π و الحق في سااااااحة م ج ز ر ة £

(15)
الدوش عبقري عاش جفوة مع
(فصول مأســاة حزنه القديـــم )
حكي الشاعر يحيى فضل الله:
ها نحن خرجنا من بوابة النشاط بااجمراة و مستحيلة،
جامعة الخرطوم و نقف الآنعلى شارعها و لم يصبر عمر الدوش حتى
يقلنا بوكس الي الخرطوم و منها الي أم درمان ، صاح بعصبية لذيذة
و معهودة لدى من عاشروه : تاكسي...- يا صاحبي ، نحن ما عندنا قروش!!
و أنت مالك يا أخي ؟! توقف أمامنا تاكسي و ركب عمر مسرعاً ، و جلس
في المقعد الأمامي و جلست خلفه محرَجاً متردداً ، و أنا أفكر في كيفية
مخرج من هذا المطب العويص . سحب السائق شريط كاسيت و أدخله
في مسجل العربة لينساب صوت وردي منعشاً:"بتطلعي انتي من غابات
و من وديان..و مني أنا و من صحية جروف النيل مع الموجة الصباحية
هنا خلع عمر الدوش نظارته السوداء من عينيه و بدأ يغالب دمعة
عنيدة تقطر منه سخينة عنوةً في واحدة من صحوات تجليه
النادرة. لدرجة بدأ يرتعش بحالة تشبه المخاض و يتصبب
عرقاً من وجهه لأخمص قدميه و صاح بوجه السائق:
- اقفل المسجل دا يا ابن العم!! ليه بس يالن العم؟!!
- بقول ليك أقفلوا ياخ يا...- أوامر يعني و لا شنو!؟
- لكن ياخ نحننا ما عايزبن نسمع! ما علي كيفنا ؟!!
طيب موش نحن الحا ندفع ليك حق المشوار؟!!
بعد ثانية طناش من سائق التكسي و كأنها الدهر
- ياخ حتقفل الزفت دا و لا ننزل- جداً انزل ياخ ،
أما إنك زول معكنن و غريب الأطوار و الله!!.
*****(((((+)))))*****