π و لِمَ لا ، فلتكن هذه حزمة من أمانينا السُّندُسية ، أو لتكن حتى أضغاثأحلام (ظلوط) ذلكم الديك المسالم و قد راح يغط في سباته العميق معلقاً بمشجبٍعلى حبل لنشر الغسيل. و كما يقال عن قرين الشعر إن أعذبَه أكذبُه ، كذلك فإنمن أفرغ أحلامنا و أبعدها منالاً لهي أحلام يقظةٍ نعيشها و و نحن نيامٌ في عز رابعة النها.
# لعل كل هذا و ذاك لا يهم . و إنما يكفينا فقط أننا نقف الآن حداداً على نعوش رتلٍ طويلٍ لثوراتا لياسمين التي سرعان ما خمدت جذوتها في مهدها بعد أن هبت رياحها في ربيع ربوع بلاد العُرب أوطاني و يا لبلادِ العُرْبِ من مَعَرَّةَ لسائر الأَوْطَاِنِ :
π لمْ يبقَ فيهِم لا أبو بكرٍ .. فلا عُمرٌ و لا عثمان جميعُهُم باتوا هياكلٌ عظمية في متاحفِ الأزمان تساقطَ الفرسانُ عن سروجِهم واعتُقِل المؤذنونَ في بيوتهم واُلْغِيَ الأذان جميعُهم قد ذبحوا خيولهم وارتهنوا سيوفهم و قدّموا نساءَهم قرباناً سبايا لقائد الرومان ما كان يدعى ببلاد الشام يوماصار في الجغرافيا... يدعى (يهودستان) الله اللهْ.. شيء الله يا زمــان ... لم يبقَ في دفاترِ التاريخ لبَّابٌ لسرج ولا حِصان جميعُهم قد تركوا نِعالهم وهرّبوا أموالهم وخلَّفوا وراءهم أطفالهموانسحبوا إلى مقاهي الموت والنسيان جميعهم تخنَّثواتكحَّلوا...تعطَّروا...تمايلوا أغصان خيْزران حتى تظنَّ خالداً... سوزانومريماً.. مروان اللهْ... يا زمان... ... جميعُهم قد دخلوا جُحورَهم واستمتعوا بالمسكِ، والنساءِ، والرَّيْحان جميعُهم: مُدَجَّنٌ، مُروَّضٌ، منافِقٌ، مزْدَوجٌ.. جبان
هلْ ممكنٌ أن يَعْقِدَ الإنسانُ صُلحاً دائماً مع الهوان؟ اللهْ... يا زمان.. ... هل تعرفونَ من أنا؟!مُواطنٌ يسكُنُ في دولة ( قـَمْعِـسْتان) وهذهِ الدولة ليست نُكتة مصرية أو صورة منقولة عن كُتُبِ البَديعِ والبيان فأرضُ (قـَمعـِستان) جاءَ ذكرُهافي مُعجمِ البُلدان...وإنَّ منْ أهمِّ صادراتِها حَقائِباً جِلديةمصْنوعة من جسدِ الإنسان الله اللهْ... شيء لله يا زمان... ... هل تطلبونَ نُبْذةً صغيرةً عن أرضِ (قـَمعـِستان) تِلكَ التي تمتدُّ من شمالِ أفريقياإلى بلادِ نـَفْطِستان تِلكِ التي تمتدُّ من شواطئِ القَهرِ إلى شواطئِ القتْلِ إلى شواطئِ السَّحْلِ، إلى شواطئِ الأحزان.. وسيفُها يمتدُّ بينَ مَدْخلِ الشِّريانِ والشريان مُلوكُها يُقرْفِصونَ فوقَ رَقـَبَة الشُّعوبِ بالوِراثة ويَكْرهونَ الورقَ الأبيضَ، والمِدادَ، والأقْلامَ بالوراثة وأول البُنودِ في دُسْتورها:يَقضي بِأنْ تُلْغَى غريزَةُ الكلامِ في أحوال بني الإنسان اللهْ... يا زمان... ... هل تعرفونَ من أنا؟! مُواطنٌ يسكُنُ في دولةِ (قـَمْعـِسْـتان) مُواطنٌ... يَحْلُمُ في يومٍ من الأيامِ أنْ يُصبِحَ في مرتبة الحيوان مُواطنٌ يخافُ أنْ يَجْلسَ في المقهى.. لكي لا تـَطلـَعُ الدولة من غياهبِ الفنجان مُواطنٌ أنا.. يَخافُ أنْ يقرَبَ زوجته قُبييلَ أن تُراقبَ عسس الجنجويد من مباحثُ البرهان مٌواطنٌ أنا.. من شعبِ قـَمْعـِسْـتانأخافُ ان أدخلَ أيَّ مَسجدٍ كي لا يُقالَ أنّي رَجُلٌ يُمارسُ طقوس الدين و شعائر الإيمان كي لا يقولَ المُخبرُ السِّرِيُّ:أنّي كنتُ أتْلو سورةَ الرحمن.
® مقتبسٌ بتصرفٍمن رائعةٌ لنزار قبّاني.. لكنها كانت محظورة. ذلك أن بها تصوير بديع و جريء لمحنة گون : كنوز المال بيد غشيم ، و حد السيف بيدِّ جبان).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة