عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من "ناس بره"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 11:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2019, 03:18 AM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot;ن (Re: تراث)

    التباسات الزملاء
    كان زملائي في العمل، وهم من العرب والأفارقة، يرقبون الموقف بتعجب، بعضهم يرى أنني قاسي القلب أحرّض أولادي على الخروج في المظاهرات والبقاء في ساحة الاعتصام مما يعرضهم لخطر القتل، أو بالأقل الاعتقال والضرب والتعذيب. وبعضهم يشعر بقلقي ويستغرب لماذا لا أصدر أوامري إلى زوجتي وأولادي وآمرهم بالبقاء في المنزل وعدم الذهاب للساحة، أو الخروج في المواكب، حتى لا يتعرضون للمخاطر. كلا الفريقين لم يكن قادراً على أن يفهم أنني لا أحرض أبنائي على الخروج ولكني فخور بفعلهم. لا أمنعهم ولكني قلقُ عليهم. فلا فخري بهم، ولا قلقي عليهم، يصادر حقهم في اتخاذ ما يرونه. ويا لفخري بأنهم اختاروا أن يكونوا من أبطال هذه الثورة، يبذلون الجهد والعرق والدم في سُبلها، ويعرضون أنفسهم لخطر الموت من اجل انتصارها، ولكن ذلك لا يهوّن قلقي عليهم.
    في اليوم المشئوم
    عشية الثالث من يونيو عادت أماني وهبة إلى المنزل، فقد كانتا تصنعان بسكويت لصباح العيد في ساحة الاعتصام. أما يسار ومحمد فبقيا في الساحة كعادتهما. ومثلما كانت أحداث فض الاعتصام غير قابلة للوصف من فرط بشاعتها، كان حالي وأنا أتابع تلك الأحداث من على البعد، وأحاول أن أعرف ما حل بولديّ في ذلك اليوم المشئوم.
    ظللت طوال ليلة الأحد- الاثنين أجري معهما اتصالات وأكتب إليهما رسائل أحذرهما من أن هناك أنباء شبه مؤكدة عن عزم السلطة فض الاعتصام، وأطلب منهما أخذ الحيطة والحذر وتنبيه رفقاهما، وكانا يطمئناني بأن مواكب الثوار تتوافد على الساحة، وأن المجلس العسكري لن يجرؤ على محاولة فض الاعتصام في حضور كل هذه الجموع من المعتصمين. كانا مطمئنين، لدرجة أنه عندما حانت أولى ساعات الفجر استأذناني بأنهما يريدان أن يناما قليلا. مساكين، كانا وبقية رفاقهم في الساحة يعتقدون أن الموجودين في المجلس العسكري بشر مثلنا، وأن لديهم ضمير وأخلاق يردعانهم عن الغدر بشباب عزل إلا من جمالهم وأحلامهم المشروعة.
    أطمأنيتُ قليلا لحديثهما، فأخذتني سِنة من نوم، أو هذا ما أعتقدته، ولكنها عشر دقائق فقط وانتفضت في مكاني مذعوراً. كان جسمي يرتجف وقلبي يخفق بقوة. فتحت الفيسبوك في التلفون، فعلمتُ أن عملية فض الاعتصام بدأت للتو. بدأت فوراً محاولات الاتصال بيسار ومحمد، ولكن دون جدوى. كتبتُ في قروب الأسرة أسال عما حل بهما، فلم أتلق ردا (*). أجابني يسار بعد نصف ساعة تقريبا من محاولات الاتصال المستمرة. حدثني بتعجل واقتضاب، فأخبرني أن أخيه فقد تلفونه، وأن شحن الكهرباء في جهازه يبلغ 17% فقط، وقال إنهم سيلجأون إلى مقر قيادة الدفاع الجوي ليحتموا بها كما فعلوا في المرة السابقة عندما حاولت قوات النظام فض الاعتصام.
    كنت أسمع عبر الهاتف أصوات الرصاص وصيحات المعتصمين لبعضهم البعض. أنهيت المكالمة، وقررت أن أتوقف قليلا عن الاتصال بهما، حتى لا أشغلهم عن محاولات النجاة بأنفسهم ومساعدة زملائهم، ولكني لم أستطع الصمود سوى لدقائق معدودات. عاودت محاولات الاتصال، لكن الشبكة كانت سيئة للغاية، وكانوا لا يردون. بحثت في القنوات فوجدت بثاً مباشراً من الساحة على قناة "الجزيرة"، رأيت حشود الجنود، وسمعت أصوات الرصاص كأنها الحرب، وبدأت الحرائق تشتعل في الخيام. رأيت بأم عينيّ الجنود يغلقون أبواب القيادة في وجه الشباب. كنت أكتب في قروب الأسرة بشكل مستمر ولا أجد رداً. أحدق في الشاشة أمامي فاسمع أصوات الرصاص تعلو، وأرى جموع الجنود تزيد، ولهب الحريق يأكل الخيام، وتتوالى أنباء وفيديوهات اللايف في الفيسبوك تنقل مشاهد الدماء وصور الشهداء ومعاناة الجرحى. الهواتف لا ترد، والدقائق تمر وكأنها دهور في السعير. إنها أسوأ لحظات القلق والغضب والحزن على الإطلاق.

    هامش
    * علمت لاحقا أن يسار ومحمد كانا مشغولين في تلك اللحظات بحماية رفاقهما في منطقة الاعتصام وإنقاذ أكبر عدد ممكن منهم. فقد كتب أصدقاء لهما في الفيسبوك وتويتر أن يسار ومحمد قفلا بجسديهما باب مكتب العمادة في جامعة الخرطوم عندما كان الجنجويد يحاولون اقتحامه، وبقيا على هذا الحال إلى أن استطاع رفاقهما كسر النافذة ومغادرة المكان. وأنهما عقب الخروج من ذلك المكتب وقفا يمسكان بالأسلاك الشائكة ليفتحا فرجة فيها تسمح بمرور الآخرين.

    نتابع أدناه

    (عدل بواسطة تراث on 08-16-2019, 03:28 AM)
    (عدل بواسطة تراث on 08-16-2019, 06:38 PM)
    (عدل بواسطة تراث on 08-16-2019, 06:42 PM)
    (عدل بواسطة تراث on 08-16-2019, 06:43 PM)









                  

العنوان الكاتب Date
عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من "ناس بره" تراث08-16-19, 03:12 AM
  Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot;ن تراث08-16-19, 03:18 AM
    Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث08-16-19, 03:21 AM
      Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث08-16-19, 03:22 AM
        Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث08-16-19, 03:24 AM
          Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; خضر الطيب08-16-19, 03:41 AM
            Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث08-16-19, 04:45 AM
            Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث08-16-19, 04:46 AM
          Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; Haydar Badawi Sadig08-16-19, 03:50 AM
            Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث08-16-19, 04:47 AM
              Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; Kabar08-16-19, 05:23 AM
                Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; خضر الطيب08-16-19, 05:51 AM
                Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث08-16-19, 06:33 PM
                  Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; محمد البشرى الخضر08-16-19, 08:32 PM
                    Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; احمد حمودى08-16-19, 09:16 PM
                      Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث09-03-19, 11:57 PM
                    Re: عن القلق.. أيام الثورة في تجربة زول من andquot; تراث09-03-19, 11:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de