π و الحق في سااااااحة م ج ز ر ة £

(44)
●و لكن الذي لا بد أن نشهد به حتماً و يقيناً ، كشهود
عيان على عصر و معاصرة لفقيد أمانة و حَرِّيةِ الكلمة/كعمر
الدوش، و أمثاله كُْرٌ من بين زمنه الجميل، أنهم كانواممن غسلوا
أيديهم من هذه الفانية سبع غَسْلاتٍ و إحداهنِّ بحفنة تُرَابٍ ؛ و قد
بانوا بها بينونة كُبـرَى، و لا رجعةَ فيها. و على حسبعلمي بهم أنهم لو
كانوا يَتَطلَّعون إلى ركوب صهوات المجد الواسع الفضفاض و (التمكين)
بشهوة النِّساءِ و فتنــة المال و شهرة الإعلام،لكانوا قد فعلوا ذلك و أجادوا
فيه و حذقوا و بزوا الكثيرين سواهم بزمان الرويبضات و أنصاف أكمام
المتفيقهين.المتسلقين و بئسَ هؤلاءرفيقاً، و لكان جديراً بهم أن يلجوا نعيم
النجوميةو لكان تمَ َّضبطُهم متسللين إليها من أبوابها الثمانية الخلفية.

♤ و لكنهم كانوا على النقيض تماماً ، أصلب عوداً و أصعب مراساً
و أنظف يداً وأنقى سَرِيرَةً و أثقل ظلاً على كاهل (هـؤلاء) المتـنـفذين،
ممن كانوا أضيَـق النفــوس بِـهم ذرعاً. فكيف برجلٍ مثل عمر الدوش أغبر
أشعث ، كان لا يأبه كثيراً بروحه الزاهقة المحمولة على كفيه، و لا بجتته
النحيلة المصلوبة على نَعْشٍ ظلَّ يحملهٌ رهطٌ شُرَكَــــــاءَ متشاكسيـن، ما بين
ضفتي نهر؛ و لا بخرقة كفنه المصرور بين أبطيه. و لكأني به قد رأى في
منامه أنه لا حاجةً لكفن من أساسه. لكونه مُتَيَقِّناً بِأنَّه سوف يلقى حتفه
و لا محالةٍ ذات فجيعةٍ ، سواء أكان مصلوباً على ظهر مقصلةٍ أم راكباً
على ظهر بعيرٍ أم مُسجًى فوق شناط (عنقريب مقدودٍ).