إرتبكت أوساط المركزية الأوربية العلمية من قبل حين أعلن عالم الوراثه الايطالى المرموق لويجى لوكا كافاللي سفورزا عام 1995 أن الخريطه الجينية للسودانين تتميز بعنصري القدم والتواصل المستمر، وان تسعين بالمائه من النساء السودانيات يحملن مورثات "جينات" متصله دون انقطاع منذ مئه الف عام؛ اي منذ بدايه نشوء النوع البشري علي وجه الارض. ويعتقد أن جزيرة صاى النوبية هى فى الغالب أصل الحضارة البشرية. وبهت دعاة "مدرسة المصريات" التاريخية حينما أكدت الدكتورة المصرية شيرين الباحثة فى علم الأحياء الجزيئي للجنة الدستور المصرى أن النوبة هى أصل البشرية ويجب الإعتراف بذلك وأن يستحى دعاة تهميش النوبة - وذلك فى خطبة عصماء وثقت على اليوتيوب. وأكتملت الحلقة بالموقف العلمى المبدئى للمؤرخ الباحث فى علوم المصريات الدكتور المصرى بسام الشماع الذى أكد بأنه لا يمكن الحديث عن الحضارة المصرية القديمة دون إرجاعها إلى أصولها النوبية. فأسقط فى أيدى الكثيرين من دعاة المركزية الأوربية ومدعى تفرد الحضارة المصرية. والآن جاء دور متحف بوسطن للفنون الجميلة ليميط اللثام عن أبعاد المؤامرة وإفتتاح جناح للآثار النوبية يحتوى على أربعمائة قطعة أثرية نوبية تذهب العقل لم يرها العالم من قبل وفيها ما يشغل الذهن ويحير الفكر. فكما قالت نشرة المتحف عن الحدث أنه "سيجعل النظر إلى التاريخ القديم نظرة مختلفة جذرية". وسيكون ذلك الجناح فى الأشهر القادمة مركز إهتمام اجهزة الإعلام والمحافل الأكاديمية والثقافية، مع زيارات مستمرة لطلاب المدارس. وعليه فإن بوسطن ستتحول إلى مركز إهتمام نوبى غير مسبوق.
فتنداح دائرة الجهد لإعادة النظر فى التاريخ البشرى هذه الأيام والإكتشافات التى تترى مؤكدة ضرورة ذلك. ورغم إنشغال العالم بأزمات الشرق الأوسط والمناخ والبيئة والطاقة وأحاييل السياسة الأميريكية فى الداخل والخارج وإضطراب رئأسة الولايات المتحدة، بوغت المجتمع الثقافى بإعتراف خطير لأحد أكثر المؤسسات مصداقية وتعمقا فى تاريخ الإبداع البشرى معلنا إشتراكه الفعلى فى تزوير التاريخ بحجب الأدلة والبراهين عن المحافل العلمية. فقد أصدر متحف بوسطن للفنون الجميلة بيانا صحفيا بعنوان "متحف بوسطن للفنون الجميلة يعيد النظر فى قصة الحضارة النوبية بمعرض يستكشف علاقات القوة والعرض التمثيلى والتحيز الثقافى العرقى العنصرى،" كدعوة لطلاب المدارس لزيارات ممنهجة للمتحف فى فترة العرض الممتدة من الثالث عشر من شهر أكتوبر إلى العشرين من شهر يناير عام 2020، إلى حين توفر المبالغ المطلوبة لإنشاء الجناح الدائم. وقد تقدم المتحف بإعتذارات نادمة عن الدور الخبيث الذى لعبه المتحف فى هذه الخيانة العلمية التى أرساها المستكشف الأول وأمين مجموعة المقتنيات المصرية والنوبية – العنصرى البروفيسور بجامعة هارفارد جورج أندرو ريزنر أحد أركان "علم المصريات"، الذى لا تجوز تسميته بالعلم، لأنه إدعاء لا يستقيم مع مفهوم العلم؛ فهو الوحيد الذى ينسب إلى بلد.
ويبرز السؤال الهام "ما هى أهمية الحدث وبالتحديد فى مدينة بوسطن؟"
بوسطن -- مدينة العلم التى يقال بأن فيها أكبر تجمع للجامعات والمعاهد العليا فى مدينة واحدة – عدها بعضهم بأربعة وسبعين. وهى مدينة الفكر والثقافة ومجمع العلماء أمثال المفكر اليسارى نعوم تشومسكى مطور علم اللغويات وبيتر بيرجر مبتدع علم الإجتماعيات الدينى وهاورد زن مؤسس علم التاريخ الشعبى، وجامعات القمة من هارفارد إلى أم أى تى وبوسطن بكلية الإعلام والتواصل التى أبتكرت وأسست علم العلاقات العامة وبرنامج البروفيسورات متعدد المساقات، وعلماء وشعراء كثر حائزين على جوائز نوبل وموسيقيين ومغنيين لا مثيل لهم على شاكلة ويتنى هيوستن. وبوسطن هى المدينة التى لها النصيب الأوفى فى الإبتكارات الرقمية من كمبيوترات وملحقاتها وإلى إستعمالاتها فى التعرف الصوتى والتركيبة الجينية، والكاميرات الفورية كبولورويد، ومراكز الإختراقات الطبية فى طب الإطفال والسكرى والسرطان والجراحات الدقيقة المعقدة فى أعظم مستشفيات الولايات المتحدة، وأبحاث الفضاء البعيد العمق والجزيئات متناهية الصغر، وفرقها الرياضة المنتصرة على الدوام كالسلتكس فى كرة السلة والرد سوكس فى البيزبول والباتريوتس فى كرة القدم الأميريكية والريفيليوشن فى كرة القدم؛ وفوق كل ذلك هى منطلق الثورة الأميريكية ومستقر أقوى المفكرين الناشطين فى تاريخ النضال الثورى المدنى فى تاريخ أميريكا، وصولا إلى الأفريقى الأميركى مارتن لوثر كنج ومالكلوم إكس (الحاج مليك شاباز). يعنى بإختصار مدينة لها وزنها فى كل المجالات وجماع الأصعدة -- وخاصة فى موضوعنا هذا. فهى درة مدن الولايات المتحدة ومنطلق ثورتها التحررية ومبادئها الراسخة. وهى فوق ذلك كانت ومازالت موقع متأثر بالإرث النوبى.
وما دمنا بصدد الإستفاضة فى الإرث النوبى؛ فإننا نذكر بأنه كان فى بوسطن حلاق مالكولم إكس المسلم الذى كان يجاهر بإنتمائه النوبى، علما أقتصاديا وسياسيا ورقما إجتماعيا لا تخطئه فطنة حكيم. وقد طور دكان حلاقته ذاك ليكون معلما بارزا كمجمع تجارى فى قلب بوسطن أسماه لمحة الخاطر النوبية. فكان ملتقى أعرق سياسى زمانه فى بوسطن من مارتن لوثر كنج إلى تيب أونيل صاحب أطول فترة فى رئاسة مجلس النواب الأميريكى والذى كان أحد أقوى سياسى أميركا عبر تاريخها؛ وحتى الرئيس جون كينيدى كان لا يمر ببوسطن فى طريقه إلى منتجع الأسرة جنوبا فى الكيب كود دون أن يزور الشيخ مالك عبدالخالق فى متجره. وقد لعب دورا بارزا فى دعم وإنشاء أول مسجد سنى فى كوينسى – على أطراف بوسطن. وكان متجره ومكتبته محط أنظار كل من نشد منتجا إستهلاكيا يربطه بالقارة الأم، أو مادة مقروءة أو مسموعة. فكانت مكتبته كنزا من كنوز المعارف النادرة عن إفريقيا وعن الحضارة النوبية، فأنتشى بها المثقفون طويلا.
فلم يكن إفتتان البوسطنيين بالإرث النوبى مقصورا على لمحة الخاطر النوبية بل كانت لذلك الإفتتان جذور تاريخية هامة. فيعلمنا التاريخ أن أهمية السودان للإمريكيين من أصول إفريقية يعود إلى الفخار الذى ملأهم وهم يسمعون أو يقرأون عن إنتصارات الثورة المهدية وتتغنى صحفهم بعظمة الشعب السودانى وثواره المسلمين الذين كسروا أسطورة التفوق العرقى للبيض الأوربيين على الأفارقة السود. فرأوا فى إنتصارات الثورة المهدية مصدر فخر لهم بعد أن مُرِّغ أنف الإستعمار الأبيض الذى أذلهم لقرون طويلة وحولهم إلى سلع وممتلكات تباع وتقتل بلا وازع، فى فترات العبودية التى عاشوها فى العالم الغربى - - خاصة فى الولايات المتحدة. فكان أحتفاؤهم بهزائم الإستعمار البريطانى المتتالية خاصة ما أنجزته الثورة المهدية لأول مرة فى تاريخ الجيش البريطانى وأسقطت أهم ما كان البريطانيون يزهون ويتباهون به وهو أنه لم تستطع قوة فى العالم كسر مربع لذلك الجيش لا فى الصين ولا الهند ولا فى أى من الحروب الأوربية أو حروب الإستقلال الأميريكية ولا أى بقعة أخرى فى العالم فى آسيا أو إفريقيا أو أستراليا ولا نيوزيلندا ولا حتى فى حروب البوير فى جنوب إفريقيا. ولكن السودانيون الأشاوس كسروا لهم مربعين فى معركة توماى ومعركة أبو طليح. وأضافوا لتلك المفاخر إبادة جيش هكس المكون من خمسة عشر ألفا فى خمس عشرة دقيقة فقط فى معركة شيكان كأسرع إنتصار فى تاريخ الحروب. فكانت كل تلك الإنتصارات حافزا للأفارقة الأميركيين للإطلاع على تاريخ السودان منذ قديم الأزمان ليفهموا سر تلك القوة الخارقة والشجاعة المتفردة وإعلاء قيم الكرامة والعزة الوطنية. فراق لهم ما رأوه من جلال وعظمة الحضارة النوبية وإبنها محمد أحمد المهدى، فأخذوا فى تبجيلها والإنتساب إليها.
لذلك حينما قدم إليهم من بريطانيا عام 1922 الأب الشرعى للوحدة الأفريقية والنضال التحررى، محمد على دوسه، نوبى الأب ودارفورى الأم؛ والذى تتلمذ على يديه أغلب قادة التحرر فى إفريقيا وآسيا والكاريبى، إحتضنه مثقفو السود الأميريكيين الذين كانوا يدينون له بالفضل فى نشر كتاباتهم فى مجلته ببريطانيا ذات الرؤية المستقبلية عام 1911 والداعية إلى حتمية تضافر جهود الأفارقة والأسيويين لدحر الإمبريالية العالمية والتحرر، مجلة "الأزمنة الإفريقية وعرض الوقائع الأسيوية" أى قبل نصف قرن من إنعقاد مؤتمر باندونق. والذى قال عنه عميد مؤرخى حركة الوحدة الأفريقية، إيمانويل قيس، أنه كان"أعظم وأكثر قادة حركة الوحدة الأفريقية جلالا على مسرح التاريخ، قطعا وبلا منازع". أو كما قال البروفيسور وليم فيرس عميد المؤرخين الإجتماعيين السود وخريج جامعتى ييل ودراسات هارفارد العليا، قبل قليل من وفاته، فى مجلدات موسوعته عن أعظم وأخلد أربعين شخصية سوداء فى تاريخ البشرية: "إننى لم أضمن هذه السير سيرة عظيم واحد على قيد الحياة سوى دوسى". وفسر لماذا كان ذلك، مخاطبا إياه فى تجلة وتوقير"لأنك قد وضعت العالم بأسره تحت دين من الجمائل أزلى؛ إذ أنك قد كشفت للحضارة الغربية عظمة روح الأجناس داكنة لون البشرة". فأعتبر ذلك المؤرخ الأفرو أميركى دوسة أحد أعظم السود فى تاريخ البشرية؛ ولم يضمن أى شخص غيره على قيد الحياة فى موسوعته تلك. فذاع صيته وسط السود خاصة بعد توليه تحرير صحيفة تلميذه الذى صار قائدا لحركة عزة السود "جمعية الأتحاد العام لتحسين حياة الزنوج ورابطة المجتمعات الإفريقية" ماركوس قارفى. وقد كان لمبادرة دوسة بالدعوة لتخصيص كرسى أكاديمى فى كل الجامعات للدراسات الأفروأميريكية وقع مهول فى نفوس المثقفين. وأضاف إلى ذلك التميز عطاءا بنشاطاته الخيرية وإقامة بنوك لتحرير السود فى إفريقيا والغرب من هيمنة رأس المال الإمبريالى ودعم المزارعين الأفارقة وتخصيص خطوط بحرية لنقل منتجاتهم. فهام به المثقفون وتحول إلى رمز عزة لهم فصاروا يتحولون للإسلام ويتسمى المشاهير والأدباء والشعراء والموسيقيون والفنانون بإسمه "محمد على". فلا ننسى هنا تسمى أشهر ملاكمى العالم كاسيوس كلاى بإسمه. وفى نفس الوقت بدأوا يربطون بين جلاله وعظمة تاريخ الأمجاد النوبية. فسرت موجة الإنتساب إلى النوبية: وصارت الإشارة إلى النساء بالملكات النوبيات والرجال بالأمراء النوبيين.
ويتتالى التقدير للسودانيين عامة والنوبيين خاصة بعد زيارات محمد على دوسة لبوسطن ومحاضراته فى معية رموز المثقفين من أمثال كرومويل وبروس وشومبرج. وأكتمل الإفتتان بالنوبيين والسودانين من قبل بقدوم الشيخ ساتي ماجد محمد سوار الدهب، والذى أطلقوا عليه لقب "شيخ الإسلام في أمريكا الشمالية". فقد كان لدوره فى تأسيس الجمعيات الخيرية والعناية بالمستضعفين والدعوة للإسلام أثرها فى إهتمام الأفارقة الأميريكيين بأمره. إذ أنه كان يفحم القساوسة المسيحيين البيض بذكاء إفتخر به السود. وكان لسجالاته مع مدعى النبوة درو على زعيم طائفة المورسكيين أثر كبير فى تقدير من قادهم للإسلام السنى وعنايته بهم مما أنعكس فى تبنى الجيل الثانى منهم توقيرا للسودان، خاصة أولئك الذين قدموا إلى بوسطن من نيويورك ونيوجيرسى ودترويت وشيكاغو، أو من كان أباؤهم يعاودون دروسه. حتى أن أول مسجد سنى للأفارقة الأميركان "مسجد الحمد لله" والذى أسس فى روكسبرى ببوسطن سافر مؤسسوه إلى السودان ودرسوا الأسلام من أمثال الشيخ كريم الإمام الأول للمسجد وشيخ صالح الذى خلفه، ومحمد يحى والإمام الثالث شيخ داؤود، عليهم جميعا رحمة الله. ونجد أثر الشيخ ساتى ظاهرا فى شعار مسجد الحمد لله الذى كان ينادى به الشيخ ساتى طوال أيام دعوته للإسلام فى أميركا: "وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". وكان إفتتانهم بشخصيته المميزة وشلوخه الدنقلاوية رابطا لإهتمامهم بالإنتساب النوبى وإستيعابهم للجالية السودانية فيما بعد فالسودان فى الذهنية الأفروأميريكية لا ينسلخ عن الحضارة النوبية العظيمة التى كانت مهدا ومنطلقا لحضارات البشرية.
ولن أنسى التقدير والمودة التى شملوا بها شخصى منذ أول قدومى إلى بوسطن عام 1980 عبورا بفترة الحادى عشر من سبتمبر عام 1991 وظهورى فى المحافل العامة ومع حكام الولايات وعلى شبكات التلفزيون والراديو متحدثا بإسم المسلمين والأفارقة والأفارقة الأميريكيين والعرب فى ولايات أميركا الشمالية فى أحلك أيامهم حين أنزوى أغلبهم خوفا وإحترازا. وبالرغم من إشفاق الكثيرين منهم على وتحذيرهم لى من الظهور والتفوه بما كنت أقوله فى تلك الأيام، إلا أننى لم أفعل ذلك من قبيل الشجاعة أو الجرأة. وإنما أحساسا بالواجب الذى يحتم على شخص ما التصدى لتلك الترهات والهجمة الشرسة على الأقليات. فكان تشريفى كممثل ومنسق مع مكتب النائب العام الفدرالى للحقوق المدنية ورئيسا للمجلس الأسلامى لولايات نيوأنجلد السته فى تلك الظروف الحرجة؛ متراضين كلهم على تقبلى كـ"سودانى" فى التوفيق بين مجموعاتهم ومتحدثا بإسمهم حتى فى حفل تنصيب أول حاكم أسود لولاية ما ساشوستس. ولن أنسى ما قاله فى أحد إحتفالات تكريمى صديقى، الإمام عبدالله طالب الفارووق تلميذ الشيخ داؤود، والذى إعتنق الإسلام فى نفس عام قدومى، وكان من أشهر المغنين يومها: "نكرم اليوم واحدا منا كعلم قيادى قدير: نوبى سودانى أفريقى مسلم." وأحتج بعضهم مداعبين لإمام مسجد الحمد لله لماذا يقدم النوبى السودانى على الأفريقى المسلم؟ فكان رده: "لأننى لم أر فى حياتى أنسانا يفخر ويزهو بأصله مثله، بإنتمائه النوبى السودانى". وما زالت تنتابنى النشوة كلما تذكرت ذلك شاكرا لأسلافى لما رفعوا به قدرى. وأنا حينما أقرر هذه الأمور هنا فإنها ليست للتباهى أو الدعاية الشخصية، وإنما، ونحن نقارب العبور من هذه الفانية إلى رحاب الله الأبدية، أحقاقا لواجب التوثيق لأمور هامة تصب فى مسار رحلة النوبيين فى مدينة بوسطن.
وقد تواصل التأثير النوبى من قبل أيامنا فى بوسطن بقدوم الأستاذ أحمدعثمان صديق من أهالى وادى حلفا كأول سودانى يلتحق بجامعة هارفاد ويبزغ نجمه بتكوين أول إتحاد للطلاب المسلمين فى تاريخ الجامعات الأميريكية، والذى لا تخلوا منه جامعة فى الولايات المتحدة اليوم. فكان تواصله مع الشيخ عبدالخالق وإرتباط مالكلوم إكس بحلاقه سابقا الشيخ عبدالخالق حافزا لتوثيق العلاقة بينه وبين مالكلوم إكس الذى كان يستشيره فى أمور الدين وفى فهم التاريخ النوبى الذى يتباهى الأستاذ أحمد بإنتسابة لحضارة أجداده النوبيين. مما مهد له أن يترك أثرا كبيرا وسط مثقفى بوسطن. وأعتبر هو والشيخ حسون أكبر المؤثرين على شخصية القائد المناضل الفذ مالكلوم إكس وفهمه للقضايا الإفريقية والإسلامية. وكانا هما الوحيدين الذين قاما بغسل جثمان مالكلوم والصلاة عليه والإشراف على دفنه عند جريمة إغتياله؛ فى الوقت الذى تهرب وأبتعد عن جنازته بقية المسلمين خوفا. فوقع ذلك موقعا مؤثرا فى نفوس الأفريقيين الأميريكيين وهم يتأكدون من شجاعة وجرأة السودانيين ووفائهم؛ كما يروى لى بنشوة التاجر شريف عبدالحق، الذى كان فى بواكر شبابه يومها فى نيويورك، ومقدار الإعزاز والتقدير للعزة التى أشعروه بها.
وحينما قدم الفنان العالمى حمزة علاء الدين إلى أميريكا وبهر الجمهور بآلاته وموسيقاه النوبية، إرتبط إسمه مع أعظم موسيقيى وفنانى الولايات المتحدة يومها أمثال المناضل هارى بيلافونتى وجون باييز ومريام ماكيبا وأحد أعظم المبدعين فى عزف البوق، زوج ماكيبا الأول هيوى ماساكيلا، وفرقة القريتفل ديد وألان ديلون. ولكن ظل أمر كونه نوبيا محورا لمحبة خاصة فى أوساط الأفارقة الأميريكان. حتى أن الأستاذ شريف عبدالخالق أبن الشيخ عبدالخالق ونائب رئيس مجلس إدارة كلية روكسبرى العليا، يذكرنى دوما بأن والده كان دائم الحرص على حضور حفلات حمزة علاء الدين حتى لو إقتضى الأمر السفر إلى نيويورك أو نيوجيرسى. وحينما كان يقيم حفلاته فى بوسطن لم يكن يتبقى مقعد ولا مساحة للوقوف، حتى تفيض القاعة بالمتفرجين وتمتلئ بهم الشوراع المحيطة بالقاعة. وكان عليه رحمة الله بعد إنتهاء الحفلات يطلب منى أن أقله بعربتى إلى فيلا جماعتهم الصوفية فى جاميكا بلين أحد أحياء بوسطن التى يقطنها عدد مقدر من المثقفين واللبراليين من صفوة الطبقة الوسطى. وهى الجماعة التى أرتبط بها منذ الستينات فى بوسطن.
وأما الستينيات وما أدراك ما الستينيات فقد تضخم فيها قدر السودان حينما تبنى السودان دعم حركات التحرر الإفريقية ومنح قياداتها جوازات سفر سودانية. وقد كان السودان فى أذهانهم هو تلك الحضارة النوبية العريقة. وإرتفع قدر الحضارة النوبية كثيرا حينما برز على الساحة الأكاديمية البروفسيور السنغالى أنتا ديوب الذى تخطف الناس كتبه وألتفوا حول محاضراته معتبرين أنه نبى النهضة الفكرية الإفريقية. فكانت دعوته تعضيدا لمدرسة المركزية الإفريقية فى التاريخ. وهو القائل أن الناس إن كانوا يبحثون عن الحقيقة فلا بد من فهم اللغة النوبية لفض أسرار التاريخ وفهمه الفهم الصحيح. فكانت الحضارة النوبية مركزية فى دعوته ومؤلفات تلاميذه وأتباعه. فأرتفع سهم الحضارة النوبية تعضيضا بلا أدنى تقهقر. وشاعت المنظمات والجمعيات التى تتبنى إنتماءها إلى الحضارة النوبية. وصدرت عشرات الكتب التى تبحث فى أدق الدقائق فى تاريخ الحضارة النوبية. فأعيدت طباعة أعداد كبيرة من الكتب كمثال كتاب دورسيللا دونجى هيوستن الصادر عام 1926، والذى أعيدت طباعته عشرات المرات، وترجم إلى العربية "النوبيين العظماء للممالك الكوشية القديمة" والذى قامت حكومة البشير بمصادرته ومنع عرضه فى معرض الخرطوم الدولى وأبادت كل النسخ التى لم يتم إرجاعها. فتأمل فسق أدعيا العروبة والإسلام وتخلفهم الفكرى. ولكن كما أكد أعظم عالمين فى مجال تغيير الرأى ماكقواير وبابا جورجيس فى "نظرية التطعيم" التى تؤكد أنه: "كلما زاد القهر لإجبار الإنسان على التخلى عن مبادئه ومعتقداته كلما قويت إرادة المقاومة لديه حتى تبلغ درجة الإستحالة على تغييره." وقد تمثلت ذلك فى قصيدتى الملحمة النوبية:.
ونرى الإعجاب بالحضارة النوبية وما تمثله متفشية على أصعدة عدة من الأغانى والملبوسات والأزياء إلى أساليب التزين عند النساء ومستحضرات التجميل التى تحمل أسماء الملكات النوبيات والجمال النوبى. ويشمل ذلك الأنبهار بالحضارة النوبية حتى أوساط الحركات الدينية المسلمة وغير المسلمة. فمثلا حركة أنصار المهدى التى قامت فى نيويورك تبنت الإنتساب إلى النوبية، وتسمت بـ"النوابية". ولكنهم رغم نشاطهم فى بوسطن وإلتفاف عدد كبير من البسطاء حولهم، قلت مكانتهم بعد سجن قائدهم. غير أن أثر دعوتهم إلى الإقتداء بعظمة الحضارة النوبية ظل متوقدا. وطوال إقامتى فى بوسطن ظللت أتلقى الدعوات إثر الدعوات لأنضم إلى هذه أو تلك من الجمعيات والمنظمات التى تحمل أسم النوبية إنتسابا. وقد كان أنشطها تلك التى كونها الناشط فى حركة الحقوق المدنية الأفروأميركى صديق كامبون وتسمى بـ "حلقة القيادة النوبية". وكان نشاطها يفوق التصور من محاضرات وندوات ومواقع تواصل دائم. تماما كمنظمة جنرال أحمد المسماه بـ"أبناء إفريقيا" والتى تجعل من الحضارة النوبية محورا لها وبتأثير فعال سابقا من خلال بثها الإذاعى من إذاعة جامعة نورث إيسترن ببوسطن.
وحين كونا المنظمة النوبية الخيرية العالمية المتحدة (نـوبـيا) تقاطر علينا عدد مقدر من المنظمات التى تتخذ من الحضارة النوبية مرتكزا لها، عارضين التعاون أو المشاركة فى شغل مجمعات مكتبية. وقد لمسنا مدى إفتتان البوسطونيين بالحضارة النوبية حينما أقمنا حفل تأبين فقيد الفن والوطن الفنان محمد وردى فى بوسطن فإكتظت القاعة بعدد مقدر من أهل بوسطن وشاركنا بعرض موسيقى متبرعو الفرقة الثلاثية (التريو) المكونة من أبرع وأرقى الموسيقيين وأعلامهم والذين هم أساتذة بكلية بيركلى الجامعية للموسيقى الشهيرة مع إستمرار مشاركتهم كعازفين لأعظم فنانى أميريكا فى تسجيلاتهم وحفلاتهم. وقد قالوا بأن حافزهم كان تقديرهم لفنانا النوبى وردى "فنان إفريقيا" كما أسموه والذى يعزونه جدا ويستمعتون بموسيقاه التى يقول عنها بروفيسور رون مهدى أنها "صدى ينساب من ماض سحيق من الجمال والأبداع والحضارة". وفاجأتنا فى الحفل جمعيات فى بوسطن لم نكن نعلم عنها شيئا. وكانت كل أسمائها تشير إلى نوبية منحاها - - فى منشوراتها وأدبياتها وتعمل جاهدة على إبراز الحضارة النوبية والعمل على إستعادة أمجادها. وقد أذهلتنى إحدى تلك المجموعات بحجم ودقة المعلومات فى مطبوعاتها الفخيمة ومقالاتها فى الصحف والمجلات. فعجبت لذلك أيما عجب ونظام القتلة فى السودان يحارب تاريخ وشرف الأمة المتمثلة فى حضارة هى رمز عزة لكل مقهور. فيا للعجب!
ومن أبلغ المؤثرات النوبية فى بوسطن هو متحف المركز القومى للفنانين الأفروأميريكيين الذى تم أنشاؤه عام 1968 تحت إشراف الدكتورة إلما لويس. وبعد وفاتها آلت إدارة المركز والمتحف إلى قيادة الناشط الثورى إدموند بارى قيثر. الذى حقق إنجازا أذهل كل زائر للمتحف. فقد قام بإستنساخ مقبرة الملك النوبى أسبالتا بكامل تفاصيلها ورسوماتها ومقتنياتها فى قالب بانورامى يجذب الناس إليها من أقاصى الولايات المتحدة. ومرة أخرى تظل الحضارة النوبية مركزية لهذا المتحف الهام الذى يؤمه الفنانون ويزوره عشرات الآلاف من طلاب المدارس. فترتسم فى أذهانهم عظمة الحضارة النوبية. ويستعيد الطلاب فخار آبائهم وأجدادهم بالإحتفاء بالحضارة النوبية، ويتبارى الشباب فى تأليف القصائد والأغنيات التى تمجد الحضارة النوبية، ويتنادون فيما بينهم بالنوبيين.
ولتكتمل الصورة ظهرت أخيرا أشهر مغنية أميريكية اليوم بيونسى فخورة فى زى الكنداكة النوبية أمانيشخيتو وتجسدت أمها تينا نولز فى زى الإلاهة النوبية ذات الأجنحة الذى وجد أصله الذهبى فى مدفن أمانى ناتكيلبتى فى نورى. والذى أتخذته الحملة الإعلامية لمتحف بوسطن للفنون الجميلة شعارا لموادها التثقيفية والإعلانية للحدث المرتقب فى اليوم السابع من أكتوبر. فضجت وسائط التواصل الاجتماعى بروعة أزياء هاتين السيدتين ومغزاها الحضارى. فصار الحدث مركز الحديث عن بهاء بيونسى الأسطورى وهى تتقمص شخصية إحدى عظيمات التاريخ البشرى. وتم تبادل الصور والفيديوها التى وثقت للحدث بدرجة مكثفة وواسعة فى وسائط التواصل.
وبقدر ما قض الحزن مضاجع الكثيرين فى بوسطن وولاية ماساشوستس بعد تصفية ورثة الشيخ عبدالخالق لأعماله و إنزال يافطة "لمحة الخاطر النوبية" لآخر مرة هذا العام منذ سبعين عاما، وإعادة بناء المبنى كعمائر عقارية، فاجأنا مجلس مدينة بوسطن بإعادة تسمية أكبر ميادين المدينة الواقع فى قلبها عند تقاطع شارع مالكولم إكس "ميدان ددلى" بـ"الميدان النوبى"؛ والذى تزيد مساحته عن الميلين المربعين وتنطلق منه وتمر به حركة حافلات لا مثيل لكثرتها فى كل دقيقة إلا فى نيويورك، وهو على مقربة من أكثر من تسعة عشر جامعة وكلية تخصصية وثلاثة عشر مستشفى ومراكز أبحاث طبية وعيادات تخصصية. ومدارس إبتدائية وثانوية ورئاسة شرطة بوسطن وفرع مكتبة بوسطن المركزية وثانى أكبر مركز للبريد فى المدينة، وذلك بخلاف المسجد الكبير وثلاث مساجد أخر وعدد لا يحصى من الكنائس. لذا حينما قرر مجلس المدينة تسمية ذلك الميدان بـ"الميدان النوبى" إنتشى الجميع وتوافقوا على الإسم فخورين بذلك. وقبل أن تكتمل فرحتنا فاجأنا مجلس التعليم بالمدينة بإعتبار التاريخ النوبى مكونا أساسيا وإجباريا لمادة التاريخ والدراسات الإجتماعية فى المدارس الوسطى مع إتاحة الفرصة للدراسات المتخصصة فى المراحل اللاحقة، ونظم متحف بوسطن للفنون الجميلة مع مجلس إدارة التعليم فى المدينة سلسلة زيارات منظمة للطلاب للجناح النوبى بالمتحف.
وكما يقول المثل الإنجليزى أنها حين تمطر فإنها تنهمر مدرارة. تلك حال الدنيا وعجلة التاريخ. فبعد نضال ومجادلات ومحاورات إمتدت منذ عام 1990 حينما عملنا فى لجنة إفتتاح الجناح النوبى الموقت عام 1991 لإستخراج الكنوز النوبية المقبورة فى قبو متحف بوسطن للفنون الجميلة منذ أكثر من مائة عام، كان إهتمام زميلاتنا وزملائنا من الأفارقة الأميريكان السؤال اللحوح: "لماذ كل أنوف التماثيل مكسورة؟". وفى المقابل ظل سؤالى، حتى فى عدد من المحاضرات فى جامعة هارفارد، الراعية للمتحف: "لماذ تظل هذه الآثار مقبورة فى قبو المتحف منذ عام 1905 إمتدادا إلى العام 1942؟" وإلى يومنا هذا، بعد أكثر من قرن من الزمان! ولكن الأمر تغير بفضل أمناء محفوظات أمينين أخلاقيا مثل الدكتورة ريتا فريد أمينة قسم فنون الحضارة المصرية القديمة والحضارة النوبية والشرق الأدنى بمتحف بوسطن للفنون الجميلة. والحق يقال أن البروفيسور هنرى لويس قيتس (سكب) المدير الحالى لمركز هارفارد للدراسات الأفريقية والأفروأميريكية من المفتونين بالحضارة النوبية والمحفزين على إبرازها وله دور فاعل فى هذا الأمر؛ وهو الذى زار السودان وأنتج فيلما وثق فيه لذلك - خاصة زيارته للمناطق النوبية. وقد فاجأ العالم بإصدار فيديو يشير فيه إلى قيامه بفحص بصمته الوراثية التى أثبتت أصل إنتمائه النوبى.
والآن، كما ذكرنا أعلاه، قرر المتحف إفتتاح الجناح النوبى مرة أخرى لفترة زمنية ممتدة من السابع من شهر أكتوبر القادم فى إحتفال مهيب تحت عنوان "النوبة القديمة الأن"، حيث سيعرض فيه لأول مرة أكثر من أربعمائة قطعة من المقتنيات لم يشاهدها أحد من قبل .وهى من ضمن مقتنيات المتحف التى كان قد جمعها أمين المتحف البروفيسور بجامعة هارفارد الآثارى العنصرى جورج ريزنر، والذى أطلقت يده السلطات الإستعمارية البريطانية فى مصر والسودان لينقب كيف يشاء ويحمل أطنانا من الآثار والتماثيل إلى متحفه هذا فى بوسطن ويرسل الكثير منها إلى بريطانيا. وبحكم مركزيته الأوربية ورصفائة ممن يسمون أنفسهم جورا بـ"مدرسة المصريات" فى علم الأثار، فقد صرحوا وأبانوا بأن حضارة مصر القديمة لا يمكن أن يكون قد بناها غير الجنس الأبيض القادم من أوربا. فخاب فألهم اليوم. وأنكشف غطاء الزيف الذى كانوا يخشون إفتضاحه. كما كان يقول الآثارى البريطانى جون أنتونى وسـت.
وقصة وست جديرة بالإيراد هنا. فقد عمل هو وزميله البروفيسور روبرت شوخك من جامعة بوسطن مع فريق لإثبات أن "أبوالهول" سبق بناؤه التاريخ المعلن بإكثر من ثلاثة إلى خمسة آلأف سنة قبل خفرع الذى يروج على أنه هو بانيه. وأن التعرية والنحر فى التمثال نتيجة لنحر المياه وليست بعامل الرياح كما تدعى مجموعة "المصريات". فجن جنون دعاة المركزية الأوروبية وشنو حملات محمومة منظمة على ذلك الإثبات التاريخى المؤكد. ولكن تقدم بدراسة علمية ألجمت الكثيرين منهم واحد من أعظم خبراء الفن الشرعى التشريحى فى أمريكا، فرانك دومينقو الذى كان يعمل مع شرطة نيويورك لإعادة رسم الأوجه المهشمة. فبعد قضاء ستة أشهر بين المتحف المصرى ونصب إبى الهول خلص إلى رسم يوكد أن لا صلة إطلاقا بين خفرع ووجه إبى الهول، لأن الوجه إفريقى التقاطيع والأنف والتركيبة الفكية ومحاجر العيون. وفى ذلك يقول وست: "إن تبعات هذا الإكتشاف مذهلة للغاية ففجأة كل التاريخ القديم وماخلصنا له من قناعات إسـتخلصناها من تطور الحضارة البشرية. ولكن يبدو أن ذلك يحتاج إلى إعادة نظر كاملة فليس من المستغـرب أن المؤسسات الأكاديمية خاصة المتخصصة ف ى المصريات منها تتدرع أسلحتها مشهرة أياها. فكيف يمكن أن نتوقع غير ذلك من أناس جعلوا سبل كسب أرزاقهم من الترويج لتلك السلع. فالخطورة بالنسبة لهؤلا لاتكمن فى ضرورة إعادة كتابة التاريخ القديم فقط؛ ولكن إعادة التقييم الجذرى لكل ماتم تدريسنا له مما يتعلق بتطور الحضارة البشرية"
فالآن تعتذر إدارة متحف الفنون الجميلة فى بوسطن بدورها فى المشاركة فى تزوير التاريخ ذاك، والعنصرية التى مورست تجاه المقتنيات النوبية التى لا شك أنها ستقلب فهمنا للتاريخ، وهى الجريمة وعدم الأمانة العلمية التى لا يعفى المتحف نفسه منها. فقد ظل التقليل من قدر الحضارة النوبية وتبخيسها بالبروبوقاندا السالبة ديدنا للمؤرخين من عقود بعيدة طويلة وإسكات كل صوت يظهر الحقيقة. فى الوقت الذى "تتشكل فى مكوناتها أنواعا من العبقرية والدقة والبراعة والإبتكار ورفعة التشذيب والإبداع. فهى بلا شك تتفوق على الحضارة المصرية التى ظلت تهمشها كتابع وضيع. إن متحف بوسطن للفنون الجميلة ليتشرف بإقتناء هذه الآثار العظيمة التى تشكل أكبر مجموعة فى أى مكان فى العالم ما عدا السودان"
وتتوالى الإعترافات بعظمة التاريخ النوبى حين ينص دليل الجناح على: "من قبل مايزيد عن الثلاثة آلاف سنة نشأت ممالك نوبية...إمتدت شبكاتها التجارية عبر البحر الأبيض المتوسط إلى الإمبراطوريات اليونانية والرومانية وأعماق إفريقيا. وفى القرن الثامن قبل الميلاد...ولحقبة أمتدت قرنا من الزمان سيطرت على أكبر إمبراطورية فى التاريخ القديم. وقد شيد النوبيون مدنا بالغة العظمة، ومعابد وقصورا وإهرامات أكثر عددا من المصرية. وقد أبدع فنانوها وحرفيوها فى خلق مجوهرات فخيمة العظمة، وفخاريات، ومصنوعات معدنية، وأثاثات ومنحوتات. ولكن القليلين جدا من الناس اليوم يعلمون ولو القدر اليسير عن هذا التاريخ القوى الجبار...ففى هذا المعرض ستجدون إبداعات تبرز تميز البراعة والإتقان الفنى والإبتكار لهولاء الخلاقين النوبيين المهرة وتعكس ثراء وقوة ملوكهم وملكاتهم... وفى نفس الوقت تعمل هذه المعروضات على مواجهة بعض من أساليب التعمية التاريخية والتضليل والتشويه طوال القرن الماضى - - ودور المتحف فى هذه الرواية المحددة."
فمن أمثلة بدائع المقتنيات إبريق من مدفن الملك النوبى أسبالتا وقف أمامه أعظم صاغة بوسطن صاغرا مصرحا بأنه "لا يمكن ولا يعقل أن يتم تشكيل هذا الأبريق بالطرق على قطعة واحدة من الذهب، ولا حتى بإستعمال ماكينات وأدوات الصياغة اليوم. أنا مشلول الفكر تماما أمام هذا الإبداع الخارق."
وبشجاعة ملحوظة يستمر البيان: "تاريخيا كانت قصة الحضارة النوبية مروية فى أغلبها بواسطة الآخرين – بدءا من المصريين القدماء الذين إستغلوا البروباغاندا لتصوير النوبة بإضاءآت سالبة. وفى بدايات القرن العشرين فشل العلماء والآثاريون دائما فى الإعتراف بالرقى الإبداعى للحضارات جنوب مصر؛ وقد حشد أغلبهم تحاملا عنصريا فى أعمالهم، مما أثر على تفسيراتهم للحضارة النوبية لعقود...ونقر ونعترف أن دور المتحف يجسد تاريخا إستعماريا".
ولكن تظل هذه الشجاعة العلمية والأخلاقية شهادة بعظمة مهد الحضارة البشرية، وأملا فى أن تكون بداية النهاية للمحاولات المستمرة لطمس وخنق وتشويه والتقليل من شأن عظمة هذه الحضارة وأثرها فى تشكيل الواقع عبر العالم، كما توثق نشرة المعرض. ... فهى حضارة مازالت تعيش حية وبعنفوان وقوة فى الثقافة الحضارية، والتقاليد والممارسات، وقواعد السلوك الإجتماعى، والسمو الراقى للتعامل السلمى، والكرامة الإنسانية. رغما عن مائة وثلاثين عاما من مأساة مدمرة مستمرة بإقتلاع النوبيين وإجبارهم على التهجير من أراضيهم وتشتيتهم وإرغامهم على الإستقرار فى مناخات قاسية وأماكن موحشة، تكررت أربعة مرات مقسمة الأسر ومغرقة آثارهم العملاقة المبهرة وقبور أسلافهم وأحبابهم..
وتوثق نشرة إفتتاح الجناح إلى إن عطاء النوبيين للحضارة والثقافة ما توقف من بدايات تاريخهم وإلى اليوم. فقدماء النوبيين كانوا طليعيين فى الطب فأهدوا العالم أول موسوعة طبية فى التاريخ وتعالجوا بالتتراسايكلين قبل ثلاثة ألاف سنة من إختراع الغرب لها، وإبداعا عبقريا فنيا، وخلقوا تصاميم هندسية باهرة الإبداع، وأنجبت النوبة للعالم أبطالا أسطوريين كالأمير ممنون غريم المحارب اليونانى الأشهر أخيليس فى ملحمة طروادة، وأبطالا تاريخيين من ملوك وملكات، أشهرهم ترهاقا الذى سمى بـ"إمبراطورالأرض" لتمدد سلطانه من تخوم تركيا إلى أن وصلت جيوشه إلى قلب إسبانيا. وعبر التاريخ رفع النوبيون من قدر النساء وقوتهن وعزتهن وإنجازاتهن، وكانوا طلائع حركات التحرر وحركة الوحدة الإفريقية، وأسهموا فى تشكيل الإبداع الإنسانى كأطباء باهرين ومهندسين ومعماريين أفذاذ وأساتذة جامعات عباقرة وموسيقيين وفنانين مبدعين، متسامين فوق جراحاتهم وأحزانهم فى إنسانية مشهودة.
ويستمر الإعلان فى تأكيد أن الكشف عن هذه المقتنيات وعرضها والتى قبرت وخبأت عن العالم لمازاد عن القرن هو خطوة أولى نحو مواجهة التاريخ الكبير لعدم الأمانة...إن خلق جناح سيمكن من الوصول إلى هذه المقتنيات المادية والثقافية الحضارية والثراء الأخلاقى لما قدمته هذه الحضارة؛ لأنها كلها مما يحتاجه عالم اليوم: معنى المساواة بين الجنسين، إمكانات المرأة غير المحدودة فى القيادة والإنجاز فى كل أوجه الحياة؛ والتعامل الإجتماعى المهذب السلمى الراقى؛ ولغة مازالت تيسر التخاطب بها اليوم وتظل محفورة فى أسماء المدن والأماكن والمعالم...
والمأمول أن عظمة وإنجازات والدروس المتعلمة من هذه الحضارة أن تغرى الزوار للتمعن والأنبهار والبحث عن حلول يحتاجها قـنـوط الأزمة الإنسانية اليوم. إن التفاعل مع هذه الأعمال والقصص المحيطة بها ستعلم العالم أيضا كيف يمكن لثقافة حضارية أن تظل حية خالدة عبر القرون.
وتعليقى على كل ما تقدم هو بعض من أبيات كتبتها قبل سنين خلت: كل زول عايش سعيد فى ارض بلدو إلا النوبى مفجوع حزين عايشه ديارو فى قلبو -------------- عبدالرحمن إبراهيم محمد بوسطن – الولايات المتحدة 29 سبتمبر 2019
عفارم عليك .. تغيب .. ثم تأتي لتتحفنا بالمثير في كل مرة .. لقد قرأت المقال بتمعن وتدقيق من أول سطر إلي أخر نقطة وضعتها .. فقد أعجبني سردك ودقة توثيقك وحسن أختيارك لمفرداتك ورصانة لغتك ..لكنني لم أصل أبداً لخلاصات منطقية عن دفوعاتك عن الحضارة النوبية ضد الحضارة الفرعونية أو ما يسمي بالمصريات .. هل تري أن الحضارة النوبية في صدام مع الحضارة المصرية؟ ما هى كيفية إدارة هذا الصراع ؟ .. أنا دائماً أقول أن حصر الحضارة النوبية في النوبا أضر بها أكثر مما ينفعها .. بمثلما جعلنا قضايا الحروب في هوامش السودان قضايا سودانية .. لماذا لا نجعل الحضارة النوبية قضية سودانية والدفاع عنها يتم من كل أبناء السودان؟ .. أم أنك أيضاً ترمي في نفس "جرة" بشاشا .. الذي ظل يعبد ألهة أبائه من أمثال أمون راع .. وحاشاك الله عن ذلك .. بأعتبار نظرته للتفوق النوعي للجنس البشري النوبي؟ وماذا تعنى هذه السردية لك في مضمار قضايا الحقوق المدنية .. التى ينشدها جيل الألفية الثانية الذي ثار ضد أي موروث ويبحث عن حاضره ومستقبله ..؟ نحن عايزين أجابات في ظل التحول التأريخي الذي يشهده السودان .. ماذا تريد أن تقول لوزير الثقافة والاعلام أن يفعل؟ وماذا تريد منا كشعب سوداني يريد أن يهتم بأرثة الأنساني وللأنسانية جمعاء .. بما فيهم الحضارات الأخري كالحضارة الأشورية والبابلية والرومانية والأغريقية، حضارة المايا في أمريكا اللاتينية ..؟
أسألك يا بروف وفي ذهني منهجي الشخصي ومقدرتي علي طرح القضايا دون ابداء خلاصات محددة .. ويسألني كثيرون أنك تترك مقالك في نهايات مفتوحة .. قابلة للتعويل واللت والعجن .. ويسألني كثيراً أبناء النوبة في الحركة وأبناء دارفور .. وأخر من سألني في هذا جاري العزيز والمتحدث بأسم تجمع المهنين الأستاذ صلاح شعيب .. بأنه قرأ مقالاتي عن ما أسميتهم "بالنوبة الجدد والموّال الثقافي" ..المقالات تتحدث عن دور الحركة الشعبية وتقسيمها للنوبة في الجبال جزء كمواليين لها وبعضهم الأخر نوبة مستعربين .. مما أدي إلي طرد أكثر من 60 قيادياً فيما يعرف بالنوبة المستعربين .. نفس هذا السؤال أجده في مقالك هنا .. وتجدني أسألك كما سئلت أنا مراراً وتكراراً .. ما هى الخلاصات المنطقية لهذا السرد المبهر في مضمونه ومحتواه؟ وما تريد من النوبا أن يفعلوا؟ أو نحن كشعب سوداني أن نفعل؟
أطال الله في عمرك ونسأل الله أن يمدك بالصحة والعافية .. وأن يجعل هذا العمل عملاً خالصاً لوجهه الكريم وصداقة جارية لك يوم لا ينفع اخ ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم. كفازورة شايفك يا بروف حرشت من تقدم العمر .. وأنت عارف من طال عمره قرب من الله وحبب الناس فيه .. اللهم أجعل محبتنا لك حسنة من حسنات لأنك أنت السبب فيها.
بريمة
10-10-2019, 07:13 AM
محمد بدرالدين محمد بدرالدين
تاريخ التسجيل: 01-15-2018
مجموع المشاركات: 2185
استاذنا الفاضل و كبيرنا الحاج عبدالرحمن لكم التقدير و الاحترام دائما .. و بارك الله فيك فى السرد الممتع لحقائق بوسطن و دور السودانيين فيه و مكانتهم بغض النظر عن الاثنية التى كانت لها القدح المعلى دونما استعلاء او تعلية شأن فقد ذكرت حقائق مجردة و انا كسودانى افتخر بكل ما يقدمه السودانيين بمحتلف سحناتهم و اثنياتهم للانسانية اضئت لنا ما خفى و وثقت لتاريخ ربما يجهله معظمنا .. اشكر و اقدر لك لتكبدك المشاق فى هذا المقال الطويل فمثلك شمعات مضيئة اطال الله عمرك و متعك بالصحة و العافية ... و يا ريت لو جمعت كتاباتك فى كتاب او انزلته بصفحتك بالفيس مودتى و تقديرى
10-10-2019, 07:29 AM
حسين أحمد حسين حسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281
شكراً جزيلاً على هذا المقال الرفيع الذي قرأته بالراكوبة منذ بضعة أيام ونقلته برابط الراكوبة إلى الفيس بوك ولعدد من القروبات.
وفي الحقيقة وصلني أوديو من أحد الأصدقاء لمهندس نوبي له اهتمامات بالدراسات النوبية اسمه على حسن على قيلي وله كتاب مهم اسمه "الكُشَر" (وهو كما تعلم مفتاح من الخشب وهو من ملحقات باب الحراز/السُنُط القديم). لقد أعجبني جداً المنظور الذي اتخذه المتحدث للرد على الأسئلة التي طُرحت عليه وكأنِّي به منظور لكتابه، ووددتُ لو أسمعك هذا التسجيل لأهميته.
سأحاول جاهداً حضور "المعرض - الإعتذار" إذا تمكنت من الحصول على إجازة.
عظيم امتناننا لك.
10-12-2019, 06:36 AM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27359
شكراً جزيلاً للقامة الوطنية السامقة البروفسير عبد الرحمن إبراهيم^ وشكراً جزيلاً للأخ بريمة على طرح هذه الأسئلة الموضوعية:
Quote: لماذا لا نجعل الحضارة النوبية قضية سودانية والدفاع عنها يتم من كل أبناء السودان؟ .. . وماذا تعنى هذه السردية لك في مضمار قضايا الحقوق المدنية .. التى ينشدها جيل الألفية الثانية الذي ثار ضد أي موروث ويبحث عن حاضره ومستقبله ..؟ نحن عايزين أجابات في ظل التحول التأريخي الذي يشهده السودان .. ماذا تريد أن تقول لوزير الثقافة والاعلام أن يفعل؟ وماذا تريد منا كشعب سوداني يريد أن يهتم بأرثة الأنساني وللأنسانية جمعاء .. بما فيهم الحضارات الأخري كالحضارة الأشورية والبابلية والرومانية والأغريقية، حضارة المايا في أمريكا اللاتينية ..؟
10-14-2019, 10:00 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12480
لك شكرى على التقريظ. فقد كان المقال إندياحا فى ردهات التاريخ القديم للسودان الذى يشكل علامة فارقة فى تاريخ الشعوب، مما يفسر تأثير الإفراد السودانيين على مسار أمور الشعوب الأخرى. ليس فقط لأن الحضارة النوبية أو أسماءها المختلفة تمثل أساس الحضارة التى نبعت وتشعبت منها حضارات أخرى كثيرة -- كما سأوضح فى مقالات لا حقة بإذن الله. فهى بلا شك سابقة لما يسمى بالحضارة المصرية القديمة. فبحسب أصول المراجع القديمة والموجودات كانت الحضارة فى أرض النوبة مزدهرة فى الأزمان التى كانت مصر فيها مستنقعات لا تقطنها حضارة. حتى زحف علي مصر نعرمر أو مينا الذى كان معتمرا للتاج الأبيض النوبى ليوحد مصر ويبدأً عصر الأسر. ولا ننسى أن فرمان الباب العالى فى تركيا عندما منح محمد على حكم مصر حد حدوده الجنوبية بالفيوم لأن ما بعد الفيوم هو ملك نوبى صرف. فالسؤال لماذا الزعم بأن الحضارة المصرية هى الأصل. الأسباب كثيرة وهى ما سأعالجه فى مقال قادم بإذن الله. ففى متحف بوسطن مثلا توجد فخارية غاية فى الإبداع يرجع تاريخها إلى ما يزيد عن السبعة آلاف وخمسمائة سنة؛ فى حين أن حضارة مصر لم تزد عن الثلاثة آلاف عام..
ولكن الأهم كما قلت أعلاه ليس كون الحضارة النوبية الأقدم. ولكن لأنها كانت ومازالت مفتاح الشخصية السودانية اليوم. كيف؟ أولا صد النوبيون كل غزاة العالم من اليونان وإسكندرهم المقدونى إلى الرومان وقادتهم مارك أنتوني وأغسطس والفرس وقمبيزهم والهكسوس والهيليستنيين والآشوريين والعرب الذين إكتسحوا المشرق والمغرب؛ ولكنهم أوقفوا لسبعة قرون وحتى حين غزا الفرنجة والصليبين مصر ككل السابقين من الغزاة لم يستطيعوا التوغل فى السودان. ولما بدأت طلائع الإستعمار الفرنسى لمصر فشلوا فى التقدم جنوبا وإختراق النوبين حتى جاء عهد محمد على وغزوه للسودان الذى كان الوطن وقتها قد إمتشق سيف العزة والكرامة فتوالت الثورات والحروب ضد الأتراك حتى تحقق الأستقلال على يد الثورة المهدية. فلم يدم الإستعمار التركى أكثر من 64 عاما. ولم يكن الإستعمار البريطانى أسعد حظا من التركى لأنه لم يدم لأكثر من 55 عاما حتى تم تقرير المصير. معنى هذا أن ما حفظ للأمة السودانية تفردها وعزتها وكرامتها التى لا تتمتع بها شعوب أخرى خضعت للذل والمهانة من المستعمرين، هى أنها لم تخضع مجتمعاتها للهوان الذى عاشه الآخرون . فأحتفظت الأمة بموروثاتها الحضارية وتقاليدها الراسخة المستمرة إلى يومنا هذا. لذلك نجد الأنجليز مثلا فى تعاملهم مع السودان يختلفون عن تعاملهم فى كل المستعمرات؛ إذ كان السودان تابعا لوازرة الخارجية البريطانية وليس لإدارة المستعمرات. وكان الموظفون البريطانيون يخضعون لإعداد مختلف يراعى كرامة السودانيين. وذلك فى كل الأرجاء. فقد شملت الثورات الزاندى والباريا والنوير والشلك والدينكا والأشولى والأنواك وجبال النوبة ودار فور وكردفان وتلال البحر الأحمر والجزيرة. وحتى من صنوعهم فى كليتهم الحربية إنقبلوا عليهم فى ثورة 1924. وقد هزم الزاندى بلجيكا شر هزيمة والسلطان رابح هزم الجيوش الفرنسية والألمانية والبريطانية والبلجيكية، وعدد من قتل من أعظم قادة هذه الدول كان فى السودان أو على تخوم حدوده. حتى أضطر الغربيون إلى تكوين حلف دولي أستدعوا له الولايات المتحدة، تماما كما حدث فى أمر العراق أيام صدام. وهذه التفاصيل سأوردها بأذن الله فى مقالات لاحقة.
وغرضى الأساس من كل هذا أن أبين للمواطنيين السودانيين ومن يفرضون أنفسهم عليهم حكاما أن أمتنا لا يليق بها أن تعيش خانعة لدول نحن أعز منها تاريخا وشهامة ونبلا وكرامة. فلماذا يتسابق السياسيون فى كل الحقب لخطب ود هذه أو تلك من الدول ونحن أرفع شأنا منهم؟ وحتى أدعياء الثورية يتكالبون على عقد مؤتمرات السلام فى عواصم لا علاقة لها بنا؟ أريد أن يستعيد المواطن السودانى عزته ويعرف أن كل طقوسه الحضارية من تقاليد فى الزواج والممات والحياة اليومية وما يستعمله من أداوت فى الأكل والزينة ضارب فى أعماق التاريخ فى إستمرارية حضارية لم تتأتى لشعب آخر. وعليه فأننى أريد أن أزرع فى النفوس إستعادة الثقة بالنفس. وهو أمر ظللت أردده فى كل مقالاتى وأشعارى من يوم خطبتى فى ثورة اكتوبر 1964 ومجلتى الحائطية التى كنت أنشرها طوال أيامى بجامعة الخرطوم تحت عنوان الـســــودانـى .
نحن أمة متفردة حتى فى أخلاقياتنا التى لو درى الناس أنها ما جأتنا من اليهودية ولا المسيحية ولا الإسلام وهى الأديان التى عضدت أيمانا موغلا فى القدم بوحدانية الخالق وقدسية الحياة الإجتماعية واخلاقيات التعامل كما فى وصيا خاليوت إبن بعانخى التى أعاد إبرازها الملك العظيم أسبالتا وزينت كل مقتنيات الأسرة النبتية من أمراء وأميرات وملوك حتى فى أثارهم الشخصية. وقد قام صديقى وزميل دراستى البروفيسور عباس سيد أحمد بترجمتها من الهيروغلوفية إلى العربية وكان لى شرف ترجمتها إلى ألإنجليزية. وهى التى تقول: إنني لا أكذب ولا أعتدي على ملكية غيري ولا أرتكب الخطيئة وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء وإنني لا أقتل شخصاً دون جُرمٍ يستحق القتل ولا أقبل رشوةً لأداء عملٍ غيرِ شرعيٍّ ولا أدفع بخادمٍ استجارني إلى صاحبه ولا أعاشر امرأة متزوجة ولا أنطق بحكمٍ دون سند ولا أنصب الشِراك للطيور المقدسة أو أقتل حيواناً مُقدَّساً إنني لا أعتدي على ممتلكات المعبد (الدولة) بل أقدم العطايا للمعبد إنني اُقدم الخبز للجياع والماء للعطشى والملبس للعُري أفعل هذا في الحياة الدنيا وأسير في طريق الخالق مبتعداً عن كل ما يغضب المعبود لكي أرسم الطريق للأحفاد الذين يأتون من بعدي في هذه الدنيا وإلى الذين يخلفونهم، وإلى الأبد فبالله عليك قارن هذه الحكم مع وصايا خير البشر صلى الله عليه وسلم لخليله وصفية أبى ذر الغفارى؛ أو بأبيات الأشعار الشعبية والوصايا الأسرية لكل فرد فى أرجاء السودان. فنحن حينما نتحدث عن الحضارة النوبية لا نرجع ذلك إلى قبلية قتيمة، كما يريد البعض أن يصورها بعقلية محدودة فى الأطار القبلى العنصرى الذى هيمن على السودان بأبتداع الأنجليز لسياسة الإدارة الأهلية. وقد زرت كل ركن من أركان السودان وتعاملت مع أناس من كل الأقاليم والأعراق. فلم أجد فيها أختلافا عن أهلى فى المحس أو الحلفاويين أو أهالى الأقاليم الأخرى. هى نفس الصفات من كرم ومروءة وشهامة وإنسانية ومودة. وعليه فإننى موقن فى إتفاقى مع أميليكار كابرال قائد ثورة غينيا بيساو والرأس ألأخضر ضد البرتغاليين وحلف الناتو أن أزمة الأفارقة إنما هى نتاج لإنفصام المتعلمين عن واقع شعوبهم فلا هم بلغوا مكانة المستعمرين ولا مصداقية الجماهير.
ولى عودة يا صديق.
10-16-2019, 07:17 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10887
البروف الجليل عبدالرحمن عِمْتِ صباحا يا عزيزنا أولاً أعجبت جدا بأسئلة الاخ بريمة و ملاحظاته.. و هي أسئلة و ملاحظات قد تكون تدور في أذهاننا و أذهان البعض دون أن نفكر في طرحها. و في الحقيقة فنحن بحق نعتبر كل حضارات و تاريخ السودان هو تاريخنا و نشعر بأن حضارته ننتمي لها و تنتمي لنا...لا نفرق بين هذا و ذاك.. لذلك نهتم بكل كشف يثبت مساهماتنا في الحضارة و التاريخ الإنساني.. و اليوم بعد غياب، كما توقعنا جاء ردك كافيا و شافيا للغليل و محيطا بكافة التساؤلات الحاضرة و الغائبة.. لا أدري يا بروف أين تكمن المشكلة في عرض تاريخنا للعالم و معرفتنا به قبل أن يعرّفه لنا الأخرون... أعتقد هناك بعض العقبات:من أهمها تاريخنا المرتبط مع مصر الذي يحتاج لأن ننسل منه..أي أعني أن نفرق بين تاريخنا و تاريخهما و نقاط الالتقاء معهم و نقاط الافتراق... و نتمنى أن يتم ذلك لا بالتنافس أو المكايدات و لكن بالتفاهم و التعاون..لأن الموضوع في النهاية موضوع علمي بحت.. العائق الثاني هو أن ننسل من تاريخنا مع أثيوبيا التي غطت علينا خاصة في العهود الاغريقية و البطلمية فتتداخل اسمها مع اسم بلادنا فاختلط الأمر علينا و على الآخرين... كلا الأمرين يحتاجان لكوادر متخصصة تقوم بهذا العبء..و هو يحتاج لجهد و وقت و عدد كافي من المتخصصين في التاريخ و الحضارة. فلا يكفي أن تأتي معرفتنا عن تاريخنا في شكل مقالات موسمية و مبتسرة لا تملأ الكف,,بل نتمنى أن تحمل مناهجنا الدراسية كل ما يمت لتاريخنا بصلة حتى ينشأ صغارنا و هم يحملون بذرة البحث العلميفي التاريخ و يحملون الهم الوطني في وقت مبكر..و أن لا يكون مصيرهم كمصيرنا نحن الذين التقطنا الفتات و نحن كبارا.. و نحن على الدوام نطمع في المزيد منك و على الدوام كذلك إن شاء الله متابعين ما تكتب.. حفظك الله يحفظك و زادك علما و صحة و عافية
10-16-2019, 06:42 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
أشهر مغنية أميريكية اليوم بيونسى فخورة فى زى الكنداكة النوبية أمانيشخيتو التى يعتبرها أغلب المؤرخين كأعظم أمرأة فى تاريخ إفريقيا على الإطلاق، وهى التى هزمت الرومان كقائدة لجيشها وإنتزعت تمثال القيصر أغسطس وقطعت رأسه ووضعته فى مدخل المعبد لتطأ عليه عند دخولها وخروجها. وتجسدت أم بيونسى تينا نولز فى زى الإلاهة النوبية ذات الأجنحة الذى وجد أصله الذهبى فى مدفن أمانى ناتكيلبتى فى نورى والذى إتخذه متحف بوسطن للفنون الجميلة رمزا شعاريا لإحتفالاتهم بإفتتاح الجناح النوبى
http://www.m9c.net/
10-16-2019, 08:34 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48745
البروف عبدالرحمن .. النوبي الهميم شكراً وأنت تهدينا كنوز وجواهر .. مبدع ورائع يا ريت هذه المعلومات تدخل في اضابير الجامعات والندوات التراثية لقد قمت بلفت أنظار الكثرين من الشباب في الروابط النوبية لكتاباتك وأجمل شيء في سودانيز سرعة الوصول إليه عبر القوقل ..
البروف أنت كنز متعك الله بالصحة والعافية .. تعجز الحروف يا بروف ..
10-23-2019, 07:12 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
بعض من المعروضات للجناح النوبى من بين أطنان المقتنيات المدفونة فى قبو المتحف والتى يقال أنها تتجاوز 20,000 قطعة
وهذه المصوغات حاول المتحف إستنساخها لبيعها للزوار كمصدر دخل لدعم المعرض فأتوا بخيرة الصاغة فأجمعوا جميعهم أنه ليس ممكنا على الإطلاق القيام بذلك العمل لدقة النقوش وعدم القدرة على إبرازها من سطح المصوغة. فصرف المتحف النظر عن تقليدها وتفاوتت تعليقاتهم حول "لا ندرى أى مهارات أو تكنيك إستعمل فى صياغة هذه المجوهرات" و"ماهى آلاتهم للصياغة والنقوش؟" "حتما لا يوجد شبيه لهذا الأبداع اليوم!"
http://www.m9c.net/
http://www.m9c.net/ براعة صناعة الخزف من حقبة حضارة كرمة التى أذهلت المختصين برقة سمكها فأطلق عليها إسم "قـشـر البـيـض" لرقتها وهو تكنيك معقد يحتاج إلى مهارة عالية ودقة وصبر متناهى لتشكيل قطعة واحدة ناهيك عن مئات القطع. لاحظ مشابهتها لتصاميم الخزف الحديثة. ورضاعة الأطفال المبتكرة.
أما أبريق أسبالتا فقد صنع بطرق قطعة واحدة من الذهب فأعجزت تفسير الطريقة التى تم بها تشكيلها المعقد.
والعنقريب الجنائزى أحد الدلائل على إستمرارية الثقافة-الحضارية للسودان دون إنقطاع مما سأشرح لاحقا كيف ولماذا؟ وهذا لربما يفسر لنا عنقريب طقوس العرس والدفن فى الطقوس الجنائزية إلى اليوم بدلا عن التابوت كما فى البلاد الأخرى والمجاورة
11-21-2019, 01:16 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
بـشــرى للــوطـن ودوائر الحق تنداح يوما بعد يوم لتعم العالم مذكرة بأن ماضينا يتجدد بالثورة المباركة كما فى شعار الكـيان النـــوبى الـجامــع "بعــث جــديـد لـمـجـد تلــيد" _____ وول إستريت جورنال الــعــظـمـة الـتى كانـتـها الحضارة الـنوبيــة The Glory That Was Nubia *************************** ******************.
At the Museum of Fine Arts, Boston, an ancient civilization in what is now Sudan steps out of the shadows, thanks to a major show full of surprises.
بروف عبد الرحمن كيف الحال .. وألف مبروك على هذا الحدث العظيم الذي يثلج صدر كل سوداني وكل أفريقي .
طبعا أول مرة أسمع بهؤلاء الرواد السودانيين في أمريكا .. سمعت بشيخ ساتي ..لكن محمد علي دوسة وعلاء الدين وغيرهم ما سمعنا بيهم قبل كدا .. والسؤال ليه ..قامات سودانية كهذه لا يتم التوثيق لها ؟
أتمنى منك أن توثق لكل منهم في سلسلة مقالات ليتداولها السودانيين في الوسائط ويعطوا هؤلاء الرواد حقهم .
11-23-2019, 09:18 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
بـشــرى للــوطـن ودوائر الحق تنداح يوما بعد يوم لتعم العالم مذكرة بأن ماضينا يتجدد بالثورة المباركة كما فى شعار الكـيان النـــوبى الـجامــع "بعــث جــديـد لـمـجـد تلــيد" وول إستريت جورنال العـظمة التى كانتها الحضارة النوبية The Glory That Was Nubia ************************ ******************** At the Museum of Fine Arts, Boston, an ancient civilization in what is now Sudan steps out of the shadows, thanks to a major show full of surprises.
https://www.wsj.com/ar…/the-glory-that-was-nubia-11574202653https://www.wsj.com/ar…/the-glory-that-was-nubia-11574202653 شكى لى بعض الإخوة والأخوات عدم قدرتهم على الوصول إلى النص الكامل للمقال. فقمت بإستنساخه لتسهيل قراءته: ART REVIEW The Glory That Was Nubian At the Museum of Fine Arts, Boston, an ancient civilization in what is now Sudan steps out of the shadows, thanks to a major show full of surprises. By Melik Kaylan
Boston
Most people think of ancient Nubia, if they think of it at all, as a poor imitation and perpetual vassal of Pharaonic Egypt. Archaeological discoveries in recent decades have proved them wrong, incrementally revealing magnificent kingdoms. The show at the Museum of Fine Arts, Boston, titled “Ancient Nubia Now” aims to redress the balance further. As it should, since the MFA to some degree helped create that initial impression based on its foundational series of digs with Harvard University between 1913 and 1932, led by the famed George Andrew Reisner of Harvard. To this day, those finds constitute the greatest collection of Nubian artifacts outside of Sudan, the African nation whose upper-Nile region incorporates Nubia of old. So when the museum mounts a major exhibition of 430 choicest pieces out of some 25,000 in its vaults, the result turns out predictably spectacular and full of resplendent surprises.
What it doesn’t attempt to do is to tell ancient Nubia’s full story from its earliest beginnings, which predate Egypt’s and go back to circa 5000 B.C. as full story from its earliest beginnings, which predate Egypt’s and go back to circa 5000 B.C. as demonstrated by early rock paintings. Nor does the show address claims that Nubians ushered in Africa’s first iron age (c. 1000 B.C.). Rather, it concentrates on civilizational peaks through a reinterpretation of the best material from the Reisner years while illuminating the excavation process, the early photography, the locals who participated, the difficult conditions and why Reisner arrived at his premature conclusions. For example, he thought the great early Nubian capital of Kerma was a mere Egyptian outpost. To be fair to him, he had to unearth a culture lacking its own script until classical times while working in remote deserts in blinding sandstorms with 120 degree heat. Meanwhile, already extant Egyptian hieroglyphics had chronicles aplenty of subject Nubians, which, in hindsight, we can now construe better as Pharaonic propaganda.
The show is organized into four sections, each illustrating a major phase of Nubian history chiefly centered on the three powerful Nubian city-states of Kerma (2400-1550 B.C.), Napata (750-332 B.C.) and Meroë (332 B.C.-A.D. 364) with an in-between section devoted to the Egyptian occupation of Nubia (15501070 B.C.). The very first objects on view tell us that Kerma evolved its own indigenous craft techniques and aesthetics. Earthenware pots with glowing, seemingly ####llic glazes that look ultramodern. Deep-blue faiences as yet beyond the ken of Egypt.At its peak around 1700 B.C., Kerma was a vast kingdom stretching from the Nile into central Africa and the Red Sea. The city itself grew to include palaces, temples, tombs and extensive suburbs ensconced in green fields. At the end, occupied by invading Egyptians, overcome by desert sands, scoured by ancient looters, not much was left. Most of the artifacts here are fragmentary clues to lost glory, exquisite pieces of jewelry, etched mica and ivory. We learn that they didn’t mummify dead kings Pharaoh-style but placed them sideways on a leather cot, so they faded away, along with hundreds of servants sacrificed to serve them after death.
The era of Egyptian occupation shows aesthetics changing and the two cultures blending. Hieroglyphics appear on Kerma’s temple walls. Some Nubian officials flourish at the top of Pharaonic bureaucracy; the entire loincloth of one is the section’s star attraction. Other Nubians are depicted as slaves bearing gold, Nubia’s big export. But the real feast begins with the section on Napata. In this more southerly location on the Nile, Nubia (now known as Kush to Egyptians) makes its comeback, starts building its own pyramids, and even rules Egypt for a century.We see a gorgeous display of toilette pieces from the Napata royal women’s tombs. Amulets, bronze mirrors, a pair of huge stone eyes, full-size royal stone statues and funerary jars all prick the imagination. An utterly peerless gold-silver collarstyle necklace bewitches us, perhaps the finest object throughout. Nubians learn to use hieroglyphics and finally tell their own story. (We learn how they revered their mothers.) A statuette of the great King Taharqa, ruler of both kingdoms, patently wants to show us that Nubian Pharaohs were shaped differently. He is likely the Tirhakah mentioned in the Old Testament as ally of Judea against Assyria. Enchanting “Shawabty” figurines appear on the scene, sometimes buried by the thousands with kings, perfectly carved in Pharaoh shapes, ready to bring produce in from Elysian fields. The show suddenly abounds with them. Desertification and conquest overtook Napata, too, so the culture moved further south to Meroë, ancient Nubia’s classical-era capital, crossroads of multiple trade routes.
Meroite monarchs built hundreds of pyramids. Queens often ruled; one famously fought invading Roman armies to a stalemate. Nubia finally acquired its own (Meroitic) script, incredibly enough still undeciphered, though we see large royal steles densely inscribed with it. Roman bronze objects and a silver Neronian wine cup tell of fertile cultural contacts. As does an astonishing fifth-century B.C. Athenian painted black cup set in a stone horse-and-rider sculpture signed by the famed potter Sodates. From Athens, likely via Persia, it traveled for a century to a Meroitic royal child’s tomb and ultimately to the Boston museum where its eloquent history remains intact.
Mr. Kaylan writes about culture and the arts for the Wal Street Journal
11-25-2019, 05:58 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
سعيد جدا أنا. فقد وصلتنى الرسالة التالية من الإعلامى الأديب الأستاذ عادل الأمير الكردفانى الذى قام بإرسالها لعدد من أصدقائه وأخلائه. وكما ذكر فى ختام الرسالة فقد قام بتبويب المقال وإدراجه فى شكل كتيب على برنامج البى دى إف، الذى أشار لى عند تعرفى به وحديثنى معه، حتى تسهل طباعته والإحتفاظ به فى نسخة ورقية. وأنا شاكر ومقدر له هذا الفضل. ولذا فأنا على إستعداد لإرسال الملف لكل من يرغب فى طباعته والإحتفاظ به. فقط أرجو أرسال البريد الإلكترونى إلى بريدى الإلكترونى [email protected] ******* الــــرســـالـة بروف عبد الرحمن إبراهيم
أسعدكم الله مع شروق شمس كل يوم جديد ،
في مساء نهاية إسبوع سقطت ايامه سريعاً من عمرنا كحبات الودع السبعة. إحداهن وقفت على جنبها ( وحَمَّدَتْني ) وهي بشارة برسالة تحمل اخبارا سارة من بعيد كما تقول ست الودع.
الطقس يميل فجأة للبرودة دلفت للراكوبة ألتمس دفئاً وفرحاً ولأتابع أخبار وطني الجريح ، وأقف على أحوال أرضنا مسلوبة الخيرات وأوضاع أهلنا الماشين بالبركات رغم كيد الأعادي ومُدَّعى التدين. فإذا بمقال للعلامة البروفيسور عبد الرحمن إبراهيم محمد والذي استمتع كثيرا بكتاباته السلسة العبارات العميقة الدلالات غاص بنا في أعماق تاريخنا وخرج لنا بدرر وجواهر تبهج العيون وتسر القلوب فترتفع هاماتنا زهواً وفخراً بماضي اجدادنا التليد، فلقد أنهكتنا الفواجع والخطوب وأزكمت أنوفنا ملفات فساد سُرَّاق الوطن وفُسَاق التدين فهاجرنا نضرب في الأرض ولم يتبق لنا الا سنوات تعد على الأصابع ونكمل عقود توهان قوم موسى في سيناء وما وجدنا هناك وهاهنا مناً ولا سلوى. جذبني العنوان:
إعلان بوسطن مدينة نوبية : تهتكت أستار التزييف فتعرت أبعاد الجريمة
والذي نجره استاذنا وقطع حروفه وشكلها ولمَّعَها ثم رصها ولا عجب فهو نوبي حاذق وفطن فتدلت مفردات العنوان كحبات عقد من حلي كنداكات كوش. دقيقة الصنع بهية الشكل تعجبنا وتسرنا ولكنها تُدمي وتُدمع عيوناً حاسدة وتحرق نفوساً أمارة بالسوء. خبر وأي خبر ، إنه من أرض أجدادنا وحضارتنا النوبية الحاضرة والمغيبة .
إنهمكت في القراءة والتأمل وانا المسكون هذه الأيام بكوش وحضارتها فاذا بالمقال او الكتيب يبشرنا بمعرض نوبي ضخم لم يسبق أن عرضت محتوياته من قبل. والمعرض سيقام في الفترة من : ١٣ أكتوبر ٢٠١٩ إلى ٢٠يناير ٢٠٢٠ بمتحف بوسطن للفنون - ستعرض فيه مقتنيات نادرة وستقدم حقائقاً تنسف أباطيل وأراجيف قوم لنا كارهون وإدعاءات وأوهام ساقها تجار ونصابون وسموها لشئ في نفس يعقوب واسحاق وداؤود ونسلهم علما. ثم تمادوا فنسبوا فضل حضارتنا لغيرنا فانتفع منها من لا يريدون لنا خيرا. ولكن نورالله سطع وان كره الكارهون إسم السودان وانكروا عظم حضارته. أوقفت قراءة المقال ، وقررت أن أنسقه وأحفظه في ملف PDF لتسهل قراءته وتوزيعه لأهلنا حيثما كانوا. فعكفت عليه هذه الأمسية وإجتهدت بقدر ما أعرف وهانذا أرفقه لكم وبلغ عدد صفحاته تسعة وثلاثون صفحة .
هذا المعرض تشد له الرحال وأوصي نفسي وكل سوداني مستطيع بزيارة المعرض برفقة الأسرة ومقابلة البروف عبد الرحمن كاتب المقال لنقول له : لك منا خالص الشكر والتقدير بروف عبد الرحمن حفظك الله ومتعك بالصحة والعافية وأبقاك ذخراً لوطننا والذي هو أحوج ما يكون اليوم لعلمكم وعطائكم وخبراتكم. ---- عادل الأمير واشنطون في ٤ أكتوبر ٢٠١٩
12-03-2019, 05:07 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
تـــوت عـنخ آمـــون نـويـــراوى وتتالى الإكتشافات التى تهد خرافات التفوق العرقى ودونية كل ماهو سودانى. فيا للعظمة حينما تتضح كل يوم قامة أمة واحدة ذات مصير واحد رغم أنف أدعياء التزييف والتزوير والضلال وإدعاءآت مدرسة المركزية الأوربية والعروبية المدعاة.فإذا الذى ظلت مصر تقض مضاجع العالم به وتستحلب مئات الملايين من عرضة يتضح أنه ليس سودانيا فقط بل نويراويا مشلخا بفصائده. ولعمرى فإن هذا الإكتشاف أكمل لى دائرة الغموض فى فرضيتى حول لماذا حول أمونحوتب الرابع أو إخناتون (تجسيد روح الإله الاوحد آتون) عاصمة مملكته من الأقصر إلى تل العمارنة. فقد سبق عهده إكتشاف فخاريات تتطابق مع فخاريات العصر الحجرى الحديث فى الخرطوم القديمة التى إكتشفت عند حفر الأساس لمستشفى الخرطوم. وكانت فرضيتى أنه إرتحل بالعاصمة ليكون بين قومة وسنده فأمة الملكة تى كانت نوبية وقد زوجته بإمرأة أخرى غير نفرتيتى تسمى كيا وهى والدة توت عنخ آمون وليست الملكة نفرتيتى كما يصر زاهى حواس وشراذم مدرسة ما يسمى بالمصريات .https://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977https://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977
فى إطار الإستعداد لتدشين الجناح النوبى تمت عمليات تعريف وتدريب للقائمين والمشرفين على المعرض وإدارة المتحف وأقسامه ومعهده وأساتذة المعهد والمشرفين على العرض فى القاعات وكاتبو المعلومات عن كل مقتنى معروض ومعلومات تاريخية عن كل الحقب التى مرت بها الحضارة النوبية. ومن ضمن الحضور أساتذة المدارس الوسيطة والثانوية وكذلك بعض أساتذة التاريخ الإفريقى والحضارات القديمة فى الجامعات والمعاهد العليا. وتتفاوتت أعداد الحضور بين 100 و200 شخص. ولكن فى يوم تقديم محاضرتى أنا والإبن تامر إحتشد ما يزيد عن 350 شخصا دافعهم شيئان: يريدون أن يشاهدوا نوبيين معاصرين من سكان بوسطن والحافز الثانى هو الفضول فى معرقة كيف تأتى لحضارة فاقت السبعة الاف سنة مازالت مستمرة إلى يومنا هذ؟ا وهذه ظاهرة محيرة لدارسى التاريخ القديم الذين إعتادوا على معالجة حضارات سادت ثم بادت ولم يتبقى من آثارها المعاصرة غير أبنية ومقتنيات. فكانوا يريدون أن يفهموا ما السر فى إستمرار الحضارة النوبية وماهى أوجه إستمراريتها فى مجالات الحياة المختلفة. لذلك إستعنا فى المحاضرتين الأولتين بكثير من الصور التى تتطابق فى محتواها وممارساتها بما نقش على جدران المعابد والقصور والتماثيل والمسلات. وقد أحاط بنا جمع غفير بعد إنتهاء جلسة التدريب وأمطرونا بفيض من الأسئلة المستفيضة فيها كثير من الإندهاش والإعجاب والنية فى زيارة السودان ولمس هذه الحضارة النابضة عبر القرون.
فأستعدوا يا ناس مصلحة السياحة!
12-05-2019, 09:04 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12480
استاذنا البروف عبدالرحمن .. تحياتي .. يا ريت يا بروف زيارة للسودان ومحاضرات عن هذه الكنوز هناك شباب في غاية الحماس لمعرفة المزيد عن التراث النوبي متابعين كل ما تكتب حتى لو كان سطراً .. لأنك مفيد ومحب لبلدك وتراثك واصل .. تحياتي لأجمل وأوفى نوبي
12-05-2019, 06:55 PM
محمد الأمين موسى محمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470
رسالة إلى القراي: يجب أن يُدرس تاريخنا النوبي من أولى ابتدائي إلى نهاية السلم التعليمي الإجباري بحيث يغطي كافة تفاصيله. ولكن ليس بالطريقة التقليدية التي تستند أساسا على الكتاب، بل بطريقة تفاعلية ترتكز أساسا على الوسائط المتعددة وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والهوليغرام، والعاب الفيديو.
رسالة إلى فيصل الإعلام: يجب أن ترصد الحكومة ميزانية مقدرة لإنتاجات درامية توثق لهذا التاريخ العظيم: مسلسلات وأفلام وأفلام وثائقية وبرامج تلفزية وإذاعية.
12-05-2019, 11:04 PM
محمد على طه الملك محمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624
شكرا بروف عبد الرحمن على الجهد والتنوير الشائق الممتع .. الصورة ادناه قلت انها ضمن مصوغات زوجات بعانخي .. [/url][/IMG] سبحان الله لازالت بين مقتنيات أمهاتنا الموروثة هذه العقيقة الحرة .. لا يخرجنها ولا يستخدمنها إلا في جيرتق العروس .. ودا دليل يربط الحاضر بالماضي حتى فيما يتعلق بزينة المرأة .. اليك صور تلك مصوغات .. [/url][/IMG] [/url][/IMG] معليش الصور ما قدرت اصغرها لاني نقلتها بعد تصوير بالموبايل .
12-06-2019, 03:32 AM
Sinnary Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
التحية لكاتب البوست وزواره الكرامالحقيقة كنت كلما أمر على هذا البوست يعتصرني الألم، ومصدر الألم أن كاتب البوست ليس الزميل المجتهد كمال بشاشا ولكنه دكتور سوداني باحث ومثقف زاوجت كتابته عواطف سودانية جياشة للفخر والفخار. إبتداء من العنوان (إعلان بوسطن مدينة نوبية) مروراً بالمحتوى حيث أن إهتماماً بدأ حديثاً بالآثار السودانية التي كان يحتفظ بها المتحف دون تجشم الرغبة في عرضها كما يحدث مع أثار مصر القديمة.. وأن قرار العرض المؤقت الذي شهد في أحسن حالاته حضوراً بلغ ال350 شخص في مدينة يصل تعداد سكانها إلي 700,000 نسمة لا يحولها لمدينة نوبية. لم أرغب في التداخل إلا أن ما قرأته في المداخلة أدناه
Quote: تـــوت عـنخ آمـــون نـويـــراوىاً وتتالى الإكتشافات التى تهد خرافات التفوق العرقى ودونية كل ماهو سودانى. فيا للعظمة حينما تتضح كل يوم قامة أمة واحدة ذات مصير واحد رغم أنف أدعياء التزييف والتزوير والضلال وإدعاءآت مدرسة المركزية الأوربية والعروبية المدعاة. فإذا الذى ظلت مصر تقض مضاجع العالم به وتستحلب مئات الملايين من عرضة يتضح أنه ليس سودانيا فقط بل نويراويا مشلخا بفصائده. ولعمرى فإن هذا الإكتشاف أكمل لى دائرة الغموض فى فرضيتى حول لماذا حول أمونحوتب الرابع أو إخناتون (تجسيد روح الإله الاوحد آتون) عاصمة مملكته من الأقصر إلى تل العمارنة. فقد سبق عهده إكتشاف فخاريات تتطابق مع فخاريات العصر الحجرى الحديث فى الخرطوم القديمة التى إكتشفت عند حفر الأساس لمستشفى الخرطوم. وكانت فرضيتى أنه إرتحل بالعاصمة ليكون بين قومة وسنده فأمة الملكة تى كانت نوبية وقد زوجته بإمرأة أخرى غير نفرتيتى تسمى كيا وهى والدة توت عنخ آمون وليست الملكة نفرتيتى كما يصر زاهى حواس وشراذم مدرسة ما يسمى بالمصريات.https://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977https://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977https://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977https://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977[/QUOTEhttps://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977https://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977https://www.facebook.com/abdelrahman.moh...mohamed.35977[/QUOTEhttps://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977https://www.facebook.com/abdelrahman.mohamed.35977https://www.facebook.com/abdelrahman.moh...mohamed.35977[/QUOTE]
عندما قرأت ما جاء بداخل الكوت أعلاه وصل إستفزاز قلمي لقمته. و رأيت أن أتابع الرابط للوصول للوثائق التاريخية التي إعتمدها الدكتور حتي يبث البشارات لقرائه المنتشين بأن توت عنخ آتون أو عنخ آمون فيما بعد إتضح أنه ليس كوشياً فقط بل نويرياً مشلخ الجبهة ولكن للأسف إنتهيت إلى أن مصدر المعلومة التي إعتمدها الدكتور هو موقع لأخوة من جنوب السودان أورد رابطه هنا : https://cityscrollz.com/3004؟fbclid=IwAR2dhKpBEuf9jsIAOQCQ1LFuMWvqFwh_sSVfVaBi_JBsCNOytbiAOXVWrnQhttps://cityscrollz.com/3004؟fbclid=IwAR2dhKpBEuf9jsIAOQCQ1LFuMWvqFwh_sSVfVaBi_JBsCNOytbiAOXVWrnQhttps://cityscrollz.com/3004؟fbclid=IwAR2dhKpBEuf9jsIAOQCQ1LFuMWvqFwh_sSVfVaBi_JBsCNOytbiAOXVWrnQhttps://cityscrollz.com/3004؟fbclid=IwAR2...i_JBsCNOytbiAOXVWrnQhttps://cityscrollz.com/3004؟fbclid=IwAR2dhKpBEuf9jsIAOQCQ1LFuMWvqFwh_sSVfVaBi_JBsCNOytbiAOXVWrnQhttps://cityscrollz.com/3004؟fbclid=IwAR2...i_JBsCNOytbiAOXVWrnQ
والموقع لا يوثق لإدعاءهم بأن توت عنخ آمون نويرياً إلا بصورتين واحدة لتوت عنخ أمون مخطط الجبهة وأخرى لرجل من النويرمخطط الجبهة لتظهر التشابه بين الرجلين. لا أدري هل سعى الدكتور لأي توثيق آخر أم أكتفى بما أورده هؤلاء الشباب. أكتفي بهذا الآن
(عدل بواسطة Sinnary on 12-07-2019, 01:54 AM) (عدل بواسطة Sinnary on 12-07-2019, 01:58 AM)
12-07-2019, 00:26 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
لا أدرى ما سبب تحاملك أولا: أنا فعلا فخور بسودانيتى ولا أقبل فيها مزاودة. ولولا نوبيتى لما كان فخرى وإعتزازى بسودانيتى. ثانيا: لا أدرى كيف يستقيم لك عقلا أن تشير إلى نشاط داخلى مقفول للعاملين بمتحف بوسطن للفنون الجميلة فقط للتتدريب إستعداد لمقابلة مئات الألوف التى كانت ستهبط؛ وفعلا هبطت على المتحف لمعاينة المقتنيات لتعمم به فى تقريرك على
Quote: وأن قرار العرض المؤقت الذي شهد في أحسن حالاته حضوراً بلغ ال350 شخص في مدينة يصل تعداد سكانها إلي 700,000 نسمة لا يحولها لمدينة نوبية.
هل تعلم بأن المدعون لحفل الإفتتاح المقفول زاد عن السبعمائة وثمانون أستاذا جامعيا وصحفيا وإذاعيا وأعيانا للمدينة. وأن زوار الجناح النوبى بعد نهاية أسبوعه الأول بعد إفتتاحه فاق الـ 24,000 ألفا ولا زال الزوار يتدافعون يوما بعد يوم منذ أفتتاحه وسآتيك أن أردت كم من مئات الألوف زاروا الجناح منذ إفتتاحه. وأن من وفدوا إلى بوسطن لحضور الإفتتاح أو زيارة الجناح بعد إفتتاحه يوم 13 سبتمبر قدموا من كل أطراف الولايات المتحدة وجاءت قوافل فيها العشرات من كندا والباما وفيرجينيا وكاليفورنيا بل ومن أوربا واليابان وكوريا. فإن كنت لا تلقى بالا لما تناقلته وسائط الإعلام أتمنى أن تراجع قوقل لترى كمية التغطية التى حظى بها المعرض والذى تصر أن تبخسه قيمته العلمية والتاريخية والقومية.
ثانيا: يبدو أنك لم تقرأ لا المقال ولا توابعه من المعلومات وإلا فكيف لك ان تفسر ماذا يعنى تغيير أسم أكبر ميدان فى المدينة من أسم ثانى حكام ولاية ماساشوستس والذى إستن وأجاز وطبق هو وأبنه من بعده قانون الرق فى الولاية قبل أربعة قرون 400 عام بالتحديد؟ فأسم عائلة ددلى لا يمكن فصله عن بوسطن ويرتبط بإنشاء ثلاث مدن تحيط بالعاصمة بوسطن أهمها كامبردج التى تقع فيها جامعة هارافارد وأم أى تى وعشرات الجامعات والمؤسسات الخلاقة وأطلق أسم ددلى على أكبر شوارع المدينة و أكبر ميادينها تيمنا بتوماس ددلى وإبنه وجوزف ددلى الذى حكم من بعده. ورغم كل ذلك يتم تغيير إسم الميدان إلى الميدان النوبى. الا ترى أن هنالك حدثا تاريخيا يشهد برمزية جلال الحضارة النوبية؟
نحن نشهد التاريخ يصنع وأنت تجتزء نصا يشير إلى حصص تدريب لتتفه الحدث. أستقم يا أخى فى تفكيرك وطرحك فما أنا بعدوك وإن كنت ممن يبخسون كل إنجاز أو تميز للسودان. كفانا إذلالا للنفس وكرها للذات وإحتقارا لمكانتنا.
ما كنت أنوى التداخل لولا فظاعة طرحك المبتثر المغروض -- فيما يبدو، لأنك تقرر الحقيقة كنت كلما أمر على هذا البوست يعتصرني الألم. لا أدرى لماذا يعتصرك الألم؟ أشر إلى أى أخطاء أو أغلاط فى النص الذى يتحدث عن لماذا "إعلان بوسطن مدينة نوبية؟" ما أوردت حقائق تاريخية مثبتة وإن كان قد غيبت عنك وعن أغلب اهل السودان. فأنا سأظل أقرع باب الحقائق التاريخية ولن يثينى تشوه أفكار هيمنت عليها أضاليل وأكاذيب وطمس للحقائق. فأنا كما قال الفارابى "على المعلم أن يكون كذبابة الحصان" فالحقيقة يا رجل ليس كما تقول:يحتفظ بها المتحف دون تجشم الرغبة في عرضها فالحقيقة يا صديق هو أن المتحف عامدا متعمدا بسنة إستنها المنقب العنصرى رايزنر قرر عدم عرضها لأنها تؤكد حقيقة واحدة أن الشعوب الإفريقية كان لها قصب السبق فى كل إنجاز حضارى. نحن أمة صنعت التتراسايكلين قبل ما يزيد عن الثلاثة آلاف سنة فى حين إكتشفتها أوربا عام 1950. فأبحث يا أخى عن الحقائق وأستنر. فأنا: سأظل أقرع طبل الحق حتى يستقيم الحق حقا وتموت الأباطــيل التى شاهت لنا الرؤى محقا
معذرة لبقية الأخوة الذين رأيت أن أكمل سردى أولا ثم أرد على مداخلاتهم القيمة فردا فردا لاحقا. ولم أرد على الأخ السنارى إلا منطلقا من أيمانى القطعى بأن الخطأ يجب أن يصوب فورا وبلا أدنى تأخير للحد من ما يترب عليه من أثار هدامة.
12-07-2019, 03:23 AM
Sinnary Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
مهلاً على رسلك دكتور عبدالرحمن فأنا على كل الأحوال أحفظ مكانتك السامقة في وجداني، في أقراصي وإيماني فجهدك وعلمك مثبت وبادٍ تؤيده مساهماتك في المنابر العامة والعلمية كما أن لا أحد يزايد في سودانيتك ونوبيتك أو يقبل أن يزايد عليه بحجب ما تضمره العبارة فمن ينتقد المقال لا أعتقد أن عليه أن يبحث في حقيقة سودانيته لأن الأمر أمر حوار كم أتمنى أن يكتمل بعيداً عن شراك وشباك الشخصنة لقد سودت الصحائف في هذا الموقع وغيره دفاعاً عن سودانيتنا وإصولنا العريقة ولو أردت سأتيك بالروابط فلم ولن أزايد يوماً في سودانية سوداني وكم أندهش أن يطرح مثل ذلك في رهان الحوار لقد كتبت يا دكتور منتقداً مداخلتي ما يلي:
Quote: ثانيا: لا أدرى كيف يستقيم لك عقلا أن تشير إلى نشاط داخلى مقفول للعاملين بمتحف بوسطن للفنون الجميلة فقط للتتدريب إستعداد لمقابلة مئات الألوف التى كانت ستهبط؛ وفعلا هبطت على المتحف لمعاينة المقتنيات لتعمم به فى تقريرك على
Quote: وأن قرار العرض المؤقت الذي شهد في أحسن حالاته حضوراً بلغ ال350 شخص في مدينة يصل تعداد سكانها إلي 700,000 نسمة لا يحولها لمدينة نوبية.
ولكن مداخلتي تأسست على ما كتبته يا دكتور في مداخلاتك أعلاه وأكوته لك أدناه:
Quote: فقد أصدر متحف بوسطن للفنون الجميلة بيانا صحفيا بعنوان "متحف بوسطن للفنون الجميلة يعيد النظر فى قصة الحضارة النوبية بمعرض يستكشف علاقات القوة والعرض التمثيلى والتحيز الثقافى العرقى العنصرى،" كدعوة لطلاب المدارس لزيارات ممنهجة للمتحف فى فترة العرض الممتدة من الثالث عشر من شهر أكتوبر إلى العشرين من شهر يناير عام 2020، إلى حين توفر المبالغ المطلوبة لإنشاء الجناح الدائم.
وأردفته يا دكتور بمداخلة قبل عدة أيام جاء فيها الآتي:
Quote: وتتفاوتت أعداد الحضور بين 100 و200 شخص. ولكن فى يوم تقديم محاضرتى أنا والإبن تامر إحتشد ما يزيد عن 350 شخصا دافعهم شيئان: يريدون أن يشاهدوا نوبيين معاصرين من سكان بوسطن والحافز الثانى هو الفضول فى معرقة كيف تأتى لحضارة فاقت السبعة الاف سنة مازالت مستمرة إلى يومنا هذ؟
واضح مما كتبته أعلاه يا دكتور أن هذا العرض المؤقت الذي وصل في أحسن أيامه إلى 350 شخص يتجافى والدقة في عنونة البوست بإعلان بوسطن مدينة نوبية كل مآخذي أنك دكتور تعني بالدقة والتوثيق وفي مثل هذا العنوان على أقل تقدير شيئ من المذق والتضليل لا سيما للقاريء الذي يكتفي بتقرير ما يوقعه العنوان أو القارئ البسيط غير الناقد الذي يأكل كل الطعام حلاله وحرامه وكل ما جئت به يا دكتور من حقائق كتسمية الميدان يسعدنا ولكنه لا يبرر التعميم في العنوان ولقد كتبت أنا في أكثر من بوست عن المقتنيات النوبية بمتحف بوسطن تحت إدارة الأخت ريتا كتبت وطلبت من الأخت إنتصار صغيرون أبان عملها في شعبة الآثار في جامعة الخرطوم المطالبة بنقل الآثار النوبية بمتحف بوسطن كلها أو بعضها للسودان.. فأمر هذه الآثار يهمنا جميعاً وتسعدنا الدراسات العلمية المعنية بكشف النقاب عن قديم تاريخنا دون الإنسياق في مسارات الادعاءات المجانية غير المؤسسة أيضاً أساءني جداً ممارستك لمغالطة رجل القش بتلخيص محتوى ما كتبته بشكل أفضل ما يمكن وصفه به خلوه من الحرص في الصياغة (مع حسن النية) بوصف كتابتي بتتفيه الحدث ومقالك بنقل التاريخ الذي يصنع أمام حدقيك. كما ذكرت لك أن هنالك الكثير فيما كتبته كان يمكنني التعليق عليه مبيناً إختلافي معك فيه ولكن إجلالي لك زجرني عن الكتابة والدخول في حوار يحتمل الشخصنة وهذا يبدو أنه يحدث الآن إلا أن نقلك عن موقع الأخوة الجنوبيين مؤمناً على إدعائهم بأنه ثبت أن توت عنخ آمون ليس نوبياً فحسب بل نويرياً مشلخ الجبهة وتأمينك على ذلك نفض قلمي نفضاً لمعارضة كنت أتمنى أن تجد منك المراجعة والإعتذار أو تحقيق حقيقة غابت علي
مساك الله بالخير يا دكتور عبدالرحمن
12-07-2019, 08:00 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
الأخ السنارى لك التحية ولكن ساءنى إجتزاؤك وتخيرك لنص غير موفق. يا أخى أقول لك الـ350 كانوا فى محاضرة تدريبية أستعداد للحدث وتصر أنت ان ذلك كان الحضور
Quote: واضح مما كتبته أعلاه يا دكتور أن هذا العرض المؤقت الذي وصل في أحسن أيامه إلى 350 شخص يتجافى والدقة في عنونة البوست بإعلان بوسطن مدينة نوبية
مرة أخرى أصر على انك تحرف كلامى فالــ350 لم يكونوا زوارا ولكن موظفين وإداريين ومتطوعين لتدريبهم على عرض يتوخى الدقة فى الإختيار والشرح للزوار. يعنى بالواضح ديل ناس المتحف والمشرفين وليس أشارة للزوار. أما الزوار فقد كانوا بالآلاف المؤلفة يا صديق.
أقول لك أن تغيير إسم الميدان بعد أربعمائة سنة من إنشائه وتسميته بإسم أحد مؤسسى مدينة بوسطن وثلاث مدن مجاورة لها ومواقع محيطة بها وفى قلبها تغيير الأسم إلى الميدان النوبى وطرحه فى إستفتاء ليكون رمزا فى مركز الثقافة والعلم والتمدن. أذن أنا لا ولم ولن أدخل فى مغالطات ولا أمارس " المذق والتضليل ... والإدعات المجانية غير المؤسسة" أما إختيار الإسم للمقال فهو للمجاز فلو قرأت المقال بتجرد فستجد أنه يتسق مع ما رميت إليه. فكيف لا يكون لتغيير أسم الميدان بعد أربعمائة سنة ليس تحولا تاريخيا. وإنى أتمنى أن تحضر إجتماعا للجنة إعادة تسمية الميدان وإجتماعات مجلس المدينة التى إستمرت خمس أعوام كاملات، لترى الفرح والنشوة فى وجوه المجتمعين بفوز المقترح فى الثلاث دوائر الإنتخابية حول الميدان بـ76% من الأصوات. أليس بعد كل هذا دليل على أهمية الحدث التاريخى فى مدينة بوسطن درة الحضارة الأميريكية؟
رجائى قراءة المقال وما تلاه بتجرد مبعدا عن بالك كل ما قد تحمله فى نفسك من حساسية تجاة كلمة "نـــوبى" بنظرة قبلية ضيقة فالحضارة النوبية من أسس عظمة الأمة السودانية وليس تفضيلا لأهلها على أى مكون آخر فى السودان. وهى التى فقد أهلها كل شئ: الأرض والتاريخ العريق بإغراقهم وهم نيام وترحيلهم إنتزاعا من محيطهم أربعة مرات بقسوة لا شبيه لها إلا فى تهجير القوازق بواسطة ستالين ومسار رحلة الدموع لسكان أميركا الأصليين. فطوال مائة وثلاثين عاما أو يزيد هجر النوبيون ومزقت أسرهم وفقدوا كل شئ إلا تكافلهم ولكن ظلت شيطنة الضحايا وهم الذين تعرضوا لقسوة فقد الوطن والمستقر عام 1902 وعام 1912 وعام 1932 ثم فيضان الإغراق إلى الدبة عام 1936 والترحيل الكارثى عام 1964. فإن كانت النية فى أعداء الأمة النوبية هو محوهم تماما حضارة وتاريخا وثقافة وتميزا ومحو ذاكرتهم فإن ذلك مصيره الفشل لأن النوبة والنوبيون باقون فى ضمير كل من له عقل يميز وضمير يرفض التجنى. فسهام الشيطنة ظلت تعصف بالنوبين فى تواتر مخجل بالهجوم على كل ما يحمل أسم النوبة فى مصر والسودان خلاف ما يجدون من إنصاف وتعزيز فى مراكز الحضارة والثقافة والوعى.
قد لا تكون واحدا من أولئك الذين يضمرون الشر للأمة النوبية ولكن مسار مقالك يشى بذلك. وأنا أتحدث كخبير أكاديمى فى علم التواصل الأدراكى وأدرى ما تعنى الكلمات وما تحمل بين السطور التى تحكى كثيرا عن النوايا.
كن بخيرولا ضرر ولا ضرار.
12-07-2019, 08:35 AM
Sinnary Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770
النوبية هي بعض عروقي وزوجتي كذلكم نوبية فلا تارات شخصية معها يا دكتور ولا خلاف بأن السودان الكبير عندي هو أصل الوجود البشري وصاي أصل الحضارات رغم أنف المركزية الغربية ونحاسي زيف الأصل المتعدد للبشرية كتبت ذلك في مداخلات عديدة وقريبة فما يجمعنا يا دكتور أكثر مما يفرقنا لكن يبقى لنا الحق في الإختلاف إختلافنا في التحليل والفهم لا يقلل من إحترامنا لك وأنا واع بأن مكانتك وعلمك يعلواني مقاماً فقط أتمنى أن نحتمل الإختلاف والمقامات محفوظة لك الحب والسلام والتحية
12-07-2019, 03:01 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
ديـمـومة الـثـقافـة-الحـضارية النـوبية وإسـتمراريتها فى مماراسات الـتـراث الـيومى ************************************************ الأخ سنارى لك التحية والتقدير. هذه هى الجلسة التدريبية التى حضرها 350 من الإدرايين والمشرفين والمصممين وفنانى العرض إضافة إلى موظفين آخرين بالمتحف والمؤسسات المتعلقة بالمعرض من أدلاء وشارحين للمجموعات وبائعى هدايا تذكارية إضافة إلى أكاديميين مهتمين بالتراث والتاريخ النوبى وكانت فى قاعة محاضرات المتحف وليست فى صالة العرض
12-09-2019, 05:21 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
إدمون بارى قيثر مدير عام المركز القومى للفنانين الأفروأميريكيين فى بوسطن رجل مبدئى ومن قادة الفكر خاصة فى فترة الحقوق المدنية وقد تعرفت عليه حينما عملنا فى لجنة عرض بعض المقتنيات النوبية فى متحف الفنون الجميلة عام 1991 والذى شرفه أيضا حمزة علاء الدين الموسيقى المبدع. وبارى هو الذى أعاد بناء مدفن الملك أسبالتا بكل بهائه وتفاصيله بدرجة مذهلة والذى يقبع فى متحف المركز الغنى بمقتنياته الفنية الإفريقية. وهو هنا يتحدث عن التعبير الفنى الأفروأميركى لرباطهم العاطفى مع الحضارة النوبية كتجسيد للعظمة الإفريقية أما جستر هيقنز فهو مصور يعد من أبرع المصورين الصحفيين فى العالم. وهو هنا يربط البعد الروحى فى الكينونة الإفريقية خاصة فى الحضارة النوبية مع المحيط والإنجازات الملموسة وتكنيكه هو فى التصوير أما البروفيسور نيدرا لى فهى متخصصة فى علم الأجناس الآثارى من جامعة ماساشوستس وهى آثارية معتنية بقضايا الهوية عند السود المتحررين من العبودية و ما تمثله الحضارة النوبية لهم كواحدة من المراجع التاريخية لعظمة الحضارات الإفريقية
12-10-2019, 08:48 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
أشكر لك طيب ثنائك على جهد أراه واجبا وطنيا ودينا مستحقا لشعب عانى الامرين وما زال يعانى من أنانية متعلميه وفشلهم فى خدمة من مهدوا لهم لينالوا ما ناولوا من تعليم ومناصب. وأشكر لك تمييزك الفكرى لمكونات المجتمع السودانى مضاهاة مع الحقائق المجردة والمثبتة تاريخيا
فعظمة وجلال الحضارة النوبية لم ولن يفهمها أو يستوعبها المتشبعون بالإستلاب العروبى الذى يفكر دواما من منطلق خلفية قبلية مقيته. وهذا إرث متغلغل فى السايكولوجية العربية من أيام حرب البسوس وداحس والغبراء. ونقل إلى حيث أرتحل العرب وأستقروا وأستغله مفكرو الدول الإستعمارية فى تصميم مناهج وأساليب حكم وتعاطى مع المجتمعات المستعمرة تعتمد على إستنهاض العصبية القبلية التى أضطروا فى كثير من الأحيان إلى خلقها عمدا حتى فى المجتمعات العشائرية التى لا تنظر الى الآخرين من وجهة نظر"قبلية" فأطنب علماء الأنثروبولوجيا أو بمنطق أدق "علم الأجناس" الإثنى فى ترسيخ مفهوم القبلية وأستغلها الأداريون الإستعماريون كسياسة فى توطيد سلطة المستعمر المهيمن بخلق علائق قوية مع بعض من نصبوهم زعماء وإن إنحط قدرهم. وعلى ذلك النهج سار الإستعمارى السير فردريك لوقارد فى ترسيخ ذلك النظام فى نيجيريا ويوغندا بعد نجاحه فى زنزيبار وثم تطبيقه فى السودان. لذلك سيطرت على العقلية التى تدربت وتربت ونشأت فى كنف الإدارات الإستعمارية قناعة بأن كل شئ مرتبط بالقبيلة مستهدية فى أساسها بالعقلية العربية التى أنجبت ومكنت للتفكير فى إطار القبيلة. لذلك نشأ عند كثير من السودانيين رهاب فكرى من مجرد ذكر كلمة"نــــوبـــى" مفسرين لها بأنها تشير إلى الحلفاويين والمحس والسكوت والدناقلة والكنوز. دون النظر إلى معناها القيمى كإشارة إلى ثقافة حضارية هى فى اساسها بذرة الكيان القومى السودانى فى معناها الشمولى. وظلت هذه النظرة القبلية الضيقة المعيار الذى عادى به كثيرون كلمة "نوبى"؛ بلا سعة أفق ثقافى-حضارى يشير ليس إلى قبيلة أو قبائل أو أعراق وإنما إلى حضارة إنسانية ميزت الوطن على كل ما عداه من بلاد. وهنا آن لنا أن نفرح بتجرد عقلية أجيالنا الصاعدة وتحررها من عقد القبلية والإثنية والنظر إلى الوطن بمنظار شمولى يسمو فى نظرته بالنفس إلى مرافئ الوعى القومى والفخار بكل إنجاز لأى مكون من أبناء الوطن. فبالله عليكم أستعموا إلى جمال تعابير إبنة بوسطن الشابة لنا بشير وهى تحكى روعة إحساسها بصدق وعيناها تعاين الفخار الذى خلفته لنا الحضارة النوبية. فطوبى لنا وطوبى للوطن بأجيال تعرف قيمتها وإنسانيتها وعظمة إرثها:
12-10-2019, 12:54 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12480
استاذنا الجليل عبدالرحمن .. تعجز الحروف عما تقدمه في المنبر عن تاريخ النوبة لم نكن نعلم أن هذا الكم الهائل للتاريخ النوبي في أمريكا ومن الأفضل ان يبقى هناك لأنه في الحفظ والصون
استاذنا القدير .. والله حرام أن تنثر هذه الدرر في منبر سودانيز فقط لا بد من جولة في السودان .. قبل سنوات قليلة حضرت يوم نوبي في جامعة النيلين أكثر من 600 طالب وطالبة في قاعة .. ولكن المادة المقدمة لهم لم تكن ذات عمق برنامجك : يبدأ من النادي النوبي ، ثم الجامعات زيارة للبركل .. والأهم زيارة للدفوفة ( كرمة دوكي قيل ) متحف شارلي بونيه ومحاضرات في كلية السياحة والآثار ( جامعة دنقلا ) لقاءات مع القنوات الفضائية وخاصة قناة الشمالية
كنت حريص على نقل كتاباتك في منتديات القرى النوبية نال الكثير من الاعجاب ..
تحياتي يا رائع يا أصيل
واصل
12-12-2019, 08:38 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
شكراً جزيلاً على هذا المقال الرفيع الذي قرأته بالراكوبة منذ بضعة أيام ونقلته برابط الراكوبة إلى الفيس بوك ولعدد من القروبات.
وفي الحقيقة وصلني أوديو من أحد الأصدقاء لمهندس نوبي له اهتمامات بالدراسات النوبية اسمه على حسن على قيلي وله كتاب مهم اسمه "الكُشَر" (وهو كما تعلم مفتاح من الخشب وهو من ملحقات باب الحراز/السُنُط القديم). لقد أعجبني جداً المنظور الذي اتخذه المتحدث للرد على الأسئلة التي طُرحت عليه وكأنِّي به منظور لكتابه، ووددتُ لو أسمعك هذا التسجيل لأهميته.
سأحاول جاهداً حضور "المعرض - الإعتذار" إذا تمكنت من الحصول على إجازة.
عظيم امتناننا لك.
الإعجاب والتقدير للحضارة النوبية لا ينتهى وإنبهار لايقارن بروعة مخلفاتها التى يستحيل إعادة صناعتها أو حتى تقليدها رغما عن تطور كل الأدوات والماكينات والأجهزة المعاصرة. وكبف يعمل المتحف كل ما فى وسعه جاهدا ليصحح أخطاء العنصرية التى شابت الحجر على هذه المقتنيات الحضارية لما يزيد على قرن من الزمان. فهل من عاقل يظن بأن ليس أو لم تكن هناك مؤامرة عنصرية قذرة لحجب عظمة تاريخنا السودانى فى تلك الحقبة من التاريخ النوبى الأساس لكل ما تلاه من عظمة مع صون للبلاد وحمايتها من أى غزو أجنبى يغير من طبيعتها الثقافية-الحضارية ويحفظ للمجتمع السودانى إستمرارية قل أن تتوفر فى شعب آخر؟ فطوبى للوطن وطوبى لأبنائه بعظمة تاريخ أعاد تجديده شبابنا فى ثورة مظفرة نتمنى أن تكون إنطلاقا لــ"بعث جديدلمجد تليد"
12-13-2019, 08:59 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
أتيت ببعض من مداخلة الأخ الفاضل بريمة مشيرا إلى أسئلة منطقية رددت أنا عليها أعلاه فى ردى على الأخ بريمة
Quote: شكراً جزيلاً للقامة الوطنية السامقة البروفسير عبد الرحمن إبراهيم^ وشكراً جزيلاً للأخ بريمة على طرح هذه الأسئلة الموضوعية: Quote: لماذا لا نجعل الحضارة النوبية قضية سودانية والدفاع عنها يتم من كل أبناء السودان؟ .. . وماذا تعنى هذه السردية لك في مضمار قضايا الحقوق المدنية .. التى ينشدها جيل الألفية الثانية الذي ثار ضد أي موروث ويبحث عن حاضره ومستقبله ..؟ نحن عايزين أجابات في ظل التحول التأريخي الذي يشهده السودان .. ماذا تريد أن تقول لوزير الثقافة والاعلام أن يفعل؟ وماذا تريد منا كشعب سوداني يريد أن يهتم بأرثة الأنساني وللأنسانية جمعاء .. بما فيهم الحضارات الأخري كالحضارة الأشورية والبابلية والرومانية والأغريقية، حضارة المايا في أمريكا اللاتينية ..؟
الإحابة على كل هذه التساؤلات أشرت إليها فى ردى على الأخ بريمة. ولكن تتبقى إضافة هامة الأ وهى ذات شقين أولهما الحدث فى إطاره التاريخى والثانى هو المفهوم السائد فى أذهان العالم.
فالحضارة النوبية ليست هى حضارة المحس والسكوت والكنوز والحلفاويين فقط وإنما هى ثقافة-حضارية عاشها واقع تاريخى سابق بكل أبعاده السياسية والفكرية والإجتماعية والدينية. فهى ليست إشارة إلى عنصرية قبلية بقدر ما هى أشارة كيانية إلى ثقافة-حضارية تشكلت فيها أصالة الأمة السودانية بما ورثه المجتمع السودانى منها كعمق تاريخى وحافظت على هويته بالدفاع عنه وصد كل من حاول تغيير الخارطة الثقافية بالغزو الإستعمارى من أقوى الأمم يومها من رومان وإغريق وفرس وهيلينين وهكسوس وبيزنطينيين وعرب وفرنسيين ومماليك. وهذ ما يفسر إستمرارية الممارسات الثقافية-الحضارية السودانية إلى يومنا هذا كما أوضحت فى محاضرتى لطاقم متحف بوسطن للفنون الجميلة وكتبت عنه كثيرا حتى فى هذا الموقع.
والبعد الثانى هو تشكل المفهوم العالمى للحضارة النوبية حيث صارعت كل المفاهيم المغلوطة والإستعمارية لتبرز كقيمة حضارية عالمية ترسخت فى مخيلة المدافعين عنها وحتى أعداءها ككينونة لا يمكن تجاهلها. ولقد لعب المفكرون الأفارقة والأدباء والمثقفون من الأفارقة الأميركان من دعاة المركزية الإفريقية دورا هاما فى إبراز الحضارة النوبية والإحتفاء بها كما ورد فى أعمال المفكر السنغالى المؤثر جدا الشيخ أنتا ديوب والأفروأميريكيين من أمثال تشانسلر وليماز ودو بويز وروائيين وشعراء وموسيقيين ومغنيين مما سأعرض إليه لاحقا. ويكفينى هنا ألإشارة إلى أيقونة العمل الأوبرالى المسرحى العالمى الضخم "أوبرا عائدة" الأميرة النوبية التى شغلت المسرح الأوبرالى العالمى ووضعت مصر يدها عليها لتكون واحدة من أهم جاذب للسياح؛ وأهل عائدة الحقيقيين لا يحيرون حتى معرفة بها. ومثال آخر حديث برزت فيه أهمية الرمزية النوبية فى عمل الفنان العالمى ويكليف جين فى تمجيد ثورة السودان
12-14-2019, 03:48 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
أخى الأستاذ علي عبدالوهاب عثمان ركيزتنا فى فهم التراث النوبى والمفاهيم الإنسانية المحيطة بالوجود النوبى. أشكر لك كرمك فى وصف مجهوداتى فى النقل.
Quote: التحية للبروف الهميم بتاريخ النوبة تعجز الحروف عن التعبير .. حبيبنا البروف أرجو ان تجمع مقالات وبحوثك في كتب تكون مراجع للتراث النوبي
ولكن فى الحقيقة أنا فى نقلى لأى معلومة أتخير الصادق الموكد من التجارب والمعلومات بحكم تشبعى بفهم عميق للمآسى التاريخية التى عبر خلالها الكيان النوبى كعنصر إنسانى وكثقافة-حضارية عشتها فى بيتنا وفى أسرتنا الممتدة فى كل المناطق النوبية والأهم هو ما جمعته من روايات كبارنا الذين كانت لهم الرغبة الصادقة فى التوثيق للأحداث وغمسنا فى معنى أن نكون نوبيين. وقد عمق ذلك أن دكان الوالد عليه رحمة الله كان ملتقى للنوبيين من كل الأقاليم النوبية فهو الذى أرتحل جده من كوكة فى عمق المحس ليقيم فى قسطل وأبناء عمومته فى أدندان ودغيم وإخوته فى دلقو والترعة، حينما لم تكن هناك حدود تفصل بين النوبيين وحركتهم؛ ولم يكن هنالك التمييز بين المحس والسكوت والحلفاويين فكلهم كانوا يتكلمون النوبين أو ما يعرف بالفدجة. لذا لقب بالبربرى تمييزا له من أصالة الإنتماء لحيث ولد. لذلك تجد يافطة دكانه فى السوق العربى بالخرطوم تقول مخازن عطارة الشرق لصاحبها أبراهيم محمد عبدالرحمن الشهير بالبربرى ومن هنا تجمع لدية كل من أراد إقتناء أفخر العطور لزواج أو الأعشاب النوبية لعلاج من ارث أمتد بين المحس والحلفاويين لأسرة أمتهنت التطبيب والتدريس ثم ليرتبط بأسرة والدتى الشبيهة بخلفية أسرته التى كانت من الدر حاضرة النوبة المعاصرة يومها بعد ضمها إلى مصر وكرسكو من أسرة محمد خليل الآسى الذين أيضا كما يظهر الأسم إمتهنو التطبيب والتعليم. فكان لقاء أهم الحواضر النوبية فى كوكة وقسطل والدر وحلفا مع معارف جمعت بين التطبيب والتزين العطرى. وكانت إقامته فى بورتسودان مع رفاق من أعمدة الدناقلة معبرا لعلائق أكملت دائرة الإنتماء النوبى المتكامل فتحدث الأندادى بطلاقة. وأكملت أنا توثيق الرباط بالإرتباط بإنسانة عظيمة ترجع أصالتها إلى دنقلا.
وكما ذكرت كان دكان الوالد عليه رحمة الله ملتقى لكل النوبيين من كل مناطقهم ومفاهيمهم فتشبعت فينا الأرواح وأستقينا الحقائق عن جسامة المآسى التى تعرض لها النوبيون عبر الحقب التاريخية من حملات التقتيل التى بطش فيها صلاح الدين الأيوبى وبعده المماليك والأتراك والإنجليز والمصريين بسكان المدن والقرى المسالمة. ثم كان تمزق الأسر عند بناء خزان اسوان عام 1902 ثم التعلية الأولى عام 1912 وبعدها التعلية الثانية عام 1932 وفيضان1936 ثم الطامة الكبرى عند بناء السد العالى والتهجير الذى فصل أسرتنا بين كوم أمبو وخشم القربة عام 1964. وكل المآسى المصاحبة لكل واحدة من تلك التهجيرات الإجرامية من غرق من كانوا نياما أو سقطوا بين أخاديد الجبال أو لدغتهم الأفاعى أو أبتلعتهم الأصلات والتماسيح ومزقت أحشاءهم المرافعين والذئاب أو ماتوا مرضا بعد تفشى الأوبئة التى لم يعرفونها من قبل. إنها صور قاسية لا تراها تذكر. فكان عزاؤنا هو تكافل النوبيين فى عملية مواساة جماعية تربط بين المصابين بفواجع المآسى مما عده الجهلاء عنصرية. وهنا توطد الوعى الجماعى لثقافة-حضارية حفظتها الذاكرة فترسخت. ومن هنا كانت أصالة طرحى الأكاديمى لمفهوم الهوية كمرتكز الذاكرة بخصوصية وتفرد الفرد والمجموعة. لأن "الوجود في العقل الذي هو في ذاته مرتكز الوعي، وأس الكيان، وصائغ الواقع لذا كان خيارى أن أكون بوعى حافظا لذاكرة الأمة النوبية وثقافتها-الحضارية. فطوفت بكل المواقع النوبية ووثقت لفاجعة التهجير عند بناء السد العالى بزيارة كل قرية ومدينة لنا فيها أهل بناء على وصية الوالد عليه رحمة الله بزيارة الأرض الأم قبل زوالها إلى الأبد. فكيف لى أن أنسى كل تلك العظمة وما آلت إليه حالنا اليوم مشردين مطاردين حتى فى لغتنا وتمسكنا بهويتنا فى عملية مواساتنا الجماعية التاريخية لا تشبهها تجربة أخرى لم ينمحى وجودها كسكان أميركا الأصليين، إلا فى تجارب ترابط الأرمن والأكراد.
وهنا يطيب لى الإتيان برأى الدكتور شوماركا كيتا عالم الأجناس البيولوجى بمعهد الإسماثونيان يوضح أهمية المعرض من وجهة نظر تأخذ فى الإعتبار العنصر الإنسانى للإنتماء العرقى (الإثنى) فى التاريخ القديم كمعيار لدارسة الأثاريات والحقب التاريخية مما يعنى إسقاط المفهوم المعاصر للتحيز العرقى
12-17-2019, 03:40 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
أخى الدكتور ياسر Yasir Elsharif لك الشكر والتحايا على دعواتك الطيبات و الفيديو
Quote: أستاذنا الجليل عبد الرحمن
لك التحية والتقدير والاحترام
ربنا يبارك في حياتك وفي عمرك ويمتعك بالصحة والعافية.
قرأت المقال بنفس واحد.
كما تعلم أن الإنتاج الفكرى له دور كبير فى تشكيل التوجهات، ألى درجة إعتمادى على ذلك كأحد المرتكزات فى رسالتى للدكتوراه حول قضايا الهوية والثقافة والمرجعية والأيدولوجية والتقاليد والشرعية بإعتبار أن الإنتاج الفكرى هو نتاج لواقع يعيشه المنتج وفى نفس الوقت له الدور الديالكتيكى فى تشيكل الرأى والتوجهات خاصة فيما يتعلق ببعث التراث من قبل المثقفين أمثال الكابلى ومحمد الأمين وعبدالله الطيب والطيب محمد الطيب مثلا (وهذا شئ آخر سأعرض عليه لاحقا). ولكنى هنا أحضر هذا النص للبروفيسور نيكول الجو مديرة برنامج الدراسات الإفريقية فى جامعة نورث إيسترن فى بوسطن وهى متخصصة فى أدب النهضة الأفروأميريكية والإنعتاق من العبودية. وهى هنا تعرض لبعد الإسقاطات الثقافية الناجمة عن الوعى بعظمة الحضارة النوبية. وهو مجال أتمنى متابعته لاحقا حين حديثى عن أثر عظمة الحضارة النوبية على تشكيل أفكار العزة والكرامة وسط الأفارقة الأميريكيين وإنتاجهم الفكرى. وهى فى هذا النص تخصص الأثر الناجم عن الوعى بعظمة الحضارة المروية فى الإنتاج الأدبى. وهو رأى جدير بالمتابعة
12-19-2019, 08:22 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
لك التحايا الطيبات. وسرنى أن سقت سؤاليك حول ما نحن فاعلون بإخوة الجيرة
Quote: البروف الجليل عبدالرحمن عِمْتِ صباحا يا عزيزنا أولاً أعجبت جدا بأسئلة الاخ بريمة و ملاحظاته.. و هي أسئلة و ملاحظات قد تكون تدور في أذهاننا و أذهان البعض دون أن نفكر في طرحها. و في الحقيقة فنحن بحق نعتبر كل حضارات و تاريخ السودان هو تاريخنا و نشعر بأن حضارته ننتمي لها و تنتمي لنا...لا نفرق بين هذا و ذاك.. لذلك نهتم بكل كشف يثبت مساهماتنا في الحضارة و التاريخ الإنساني.. و اليوم بعد غياب، كما توقعنا جاء ردك كافيا و شافيا للغليل و محيطا بكافة التساؤلات الحاضرة و الغائبة.. لا أدري يا بروف أين تكمن المشكلة في عرض تاريخنا للعالم و معرفتنا به قبل أن يعرّفه لنا الأخرون... أعتقد هناك بعض العقبات:من أهمها تاريخنا المرتبط مع مصر الذي يحتاج لأن ننسل منه..أي أعني أن نفرق بين تاريخنا و تاريخهما و نقاط الالتقاء معهم و نقاط الافتراق... و نتمنى أن يتم ذلك لا بالتنافس أو المكايدات و لكن بالتفاهم و التعاون..لأن الموضوع في النهاية موضوع علمي بحت.. العائق الثاني هو أن ننسل من تاريخنا مع أثيوبيا التي غطت علينا خاصة في العهود الاغريقية و البطلمية فتتداخل اسمها مع اسم بلادنا فاختلط الأمر علينا و على الآخرين... كلا الأمرين يحتاجان لكوادر متخصصة تقوم بهذا العبء..و هو يحتاج لجهد و وقت و عدد كافي من المتخصصين في التاريخ و الحضارة. فلا يكفي أن تأتي معرفتنا عن تاريخنا في شكل مقالات موسمية و مبتسرة لا تملأ الكف,,بل نتمنى أن تحمل مناهجنا الدراسية كل ما يمت لتاريخنا بصلة حتى ينشأ صغارنا و هم يحملون بذرة البحث العلميفي التاريخ و يحملون الهم الوطني في وقت مبكر..و أن لا يكون مصيرهم كمصيرنا نحن الذين التقطنا الفتات و نحن كبارا.. و نحن على الدوام نطمع في المزيد منك و على الدوام كذلك إن شاء الله متابعين ما تكتب.. حفظك الله يحفظك و زادك علما و صحة و عافية
الحل بأختصار يا أخى هو بأيدينا وفى مقدراتنا على إستخلاص الحقائق من النصوص التاريخية. فنحن يا صديق نعانى من ثلاث مشاكل أولاهم عدم الثقة فى النفس والإحساس بالدونية والثانية التى تنبع من الأولى وهى أننا نثق فى كل ما يكتب عنا من نصوص فى مراجع مصدرها أناس تتملكهم نزعة الإستعلاء والحط من قدرنا؛ حتى يعتبرها بعض ممن نسميهم أكاديميين وعلماء يستدلون بتلك الترهات نقل مسطرة، بلا تدقيق فى مصداقية النصوص أو إستقامة المنطق. لذا تجدهم لا يكلفون أنفسهم كثير عناء وينقلون لنا كل تلك الأكاذيب. أما أخطر المشاكل فهى النظرة القبلية الضيقة لكل ما يمكن أن تكون له قيمة فى كرامة تاريخنا فتجد من يسعى جاهدا لينفى العظمة عن الحضارة النوبية ظنا منه أنها تمثل تلك العشائر الأربعة التى تسكن الشمال رغما عن إستيعابهم لكل وافد وتنـويـبه كواحد من قومهم. بل يتمادون فى المؤتمرات العالمية يريدون أن يغير العلماء نظرتهم للحضارة النوبية بإدعاء الكوشية بديلا. حتى أن أخا من الأفارقة الإميريكان من ذوى الوزن الأكاديمى فاجأنى مرة بسؤال بعد مؤتمر باريس قائلا لماذا يجهد أكاديميوكم إلى السعى الجاد ليمحوا ما تعارفت عليه الدوائر الأكاديمية والمعرفية بعد جهود مضنية فى تثبيت أسس النظرة إلى الحضارة النوبية؟ فلماذا يريدون هدم كل ذلك بإرادتهم وكامل وعيهم وعزيمتهم. والله لا أدرى كيف يكون الأعداء أن كان هؤلاء أهل الإرث؟" لذا يغيب عن أدعياء العلم من قومنا ذلك الإمتصاص الثقافى الذى أشرت إليه عاليه مما يدل على قوة ومرونه تلك الحضارة المنداحة عبر القرون والتى تستوعب الوافد والعابر والغازى وهى عملية إحلال ثقافى سلمى لا قهرى تندر إلا فى الثقافات-الحضارية ذات المرتكزات القوية. وأمثلة آخرى سوف آتى على ذكرها لا حقا لحضارات وأقاليم أخرى فى السودان.
وأكتفى الآن بهذا القدر وأتركك مع عالمة الآثار المصرية فانيسا ديفيس التى لربما تجد فى حديثها ردا على سؤالك الأول وقياسا الثانى على ضوء ما ذكرت أنا أعلاه
كن بخير يا صديق
12-23-2019, 08:27 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
الأستاذة الفضلى آمنة مختار AMNA MUKHTAR لك التحايا الطيبات والسلام والشكر على المداخلة المحفزة
Quote: بروف عبد الرحمن كيف الحال .. وألف مبروك على هذا الحدث العظيم الذي يثلج صدر كل سوداني وكل أفريقي .
طبعا أول مرة أسمع بهؤلاء الرواد السودانيين في أمريكا .. سمعت بشيخ ساتي ..لكن محمد علي دوسة وعلاء الدين وغيرهم ما سمعنا بيهم قبل كدا .. والسؤال ليه ..قامات سودانية كهذه لا يتم التوثيق لها ؟ أتمنى منك أن توثق لكل منهم في سلسلة مقالات ليتداولها السودانيين في الوسائط ويعطوا هؤلاء الرواد حقهم .
وسيزداد فرحك يا أصيلة حينما تطلعين على حدث غير مسار التاريخ الأميريكى الذى تحقق يوم 19 بإعتماد إسم الميدان النوبى بديلا عن إسم لأكبر ميدان فى بوسطن إستمر أربعة قرون فى هذا الرابط
كان لى بوست طويل إستمر سنين حول محمد على دوس. فهو رجل يجب أن يعرفه كل سودانى فقد تتلمذ على يديه كل من صار له شأن فى حركات التحرر الوطنى فى إفريقيا وآسيا والكاريبى وحتى أميركا الجنوبية. وعندى مخطوطة عنه أتمنى أن ترى النور قريبا. وسوف تجدين تفاصيل كثيرة فى هذا الرابط: عـملاق سـودانى عـبقرى ساهم فى تـغـيير تاريخ العالم وأهـمله المؤرخـون،،، فجـهلناهعـملاق سـودانى عـبقرى ساهم فى تـغـيير تاريخ العالم وأهـمله المؤرخـون،،، فجـهلناه أما الأستاذ أحمد عثمان صديق والفنان حمزة علاء الدين فستجدين معلومات عنهما فى البوست أعلاه عن محمد على دوس
12-25-2019, 01:45 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: رسالة إلى القراي: يجب أن يُدرس تاريخنا النوبي من أولى ابتدائي إلى نهاية السلم التعليمي الإجباري بحيث يغطي كافة تفاصيله. ولكن ليس بالطريقة التقليدية التي تستند أساسا على الكتاب، بل بطريقة تفاعلية ترتكز أساسا على الوسائط المتعددة وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والهوليغرام، والعاب الفيديو.
رسالة إلى فيصل الإعلام: يجب أن ترصد الحكومة ميزانية مقدرة لإنتاجات درامية توثق لهذا التاريخ العظيم: مسلسلات وأفلام وأفلام وثائقية وبرامج تلفزية وإذاعية.
بالله مش من العيب أن تقرر إدارة التعليم فى مدينة بوسطن تدريس التاريخ النوبى ونحن فى السودان نتبع نفس السياسة المصرية فى قبر كل ما هو نوبى، بل ويتمادى بعض أدعياء العلم والدرجات العلمية بأن يدعوا المجتمع العلمى العالمى إلى إلغاء أسم النوبة من أى إشارة للحضارة النوبية فى السودان. مع الأسف كل ذلك يدل على كره الذات وأحباط النفس لإحساس بالذلة والتبعية لأفكار مجتمعات أخرى تسعى للتسيد علينا بإلغاء كل تاريخنا ويشعرون هم بقدسيتها وسيادتها علينا وعلى الوطن. وإنها والله خيانة وطنية بكل ما تعنى الكلمة.
ومع الأسف يضيعون الوقت فى محاربة الحضارة النوبية ويهملون تثقيف الأبناء بعظمة تراث هذا الوطن. وأنا لا ألوم أى سودانى لجهله بأبعاد عظمة حضارتنا. وألقى اللوم على كل من له يد أو دور فى صياغة وإعداد المناهج الدراسية والعاملين فى الإعلام وإهمالهم لدورهم فى توسيع رقعة الوعى ببرامج كما ذكرت أنت توثق لكل تلك العظمة فى تاريخنا. وقد لمست شبق الناس لهذا النوع من المعارف أينما قدمت محاضرة عن المجهول فى تاريخ السودان أينما كان السودانيون.
بالله قارن توجهات أولئك الذين يدعون العلم مع عمق الفهم الذى يبديه تجيستر هيقنز المصور المبدع فى تناوله للحضارة النوبية بوعى فى فهمها فى إطارها الحضارى والإنسانى وتفسير المستشف منها فى بعدها الحضارى والأثرى والروحى:
12-25-2019, 02:00 AM
Abureesh Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
عندى مجموعة من الألعاب التعلمية للأطفال و يمكن تعديل السوفتوير .. بس أسأل، هل هناك اسماء لأهرامات البجراوية مثل اسماء الأهرامات المصرية فى الجيزة؟ (خوفو..الخ) برضو أبحث عن صورة لتهراقا كاملة من الأمام.
تحياتى
12-29-2019, 10:26 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
لك التحايا والمودة وددت إيراد هذه الفيدوهات لأوكد لك أن السعى لم يكن من جانبنا فى تأكيد وإثبات أهمية الحضارة النوبية التى نعرف أهميتها التاريخية والثقافية-الحضارية. ولكن إيمان من يؤكدون أن إنتماءهم لهذه الحضارة هو عقيدة بعظمتها وسعة إستيعابها لأعداد كبيرة من من ينتسبون إلى الحضارات الإفريقية بإعتبارها القمة التى رفعت من قدر العقول الإفريقية والعزة والمنعة.
بالله عليك إنظر الفرح الدافق حين قرار مفوضية التنمية العامة لمدينة بوسطن بإعتماد تغيير الأسم بعد أربعة قرون إلى الأسم الذى توافقوا عليه "الـمـــيـــدان الــنــــوبــى" والدموع التى إنهمرت
ورأى إحدى قيادييى التحالف مارى فيرمان وسكرتبر التحالف صديقى كامبون وما يعنيه تغيير الإسم للمجتمع خاصة السود
مع أطيب أمنياتى فالفرح للسودان أولا وأخيرا وليس للنوبيين فقط فهذا حدث يعنى إعادة صياغة التاريخ العالمى بكل ماتعنى الرمزية من مضامين
01-03-2020, 08:05 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
حــيــنـما يشـهد التاريخ بما يحرج دعاة العنصرية القبلية التى تسعى لمحو كل ما يسمى وينسب للنوبة إنطلاقا من نظرة قبلية ضيقة فيخونون بذلك تاريخ الوطن وتميز حضارته الضاربة فى أعماق التاريخ و التى يسعى كثير من الآخرين لتزويره فى محاولات يائسة لنسبته لهم.
01-17-2020, 02:20 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
درجت الدكتورة ريتا فريد مديرة وأمينة أقسام المقتنيات المصرية والنوبية والشرق الأدنى بمتحف بوسطن للفنون الجميلة على إرسال مذكرة يومية لحوالى 120 شخص من المهتمين بالآثار النوبية و تحتوى الرسالة كل يوم على صورة لأحدى المقنيات النوبية ويصاحبها شرح وإيضاح وتحليل وربط بأهميتها فى سياق الحضارة النوبية. وتتباهى بأن أدنى عدد من الزوار فى يوم واحد بلغ 1,277 زائرا وقد يصل العدد إلى ما يزيد عن 3,500 زائر للجناح فى أيام العطلة الأسبوعية. فإذا ما أفترضنا أن متوسط عدد الزوار اليومى فى عدد أيام إستمرار المعرض الـ106 هو 2,300 شخص فسنجد أن عدد زوار الجناح النوبى فى مدة العرض يبلغ 243,800 زائر. لكن المذهل أن الصحف والمجلات والإذاعات والمحطاط التلفزيونية والفضائيات تظل تنقل أخبارا ومتابعات عن المعرض ويكتب الزوار أنطباعاتهم وإنبهارهم بروعة المقتنيات. ونظل نحن ننتشى بجلال إرثنا التاريخى الذى وضع حضارة وإسم السودان على مئات الألاف من الألسن والعقول. فهنيئا لأمتنا هذا الإنبهار بتاريخ يحاول أعداء الحق قبره ودفنه فى أقبية التاريخ كما حاول المنقب العنصرى البروفيسور ريزنر من أبقاء تلك العظمة حبيسة أقبية متحف بوسطن للفنون الجميلة حتى قيض الله للحق أن يسمو فوق أحقاد الحاقدين أعداء التاريخ النوبى والإنجاز الإنسانى. ولنقرأ تعليق أحد الذين يتسلمون المذكرة النوبية اليومية من الدكتورة ريتا: Dear Rita,
I am sharing this note with all on your list because I do believe we all agree that this Daily Nubian Note is a marvellous event every day of our lives. I always look forward to it as I do to the discussions it often generates. It fills my daily life with beauty, wonder and questioning. Thank you and, as is said in that part of the world when the preparation is excellent, “may your hands be blessed" for making the extra effort for us.
Related to this daily event, I also think that we might all agree that the exhibition you have had at the MFA these last few months has been an eye-opener for many of us. Re-introducing us to the large collection coming from a rich culture, including some excellent videos raising many questions about cultures and their interconnections (including our own USA culture), excellent didactic information, re-centering Nubian art and culture in our life-experience, leading us to ask ourselves questions about the manipulation of history, forcing us to look again and again at interpretation of beauty, whimsy, relation to after-life, offering us a way to interface with other visitors who marvelled too, who looked to the objects with pride, who found and took “ownership” … all of that and more, so much more, made me return to the installation FIVE times! Each time I had the luck !! of having a new and different experience. All good
I do have the hope, one perhaps shared by others, that you will be able to include a lot more of this exceptional collection in your permanent installations. The public needs to be more aware that Boston and its Museum of Fine Arts excavated, gathered, saved all this art and is now making it available to all of us to understand the richness of Nubian culture. Nubians have been down-trodden for much too long a time — help keep them and their culture in the limelight.
Again, many thanks.
وفى يوم آخر سأقوم بترجمة هذه الرسالة العميقة وأود أن أختم بترجمة ختام رسالته عسى أن يستحى أعداء الحضارة النوبية: "إن توفير هذه المقتنيات لنا جمعيا لنفهم ثراء الحضارة النوبية. فان النوبيين قد ظلوا مضطهدين بظلم لآماد فاق طولها الزمن-- فلنساعد فى جعلهم وحضارتهم فى دائرة الضوء"
البروفيسور عبد الرحمن شكرا على هذا البوست التوثيقي الرائع عن حضارة النوبة،، والاميرة النوبية اميرة تقول لك ان النوبيين والنوبيات في مدينة نيويورك ، وفي مدن اخرى يتوجهون اليوم السبت الموافق ١٨ يناير الى مدينة بوسطون لحضور المعرض النوبي الذي يقام في متحف بوسطون للفنون الجميلة ، ومعروف ان هذا المتحف ترعاه جامعة هارفارد العريقة ،،،وقالت ان مجلس مدينة بوسطون قام بتسمية اكبر ميدان في قلب المدينة باسم الميدان النوبي Nubian Squre ،،،وان النوبيين في مدينة بوسطون، مدينة العلم والتكنلوجيا ، سوف يستقبلون النوبيين القادمين من مدينة نيويورك والمناطق الاخرى ..علما بان مجلس مدينة بوسطون قررت تدريس الحضارة النوبية لطلاب المدارس الوسطى في المدينة.. ..وهذا اعتراف ضمني باهمية الحضارة النوبية في الحضارات البشرية ... وشكرا مرة ثانية ، والله يديك الصحة والعافية
كما أن أميرة النوبية تقول انه من المحزن أن الاجانب يهتمون بالحضارة النوبية ، وهي حضارة موقعها داخل السودان، أكثر من السودانيين أنفسهم، ،وأن حكومة اللصوص والحرامية، بالرغم من مساوئها التي لا تعد ولا تحصى فإنها قد أنشأت متحفا في مدينة كرمة في الشمالية، بوصف كرمة عاصمة الحضارة النوبية ، إلا أن تلك الحكومة للأسف لم تفعل شيئا بعد ذلك لتعريف الناس بهذه الحضارة العريقة ولم تقم بالدعاية المناسبة في الدول الأخرى لجذب السواح لزيارة المتحف..وقالت أن الكثير من متاحف العالم ومنها في نيويورك وباريس وتورنتو تعرض الكثير من مقتنيات الحضارة النوبية ، ولا تعرف كيف تحصلوا عليها ...وكان من الاولى أن نكون كل تلك المقتنيات في المتاحف السودانية....لتكون قبلة زوار العالم .... ولكن من يسمع !!
Quote: شكرا بروف عبد الرحمن على الجهد والتنوير الشائق الممتع .. الصورة ادناه قلت انها ضمن مصوغات زوجات بعانخي .. [/url][/IMG] سبحان الله لازالت بين مقتنيات أمهاتنا الموروثة هذه العقيقة الحرة .. لا يخرجنها ولا يستخدمنها إلا في جيرتق العروس .. ودا دليل يربط الحاضر بالماضي حتى فيما يتعلق بزينة المرأة .. اليك صور تلك مصوغات .. [/url][/IMG] [/url][/IMG] معليش الصور ما قدرت اصغرها لاني نقلتها بعد تصوير بالموبايل .
لك التحايا والشكر والمعذرة لعدم ردى الفورى وذلك لتشعب المهام فى هذه الفترة الحاسمة فى إكتمال جهد دام لمدة خمسة أعوام فى تغيير إسم الميدان إلى الميدان النوبى وثمانية وعشرون عاما لنرى جناحا للحضارة النوبية مرة أخرى بعد العرض المحدود عام 1991، ناهيك عن القرن الذى قبعت فيه أكثر من عشرين ألف قطعة أثرية فى أقبية المتحف لعدم أمانة علمية وغرض عنصرى بغيض وخيانة للعلم حيتما تتكشف الحقائق مناقضة لكل الإفتراضات التى بنو عليها أمجادهم.
وشكرا على تأكيدك لإستمرارية الحضارة النوبية إلى يومنا هذا كنتيجة حتمية لذود أجدادنا وتفانيهم فى حراسة مدخل الوطن فحفظوا له تراثه وحضارته وشموخ الكرامة والعزة التى كان يتميز بها السودانيون قبل أن يطمسها هوس مرضى النفوس ناقصى الكرامة والشهامة ومنعدمى الضمير والدين والأخلاق. وأنا على ثقة من أنك ستجد فى هذا الفلم التوثيقى الكثير الذى سيذكرك بالوفير من أوجه إستمرارية الثقافة-الحضارية النوبية وأدواتها وزيناتها ورموزها المتداولة يوميا إلى يومنا هذا. والشكر الجزيل لمراسل قناة بكرة الأستاذ حسام عثمان محجوب الذى كان له الفضل فى التوثيق الرفيع للمقتنيات فى هذا الرابط. https://www.facebook.com/SudanBukra11938/videos/151036973003621/https://www.facebook.com/SudanBukra11938/videos/151036973003621/
02-12-2020, 07:55 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12480
البروف .. تحياتي وكامل التقدير لمجهودك .. قبل يومين استحضرت مجهودك عندما ذكر الفنان الكبير الكابلي في سياق حديثه في التلفزيون عن الاثار النوبية في بوسطون بروفنا الجميل .. ارجو توثيق هذا العمل الرائع في أفلام وثائقية لأن الكثيرين يجهلون هذا الأمر العظيم .. وحتى كمان لا ينظروا إلى أمريكا من خلال ترامب والبنتاغون ليعرفوا ان هناك ود وتواصل بين الشعوب .. والأهم تسمية ميدان بإسم النوبة في بوسطون
والفرصة متاحة .. القنوات السودانية خالية من البرامج اي فيلم يمكن عرضه أكثر من مرة في اليوم كل القنوات حتى قناة الشمالية رغم امكانياتها أذكر أنني شاهدت بعض المقتنيات المروية في معارض في المانيا في فيلم تلفزيوني
النشاط التراثي وآثار النوبة وكوش هذه الايام في القمة .. قبل ايام تم افتتاح منتجع الدفوفة في كرمة كان منقول عبر قناة الشمالية .. أجمل لقطة الطرب العميق لشارلي بونيه مع أنغام أمجد صابر إبننا الفنان الرائع بونيه رغم ما بلغ من العمر موجود اليوم في عندنا في الدفوفة ولا ينقطع أبداً
عندى مجموعة من الألعاب التعلمية للأطفال و يمكن تعديل السوفتوير .. بس أسأل، هل هناك اسماء لأهرامات البجراوية مثل اسماء الأهرامات المصرية فى الجيزة؟ (خوفو..الخ) برضو أبحث عن صورة لتهراقا كاملة من الأمام. تحياتى
هناك صور كثيرة لتهراقا او تهارقا أو تهاركا أو تيراقا والكل يكتبها كما يريد. ولكن كثيرا من التماثيل والنقوش تعرضت للتشويه أو الكسر. ولصعوبة نقل الصور سأدخل لك رابطا فيه مجموعة جيدة من الصور لترهاقا عساها تساعدك فيما أنت مقبل عليه. وهو فكرة صائبة. لأننى أذكر حينما كنت فى دار جامعة الخرطوم للنشر أصدرنا أول كتاب لصغار القراء كان إسمه ترهاقا وألفه المرحوم الدكتور متوكل أحمد أمين. وقد تمت إعادة طباعة ذلك الكتاب أربعة مرات. سأحاول البحث عن نسخة منه فهو يعود إلى مطالع السبعينات. ولكن لا شك أن هناك نسخة منه محفوظة فى مكتبة الكونقرس فقد كنا نوافيهم بكل كتاب فور صدوره. http://www.ancientpages.com/2016/01/29/taharqa-powerful-black-pharaohs/http://www.ancientpages.com/2016/01/29/taharqa-powerful-black-pharaohs/ أما بخصوص أسماء الإهرامات فمدى علمى أنها مسماة بمواقعها أو بأسماء ملوكها وكنداكاتها. فمن المؤسف أن أغلبها دمر بالديناميت وحطمت رؤوسه وكان أفظع الجناة الطبيت الإيطالى جيسوبى فرلينى ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1833 الذى نهب كنوز الملكة أمانى شيخيتو وهى قصة درامية محزنة للغاية إذ يقول مورخو الفنون أن تلك المقتنيات لا تعدلها أى مقتنيات أرفع منها فنا. تابع هذا الفيديو:
ولك كل الود
09-09-2020, 09:35 AM
HAIDER ALZAIN HAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرحمن إبراهيم محمد
Biraima M Adam
محمد بدرالدين
حسين أحمد حسين
علي عبدالوهاب عثمان
محمد عبد الله الحسين
Yasir Elsharif
AMNA MUKHTAR
محمد الأمين موسى
محمد على طه الملك
Sinnary
Abureesh
HAIDER ALZAIN
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست