|
مات لون من الوان الحب....... العم لو
|
قبل فترة نشرت هذا البوست ضمن سلسلة الوان من الحب وللحب الوان.. واذكر دعى الى العم لو عدد كبير منكم.فأرتايت ان اخبركم.. بقلب حزين انه في الصباح الباكر توقف القلب الكبير الذي لا يعرف الا حب الانسان والانسان عنده لا لون له ولا دين محض انسان.. رحل العم لو من هذه الفانية... مخلفا سيرته الطيبة العطرة..لعائلته ومحبيه حسن العزاء
الى اشرف و رافعى وكمال ونادية وسمانتا وبن
حضرنا إلى هذه البلد البعيدة منذ حضورنا حصرنا علاقتنا مع الأجانب الذين يعملون في الجامعة.. في العام الثاني لحضورنا هنا .. تعرفت عليها سيدة من اصول صينية دخلت الإسلام وصارت ناشطة وسط المسلمين الجدد..صرنا نتقابل كثيرا ثم دعتنا إلى بيتها حيث وجدنا والدها هناك رجل طيب وهادئ.. جلسنا نتحدث في أمور مختلفة.. فيما بعد عرفت إن والديها لا دينين.. كنت في غاية الدهشة إذ أنني لم التق قط بمن لا دين له من قبل كنت دائما انظر اليه بدهشة كيف يعيش بدون دين!! كان العم (لو) رجلا طيبا يعبد بناته وأحفاده يقضى وقته كله في خدمتهن يحضر الأطفال من المدارس ثم يرسلهم إلى نشاطات ما بعد المدرسة يقوم بتصليح كل الأشياء المكسورة في بيوت بناته.. فهو نموذج لجد مثالي.. بناته واحدة مسلمة واحدة مسيحية واحدة تدين بديانة لم اسمع بها من قبل…فهو يعرف كل الممنوعات في هذه الأديان ولا يرتكب أي غلطات يعرف إن رافعي وكمال يجب أن يصليا بمجرد أن يتوقف الآذان فيحثهم ويطاردهم لاداء الصلاة .. ويعرف أن نادية يجب ان لا تصافح أحد
فعندما يلتقي بأي شخص يعرفه يخبره نادية لا تصافح.. ويعرف أن سمانتا يجب أن تذهب الأحد إلى الكنيسة فإذا ذهبت لقضاء نهاية الاسبوع معهم عليها أن تستعد في العاشرة ليأخذها إلى الكنيسة.. ويتجنب المطاعم الصينية إذا معه أي من الأحفاد المسلمين أو المسيحين.. فهذا الرجل له قلب يسع هذه الدنيا .. فوجدنا أنفسنا مشمولين برعايته وحبه وصار اشرف أبني يتبعه مع كمال ورافعي إلى نادى الجولف للسباحة أو الذهاب إلى ماكدونالد أو اللف في الأسواق.. فتجد هذا الخليط.. هذا الرجل القصير ومعه رافعي وكمال المالايوين واشرف السودانى.. وعندما كانت نادية تتعلم قيادة السيارة كان يذهب معها في التدريبات وعندما بدأت الجامعة كان يتبعها إلى الجامعة ليطمئن إنها وصلت.. فناديا هي حفيدته الأولى فكان يتعهدها بالرعاية منذ صغرها .. فتفوقت ناديا وحصدت الجوائز الأكاديمية و الغير أكاديمية .. ألان صارت هي أول طالبة مالاوية في المستوى الجامعي تدخل هارفارد.. فكان فخورا بها يتحدث عنها بكل فخر مشيرا إليها
(My Nadia) في راس السنة الصيني المنصرم قررنا أن نزوره في بيته وذهبنا هناك وجدناه فى انتظارنا أمام الباب رحب بنا كثيرا .. وكان كل ما يقدم لنا شئ يشير إلى علامة حلال و يؤكد انه اشتراه من متجر للمسلمين كان هاشا باشا سعيدا بزيارتنا.. اتصلت بي ابنته و العبرة تخنقها وقالت لي: بابا مصاب بسرطان البنكرياس و الطبيب أعطاه فقط شهور.. وأنا لا اعرف ماذا افعل.. هل اخبره أم لا ؟؟هل اخبر أمي أم لا؟؟. انحبست الكلمات في حلقي لم استطع حتى مواساتها.. قررت ابنته أن تخبره أخبرته أخبرت أمها التى لم تستقبل هذا الخبر بصورة جيدة.. زوجها لمدة خمسين عاما سيذهب.ز بكت الام وقالت إنها ستذهب أولا ومن يومها أصبحت تعد لجنازتها و وجهزت ثوبها أرسلته إلى المغسلة..والابنة المكلومة ضائعة بينهما..بالأمس اخذ العم (لو) أول جرعة من العلاج الكيماوي… ذهبت مع بناته إلى المستشفى رغم الحزن والموقف التراجيدي … سألني من أسرتي واظهر حفاوة وسعادته بوجودي.. وعندما خرجنا فتح لي باب السيارة وانحنى لي بكل احترام وتبجيل.. اللهم اهده وخفف عنه مرضه وصبر ذويه
الوان من الحب و للحب الوان...العم (لو)
|
|
|
|
|
|
|
|
|