قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-22-2020, 07:07 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة قصيرة

    06:07 PM December, 22 2020

    سودانيز اون لاين
    mustafa mudathir-Canada
    مكتبتى
    رابط مختصر



    تفسير القعيد

    وأخيراً تزوج قرطبة البنت التي إعتقد الجميع أنها كانت تتصرف كأنه لم يكن موجوداً.
    وأخيراً تزوج قرطبة البنت التي إعتقد الجميع أنها كانت تتصرف كأنه لم يكن موجوداً.
    لم يصدّق الخبر المأذون وهو تتلوى منه آيات وأدعية غامضة. وكذا لم يصدقه خال
    العروس المبلول بعسر مثانته. أما أم العريس فقد قالت، فاجأني والله. كما اكتفت أم العروس
    بعبارة خلعتني البنت والله. وقال ابن عم العروس، الروائي المخمور، إنها لم تبرم، بعد، في
    اندياح بعيد الشواطئ. و قال مدرس الفيزياء الذي غادرت فصله منذ عشر سنين، إن نواة حياتها
    لم تحتو على عدد نيوترونات مثير للاهتمام.
    وفهم بعض النابهين من ذلك أنه، على الأقل، يغار كما فهم غيرهم أنه يقدح في أهليتها للزواج.
    ويوم عرسه بدا قرطبة منزعجاً من قلة الحضور فسأل باستياء وعينه في المرآة أمامه، يا جماعة،
    إنتو كلمتو الناس؟ فقالت له أمه، الناس ياتم؟ البلد فيها منو تاني؟ ولكن العرس استطاع، بحسب مغني
    العرس نفسه، أن يعتصر من سكان القرية الصغيرة حضوراً لم تألفه أيامها الهادئة. بدا المشهد، سريعاً
    في خاطري، أشبه بعضلة شخص رياضي يقلصها فتتضخم. وتظاهرالجميع بالتخلي عن الدهشة الأولى
    حول اختيار قرطبة لعروسه المصحوب، كمنشط له، بتأمل رضا العروس نفسها بقرطبة كقيمة ادهاشية
    إضافي، تخلوا عن كل ذلك أمام كميات اللحم التي وفرها لهم قرطبة عن طريق قرض أبدي استخلصه
    من عمه القعيد.
    وإلى الآن نحن لسنا إزاء عناصر أكيدة لعمل روائي، فكل ما في الأمر أنني كنت معنياً بغرابة أن يسود،
    في قرية تعدادها لا يزيد عن 150 شخص في غير أيام العطلات، أن يسود فهمٌ بأن فلانة كانت تتصرف
    كأن فلاناً لم يكن موجوداً. بمعنى كيف كان سيكون تصرفها مختلفاً فيما لو كانت أصلاً مدركة لوجوده؟
    وهل الإقرار بوجود شخص ما هو خطوة يقتفي أثرها الناس؟ ربما، في بلد أصغر من أن يبطئ القطار
    عندها، ربما.
    كنت قد سألت المغني الناشئ أن يأخذني معه لأقرب حفل في قرية وها هو قد فعل دون أن يسأل عن سبب
    رغبتي لكنه حدثني عن الحفل. فما أنا، في تحليل ما، سوى مرافق للمغني، ولقد قاومت فكرة أن هذا لم يكن
    سوى زواج عشوائي، تم بليل التقاليد، وبأقل قدر من التشاور. وأن العريس ربما قاوم سهولة الربط بينه وبين
    بنت الحلال التالية أو أن العروس هي التي فعلت ذلك وتفادت كنتيجة لكدحها أسوأ إثنين.
    لاحظ المغني اهتمامي بالأمر فقال وهو يرتق بعض ثيابه أن غرابة قبول الفتاة بقرطبة تكمن في أزلية فهم
    سكان القرية لإستحالة زواجهما. وحين شرعت في تقييم صعوبة هذه الفكرة أضاف المغني أن أي أسئلة في
    الأمر لا يقدر أن يجيب عليها سوى القعيد، عم العريس، نفسه. نعم نفس القعيد الذي غطا نفقات إطعام رواد
    العرس. وبالمناسبة، هو فعلاً قعيد وكذلك إسمه الحقيقي هو القعيد.
    كان القعيد معروفاً بعاشق الظلال. وكان يقتعد تركيباً خشبياً أشبه بالكرسي وما هو بكرسي. فهو إن وضعته
    في الشمس لا ظل له. وإن وضعته في الظل يبدو متآمراً لمصلحة الشمس فلا يجد المرء غضاضة في الزحف
    عنه فيما لو اشتدت حرارة الشمس.
    القعيد الذي كان ينتظرني في نفس تلك الآلة، بتوصية لمصلحتي من قريبه الفنان الذي لم يقو على النهوض
    ذلك الصباح، ومن الوهلة الأولى، شرح لي، بلغة جسدية مبينة، كيف أنه في الواقع وبعد أن ينحسر الظل، يلجأ
    لعجيزة ضخمة خصه الله بها لكي يؤمن لنفسه بقاءاً أمام المجريات. وما هي المجريات؟ سؤالي الذي لم أنطق به،
    أحوال الناس، قال. إنها في أغلبها مفتعلة، قال القعيد، وهو يتابع خط سير زجاجة اصطباحية في طريقها إليه من
    أفواه بعض السائقين ومساعديهم. كانت بعض لواري شبحية الشكل قد أناخت غير بعيد عن دار أهل العروس تنتظر
    الركاب المضمونين. والنسوة يصهلن بلا توقف.
    قلت للقعيد، منذ متى أنت تراقب ناس القرية؟
    - أربعين سنة.
    - وما الجديد في أمر عروس الأمس وعريسها؟
    - كانا الشحمة والنار
    - منذ متى؟
    - منذ أن صار ممكناً الظهور في الشارع.
    - كانا يلعبان طبعاً وهما صغار.
    وصلته الزجاجة للمرة الثانية فتوقف عن التجرع ليقول لي، لم يحدث أن لعبا. لا يجمعهما مكان واحد.
    تعرف ماذا يعني أن يضع لك شخص خطاً على الأرض. يعني أن لا تتخطاه. هذا شي قديم. كانت هي
    تضع هذا الخط أمامه وهما بعد أطفال.
    - شي عجيب.
    - نعم. ويتعاركان. وكانت تغلبه وكل ذلك في صمت.
    ثم حكى لي مشهداً أعيد تصوره هنا.
    من باب خشبي متهالك، ترفعه ثم تسقطه كي تتمكن من الخروج للشارع، أطلت أم قرطبة. لها لسان لن
    ترى أطول منه سوى ثديها الذي طاش منه فم الرضيع. وهي، وقد تناثر الحليب في أعطاف جلبابها المنزلي،
    تصرخ: بنتك الصايعة دي ضربت قرطبة. أنا أسوي ليها شنو يا ناس أمي؟
    والمرأة في الطرف الآخر من نثار الطريق تقول لها بهدوء: يا بنتي ديل شفع، بيلعبوا ساكت.
    لكن أم قرطبة بحسب القعيد كانت تفهم أن ما يجري لإبنها هو محض تحرش بينما كان يرى هو غير ذلك.
    - الناس بتنسى. قبل قرطبة..
    قاطعته، إنت من وين يا قعيد؟
    - أنا ما من هنا. بجيب لي شغلات ببيعها وبستنى ناس اللواري.
    - يا قعيد، أنا من الله خلقني ما شفت ناس مستغربين لعرس زول زي قرطبة دا.
    سألني وهو يخرج حقة السعوط من جيبه، إنت بتعرفه؟
    - لا.
    - سمح القال ليك منو؟
    - الغناي.
    قام اثنان من مساعدي السائقين لتحميل قفاف لبعض النسوة، قاموا بتثاقل لم يعلق عليه السائقون.
    تمهل القعيد نوعاً في مجلسه بآلية عجيزية لا أقدر على شرحها ثم عاد يقول، أنا أعرف منو بتزوج
    منو. في قعادي دي، قعادي دي، أعطاني الله ملكة متابعة العيال في صغرهم. أشوفهم متزوجين من صغار.
    قلت لك الناس تشغلها الدنيا وتنسى. قرطبة مرة جاهو مرض كدا غريب. جابو ليهو فقرا وممرضين من
    جهات بعيدة. الناس دي كلها كانت تزوره في البيت إلاّ فلانة دي. وأول خروجه للشارع رسمت له الخط.
    لكن هناك علامات تابعتها أنا مستعيناً ببعض الودع ومرات أقرأ كف النساء الغافلات ويطلع منهن كلام
    ما حقهن. البت دي وهي شافعة كانت بتعمل لقرطبة دا إشارات لكن بعدها تقوم تنكد عليه.
    - وهو كان يفهم الإشارات؟
    - أي زول بيفهمها.
    - كيف يعني؟
    - الاشارات دي الاستجابة لها في حينها خطأ كبير. فهي نفسها لسع زي الجنين.
    - جنين؟ نعم، نعم، لكن يا قعيد ياخي البشر ما زي البهايم.
    - أبداً. أنا فاهمك. انت ما فاهمني. قرطبة دا مشى الحرب. سنتين أمه شفقانة. الحلة كلها شفقانة.
    ويوم جاهم راجع. الحلة كلها كسرت في بيتهم. وأنا قلت والله إلاّ أشوف المفعوصة دي ح تعمل شنو؟
    عملت فيها مجنونة طلعت من بيتهم ومشت طرف الحلة، شايلة في يدها مناديل مطبقة.
    المناديل دي ما شفتها في الودع ولا في نضمي النسوان، حيرتني. بعد شوية البنت رجعت ودخلت بيتهم.
    لم تذهب لزيارته كما فعل الجميع.
    - مجنونة رسمي دي.
    ضحك وأطرق، يعبث بطرف جلبابه المتسخ وسألني:
    - انت من وين؟
    قلت له أنا من المدينة الكبيرة. وسكتنا نسمع هرج السائقين الذين قاموا ليديروا لواريهم ويحاججوا النسوة.
    عاد القعيد يقول لي، الولد الغناي بتاع أمبارح دا صاحبك؟
    - نعم، يعني معرفة.
    - هو قال ليك تمشي للقعيد لي شنو؟
    - قال لي بالحرف أنا هسع مشغول مع العازفين لأنهم ما بيعرفوا يعزفوا، امشي انت لعم القعيد دا بيشرح
    ليك قصة العرس دي كلها.
    - اها الولد دا أنا ما عمه.
    - لكن انت عم قرطبة. صاح؟
    هز رأسه نفياً.
    - طيب منو دفع تكاليف العرس؟
    - وانت مالك ومال تكاليف العرس؟ صاحبك الغناي أنا قبل شوية شفتو ركب واحد من اللواري.
    وأعطاني نظرة محنة غامضة ثم قال:
    - دحين يا ولدي الواطة ما تحر عليك. شوف ليك فرقة في باقي اللواري.
    قلت له وأنا ألملم أطراف تماسكي
    - برضك ما قصرت يا عمو. فسرت لي الموضوع تب. وشكراً ليك.
    - أجري يا ولدي اللواري ما تفوتك.
    جريت وجرت في تلافيف دماغي أنغام نشاز أحدثتها ابتسامة ساخرة كانت على شفتيه.








                  

العنوان الكاتب Date
قصة قصيرة mustafa mudathir12-22-20, 07:07 PM
  Re: قصة قصيرة Hamid Elsawi12-22-20, 07:27 PM
    Re: قصة قصيرة mustafa mudathir12-23-20, 00:11 AM
      Re: قصة قصيرة Yasir Elsharif12-23-20, 09:20 AM
        Re: قصة قصيرة Osman Musa12-23-20, 09:27 AM
        Re: قصة قصيرة mustafa mudathir12-24-20, 01:20 AM
          Re: قصة قصيرة osama elkhawad12-25-20, 05:43 PM
            Re: قصة قصيرة mustafa mudathir12-27-20, 03:31 AM
              Re: قصة قصيرة osama elkhawad12-27-20, 07:04 AM
                Re: قصة قصيرة mustafa mudathir12-30-20, 06:35 AM
                  Re: قصة قصيرة osama elkhawad12-30-20, 03:43 PM
                    Re: قصة قصيرة mustafa mudathir12-30-20, 11:52 PM
                      Re: قصة قصيرة osama elkhawad01-03-21, 05:30 PM
                        Re: قصة قصيرة mustafa mudathir01-06-21, 03:59 PM
                          Re: قصة قصيرة osama elkhawad01-08-21, 09:22 PM
                            Re: قصة قصيرة mustafa mudathir01-13-21, 02:16 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de