كنت بتفرّج علي المسلسل العربي "حسن أرابيسك" وباب البيت بدأ يدق
ضيوف؟ ما وقته! دخلت الصالون وشغلّت التلفزيون التاني عشان أكمّل المسلسل ...
شويّة كده وجاني عمّي داخل وأخدني من يدّي وطلّعني برّة
بدأ يتكلم معي ويقول المقدمة المعروفة .. إنت مؤمن والمؤمن مصاب و ...
وقتها إنتبهت لصوت البكاء من الحوش التاني
وقبل ما يقولها عرفت الحصل ..
أبوي مات ...
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم
....
الأيام التالية مرّت كأنها خيال
نعم كنت ثابت والحمد لله بطريقة إستغربتها أنا نفسي؛ لكن كنت كأنّي ما مستوعب الموضوع بصورة كاملة
وشغلت نفسي بالإطمئنان علي والدتي وأختي الوحيدة
لكن ما بكيت فعلاً والموضوع بقي أمر واقع بالنسبة لي إلا وقت رفع الفراش، لمّا واحد من كبار الأسرة بدأ يتكلّم عن والدي ويقول حاجات أنا نفسي ما كنت عارفها ..
...
بدأ مرض أبوي - رحمة الله عليه - من شهور قبل وفاته
ما كان في شئ بيستقر في معدته ..
مشينا لأكتر من طبيب، والكلام البيتقال لي إنّها قرحة في المعدة
ما عارف هل كان خطأ في التشخيص، ولا ما كان في زول عايز يقول لي الحقيقة
وقتها كنّا قاعدين مؤقتاً عند حبوبتي - الله يرحمها - عشان بيتنا كان فيه إصلاحات
ولمّا المرض زاد عليه، إنتقل عند عمّتي عشان الجو كان برد وبيت عمّتي مقفّل. وإنتقلت معه والدتي وأختي، وفضلت أنا عند حبوبتي
الأسباب الظاهرة كانت المذاكرة وإنّنا ما نتقّل علي عمّتي
لكن في الحقيقة ما كنت قادر أستحمل إنّي أشوفه كده ..
ولو إنّي لسّه بلوم نفسي علي إنّي ما قضيت كل الوقت معاه ... لكن الحمد لله علي كل حال ..
...
الوقت كان رمضان
وكنت مرات بفطر معاهم، ومرات بمشي ليهم بعد الإفطار
لغاية ما جاء يوم السفر ...
برضو متذكّر اليوم ده
مشيتنا المطار، وإنتظارنا في صالة خاصة لغاية ما واحد من مضيفي الخطوط السعودية جاء ومعاه كرسي متحرّك
حزّ في نفسي إنّو أبوي الكان مالي علينا الدنيا يقعد علي كرسي متحرّك ..
وقلت ليه معليش بس عشان راحتك وعشان ما تتعبك الإجراءات في المطار ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة