يا بكري: طلب صغيروني جداً

Quote: من المفكرة بقلم : يحى حسين القدال [email protected] مقابلة شخصية تحفل المقابلات الشخصية ( أو الانترفيو ) ببعض من المفارقات والمواقف الطريفة على حد سواء و لكونها آخر الخطوات التي ربما تؤدي إلى الحصول على الوظيفة أو فقدانها ، فكثيرا ما يكون الذين يدعون إلى هذه المقابلات في حالة من التوتر و الارتباك الذي ربما يفضي إلى فقدانهم للوظائف المتقدمين لها خاصة إذا ما استجابوا لبعض الأسئلة الاستفزازية التي يعمد إليها بعض من يجرون مثل هذه المقابلات لقياس درجة تحمل طالبي الوظائف لضغوط العمل و حالات الاستفزاز التي تصاحبها أحيانا، كما يفقد بعضهم فرصة التوظف لسوء مظهرهم و هذه ظاهرة أفقدت الكثير من السودانيين وظائف جيدة المردود المادي خاصة في دول الخليج . ولعلى لا أجد مناصا من الإشارة إلى أن احد الإخوة الاطباء العاملين بمستشفي مرموق في دولة خليجية قد اضطر، حسب إفادته لي حين تطرقنا عرضا لموضوع المظهر، إلى طلب تأجيل موعد المقابلات الشخصية التي كان مخططا لها مع بعض الاطباء الجدد و من بينهم زميل له لأن مظهر هذا الزميل لم يعجبه حين حضر لإجراء المقابلة و كان هذا الطبيب يعلم تماما بصفته عضوا في لجنة المقابلات أن الدرجة التي سيحصل عليها زميله قياسا على مظهره الذي رآه به لن تؤهله للمنافسة على الوظائف المتاحة في مستشفي يعتبر فيه المظهر جزءا لا يتجزأ من متطلبات شغل أي وظيفة. و لم يكتف هذا الطبيب بتأجيل المقابلة فحسب بل اصطحب صديقه في أمسية اليوم نفسه إلى متجر لبيع البدل واشتري له بدلتين لزوم المقابلة القادمة و من ثم العمل إذا قدر له النجاح، وانتهز الطبيب فرصة هذا المشوار ليشرح لزميله الأسباب التي دعته إلى التصرف بهذه الطريقة(طبعا ياخي انت عارف الجماعة ديل ما بقبلوا الواحد في أي وظيفة إلا إذا .....و ما إلى ذلك من كلام كان لا يلزم أن يفوت على فطنة كل من يتقدم لأي وظيفة خاصة خارج السودان) و بالفعل استطاع هذا " الزميل " اجتياز المقابلة و استمر في العمل حتى الآن. وحكى زميل آخر كيف أن قريبا له قد رشح احد زملائه لوظيفة مهمة بإحدى المؤسسات الكبيرة بالخليج أيضا و حدد له الموعد الذي يمكنه الحضور فيه لمقابلة المدير العام فحضر صاحبنا بعد أن (كرب) عمامته و امتطى مركوب الأصلة و احضر معه شنطة السمسونايت لتكملة الهندام ، و كان من سوء حظه انه صادف المدير العام أثناء دخوله للشركة والذي لم ينتظر كثيرا حتى نادي على من طلب منه ترشيح موظف للوظيفة الشاغرة أن خلى الجزار اللي جايي يشتغل عندنا دا يشوف ليه جهة تانية يشتغل عندها و ابحث عن الكلمات المناسبة للاعتذار له) و بذلك انتهت المقابلة قبل أن تبدأ. أما عن الطريف من المقابلات فقد قيل أن احد خريجي البيطرة الخرطوميين ( عندما كان للخرطوم أهلها ) تقدم للعمل بوزارة الثروة الحيوانية و بعد أن اجتاز كل المقابلات اللازمة تم إخطاره بعد التهنئة و الكلام الجميل عن جمال الريف و طبيعته و طيبة أهله و التحديات الظريفة التي سوف تصادفه في عمله الميداني أن الاختيار قد وقع عليه للعمل ببابنوسة فعاد للبيت فرحا لإخطار أسرته التي توقع أن يسرها الخبر ولكن والدته فاجأته بالقول : سجم خشمك يا ولد وكمان جاي مبسوط بيها ؟ نحن (بابا كوستا) قاعدين نوديك ليه بالتاكسي عايز تمشي لي بابا نوسة ...؟ ارجع خليهم يغيروها ليك .... بالله عاين الولد المغفل دا !. و أما خريج الزارعة (الحنكوشة) فقد وقع اختيار اللجنة عليه للذهاب إلى مشروع (الغزالة جاوزت) بجنوب دارفور وما أن تم إبلاغه بذلك بعد انتهاء المقابلة حتى أبدى امتعاضا ظاهرا حيث رأى في الأمر مؤامرة قصد منها دفعه دفعا للعمل في مناطق الشدة فأسر في نفسه أن يرد على هذه الإهانة المقصودة بمثلها فحدج رئيس اللجنة بنظرة معاتبة ثم تساءل مستخفا : قلت لي (الغذالة) عملت شنو يا هناي ؟ فلم يكن من رئيس اللجنة الذي غاظته هذه الحنكشة المستفزة إلا أن رد له الصاع صاعين) الغزالة ما عملت حاجة يا ولدي لكن انت امشي شوف ليك مشتل و اقعد اتونس فيهو مع أخواتك(ومقابلة ثالثة أجريت مع احد المتقدمين للكلية الحربية فنودي عليه لمقابلة لجنة الاختيار والقبول وما أن هم بالدخول حتى استوقفه احد الضباط : يا ابني نحن عايزنك تدخل المكتب اللي نحن قاعدين فيه دا من غير ما تهبش السجاد برجليك ، ففكر و قدر ثم عبس في وجه الضابط قائلا: يعني عايزني اجيك طاير ياجنابو ؟ فجاءه الرد : ما بتحتاج يا ابني بس لف السجاد دا قدامك و ادخل و شيل ورقك وروح شوف ليك قراية تنفعك.