عمل حسابك من أب عراقياً مقدود.

* سنحت لي فرص كثيرة في مسيرة الحياة للاغتراب بيد انني لم أفكر يوماً
بجدية في وهمة الاغتراب هذه المجننة الناس كلهم طافشين اللعمى شايل المكسر،
وذلك لقناعات خاصة، اعرف بعض الأصدقاء قضوا اكثر سنوات عمرهم في خارج البلاد
من الآراء السديدة في مسألة الاغتراب ماسمعته يوماً بشاشة التلفزيون القومي في إجابة للمرحوم
الشيخ عبدالرحيم البرعي قدَّس الله سرَه و طيب الله ثراه حينما سألته المذيعة عن مساوء الاغتراب،
أجاب قائلاً :(يا بتي لوعندك دكان عامر، ومشيتي خليتيه فاتح، بتجي تلقي حاجاتك تامة؟ ) قالت المذيعة: لا طبعاً.
*صديقي العزيز ودفعتي في المدرسة الدكتور ناجي حمودة اختصاصي جراحة كلى الأطفال بالمملكة العربية السعودية،
في إجازته الأخيرة، كنا بمنزلهم مع بعض الأخوة نتسامر ونقارن بين مايجنيه المغترب من الاغتراب وماينفقه من شبابه
والغياب عن أهله وأولاده، حكى لنا دكتور ناجي طرفة مفادها ان احد المغتربين الموفقين في الاغتراب قد أسس عمارة
من عدة طوابق وقام بتشطيب الطابق الأول وأنشأ حديقة بساحة المنزل ولكن المنية قد انشبت اظفارها ومات المغترب
وترك زوجته واطفالها وبعد خروج الزوجة من عدتها جاهززة للأكل ، قام تزوجها واحد من هؤلاء العنقالة(عريس غفلة
سد طلب)ؤلقاها مقشرة،تميرات فوق راس فكي مفترس، وسكن معها في بيت زوجها الأول ذي الطابقالأرضي والحديقة،
وذات صباح كان ممسكاً بخرطوش المياه و يرش في الحديقة الخلفية نظام تلطيف لأجواء الرومانسية و الدلدوماسية
الشعبية، ولابس عراقيه المِهيرت متل كيس الصعواط وسروالهالمشرتم و مصرصر متل البانضورة المنجضة
في ملاح سليقة، فقال لزوجتهمتافَّفاً(هسيعليك الله الكان رويجلك الاولاني أب صنقورن غليد ومقودس
منتل سرج العجلة دا مالو كان كمل جميلو و تممو شطب لينا الطوابق الوفوق التاني دا ما كان
نفعنا، في غلاة الإيجارات دي) ، وانتشرت هذه الطرفة في اوساط المغتربينفصار
المغتربون يمازحون كل زميل مغتربيجتهد في بناء عمارة بالسودان بقولهم :
يا ول هوي، دحين عمل حسابك من عمك أب عراقي!!