الصحافه العلميه

Quote: الصحافة العلمية..طوق النجاة حينمــا أراد عالــم الرياضيــات اإليطالــي غاليلــي، أن يواجــه اسـتبداد الكنيسـة واسـتحواذها على الحـق فى تأويـل النـص الدينــي، نشــر كتابــه األشــهر »ســاجياتوري« باللغــة العاميــة الايطاليـة كـي يشـكل رأيـا عامـا مناهضـا لرجـال الديـن بعيـدا عــن اللغــة المتعاليــة والمعقــدة. فى وقـت لاحـق اعتبرت رسـالة غاليلـي، كأول محاولة لتبسـيط العلـوم، ولا شـك أن الظرفيـة االاسـتثنائية التـي عرفهـا العالـم فى الشــهور األاخيــرة بتفشــي جائحــة كورونــا )كوفيــد-19 ) وضعـت مهنـة الصحافـة تحـت محـك اختبـار حقيقـي لتمتحن على قدرتهــا على الاضطلاع بــدور» الوســيط «بيــن أهــل العلــم الذيــن يوظفــون لغــة معقــدة مليئــة بالأرقام وبيــن رأي عــام متلهـف للمعلومـة المبسطة. هل نجحت الصحافة فى هذا الاختبار المفاجئ؟ البدايـات كانـت مرتبكـة جـدا، ألا انهـا وجـدت نفسـها أمـام وضـع »مسـتجد«، ولئن كانـت تعاملت فى السـابق مع الحـروب والكوارث الطبيعيـة لكـن ليـس بحجـم جائحـة أوقفـت شـرايين العالـم. تخبـط البدايـات كان واضحـا: عـدم دقـة المصطلحـات، طغيـان منطــق الســبق على الدقــة، التعويــم، اللجــوء إلــى الــرأي والتحليـل مقابـل غيـاب المعطيـات العلميـة المفسـرة... بيد أن الخطيـر تمثل فى انتشـار ألاخبـار المزيفـة والمضللـة، وإذا كانت فى المجــال السياســي تــؤدي إلــى الاغتيــال الرمــزي، فإنهــا فى مجــال الصحــة تفضــي، مباشــرة، إلــى المـوت الحقيقــي والشــواهد كثيــرة. على هــذا النحــو، وقــد خــف ضجيــج الحــروب وصراعــات السياســيين على شاشــات التلفزيــون وعلى وســائل التواصــل الاجتماعــي لتحتــل مكانهــا أخبــار الفيــروس، تبــرز الصحافــة العلميــة كرهــان وحيــد لاحــداث التــوازن بيــن الدقــة العلميــة وبيــن تعطــش الجمهــور للمعلومــة، ولتقطــع الطريــق على مــن يحاولــون »تأميــم« المعطيــات العلميــة خدمــة للوبيــات والمختبـرات الباحثـة عـن الربـح، ولو على حسـاب صحة الانسـان. سـتصبح المعلومـة شـعبية لا شـعبوية، مبسـطة لا مبتذلـة، لـو أيقنـت غـرف التحريـر أن الصحافـة العلميـة، هـي اليـوم: طـوق النجـاة. . مجلة الصحافة