من أرشيف يومِيَّاتُ كَوْزٍ تائبٍ : نُنافِقُ و نتحرَّى النِّفاقَ £

إتكاءة على وقع حوافرهم
(منقوووووول)
♤ يحكي أحد تابعي الكيزان و الخيبة مرسومة على وجهه.
فهيا نغوص في عوالم بني كوز غير الظاهرة للعوام ، حيث يقول
محدثي إن مهمتي كانت تنحصر في حشد الناس لإستقبال الرئيس
أو الوالي أوالوزير أو أي عاطل من عواطلية و بلطجية العهد البائد .

♤ يسرد حديثه و يقول ربي يغفر لنا فقد قبضنا أموال طائلة من
مهنة الحشد الجماهيري التي كنا نتنافس فيها و نبيع الوهم لأهلنا و ذلك
بحثهم و شحذ هممهم و الكذب عليهم بمشاريع تنموية كبيرة و وعود لأبناء
المنطقة بتوظيفهم في وظائف مرموقة و نكذب و نتحرى الكذب و نبالغ في
النفاق من أجل كسب حوافز الحشد الكبير ، و بعد أن يحضر الرئيس يجد
الساحة خاشدة بالمطبلين و الدلاليك و الحناجر الكبيرة تهتف سير سير يا
قشير، فإن مهمتنا قد نجحت و ننتظر مغادرة الرئيس ارض الزيارة بغارغ
الصبر لكي نجتمع. نحن بدورنا في دار مخصصة نتقاسم الغنينة من أموال
الحشد و يشهد الله يؤذن المؤذن للصلاة و نحن منهمكون بتقسيم الغنيمة فب
ما بيننا و طبعن الكبار حظهم من الغنيمة محفوظ كأنصبة الأسود الضارية.

♤ هؤلاء نحن صغار الكيزان وتلك هي فعالنا وتلك هي مهنتنا في دولة
الشريعة الإسلامية نكذب ننافق نتاجر بأي شي و لا يهم عندنا حلال أو حرام
فالمهم هو أن تكون باتعاً في مهمتك التعبوية ، و الغريب في الأمر رغم كذبنا مرات
و مرات نجد من يصدقنا ونستغرب ممن يقسمون على تجديد البيعة للمؤتمر الوطني
و نحن نجدد في كل يوم للفشل و الفساد الذي عم البر والبحر ، و يواصل هذا الكوز
التائب حديثه و يقول نعم نحن كذابون فاسدون لصوص منافقون و لكن لماذا يصدقنا البعض و يدافعون عنا وهم يعلمون كل قصص فشلنا التي حملنا بعضها الجقور ورمينا
التهم على النمل و لم يسلم شي من فشلنا فلنا في كل بقعة من بقاع السودان قصة
فشل و لنا فنون في نهب المال العام ، كل من يبحث عن فسادنا خلال ثلاثنيتنا
سيجد أعمق أسرار الفساد و سيجد وسائل نهب حديثة من تعاليم مدرسة
الكيزان و ستندهشون أكثر ليس لغرابة الفساد فقط؛ بقدرما يتبين
لكم كم كنا أخطر من إبليس برسم الخطط لأكلكم بالباطل.
فحسبي الله و نعم الوكيل علينا!