لِمَاذَا تُزَغْرِدُ المَوْرِيٍتَانِيَّاتُ فِي يَوْمِ طَلَاقِهِنَّ؟!

و رغم أنني و للأمانة ، صادفتُ من بني جلدةِ صديقي محدثي الموريتاني،
من يخالفه جملةً و تفصيلاً أو من يقلل من شأن ما ذهب إليه من مكاشفاتٍ جريئةٍ،
إلا أنَّ يعضضً جانب المصداقية لديه ، أنه كان يستشهد على أقواله بما تربى عليه
في بيت أبيه وأمه التي ما رأها قط ذات مرةٍ أو تطهو طعاماً تعسل ماعونا أو تشطف
هدماً له أو لاحدٍ من أهل بيتها. و من ثمةَ ما شبَّ عليه في بيته شخصياً بعد أن تزوج
ـما يعكس لنا أن الأنثى في بيت أهلها أو في بيت زوجيتها في بلاد شنقيط، تنعم بوضع
اجتماعيٍّ يرفعها بكل أريحية أرتياه إلى مصاف بلقيس ملكة سبأ على أ ياميها.

# و لعل لديهم في ذلك فلسفة عمل المرأة يوشك يُفقِد القارورة رقتها فيعجل بذبول
زهرة عمرها فتضـيع أنوثتها ليخشوشن طبعها فيصبح فـظــاً غليظاً و تدمن العـبـــوس
و الصراخ و العويل و والإنفـعــال و تتعـامـل « بعــضـــــلٍ مفـتـولأ و تخضع بقبيحٍ أوفاحِشٍ
من القول و تتخـلـي عــن الرحـمة الحنو تجـاه كائنٍ من كان ضعـيفاً أو تدمـن قسـوة القلـب
فتغلبها عـلى الحـب فغـلب عليها روح شقوتها و تثور شهوةتها الانتقام لدها عـلى جنب الرفق
واللين و التسامح والصفح الجميل؛ حتى تجهل متى تـتـكلم .. ومتى تصـمـت أو تقـصـر شعـرها
ويطـول لسانها. تضيع أنوثة المرأة حيـن تهـمل الـرقة والطـيـبة و حـيـن تذهب لديها هيبة
الاحـتـرام و الإكـبار للـرجــل زوجــــاً وأباً وأخــاً.. و معـلمـــاً و حـيـن لا توقــر كبـيـراً
أو ترحـم صغـيـراً فتصير الأنوثة ليدها شيئاًتـشعـر به.. ولا تراه غــالباً. و لكن أليس
بالمقابل ، أليس من حقنا القول أيضاً أنه ما ضاعت أنوثة المرأة هناك ، إلا عندما
تخلخلت الرجولة و فُسِحْتْ لها فُرُجات واسعة بين محازي مناكب وأقدام
رجال بين شنقيط فحملوها ب حمالات لا حولَ و لا قوةَ لها و قبل لها
بشيء منها. سوى علامات استفهام ضحمة بلهاء