(نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلِّقين حول الجُثّة!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2019, 07:45 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلِّقين حول الجُثّة!

    06:45 AM February, 09 2019

    سودانيز اون لاين
    صلاح عباس فقير-المدينة المنورة
    مكتبتى
    رابط مختصر



    السلام عليكم ورحمة الله،
    وبعد،
    فهذه مقالة نشرتها عبر موقعنا سودانيزأونلاين،
    كما نشرتها عبر موقع سودانايل،
    ولأني أحدثت فيها بعض التنقيحات،
    أتيتُ بها إلى هنا،
    وذلك تمهيداً لنشر الحلقة الثانية منها:








                  

02-09-2019, 07:56 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)

    (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلِّقين حول الجُثّة!

    [1]
    الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه من والاه،
    والتّحيّة لجميع القرّاء الأعزَّاء،
    (بشائرُ فجرٍ جديد:)
    وأفتتِحُ القولَ بتقريرِ حقيقةٍ واقعةٍ،
    تتعلّقُ بالنّظام السّياسيّ المُسمّى بحكومة الإنقاذ الوطنيِّ (1989م-؟):
    أنَّه أسوأ نظامٍ سياسيٍّ مرَّ على السّودان منذ استقلالهِ في العام 1956م،
    بلى، لم يكن هو أوّلَ نظامٍ ديكتاتوريٍّ مستبدّ في تاريخنا المعاصر،
    لكنّه تميَّز بسُلطةٍ جماعيَّةٍ قامعةٍ، تعمّق استبدادُها حتّى نفذ إلى ما في الضّمائر،
    وعند ذاك انبثقت من أعماق المواطنِ الحكمةُ أو الآهة القائلة: "تبكي بس"،
    أي لا تستطيعُ حتّى أن تُعبّرَ عن معاناتك،
    اللّهمّ إلا بأن تغوص في أعماقك ثمّ تنتحبُ همّاً وغمّاً،
    وهكذا استمرّ هذا النظامُ سادراً في غيِّهِ ما يُقاربُ الثّلاثين عاماً،
    عبر أيديولوجيَّةٍ شُموليَّةٍ إقصائيّة،
    تمكَّنَتْ من أن تجذبَ إليها كلَّ مساوئ الأنظمة السِّياسيَّة السّابقة،
    فهتف الشّعبُ من أعماقه: "تسقُط بس" أي هذه الحكومة،
    فكان الحراك الشّعبيّ الّذي تفجّر في بلادنا منذ اليوم التاسعَ عشرَ من ديسمبر 2018م،
    مُؤذناً بنهاية كابوس مرعب، وانبلاج فجرٍ مشرق، نأمل أن يغمرَ بلادَنا العزيزةَ ضياؤه.
    ولئن كان القمعُ والكبتُ وسوءُ الأحوال المعيشيَّة،
    قد اضطرّ عامَّة الجماهير إلى هذا الخروج العفويّ على سلطة الإنقاذ الغاشمة؛
    فإنّ على المثقّفين في اللّحظة الرّاهنة واجبَ استفراغِ الوُسعِ،
    من أجل توجيه مسيرة التّغيير نحو غايتِها الجوهريّةِ، المتمثّلة في:
    بناءِ نظامٍ يُحقّقُ القيم الأصيلةَ التي يمور بها وجدانُ أمّتنا،
    ولا ريبَ أنّ الدّيمقراطيّة هي ذلكمُ النظامُ،
    إذ إنّها -كما سوف نرى- صدى الفطرة الإنسانيّةِ الحيَّة،
    وخلاصةُ التجربة البشريّة في مجال الحكم والسّياسة.
    فلماذا انتفض الشعب الآن؟!
                  

02-09-2019, 07:58 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)

    [2]
    (لماذا انتفض الشّعب الآن؟)
    والسّؤال الّذي يطرح نفسه على كلِّ متأمّلٍ في السّياق الوطنيّ الرّاهن، هو:
    كيف كانت هذه النُّقلة البعيدة من مرحلةٍ كان شعارُها "تبكي بس"،
    إلى هذه المرحلة التي أضحى شعارها "تسقط بس"؟
    أو بعبارةٍ أخرى: لماذا صمت الشّعب السُّودانيُّ ثلاثة عقودٍ من الزّمن قبل أن ينتفض؟
    لماذا صمت عن الجرائم التي ارتكبها هذا النظام في حقّ الوطن والمواطن،
    والدّماء التي أهدرها، والأسر التي شرّدها، والعقول والكفاءات التي استنزفها؟
    لماذا لم ينتفض عندما انتفضت الشُّعوبُ أوانَ ما سُمِّي بالرّبيع العربي؟
    وهذا السؤال ليس نظريّاً محضاً،
    بل تنبني عليه نتائج مهمّة فيما يخُصُّ إستراتيجيّة التّغيير الوطنيّ،
    ويلزمنا بين يدي الجواب عنه، أن نُطِلّ إطلالةً عامّةً،
    على واقع الحِراك الدّيمقراطيّ في تاريخنا السّياسيّ المعاصر، منذ الاستقلال.
                  

02-09-2019, 08:08 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)


    [3]
    (محنة الدّيمقراطيّة في السُّودان):
    رغم أهمّيّتها الحيويّة والمصيريّة، ظلّت الدّيمقراطيةُ كممارسةٍ مبدئيّةٍ،
    تُسجّلُ غياباً كاملاً عن المشهد السّياسيّ الوطنيّ في بلادنا،
    وآيةُ ذلك أنّا -بعد أكثر من خمسة عقودٍ، تفصلُنا من لحظة الاستقلال-
    لا نكادُ نجدُ ولا حزباً سياسيّاً واحداً تأسّسَ على الديمقراطية، وجعلها مرتكزاً لنضاله الوطنيّ،
    سواءٌ كان ذلك في دائرة الحكم، أو في دائرة المعارضة.
    لقد عبّرَ الشّعب السّودانيّ نفسُهُ عن وعيٍ كبير،
    إذ قام بتفجير ثورتين شعبيّتين، في وقتٍ مبكّر، في وجه نظامين عسكريّين،
    وهما ثورتا أكتوبر 1964م وأبريل 1985م،
    ضدّ نظام الفريق إبراهيم عبود، ثم ضد نظام الرئيس جعفر نميري،
    بيد أنّ الصّفوة المتعلّمةِ قد عجِزت عن ترجمة أيٍّ من الثّورتينِ إلى نظامٍ ديمقراطيٍّ يُجسّدُ إرادة الشّعب،
    فحدثت النِّكسة، وباءت الجماهير بالخيبةِ
    ***
    ولقد عبَّر الرّاحل الكبير محمد أبو القاسم حاج حمد، عن مواساته لها
    في مقدّمة كتابه المتفرّد "السُّودان: المأزق التّاريخيّ وآفاق المستقبل"،
    حيث أهداه إلى جماهير شعبنا، قال: "الّتي أعطت وأعطت وأعطت، ولم تأخذ شيئاً"!
    أمّا على صعيد الأحزاب والقوى الحديثة، فقد كان الإخفاقُ والفشل الذّريع في بناء الديمقراطية،
    بل رأيناها تتسابقُ إلى هدم الدّيمقراطية، ساعيةً إلى أن تفرضَ إرادتها الحزبيّة على شعبها،
    إمّا عبر الانقلاب العسكريّ، كما حدث في الأعوام (1958م)، ثمّ (1969م)، ثم (1989م)
    وإمّا عبر الغزو الخارجيّ المسلّح كما حدث في (1976م)
    وقام به تنظيم الجبهة الوطنية انطلاقاً من ليبيا،
    وإمّا عبر إعلان الحرب المسلحة كما حدث من قبل حركة الزّعيم الرّاحل جون قرنق،
    وحركات دارفور المختلفة، وبغضّ النظر عن عدالة القضيّة الّتي تحملها هذه الحركات،
    لكنّ تجربتها تُثبت أنّ آثارها الكارثيّة كانت أكبر،
    وأنّه كان من الممكن أن تُحقّق أهدافها عبر النضال المدنيّ، بأساليبه المتنوّعة.
    ***
    وكان المأمول عند الانقلاب الجبهجيّ في 1989م
    أن تُبادر قوى المعارضة إلى إعلان حراكٍ ديمقراطيّ يتوسّلُ بوسائل النّضال المدنيّ،
    عبر التّنوير والتّبصير، وقول كلمة الحقّ في وجه السُّلطان الجائر،
    وبذل جُهدٍ نضاليٍّ إيجابيٍّ سياسيّ واجتماعيّ واقتصاديّ،
    بعيداً عن الأسلوب الطّفوليّ القائم على تحدّي النّظام الحاكم واستفزازه،
    شاقَّةً بذلك طريقاً مبدئيّاً نحو البديل الدّيمقراطيّ.
    في ظلّ الحِراك الوطنيّ الدّيمقراطيّ، يُضحِّي القادةُ الوطنيّون،
    بأوقاتهم وأموالهم وأرواحهم، لكي تنبت شجرةُ الحرّيّة والدّيمقراطية،
    أمّا في حالة ما يُسمّى بالنضال المسلح،
    فالضَّحايا في الغالب هم المواطنون الأبرياء وخاصّةً الشّباب المتوقّد بالحماس،
    سواءٌ كان في صفّ الحكومة أو جُنِّدَ ضمن قوى المعارضة،
    هذا إضافةً إلى الآثار المتعلّقة بخراب الدّيار.
    ***
    إذن، فلمّا رأى الشعبُ أنّ طليعته سواءٌ في الحكم أو المعارضة،
    بعيدةٌ عن الدّيمقراطية وعياً وممارسةً،
    تمسّك بالجنّ الّذي يعرفُه، خشيةً من الجنّ الّذي لا يعرفه،
    وهذا سيقودُنا إلى الحديث عن جدليّة العلاقة بين الشّعب والطليعة المثقفة، من المنظار الديمقراطي.
                  

02-09-2019, 08:15 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)

    [4]
    (جدليّة العلاقة بين الشعب والطليعة المثقفة:)
    مِن الجدير بالانتباه أن نلحظ أنّ كثيراً من كوادر المعارضة، في الأسافير،
    كانوا يرَون في الموقف الشّعبيّ الرّافض للخروج طيلة سنين الإنقاذ
    ضرباً من الجُبنِ والاستكانة وغير ذلك من الصّفات غير الحميدة،
    وذلك في غفلةٍ عن المعاني الوطنيّة النّابضة بالقيم الجميلة ذات البعد الديمقراطي
    العميق، التي نجدها في بعض أناشيد محجوب شريف، وذلك مثل قوله:
    الاسم الكامل: إنسان.
    والشّعب الطّيّب: والدَيّ.
    والمهنة: بناضل بتعلّم تلميذ في مدرسة الشعب.
    والمدرسة: فاتحة على الشارع.
    والشّارع: فاتح في القلبِ.
    ثم يقول في سياقٍ آخر:
    مِنَّك كلِّ حِتّة في الخاطر صبابة،
    وجنبك نبتة نبتة، ونكبر نحنا يابة،
    نسألك إنتَ، وإنت تورينا الإجابة.
    نعم، إنّ من دقائق معنى الدّيمقراطيّة:
    أن تُصغيَ الطليعةُ المثقّفة إلى صوت الشّعبِ،
    وتسعى إلى تحقيق آماله وطموحاته، وأن تأتمر بأمره، وتستشعر معاناته،
    ومن نافلة القولِ: أن لا تسعى إلى فرض نظامٍ سياسيٍّ عليه بالقوّة العسكريّة المسلحة!
    ***
    ولا نُنكر أنّ كيان الشعب، مُعرَّضٌ لأن تعتريه ضروبٌ من العِلل والأدواء،
    وعندئذٍ يكون من واجب الطليعة المثقفة الواعية أن تبذل جهدها
    تنويراً وتبصيراً لعامّة الجماهير،
    لكنّ واقعنا يقول: إنّ الجماهير متقدّمةٌ بوعيها على الطليعة المثقفة.
    ***
    ويتحدّث البعض عن مقاربةٍ إصلاحيَّة تنحو
    نحو تجسير الهُوَّة بين الجماهير والطليعة الوطنيَّة الحزبيّة القائمة،
    فأقول: هذا هو الدَّوران في الحلقة المفرغة!
    فهذا المفهوم نفسه غير ديمقراطيّ، لأنّه يتحدّث عن عنصرين متكافئين،
    وليس الأمر كذلك، كما تؤكد رؤى محجوب شريف أعلاه.
    بيد أنّ فيه اعترافاً ضمنيّاً بوجود هُوّةٍ بين الجماهير وهذه الطليعة،
    وعندئذٍ فليس الحلُّ في تجسير الهُوّة،
    ولكن في أن تُراجع الطليعةُ رؤاها ومواقفها،
    حتى تكون على مستوى الوعي الجماهيري المطلوب،
    هذه من أبجديات الديمقراطية.
    ***
    نعم، توجد علاقة جدلية بين الجماهير وطليعتها،
    يُفترض أن تؤدي إلى ارتقاء كليهما، ولكن هذه العلاقة الجدليَّة
    إنما تكون إيجابيّة، في مردودها وثمراتها
    عندما تكون الطليعة مدركةً لواقع شعبها، منصتةً لطموحاته وتطلّعاته،
    أما عندما تكون الطليعةُ متخلّفةً عن وعي شعبها،
    أو عندما يكون وعيُها مستلباً بوعيٍ آخر،
    تفرضه على نفسها، وتريد فرضه كذلك على شعبها.
    ***
    إنّ مشكلتنا الوطنية في الظَّرف الرَّاهن،
    لا تحتمل أن يُخرج كلٌّ منا منظاره الحزبيّ الخاص؛
    لينظر إليها من خلاله، هذا إذا سلّمنا بأن منظاره الحزبيّ الخاص،
    نظيفٌ لا تغطي عدسته رواسبُ الحزبية الضيقة، وديكتاتورية القيادة الملهمة،
    وروحانيّة الالتزام الحزبي الغامض!
                  

02-09-2019, 08:22 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)

    [5]
    (إعلانُ موت الأحزاب السّياسيّة التّاريخيّة:)
    لقد خطَّت الأحزاب السّياسيّة السُّودانيّة
    -سواءٌ كانت في الحكم أو في المعارضة بمنهجيّتها العشوائيّة-
    في ضمير الشّعب، خطوطاً مأساويّةً عميقة،
    كتبتها بالدّم البريء المُهراقِ عبر سياقاتِ الحِراك العشوائيّ،
    في عنبر جودة عام 1956م ، وفي الجزيرة أبا 1970م، وفي 19 يوليو 1971م،
    وفي سياق الغزو المسلح القادم من ليبيا يوليو 1976م،
    ذلك كلُّه ونيرانُ الحرب في الجنوب ما تزال متّقدة، ثم اشتعلت دارفور.
    ***
    فصار الشّعب السّودانيَّ رازحاً بين المطرقة والسّندان،
    أو بين الحكومة والمعارضة،
    الأمر الّذي عمّقَ في ضميره شعوراً بالخيبة من هذه الأحزاب السّياسيّة،
    فصار يتطلّع إلى البديل الديمقراطيّ.
    ***
    والواقع يقولُ: إنّ فاقد الشّيء لا يُعطيه،
    فيكفي أنّ هذه الأحزابَ قد عجزت عن بناء الدّيمقراطيّة في حدود ذاتها،
    فكيف تبنيها على مستوى الوطن؟!
    لذا فهناك حقيقةٌ أخرى، ينبغي للنّاظر في التجربة السّياسيّة السّودانيّة منذ الاستقلال
    أن يُقِرَّ بها ويقرّرها، وهي:
    إنّ الأحزاب السّياسيّة السّودانيّة التّاريخيّة التي ما تزالُ رابضةً في المشهد السّياسيّ الرّاهن،
    قد ماتت موتاً إكلينيكيّاً، وصارت عاجزةً عن أداء وظائفها الحيويّة،
    وإنْ كان سَدَنتُها وقادتُها ما يزالون متحلّقين حول جُثّتها!
    ***
    هذه الصُّورة الدَّراماتيكية، تُعبّر -من وجهة نظري-
    عن حقيقة الوضع الراهن للطليعة الحزبيّة الوطنية،
    وهي تتضمَّن حكماً أعتقد أنّ كلَّ مواطن سوداني يُشاركني فيه الرأي،
    إلا أن يكون مؤدلجاً أو منتظماً في حزبٍ سياسيّ من هذه الأحزاب.
    ***
    إنّنا بحاجةٍ ماسّةٍ إلى استئناف ذلك الحراك التّنويريّ الديمقراطيّ،
    الذي ابتدره ذلك الرهط الكريم من آباء الاستقلال الّذين أسّسوا مؤتمر الخريجين،
    ليكون قاعدةً للديمقراطيّة، وأساساً لبناء الدّولة الحديثة في السّودان،
    لكنّهم لم يكونوا يمتلكون الوعي المكافئ والإرادة الوطنيّة اللازمة لبناء المشروع الوطنيّ الكبير،
    فعجزوا عن مواجهة التّحدّيات الواقعيّة الكبيرة، فتعثّرت مسيرتُهم وتوقّفت.
                  

02-09-2019, 08:25 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)

    (خلاصة القول:)
    *الدّولة الديمقراطية مطلب مصيريّ للأمّة السودانيّة.
    *ولا يتحقّق ذلك المطلب إلاعبر التّنوير والنضال المدنيّ، بوسائله المختلفة.
    *والأحزاب السياسية التاريخية الرّاهنة، عاجزةٌ عن مواكبة هذا المطلب.
    *والحاجة ماسّةٌ لتأسيس خلايا ديمقراطيّة، تعمل على
    تأسيس كيانٍ وطنيّ ديمقراطي جامع، يُباشر عمليتي التّنوير والبناء الاجتماعيّ.
    ***
    *خلاصة الخلاصة:
    نحن نواجه مرحلةً وطنية حرجة، تقتضي أن نتجاوز الانتماءات الضّيّقة
    نحو الانتماء الوطنيّ الواحد، الّذي تحكمه القيم الديمقراطيّة،
    وهذا هو محكُّ أيّ رؤيةٍ مذهبيّةٍ:
    أن تُثبت على صعيدي الوعي والممارسة أنّ الديمقراطيّة هي مثلها الوطنيُّ الأعلى.
    ***
    وفي حلقةٍ تالية سأقف بإذن الله عند حقيقة الدّيمقراطيّة،
    مُبيّناً استحقاقها للمقام الرّفيع الّذي تبوّأته ضمن هذه المقالة،
    مؤكّداً أنّها النّظام السّياسيُّ الأمثلُ للحكمِ،
    وأنّها ليست مجرّد غايةً ينتهي إليها الحراكُ الوطنيّ فقط،
    بل هي كذلك منهجيّةٌ ضابطةٌ لهذا الحِراك عبرَ كلّ مراحله،
    وأنَّ الشرط الأساس لتطبيقها هو توافر قدرٍ من الوعي الإنسانيّ والإرادة.
    والله الموفق.

    صلاح عبّاس فقير
    [email protected]
                  

02-09-2019, 07:21 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: إنّ الأحزاب السّياسيّة السّودانيّة التّاريخيّة التي ما تزالُ رابضةً في المشهد السّياسيّ الرّاهن،
    قد ماتت موتاً إكلينيكيّاً، وصارت عاجزةً عن أداء وظائفها الحيويّة،
    وإنْ كان سَدَنتُها وقادتُها ما يزالون متحلّقين حول جُثّتها!

    طبعاً الحراك الوطني الجاري يؤكد هذه الحقيقة الكبيرة،
    ومن مصلحة الوطن أن يكون هذا الشباب مستقلاً،
    بعيداً من الانتماء لتلك الكيانات القديمة الموبوءة بفيروس الخيبة،
    ***
                  

02-13-2019, 05:49 AM

Khalid Abbas

تاريخ التسجيل: 12-16-2017
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)

    تسقط بس
                  

02-13-2019, 09:12 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: Khalid Abbas)

    مرحباً خالد،
    شكراً جزيلاً للمساهمة برفع البوست.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de