في ظل تداعيات موجة الفشل التي مُنِيتْ بها ثورات اللمناديل هبات الياسمين في الربيع العربي فهل كان نظامه البائد مطمئانً لأنه معصومٌ و محصن ضد ضد «هبوب» سموم صيفي لهدم أركانه؟! هذا السؤال المؤرق ظل يُطل بر\اسه كثيراً بعلى إثر قيام انتفاضات الشعوب العربية بدءاً تونس ومصر، ثم اتساع السنة الحرائق غلى سوريا وليبيا وو اليمن السعيد، خصوصا ً و أن السودان يشهد نُذُر حرب أهليةً هيأشد ضراوةً ؛ تأتي في مقدمتها تبعات انفصال الجنوب ، واستمرار حرب دارفور، والأوضاع الاقتصادية المتجهة نحو ضائقة تلوح بوادرها في الأفق. يضاف إلى ذلك أن السوداني عرف مذاق الانتفاضاتالشعبية مبكراً ،في أكتوبر 1964 ثم في أبريل 1985، وبالتالي فهو مرشحٌ للفوران على أي حكم استبدادي قمعي الأمني؛ سواء كان عسكرياً صرفاً، أو عسكرياً بلباس مدني، أو مدنيا شمولياً تحت عباءة الحزب الواحد.
# من هذا المنطلق يبدي كثيرٌ من المراقبين في الداخل والخارج من بقاء هذا البلد القارة في منأي عن مرمى نيران الثورة إذن ، هل امطأن نظام امخلوع لنجاحه غلى حدٍ كبير ٍ في قصاء قَوى ( المعارطة ) التقليدية أو في تشكيل حاضنية شعبية لتقفححصيناً حصيناُ و سداً منيعاً حدوث انتفاضة ذات شأن ضده؟!.
# الواقع أن تعامل االنظام المنقلع مع أحداث «الربيع العربي» وتصريحات مسؤوليه خلال الأونة السابقة، تعكس قلقاً دفينا متزايداً من احتمال انتقال العدوى، حتى و إن حاول أركان النظام المكابرة ونفي تأثرهم بما يدور حولهم. فعندما كانت الثورة المصرية على أشدها في يناير2011 عمد النظام السوداني إلى فرض تعتيم كاملاً على رصد مجريات أحداثها وكأنها تحدث في كوكب آخر وليس في بلد تجمعه حدود مشتركة وتاريخ طويل و مصيرٌ شيبه واحدٍ . كان الناس يتابعون ما يجري عبر الفضائيات ووسائل الإعلام العربية والأجنبية، لأن ‘علامنا فرض عليها ستاراً وهمياً لحجب الرؤية عما يدور من أحداث الثورة التي كان العالم كله يتابع مجرياتها. وعندما خرج شباب سودانيون في مظاهرات احتجاج لتطالب بالتغيير، مستلهمين ما يدور في جارهم الشمالي، انقض عليهم النظام بعنف شديد مستخدما آلته الأمنية التي قواها وعززها على مدى يقارب 30 عاماً في السلطة، لتحصين أركانه ضد أي ثورات شعبية أو محاولات انقلابية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة