حمدوووك و لا جوووك جوووك

(4) والله إن كان علي المتلي أنا معترف بحاجة واحدة
بس إنو الشعب دا مُعلِّم وعظيم و لا يستاهل الطوطحانية
عسكر وحرامية النحن فيها من يوم 19 / 12 / 1955م يوم
الشكلة دورت ببين مندكورو دُخلاء بجاي و دينكا على شلك
على نوير على فراتيت بجاي طوالي مع إعلان ساعة ا نعتاقنا
من داخل قبة البرلمان ( و ليت شعري لو ما انعتقنا) .ثم رحنا نتغنى
بنشيد اليوم نرفعُ راية استقلالنا منذ ذاكالكاذب في 1/1/1956 م

و لكن تعال شوف بعد مرور سبعة و خمسين يوماً فقط لا غير، الحصل
شنو؟! لو تذكرأحداثاً مؤسفة عُرِفتْ بكتلة (عنبر جودة ) الشهيرة و هي من
فعايل رعيلنا الأول ، وم حملةُ رايتنا كالأمهور و المحجوي و رفاقهما.

®كَتْلَةْ عنبر جودةπ√
[} خلد لنا ذكراها شاعرنا الفحل الثائر/صلاح أحمد إبراهيم بمرثيته
الملحمية ، تلك أطلق بها صوت مناحةٍ و بكاء على ارواح ضحايا أُزهقت
أرواحهم على أيدي سلطات الاستقلال بُعَيْدَ نيلنا إياه في شتاء 1956 و گانه
ينعي لنا أيضا، مجازر دامية أخرى و نذر بؤس و فواتح شر لمآسي ظلت
تتلاحق تترا، و ضحاياها تتقاطر أرتالاً من عامة بني أمتنا على فترات
من سلطات القصر. فمن لم يمت منهم بسيف العنف، مات كمداً و لم تزل
أرواحٌ تزهق جوعاً أو مرضاً أو جهلاً أو تهميشاً أو بيعاً و شراءً
بثمن بخس، في باحات أسواق نخاسة و الرقيق

[} و في المساء بينما الحكام في القصر و السكر،
و في انهماك بين غانيات البيض ينعمون بالسمر..كانت هناك
عشرون دستة من البشر، تموت بالارهاق تموت باختناق،عشرون
دستة لو أنهم حزمة جرجير يعد كي يباع،لخدم الافرنج في المدينة الكبيرة،
ماسلخت بشرتهم أشعة الظهيرة و بان فيها الاصفرار والذبول ؛ بل وضعوا
بحذر في الظل في حصيرة؛ و بللت شفاههم رشاشة صغيرة؛ و قبلت خدودهم
رطوبة الأنداء و البهجة النضيرة لو أنهم.. فراخ تصنع من أوراكها الحساء لنزلاء
(الفندق الكبير)؛ لوضعوا بقفص لا يمنع الهواء ؛ و قدم الحب لهم والماء لو أنهم...
ماتركوا ظماء ماتركوا يصادمون بعضهم لنفس الهواء و هم يجرجرون فوق
جثث الصحاب الخطوة العشواء، و العرق المنتن والصراخ والاعياء ما
تركوا جياع.. لو أنهم..لكنهم رعاع من (الرزيقات) من (الحسينات)
من (المساليت) نعم.. رعاع من الحثالات التي في القاع!!