من أرشيف يومِيَّاتُ كَوْزٍ تائبٍ : نُنافِقُ و نتحرَّى النِّفاقَ £

♤ عذراً أخي، لقد بات يراعي يزرع نطف مداده كخبط
عشواء ، جيئة و ذهاباً على صفحاتي، دون أن يسجل شيئاً يذكر ..
كحال طاولة عرجاء فقدت إحدى سيقانها ذات معمعة عراك عبثيٍ
نشب في ملهى ليليٍ ببن صيادين ثُمالَى..أو يوم زحام في حلبة صراع
للثيران.. و رحت أنفض غبار الهم من على شرفةٍ مائلةّ في ركن قصي
لنثر أهاتي على عواهنها من حافة جدار الخاطرة .و جئت أحمل فوق
رأسي رغيفَ خبزٍ يأكل النمل منه..و في إبطي خارطة مطوية كنت
دسستها بين سقط متعاي..لوطن عملاق، بيد أنه مصاب بغرقرينة
مزمنةٍ بأوصال كافة أطرافه، ظلوا على إثرها يبترون في كل مرةٍ
ربعاً خالياً من ربوعه الشاسعة المترامية على امتداد رقعة قارةٍ،
حتى أوشك أن يصبح قزماً أو قرداً أعمشَ. و لكأن سيرة ذاتي
بقعة دم كذبٍ دُلقت على قميص خنزيرٍ بريٍّ.. و ظلت تتمدد على
طرقاته. و طرت أبحث عن مطارات و مرافئ غربتي علها تقبل عذراً
لي أقبح من ذنبي لدخولها بدون ثبوتيات..لدى خرجةٍ خرجناهامنذ نيف
و نيف، و قد لا نعود بعدها أبداً و نحن في غُرُبات بعضها تلو بعضٍ في
بحور همٍ لُجِّي حتى إذا أخرج أحدنا يده لم يكد يراها ..فتروحأصابعك
تفرك عبثاً في عينيك علَّهما تدران بقطرة دمع حزن تسكبها فوق ذراعك
.. و لكنهما تجمدان فلا تجودان بشيء ذراً للرماد على الدقون.

● و لكن لا ضير..فإن أسقطتني الخطوب فذاك شأنها، و أما شأني أنا
أن أسقط منتصب القامة أمشي، و أنا أمشي....سمهري القوام، حتىو لو
كلفني ذلك شرخاً أبدياً في سلسلة عمودي الفقري أو أن أموت دون تراب
بلادي واقفاً كنخلة حمقاء..تلاصقها حرازة عطشَى و هما تجافيان المطر.