الطاهر ساتي في رثاء أخي الحبيب الدكتور زين العابدين عباس الفحل، الزين،

Quote: مضى عام وهؤلاء أصدقائك يبكوك. كتب مؤتمن معاذ قائلاً :عام علي رحيلك .. يا رحمن يا رحيم يا غفور .. ارحم اخي الزين عباس الفحل برحمتك و عفوك وانت ارحم الراحمين .. لا اعرف كيف احكي لك عنك وعن الم رحيلك ولكني سوف احاول ان أتجاوز عسر التعبير الناتج عن ارتباك الكلمات وهي عاجزة يضيق وعاء التعبير عن احتواء الشعور بالود والشوق والحنين و مشاعر تحتاج الي لغة لا تقال .. عرفتك (اخو اخوي ) في مهد الصبا واول لقاء بيننا احتفظ به في ذاكرتي كان في اول التسعينات ومن ثم زيارة الي منتزه المقرن في عام ١٩٩٥ احتفظ بصورة موثقة لها .. علاقتك بي مرتضي كانت استثناء في كل شي ..علاقة مباركة و مختلفة .. فتحت باب كبير دخلنا به بيوت (الشعبية بحري ) و نمت افرع علاقات انسانية واجتماعية وتجارية من اصل جزع علاقتكم الطيبة .. عرفنا (خالد سليمان وحمود و عبدوش و الرشيد حافظ خيري ووحيد و حمزه الفحل و امجد و بقية العقد الفريد ) استمتعنا بونسة الفاتح الظريف و بالمقابل قامت علاقات اجتماعية بين شباب الحي واولادنا من كسلا وامتدت عبر ٢٥ عام من جيل الي جيل .. منك واليك وبيننا .. عشنا معا وانت واخد من اسرتنا الكبيرة من كل الزوايا من ال درويش حتي ال التاج مرورا بي ال دفع السيد و من هنا كنت الزين اخونا واخو اخونا .. في اخر لقاء بيننا قلت ليك ( الواحد بقه ما عارف يتعامل معاك ك دكتور الزين ولا اخوي الزين ) ضحكت ضحكتك الملازمه ليك لكني لم اسألك في يوم كيف كنت مدير إدارة الصيدلة الاتحادية ورئيس اتحاد الصيادلة العرب وانت ابن ال ٣٥ عام .. لم نوثق لك ولم تحكي لنا عن تجربتك الاستثنائية .. ومازالت النصيحة موشومة في ذاكرتي (التعود علي الاستيراد ما بوديك طريق التصنيع لو عاوز تصنع احسن وقت تبدأ حسي )) .. عقلي يكاد لا يصدق ان الزين الذي صنع بناء وادارة مؤتمر الصيادلة العرب بالخرطوم و معرض سودان فارما و الملتقي الطلابي الإبداعي الصيدلاني الاول والاخير و من كان له الدور الفاعل في إعادة بناء دار الصيادلة و من كان امين عام للاتحاد (كان شاب بين ال ٣٥ وال ٣٦ عام من عمره )!!! ربما يختلف او يتفق البعض في تجربة د. الزين عباس الفحل المهنية ولكن تبقي الحقائق التي تقول انه الزين (الشجاع ) الواضح في المحبة والجفاء هو الزين الذي رحل عن هذه الدنيا وهو لا يملك فيها سوي متر من الارض تواري عليه ورحل .. استعجل القادمون الجدد رحيلك عن المجلس وجاء اسمك في شاشات الاخبار في قرار (تفشي ) قبل ان يكون فني ثم عادت ذات الجهات طالبين عودتك التي منعتها عنها كرامتك .. علي كل حال تركت للمهنة (سيستم)إلكتروني و اكثر من ١٠٠٠ دواء مسجل و تركت لنا الدنيا ورحلت وكم (احرجت ) من اتي بعدك يا دكتور الزين .. رحلت في بساطه وهدوء ودهشة لم تفارق قلوبنا وعقولنا حتي الان .. رحلت بطريقة تشبهك..وانت الزين الانسان الطيب رفيق الزهد الابيض في الحياة الا من الونسة وتقاسم الضحكات مع الناس يمر امامك كل شي ببساطه وعفويه علي المستوي الشخصي .. في العيد الماضي بدات في كتابة رسالة تهنئة عيدية لك بعض لحظات إنتبه عقلي للواقع الذي سقط من ذاكرتي وقلتها جهرا وكاني اذكر نفسي ( انا لله وانا اليه راجعون ) اعذرني يا اخي أحيانا تصعب كلمة (الله يرحمه ) بعد ذكر اسمك ف اقول الزين واوصل الكلام .. وكأن فطرته تري ان النعيم هو (الاخرون ) عاش للناس ومساعدة الناس .. منعه كرمه ان يعرف قيمة المال والأشياء لذلك عاش بعيدا عنهم واكتفي من الحياة ان يكون انسان ضاحك واضح شجاع كريم ولطيف.. صديق البسطاء والفنانين والساسه وابناء الحي ورجال الدين و النجوم والعابرين . . هو الزين صديق الصحفي و السواق و رجل المال ...الخ .. يستطيع ان يستوعب الكل لانه لايريد شي لنفسه من اي انسان .. بل هو من يسهل وييسر امور كل من حوله .. رحلت وانت تحمل من اسمك نصيب في الكثير من الاشياء والصفات.. لم نحكي الكثير ولم يمنحنا الوقت ان نوثق لك وانت الشاب الذي قاد قطاع كامل من بواسير الشباب بخل علي الزمن ان نقول لك وداعا ولو بكلمات وانت طريح علي المستشفي رحلت في صدفة ان كان للموت صدفة .. رحلت وانت ضيف جميل في قلوب الكثيرين وصديق صدوق لكل من عرفك عن قرب وابننا في كل ربوع العائلة الكبيرة .. كلما اعدت انتاج ذكرياتي السمعية والصورية معك رايتك مبتسم وانت تميل بوجهك الدائري الصبوح و استمع الي بعض من كلماتك وابتسم .. لا دمع يبقي يا اخي كل دمع زائل الا الذي بالحب يغسل صدرنا ودمع المناحة دائما متأخر و يبقي اننا في نطفة الميلاد نحمل حتفنا.. الي جنات الخلد .. والي خلود يليق بك ..برحمة الراحمين .. وداعا جديدا اخي..لأننا عشنا ولم نصدق وداعك الاول .. الف رحمة ونور عليك ..