الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
اهداء (Re: bayan)
|
احتفل مسرحيو العالم أمس باليوم العالمي للمسرح والذي يصادف السابع والعشرين من شهر مارس من كل عام، حيث جرت العادة في هذا اليوم ان يقرأ مسرحيو العالم كلمة يكتبها أحد المسرحيين، وقد كتبها هذا العام المسرحي المكسيكي فيكتور هوغو رسكون باندا بعنوان «بصيص أمل» .
وهو من مواليد عام 1948 بمدينة أوراشك الصناعية في شمال المكسيك، وكان يمكن ان يكون مهنيا كأهل مدينته، لكن أمه سمته بهذا الاسم تيمنا، ليكون كاتبا وتربى على حب المسرح، كان منذ الصغر يتابع حوارات جده القاضي في باحة المنزل للفصل بين المتخاصمين، وبالتالي تأثر بهذه البيئة وأحبها، ثم درس القانون فأصبح محاميا بارزاً أيضا.
كتب هوغو أولى مسرحياته (أصوات عند عتبة الدار) عام 1979، وأتبعها بعدد آخر من المسرحيات ذات المضامين الإنسانية، حتى بلغ ما كتبه نحو 50 مسرحية، كما كتب عددا من المسلسلات التلفزيونية.
وفيما يلي ترجمة لنص الكلمة قام بها المركز الكويتي للهيئة العالمية للمسرح:
إن كل يوم في حياتنا يمكن اعتباره يوما عالميا للمسرح، ذلك لأن شعلة المسرح لا تزال منيرة في ركن ما من أركان هذا العالم المترامي، بلا انقطاع طوال القرون العشرين التي مضت من عمر البشرية.
منذ زمن بعيد يواجه المسرح تحديا دائما يهدد بقاءه، مع ظهور السينما والتلفزيون خاصة، هو تحد يتواصل اليوم مع وسائل الاتصال الالكترونية. لقد غزت التقانة الآن عالم المسرح فمحقت دور الإنسان.
ولذلك بدأت محاولة ابتكار المسرح التشكيلي، وهو ضرب من التصوير الفني بالحركة لكي تحل محل الكلمة المنطوقة، فكان ان ظهرت عروض مسرحية بلا حوارات، ولا أضواء، ولا ممثلين، عروض تقوم على الدمى المتحركة واللعب التي تتلون بمختلف المؤثرات البصرية العديدة.
التقانة يا سادتي حاولت ان تحول المسرح إلى عرض للألعاب النارية، أوجعله عرضا هامشيا كالتي تنظم في إحدى الساحات.
ولكن ها نحن الآن نشهد عودة الممثلين للظهور أمام جمهورهم. وها نحن نسعد برؤية الكلمة وهي تعاود انطلاقتها من الأفواه على خشبة المسرح. يقينا، أن المسرح قد قطع صلاته مع وسائل الاتصال.
وأصبح يدرك بعديه المتأصلين فيه: كائنان متعانقان في مواجهة بعضهما بعضا، كائنان ينقلان المشاعر والأحاسيس والأحلام والآمال معا. إن الفن المشهدي يتخلى الآن عن طريقته السردية للقصص مفضلا عليها ان يكون فضاء لمناقشة الأفكار.
المسرح يتحرك، ينير الطريق، يثور ما في الداخل ويثير الأعصاب، يرفع من المعنويات، ويبوح بالكوامن، المسرح يجعلك مستفزا، كما أنه ينتهك حرمات الأعراف التقليدية، إنه نقاش مشترك مع المجتمع. أجل المسرح أول نوع فني يقف متحديا الفراغ الفكري، والظلال، والصمت، ليفرض سلطان الكلمة،وسلطان الحركة، وسلطان النور التي تفيض منها الحياة.
المسرح كائن حي، ما أن ينطلق حتى يدمر نفسه، ولكنه قادر دوما على النهوض من تحت الرماد، إنه أداة التواصل السحري، الذي في إطاره يمكن لجميع الناس ان يقدموا شيئا ما، أو أن يستقبلوا شيئا، يغير من حياتهم.
والمسرح يمثل صورة لقراءة الآلام الحقيقية التي يعاني منها البشر في مختلف مواقعهم، إذ يعكس ظروف الواقع الإنساني، صانعوا المسرحيات ليس الذين يتحدثون من خلال المسرح، إنما الذي يتحدث هو المجتمع عينه في حقبة من الحقبات.
وللمسرح أعداء أيضا: واحد أعداء المسرح غياب التربية الفنية للصغار، الأمر الذي يعيق اكتشاف المسرح والاستمتاع به، والعدو الثاني للمسرح فهو الفقر الذي يجتاح بقاع الدنيا في هذه الأيام، ويحول دون وصول الناس إلى المسارح، أما ثالث أعدائه فهو التجاهل واللامبالاة للمسرح من جانب الحكومات وتقصيرها عن تشجيعه.
إن خشبة المسرح فضاء للحوار بين الخالق ومخلوقاته على الأرض، لكن ما يحدث الآن أن الناس لا يتحدثون إلا فيما بينهم، ولهذا من الواجب ان نعتبر المسرح أكبر من الحياة، وأفضل من الحياة ذاتها، فالعمل المسرحي واجب مقدس يضاهي في مقداره قيمة الكلمة الحكيمة في موطن الضلال، وهو استعراض لصدق المعتقد لدى الناس المسؤولين عن مصائرهم الشخصية.
ان علينا ان نختبر المسرح حتى نتمكن من ان نتفهم ما الذي يحدث لنا، ومن أجل التعبير عما يصيبنا من الألم، وما نعانيه من الهم المحيط بنا، لكن علينا أيضا ان نعتبره بصيص نور وشعاع أمل في هذا العماء من الفوضى والكوابيس التي أصبحت تلف وجودنا اليوم، لهذا كله تعالوا نحيي معا كل الذين يكرسون أنفسهم لترسيخ الطقوس المسرحية! تعالوا لنردد معا: ليعش المسرح!
احتفل مسرحيو العالم أمس باليوم العالمي للمسرح والذي يصادف السابع والعشرين من شهر مارس من كل عام، حيث جرت العادة في هذا اليوم ان يقرأ مسرحيو العالم كلمة يكتبها أحد المسرحيين، وقد كتبها هذا العام المسرحي المكسيكي فيكتور هوغو رسكون باندا بعنوان «بصيص أمل» .
وهو من مواليد عام 1948 بمدينة أوراشك الصناعية في شمال المكسيك، وكان يمكن ان يكون مهنيا كأهل مدينته، لكن أمه سمته بهذا الاسم تيمنا، ليكون كاتبا وتربى على حب المسرح، كان منذ الصغر يتابع حوارات جده القاضي في باحة المنزل للفصل بين المتخاصمين، وبالتالي تأثر بهذه البيئة وأحبها، ثم درس القانون فأصبح محاميا بارزاً أيضا.
كتب هوغو أولى مسرحياته (أصوات عند عتبة الدار) عام 1979، وأتبعها بعدد آخر من المسرحيات ذات المضامين الإنسانية، حتى بلغ ما كتبه نحو 50 مسرحية، كما كتب عددا من المسلسلات التلفزيونية.
وفيما يلي ترجمة لنص الكلمة قام بها المركز الكويتي للهيئة العالمية للمسرح:
إن كل يوم في حياتنا يمكن اعتباره يوما عالميا للمسرح، ذلك لأن شعلة المسرح لا تزال منيرة في ركن ما من أركان هذا العالم المترامي، بلا انقطاع طوال القرون العشرين التي مضت من عمر البشرية.
منذ زمن بعيد يواجه المسرح تحديا دائما يهدد بقاءه، مع ظهور السينما والتلفزيون خاصة، هو تحد يتواصل اليوم مع وسائل الاتصال الالكترونية. لقد غزت التقانة الآن عالم المسرح فمحقت دور الإنسان.
ولذلك بدأت محاولة ابتكار المسرح التشكيلي، وهو ضرب من التصوير الفني بالحركة لكي تحل محل الكلمة المنطوقة، فكان ان ظهرت عروض مسرحية بلا حوارات، ولا أضواء، ولا ممثلين، عروض تقوم على الدمى المتحركة واللعب التي تتلون بمختلف المؤثرات البصرية العديدة.
التقانة يا سادتي حاولت ان تحول المسرح إلى عرض للألعاب النارية، أوجعله عرضا هامشيا كالتي تنظم في إحدى الساحات.
ولكن ها نحن الآن نشهد عودة الممثلين للظهور أمام جمهورهم. وها نحن نسعد برؤية الكلمة وهي تعاود انطلاقتها من الأفواه على خشبة المسرح. يقينا، أن المسرح قد قطع صلاته مع وسائل الاتصال.
وأصبح يدرك بعديه المتأصلين فيه: كائنان متعانقان في مواجهة بعضهما بعضا، كائنان ينقلان المشاعر والأحاسيس والأحلام والآمال معا. إن الفن المشهدي يتخلى الآن عن طريقته السردية للقصص مفضلا عليها ان يكون فضاء لمناقشة الأفكار.
المسرح يتحرك، ينير الطريق، يثور ما في الداخل ويثير الأعصاب، يرفع من المعنويات، ويبوح بالكوامن، المسرح يجعلك مستفزا، كما أنه ينتهك حرمات الأعراف التقليدية، إنه نقاش مشترك مع المجتمع. أجل المسرح أول نوع فني يقف متحديا الفراغ الفكري، والظلال، والصمت، ليفرض سلطان الكلمة،وسلطان الحركة، وسلطان النور التي تفيض منها الحياة.
المسرح كائن حي، ما أن ينطلق حتى يدمر نفسه، ولكنه قادر دوما على النهوض من تحت الرماد، إنه أداة التواصل السحري، الذي في إطاره يمكن لجميع الناس ان يقدموا شيئا ما، أو أن يستقبلوا شيئا، يغير من حياتهم.
والمسرح يمثل صورة لقراءة الآلام الحقيقية التي يعاني منها البشر في مختلف مواقعهم، إذ يعكس ظروف الواقع الإنساني، صانعوا المسرحيات ليس الذين يتحدثون من خلال المسرح، إنما الذي يتحدث هو المجتمع عينه في حقبة من الحقبات.
وللمسرح أعداء أيضا: واحد أعداء المسرح غياب التربية الفنية للصغار، الأمر الذي يعيق اكتشاف المسرح والاستمتاع به، والعدو الثاني للمسرح فهو الفقر الذي يجتاح بقاع الدنيا في هذه الأيام، ويحول دون وصول الناس إلى المسارح، أما ثالث أعدائه فهو التجاهل واللامبالاة للمسرح من جانب الحكومات وتقصيرها عن تشجيعه.
إن خشبة المسرح فضاء للحوار بين الخالق ومخلوقاته على الأرض، لكن ما يحدث الآن أن الناس لا يتحدثون إلا فيما بينهم، ولهذا من الواجب ان نعتبر المسرح أكبر من الحياة، وأفضل من الحياة ذاتها، فالعمل المسرحي واجب مقدس يضاهي في مقداره قيمة الكلمة الحكيمة في موطن الضلال، وهو استعراض لصدق المعتقد لدى الناس المسؤولين عن مصائرهم الشخصية.
ان علينا ان نختبر المسرح حتى نتمكن من ان نتفهم ما الذي يحدث لنا، ومن أجل التعبير عما يصيبنا من الألم، وما نعانيه من الهم المحيط بنا، لكن علينا أيضا ان نعتبره بصيص نور وشعاع أمل في هذا العماء من الفوضى والكوابيس التي أصبحت تلف وجودنا اليوم، لهذا كله تعالوا نحيي معا كل الذين يكرسون أنفسهم لترسيخ الطقوس المسرحية! تعالوا لنردد معا: ليعش المسرح!
و
و
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | bayan | 03-27-06, 11:36 AM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | هشام آدم | 03-27-06, 11:41 AM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | bayan | 03-27-06, 11:56 AM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | bayan | 03-27-06, 12:11 PM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | Deng | 03-27-06, 12:12 PM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | Kostawi | 03-27-06, 01:52 PM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | محمد سنى دفع الله | 03-27-06, 05:07 PM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | bayan | 04-01-06, 02:02 AM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | bayan | 03-27-06, 10:05 PM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | bayan | 03-27-06, 10:06 PM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | Yassir Tayfour | 03-27-06, 10:11 PM |
انحياز | mohmmed said ahmed | 03-27-06, 11:06 PM |
Re: انحياز | bayan | 04-01-06, 02:04 AM |
دعما للبوست | mohmmed said ahmed | 03-27-06, 11:13 PM |
اهداء | mohmmed said ahmed | 03-27-06, 11:26 PM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | Deng | 03-27-06, 11:58 PM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | Bannaga ELias | 03-28-06, 03:21 AM |
Re: اعطني مسرحا ابني امة.. كل عام وأنتم بخير | bayan | 04-01-06, 02:09 AM |
اهداء عمود د خالد المبارك بمناسبة يزم المسرح العالمى | mohmmed said ahmed | 03-28-06, 05:18 AM |
|
|
|