الاغلبية الواعية ×الفوضى الخلاقة

Quote: د. منصور خالد في حواره المُجرى معه في إصدارة دار عزة في العام ٢٠٠٣م والمنشور على (الديمقراطي) عدد الخميس٢٩/١٠/٢٠٢٠م: https://top4top.io/ _ وجدت نفسي في مجال السياسة على كُره مني، فاهتماماتي في الواقع تتجاوز اهتماماتي المهنية، واستطعت لحسن الحظ أن أفرد جزءاً كبيراً من وقتي في المجال السياسي. _ الثقافة لا يمكن أن تنمو وتزدهر إلا في أجواء الحرية .. ونحن نعرف أن السودان يفتقد هذه الحرية وبالتالي فإن هذا الجو أدى إلى قتل الإبداع بقدر كبير، ولكن لابد أن نضع في الإعتبار أن ظروف الشدَّة دائماً تلعب دوراً في تفجير الإبداعات. _السودان الجديد هو شئ يختلف عن السودان القديم، فالسودان القديم هو الذي ظللنا نحيا فيه منذ الاستقلال وحتى الآن، سودان يقوم على نظرة وسياسات تُعمِّق الفوارق ولا تُكثف الجوامع بين السودانيين، وهذه وصفة بلا شك تقود إلى تمزيق الوطن. ويتضح من تجاربنا خلال الستة وأربعين عاماً منذ الاستقلال نحن لازلنا عاجزين على أن نُدرك من نحن! _ نحن عاجزين عن أن نتصالح مع أنفسنا، فالسودان ينبغي أن يكون هو الذي يستطيع فيه كل السودانيين أن يدركوا أن الرابطة التي تجمعهم هي المواطنة السودانية، وأي رابطة أخرى و أي عنصر آخر سيكون عنصر تفرقة. _ المواطنة ظلت شعاراً لا أكثر ولكن في الواقع لا تُطبق عملياً، لا تطبق في برامج التعليم ولا السياسات الإجتماعية ولا الإعلام، ففي السودان الجديد نريد اعترافاً حقيقياً بكل أنواع التعدد والتنوع الموجود في السودان. _ عندما نتحدث عن دور المرأة نتحدث عن دورها في الحياة العامة بصورة عامة، كثير من الناس يتحدثون الآن عن دورها في السياسة ويطالبون بحقوق لها كما جاء في قرار التجمع المادة (٥) في إشارة لدورها الوطني، وأنا أعتقد أن هذا فهم خاطئ، نحن نُطالب بحقوق المرأة كإنسان بصرف النظر عن دور وطني أو غير وطني. _ إذا نظرنا إلى الأحزاب الموجودة ما هي الأحزاب التي تضع المرأة في مواقع قيادية، في الماضي كان الحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد الذي كانت له قيادات نسائية في المراتب العليا في الحزب، وقد يكون هو الحزب الوحيد الذي بدأ هذا، فإذا نظرنا إلى حزب الأمة قد نجد أن لديه عناصر نسوية في أوضاع قيادية، ولكن لا نستطيع أن نقول ذلك على الحزب الإتحادي الديمقراطي، وكل ذلك في واقع الأمر وفي أغلب الأحوال هي محاولة لتزيين هذه القيادات أكثر من أنها رغبة حقيقية في أن توضع المرأة التي لها القدرة في الموقع الذي تستحقه. _ السودان بلد شاسع ولا يمكن أن يُدار إدارة سليمة ورشيدة مالم يُقلّص الظل الإداري والهيمنة المركزية على الإقليم.