|
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ (Re: صلاح عباس فقير)
|
[3] (محنة الدّيمقراطيّة في السُّودان): رغم أهمّيّتها الحيويّة والمصيريّة، ظلّت الدّيمقراطيةُ كممارسةٍ مبدئيّةٍ، تُسجّلُ غياباً كاملاً عن المشهد السّياسيّ الوطنيّ في بلادنا، وآيةُ ذلك أنّا -بعد أكثر من خمسة عقودٍ، تفصلُنا من لحظة الاستقلال- لا نكادُ نجدُ ولا حزباً سياسيّاً واحداً تأسّسَ على الديمقراطية، وجعلها مرتكزاً لنضاله الوطنيّ، سواءٌ كان ذلك في دائرة الحكم، أو في دائرة المعارضة. لقد عبّرَ الشّعب السّودانيّ نفسُهُ عن وعيٍ كبير، إذ قام بتفجير ثورتين شعبيّتين، في وقتٍ مبكّر، في وجه نظامين عسكريّين، وهما ثورتا أكتوبر 1964م وأبريل 1985م، ضدّ نظام الفريق إبراهيم عبود، ثم ضد نظام الرئيس جعفر نميري، بيد أنّ الصّفوة المتعلّمةِ قد عجِزت عن ترجمة أيٍّ من الثّورتينِ إلى نظامٍ ديمقراطيٍّ يُجسّدُ إرادة الشّعب، فحدثت النِّكسة، وباءت الجماهير بالخيبةِ *** ولقد عبَّر الرّاحل الكبير محمد أبو القاسم حاج حمد، عن مواساته لها في مقدّمة كتابه المتفرّد "السُّودان: المأزق التّاريخيّ وآفاق المستقبل"، حيث أهداه إلى جماهير شعبنا، قال: "الّتي أعطت وأعطت وأعطت، ولم تأخذ شيئاً"! أمّا على صعيد الأحزاب والقوى الحديثة، فقد كان الإخفاقُ والفشل الذّريع في بناء الديمقراطية، بل رأيناها تتسابقُ إلى هدم الدّيمقراطية، ساعيةً إلى أن تفرضَ إرادتها الحزبيّة على شعبها، إمّا عبر الانقلاب العسكريّ، كما حدث في الأعوام (1958م)، ثمّ (1969م)، ثم (1989م) وإمّا عبر الغزو الخارجيّ المسلّح كما حدث في (1976م) وقام به تنظيم الجبهة الوطنية انطلاقاً من ليبيا، وإمّا عبر إعلان الحرب المسلحة كما حدث من قبل حركة الزّعيم الرّاحل جون قرنق، وحركات دارفور المختلفة، وبغضّ النظر عن عدالة القضيّة الّتي تحملها هذه الحركات، لكنّ تجربتها تُثبت أنّ آثارها الكارثيّة كانت أكبر، وأنّه كان من الممكن أن تُحقّق أهدافها عبر النضال المدنيّ، بأساليبه المتنوّعة. *** وكان المأمول عند الانقلاب الجبهجيّ في 1989م أن تُبادر قوى المعارضة إلى إعلان حراكٍ ديمقراطيّ يتوسّلُ بوسائل النّضال المدنيّ، عبر التّنوير والتّبصير، وقول كلمة الحقّ في وجه السُّلطان الجائر، وبذل جُهدٍ نضاليٍّ إيجابيٍّ سياسيّ واجتماعيّ واقتصاديّ، بعيداً عن الأسلوب الطّفوليّ القائم على تحدّي النّظام الحاكم واستفزازه، شاقَّةً بذلك طريقاً مبدئيّاً نحو البديل الدّيمقراطيّ. في ظلّ الحِراك الوطنيّ الدّيمقراطيّ، يُضحِّي القادةُ الوطنيّون، بأوقاتهم وأموالهم وأرواحهم، لكي تنبت شجرةُ الحرّيّة والدّيمقراطية، أمّا في حالة ما يُسمّى بالنضال المسلح، فالضَّحايا في الغالب هم المواطنون الأبرياء وخاصّةً الشّباب المتوقّد بالحماس، سواءٌ كان في صفّ الحكومة أو جُنِّدَ ضمن قوى المعارضة، هذا إضافةً إلى الآثار المتعلّقة بخراب الدّيار. *** إذن، فلمّا رأى الشعبُ أنّ طليعته سواءٌ في الحكم أو المعارضة، بعيدةٌ عن الدّيمقراطية وعياً وممارسةً، تمسّك بالجنّ الّذي يعرفُه، خشيةً من الجنّ الّذي لا يعرفه، وهذا سيقودُنا إلى الحديث عن جدليّة العلاقة بين الشّعب والطليعة المثقفة، من المنظار الديمقراطي.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلِّقين حول الجُثّة! | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 07:45 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 07:56 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 07:58 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 08:08 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 08:15 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 08:22 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 08:25 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-09-19, 07:21 PM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | Khalid Abbas | 02-13-19, 05:49 AM |
Re: (نحو حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(1) إلى المتحلّ | صلاح عباس فقير | 02-13-19, 09:12 AM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|