فوضى التصريحات ... تدمّر السودان ... بقلم حاتم السر سكينجو ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 10:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2020, 07:52 PM

Salah Zubeir
<aSalah Zubeir
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 5239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فوضى التصريحات ... تدمّر السودان ... بقلم حاتم السر سكينجو ..

    07:52 PM June, 14 2020

    سودانيز اون لاين
    Salah Zubeir-UAE
    مكتبتى
    رابط مختصر



    *فوضى التصريحات ... تدمّر السودان*
    *نصائح النجاة المهجورة للسيد أحمد الميرغني!!*

    بقلم: حاتم السر سكينجو المحامي

    كان مولانا السيّد أحمد الميرغني يوصينا أن لا نفرّغ أحدًا للعمل السياسي؛ وأن يكون كل العاملين في الحزب، من ذوي المِهن والمهام الأخرى، الخاصة والعامة، ولذا يقترح أن تكون الاجتماعات الحزبية مسائية؛ وهو أمر لم نكن نستسيغه؛ ونتحايل عليه لنستفيد من فكرة التفرّغ التي قمنا بتوسيعها أكثر مما يلزم بسبب ظروف العمل المعارض لنظام الإنقاذ بالخارج. ولكنّ ظروفًا أتاحت لي؛ ولأحد الأشقاء؛ مناقشة سيادته، رحمه الله، حول الفكرة، فكان مربط فرس حديثه، أنّ العمل العام في الوظيفة والسعي في الرزق ينمّي في الإنسان حسّ المسؤولية، ويقيّد لديه الرغبة الاندفاعية، فالسياسي الذي يعمل في وظيفة عامة أو خاصة، يكون منضبطًا ولا يعمد التهوّر، عكس المتفرّغ الذي يرى رزقه مربوطًا بالإثارة!
    كان من أكثر الناس إعجابًا بأدائي أيّام عملي ناطقًا رسمياً باسم التجمع الوطني الديمقراطي؛ هو الدكتور جون قرنق دي مبيور، ورفاقنا في الحزب الشيوعي؛ وكلما كان سقف الكلام عاليًا، تواردت إليّ مئات رسائل الاشادة التي ما زلت أحتفظ بأغلبيتها، وكنت مقتنعًا بأن كل ما أقوله يصب في المصلحة الوطنية، ولكنّي ما أن ألتقي بالسيد أحمد الميرغني؛ رحمه الله، وإلا يبادرني بالنصيحة: يا حاتم، لا تتحدث للناس أكثر من ثلاث دقائق؛ ولا تستعجل العداوات ولا تفرح بأخطاء الآخرين، ولا تتحدث إلا عند الضرورة القصوى، وإن كنت قائلا فقل خيراً أو أصمت. وتذكر دوماً: من أطلق عنان لسانه في أعراض الناس و تتبع عوراتهم، امسْك الله لِسانه عن الشهادة عند الموت. كن من الذين يجمعون الشمل ولا تكن من الذين يفرقون الناس أشتاتا..لا يلزم أن تكون الأروع .. ولكن إذا جاءك المهموم اسمع .. وإذا جاءك المُعتذر أصفح. وإذا ناداك صاحب الحاجة أنفع… وكنت أمازحه قائلاً: “كدا يا مولانا ما حيبقى إسمي الناطق الرسمي… كدا حيبقى إسمي الصامت الرسمي”.
    لا النصيحة الأولى؛ ولا الثانية، ولا الأخيرة استطعنا العمل بها، ولكنّ بتقدّم العمر، وتقلّد المناصب الرسمية، ومعرفة تأثير “الكلمات المجانية”، على الدولة والاقتصاد، جعلني أنتبه للنصائح الذهبية التي كان يحاول رأس الدولة السيد أحمد الميرغني أن يرسخها، وعرفت قيمة هذه الأفكار الرئيسية، وتعلّمت سبب تعمّد قيادة الاتحادي الأصل، الانضباط في التصريحات، ووزن الكلمات بميزان الذهب، في زمن يفوز فيه صاحب أكبر صخرةٍ من التصريحات!
    يمرّ هذا الكلام بذكريات على رأسي؛ وأنا أرى في ثنايا الانتقال السوداني ملفات مشتعلة، تحرق أخضر الثورة؛ ويابس التغيير. تدمّر العلاقات الخارجية في لحظة نزوة انتضالية؛ أو قل نضالية، وتحطّم التاريخ ذات شهوة “جماهيرية”، وكلمات تطلق من مسؤولين، تكاد تجزم أنها تأتي من “ركن نقاش” يخاطب طلاباً، تثيرهم الكلمة الطائشة الخارجة عن المألوف، أكثر ما تثيرهم حينما تكون بصوتٍ عالي؛ وثوب يتخلى عن الانضباط.
    ما معنى أن يخرج مسؤول كبير؛ وفي حزبٍ يقود تحالف الحرية والتغيير، ودون أدنى سبب، لكيل السباب، للمموّل الوحيد لحكومته، ويدعو بعالي الصوت لقطع العلاقات معه، لا لوجود حزمة فكرية معدة مسبقًا تبرر ذلك، أو نظام بديل من الأفكار، لا. فقط لأنّ هذه التصريحات، ستتسبب بصفافير عالية، وشعور بالحريّة، يشبه ما تصفه كتب إدمان الكحول والمخدرات، من إحساس الحرية الواهم!!
    ما معنى أن يخرج آخر، ليضع كل تاريخ العلاقات السودانية المصرية، في كفة التحقير المطلق، وكأنّ الله خلقنا أعداء، بينما يرى أن علاقة السودان بدولةٍ أخرى هي جنّة الله في أرضه؟ ويضع كل ذلك للعلن، لا من أجل أنه مقتنع به، ولكن لأنّه وجد أن لذلك شعبية (صورية)، ولو أنه فكر وقدر لساعات لوجد أن هذه الشعبية، هي شعبية مخلوقة؛ ومصنوعة، خلقها النظام الذي يعاديه، ولأسباب ستزول، بأدنى تفكير؛ ولو أنّ الرجل تدبّر حاله مرتين: لمد يده لكل دول العالم لتقيم معه الصداقات، ولم يعمل جاهدًا لتحطيم ما بينه وبين (جيرانه) من صداقات!
    أخيرًا؛ ما الذي يكسبه أحد ما، حين يضخّم الألف دولار، ليصل إلى مليون أو مليار؟ وهو يجرد تركةً ما، بينما هو – أكثر من غيره – يعلم، أنّ شركات المحاماة، والتأمين، وخبراء التعويضات؛ يفتحون أفواههم، في انتظار مبالغ التعويضات، لجرائم “يرون” أن النظام السابق ارتكبها!
    إنّ إطنابنا في العداء، حتى لو كان مبررًا، يجعلنا نورّط الوطن، في لحظة أننا نظن أننا نورط الخصم. هذا إذا سلمنا بأنّ لكلامنا قصد لتوريط الآخر، لا مجرد أنه استجابة لشهوة الكلام ورغبة في الإطناب، والظهور على الشاشات. ولعمري أنّه داء حقيقي.
    كثيرًا ما يسقط السياسي في شهوة الكلام المبرر؛ وغير المبرر، فيكثر التصريح بسبب أو بغيره، حتى يكاد يعلّق على قضايا الآخرين، وهو أمر يحتاج لإعادة نظر.
    ماذا نحتاج إذًا؟
    نحتاج أن نعرّض على المسؤولين برتوكولات تعلمهم ما يجوز التصريح حوله، وما لا يجوز. يوقف فوضى التصريحات، فيدرّسهم، كيف أن تصريحات الإنقاذ الإعلامية في بدايتها؛ تسببت في قطع علاقة السودان بدول الخليج العربي، لشتائم مجانية يوزعها مذيع متهوّر يريد أن يملأ ساعة في الهواء، فيبهت الزعماء، ويسيئ للأصدقاء، وأن نتيجة ذلك، سلبيًا بالطبع، وصلت إلى كل بيت في السودان. وأن تصريحات أطلقها زعماء سياسيون في قضايا الإرهاب؛ جعلت اسم السودان إلى اليوم في القوائم السوداء!
    نحتاج أيضًا، أن نطلب من أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية؛ تدريب الساسة؛ على انعكاسات تصريحاتهم على الأسواق ومسار العلاقات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية.
    نحتاج أيضًا، أن نطلب من المستشارين القانونيين والإعلاميين أن يقوموا بواجبهم، فيخبروا المسؤول أن عبارته التي يمكن أن تطعن في استقلال القضاء، وتسييس العدالة، أو تؤدي لفهم يوحي بأنّه تم تمييزه عن باقي المواطنين، ليس من الموفق قولها. فلا أحد يتباهى بجريمة!
    هناك أخطاء أخرى، مثلاً أن نميل إلى تخويف الشعب وترويعه؛ وهذا ليس سليمًا، ولا أن نطلق التصريحات لطمأنته دون استناد لحقيقة. وأذكر أنّي مرةً تحدثت باسم الحكومة السابقة لأقول بأنّ الأزمة التي تقابلها حُلّت، لأنّ الاتفاق لإنتاج الدقيق كان قد أبرم مع المطاحن، وشحنات البترول كانت في الطريق من دولة صديقة، وترتيبات توفير السيولة في المصارف والصرافات الآلية قد أنجزت، ولمّا نجح أحد ما في حبسها، صار الجميع يقول لي أنك أخطأت؛ كنت أدافع عن نفسي بأنّي تحدثت باسم الحكومة، وأنّها طلبت مني ذلك، ولم أكن أعلم الغيب أن غولاً ما سيشفط المال والنفط والدقيق! ولكنّي كنت أتفهّم كل من فهِم تصريحي وعزله عن نيته، وعده غير موفق.
    لذا لم أتوان في الدفاع عن مبررات سلفي مدني عباس مدني الذي حدد سقفًا زمنيًا لانتهاء ذات الأزمة، ولم يوفِ بذلك. ففي الأمر أيادي لا يملكها المسؤول.
    لذا فالدرس الأهم هنا، ألا نتحدث عمّا سيأتي بل عما حدث وانتهى؛ وكان هذا درٍس عزيز؛ من ضمن نصائح السيد أحمد الميرغني، في التسعينيات، وأعترف أني ما عملت به، وما تذكرته إلا اليوم!
    الثقافة السودانية تميّزت على غيرها من الثقافات، أنها شفاهية؛ وكنا ملوك الكلام المتحفّظ المتخم بالبلاغة والأدب، ولا نقول إن قلنا إلا حقًا، ولكن الصراعات السياسية؛ فتحت سوق التنابز، ومتجر التصريحات الأكثر أذى. ولكن لكل هذا علاج: عودوا لكباركم، ولمستشاريكم، وزنوا كلامكم بميزان الذهب.






                  

العنوان الكاتب Date
فوضى التصريحات ... تدمّر السودان ... بقلم حاتم السر سكينجو .. Salah Zubeir06-14-20, 07:52 PM
  Re: فوضى التصريحات ... تدمّر السودان ... بقلم حا� Osman Musa06-14-20, 08:06 PM
    Re: فوضى التصريحات ... تدمّر السودان ... بقلم حا� محمد البشرى الخضر06-14-20, 08:16 PM
  "ويسألونك"*!!: هوامش* على "غيبيات"* السيد الصادق (1) عبدالله عثمان06-14-20, 08:30 PM
    Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبياتandquot; Salah Zubeir06-14-20, 09:36 PM
      Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات Salah Zubeir06-14-20, 10:04 PM
        Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات Salah Zubeir06-14-20, 10:35 PM
          Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات adil amin06-15-20, 05:25 AM
            Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات adil amin06-15-20, 05:31 AM
              Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات wadalzain06-15-20, 06:18 AM
                Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات MOHAMMED ELSHEIKH06-15-20, 08:26 AM
                  Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات Salah Zubeir06-15-20, 09:29 AM
                    Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات Salah Zubeir06-15-20, 09:33 AM
                    Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات MOHAMMED ELSHEIKH06-15-20, 10:11 AM
                      Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات محمد البشرى الخضر06-15-20, 02:15 PM
                        Re: andquot;ويسألونكandquot;*!!: هوامش* على andquot;غيبيات adil amin06-16-20, 03:51 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de