الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 01:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-16-2006, 10:03 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد (Re: قلقو)

    Quote: نداء في وداع محجوب شريف: يا مبدعي السودان اتحدوا


    محمولاً على نسيج طري من الأمنيات الشعبية الصدوقة يسافر محجوب شريف في رحلة الاستشفاء. ذلك نسيج يشارك في غزله قطاع عريض من بنات وأبناء السودان الأوفياء. هذا قطاع لا ينداح على رقعة الوطن وحدها بل على امتداد ملاذات الغربة في أنحاء المعمورة. هؤلاء يبقى لهفهم متوقداً حتى عودة محجوب شريف إلى دارته في الحارة الشعبية. هو سيظل يتلقى دعوات تغمره في سريره بينما هي تتدفق عبر شبكات الهاتف متعددة اللغات والشبكة الاخطبوطية العصرية.

    وحدها الدولة السنية تختار لنفسها ــ مع سبق الإصرار ــ العزلة والغياب. محجوب شريف ليس في حاجة لحضور الدولة أو مشاركتها. علاقة المواطن شريف بالدولة تقطعت أواصرها منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وحدها أجهزة الأمن ظلت حريصة على الاحتفاظ بل عدم التفريط في جانب من تلك الأواصر. لسوء الطالع إنه الجانب الأكثر إظلاماً في علاقة الدولة والمواطن. هو جانب كنهه الظلام.

    لأكثر من ربع القرن دأب شريف على استقبال زوار الفجر الذين دأبوا من جانبهم على التقاطه على عجل لينتهي به الأمر في كل مرة إلى الزنازين الرطبة العتمة.

    في عتمة هذه العلاقة الآثمة أحادية الجانب يرفض محجوب شريف ــ له الكبرياء ــ مشاركة الدولة في سفره أو وداعه. من المؤكد أن حضور الدولة في مثل هذه المناسبات يكسيها مسحة إنسانية هي أحوج ما تكون إليها. ربما كان حرياً بالدولة أن تحضر من باب التجمل إن لم يكن رغبة في التطهر.

    الاهتمام برعاية المواطن الشريف يطهر الدولة من بعض آثامها في حقه. العناية برعاية المواطن المبدع تشكل إحدى الأولويات على أجندة الدولة الرشيدة.

    محجوب شريف أنموذج للمواطن الشريف. لو أنه من طراز المتدلسين على عتبات السلطة لكان في رصيده مغانم كثيرة. لو أنه من الذين يقايضون القضية بالمكتسبات لكسب امتيازات عديدة. لو أن شريف يبادل المواقف بالماديات لأبرم صفقات رابحة.

    لو أن محجوب شريف ينكسر تحت الضغط أو الإغراء لما ذهب في رحلة الاستشفاء بل في رحلات الاستجمام في منتجعات على حساب الدولة.

    بين زوار الفجر الذين يقتحمون دارته عنوة استقبل وزيراً مساء ذات حظر للتجوال. على فنجان شاي عرض الوزير بدائل مريحة تراوحت من ''كشك'' إلى مزرعة. بما أن محجوب شريف يدرك أن المقابل هو الحصول على الصمت المباح فقد اكتفى بحسن الضيافة مع الزائر الرفيع.

    البعض ــ يبيع فحولته ــ هي كل رأسماله ــ مقابل نفقات سفره لأداء فريضة الحج. ثمة جدل يدور عما إذا كان مثل هذا الضرب من الحج يسقط واجب الفريضة. نسأل الله لهؤلاء القبول حتى لا يكون الخزي خزيين.

    الضغوط كما الإغراءات لا توازي إسكات ينبوع الإبداع الذي يتدفق على لسان محجوب شريف. هذه قامة سامقة لا يمكن الجفول عنها على خارطة القصيد السوداني المُغنى. محجوب شريف إضافة نوعية من طراز لا يجارى في قاموس الأغنية السودانية وديباجتها. هو مدرسة قائمة بذاتها. هذا المزج المستحيل بين الكلمة الشعبية والفصيحة يشكل قماشة زاهية على طريقة السهل الممتنع. هذا التناغم بين ادغام الحبيبة في الوطن حيث يتماهى العشق بروح صوفية جذلة في الجسد والأرض. هذا الالتزام بالقضية والشعب حداً يفني صاحبه ــ له الصمود ــ ولا يفنى. هذا السوداني المغموس في الأصالة تجرداً وعطاء وصلابة. رجل توافرت له كل شروط التعالي غير أنه يمشي على الأرض تواضعاً جماً مكرساً جهده وما ملك من أجل البسطاء والفقراء والأطفال الذين انحسرت عنهم مظلة الدولة الشحيحة.

    محجوب شريف وأصدقاؤه الأوفياء لا يترقبون مشاركة الدولة في سفره أو في وداعه. ربما تنزع بعض الدول حق مطاردة مواطنيها. غير أن بلوغ الخصومة درجة إهمال مبدعيها يهبط بالخلاف السياسي هوة الفجور. الدولة الرشيدة لا تضع نفسها في مواجهة الأفراد. الدولة الرشيدة تضع رعاية المبدعين في صدارة أجندتها.

    لا أحد يكابر. محجوب شريف شاعر عملاق ومناضل جسور انتزع لنفسه صيتاً عالمياً يوم نال جائزة مؤسسة القلم العالمية. يومها نصب نفسه رمزاً للمبدعين المضطهدين في الوطن.

    بين صولات الحروب الأهلية وجولات المفاوضات على الموائد الخارجية ضيعت الدولة السنية حقوقاً وواجبات عديدة. في لجاجة الخصومات السياسية الفجة، أضاعت الدولة مواطنين نجباء مبدعين ومخلصين.

    تخلف الدولة عن المشاركة في سفر محجوب شريف يجسد غياب رعاية المبدعين عن اهتماماتها. مثل هذا المشروع لا يشغل بال جنرالات الحروب والتسويات السياسية مع حملة السلاح في جنبات الوطن. مثل هذا الهم الوطني لا يندرج ضمن خطة عمل وزارة الثقافة. بما أن هذه الرعاية تتطلب انفاقاً فإنها بند مغيب عن تفكير راسمي الموازنة.

    رعاية المبدعين حق مكفول تعتني به الدول الرشيدة. الحرص على ممارسته يكسب الدولة التوتالتارية مسحة إنسانية عصرية. بعض الدول البوليسية تركن إليه حتى تخفف من غلوائها وشراستها.

    بعض الأجهزة الأمنية الذكية تستخدمه سلاحاً لكسر شوكة خصومها أو تخجيلهم.

    محجوب شريف يحرضنا جميعاً من أجل انتزاع هذا الحق وفرضه أولوية على أجندة الدولة. أصول الإبداع وملامحه لا تتطلب اجتهاداً يحسم جدلاً ازاءها. هذه شرفة يتجاوز منها الجميع قبح الخصومة السياسية التي تجرد البعض من إنسانيتهم. في سيرتنا السودانية ثمة إجماع على مرجعيات ومبدعين في الفكر والثقافة والأدب والعلوم والفن والتربية والصحافة وكرة القدم والعمل الشعبي بضروبه المتعددة.

    وزير الثقافة السابق نظم لقاء جمع حشداً من المبدعين مع رئيس الجمهورية. التصنيف المتعمد لا يحملنا على وصف عبدالباسط سبدرات بسوء النية. بدلاً عن ذلك نتمنى ألا يكون اللقاء حفلاً مجرداً من أجل تبرئة الذمة. حسن النية المبيت يحملنا أن ترتجي ألا يكون مصير مبادرة سبدرات الموات بعد انتقاله من الثقافة أو لعله يغرسها مجدداً في رحاب وزارته الجديدة. للحكم المحلي قاعدة شاسعة ومظلة وريفة. الأفضل من ذلك أن يدفع مبادرته حتى تصبح في صدارة أجندة أولويات الدولة.

    الأيسر من ذلك على وزير الثقافة السابق والحالي فتح المسالك أمام اتحاد الكتّاب المقموع منذ العام 1989 حتى يمارس حقه في الحياة. ذلك اتحاد قوامه الرهط الأكبر ــ لا نقول الأجمل ــ من حملة القلم. لدى قيادة ذلك الاتحاد مشروع متكامل يؤسس صندوقاً لرعاية المبدعين. القابضون على زمام قيادة الاتحاد والمساندون وبجنبهم فطاحلة في مجالاتهم رسموا بالفعل مهام انتقالية وحصلوا على مساندة من رأسمالية وطنية ومؤسسات إقليمية ودولية. بين هؤلاء رجال لا غبار سياسيا عليهم مثل المؤرخ يوسف فضل والروائي ذائع الشهرة الطيب صالح والأكاديمي المتبحر عبدالله علي إبراهيم والأكاديمي والكاتب والصحافي محمد إبراهيم الشوس والشاعر الفحل محمد المكي إبراهيم.

    ربما يكون أجمل إنجاز يحققه الاتحاد العام للأدباء والكتّاب ــ العنوان الرسمي الحالي ــ هو إفساح الطريق أمام عودة ذلك الاتحاد. المقصود إعادة اتحاد يوسف فضل بدلاً من اتحاد الراحل عون الشريف الذي ورثه علي عثمان محمد صالح وعدة جنرالات. غاية النداء ليس التورط في الحديث عن عسكرة الثقافة أو قصور هؤلاء أو تفوق أولئك كما لا يستهدف فض نزاع نقابي. محور الحديث يستند إلى أولوية رعاية المبدعين.

    القصد نفسه يربأ بنا وبمحجوب شريف من معاتبة أصدقاء للطرفين يستظلون بسلطة الدولة وهم قادرون على استثارة أركانها بغية تجاوز مرارة الخصومة السياسية. هم كذلك يملكون الوعي الذي يعين على مغالبة فجاجة الخصومة أو الحرص على إبداء وجه إنساني للدولة.

    مثل هذا العتاب لن يرضي محجوب شريف كما لن ينقذ حق المبدعين من مأزقهم السحيق.

    لو أن العتاب يجدي لجدلنا حباله لجهة شخصيات خارج سلطة الدولة.

    وما هم بعيدون عن ظلها. في مقدمة هؤلاء صديق مشترك هو أقرب حتماً لمحجوب شريف ذلك هو الفنان محمد وردي.

    استناداً لرابطة الإبداع الحميمة بين الشاعر والفنان الملحن توقعنا أن ينهض وردي بمبادرة ليس غايتها فقط العائد المادي بل أكثر أهمية التضامن الأخلاقي. بين محجوب شريف ووردي أكثر من ديباجة أغنية مطرزة بالفتنة والألق والحب. بين الشاعر والفنان أعمق من حلم شعبي مجدول في أغنية وطنية مشتهاة. بين الرجل والرجل ما يتجاوز الأجر المتساوي للجهد المادي والفني. في حسابات المبدعين لا يوجد دائن ومدين.

    ربما لأن وردي عبر هو الآخر مأزق إهمال المبدعين. ربما لأنه طالته يد السلطة في حنو فأدرك حلاوة التقدير مثلما ذاق مرارة التهميش المتعمد. ربما من جماع كل هذا وذاك كان في وسع وردي أن يبدي روحاً غير هذه وشعوراً غير ذلك ولو بإحياء مهرجان غنائي في أكثر من مدينة.

    حتى لا يكون مصير المبدع رهناً للمزاج والاستمزاج وخاضعاً لقدرة الآخرين على الاستقطاب أو السقوط في فجاجة الخصومة السياسية فلنجعل من سفر محجوب شريف نداء لنبذ التسول على رصيف السلطة وتلقي زكاوات المحسنين وهبات أصحاب رؤوس الأموال المشبوهة

    http://www.rayaam.net/articles/artical100.htm


                  

العنوان الكاتب Date
الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد قلقو05-16-06, 04:15 AM
  Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد حيدر حسن ميرغني05-16-06, 04:41 AM
    Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد banadieha05-16-06, 04:58 AM
      Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد قلقو05-16-06, 05:16 AM
        Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد banadieha05-16-06, 10:03 AM
  Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد Salwa Seyam05-16-06, 10:20 AM
    Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد wadalzain05-16-06, 11:17 AM
    Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد bayan05-16-06, 11:31 AM
      Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد فيصل محمد خليل05-16-06, 11:53 AM
  Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد محمد علي يوسف05-16-06, 02:03 PM
    Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد قلقو05-17-06, 03:21 AM
  Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد kofi05-18-06, 04:48 AM
    Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد قلقو05-20-06, 02:52 AM
  Re: الـبـلـد بـلا شـيوعـيين مـا بتـنـقـعـد kofi05-23-06, 03:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de