برزت في الساحة السياسية بشكل واضح وسافر، ظاهرة الهجوم المركز على الحزب الشيوعي ومحاولات تشويه مواقفه السياسية المعلنة، وتسفيه آرائه ولي عنق الحقائق حول تاريخه في محاولة لقراءات مبتسرة ومنتزعة من سياقها للأجيال الجديدة التي لم تُتح لها الفرص للتعرف والوقوف على تاريخ الحزب الشيوعي، ضمن تاريخ الحركة الوطنية بأكملها وتاريخ البلاد السياسي، وذلك بحكم متواليات مصادرة الديمقراطية وعدم إتاحة وتوفر الفرص للتعريف بالتاريخ السياسي للبلاد، بعيداً عن تغبيش الوعي الجمعي للأجيال، ومصادرة حقها في أن تتعرف عليه دون تشويه أو تغبيش وتزوير. وقد نشطت الدوائر المعادية للحزب وبرنامجه السياسي هذه الأيام في محاولات إبعاده بكل الامكانيات عن لعب دوره التاريخي في هذه المرحلة الحساسة وطرح رؤاوه حول مجمل الراهن السياسي، ونرصد ملامح المحاولات الجارية لمثل هذا التشويه المقصود، في عدة محاور أهمها ما برز من صراع داخل تجمع المهنيين، الموقف من مفاوضات السلام الجارية في جوبا، الادعاء بتمدد الحزب وتكويشه على كامل مقاعد الحكم الانتقالي، رغم مواقفه المعلنة الرافضة للمحاصصة، والشواهد على ذلك متعددة، منها دعواته المبكرة لضرورة الابتعاد عن التأثير الأيدولوجي وتسييس الخدمة المدنية، موقفه المعلن حيال الترشيح لمناصب الولاة وكيفية اختيارهم، وكذا الموقف من كيفية اختيار أعضاء المجلس التشريعي وغيرها كثير. ونجد أن كل تلك المواقف يتم التعامل معها بابتسار وتهجم ضمن برنامج متكامل ومعد ومتفق عليه في إطار الحملة المنظمة ضد الحزب وضد برنامجه المعلن من القضايا. ونعلم أن كل ذلك يصب في وجهة العمل من أجل إبعاد الحزب وقطع الطريق أمام مساهماته السياسية والمتواضعة في تبصير قوى الثورة وتنبيهها للمخاطر التي تواجه مسيرتها في سبيل تشكيل أوسع جبهة تحالفات سياسية للوقوف سداً منيعاً ضد عودة نظام ملالي الانقاذ البغيض الذي نجحت الجماهير عن طريق وحدتها في خلعه والحاقه مذبلة التاريخ. ضمن ذلك نرصد تلك المحاولات التي تقوم بها بعض القوى التي تدعي الانتماء لمعسكر وصفوف حزبنا عند تبنيها للهجوم على خط الحزب المعلن والتركيز على نقد سياساته التي يعبر عنها في صحيفة الميدان، حيث يتم تناولها من منطلق العداء الخفي للحزب وصحيفة الميدان معاً!، سواء عبر "كلمة الميدان" المعبرة عن خط الحزب السياسي، أو المقالات الرصينة لعضويته وأصدقائه، المحرفة من مضامينها بتشويهها وإعادة تقديمها بقراءات مبتسرة منزوعة من سياقاتها الحقيقية وتفريغ محتوياتها ومقاصدها الصحفية، ولي عنق حقائق ما يرد بها، كمساهمة متقدمة في التهجم على الحزب وعلى سياساته. وما يؤسف له هو نشر بعض ذاك "النقد" غير المؤسس عبر وسائط التواصل الاجتماعي وبعيدا عن منابر الحزب الرئيسية، في مجافاة حقيقية تجانب تقاليد الأعراف الصحفية المتعارف عليها في أوساط "الصحفيين والكتاب"، إن كان الغرض هو حقيقة خدمة خط الحزب وتبصيره بالسالب في مجرى نشاطه السياسي العام، خاصة بالنسبة للمرتبطين بالحزب ومنابره "الاعلامية" ووسائطه "التنظيمية"!.
في نهاية المطاف يعلم حزبنا الاصطفاف الجديد داخل قوى الثورة المضادة لتيارات وقوى سياسية معزولة في تحالفها المعلن والمستتر مع بقايا النظام السابق ـ والذي يركب حالياً موجة الحرص على الثورة وبرنامجها ـ من أجل إقصاء الحزب تحديداً وتقليل دوره وشل قدراته ضمن التهجم على قوى الثورة الواسعة في التأثير على الشارع السوداني، لتكتمل لهم إمكانيات التسلل لمواصلة سياسات مصالح الطفيلية الاسلامية ودفاعاً عن ما "لهفوه" من سرقة ونهب واختلاس مقدرات الشعب والوطن ومواصلة نهج التصفيات البدنية والقتل والسحل خارج نطاق العرف والدين والأخلاق والانسانية، والسيطرة على مجريات الأمور في الراهن السياسي الحساس. وهي القوى المعادية لحزبنا وشعبنا وقواه الحية. لقد خبر حزبنا وعبر سنوات من التجارب والمعارك الصغيرة والكبيرة من التي عركتنا، "لوثة" العداء المرتبطة دائماً وأبداً بالعداء لأماني وأحلام شعبنا المشروعة ،، ولكن للحزب وجماهيره ترسه الصاحي أيضاً، ضمن ترس الحراك الثوري لجماهير ديسمبر المجيدة!. _____ الميدان 3682،، الأربعاء 1 يوليو 2020م.
العنوان
الكاتب
Date
أسباب لوثة العداء المتصاعدة للحزب الشيوعي السوداني(كلمة الميدان )
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة