Quote: لكن يا هشام، قرايتك للتاريخ قاعدة تكون خارج سياقه!! تسليم المدنيين للسلطة لعبود جعل معارضة عبود لاستعادة الديمقراطية فاترة من قبل السياسيين، يكاد يكون الشريف حسين الهندي هو السياسي الوحيد الذي قرر الخروج من السودان بعد استلام عبود للسلطة ولم يعد للاقامة بالسودان إلا بعد اكتوبر، زايد الجو العام في الدول حولنا وسيطرة عبد الناصر على الجميع نفسياً وأعتقد لو هشام هباني كان في ذلك الزمان شاباً لكان داعماً لخط عبد الناصر الذي يشجع سيطرة الجيوش على الدول العربية، سمعت أنك عشت في ليبيا فترة الثمانينات وبالرغم من انو الديمقراطية أصبح لها زخم لكن ما أظنك كنت ترى في القذافي ديكتاتور يجب محاربته عشان نظام ديمقراطي لليبيين. فشنو؟ لا تحاول تجريم الشريف حسين دون أن تأخذ السياق التاريخي للاحداث السياسية في الاعتبار
هذه ليست قراءة خارج سياق التاريخ بل من صلبه وتصحيحا لقولك فمن سلم العسكر السلطة ليس كل المدنيين بل حزب الامة بواسطة عبد الله خليل وبالتالي لم تكن المعارضة فاترة ضد عبود وهو قول مجاف للحقيقة! فعبد الناصر بكل زخمه القومي الا انه كان داعما لانقلاب عبود لانه قدم له كل التنازلات المطلوبة خاصة فيما يتعلق بجريمة اغراق حلفا وتهجير اهلها لاجل قيام السد العالي ولا اعتقد ان الشريف لجأ لمصر انذاك لاسباب سياسية لطالما عبد الناصر كان داعما لعبود ولعلمك ما اتناوله حول سيرة الراحل الشريف حسين هذا ليس تجريما بل تناولا مباشرا من خلال معطيات ذكرتها لتصحيح كثير من المفاهيم حول اناس خلقنا منهم اساطير بتقييمات عاطفية انطباعية سطحية تفتقر للحقيقة.. وفيما يخص انتمائي السابق لحركة اللجان الثورية نعم فقد كنت حينها معتقدا في القذافي كثائر اطاح بنظام ملكي عسكريا ولازلت معتقدا في الديموقراطية المباشرة كطرح يصلح لحكم السودان وقد فشلت في تطبيقها في ليبيا بسبب سيطرة ووصاية دولة الثورة عليها مما شوه جوهر الفكرة حيث صارت اللجان الثورية من حركة تحريضية مؤقتة لقيام سلطة الشعب الى حزب واحد حاكم في ليبيا ولذلك سقط النظام بسبب هذه السيطرة التي حالت دون تطبيق الديموقراطية المباشرة تطبيقا حقيقيا كما كنا نحلم بذلك وقد غادرت ليبيا في منتصف التسعينيات قبل سقوط النظام مفارقا حركة اللجان الثوربة التي ما عادت تمثل حلمي في ذاك الطرح وخاصة بعد ان تحالفت مع نظام الكيزان في السودان ... ولكني لازلت مؤمنا بالديموقراطية المباشرة اي سلطة الشعب كطرح يصلح لحكم السودان كما هو ناجح في سويسرا حيث سيمكن كل جماهير الشعب حزبيين وغير حزبيين من المشاركة معا في سلطة اتخاذ القرار في كل المستويات تشريعيا وتنفيذيا كالذي تنادي به الان لجان المقاومة في السودان وتوحدت حوله بدلا من الديموقراطية النيابية التي اثبتت فشلها وصارت تكرس دكتاتورية الاحزاب الطائفية ولذلك انقلبت عليها عدة مرات بعض احزابنا مثل ( حزب امة وشيوعيين وكيزان) ومن لم ينقلب عليها فقد تحالف لاحقا مع الدكتاتوريات والامثلة كثيرة. في فنرة مايو وفي فترة الكيزان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة