♧ آذان الأنعام £

● ولكنها لم تزده إيماناً و لم تقهه في الدين ، و لو قيد أنملة ؛ و إنما كان وقته المهدر
في استساغتها و هضمها ضائعاً حسراتٍ عليه، و خصماً على ذخيرة علمه. و يستطرد:
ثم لما لم أعثر في حضيض الأرض على أثر لضالتي كي يشفي غليلي من العلم ، لم أجد
لي ملاذاًو لابداً من إ معان النظر و بطرفٍخفيٍّ ملياً في ذلك السقف المرفوع في ذاك
البيت المعمور(يعني السماء).و كأني به يستفتح و يستدعي وحياً، لعله يوحىَ إليه ،
حتى جاءه الفتح ممثلاً في تهويماته وشطحاته تلك التي أن عُدَّت لا تكاد تحصى.

● و ذلك من قببل إنكاره لأشراط الساعة، أو إسقاطه لعذاب القبر، أو نفيه لوجود
حورٍ عينٍ، أو ندائه بوحدة (الأديان) و تلاقح كافة المِلل و النِحل، لا فرق بين سنيها
على شيعيها و لا مسلميها على نصرانيها، على مجوسيها و صهيونيها، و باطنييها
و ظاهريها؛ و ربما لا بأس حتى بوذيها و سيخيها ، و هلم جرا ؛ و كذارأيه بجواز
عصمة و إمامة المرأة ، بل و توليتها مقاليد الحكم و زمام أمر القضاء.

● و ليس بآخر ذلك كله طعنه غير المسبوق في حديث الذبابة حيث زعم أنه قد يأخذ
في هذا الصدد بوصفة طبيبٍ ممارسٍ ، و لو كان كافرا ، و يدع وحياً قد أوحي إلى نبي
هذه الأمة الأمي. ذلكم كان طرحه و مذهبه الذي انكب عليه مؤخراً انكبابا لا يصرفه عنه
صارفٌ لكي يجمع شتاته بين دفتى ما أسماه: (نظامه الخالف) الجديد، و الذي بلغت شهرته
بسيلها الزبى و عمت الآفاق إلى أن قاده صلفه و غروره و عجبه المعهود بنفسه إلى حد
القول ساخراً و متهكماً: "إن الرأي العام العالمي قد انقسم حول مقالته في حديث
الذبابة إلى قسطاطين : ذبابيِّيــــــــــــــن و لا~ذبابيِّيـــــــــــــــن"
ود الأصيل/aabersabeel
********************