أتيت ببعض من مداخلة الأخ الفاضل بريمة مشيرا إلى أسئلة منطقية رددت أنا عليها أعلاه فى ردى على الأخ بريمة
Quote: شكراً جزيلاً للقامة الوطنية السامقة البروفسير عبد الرحمن إبراهيم^ وشكراً جزيلاً للأخ بريمة على طرح هذه الأسئلة الموضوعية: Quote: لماذا لا نجعل الحضارة النوبية قضية سودانية والدفاع عنها يتم من كل أبناء السودان؟ .. . وماذا تعنى هذه السردية لك في مضمار قضايا الحقوق المدنية .. التى ينشدها جيل الألفية الثانية الذي ثار ضد أي موروث ويبحث عن حاضره ومستقبله ..؟ نحن عايزين أجابات في ظل التحول التأريخي الذي يشهده السودان .. ماذا تريد أن تقول لوزير الثقافة والاعلام أن يفعل؟ وماذا تريد منا كشعب سوداني يريد أن يهتم بأرثة الأنساني وللأنسانية جمعاء .. بما فيهم الحضارات الأخري كالحضارة الأشورية والبابلية والرومانية والأغريقية، حضارة المايا في أمريكا اللاتينية ..؟
الإحابة على كل هذه التساؤلات أشرت إليها فى ردى على الأخ بريمة. ولكن تتبقى إضافة هامة الأ وهى ذات شقين أولهما الحدث فى إطاره التاريخى والثانى هو المفهوم السائد فى أذهان العالم.
فالحضارة النوبية ليست هى حضارة المحس والسكوت والكنوز والحلفاويين فقط وإنما هى ثقافة-حضارية عاشها واقع تاريخى سابق بكل أبعاده السياسية والفكرية والإجتماعية والدينية. فهى ليست إشارة إلى عنصرية قبلية بقدر ما هى أشارة كيانية إلى ثقافة-حضارية تشكلت فيها أصالة الأمة السودانية بما ورثه المجتمع السودانى منها كعمق تاريخى وحافظت على هويته بالدفاع عنه وصد كل من حاول تغيير الخارطة الثقافية بالغزو الإستعمارى من أقوى الأمم يومها من رومان وإغريق وفرس وهيلينين وهكسوس وبيزنطينيين وعرب وفرنسيين ومماليك. وهذ ما يفسر إستمرارية الممارسات الثقافية-الحضارية السودانية إلى يومنا هذا كما أوضحت فى محاضرتى لطاقم متحف بوسطن للفنون الجميلة وكتبت عنه كثيرا حتى فى هذا الموقع.
والبعد الثانى هو تشكل المفهوم العالمى للحضارة النوبية حيث صارعت كل المفاهيم المغلوطة والإستعمارية لتبرز كقيمة حضارية عالمية ترسخت فى مخيلة المدافعين عنها وحتى أعداءها ككينونة لا يمكن تجاهلها. ولقد لعب المفكرون الأفارقة والأدباء والمثقفون من الأفارقة الأميركان من دعاة المركزية الإفريقية دورا هاما فى إبراز الحضارة النوبية والإحتفاء بها كما ورد فى أعمال المفكر السنغالى المؤثر جدا الشيخ أنتا ديوب والأفروأميريكيين من أمثال تشانسلر وليماز ودو بويز وروائيين وشعراء وموسيقيين ومغنيين مما سأعرض إليه لاحقا. ويكفينى هنا ألإشارة إلى أيقونة العمل الأوبرالى المسرحى العالمى الضخم "أوبرا عائدة" الأميرة النوبية التى شغلت المسرح الأوبرالى العالمى ووضعت مصر يدها عليها لتكون واحدة من أهم جاذب للسياح؛ وأهل عائدة الحقيقيين لا يحيرون حتى معرفة بها. ومثال آخر حديث برزت فيه أهمية الرمزية النوبية فى عمل الفنان العالمى ويكليف جين فى تمجيد ثورة السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة