|
Re: (((حكايات انترنيتية))) (Re: zola123)
|
(1) حلم
كان على سلوى الانتهاء من ترتيب المنزل على عجل ثم ايصال أوراق بحثها لمكتب استاذها في تلك الجامعة الاوروبية العريقة. فرحتها اليوم غامرة , فقد انتهت من اعداد اخر أجزاء رسالة الماجستير والفرح مازال على موعد آخر معها , فستقابل اليوم حبيبها لأول مرة. أجمل احلام عمرها شاء القدر ان تتحقق اليوم معا. هذا الشاب السايبري الجذاب الذي طالما تعلقت بكلماته الرقيقة التي تسللت اليعا عبر شاشة حاسبها الشخصي. كم سهرت ليال تضحك على تلك الوجوه المرحة التي يرسلها لها بين كلماته في ماسنجرها في روتين لذيذ لم تمل منه يوما. لم تتصور سلوى مطلقا انها ستمر بتجربة مثل هذه. أن تحب شخصا عبر أثير هذه الشبكة العنكبوتية الساحرة التي تدعى الانترنت.وأن يحتل مصطفى حياتها بهذه الصورة السريعة. يا له من رائع!..... استقلت سلوى سيارتها, ادارت شريط اغنيتها المفضلة التي اعتادا على سماعها سويا. لم تعر انتباها لجودي سكرتيرة استاذها في الجامعة وهي تلوح من بعيد كأنما نسيت شيئا. فقد استحوذ الفارس القادم من بعيد يعد ساعة من الان على كل تفكيرها. اتجهت الى المطار سالكة طرق اطول من المعتادة لتزيد من متعة استماعها للاغنية واحلام اليقظة التي سيطرت على كل تفكيرها. كانت سلوى قد سافرت الى لاتمام دراستها العليافي انجلترا. ابنه وحيدة لوالديها,أميرة رقيقة, نحظية بكل اشكال الحب والدلال ممن يحيطون بها.واثقة من نفسها, ذكية, مرحة , تمسك مفاتيح الدنيا بيد وتحلق كعصفور دون ان يملك احد ايقافها. صفات طالما أحبها مصطفى فارسها السايبري وأمضى امسيات يصف اعجابه بها. عرجت على محل للزهور تشتري وردة حمراء جورية, انها كودهما السري ! لقد اتفقا ان يحمل كل منهما وردة ويبحث عن الاخر بين الوجوه في المطار عن وصوله.
كان الوقت يمضي بطيئا في صالة الانتظار, امتلا المكان بوجوه من شتى انحاء العالم.... تمتمت سلوى وهي تتجه الى الكافتيريا لتضيع بضع دقائق: (يا للزحام, لماذا ستتأخر طائرة مصطفى وحدها من بين كل هذا الطائرات). جلست تحتسي فنجانا من القهوة وتراقب ابخرته المتصاعدة تتلاشى ببطىء. كان قلقها قد وصل الى ذروته, ولم تعد احلام يقظتها بذات اللذة. (ماذا يا ترى سيكون رد فعل مصطفى عندما يراني لاول مرة؟) كان الحبيبان قد اختارا الا يتبادلا الصور ليزيدا من شوق لقائهما الاول وسحره. (كيف ستكون صورتي اللتي رسمها في مخيلته؟ هل ساشبهها؟ هل سأعجبه؟ لقد امضيت ساعات في مركز التجميل الفاخر اعد نفسي واصفف شعري بالطريقة التي قال انه يحبها. لا أذكر متى ارتديت فستانا لاخر مرة, فقد تمردت على هذا النوع من الملابس منذ فترة. اليوم اخترت ان ارتدي واحدا ! اخترته أحمر داكن, وقفت اتابع كيف يظهر تفاصيل جسدي أمام المرأة وانا اتسائل هل سيعجبه؟ لطالما رضيت بالقدر المتواضع الذي منحه لي ربي من الجما ل. كم مرة اخبرني مصطفى ان جمال شكلي لا يهمه, وانه لن يغير شيء من حبه لي فقد كنت احمل عقل وروح فتاة أحلامه التي اعياه الزمان بحثا عنها). اعلنت الاذاعة الداخلية للمطار عن وصول الطائرة التي تقل مصطفى تسارعت دقات قلب سلوى بشدة ونهضت متناولة الوردة, لم تنتظر حضور النادل فتركت ورقة نقدية كبيرة على الطاولة تكفي ضعفي فاتورتها , أسرعت الخطى نحو بوابة القادمين .... لم يكن من الصعب عليها تمميزه بلون بشرته المحبب وتلك الوردة التي بيمينه. لاكنه لم يلمحها بعد......أحست برغبة في الاختباء, اتجهت خلف تلك المجموعة الكبيرة من السائحين الواقفين لتراقبه من بعيد. يا الهي كم هو وسيم !!!! انتبهت انه ما زال يجول بنظره بين الجموع بحثا عنها, فتغلبت على نوبة الخجل التي اعترتها واتجهت نحوه. كانت لحظات كما الحلم, تسمر كل منهما في مكانه لحظات, وهو ينظر الى الوردة التي بيدها كأنه يتأكد من أنها الشخص المعني.... كان على احدهما البدء بالكلام, قالت: انت مصطفى ؟ قال: ايوة, وانتي سلوى؟ اومأت برأسها ثم عقبت: ما شفت البلد دي يوم شمسها ساطعه زي حسي! استمر في صمته, ثم تذكر ان عليه مجاملتها بابتسامه بدت باهته على شفتيه.
أسرعت سلوى تحضر عربة ليجر بها حقيبته, لاكنه رفض وحملها على كتفه. كانت بها فقط بضع ملابس تكفيه للأسبوع الذي خططا ان يقضيه معها. - تحب نمشي الاوتيل اللي حجزت ليك فيه ولا افرجك شوية على البلد؟ - اللي تشوفيه. انطلقت سلوى بسيارتها تقل مصطفى متجهه الى وسط المدينة. كانت تبدو كانها لن تتوقف ابدا عن الحديث. أفرغت كل مخزونها من النكات والحكايا المسلية عنها وعن صديقاتها هنا. لم تكن تلتفت كثيرا الى عدم تجاوبه معها في الحديث. كان يوميء بعبارات بين حين وآخر لتواصل بعدها سلوى الحكي في نوبة من الفرح قلما داهمتها من قبل. وصلا الى مطعم أنيق بتناول العشاء, واصلت سلوى الامسية تجول بين تفاصيل يحثها الذي انهته للتو وبين بعض الاحداث التي كانت تملأ نشرات الاخبار في ذالك الوقت. أقلت بعد ذالك مصطفى لمكان الفندق. شكرها بهدوء وصعد الى غرفته. واتجهت هي عائدة الى منزلها وهي تمنس النفس بلقاءه في الصباح. (حتما سيتكلم غدا ! لا بد أنه الخجل الذي منعه من ابداء اعجابه بي اثناء العشاء كما اعتاد ان يفعل على المسنجر. أو هو عناء الرحلة الطويلة التي تكبد مشقتها حتى يراني . لا اظن ان الوقت بدا له مناسبا ليكلمني عن موضوع ارتباطنا الذي خططنا له طوال امسياتنا السايبرية الرائعة وكنت انا أؤجل موافقتي حتى نتقابل اولا. ) ارادت سلوى الاتصال بوالدتها في السودان, فما احوجها للحديث معها في هذا الوقت, كم ارادت ان تفرحها بانقضاء آخر همين يقلقانها منذ زمن, انتهائها من دراستها التي التهمت سنوات عمرهاالتي تجاوزت الثلاثين وعودتها بزوج المستقبل. لاكنها فضلت ان تنتظر يوما آخر الى ان يفاتحها مصطفى في الموضوع.
استيقظت متأخرة قليلا في الصباح , قفزت من على سريرها مسرعة لتتصل بمصطفى في الفندق فلم تشأ ان يستيقظ ويجد نفسه وحيدا وهو لا يعرف احدا هنا. لم تقدر موظفة الاستقبال على الهاتف ايجاد نزيل بهذا الاسم. ألحت عليها باعادة البحث بتهجئات مختلفة. ( يالهم من أغبياء) .....ردت الموظفة باستسلام: سيدتي هذا الاسم غير موجود في سجلات النزلاء ! ندمت سلوى حينها انها لم تعطي مصطفى هاتفها النقال ليستخدمه طوال هذا الاسبوع الذي سيقضيه معها. قررت سريعا الاتجاه الى الفندق. حينما وصلت اتاها صوت الموظف هناك كالصاعقة. نعم آنستي, لقد غادر السيد مصطفى كمال الفندق هذا الصباح. (كيف؟ وليه ؟ يا ربي ما عجبته الخدمه هنا مشى فندق تاني ؟) وكأنما فهم الموظف تساؤلاتها دون ان يعرف حرفا من لغتها فعقب: لقد طلب سيارة لتوصيله الى المطار هذا الصباح يا آنستي.
.....لم تعد قدما سلوى قادرة على الصمود ...ارادت الركض فلم تقدر, ارادت ان تطير وتعود بالزمن الى الوراء قليلا لتستوعب ما يحدث لاكنها كانت كالمشلولة. أمضت بعدها أياما طوال لا تغادر منزلها, تبكي , تنام, تصحو لتبكي, ثم تنام مجددا. لم يرد مصطفى يوما على محاولاتها المتكررة الاتصال به فقد غير جميع ارقام هواتفه. ولم يضيء اسمه مجددا على قائمة مسنجرها. لم تنجح سلوى في ايجاد تفسير مقنع لتصرفه وهربه من مواجهتها. كل ما كانت تملك هو القاء اللوم على سذاجتها لأنها صدقت ان رجلا يمكنه أن يحب امرأة دون ان يراها. ........................................ ......................................... ...............................انتهت
حكاية حلوة ،،، يا زولة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-17-05, 05:51 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | aboalkonfod | 01-17-05, 06:30 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-17-05, 11:15 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | ابو مهند | 01-17-05, 06:39 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-17-05, 11:18 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-19-05, 07:58 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | مرتضى الفاتح الزيلعي | 01-19-05, 10:06 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-19-05, 11:16 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | إيمان أحمد | 01-19-05, 11:33 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-20-05, 04:10 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | yasir Abdelgadir | 01-19-05, 02:07 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-20-05, 04:11 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | مريم بنت الحسين | 01-19-05, 12:55 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-20-05, 04:12 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | Elmosley | 01-19-05, 01:04 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-20-05, 04:12 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | مرتضى الفاتح الزيلعي | 01-21-05, 05:58 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | Pearl | 01-19-05, 04:49 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-20-05, 04:18 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | layon | 01-20-05, 11:57 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | bayan | 01-20-05, 01:31 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | Tara | 01-21-05, 06:48 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | خضر عطا المنان | 01-21-05, 07:46 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-22-05, 04:19 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-22-05, 04:13 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-22-05, 04:11 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-22-05, 04:10 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | ShiningStar | 01-21-05, 07:40 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-22-05, 04:20 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | عزاز شامي | 01-22-05, 05:33 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-24-05, 03:51 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | مرتضى الفاتح الزيلعي | 01-24-05, 03:19 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-25-05, 06:09 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-25-05, 02:19 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-26-05, 11:45 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 01-28-05, 02:01 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | Tara | 01-28-05, 04:43 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | Tara | 01-31-05, 11:30 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | hala alahmadi | 02-10-05, 11:33 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-10-05, 12:40 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-10-05, 12:25 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | صديق الموج | 02-11-05, 01:10 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-12-05, 05:22 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | Habib_bldo | 02-12-05, 06:38 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | ba7ar | 02-12-05, 04:36 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-13-05, 01:11 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-13-05, 01:07 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | ابوحراز | 02-12-05, 10:58 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-13-05, 01:19 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | ابوحراز | 02-12-05, 11:02 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | قرشـــو | 02-13-05, 01:55 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | محسية | 02-13-05, 05:53 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-13-05, 01:28 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-13-05, 01:24 PM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-13-05, 06:54 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | نادية عثمان | 02-13-05, 10:06 AM |
Re: (((حكايات انترنيتية))) | zola123 | 02-13-05, 01:39 PM |
|
|
|