نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
*** مراتب العبيد فى الدنيا***
|
الاخوة والاخوات الاعزاء كل عام وانتم بخير ومبروك فك الحظر عن المنبر والشكر موصول للريس بكرى اعجبنى هذا الموضوع القيم عن مراتب العبودية لله تعالى واردت ان اشرككم فيه: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
قال شيخ الاسلام بن تيمية: ان العبد يراد به المعبد الذى عبده الله فذلله،ودبره وصرفه.وبهذا الاعتبار فالمخلوقون كلهم عبيد الله:الابرار منهم والفجار،والمؤمنون والكفار،واهل الجنة واهل النار،اذ هو ربهم كلهم،ومليكهم لا يخرجون عن مشيئته،وقدرته ،وكلماته التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر.فما شاء كان وان لم يشاءوا،وما شاؤا ان لم يشأه لم يكن،كما قال تعالىافغير دين الله يبغون وله اسلم من فى السموات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون) فهو سبحانه رب العالمين،خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم،ومقلب قلوبهم ومصرف امورهم،لا رب لهم غيره،ولا مالك لهم سواه،ولا خالق لهم الا هو سوى اعترفوا بذلك او انكروه،وسوى علموا بذلك او جهلوه،لكن اهل الايمان منهم عرفوا ذلك واعترفوا به،بخلاف من كان جاهلا بذلك،او جاحدا له مستكبرا على ربه و لايقر ولا يخضع له مع علمه بأن الله ربه وخالقه. فالمعرفة بالحق اذا كانت مع الاستكبار عن قبوله والجحد له كان عذابا على صاحبه كما قال تعالىوجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) فان اعترف العبد أن الله ربه،وخالقه،،وانه مفتقر اليه محتاج اليه،عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله، وهذا العبد يسأل ربه ويتضرع اليه ويتوكل عليه،لكن قد يطيع امره وقد يعصيه،وقد يعبده مع ذلك،وقد يعبد الشيطان والاصنام.ومثل هذه العبودية لا تفرق بين اهل الجنة واهل النار،ولا يصير بها الرجل مؤمنا،كما قال تعالىوما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون)وكثير يشهد هذه الحقيقة الكونية التى يشترك فيها وفى شهودها ومعرفتها المؤمن والكافر،والبر والفاجر،بل وابليس معترف بهذه الحقيقة(رب بما اغويتنى لأزينن لهم فى الارض ولأغوينهم اجمعين) وأهل النار(قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين) فمن وقف عند هذه الحقيقة وعند شهودها،ولم يقم بما امر به من الحقيقة الدينية، التى هى عبادة الله المتعلقة بألوهيته،وطاعة امره وامر رسوله،كان من جنس ابليس واهل النار، حتى يدخل فى النوع الثانى من معنى العبد،وهو العبد بمعنى العابد،فيكون عابدا لله،لا يعبد الا اياه،فيطيع امره وامر رسله،ويوالى اولياءه المؤمنين المتقين،ويعادى اعداءه،وهذه العبادة متعلقة بالهيته تعالى،ولهذا كان عنوان التوحيد ((لا اله الا الله)) فالاله:هو الذى يؤلهه القلب بكمال الحب،والتعظيم،والاجلال والاكرام،والخوف والرجاء،ونحو ذلك. وبالفرق بين هذين النوعين يعرف الفرق بين الحقائق الدينية الداخلة فى عبادة الله ودينه وامره الشرعى ، وبين الحقائق الكونية التى يشترك فيها المؤمن والكافر. ويقول الراغب الاصفهانى فى النوع الاول هو: العبد بالايجاد قال تعالىان كل من فى السموات والارض الا اتى الرحمن عبدا). ويقول فى النوع الثانى:هو العبد بالعبادة والخدمة.والناس فى هذا ضربان:1-عبد لله مخلصا وهو المقصود بقوله تعالىنزل الفرقان على عبده) ،(ان عبادى ليس لك عليهم سلطان)،(كونوا عبادا لى)،(الا عبادك منهم المخلصين)،(وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا)،(فوجدنا عبدا من عبادنا)2- عبد للدنيا واغراضها وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها،واياه قصد النبى عليه الصلاة والسلام بقولهتعس عبد الدينار). ويقول المرحوم الشيخ متولى الشعراوىان كل من فى الارض عبيد لله، لكن ليس كل من فى الارض عبادا له،ان العبيد من الاحياء هم الذين يقهرون فى الوجود كغيرهم لكنهم اختاروا الكفر على الايمان،اما العباد : فهم الذين اختاروا الايمان. ان ( العباد)و(العبيد) يشتركون فى انهم لا يعرفون متى يولدون ؟ ولامتى يموتون؟ ولا كيف وجد لهم العقل؟ لكن العباد يمتازون عن العبيد بأنهم اختاروا عبادة الله،وقبلوا التكليف الالهى،وعرفوا ان الله لم يشرع التكليف الا لصحة الايمان وفائدة الانسان. وعرفوا ان الله لم يعاقب على المعصية الا لأن فيها ضررا للانسان. ان (العباد) و(العبيد) مشتركون فى الامور التسخيرية،اما فى منطقة الاختيار فالعباد يمتازون على العبيد.لقد وضع امامنا الحق اختيار الايمان او عدم الايمان فمن اختار الايمان فله عطاء العباد المؤمنين،ومن اختار الكفر بالله العظيم فعليه تحمل تبعات اختياره. اذن....العباد هم: من امنوا الله على انفسهم، وجعلوه سبحانه حسيب اختيارهم،انهم من اقبلوا على التكليف طواعية ومحبة(بدون ان يسألوا ماهى مبررات التكليف ولماذا يكلفهم به الله تعالى؟) اما العبيد: فهم المقهورون فى كل شىء،يظنون انهم احرار بالاختيار،لكنهم عبيد بالهوى! ويرتقى العباد عن العبيد بالخضوع لمن وهبهم الاختيار! انهم العباد الذين يحبهم الله وينتسبون اليه بمحبتهم للايمان به والاذعان لأوامره. ان الكل ينزه الحق سبحانه وتعالى يوم القيامة عن ان يشرك به،حتى من كفروا فى الدنيا يؤمنون ولكن بعد ان فات الاوان!!ويحاولون الاستغفار ولا فائدة!!! ولذلك يخاطبهم تعالى يوم القيامة ب((عبادى)ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم اضللتم عبادى هؤلاء ام هم ضلوا السبيل) فالكل فى الآخرة لا اختيار له،والكل يومئذ عباد للرحمن يؤمنون به فلا كافر يوم القيامة. اذن...فالانسان فى الدنيا له ان يختار الايمان فيكون من العباد،كما له ان يعصى فيكون من العبيد،والمؤمن هو من اسلم امره لله عز وجل،والتزم بمنهجه،وما دام العبد ملتزما بمنهج الله،فهو دائما قريب من الله تعالى،يدعوه فيستجيبب له.يقول تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون) انداد جمع ند وهو:الشبيه والنظير،وصاحب العقل الراشد لا يشبه بالله تعالى احدا من خلقه.فالله واحد فى قدرته،واحد فى قوته،واحد فى عظمته،واحد فى ذاته ،واحد فى صفاته،تعالى الله علوا كبيرا عما يقول المشبهون والمجسمون.ولا توجد اية مقارنة بين صفات الحق سبحانه وتعالى وصفات الخلق.والله تعالى خلق لكل منا عقلا يفكر به،ولو عرضت هذه المسألة على العقل لرفضها تماما،لأنها لا تتفق مع عقل او منطق ،ولذلك يقول سبحانه وتعالى فى الآية السابقة(وانتم تعلمون) فمن ذا الذى يستطيع ان يدعى انه خلقكم والذين من قبلكم؟! ومن ذا الذى يستطيع ان يدعى – ولو كذبا- انه هو الذى جعل الارض فراشا،وجعل السماء سقفا محفوظا،اوانزل المطر اوانبت الزرع؟.....لا احد. اذن فأنتم تعلمون ان الامر كله لله وحده.وما دام لا يوجد معارض،ولا يمكن ان يوجد،فالقضية اذن محسومة،ولكن الله سبحانه وتعالى يقولومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله) فلماذا جعل هؤلاء الناس لله تعالى اندادا؟ لأنهم يريدون دينا بلا منهج،يريدون ان يرفضوا فطرة الايمان التى فطرهم الله عليها.وفى الوقت نفسه يتبعون شهواتهم.ولذلك كل دعوة منحرفة تجد انها تبيح ما حرم الله،وتعفى الانسان من كل (او بعض) التكاليف الايمانية كالصلاة والزكاة والصيام والجهاد وغير ذلك.اما الذين آمنوا،فانهم يعرفون ان الله تعالى انما وضع منهجه لصالح الانسان،فالله لا ينتفع بصلاتنا ولا بزكاتنا،ولا من كل اعمالنا،بل هو سبحانه يحصى علينا تلك الاعمال،ثم يوفينا بها يوم القيامة:ان خيرا فخير،وان كانت غير ذلك فلا نلومن الا انفسنا،فكل نفس بما كسبت رهينة. يقول المرحوم الشيخ الشعراوى: عطاء الرب مكفول لكل من خلق مؤمنهم وكافرهم،فهو-سبحانه وتعالى- الذى استدعاهم للوجود وخلقهم.ولذلك فأنه سبحانه يضمن لهم رزقهم(اذا اتخذوا الاسباب) وحياتهم،فالشمس تشرق على المؤمن والكافر،والمطر ينزل على من قاللا اله الا الله)،ومن جحده وعصاه،والهواء يتنفس به ذلك الذى يقيم الصلاة،والذى لم يركع لله ركعة فى حياته،والطعام يأكله الذى يحب الله،والذى يكفر بنعمه تعالى،ذلك ان هذه عطاءات ربوبية يعطيها الله تعالى لكل خلقه فى الدنيا.اما عطاءات الالهية،فهى للمؤمنين فى الدنيا والآخرة.فالله سبحانه وتعالى يلفت انتباه خلقه الى ان عطاء الربوبية من الله سبحانه وتعالى لهم يكفيهم ليؤمنوا بالله ويعبدوه. والحق سبحانه وتعالى حينما يخاطب الناس فى القرآن الكريم،فلا بد ان يكون الخطاب للناس فى كل زمان ومكان،منذ نزوله وحتى يوم القيامة،قال تعالىياأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) وكان خطاب الله سبحانه وتعالى الخاص بقضية الايمان فى اول الآية، وهو الخضوع لاله واحد لا شريك له،ثم قوله تعالى الذى خلقكم والذين من قبلكم) معناه ان من مقتضيات العبادة ان الله هوخالق الناس جميعا.وليس فى قضية الخلق شبهة،لأنه لا احد يستطيع ان يدعى انه خلق نفسه،او خلق هذا الكون.ثم ختم الآية بقوله تعالىلعلكم تتقون) نتقى ماذا؟؟؟ نتقى صفات الجلال فى الله،فالله سبحانه وتعالىله صفات جلال وصفات جمال،صفات الجلال التى منها: الجبار، القهار،المتكبر،القوى، القادر، المقتدر، الضار وغيرها من صفات الجلال. فالله سبحانه وتعالى يريدنا ان نجعل بيننا وبين صفات الجلال وقاية،حتى لا نغضب الله فيعاملنا بصفات جلاله،وان نتمسك بصفات جمال الله التى منها: الرحيم، الودود،الغفار ،التواب، فاذا نجحنا فى ذلك كان لنا نجاة من النار التى هى احد جنود الله تعالى. الخلاصة:- مراتب عبودية البشر فى الدنيا هى: 1-عبودية الايجاد اى خلق الله للبشر ويستوى فيها المؤمن والكافر 2-عبودية العبادة والخدمة،وتنقسم الى قسمين:1-عبودية خالصة لله 2-عبودية غير خالصة لله ثم تتدرج عبودية العبادة لله بمقدار اخلاص العبادة لله مع اتقانها،ولذلك تختلف درجات المؤمنين فى الجنة بحسب ما كسبوا من درجات فى امتحان الدنيا. يقال ان 10/9 من المؤمنين يعبدون الله تعالى- عبادة تجار- ومعناها يعبدونه خوفا من ناره وحبا فى جنته سبحانه وتعالى وجزء من العشر الباقى10/1 يعبدونه سبحانه وتعالى- عبادة الابرار-وهى عبادته حبا لذاته عز وجل،ويقولونوبعزتك وجلالك لووضعتنا فى النار ما شكونا).والجزء الاخير هم- الوارثون- وهم الذين احبهم الله وصب عليهم البلاء صبا فصبروا وصابروا، وهم الانبياء والاولياء والامثل فالامثل. والله اعلم تحياتى
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
*** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 12-30-03, 07:36 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 12-31-03, 10:04 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | Tabaldina | 12-31-03, 11:15 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | bayan | 12-31-03, 11:26 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | almulaomar | 12-31-03, 11:29 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | Yassir7anna | 12-31-03, 12:40 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 12-31-03, 02:42 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | garjah | 12-31-03, 03:34 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | Rawia | 12-31-03, 06:23 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 12-31-03, 06:41 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | EMU إيمو | 12-31-03, 04:32 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 12-31-03, 05:35 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | ASAAD IBRAHIM | 12-31-03, 05:40 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 01-01-04, 11:15 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | SAdo7 | 01-01-04, 11:27 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 01-01-04, 11:43 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | atbarawi | 01-02-04, 09:27 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | bayan | 01-02-04, 11:28 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 01-02-04, 04:24 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | singawi | 01-02-04, 05:22 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 01-02-04, 06:40 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | ABUHUSSEIN | 01-02-04, 10:42 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | AnwarKing | 01-02-04, 11:28 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | atbarawi | 01-03-04, 07:19 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | نزار محمد عثمان | 01-03-04, 10:17 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 01-03-04, 11:54 AM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 01-03-04, 12:11 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | atbarawi | 01-03-04, 01:09 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | bayan | 01-03-04, 06:38 PM |
Re: *** مراتب العبيد فى الدنيا*** | مهيرة | 01-04-04, 12:20 PM |
|
|
|