π و الحق في سااااااحة م ج ز ر ة £

{33}
مأساة عبقري..عاش في جفوًةٍ شديدةٍ
مع إحدى عيون شعره ، بل حزنه القديم.

•أول و أشد ما استهواني، فاستوقفني
في تلك مدرسة أولئك (المشاغبين) الخنافس،
و الدوش سهم لا تخطؤه عينُ ناقدٍ في كنانة الإبداع،
عبر بكائيته الملحمية تلك، هو استهلاله إياها ب(واو)
عطفٍ مبتورٍ و مبنيٍّ على مجهول. أو لنقل على لا
شيء ؛ فجاء مبهناً هكذا (...و لا الحزن القديم!!).

▪ ربما أيدني في ذلك عمنا الفلتة/ محمد طه القدال
( ود حليوة) و هو صديق لدود ودود لشاعرنا الراحل

▪ و أما ملاحظتنا لبادئة (النفي القاطع) فظني فيها أنها
جاءت على عواهنها من وحي روح تمرُّدٍ مُطلق على واقعٍ
عبثيٍّ مريرٍ ظل الرجل كغيره رافضاً إياه قلباً و قالباً، شأنه
شأن طائرٍ جريحٍ سمندليِّ الإهاب دأب مغرداً خارج سربه ، و
إن ظل مشدوداً إليه و راقصاً مذبوحاً من وطاة ألمه ، بل و
معانقاً له تماماً كفراش حائر،اتخذ من النار ملاذاً من الرمضاء.

• و لما كان السكوت علامةً للرضا المغصوب أحياناً كثيرة، فلا بد
للنفي و الرفض من أيقونة دالة؛ لتكون ناطقة باسم العدم (اللاشيء)،
خاصةً إذا جاء النطق كمعزوفةٍ جنائزية على أوتار قيثارة مشروخة و
ناي مبحوح ، كلسان عمر الدوش ، هدَّه النواح لدى سلطان مايويٍّ جائر؛
كشأن ذاك المزين التعيس الذي فؤجي بالملك مستوياً على عرشه و لكن
(له أذناحمار و له رأس بغلة محشورةفي قعر إبريق).و لكن من يجرؤ؟

☆أما الديك/تا/تور غقد أبت نفسه الأمارة إلا ان يقطع للمزين لسانه
لكي يضمن سكوته مرة و إلى الأبد. مما دفع المسكين لأن ينتبذ من أهله
مكانا قصياً، ليفرغ سره في حفرة في العراء .ثم مات و استراح و أراح.

¤ إلى أن جاء راعٍ بغنمه ليجد قصبة ملقاة. قرقرها و صنع منها نايا
(زمبارة). و لدى مرواحه، إذا بها تصدر نغما جنائزياً حزينا بأن "الملك
أذناه كبار". ليطير الخبر بين الرعية بأن "إضنين السلطان حماووور".
فتبين القوم و انكشف لهم اامستور بأن مليكهم و ولي أمرهم ليس
سوى جحشٍ من قطيع حُمُرٍ أهليةٍ مستفرةٍ فرتْ من قسْورةٍ.