التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات تانية حامياني!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 00:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2020, 06:08 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات تانية حامياني!

    في الزواج .. مدلولاً ومعني .. وممارسة

    الزواج لدي البقارة:

    الزواج هو أحد مجالات مظاهر إنسانيتنا. يقول البقارة عن الزواج ، "اختر نجمًا لامعًا إن لم تجد، فكن جزارًاً". تخيلوا "فكن جزارًاً"! لكن انتظروا! ، البقارة لديهم تفسيرات دقيقة للغاية المقولة. يقولون أيضًا ، "من بين النجوم أختر الثريا، وبين الماشية أختر البقرة الحلوب". عظيماً ، "بقرة حلوب!" ولكن مرة أخرى لا تتسرعوا في الاستنتاج ستندهشون من تفسيرات البقارة.
    إن عبارة "كن جزارًاً" تعني أن تختيار إمرأة بدينة ممتلئة الجسم ذات أرداف طرية تتقلّب يمنة ويسره كطعام الجلي - ليس صفة سيئة! لا يقل عن المعجزة، في أرض البقارة، أن تتحقق للرجل البقاري أمنية الزواج من امرأة بدينة وممتلئة ومتقلبة الإرداف. ومن المدهش حقاً أن البقارة يحبون المؤخرات الكبيرة الطرية! ما يسمونها ب"المرأة المُقعِرة" وهناك أسباب وجيهة للدهشة؛ إذا قرأ أحدٌ كتابي المذكور سابقاً (البقارة في السودان: الثقافة والبيئة ، الصفحات 116-117) ربما يلاحظ أو يعرف السبب. في هذا الكتاب، قال المؤلف إن البقارة يعيشون في بيئة تتطلب رشاقة في الحركة، والتي تتجلى في قوام البقارة الصغير، الخفيف الحركة والظل. ولقد لاحظ المستكشفون تلك السمات في الشخصية لجسد البقارة. إذ قالوا أن البقارة يمتلكون صفات الجسد النحيف لعامل البيئة والمعاش، تلك الصفات أصبحت واحدة من خصائص جمال البقارة. إذا كان هذا صحيحًا – وبالحق صحيحًا، يمكن للمرء أن يتساءل، من أين تأتي المؤخرات الكبيرة، السمينة، الممتلئة الي أرض البقارة لكي يتم الزواج منها؟ لا توجد! نعم، لا توجد مؤخرات كبيرة في بلاد البقارة! ربما فقط نساء البقارة اللائي نشأن في المدن أو يعشن في المناطق الحضرية هن نساء البقارة البدينات وذوات المؤخرات الممتلئة، وفي حالات نادرة يتزوجن من رجال البقارة الذين يعيشون في المخيمات البدوية. ولهذا السبب عندما يرى رجال البقارة مثل أولئك النسوة يبدأون في الوحوحة! لسبب أن النساء ذوات المؤخرات الكبيرة لأنهن سلعة نادرة وكلما افتقر الأنسان لشيء ما، كلما أصبح مرغوبًا فيه - وكلما أصبحت المؤخرة طريةً وأكثر مرونة ومتهدلة تهدلاً حينما تسير المرأة، كانت أكثر جاذبية. ومن ثم، فإن كون المرأة تكون ممتلئة المؤخرة أو ممتلئة الجسم هو معيار من معايير الجمال في أرض البقارة. هل هناك أي شخص في العالم يشارك هذا الرأي لمعيار جمال لدي البقارة؟ قد يشير هذا إلى تفرد البقارة، أو ربما يشير ألي الطبيعة المتفردة للبقارة حتى في معايير الجمال.
    .
    وبالمثل ، فإن "البقرة الحلوب" هي صفة لإمرأة ذات بسطة في الجسم - وهي علامة تدل على الخصوبة .. "المرأة الولود" - وهذا ما يفعله كل رجل في بلاد البقارة وهو البحث عن الولود الودود؛ البقرة الحلوب هي رمز للحياة والازدهار؛ فهي تغذي الجياع وتعطي صاحبها سلطة ومكانة في المجتمع وهى فأل خير. المرأة الخصبة هي امرأة ممتلئة الجسم وبدينة - ليس فقط ذت أرداف موفورة ومرنة ومتهدلة ولكن لديها أيضًا أرجل ممتلئة وصدر بارز وخصر نحيف وتتهادي عند المشي. إنها تجسد بنية الجسم الفيزيقية وكيمياء المميّزة. على سبيل القياس، يبدو في هذه الحالة، أن البقارة يحبون الجرافات الكبيرة والشاحنات الضخمة والمعدات الثقيلة الكبيرة علي العربات الصغيرة التى تسمي "الميني"! تعتمد فلسفة البقارة في اختيار المرأة ذات الخصوبة على حقيقة أن الأسرة البقارية أسرة كبيرة – قد يصل أفرادها إلى اثني عشر طفلاً وهذا أمر طبيعي. ربما، على مر السنين أندمجت شخصية المرأة الموفورة الجسم وذات الخصوبة العالية في اللاوعي البقاري. في نهاية المطاف، أصبحت تلك الخصائص هى خصائص المرأة الخصبة وصارت معيار من معايير الجمال لدي أختيار شريكة الحياة البقارية. كلما يذكر البقارة أثناء غناءهم "الوز البري"، "عوم جني الوزين" أو "جنى الوزين" ، في واقع الامر يتغني البقارة بالمرأة البدينة. جني الوزين!!

    تتمتع الحياة الاجتماعية لدي البقارة بدرجة عالية من التعقيد الأجتماعي؛ إنها ليست حياة اجتماعية أحادية الجانب ولكنها متعددة الجوانب وذات زوايا مختلفة. تشير عبارة "القمراء" أو "الثريا" إلى شغف البقارة بالمرأة الجميلة – ذات العيون البراقة. لا شيء في أرض البقارة يسحر شعراء البقارة وشعب البقارة، على حد سواء، أكثر من المرأة نحيفة الجسم وطويلة القامة، دعجاء العينين أو داكنة سوادهما داخل واحة كبيرة من بياض العين الساحر الجمال. اختار البقارة العديد من العبارات لوصف مثل هذه المرأة مثل النجم اللامع ، الثريا المتلألئة "الثريا" ، نجمة الصباح، القمراء، الغزال، غصن شجرة البان، جدي الغزلان، عصاة الخيزران، وغيرها الكثير من الصفات الحسان. ومع ذلك، لا يستطع البقارة مقاومة أن يرى امرأة أكثر دفءً في شعورها ورقيقة في مشاعرها وممتعة في حديثها ومبهرة في جمالها من المرأة قصيرة القامة. لقد اخترع البقارة واحدة من أكثر الخصائص الجمالية المحببة لديهم لوصف مثل تلك المرأة القصيرة - فهي حمامة ، حمامة تمشي على الرمل، بلوم العراك، نبات الريحان وغيرها الكثير.

    وعلي أية حال وفي نهاية المطاف، لا يكره البقارة أيا من الجنس اللطيف؛ جميع النساء جميلات ومتساويات على حد سواء. يقول المثل البقاري، "إن رجل البقارة فحل لا يعاف". في الواقع ، يحب رجال البقارة كل نمط وشخصية وعرق وشكل وعمر من النساء. من المعقول أن نقول إذا قمت بتعليق شعر مستعار على جذع شجرة، فقد يفترض رجال البقارة أنها امرأة جميلة، لذلك ، قد تجد رجال البقارة يحومون حوله! يمكن أن يكون من المضحك أن نقول أن رجال البقارة ليس لديهم تفضيلاً أو خيارات للزواج على الإطلاق. وهذه هي الحقيقة العارية، وبكل بساطة. ومع ذلك ، يجب إنصاف الرجل البقاري، فإن الافتقار إلى التفاضل في الزواج بين هيئة وشخصيات وقامات وجمال النساء أو وجود مثل هذا المدى الواسع والفضفاض من التفضيلات بين إمراة وأخري هو معيار عظيم، مما يجعل مناطق البقارة أرض مملوءة بالحب والسعادة – فهي بلاد الحب. في بلاد البقارة، كل امرأة ، وباي شكل أو خلقة كانت تجد من يحبها، وبنفس القدر من الحب والاعتزاز بها مثلما يحصل للأخريات اللائي يختلف عنها في الصفات. في النهاية ، تعتبر النساء إحدى الركائز الثلاث لثقافة البقارة - الأبقار والنساء والشاي . فلا غرو أن يحب البقارة جميع النساء!

    من المعقول التفكير في الأسباب الكامنة وراء مثل هذه الشهية والشراهة والشهوة اللامحدودة تجاه النساء في بلاد البقارة، مما يجعل جميع النساء جميلات ويعتزون بهن. أحد الأسباب هو عدم إمكانية الوصول إلى النساء - رجال البقارة يقظون للغاية في حماية نسائهم من أي مفترس جنسي أو انتهازي أو أي رجل أخر. هذا ما يسمى بـ "ثقافة شدد عليهم". سيخوض البقارة معركة شرسة وصعبة لإدخال أي مفترس جنسي إلي الجحيم يحاول أن يقترب من نسائهم. في كتابي الذي ذكرته سابقًا ، كتب الكاتب "من خلال تاريخ البقارة، ربما، لم يؤد شيء إلى وفاة رجال البقارة أكثر من القتال حول علاقة الرجل مع المرأة - يمكن القول أن التعدي في العلاقة مع المرأة يؤدي إلى موت رجال البقارة أكثر من الحروب الدائرة. رجال البقارة يبقون نسائهم تحت الحراسة الوثيقة ويراقبوهن من المفترسين بغاة الجنس - عمليا، ومن أي رجل. في العديد من المناسبات ، يقتل البقارة المفترس الجنسي على الفور في ذات البقعة، في قتال أشبه بأقتتال الكلاب الهائجة، إذا أمسكوا به؛ إذا هرب المعتدي وكان الضرر كبيرا، مثل أن تكون حملت الفتاة أو فقدت عذريتها، فيجب إجبار المعتدي على الزواج منها. قد تندلع حرب تجر عشائر بقارية مختلفة إذا كانت عشيرة واحدة من تلك العشائر تعتدي جنسياً علي نساء عشيرة أخرى. قد يحمل المئات أو أكثر من الرجال السلاح: الرماح، العصي، الفؤوس، السيوف أو حتى الأسلحة شبه الأوتوماتيكية مع ذخيرة هائلة ويقومون حرباً علي العشيرة المعتدية. " إنها المرأة! من غيرها يستحق مثل هذا الاهتمام! واحدة من أعظم ركائز فخر البقارة هي حماية شرفهم. إنه اعتقاد راسخ في قلوب وعقول شعب البقارة بأن كرامتهم وشرفهم يظلان راسخين في عفة نسائهم. إن هذا الاعتقاد بفقدان العذرية والعفة وكرامتهم - وشرفهم ، قد يقودهم إلى حرب شعواء لاستعادة كرامة عشيرتهم، وإحلال السلام المفقود إلي أرواح اسلافهم الميتين الذين يكرهون تشويه سمعتهم خلفهم، وذلك يعطي الأحياء مكانة وأن يكونوا جدرين بالأحترام في عيون العشيرة المتنافسة لهم (آدم ، 2012). الآن ، قد نسأل، ما هو سبب الحروب حقا؟ لماذا الموت والبؤس؟ إنها مسألة في حقيقتها تتعلق بمن يتحكم في الوصول إلى جسد المرأة! النساء في مناطق البقارة يولدن ويكبرن ويكملن دورة حياتهم تحت رعاية الأسرة والأقارب. تعتبر المرأة آمنة وكريمة فقط إذا ما كانت محمية من الجنس خارج إطار الزواج. إذن أي نوع من الحرب هذه؟ هل هي حرب حضانة المرأة؟ أو حرب الشرف؟ أو حرب التحكم في جسد المرأة؟ أي خيار من الخيارات السابقة يمكن أن يكون الأفضل!

    دائمًا، إن وضع القيود الصارمة ليست فكرة ذكية - خاصة فيما يتعلق بالخيارات الشخصية. الناس مبدعون، وسرعان ما قد يخترعون بعض الطرق الذكية للتحايل علي تلك القيود. يبدو أن شعب البقارة يسير في اتجاه معاكس فيما يتعلق بالاختيارات الشخصية، سواء كان طواعيةً أو إلزامياً تجدهم يحدون من حريتهم الشخصية من خلال وضع أشراط اجتماعية صارمة للغاية تتراوح بين التشهير وقوانين الشرف وختان الفتيات لتقليل شهوتهم. البقارة لديهم واحدة من السلوكيات الاجتماعية المعقدة فيما يتعلق بالعلاقة بين المرأة والرجل. على جانب واحد من معادلة العلاقة، تجد أن الشباب يتبعون أكثر السبل المتلوية لمطاردة الجنس اللطيف وبحماسة منقطعة النظير. هذا ما يسمى ب "ثقافة أحصل عليها". الشبان لا يتركون مكانًا، ولا خدعة، ولا حجرًا غير مقلوباً، ولا حيلًا، أو سلوكًا مراوغًا أو ماكرًا لم يسلكوه أو يتبعوه في سبيل محاولة الاقتراب من الفتيات. تركيز الشباب الكبيرعلي أزيائهم المزركشة والملونة بألوان جاذبة والأزياء الزاهية والديكورات والأكسسوارات والنظافة الفائقة وإتقان استمالة الطرف الأخر وفهم لغة الجسد والإيماءات اللفظية ولغة الأشارة، كلها جزء من مظاهر تعقيدات العلاقة مع المرأة. البحث والركض المتلهف خلف الفتيات، مثل المطاردة التي يمارسها أسلاف البقارة الذين يطاردون الزرافات لساعات طويلة للحصول علي صيد الزراف وكسر أعمدة سيقانه الطويلةلأستخراج المخ وطهيه مخلوطاً بالكبد لعمل طعام الهلوسة البصرية والسمعية التي تسمح لهم برؤية الزراف بصريًا عندما لم يكن موجوداً، تعبر عن تلهف شباب البقارة لصيد الفتيات. آثار الهلوسة تلك هي ما في عقول شباب البقارة فيما يتعلق بمطاردة الفتيات. إذا أدرك الشاب صيده ولم يلاحظه أحد، فالحياة سعيدة ثم تتلوها محاولات أخري مشابه أو جديدة مبتكرة، ومع ذلك، إذا فشلت المحاولة، فسوف تنهي حياة شخص ما - إما الصياد أو المدافع. سيتبع هذا الحدث المحزن حداد حزين، يئن الجميع من وطأته، يثار غبار كثيف من الرماد علي الرؤوس، وفي النهاية تصل العلاقة إلي عداء العشائر بعضها بعضاً، حيث يلقي المزيد من الرجال بمصيرهم!

    على الجانب الآخر من معادلة العلاقات الاجتماعية - الجانب الدفاعي - نفس الرجال الذين أقاموا واحدة من أكثر المطاردة شغفاً للوصول للمرأة ، تجد يقومون، على قدم المساواة، بتأسيس أحد أكثر السلوكيات الاحترازية، على الأرجح، في تاريخ الحياة ، في حراسة نسائهم. من الواضح أن هذا هو لغز من ألغاز حياة شعب البقارة، يفعلون شيئًا بيد واحدة ويفعلون عكس ذلك بيد أخرى، أي يفعلون الشيئ ونقيضه. في السودان، يقول شعار الشرطة ، "ارموا قدام وأمنوا وراء" وهذا يتناسب تمامًا مع سعي البقارة لتأمين نسائهم وفي ذات الوقت انتهاك نفس القاعدة لغيرهم.

    في مناطق البقارة ، تجدهم يهتمون إهتماماً كبيراً بثلاثة أشياء - الأبقار والنساء والشاي. رجل بلا أبقار – وأبقار كثيرة، يعتبر رجل بلا كلمة أو كرامة، أو شهرة، أو قوة. قال إيان كونيسون (1966): "في القرابة والزواج والسياسة، تخدم الماشية غرضًا مشتركًا في ذلك من خلال الاستثمار فيها يستثمر الرجل في العلاقات الاجتماعية. حيث يتعلق أتباعه به. باختصار ، الماشية قوة ". بغض النظر عن مدى ذكاء أو عبقرية أو تعليم الرجل، فإن رجل غبي كالحمار سيفوز بالعروس الجميلة إذا كان لديه الكثير من الماشية. الأبقار ، دائمًا ، ترجح كفة العلاقات الأجتماعية والزواج تحديداً أو أي مسألة تتعلق بالحياة والموت. وبما أن الأبقار هي رمز لثروة البقارة، فإن الشاي هو رمز لحسن ضيافتهم وأفضل مشروب عزيز لديهم. يمكنك إكرام الضيوف بالشاي فقط وسوف يكونون راضين للغاية. على العكس من ذلك، إذا أحضرت لهم أيَّ طعام لذيذ من مطابخ فئة خمس نجوم على مستوى عالمي أو تمكنت من الحصول على ما يكفي من لبن أصغر الطيور على الإطلاق - الطيور الطنانة - على شرف ضيوفك، فلن تكون مضيافًا لهم على الإطلاق إذا لم يتم تقديم أكواب الشاي لهم وربما يكونون غر مسرورين، إن لم يكن أعتبار ضيافتك خزيًا كبيرًا وفشلاً ذريعاً في احترام برتكولات الضيافة البقارية. لا شيء يساوي الشاي في الضيافة، انظر كتابي: البقارة في السودان: ثقافة وتقاليد الشاي.
    إن المرأة البقارية، من ناحية أخرى في معادلة الزواج أو العلاقة بين الرجل والمرأة، على الأرجح، هي واحدة من أكثر النساء انتقائية على وجه الأرض فيما يتعلق بعلاقتها مع الرجل، وذلك من الناحية النظرية، ففي الحقيقة البقاريات حمائم فيما يتعلق بخيارات الزواج. نادرا ما تؤدي العلاقة التى تنشأها البقارية إلى زواج ناجح. العلاقة بين الرجل والمرأة غير مقبولة في ثقافة البقارة. إنه نجاح كبير في براعة وحكمة البقارة في ابتكار نظام يؤدي إلى زواج ناجح دون انغماس الشباب في علاقات مع الفتيات قد تمس العقيدة والدين. حسنًا ، إنها فكرة البقارة عن الصواب والخطأ! تعمل الشابات بأقصى ما في وسعهن لاختيار أزواج أحلامهن. ويساعدهن عدد كبير من حملة التقاليد والتقاليد نفسها التي تحدد الزوج المثالي - مثل أن الزوج المستقبلي يجب أن يكون لديه الكثير من الثروة في شكل ماشية ، يجب أن يكون شجاعًا ومحترمًا مع وجود انتماءات قبلية معروفة له ومعرفة نسب أجداده، وقبل كل شيء يجب أن يكون الزوج الأكثر ملاءمة هو ابن العم أو أبن الخال أو أي قريب. تلعب الأمهات والجدات دورًا محوريًا في اختيار الأزواج. ليس فقط النساء بل الرجال أيضًا - الآباء والأجداد والإخوة وأبناء العم والأعمام هم دائمًا أهم القوى ذات الراي في تحديد الاختيار. تشارك عائلة العريس أيضًا بطريقة مماثلة لعائلة العروس. بعد الانتهاء من جميع عمليات الفحص والعصف الذهني حول من هو العريس الأفضل من قبل العائلات والأقارب والمجتمع المحلي، عندها فقط يمكن للشابة أو لا يمكنها أبداء رأيها لوضع حد للشائعات حيث تقبل بالمفروض أو ترفض بعناد شديد ذلك العريس المفروض عليها فرضاً. عملية أختيار الزوج، وهى العملية التي يفترض أن يمتلكها العريس المستقبلي وعروسته المستقبلية تصبح مملوكة للجميع في عرف البقارة - وبشكل أو أخر سوءا كان لطيفاً أو مريراً، تحوز الثقافة البقارية علي عملية الزواج أو تخطفها. هذه هي الثقافة التي من المفترض أن تساعد العريس في عملية الاختيار والزواج، وينتهي بها المطاف أن تصبح القوة المهيمنة. تتزوج الثقافة البقارة!! الثقافة البقارية هي القوة القاهرة التي تقرر مصير الزواج - لا أحد غير الثقافة والتقاليد. تصبح العروس أميرة جالسة في هذه العملية وأقل مالك لأي صوت في مصيرها. إنها ضحية فخر - هي الخاسرة عندما يفترض أن تكون هى الفائزة. ربما العكس، هي الفائزة عندما يفترض أن تكون هى الخاسرة. أينما يكون موقف المرء من الثقافة ذلك يكون هو العامل الحاسم في رأيه قبولاً أو رفضاً. في بعض الأحيان، تكون العملية بسيطة وسهلة، وفي أحيان أخرى، تكون صعبة للغاية ومرهقة، وقد تنتهي في بعض الأحيان إلي نزاعات كيرة بين العائلات، حيث تنازع العائلات بعضها البعض في أسباب الرفض، ولكن على أي حال، إنها عملية ثقافة الزواج التى تحكمها ثقافة المجتمع. يا له من شعب عبقري رائع!

    في نهاية المطاف، ليس لدى المرء سوى قبول حقيقة أن البقارة هم أناس متفردون لديهم ثقافة فريدة. يمكن لأي شخص أن يقول أي شيء آخر، سواء قبولاً أو رفضاً، لكن في خلاصتها، تظل ثقافة الزواج البقارية روعة من روائع فوضى الطبيعة البشرية الخلاقة ذات الخير الوفير أو المغالطات البشرية ذات الحجم الكبيرالتى تؤدي العنف القاهر. وعلي أي حال فإن التجارب الأنسانية يصعب محاصصتها.!


    بريمة

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 04-18-2020, 00:56 AM)







                  

العنوان الكاتب Date
التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات تانية حامياني! Biraima M Adam04-07-20, 06:08 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-07-20, 06:16 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � يحي قباني04-07-20, 06:20 AM
    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-08-20, 04:43 AM
      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � بدر الدين الأمير04-08-20, 05:06 AM
      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-08-20, 05:32 AM
        Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-08-20, 05:49 AM
          Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � بدر الدين الأمير04-08-20, 06:55 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Hassan Farah04-08-20, 08:07 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Hassan Farah04-08-20, 08:08 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Hassan Farah04-08-20, 08:15 AM
    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � علي عبدالوهاب عثمان04-08-20, 10:03 AM
      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-08-20, 01:12 PM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � أبوذر بابكر04-08-20, 03:34 PM
    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � بدر الدين الأمير04-09-20, 06:23 AM
      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-09-20, 10:34 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � أبوذر بابكر04-09-20, 10:55 AM
    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 03:26 AM
      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 03:31 AM
        Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 03:41 AM
          Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 03:50 AM
            Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 04:19 AM
              Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 04:22 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Kabar04-10-20, 04:23 AM
    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 04:43 AM
      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 04:58 AM
        Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 05:05 AM
          Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 05:16 AM
            Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � بدر الدين الأمير04-10-20, 05:44 AM
              Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 07:17 AM
                Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-10-20, 03:24 PM
                  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � علي عبدالوهاب عثمان04-11-20, 11:24 AM
                    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 02:22 AM
                      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 03:14 AM
                        Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 04:01 AM
                          Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 04:25 AM
                            Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 05:02 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Kabar04-12-20, 05:19 AM
    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 12:01 PM
      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 12:07 PM
        Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Arif Nashed04-12-20, 12:26 PM
          Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 12:39 PM
          Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � علي عبدالوهاب عثمان04-12-20, 12:40 PM
            Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Arif Nashed04-12-20, 01:16 PM
              Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-12-20, 08:03 PM
                Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Bashasha04-13-20, 04:31 AM
                  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-13-20, 06:15 AM
                    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam04-18-20, 00:44 AM
                      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam06-12-20, 02:25 AM
                        Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam06-12-20, 02:52 AM
                          Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam06-12-20, 03:09 AM
                        Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Abureesh06-12-20, 03:21 AM
                          Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � بدر الدين الأمير06-12-20, 06:14 AM
  Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � حاتم إبراهيم06-17-20, 10:01 AM
    Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam06-17-20, 06:10 PM
      Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam06-17-20, 07:20 PM
        Re: التراث البقاري: التهكم والسخرية .. وحاجات � Biraima M Adam06-18-20, 02:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de