في البوست الذي به خبر عضو البرلمان (صورة الخبر بالأعلى) عن صعوبات النكاح (الزواج) كدالة في هذه الثورة، التي يقودها الشباب من الجنسين.. https://sudaneseonline.com/board/499/msg/1547820262.html فقد كتب صاحبه عمر التاج التالي نصه:-
Quote: عينة ديل لو الثوار تلبوا ليهم في مكاتبهم وربطوهم، ما بكونوا واعين بالحاصل في البلد، اكيد كان ليهم نصيب كبير من الحاويات الدخلت زمان وما لقوا ليها سيد.
يعني وكأن هذا البرلماني مسطول وما واعي ويستاهل الدق.. يمكن! وقلنا:- لكن هذا البرلماني أصاب، ولو جزئيا، من حيث لا يدري، كما أصاب البشير في نقده (للنظام العام) من حيث اتزنق..
وما كان عمر التاج هو الساخر الوحيد، فقد كتب د. زهير السراج، بالدارجية كما نسبته له الراكوبة:
Quote: alrakoba.net/news-action-show-id-314914.htm عليكم الله يا يا ناس المظاهرات كفاية كده، الجماعة ديل قالوا الروب، وبقوا يتكلموا برة راسهم .. واحد قبل يومين، أظنوا من بتاعين البرطمان الصغير بتاع ولاية الخرطوم، قال الشباب الطلعوا المظاهرات ديل ما زعلانين من الحكومة وغلاء المعيشة، ديل طلعوا كايسين النكاح .. آها ده كلام زول عاقل؟! .. يعنى نكاح في الشوارع ولا شنو يا شيخنا، ده إلا كان عندكم إنتو، انحنا غايتو ما سمعنا بيو قبل كده، يطرشنا (على راى حبوبتى)، الله يرحمها، ويبشبش الطوبة التحت راسها (يبشبش دى ما ليها علاقة ببشة، بتتقال كده من زمان، عشان مافى زول يتلولو معانا).
طيب عرفنا شيخ البرطمان بتاع ولاية الخرطوم يومو كله مقضيو مع كتب النكاح وفقه النكاح، فاصبح يفسر كل ظواهر الطبيعة والبشر بالنكاح ومستحباته، قوش مالو عشان يقول الشباب طلعوا المظاهرات زعلانين من قفل شارع النيل ومافى ترفيه وكده، والشيشة وما ادراك ما الشيشة، .. والله الواحد خايف بكرة يطلع المظاهرة يلقى قوش بيطقع مع المتظاهرين وناس الامن بيضربوا فيو بالبمبان والعصى، بس الله يستر ما تلقاهو بت الخرطوش وتديو طلقة وتحيّرنا في أعظم مدير استخبارات في الشرق الاوسط وشمال ووسط وشرق أفريقيا وسيكافا !!
ولم يتوانى الساخر، والسياسي أولا وأخيرا، محمد محمد خير، عن السخرية من هذا البرلماني المسكين، ولكنه أيضا سيرصد ويعدد لنا/لهم من (صناجات) الإنقاذ ماهو أهم من (شيشة) قوش. وسيهيء له في مقاله من سبل الرشاوى الممكنة الأخرى لهذا الجيل.. مع إنه يعرف أن الموضوع أكبر من الرشاوى لأن (الصناجات) الكبرى كلها أثيلة وهيكلية في لب المصفوفة الإنقاذية، ومتلبباها سرمديا بلا أمل في الفكاك. مقال م. م. خير لا يخلو من سعة متوقعة للضحك والإضحاك، و"رصائد" أخرى من الواقع..
أضحكني عضو البرلمان الذي أطلق تصريحاً زلقاً مفاده أن مشكلة شبابنا الذي يقود المظاهرات تكمن في النكاح؛ وأنا إذا أنكحنَاهُم ستتوقف التظاهرات وستُكرَّس هذه الطاقة اللاهبة لبناء الوطن وإنجاب الذرية، متناسياً أن معظم هؤلاء الناكحين هم في الأصل بلا عمل، فكيف لناكح عاطل مضاعفة بؤسه على سنة الله؟! غير أن السيد صلاح قوش لامس الأمر من زاوية تتيح التعليق بمسؤولية حين انتقد النظام السياسي في شقه الاجتماعي بإشارته لمجموعة من (الصناجات) التي اتخذت خلال سني الإنقاذ بانتخابه (الشيشة) نموذجاً، مُحَوِّلاً الشيشة من دخانٍ حلال وغير مُذهِب بالعقل لقضية من قضايا الأمن القومي. يتيح لنا هذا الحديث مدخلاً حيوياً للحديث السياسي من بوابة الشيشة. فقد راهنت الإنقاذ على الضعف التنظيمي العام في الأحزاب السياسية، واستطاعت إضعافها وتقسيمها وإخضاعها والسيطرة التامَّة عليها، والحق يقال إنها كادت الإجهاز عليها وقذفها خارج محيط الكرة الأرضية، لكنها تناست أن جيلاً كاملاً نَمَا تحت قطرات الدم والعَوَز والفقر والحرمان، وتربَّى خارج تأثيرات النظام الحزبي السوداني. هذا الجيل هو الذي يخرج للشارع الآن بشعار لا يقبل الحوار (تسقط بس)، وهو شعار لا يقبل الحوار والحلول الوسطى رغم أن رافعيه لا يملكون الوسائل الفنية اللازمة لتحقيقه. هذه الصَنَاجة الشبابية السياسية تنبع من الصناجة الأخرى التي أشار لها قوش، وهي ليست حصراً على الشيشة؛ إنما تشمل أيضاً الإجهاز على دور السينما وانتهاء الأفراح عند الحادية عشرة وإغلاق دور الثقافة الوطنية والتغول على اتحادات الكتاب ومضايقة الفتيات في زيّهن والتكييف العمدي لأذواق الناس ومحاولة تصفية الوجدان الفلسفي للسودانيين الذي يميز لونية سماحات شعبنا. كل هذه الصناجات أنتجت (تسقط بس)؛ فالقطة ذات الأبوين السُود لن تلد سوى قطٍّ أسود. لا تملك الحركة الإسلامية خطاباً حيوياً ملهماً لهذا الشباب، وفي ظلِّها انهارت كل النشاطات الجاذبة لهم؛ اليناببع الثقافية والشجو الفني وكرة القدم والفنون المسرحية حتى الغناء؛ تجفَّف وصارت أغاني الماضي هي مستقبل حناجرهم، أما نحنُ فقد تحوَّلنا لصبغة الماضي بجعله البؤرة النقية التي تحجّ إليها ذاكرتنا حتى كدنا أن نصبح أسلاف أنفسنا!!! لم يعد في السودان أي حاضن لبهج اجتماعي صغير يكشف عن مواهب جيل صاعد، صار أعلى معدل للبهج أن تحضر عقد قرانٍ بمسجد الشهيد، أو أن تواري مرحوماً يُشرف على دفنه درمه!! كيف ستتفجر الطاقات الخلاقة لهذا الشباب (الحي ومكفَّن). الذي يهرب للأسافير ويخلط في خياراته بين رحابات ما تتيحه شاشات الهواتف وضيق ما يعتسف به الواقع؟.
على كل هؤلاء.. سترد إحدى بنات الجيل.. بالواضح. تاليا..
أما الآن، فأترككم تستمعون لإحدى عبقريات الثورة الفنية.. وتمهيدا للرد على هؤلاء الساخرين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة