من أرشيف يومِيَّاتُ كَوْزٍ تائبٍ : نُنافِقُ و نتحرَّى النِّفاقَ £

●ممتن لبهاء إطلالتك و أنيق حضورك أستاذي مصطفى
الجيلي. و رغم أن هذا يُعدُّ غيضاً من فيض ما تبذلونه
من ثغراتكم هناك ، فسوف لن نألوَ على أنفسنا جهداً منه
لتعرية سوءات أبواقهم من كهنة فرعون و كل من ظل
و لا يزال ينظر إلى (هؤلاء) بطرفة عين رضا عن كل
عيبٍ كليلةٍ؛ إذ يعدل لهم العوج و يزين لهم الأباطيل.

● لمثل هذا نسأل: لماذا تكتب؟ هل تكتب لتكذب
لتعيش؟ أم أنك تعيش لتتحرى الكذب؟ فمنذ بدأت
قطة(الأنقاض) تأكل جناها بنهاية عقدها الأول و حتى
خلع أحد أنيابها قبل الأخير ممثلاً في ديك/ تور(حنطور)
ما فتئت أسئلة كهذه تلح علينا كالكسور الدائرية . حيث
يثير حفائظها خطابٌ نشازاٌ مهلهلٌ لا يعدو كونه تلويثًا
و تطميساً لبيض الصحائف بحبرٍ نافدٍ ، ك(دمٍ كذبٍ)
فاسدٍ و تعكيراً لأثير الإسافير بذبذباتٍ نشازٍ .

● و لكن مهما تضاربت الأفهام حول مآرب سدنة القصر ،
تبقى حبال أصواتهم أقصر و حلوقهم أضيق من فك كلبٍ
يلهث و قد ضُبط بحوزته لسانُ تمساحٍ ، أمام عقلية شعبٍ
(غبي و لمَّاح) و ساخٍر جدن من دموع شعراء (رجعنالك)، .

● المفارقة أن كُذَّاب الأنقاض ظلوا يمارسون عادتهم (السِّرِّيَّة)
بالرهان على مسكنة الشعب ، و لم يفطنوا حتى سقوط آخر ورقة
توتٍ يابسةٍ على عوراتهم ، أن الناس فَطِنةٌ لأنهم يظهرون خلاف
ما يُبطنون و أن الجاهل الحاقد ألد الخصام لنفسه و لغيره.

● السياسة من مادة ساسَ يسوسُ البغال و الحمير يريد ترويضها،
بوصفِها ضرباُ من الحكمة تعني أنه بدون إعلام نزيه شفاف فإن صاحابها
يجازف بإطلاق النيران على قدميه، من حيثُ يريد إحاطة نفسه بهالةٌ
دخانيةٍ من الأكاذيب و ينصح العارفون بأن غاية التمكين لنظرية "إنَّ
خيرَ من استأجرتَ القويُّ الأمينُ"إنما تتأتى بإرساء قِيَم الفضيلة ، لا
بالرقص على رؤوس الأفاعي و إطلاق فقاقيع الطلاق بالهواء الطلق.