♧ آذان الأنعام £

Quote: ▪️ديباجة ( 15 ) ‼️ ▪️إمام مسجدنا اللِّص ‼️ 🔸 ما وقعنا فيه بعد الثَّورة ، و حتی أثناءها ، إعتبار ( کل الکيزان ) : حراميَّة ، و مجرمين ، و تجَّار دين ‼️ و هکذا صار سوء الظَّن أمراً سهلاً بيننا کمسلمين . و العياذ باللَّه . 🔹 حكى أحد أئمة دول السَّاحل الإفريقي ( في مقطع مصور بالفرنسية ) أنه تمَّ تعيين إمام حافظ لكتاب اللَّه ، عارف باللَّهجة المحلية ، متفقه في الدِّين في مسجد قرية فاستحسن الجميع ذلك . فكانت العوائل تتنافس على إكرامه في بيوتها ، و خاصةً في شهر رمضان . و بعد مدة جاء دور عائلة ما . فدعوا الإمام للإفطار عندهم . فحضر الإمام بعد أداء صلاة المغرب ، فاستقبل أحسن إستقبال ، و أكرم غاية الإكرام . ثم انصرف الإمام ، و هو يدعو لهم . و لما بدأت المرأة تنظيف المائدة ، و تنظيم غرفة الإستقبال ، تذكرت ، أنَّها كانت قد وضعت مبلغاً ، معتبراً ، من المال على المائدة ، فلم تجده !!! و ظلَّت تبحث عنه في كل الغرفة ، فلم تجد له أثراً . و لمَّا عاد زوجها من التَّراويح ، أخبرته الخبر ، و سألته إن كان قد أخذ المال فنفى ذلك . و بعد تفكير تذكرا أنَّه لم يدخل بيتهم أحد ، غير ( إمام مسجدنا ) كما أنَّ لديهم بنت رضيعة ، لم تغادر مهدها . فتوصلا إلى أن المتهم الوحيد هو ( إمام مسجدنا ) !!! فغضب الرَّجل غضباً شديداً ، إذ كيف يقوم الإمام بذلك ، و هو الذي دعاه إلى بيته ، و أكرمه في شهر رمضان ، و هو من المفروض أن يكون قدوة للنَّاس جميعاً . و رغم غضبه كان الرَّجل حيياً و حليماً ، فكتم الأمر في نفسه ، و استحى أن يواجه به ذلک الإمام . و لكنَّه في نفس الوقت صار يجتنب الإمام ، كي لا يسلم عليه أو يحادثه . و بعد مرور سنة كاملة ، و في رمضان الموالي ، جاء دور نفس العائلة لدعوة الإمام نفسه ، إلى الإفطار مرة أخرى !!! و لكن الرَّجل تذكر حادثة السَّرقة . فتشاور مع زوجته ، و كانت هي الأخری امرأة صالحة ، فشجعته على ذلك قائلة : لعلَّ للإمام ظروفاً قاهرة ، قد اضطرته إلى ذلك ، و لنعف عنه ، عسى أن يعفو اللَّه عنَّا . لقد قدَّم الرَّجل الإمام مرةً ثانيةً ، و جاء الإمام ، و أفطر معهم ، فلمَّا إنتهت مراسم الإفطار ، مازال ذلک المبلغ في قلب الرَّجل ، فاعتزم أن يسأل الإمام ، بکل جرأة ، قائلاً له : ألم تلاحظ أنني قد غيرت من معاملتي معك ، منذ رمضان الفائت ؟ !!! قال : نعم ! و لم أتابع الأمر لكثرة إنشغالاتي !!! قال له : أسألك و أجبني بصراحة !!! لقد نسيت زوجتي مبلغاً من المال ، فوق المائدة ، العام الفائت ، و قد اختفى بعد ذهابك ، و قد بحثنا عنه دون جدوى . فهل أنت الذي أخذته ؟!!! فقال الإمام : نعم ، أنا الذي أخذته !!! فبهت صاحب البيت !!! ثم استطرد الإمام قائلاً : لقد لاحظت المبلغ فعلاً ، و كانت النافذة مفتوحة ، فإذا بتيار هوائي يبعثر المال ، فجمعته حتى لا يضيع تحت الأثاث ، فيصعب عليكم وجوده . ثمَّ أطرق رأسه ، و بدأ يشهق بالبكاء . ثم قال : أتدري لم أبكي ؟!!! أنا لا أبكي على إتهامك لي ، و إن كان هذا الإتهام بالفعل مؤلماً . و لكن أبكي لأنَّه قد مر ( 365 ) يوماً ، و لم يقرأ أحدكم شيئاً من القرءان من ذلک المصحف ، و لو فتحتم المصحف ، و لو مرةً واحدةً ، لوجدتم نقودكم فيه !!! فأسرع الرَّجل إلى المصحف ، و فتحه ، فإذا هو ، قد وجد المبلغ فيه كاملاً !!! 🔸 حسن الظَّن واجب بين المسلمين ، لأنَّهم يعبدون إلهاً واحداً ، و يتبعون الرَّسول الخاتم محمد ﷺ ، و قبلتهم واحدة ، و هي الکعبة المشرفة . إنَّ و جودنا في هذه الدُّنيا ( محدود ) و لأجلٍ ( معلوم ) ، فلنحرص فيها علی الأعمال الصَّالحة ( أفعالاً و أقوالاً ) کي نستفيد منها في آخرتنا ... فهل نستدرک ذلک ؟!!! 🔹 إذاً فلننسی الإساءات ، و اللَّعنات ، و الشَّتائم ، و سوء الظُّنون ، و لنتجهجميعاً ، لقائمة الأعمال الصَّالحة VIP ‼️ 🌷 أبو همام /صديق العِرِيبَابِي .