مُجردُ اختلافِ سغافاتٍ

♤ بالمناسبة، لقد خطرتْ لي للتوِّ و اللحظة، هذه الخاطرة الخطيرة:
أنَّ الاستهانة بالخصم تُعدُّ من أفدح الأخطاءِ التاريخيَّة و الاستراتيجيَّة
بل، و التكتيكيَّة التي ما فتِأ يتساقط في مستنقعها الرُّعناء الأغبياء زرافاتٍ
و وُحداناً؛ حتى من زعماء الأمم و من قادة الجيوش . و أفدح منها تجاهلُهُم
لأمرٍ قد قرره مُدبِّر هذا الناموس الكوني و مسيِّرُه من فوق سبع سمَواتٍ طباقٍ؛
علماً بأن الله حرم اللظم و الافتراء بين خلائقه و جعله من باب أولى، محرماً
على نفسه. ألاو الامرُ هو "كم من فئةٍ قليلةٍ ضئيلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً طريرةً".

♤ و بناءً عليه ، فكم من رجلٍ أشعثَ أغبرَ يُطيل السَّفرَ حافيَ القدمين
حاسراً رأسه و ليس عليه سوى خِرقة دلقون(قُرقابٍ) مشلتتٍ بحيثُ إذا
تأزَّر بها كشفت عن منكبيه و إذا إلتحفَ لم تدرك ساقيه. إذ يسير من
يثربَ إلى صنعاءَ ؛ فلا يخشى من لومةِ لائمٍ إلا الله و الذئبَ على غنمه.
ثم إذا رأيته يتطَهَّم و يطرق الأبواب، فإذا حريُّ به إذا خطبَ ألا يُنكحَ ،
و إذا خاطب الناس ألا يُصغى لمقالته. بيدَ أنه إذا أقسمَ على الله لأبرًّه.

♤هذا، بينما على النقيض تماماً كثيراً ما:
تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ
وَ في أَثوابِهِ أَسَدٌ هصورُ
وَ يُعجِبُكَ الطَريرُ فَتَبتَليهِ
فَيُخلِفُ ظّنَّكَ الرَجُلُ الطَريرُ
فَما عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بِفَخرٍ
وَ لَكِن فَخرُهُم كَرَمٌ وَخَيرُ
بُغاثُ الطَيرِ أَكثَرُها فِراخاً
وَةاُمُّ الصَقرِ مِقلاتٌ نَزورُ
ضِعافُ الطَيرِ أَطوَلُها جُسوماً
وَ لَم تَطُلِ البُزاةُ وَ لا الصُقورُ
ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيراً
وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ
لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبِّ
فَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ
يُصَرِّفُهُ الصَبيُّ بِكُلِّ وَجهٍ
وَ يَحبِسُهُ عَلى الخَسفِ الجَريرُ
وَ تَضرِبُهُ الَوليدَةُ بِالهَراوَى
فَلا غِيَرٌ لَدَيهِ وَ لا نَفيرُ
فَإِن أَكُ في شِرارِكُمُ قَليلاً
فَإِنّي في خِيارِكُمُ كَثيرُ.

● لك أن تقرلها مني كخاتمة المسك.