|
Re: ما أشبه ليلتنا ببارحة «وادي أم بقر» (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
بما أننا أحوج ما نكون في ظرفنا الرا هن لضبط النفس فسوف نستدعي بشي من الأسهاب ( راجياً أن أكون مملاً ) صوت حكمة عدّ زهير بن أبي سلمى، أحد فحول الشعر منذ الجاهلية, جيث البسوس و داحس (أم داعش) والغبراء حالياً.حتى أن الفاروق عمررضي الله عنه قال: «لو أدركته لوليته القضاء؛ لحسن معرفته ودقة حكمه» لقد كان عمر بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير, وأكد هذا ابن عباس إذ قال: «خرجت مع عمر رضي الله عنه في أول غزاة غزاها، فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء, قلت: ومن هو يا أمير المؤمنين؟ قال: ابن أبي سلمى, قلت: وبما صار كذلك؟ قال: ا يتبع حوشي الكلام، ولا يعاظل في المنطق, ولا يقول إلا ما يعرف, ولا يمتدح أحد إلا بما فيه».
# كان زهير حكيماً وداعيةَ خيرٍ وصلاحٍ وسلام , و خيرَ مثالٍ لدور الكاتب عموماً في السمو بسقف التعامل الإنساني و الأخلاقي .لدى من حوله ولقد صنفه رواة الشعركأبرزعبيد الشعر, لما لديه من طول الثقاف والتنقيح و التجويد والتحبير.وقد علَّق الجاحظ على صنعة زهير بأنه : «من شعراء الحَوليَّات لما كان يدع القصيدة تمكث عنده حولاً كريتاً, وزمناً طويلاً, يرددفيها نظره, ويجيل فيها عقله, ويقلب فيها رأيه, اتهاماً لعقله ,وتتبعاً على نفسه, فيجعلعقله زماماً على رأيه, ورأيه عياراً على شعره, إشفاقاً على أدبه, وإحرازاً لما خوله الله من نعمةٍ لنظم قصائده من الحوليات والمقلدات والمنقحات والمحكمات, ليصير قائلها فحلاً خنذيذاً, وشاعراً مفلقا
# وتتجلى الحكمة في تضاعيف شعر زهير واضحة المعالم والقسمات, وأروعها تلك الأبيات التي وردتْ في معلقته الأشهر و التي قالها في نبذ الشِّقاق و الاحتراب و الفرقة الشتات: وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُرَجَّمِ مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً وَتَضْرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ فَتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِلُّ لأَهْلِهَا قُرَىً بِالْعِرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَمِ
|
|
|
|
|
|