصادر في 8/11/ 1993ورد الآتي: " أن في كل يوم دراسة يندس في محفظات الكتب 270 ألف مسدس . وفي الصفوف العالية من بين كل خمسة تلامذة، هناك تلميذ يحمل سلاحا. لقد كانت المدرسة لفترة طويلة الملجأ الأخير للسلام تجاه العنف والإرهاب الداخلي، وتجاه عنف الأسرة، ولكنها لم تعد بمنأى عنه، وفي كل سنة، يقترف ما يقرب من ثلاثة ملايين عمل إجرامي من كل الأنواع من السرقة إلى الإغتصاب إلى القتل . " كما ينشر إعلانات في صحافة أمريكا الكبرى والمحلية على حد سواء يرد فيها عبارات:" يجب ألا نسمح للحكومة بإدارة شئوننا وحياتنا… يجب أن نعود إلى أيام الثورة الأمريكية الأولى… نحن الثوريون الأمريكيون" ثم يردف الإعلان بالطريقة الأمريكية النمطية :" تعالوا مع أسلحتكم". وهذه الميليشيات تنتشر في شتى بقاع الولايات المتحدة الأميركية ولها أنصارها الذين يشكلون فكرهم الغريب والمختلف، ولكل ميليشيا منطقة نفوذ. وتحترم الميليشيات فيما بينها مناطق نفوذها .ورغم انه لا توجد مؤشرات تدل على نوع من الوحدة في الهدف أو الرؤية بين هذه الميليشيات، فأنه من المؤكد أن ثمة خلفيات مشتركة أدت إلى تكون مثل هذه البؤر الفكرية المسلحة بالعداء على النمط الأمريكي في إدارة شؤونه . وتعكس قيم هذه التنظيمات مزيجاً غريبا من الدين المسيحي( لبعض المذاهب)، وتقديس الحرية الفردية للمواطن, والقيم العسكرية، وخاصة حرية اقتناء وحيازة الأسلحة النارية، والخوف من السلطة المركزية .لذلك فإن الطابع العقائدي الغالب على هذه التنظيمات هو الطابع اليميني، الذي يصل في أحيان كثيرة إلى الشوفينية ، والعنصرية، والحقد على كل ما هو غير أبيض أو مسيحي. ويوجد بين أعضاء هذه الميليشيات مجموعة من العلماء وأساتذة الجامعات ومثقفين بارزين ومحاميين وأطباء، بالإضافة إلى ضباط متقاعدين من ذوي الأوسمة الرفيعة في القوات المسلحة الأمريكية. ويعتبر بعض أعضاء هذه الميليشيات أنفسهم في حالة حرب مع السلطة الاتحادية، وهم يرفضون دفع الضرائب. أما المتطرفون منهم فيؤمنون بوجود مؤامرة تشارك فيها الحكومة الاتحادية، والمصارف اليهودية العالمية والأمم المتحدة، وغيرها من القوى المعادية للمسيحية . تهدف لإقامة حكومة عالمية أو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، ويدعي هؤلاء انهم يملكون معلومات ووثائق تثبت صحة ما يدعون .
    ومن أهم الميليشيات الأمريكية:
    I. ميليشيا ولاية اريزونا واسمها الرسمي (منظمة أبناء الحرية)، ومن أهداف هذه الميليشيا فصل ولاية اريزونا عن الولايات المتحدة.
    II. ميليشيا ولاية كولورادو اسمها الرسمي (حراس الحريات الأمريكية) ولهذه الميليشيا جريدة ودار نشر من مطبوعاتها النظام العالمي الجديد، وترسل هذه الميليشيا مستشارين عسكريين لمساعدة الميليشيات في الولايات الأخرى ، وتحمل هذه الميليشيا اليهود مسؤولية فساد النظام البنكي العالمي .
    III. ميليشيا ولاية فلوريدا تتكون هذه الميليشيا من 6 ميليشيات فرعية ولها جنود في كل مقاطعة ومدينة في ولاية فلوريدا، ولها جيش وجهاز حكومي وجهاز قضائي على رأسه المحكمة الدستورية التي أرسلت أخيرا أوامر الى المسؤولين في المقاطعة لإطاعة قوانينها.
    IV. ميليشيا ولاية ايداهو الذي من قادتها الكابتن(صمويل شيرود) الذي يقول:"ستشهد أمريكا الحرب الأهلية مرة اخرى. ونحن هنا في ولاية ايداهو سنبدأ بالهجوم على مبنى برلمان الولاية ونقتل كل النواب رميا بالرصاص.
    V. ميليشيا ولاية انديانا، ترأس هذه الميليشيا جنراله سابقة بالجيش الأميركي تدعى (ليندا طومسون)، وعندها مكتب محاماة في انديانابوليس عاصمة الولاية، وهي تدعو للهجوم على الكونغرس واعتقال أعضاء الكونغرس وتدميرهم.
    VI. ميليشيا ولاية ميتشيجان، اشتهرت هذه الميليشيا بسبب أن منفذي الهجوم على المبنى الفيدرالي عام 1995 في اوكلاهوما هم من اعضائها، وهي من أقوى الميليشيات أكثرها عدداً من أقوال زعيمها (القس نورمان) :" سيذهب الآلاف من جنودنا بملابسهم العسكرية، وكامل أسلحتهم لتقديم إنذار الى الرئيس الأمريكي وهذه ستكون بداية الثورة الأمريكية الثانية.
    VII. ميليشيا ولاية ميسوري: لهذه الميليشيا فروع في خمس مقاطعات وهي ترشح أعضائها في الانتخابات المحلية لعُمُدْ المدن واللجان التعليمية.
    VIII. ميليشيا ولاية مونتانا، وهي واحدة من اكبر الميليشيات الامريكية، وتملك هذه الميليشيا دبابات وعربات مصفحة، ومدافع مضادة للدبابات، وتتدرب على حرب العصابات، وتطالب هذه الميليشيا بفصل الولاية عن باقي الولايات، وتصدر هذه الميليشيا مجلات وجرائد تتحدث عن عظمة الجنس الآري.
    IX. ميليشيا ولاية نيوهاميشير، تعتمد هذه الميليشيا على الأسلحة الفردية، واستراتيجيتها العسكرية تقوم على حرب العصابات، وتدعوا الى المواجهة المباشرة مع القوات الحكومية. ويوجد كذلك ميليشيات صغيرة لا يتسع المجال لذكرها لكنها تشكل حالة ضاغطة على النظام الفيدرالي الأمريكي، وتهدد بتفجير الوحدة الداخلية وتفكيك الولايات المتحدة.
    وفي الختام لا بد أن ذكر بما كتبه مستشار الأمن القومي الأمريكي زيغنو بريجنسكي في كتابه (الفوضى) وهو أحد أركان اليمين الأمريكي، كما لا يمكن لأحد أن يتهمه بأنه إرهابي إسلامي يخطط لتدمير الولايات المتحدة الأمريكية حيث يؤكد أن هناك عوامل كثيرة تمنع الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق حلمها في الهيمنة على قرار العالم وهي:
    I. المديونية التي جلبت ديناً قومياً تراكمياً يتجاوز 4 تريليون دولار (وحسب إحصاءات مؤسسة فيجي الأمريكية تجاوزت هذه المديونية 13 تريليون دولار . وقيمة الفوائد على هذه الديون تفوق الدخل القومي الأمريكي) . وهذا لوحده يكفي ليهدد أمريكا بالانهيار في أي لحظة.
    II. العجز التجاري الذي يرغم أمريكا، وهي الدائنة الأولى في العالم على استقراض المال مما يهدد قطاعات الإنتاج والعمل الرئيسية بالانهيار ويساهم في البطالة.
    III. وضع العناية الصحية سيئ جداً وهي غير متكافئة في الولايات والمناطق المختلفة، فهناك الملايين من الأمريكيين لا يحظون بالعناية الصحية.
    IV. التعليم الثانوي متدني جداً حيث يعاني الشباب الأمريكي من سوء التعليم بالمقارنة مع معظم الشباب الأوروبي أو الياباني، وهذا يؤدي إلى جهل 23 مليون أمريكي.
    V. تدهور البنية التحتية الاجتماعية، وتعفن الريف الذي ينطبق على غالبية المدن الأمريكية الرئيسية، ذات الأحياء الفقيرة من الطراز الموجود في أفقر بلدان العالم الثالث.
    VI. كثرة الإباحة الجنسية التي تهدد الحياة الأمريكية ومركزية العائلة من خلال استفحال ما يعرف بعائلة الأب الواحد. وهذا بطبيعته يؤدي الى إضعاف اللحمة الاجتماعية وتفكك الأسرة .
    VII. انتشار الأمراض الجنسية الفتاكة التي هي بحالة تصاعدية كل سنة.
    VIII. الدعاية الهائلة للإفساد الأخلاقي ، وتشريع القوانين لحماية الشاذين أخلاقيا من خلال الإعلام المرئي والمكتوب .
    IX. كثرة الميليشيات التي تحارب الحكومة الفدرالية، والتي تطالب بالانفصال عن الولايات المتحدة.
    X. توريط الولايات المتحدة في حروب خارجية حيث لا تستطيع الموازنة الأمريكية ولا الشعب الأمريكي تحمل نفقاتها.
    وإذا أضفنا إلى ما ذكرناه سالفاً ما يخطط له المهووسين في الإدارة الأمريكية والمدعومين من الصهاينة بشقيها. من حروب ضد الإسلام والعالم، نجد أنفسنا أمام دولة تجلس على فوهة بركان ممكن أن ينفجر في أية لحظة، هذا يدفع العالم للتوحد ضد هؤلاء المجرمين الذي أعلنوها حربا لتدمير البشرية تحت اسم هرمجدون ، أو حرب ما يسمى بقوى الخير ضد قوى الشر. زيادة على ذلك انتشار ثقافة الجريمة وثقافة المخدرات وكثرة عبدة الشيطان وثقافة الشواذ. والمجتمعات التي تحتوي على مثل هذه الثقافات لا يمكن أن تستمر كما لا يمكن أن تسود العالم ومصيرها إلى الهاوية . وبناءاً على ذلك لا يمكن لأمريكا أن تكون شرطياً أو مصرفة لشؤون العالم، كما لا يمكن لها أخلاقيا وأدبيا وثقافيا ودينيا أن تتهم أحدا أو منظمة أو دولة بالإرهاب لأنها بلد الإرهاب الأعظم، ومصدر الإرهاب العالمي، وداعمة أكبر دولة إرهابية في العالم إسرائيل .
    د. محمد ناصر
                  

العنوان الكاتب Date
وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امريكا) Bakhaf06-11-06, 03:50 AM
  Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-11-06, 04:03 AM
    Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-11-06, 04:08 AM
      Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-11-06, 04:20 AM
        Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-11-06, 06:00 AM
          Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Frankly06-11-06, 06:20 AM
            Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-11-06, 06:30 AM
            Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر bint_alahfad06-11-06, 06:31 AM
              Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-12-06, 04:04 AM
            Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Frankly06-17-06, 03:38 PM
              Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Mohamed E. Seliaman07-12-06, 01:50 AM
  Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر saadeldin abdelrahman06-11-06, 07:09 AM
    Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-12-06, 04:32 AM
  Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Frankly06-11-06, 08:22 AM
  Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Frankly06-11-06, 10:14 AM
    Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر A.Razek Althalib06-11-06, 10:46 AM
      Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-12-06, 05:08 AM
  Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Frankly06-11-06, 10:31 AM
    Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Frankly06-11-06, 10:34 AM
      Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-12-06, 06:10 AM
        Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-13-06, 01:31 AM
          Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-14-06, 07:58 AM
            Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-14-06, 08:02 AM
  Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر قرشـــو06-15-06, 04:26 AM
    Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-15-06, 05:57 AM
      Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf06-22-06, 04:12 AM
        Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf07-08-06, 03:38 AM
          Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf07-09-06, 11:46 AM
            Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf07-10-06, 03:43 AM
              Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf07-12-06, 03:08 AM
                Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf07-17-06, 01:24 AM
                  Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما امر Bakhaf10-08-06, 05:59 AM
  Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ماما ا عبدالله شمس الدين مصطفى10-08-06, 07:15 AM
    Re: Re: وثقنا للنظام وغيره دعونا نوثق لامريكا منذ تاسيسها (دعوه لتوثيق جرائم وحروب وابادات ما Bakhaf10-09-06, 07:17 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de