رسالة إلى الأنثى التي أعشق (22)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 01:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2006, 03:24 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة إلى الأنثى التي أعشق (22)

    رسالة إلى الأنثى التي أعشق(22)

    د. ابوبكر يوسف إبراهيم

    حبيبتي.....

    لست أدري لماذا بدأ القلم يتثاقل وكأنه بدأ في كتابة السفر المر ... سفر الأحزان... لأنك فاجأتني بسؤال لم يدر أبداً في خلدي بل كان كل إهتمامي منصب فيك وكان سؤالك لي:-
    - هل فاتحت أولادك في موضوع زواجنا؟
    - والله الموضوع ده أصلاً ما ورد علي أبداً ... لكن وين المشكلة ما إثنين منهم إتخرجوا والثالث في الجامعة والرابع في الثانوي ... وطبعاً لما أرجع حأفتح معاهم الموضوع.
    - الأنا خايفة منو موضوع تقبلهم لي
    - إنشاء الله ما في مشكلة لأن علاقتي بيهم علاقة تفاهم وصداقة
    - ده جميل وأنا ما عندي أي حساسية في هذا الموضوع حأعتبرهم أولادي وأكثر وحأبهم لأن الله لم يمن علي بنعمة الأمومة وكمان عشان هم قطعة منك
    - أنا متفهم لهذا كله ولقلبك الكبير الذي يسعني ويسعهم كمان الإثنين الكبار إستقلوا بحياتهم والإثنين التانين بيجوا في الإجازات.
    - ربنا يجيب العواقب سليمة
    - خليكي متفاءلة يا روحي
    حزمنا أمتعتنا وعدنا وحين وصلنا قمت بتوصيلها حتى سكن الجامعة وعدت أنا إلى سكني وباشرت عملي وبعدها أجريت أنت كل ما إجراءات إتمام زواجك مع إدارة الجامعة إنتقلت أنا للسكن معك رغم إحتفاظي بالسكن الخاص بي لعدة إعتبارات منها إن لم تسر الأمور كما كنت متفائلاً مع الأولاد فلا مناص أن ينزلوا في سكني وأبقى معهم فترة الإجازة التي تعودوا أن يقضوها معي أما إن سارت الأمور على ما نتمنى فمن الأحسن أن ننتقل جميعاً إلى سكني على أقل تقدير في فترة الإجازة.
    وبعد يومين من وصولنا قررنا إقامة حفل صغير للأصدقاء المقربين والأقارب ... جاء المدعوون وكان يوماً بهيجاً وكان بمثابة إعلان للحب الذي ربط بين قلبينا وسعادة لم تخف من عيوننا ولذلك سعادة الأصدقاء المقربين من أعضاء الصالون الذين تفاءلوا بأنه سيكون حافلاً وستدب فيه روح جميلة تلك الروح التي جمعت بين قلبينا.
    بدأت أُلآحظ بعض التوتر أو القلق في تصرفاتك وكأنك خائفة من شيء ما ؛ كنت أدرك ما يدور في تفكيرك حيث يزداد قلقك مع إقتراب موعد إجازات الأولاد ... وعندما أدركت هذا القلق الذي تعانين قررت الإتصال بهم كل على حدة لأبلغهم بأمر زواجنا على أقل تقدير ليكونوا مهيئين لذلك عند حضورهم.
    بدأت الإتصال بأبنتي الوحيدة:
    - ألو أيوه يا ميشو
    - أهلاً بابا عامل إيه
    - كويس بس في موضوع عاوز أفاتحك فيه ... موضوع خاص وعاوز تفهم
    - قول يا بابا
    - إنت عارفه إني ظللت وحيداً بعد إنفصالي من والدتك أكثر من عشرة سنوات
    - طيب ما تحاولوا يا بابا تاني وترحعوا لي بعض
    - لا ده موضوع صعب وبعدين أصبح تاريخ وصفحة أغلقت ما عاوز أفتحها ويكفي هذه العلاقة الطيبة التي تربطنا علشان ما تتأثروا ولكن أنا إتزوجت من سيدة بدأ بيني وبينها توافق عاطفي وهي سيدة طيبة ومتعلمة وواسعة الأفق وحنونة وربنا ما أداها أولاد وعشان كده أدوها الفرصة في زياراتكم لي عشان تفهموها وتفهمكم وأتمنى أن العلاقة تتطور بينكم إلى أكثر من ذلكز
    - فاجأتنا يا بابا ونحن كنا معتقدين أنو بمرور كل هذه المدة ربما ترجعوا تاني
    - صعب يا ميشو لكن كل ما أرجوه إنك تحاولي تشرحي الموضوع لأخوانك وأنا حأتصل بيهم واحد واحد وأعلن ليهم الخبر
    - عموماً مبروك يا بابا لكن الأمر حيكون صعب علينا في البداية إلى أن يتم إستيعابه.
    كانت المكالمة أمامك وممكن أقول أن الموضوع لم يكن بتلك المفاجأة الصاعقة لميشو ... لأني أحس بأني عملت ما يمليه عليّ ضميري كأب وتحملت مسئوليتهم مشاركة مع والدتهم رغم الإنفصال... وبالطبع كان عليهم أيضاً أن يضعوا هذا الإحتمال بأني ممكن أتزوج في يومٍ من الأيام طال الزمن أو قصر وما ممكن أعيش راهب بقية عمري.
    إتصلت بأبني الأكبر وهو مرتبط عاطفياً بوالدته وهو الذي كنت أتوجس من ردة فعله
    - ألو ... كامل إيه
    - كويس والحمدلله
    - كيف عامل في الشغل؟
    - ماشي أهو شغل الحواسيب ذهني ويتطلب الجلوس لمدد طويلة والتدقيق.
    - عارف أنا طلبتك لموضوع شخصي ويهمني وعاوز أبلغك بيهو... إنت عارف أنا في غربة وعايش لوحدي قرابة العشرة سنوات منذ أن إنفصلت من والدتك وصبرت المدة دي كلها لسببين الأول ما فكرت في الزواج أصلاً والتاني لأني كنت عاوزك إنت وأخت تتخرجوا وعاوز أخوكم يدخل الجامعة والأخير على الأقل يعدي سن المراهقة ... أنا دلوقتي إتزوجت سيدة طيبة ومن عمر مقارب لعمري وما عندها أولاد ويفرحها جداً عندما تجوا في الإجازات أن تعاملكم زي أولادها تمام
    - بس يا بابا نحن كنا متوقعين إنك إنت وأمي ترجعوا لبعض في يوم من الأيام
    - سبق أن ناقشتوني في الموضوع وكنت واضح وصريح معكم وأوضحت لكم إستحالة هذا الموضوع وكمان الأيام والعمر بيجري وما من العدل أني في العمر ده أعيش وحداني ... لآزم إنتو تقدروا تضحياتي بعقد وزيادة من الزمن وأعتقد أن من حقي أعيش ما تبقى لي من أيام مع الإنسانة التي شعرت بأني ممكن تسعدني وأسعدها وما أظن إنت تبخلوا علي بهذا الحق.
    - والله يا بابا ماما كانت متوقعة إنكم حترجعوا لي بعض... وهذا التوقع يجعل مهمتي معاها صعبة لكن من ناحيتي أنا حأقول ليك مبروك بس الموضوع صعب شوية وعموماً خليني أنا أحاول أن أشرح الموضوع بالتدريج لأخواني ومافي داعي دلوقت حتى ماما تسمع بيهو لأنها ربما تكون عايشة على أمل العودة وربما تنصدم.
    - عموماً أنا إتكلمت مع ميشو فإنت إتصل بها وفهمها بإقتراحك ده
    - يعني إنت خلاص إتزوجت يا بابا
    - ايوه خلاص إتزوجت
    - عموماً مبروك... ما حأقدر أقول حاجة غير كده.

    وأنا بتكلم مع الأولاد شعرت بمدى القلق الذي إعتراك حبيبتي... قلت لك : تأكدي أنو ضميري مرتاح وأنا أديت رسالتي كأب على أكمل وجه ومن حقي وحقك إننا نعيش سعادتنا برضو ، أنا عارف أنو الموضوع صعب على الأولاد تقبله ولكن لأني مع كل محاولاتهم السابقة للعودة إلى والدتهم كنت صريح وواضح معاهم في أن هذا الموضوع فيه إستحالة ضروري يعرفوا أنو أنا في يوم من الأيام كنت حأتزوج. وموضوع القلق الجاك ده موضوع حساسية مفرطة ليس إلا ربما لأنك ما دايره أي مشكلة تعكر حياتنا وأنا إنشاءالله متوقع تفهم الأولاد وإنت لما تشوفيهم حتفهميهم بسرعة وما متوقع أي إنعكاسات سيئة قد تحدث.
    - والله أنا عايزة أعيش الأيام الجاية بعيد عن المشاكل وعاوزة لما أزور أمي أمشي وأنا مرتاحة البال
    - ومطمئنة أنو الموضوع ده ما حيخلق أي تعكير لحياتنا.
    - يا شيخة إطمئني إنت متوقعة أشياء أنا متأكد إنها ما حتحصل والأيام حتثبت ليكي صحة توقعاتي.
    ران صمت طويل وعميق وكأنها سرحت في وادي عميق من التوقعات التي لا تبرح من مرت بتجربة مثل تجربة زواجها وإنفصالها المرة التي خلفت لها أحزان في دواخلها لم تستطع التخلص منها وبعد صبر طويل أيضاً تدخل تجربة إرتباطنا التي كانت إيقاعاتها سريعة ولم نفكر فيما هم حولنا أو ما قد يترتب على هذا الإرتباط من نتائج على الآخرين ممن هم حولنا والشأن يعنيهم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على حسب ما كنت أستقرأه في عينيها... خوف من أن تفشل التجربة الثانية وهذه محض إفتراضات خلفتها التجربة السابقة وبرغم تطميناتي لها إلا إني لم أستطع إذابة هذا الجبل من القلق الذي يعتريها... إنه نتاج مرارة تجربة سابقة تنعكس على تجربة أخرى حتى وأن تكللت بالنجاح وحفتها السعادة وإلى الغد.....
                  

06-19-2006, 03:56 AM

غادة عبدالعزيز خالد
<aغادة عبدالعزيز خالد
تاريخ التسجيل: 10-26-2004
مجموع المشاركات: 4806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (22) (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    الاخ ابوبكر-

    يالها من قصة,
    فى انتظار البقية
    لنعرف رأى ابناءك النهائى
    فى هذة القضية

    ودى
    غادة
                  

06-19-2006, 04:16 AM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (22) (Re: غادة عبدالعزيز خالد)

    آآآآه يا أبوبكـر مـن وجـع السـنين ..هـذا باب آخـر مـن المـرارة والحـزن الذي لا يكتفي بـدمـوعـه..فقـد امتلأ ايضـا بالغثيان...
    زوجـة الأب والصـورة ذات الظـلام المتعمـد احـيانا في أذهاننـا لا لشئ ....فقط لأننـا لا نري الا مـن خـلال التعميم...يجـب ان نتوقف عنـدها ....مـا هـو الصـح ومـاهـو الخطـأ
    رسـائلك غنية برسـائل اخـري قصـيرة وحـادة...قضـايا اجتماعية وأصـول أخـلاقيـة...
    شـكرا لإشـراكك لنا قراءتها..

                  

06-19-2006, 07:12 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (22) (Re: Muna Khugali)

    الأخت العزيزة غادة
    العزيزة منى

    لكما مني عاطر التحايا

    أصدقكم القول من الرسالة (21) كنت متردد أواصل واللا لا؟!... توقفت لثلاث أو أربعة إيام وأخيراً قررت أن أواصل... تستجد في حياتنا أحداث تدفعنا لكشف عورة الماضي بحلوها ومرها لأننا إذا ما أقبلنا على الجديد لا بد أن يكون القديم واضح ومعروف حتى لا يتعقد المستقبل... ربما تكون مثل هذه الأحداث قليلة بين المتعلمين ولكن في نهاية المطاف هي تجارب إنسانية رغم مرارة الأحزان والأحداث... سألتقط أنفاسي وأواصل ... عفواً إن كدرت مقالتي هذه أجواءكما... أستميحكما العذر حتى ترضيا عني
    ابوبكر
                  

06-19-2006, 07:21 AM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (22) (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    لم تكـدرني ولا اتجـرأ علي الحـديث بلسـان غـادة او الآخـرين وانـا أعلن ذلك...
    بل فتحـت خلايا عقلي علي مـواضـيع نقاش لا نتطـرق لها اسـاسـا....
    فأغلبنـا ينام علي مشـاكـل بعـد ان يتأكـد من تخبئتها تماما تحـت المخـدة!
                  

06-20-2006, 04:08 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق (22) (Re: Muna Khugali)

    منى

    أن أجمع رد على إثنين أعتز برأيهما في ردٍ واحد ليس فيه إنتقاص أو كأنما المداخلتين متطابقتان أغفري لي كسلي في الرد كل على حدة... غشيم بعيد عنك وما متعود على التعامل مع الشبكة العنكبوتية... تعملوا شنو؟ أهو قدركم وقعكم فيني وأنا إبتلاء ... والصابر على الإبتلاء له البشرى وحسن العاقبة.
    ابوبكر

    (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 06-20-2006, 06:41 AM)

                  

10-09-2006, 07:19 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى الأنثى التي أعشق وسفر الأحزان (23) الخاتمة (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)

    رسالة إلى الأنثى التي أعشق وسفر الأحزان (23) الخاتمة

    ابوبكر يوسف إبراهيم

    أجدني مضطراً لأن أنشر الرسالة الأخيرة التي ترددت عن نشرها طويلاً حتى جاء قلب حنون طيب ينبهني إلى أمر هام هو أنه رغم مرارة الأحزان إلا أن في النشر ربما يكون تنفيساً عن هذه الأحزان التي إستقرت في الأعماق والوجدان ... فكرت فيما قيل لي ورأيت أن فيما قيل ضرب من ضروب الواقعية وليس الحقيقة .. فالحقيقة أنا مسكون بحزن كبير.. كبير وحبيبة كانت البسلم الذي داوى كل جراحاتي... لذا فأن الأيام أو الشهور التي قضيناها معاً كانت بمقياس السعادة عمراً بأكمله وكأنما أغدقت عليّ زاداً من الحب لمستقبل أيامٍ ربما كنت تشعرين بأني سأقضيها وحيداً؟!!

    حبيبتي
    لقد إتفقنا أن نحاول الهروب إلى الأمام بما أعتقد أن الأيام كفيلة بعلاجه .. الأولاد وموقفهم الرمادي اللون فلا هو أسود ولا أبيض وهو بين بين .. وأيضاً مدى حبهم الأناني لي ، أما حبهم لوالدتهم فهو حب مطلق لا يمكن القبول بما يعكر صفوه حتى ولو كان ذلك على حساب سعادة الأب الذي ضحى بأجمل سنوات عمره وعاش في الحرمان العاطفي... وقد إتفقنا بأن هذه التصرفات طبيعية منهم ولكنك كنت رائعة حين قلت لي :-

    - من الأفضل إني أسافر للخرطوم قبلك بإسبوع وإنت خليك مع إبنك لأنو حيصل الليلة وحيقعد معاك أسبوع ، وهي فرصة أشوف الوالدة لأن شوقي ليها فات الحدود ولأنها طبعاً حتكون متشوقة عشان أحكي ليها عن السعادة الأنا عايشاها وطبعاً علاقتي بيها علاقة صداقة وطبعاً حتكون عاوزاني أحكي ليها أدق التفاصيل منذ أول لحظة بدأت الحكاية في بيروت حتى عودتنا عرسان للرياض .. أكون أنا أديتها كل التفاصيل وتكون هي متهيأة لمقابلتك بع أن أديتها كل التفاصيل عنك ومدى الحب والعاطفة الغمرتني بيها... والله أنا أسعد إنسانة في الدنيا والله أنا في عمري كلو ما وصلت لقمة وأوج السعادة العايشاها الآن ..وفوق ده كله حنيتك ولهفتك علي خلتني أحس أني في عنفوان الشباب.

    - يا حبيبتي أنا متفق معاكي في كل القلتيهو تسافري إنتي وأنا حأحصلك بعد إسبوع لكن في حاجالت هامة عاوزك في الإسبوع ده تحاولي تحضيرها معاي .. طبعاً أنا بتكلم على الهدايا خاصة لوالدتك ما هي النحل الوالد العسل ولي أقرب الناس ليك ... طبعاً في ظروف زي دي الواحد ما بمشي أيدو فاضية .
    - يعني عاوز تستولى على عقل وقلب نسيبتك... أنا بنتها الوحيدة يعني ما في عديل حينافسك في حبها .
    - يا ستي أنا ، أنا حأكون ليها الولد الذي لم تلده

    المهم إخترنا وإشترينا كل الهدايا بعضها حملتها معها والبعض الآخر تركته لأحمله معي وحجزت رحلتها وحجزت أنا أيضاً رحلتي وإتواعدنا أني أكلمها هاتفياً كل يوم الصباح بدري وهي تكلمني بالليل.. غادرت حبيبتي وحياتي الرياض إلى الخرطوم ولا يمكن أن أوصف كيف مرت عليّ هذه الأيام الست والتي أيضاً غادر فيها إبني الذي آنس وحدتي بعض الشيء ولكن كان فراقها لي مريراً أما بعادها فهو ما لا لا أستطيع وصفه بالكلمات أبداً، أبداً... شعور من كان في النعيم ثم فجأة أحيل إلى الشقاء.. شعور من كان في رغد ثم تحول إلى الضنك ... شعور من كان يعيش في خميلة وروض ثم وجد نفسه في صحراء مقفرة... ببساطة أنت يا حبيبتي الحياة!!

    هاتفتك ليلاً .. في الصبح تصل رحلتنا .. الصبح ملتقانا ... تواعدنا أنك ستنتظرينني ووالدتك وبعض اٌقربائك في المطار... خرجت من صالة الوصول فرحاً جزلاً نشواناً ومنتشياً بأني سأكون بالقرب من روحي بعد قليل!!

    خرجت لم أجد غير صديقي ( أسامة) ينتظرني وعيناه زائغتان وشحوب يعتري قسماته .. كان صديقي الحميم أسامة أول من أخبرته وأول من زارهم مباركاً ومهنئاً وقالت لي حبيبتي في ثالت محادثة هاتفية بيننا أن أسامة وبعض أصدقائك يعدون لإحفالية إحتفاءً بنا .. هذه المرة أسامة ليس كعادته حيث كان هو من يستقبلني وصديقين آخرين فقدكان بطبعه هاشاً باشاً ممزاحاً ولكن ليس هذا أسامة الذي أعرف!!.. ألححت عليه لأعرف أسباب ما يضايقه فحسم الموضوع وقال لي أنه موضوع شخصي سيرويه لي لآحقاً!!

    ركبنا العربية ونسيمات الصباح تداعبني ففي صباح الخرطوم الباكر تهب نسائم لها عبق غريب فأحياناً تشعر معها بتفاؤل الذي يطير في السحاب وأحياناً يعترينا إحساس غامض بالتشاؤم وحقيقة عندما كنا بالقرب من كبري النيل الأزرق إعتراني فجأة إحساس غامض بالتشاؤم !!
    كدنا أن نصل إلى بيت والدة زوجتي وحبيبتي وفجأة توقف أسامة يخاطبني والدموع تنهمر من عينيه
    - إنت طبعاً راجل مؤمن بقضاء الله وقدر
    - طبعاً .. أوعى يكون أمها حصل ليها حاجة؟
    - لا.. لا والله أمها في تمام الصحة
    - طيب منو؟
    _ ..... ماتت فجأة وكانت تضع رأسها في حجر والدتها حين أسلمت الروح إلى بارئها وكانت أخر كلمات قالتها لوالدتهاقبل الشهادة : والله يا ماما أنا خايفة أموت من شدة الفرح والسعادة قبل ما يوصل حبيبي!! المشكلة في أمها إنت عارف دي وحيدتها ... تصور أمها كأنه أصابها نوع من المس ما قادرة تتحمل الصدمة وكل ما برحت تقوله : والله ... ماتت من الفرح ، بتي ماتت من السعادة ‘ شفتوا ليكم زول مات من السعادة؟!!

    حبيبتي .. أنت هناك في الفردوس الأعلى إنشاء الله .. أنت هناك في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.. ترفرف روحك الطيبة السمحة النبيلة حولي دوماً .. أشتاق إلى لقياك هناك!!
    ولم أشعر إلا وأنني أبكيك دماً ورحت في حالة ذهول.. وأنا أردد: مش معقول ... مش معقول!!

    تفاصيل مأسوية دقيقة وكثيرة محزنة إن رويتها أشعر بعقدة الذنب تجاهكم لأنه ليس من العدل أن أكدر أوقاتكم بالحزن النبيل والحنين الثالث هو فقد حبيبتي والثاني فقدي لصديقي صلاح أحمد إبراهيم ثم الحنين الأول هو فقدي لأمي التي من أجلها أحببت كل نساء العالمين... أستميحكم عذراً في كتمانها فاللحظات الأخيرة في حياة كل عزيز تظل عالقة بالوجدان ويظل صداها يؤرقنا مهما حاولنا التناسي.. وأقول التناسي لأن نسيان أمر مستحيل مستحيل .. مستحيل


    (عدل بواسطة ابوبكر يوسف إبراهيم on 10-09-2006, 07:32 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de