|
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)
|
[4] (جدليّة العلاقة بين الشعب والطليعة المثقفة:) مِن الجدير بالانتباه أن نلحظ أنّ كثيراً من كوادر المعارضة، في الأسافير، كانوا يرَون في الموقف الشّعبيّ الرّافض للخروج طيلة سنين الإنقاذ ضرباً من الجُبنِ والاستكانة وغير ذلك من الصّفات غير الحميدة، وذلك في غفلةٍ عن المعاني الوطنيّة النّابضة بالقيم الجميلة ذات البعد الديمقراطي العميق، التي نجدها في بعض أناشيد محجوب شريف، وذلك مثل قوله: الاسم الكامل: إنسان. والشّعب الطّيّب: والدَيّ. والمهنة: بناضل بتعلّم تلميذ في مدرسة الشعب. والمدرسة: فاتحة على الشارع. والشّارع: فاتح في القلبِ. ثم يقول في سياقٍ آخر: مِنَّك كلِّ حِتّة في الخاطر صبابة، وجنبك نبتة نبتة، ونكبر نحنا يابة، نسألك إنتَ، وإنت تورينا الإجابة. نعم، إنّ من دقائق معنى الدّيمقراطيّة: أن تُصغيَ الطليعةُ المثقّفة إلى صوت الشّعبِ، وتسعى إلى تحقيق آماله وطموحاته، وأن تأتمر بأمره، وتستشعر معاناته، ومن نافلة القولِ: أن لا تسعى إلى فرض نظامٍ سياسيٍّ عليه بالقوّة العسكريّة المسلحة! *** ولا نُنكر أنّ كيان الشعب، مُعرَّضٌ لأن تعتريه ضروبٌ من العِلل والأدواء، وعندئذٍ يكون من واجب الطليعة المثقفة الواعية أن تبذل جهدها تنويراً وتبصيراً لعامّة الجماهير، لكنّ واقعنا يقول: إنّ الجماهير متقدّمةٌ بوعيها على الطليعة المثقفة. *** ويتحدّث البعض عن مقاربةٍ إصلاحيَّة تنحو نحو تجسير الهُوَّة بين الجماهير والطليعة الوطنيَّة الحزبيّة القائمة، فأقول: هذا هو الدَّوران في الحلقة المفرغة! فهذا المفهوم نفسه غير ديمقراطيّ، لأنّه يتحدّث عن عنصرين متكافئين، وليس الأمر كذلك، كما تؤكد رؤى محجوب شريف أعلاه. بيد أنّ فيه اعترافاً ضمنيّاً بوجود هُوّةٍ بين الجماهير وهذه الطليعة، وعندئذٍ فليس الحلُّ في تجسير الهُوّة، ولكن في أن تُراجع الطليعةُ رؤاها ومواقفها، حتى تكون على مستوى الوعي الجماهيري المطلوب، هذه من أبجديات الديمقراطية. *** نعم، توجد علاقة جدلية بين الجماهير وطليعتها، يُفترض أن تؤدي إلى ارتقاء كليهما، ولكن هذه العلاقة الجدليَّة إنما تكون إيجابيّة، في مردودها وثمراتها عندما تكون الطليعة مدركةً لواقع شعبها، منصتةً لطموحاته وتطلّعاته، أما عندما تكون الطليعةُ متخلّفةً عن وعي شعبها، أو عندما يكون وعيُها مستلباً بوعيٍ آخر، تفرضه على نفسها، وتريد فرضه كذلك على شعبها. *** إنّ مشكلتنا الوطنية في الظَّرف الرَّاهن، لا تحتمل أن يُخرج كلٌّ منا منظاره الحزبيّ الخاص؛ لينظر إليها من خلاله، هذا إذا سلّمنا بأن منظاره الحزبيّ الخاص، نظيفٌ لا تغطي عدسته رواسبُ الحزبية الضيقة، وديكتاتورية القيادة الملهمة، وروحانيّة الالتزام الحزبي الغامض!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلِّقين حول الجُثّة! | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 07:45 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 07:56 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 07:58 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 08:08 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 08:15 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 08:22 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 08:25 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 07:21 PM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | Khalid Abbas | 02-13-19, 05:49 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-13-19, 09:12 AM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|