♧ شَوارِدُ من حَظيرةِ بِنْتِ عَدْنانَ (3)£

∆نستعمل الفعل صرّ يصرفي أربعة مواطن،
أولاً: الصُّرار وهو صرُّ ضرع البهيمة الحلوب، بخيط أو
خرقة قماش مخلوطة ببعر البهيمة نفسها، وذلك لتنفير
جناها من الرضاعة
∆ ثانياً: صرّ الوجه وتقطيب الجبين عن الغضب
أو الحزن، يقال: مالك صار وشيك، والا حانف وشيك😆
∆ ثالثاً: الصُّرّة، وهو صر القروش في طرف الثوب أو طرف
العمامة، ومن الأمثال: "كل زول بعجبو الصّارُّو"
∆ رابعاً: الصر بمعنى جمع الشي، فيقال انصرّ أي انجمع،
وجمعت أطرافه بعضها إلى بعض، يقول حاج الماحي:
يا ربّي سَآئلك تقبل لى مطلب
تديني جملاً كَُبِيلي واصهب
مُو الدون قِصيّر وماهو المشقلب
أصهب بشاري طايع مأدب
صدراً مفجَّج في شوفتو ترغب
سَرجاَ سناري محكوم مذهب
والفروة مِرعِزْ اتنيها واركب
فوقو إن رفعت من حينو جَلّب
تسمع مشيهو رجليهو طَبْ طَبْ
ينسف دوايرو بيناتا يلعب
ليهو المسافة تِنْصَرْ وتقرب
∆وعلى أية حال هي بكل هذه المعاني
الأربعة فصيحة، قال في #لسان _ العرب
∆ المعنى الأول: والصرار: الخيط الذي تشد به
التوادي على أطراف الناقة و تذير الأطباء بالبعر
الرطب لئلا يؤثر الصرار فيها، قال الجوهري: وصررت
الناقة شددت عليها الصرار، وهو خيط يشد فوق الخلف
لئلا يرضعها ولدها، وفي الحديث:«لا يحل لرجل يؤمن بالله
واليوم الآخر أن يحل صرار ناقة بغير إذن صاحبها، فإنه خاتم أهلها»
وقال ابن الأثير: من عادة العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها
إلى المراعى سارحة، ويسمون ذلك الرباط صراراً، فإذا راحت عشياً حلت
تلك الأصرّة وحُلبت، فهي مصرورة ومُصرّرة، ومنه حديث مالك بن نويرة
حين جمع بنو يربوع صدقاتهم ليوجهوا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه
فمنعهم من ذلك ، وقال : وقلت خذوها هذه صدقاتكم**مصررة أخلافها
لم تحرد سأجعل نفسي دون ما تحذرونه**وأرهنكم يوما بما قلته يدي
قال: وعلى هذا المعنى تأولوا قول الشافعي فيما ذهب إليه من أمر ال
مُصرّاة، وصرّ الناقة يصرها صراً وصرّ بها: شد ضرعها، والصرار:
ما يشد به، والجمع أصِرّة، قال: إذا اللقاح غدت ملقى أصرتها
**ولا كريم من الولدان مصبوح ورد جازرهم حرفا مصرمة
**في الرأس منها وفي الأصلاد تمليح والصرة: الشاة
المصراة، والمصراة: المحفلة
∆والمعني الثاني: صر الوجه وتقطيب الجبين، قال:
والصرة : تقطيب الوجه من الكراهة، وفي الحديث:
أنه قال لجبريل عليه السلام: تأتيني وأنت صار بين
عينيك، أي مقبض جامع بينهما كما يفعل الحزين.
¶ المعنى الثالث: الصُّرّة، وهو صر الفلوس في طرف
الثوب أو طرف العمامة، قال: والصرة : شرج الدراهم
والدنانير، وقد صرها صراً، والصرة صرة الدراهم وغيرها
معروفة، وصررت الصرة: شددتها .
∆ المعنى الرابع: الصر بمعنى جمع الشي، فيقال انصرّ أي ؛
انجمع، قال ابن الأعرابي: صر يصر إذا عطش وصر يصر إذا
جمع، وأصل الصر: الجمع والشد، وفي حديث عمران بن حصين:
تكاد تنصر من الملء، كأنه من صررته إذا شددته، قال ابن الأثير:
كذا جاء في بعض الطرق، والمعروف تنضرج أي تنشق، و الحديث:
أنه قال لخصمين تقدما إليه: أخرجا ما تصررانه من الكلام، أي ما
تجمعانه في صدوركما، وكل شيء جمعته فقد صررته، ومنه قيل
للأسير: مصرور، لأن يديه جمعتا إلى عنقه، ولما بعث عبد
الله بن عامر إلى ابن عمر بأسير قد جمعت يداه إلى
عنقه ليقتله، قال: أما وهو مصرور فلا
وكله من لهيجنا السكري الفصيح